إقتباس من الفصل القادم

647 38 26
                                    

كالرياح تتسابق بسرعةٍ لتتطاير أوراق الأشجار معها بعيدًا كمن يلقي قلبه في عرض الحائط غافلًا عن مشاعره التي تحطمت، ليصبح المتحكم به عقله بقراراته الصارمة والتي لا رجعة بها.

التفتت "هداية" والتي كانت تتشح بالأسود في ثيابها كلها تتلاقي عينيها المنتفخة من كثرة البكاء  بعينيه لتتضح نظراتهما المعبأة بالعتاب والندم عن ما سيتم التفوه به.

تنفست الصعداء قبل أن تنظر داخل عينيه مردفةً بثباتٍ:
_ إمشي يا سفيان، أنا من البداية كنت قلقانة ومرعوبة من كل دا ماكنتش عاوزة أقرب من حد تاني بسبب كدا فأرجوك إنساني وإمشي.

أجابها "سفيان" بجمود وعينيه تملؤها التحدي:
_ وأنا قولتلك مش هسيبك، ماتبقيش ضعيفة كدا وتستسلمي لكل دا، أنا مش هسيبك غير لما تفوقي لنفسك.

صرخت به وهي تلتقط الكوب الزجاجي تلقيه على الأرض ليتحطم ناثرًا الزجاج بالأنحاء كلها:
_ وأنا قولتلك مش عاوزاك كفاية بقى كلهم بيروحوا مني وأنا واقفة أتفرج لة بتحبني بجد إمشي يا سفيان أنا مابقتش عاوزة حد في حياتي لو كملت معايا بجد مش هتلاقي غير إللي يضرك وبس.

ضرب بقبضته على الطاولة وهو يتابع بإصرارٍ:
_ مش هسيبك يا هداية أنا بدأت علاقتي بيكِ وأنا عارف بكل إللي هقابله ماتجيش أنتِ وتقولي كدا أنا هنا علشان أبقى جنبك متضيعيش الفرصة من إيدك.

مدت أناملها تمسح عباراتها التي سقطت عنوةً عنها لتجيبه بجمودٍ:
_ وأنا بضيع الفرصة من إيدي ومش عاوزاك ياريت يبقى في دم وتمشي بقى وسيبني في حالي، روح شوف إللي جاهزة ومستعدة للجواز ومسئولية وتبقى أحسن نفسيًا أنا خلاص طاقتي خلصت ومش عاوزة حد في حياتي بعد ما كله مشي.

اومأ "سفيان" بتفهمٍ وهو يلتقط متعلقاته الشخصية ومن ثم نظر إليها بعنين يملؤها الحزن ولولا صموده لتساقطت الدموع فورًا، فنبس بضوت جاهد على إبقائه ثابتًا:
_ تمام أنتِ إللي إختارتي وقررتي وأنا هبقى عندي دم أشوف وشك على خير يا هداية.

قبل أن يغادر المنزل التفت بعدما قامت بندائه ليجدها تخلع خاتم خطبتها من إصبعها وهي تمد يدها به:
_ أتفضل دا ماعادش بتاعي ولا يخصني إبقى بيعه ولا اتصرف فيه زي ما تحب.

نظر إلى الخاتم بقلبٍ منكسر فكانا لم يقيموا حفل الخطبة لهما بعدما أصرت على إرتداء الخاتم بمنزلها بين عائلته وعائلتها فقط، كانت آماله تُبنى فوق بعضهما بعدما نجح في جعلها تثق به وأصبح خاتمه يعانق إصبعها ليدل على تبقي القليل لتصبح حلاله ولكن خابت توقعاته كالجبال المنهارة وهو يراها تعطيه خاتمه مرةً أخرى.

لاحت إبتسامة ساخرة على شفتيه وهو يرفع مقلتيه ينظر إليها مردفًا:
_ خليهولك يا هداية ماعادش بتاعي أنا كمان، عن إذنك.

أنهى حديثه وهو يوليها ظهره متجهًا خارج المنزل وفور إغلاقه باب المنزل تساقطت دموعه فخطى خطواتٍ سريعة نحو سيارته قبل أن يلاحظ المارة حالته.

بينما "هداية" بالداخل سقطت على الأريكة تبكي بعنفٍ فها هي تبتعد عن أحبابها كلهم، لم تتوقع يومًا بأن حياتها ستصل لتلك النقطة خسرت حياتها وعائلتها وحبيبها! نعم لقد كانت بدأت بالشعور بعلامات الحب نحوه في الآونة الأخيرة ولكن نفى عقلها ذلك الشعور وقرر بإبعاده عن المحور خاصتها.

نظرت إلى أنحاء المنزل بتيهٍ وهي تجده يخلو من روحٍ أخرى ترافقها حتى لا تشعر بالوحدة، فتمددت على الأريكة تضم جسدها على وضع الجنين وهي تشعر بالخوف ونظرتها إلى المستقبل عن أنها ستبقى وحيدة للأبد.. حتى الموت!

#مُدَاوِي_هَزِيمَتِي

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now