الفصل التاسع والثلاثون:"وَعَادَ الأَمَلُ"

868 70 73
                                    

"مـداوي هـزيـمـتـي"
"الفـصـل التـاسـع والثـلاثـون"
"وعـاد الأمـل"
----------------------------------------------------------
تعَالَت أوتَارُ قَلبِي عَاليًا لسمَاعِ صَوت ضحكتكِ♡
----------------------------------------------------------

_عسى أيامك جميعها صديقي العزيز أن تكون بخير وأن لا تلتفت لِما أذاك مرةً أخرى، عِش وأمرح فللحياة فرصة واحدة إن تعشها برضا أو ترى ما لا يُرضيك.

أنكر عقله قبل قلبه أنه يراها أمامه الآن تقف تنظر له بلهفةٍ بعدما تنفست بعمق على أنها رأته أمامها، لم يدري ماذا يفعل سوى أنه ظل يرمقها بعدم تصديق، هي من سافر مسافات طويلة حتى يبتعد عنها وعن التفكير بها تأتي هي وتحطم كل ما نجح بفعله بمجرد لقاء واحد.

فركت "هداية" يداها ببعضهما وشعرت بالتوتر عندما وجدته صامتًا لم يبدي ردة فعل سوى نظراته المصدومة، لتتفوه بتلعثمٍ:
_ اا.. إزيك يا سفيان؟

وآهٍ من اسمه تفوهته ليدلف يذيب البرود الذي بدأ بالظهور، لينكس وجهه أرضًا قبل أن يجيبها بنبرة عادية تخفي وراءها الشوق:
_ الحمدلله بخير، جيتِ إزاي هنا؟

تنفست بعمقٍ قبل أن تجيبه بتوضيح:
_ جيت علشان كان لازم آجي من بدري يا سفيان، دي ماينفعش تبقى نهايتنا.

فهم ما جاءت لأجله ليفسح لها الطريق حتى تدلف:
_ طب أتفضلي بلاش نتكلم على السلم.

أومأت له قبل أن تدلف ليترك باب الشقة مفتوحًا، عندما دلفت نظرت إلى الشقة بفضولٍ حتى وقعت عيناها على الطاولة التي أمام الأريكة التي كان يجلس عليها قبل أن تأتي لتعقد حاجبيها بتعجبٍ عندما رأت تلك العلبة والتي تخص طعام الأطفال"سيريلاك" تتسطح قوق الطاولة لتلتفت له وكأنها تسأله عن ماهيتها هنا، فحك رأسه بحرجٍ قبل أن يلتقط العلبة يخفيها قائلًا:
_ في روح طفل جوايا لسة ماتعافتش منه ماتاخديش في بالك أتفضلي أقعدي.

كتمت ضحكها وهي تجلس على الأريكة وجلس هو على مقعد يبعدها بمسافةٍ معقولة، لينظر لها يحثها على البدء بالحديث، لتنطق "هداية" بخفوتٍ:
_ سفيان! أنا بجد وقتها ماكنتش في وعيي لما طلبت إننا نسيب بعض كنت وقتها حاسة إن كله بيروح من حواليا وماعادش فيه غيري.

أبتسم "سفيان" بتفهمٍ قبل أن يتحدث بجمود:
_ هداية أنتِ عقلك الباطن بيبررلك إن كل الناس هتمشي من حواليكِ، ما أنا مش هبقى ندل ولما جدك يتوفى أنا هسيبك واللي هو ماعادش ليها حد يا عيني ربنا يعوضها بقى وأشوفلي واحدة غيرها، أنتِ ليه متصورة إن أنا ممكن أكون بالحقارة دي؟

هنا وتنازلت عن قناع الصمود لتتجمع العبرات داخل مقلتيها مجيبةً على حديثه:
_ والله صدقني أنا ماكانش ظني كدا يا سفيان، خوفت أخسرك بعد ما أتعلقت بيك فبعدت أحسن وحاولت أقنع نفسي إن دا الأفضل لينا بدل ما نتعلق ببعض، وأنا ماكنتش أتعلقت أوي وقتها..

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now