الفصل الثاني: "سَتتخَلّي عَنهُ"

2.8K 201 344
                                    

"فلسطين، سيأتي اليوم الذي ترفرف به أعلامك بحريةٍ، سيأتي اليوم الذي يركض به أطفالك بسلامٍ وطمأنينة، سيأتي اليوم الذي سينام الجميع به وهم غير خائفين من الإنفجارات المفاجأة، سيأتي اليوم التي تتوقف به العيون عن البكاء وستبكي بدلًا منها فرحًا، ومن هنا إلى ذلك اليوم يتشوق المرء للذهاب إليكِ والمكوث بكِ في أمانٍ  وسترحل الأحذية المتسخة من مسجدكِ الشريف والطاهر، فأصمدي لقد تبقى القليل إن شاء الله."

«غيث الصيّاد»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحياة ليست عادلة تلقينا لأناسٍ نظنهم الحياة لنا ولكن ما هم سوى السم الذي يدب بداخل عروقنا ليحضّر لموعد وفاتنا بالبطئ فأخشى عزيزي عند أختيار أشخاصك فعدوك يكرهك مرة والقريب منك أكثر من مرة.

ذهبت"هداية"مستخدمة عنصر المفاجأة فضولًا لرد فعل خطيبها عندما يدرك وجودها وعندما وصلت للطابق المحدد قامت بفتح باب مكتبه حتى أنمحت الإبتسامة بسرعةٍ وحلت الصدمة وجهها من ذلك الذي تراه.

فكان الذي ظنته بأنه الحياة لها بأكلمه ها هو يضم إمراة غيرها ويربت أيضًا على رأسها بينما هي تخبئ وجهها في ثيابه وتنتحب بشدةٍ، حتى أنتبه"زياد"بأنه يوجد شخص ما قام بفتح الباب فألتفت بعينه ليحل الذعر بوجهه عندما رآها أمامه في حالة تستعد للإنهيار.

أندفعت"هداية"مسرعةً للخروج خارج ذلك المكان غير مبالية لـ الذي أنتفض لملاحقتها، أستقلت سيارة أجرة حتى لا يستطيع اللحاق بها.

عندما وصلت دخلت على الفور إلى غرفتها دون الرد على تساؤلات جدها القلقة عن سبب بكائها.

أغلقت باب غرفتها بعنفٍ وهي تبكي عن ما رأته فكيف الذي وثقت به يخذلها كذلك، ولم تمر ثوانٍ حتى أستمعت لطرقات جدها فقامت بفتح الباب وأرتمت بأحضانه تنتحب بقهرٍ، أغمض جدها عيناه وهو يربت على ظهرها بمواساةٍ.

"بعد مرور نصف ساعة من البكاء المستمر"

أختفت الدموع من أعين"هداية"ولكن الحزن بالغ بهما وهي تستمع لحديث جدها الذي أستمر بالمسح على خصلاتها بحنانٍ:
"متزعليش يا حبيبتي حقك عليا انا، يمكن في سوء تفاهم ولا حاجة"

ردت عليه"هداية"بصوتٍ متقطع:
"سوء تفاهم إيه يا جدو؟!، انا شايفاه بعيني حاضن واحدة فين سوء التفاهم في دا؟!، ياما كتير قالي حاسس بيكِ هعوضك عن أهلك، هحسسك بالأمان لكن إزاي بعد عملته دي؟"

صمتت قليلًا تلتقط أنفاسها بحزنٍ وهي تتابع:
"انا وحشني ماما وبابا أوي،كنت معاهم متطمنة الحياة من غيرهم وحشة يا جدو، ليه ماكناش نبقى زي أي عيلة؟، انا أه بحاول أتعود على فراقهم بس هي الدنيا هتفضل كدا؟ محدش لا حس ولا هيحس بإللي انا فيه أصلًا"

دب الحزن بقلب جدها لإستماعه عن عباراتها المشتاقة لوالدتها التي توفيت اثر حادث وكانت "هداية" في هذا الوقت بالثانوية العامة.

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now