«مداوي هزيمتي»
«الفصل الثاني عشر»
«صدمة»
-----------------------------------------------------------
لو كان كلُ مساءٍ مثل بسمتها
ماذا عسى سيكونُ العمرُ ياقلبي ؟
----------------------------------------------------------شعور وكأنك في عتمةٍ ولا تستطع الصراخ، أمامك منقذك ولا تستطيع الركض نحوه الحزن يأتي على هيئة شخص ويتمسك بجسدك ليمنعك من الوصول لما تريده.. ذلك هو الشعور بالحزن من أقرب الناس إليك
تململت"هداية"بنومتها وهي تفتح عيناها ليقع بصرها على من جعل قلبها ينتفض، توسعت مقلتيها برعبٍ وهي تراه أمامه يبتسم بشر ويقرب تلك الإبرة من يدها.
وكأن حلقها توقف عن العمل لا تستطع الصراخ لينقذها أحد تنفست بسرعة وهي تنفي برأسها في ذعرٍ.
أبتسم"زياد"بشرٍ وهو يميل نحوها مردفًا ببراءة:
"إيه يا هداية بقى خايفة من زياد حبيبك؟! دا انا جاي أتطمن عليكِ وأديكِ الهدية دي هتريحك من العالم كله"
بدأ صوت تنفسها بالظهور وهي ما زالت تنفي برأسها، تنظر حولها لعل تجد ما يمكن أن تضربه به مما جعله يضحك بتهكمٍ.
"أنتَ بتعمل إيه هنا؟!" نبست الممرضة بغضبٍ من وجود ذلك الشخص، ألتفت"زياد"نحو بفزعٍ قبل أن يلقي ما بيده ويدفعها من أمامه ثم يركض مسرعًا للهروب قبل أن تستدعي أفراد الأمن.
ركضت الممرضة نحو تلك التي ما زالت تنفي رأسها بهستيرية ولا تمتلك القدرة على الحديث.
ظلت تتذكر مظهره وهو ينظر نحوها جميع الذكريات تأتي أمامها مرةً أخرى كشريط الفيلم ومن ثم شعرت بسائلٍ يندفع داخل أوردتها ليجعلها تشعر بالسكينة وتغمض عيناها لتذهب إلي عالمٍ آخر هادئ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهبط من السيارة ينظر نحوه بإبتسامةٍ جانبية وهو يزيل نظراته من عينه ليجلب هاتفه الذي أعلن عن مجئ مكالمة له.
أجاب على المكالمة وهو يردد بمرحٍ:
"يا عم واحشني والله"
أتاه صوت صديقه وهو يوبخه بحنقٍ:
"يعني لازم تنزل القاهرة علشان ترد عليا ونتقابل؟! مالك ياض مبتسألش ليه؟!"
أجابه بقلة حيلة وهو يسير بهدوءٍ:
"والله يا زين الشغل خدني خالص أنتَ عارف طبيعته بقعد أسافر من محافظة لمحافظة"
نبس"زين"بتفهمٍ وهو يهدهد صغيرته حتى تنام:
"عارف يا تميم والله ربنا يعينكم، طب بقولك بما إنك في القاهرة عدي عليا عند بيت عيلتي مش شقتي ونتجمع زي زمان"
أجابه"تميم"وهو ينظر لساعته:
"خلاص نصاية وهعدي عليك كدا أخلص بس المشوار دا، يلا سلام"
YOU ARE READING
مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل"
Romanceمداوي جروحي وسط تلك الحروب، مداوي هزيمتي وسط تلك الإنتصارات، أرى في عينيك نظرة الإصرار والعزيمة مثل الجندي الذي يحارب لأجل وطنه أرى بأنني بمثابة وطنٍ غالٍ وأنتَ تحارب لأجله بعزم ما بكَ حتى ترى أعلامه ترفرف بحريةٍ فها انا قلبي يرفرف مثل العلم عندما أ...