إن كنت تسير بدربٍ لا تتلفت إلى الجلبة التي وراءك؛ فهذه الضوضاء تشتت تركيزك وتدمر قلوب الشاغفين.
بعد نجاح الخطة في تشابك القلوب سويًا وامتزجت الطرق ليصبح واحدًا إلى نهاية المطاف.
_ هترجع إمتى يا "غيث" بقى وحشتني أوي.
الشوق له جعلها تتآكل عليه خوفًا من أن يصيبه مكروهًا، بينما "غيث" نبس بحبٍ بالغ أثناء جلوسه على إحدى الصخور ينظر حوله بطمأنينة، فبدأ أهل وطنه ببناء مظهر مدينتهم الخلابة من جديد بعدما حطمها العدو ولكن هذا لم يبث اليأس داخل قلوب المحاربين ضدهم ليثبتون ذلك عبر تلوين جدران المنازل من جديد وتنظيف الشوارع من الخراب، ومَن فقد أحبائه يخلدون ذكراهم على الحوائط يرسمون بدماء قلوبهم الدامعة على فراقهم
_ والله القلب يتألم من بُعد ربيع أيامه عنه، وحشني النظر لعينيكِ يا فتَّانة العينين، هرجع يا حبيبتي قريب أنا اتطمنت على الدنيا هنا والحمدلله الناس بدأت ترجع لحياتها رغم فراق الحبايب، هعدي بس على "صهيب" و"فاطمة" اقعد معاهم شوية قبل ما ارجع.
أتاه صوتها المُحبب إلى قلبه تضيف بلهفةٍ:
_ هستناك يا "غيث"، هستناك زي ما استنيتك قبل كدا علشان ترجع تطمني بوجودك من تاني.
رُسمت ابتسامة على شفتيه بحبٍ إليها الذي لم ولن يزول عن قلبه كلما ترنم صوتها لأذنيه، ظلت المكالمة لدقائق ومن ثم أغلق وهو يتجه إلى المقابر الشبه منهدمة بعدما حطمها العدو ليقف أمام قبرين يحفظهما عن ظهر قلب وجلس على الأرض لا يعبأ إلى الرمل واتساخ ثيابه.
ظل يمسح بيده على مكان دفنهما بحزنٍ بالغ يتذكر عند وداعهما الأخير ونظرته لهما وكأنه كان يشعر بموتهما. جلب من جيب بنطاله قلادة أحضرها أحد الشباب مع أغراض أخرى من منزل "صهيب" الذي حاول يلملم منه بعض الذكريات قبل أن يقصفه العدو لينهار ويصبح كالزجاج المتهشم.
كانت قلادة على شكل قلب وقام بفتحها ليظهر له صور مجمعة لجميع من يعرفهم بها يجد أمه وإخوته و"صهيب" وأيضًا هو و "سارة" و"رزان" فقد علم أن هذه كانت تخص "فاطمة" حبيبته الصغيرة وطالما كان يراها تلتف حول رقبتها وكلما تسأل عنها تخبره بأنها مجرد قلادة ليست أكثر.
ابتسامة الحنين لذكريات قديمة مرت، عندما كانوا سويًا لا يفارقهم شيء ولكن الآن فارقهم الموت وأصبح بينه وبينهما أمتارًا أسفل الأرض، رفع عيناه نحو الجدران يرى هذه الجملة التي تحطم قلبه كل مرة يقرأها:
_ رحم الله "صهيب الإمام" وزوجته "فاطمة الصياد" وجنينها.
****************************************
_ يا بسمة روحي في وجه السجون،
يا نسمة ليلي طويل السكون،
يا رسمة نور كبدرٍ تكون،
يا خير العطايا في وجه الرزايا..
خُطاكِ خُطايا
يا زوجي المصون.
YOU ARE READING
مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل"
Romanceمداوي جروحي وسط تلك الحروب، مداوي هزيمتي وسط تلك الإنتصارات، أرى في عينيك نظرة الإصرار والعزيمة مثل الجندي الذي يحارب لأجل وطنه أرى بأنني بمثابة وطنٍ غالٍ وأنتَ تحارب لأجله بعزم ما بكَ حتى ترى أعلامه ترفرف بحريةٍ فها انا قلبي يرفرف مثل العلم عندما أ...