مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل"

الحلقة الخاصة الثانية

قولوا لها أنني لازلت أهواها
مهما يطول النوى لا أنسى ذكراها
هي التي علمتني كيف أعشقها
هي التي سقتني شهد رياها
روح من الله سواها لنا بشرا
كساها حسنا وجملها وحلاها
ليلي ليلي ليل ياليل
قولوا لها أنني لازلت أهواها
مهما يطول النوى لا أنسى ذكراها
----------------------------------------------------------
كنتُ أظن أنني سوف أتعافى بغيابكِ ولكن ما وجدت إلا صورتكِ أمامي ترافقني أينما ذهبتُ.
-----------------------------------------------------------

مرت تلك السنواتِ ولم ينساها، لم ينسى من آسرت قلبه كلما ظهرت، يتذكر آخر مقابلةٍ بينهما منذ عشر سنوات عندما انتظرها عند أحد المراكز التعليمية وفور عثوره عليه توجه مسرعًا نحوها:
_ "ندى"!!

التفتت" ندى" على صوت من يناديها لتتفاجأ به ينظر إليها بكسرةٍ، فاستأذنت من أصدقائها أن يذهبن وتوجهت نحو مع ترك مسافة معقولة بينهما:
_ نعم اتفضل!

تجاهل "عمر" برود نبرتها ليعاود التحدث برجاءٍ:
_ أنا مانستكيش يا "ندى" أنا لسة بحبك والله وكمان ه..

قاطعته "ندى" ببرودٍ تام لا تصدق حرفًا مما يقوله:
_ معلش يا "عمر" علشان الكلمتين دول قولتهملي كتير وأنا صدقت وعشّمت نفسي فيك وفي الآخر صدمتني، أنا بقولك أهو إنساني يا "عمر"، حكايتنا ماينفعش تحصل أصلًا احنا مش شبه بعض فوق بقى.

صرخ بها" عمر"بنفاذ صبر مما جعل المارة يلتفون لهما:
_ أنتِ ليه مش راضية تديني فرص خالص؟! أنا بجد حبيتك مش راضية تصدقيني ليه؟

أجابت "ندى" بحدةٍ وقد فاض بها الكيل مما يقوله كل مرةٍ:
_ علشان أنتَ كل مرة تقولي كدا وتخليني أصدقك وتديني على قفايا بعدها، بس عارف الغلط مش منك، الغلط مني إني خونت أهلي وسمحتلك من البداية تاخد وتدي معايا، لكن بعد كدا مش هسمح بدا ومش عايزة أعرفك تاني.

صرخ بها مرةً أخرى ولكن تلك المرة كانت بسخريةٍ لها:
_ أنتِ اللي هترجعي تندمي يا "ندى" والله هتندمي علشان أنا حبيتك بجد ومش كلام وخلاص زي ما بتقولي، أنتِ الخسرانة علشان كنت بجري ورا واحدة زيك.

اشتعلت بشدة من جملته الأخيرة لترفع كفها هابطةً به على وجنته بعنفٍ، فأغمض هو عيناه بقوة مستمعًا لصوتها المختلط بالبكاء:
_ القلم دا ادتهولك قبل كدا وكنت ندمت، إنما أنا دلوقتي عمري ما هندم إني ادتهولك، أنا اللي مايشرفنيش إني أعرف واحد زيك يا "عمر".

أنهت حديثها وهي تتركه مغادرة بخطوات عنيفة تبكي بشدة من إهانته لها.

عاد من ذكرياته ينظر أمامه بشرودٍ وهو يندم أشد الندم الآن على كل كلمة تفوه بها، فكان يحفز نفسه بأن سوف ينسى كل ما يتعلق بها خلال عدة أيام ولكن لم يصدقه قلبه، فظل ينبض بالتفكير بها والتي لن تذهب عن ذكراه أبدًا.