ضحكت نور تناظر اريام اللي موب معهم أبدًا ! , كل نظراتها الهادية للفراغ و كلها سكون ..
احنت اُنس نظراتها لها بابتسامه , نادتها بنبرة لاجل تاخذ انتباهها : اريام ! ,
رمشت اريام ترفع انظارها لاُنس اللي كملت تعقد حاجبينها : م سمعتي هُيام ؟ ,
هزت راسها بنفّي تقوم تعدل جلستها تناظرها : وش قالت ؟ , م سمعتها ؟ ,
ميّلت نور شفاتها بحزن : اييههه ...كنا البارح نقول خميس و تعبانه من الدوام ...اليوم وش فيكك مسرحة ؟ , جمعة و مافي دوام ! ,
رفعت اكتافها بعدم معرفة تسند راسها على كتف اُنس : م ادري احس فيني خمول و تعب ..,
رفعت اُنس كفها لجبينها تتحسسها بهدوء : مافيه حرارة ..وش فيك بسم الله عليك؟ ,
غمّضت عيونها بتعب : م اعرف والله ..موب حرارة احس جسمي مكسر ..,
قربّوا الأمهات و هم يضحكون و حولهم أوشحة ! , ابتسمت صيته تشوف بنتها على كتف اُنس , قربّت تجلس جنبها و بهدوء : وش فيها الأريام ! , وش فيها بنت الأيهم ,
اخذت اريام نفس عميق تمدّ يدها لكف امها تشد عليه بابتسامه لانها قالت لها " بنت الأيهم " و هذا اكثر الالقاب احب لقلبها منها و من ابوها صُهيب! : مافيها شي بنت الأيهم ,
قربت ابتهال تناظر هيام و تبتسم بفرح : الله ...وش هذا الجمالل ي هيام ,
ابتسمت هيام بفرح تناظر نورّ اللي وسعت عيونها ترفع حاجبينها : عمتّي ! , هذه ثاني مره تسوونها فيني ..جدة المرة الاولى بالظهر و الحين انتِ ! ,
ضحكت نهاد ثم حدّت نبرتها : بنت ! , لا تتكلمين عن جدتك و مع عمتك كذا ! ,
ابتسمت ابتهال و كمّلت نور تصد بنظرها : ايهه ..تنكرون افعالي ..قولوا اني انا اللي مسوية لها الميك اب و خلاص ! ..ارتاح انا و انتوا ترتاحوا ! ,
ضحكت نوره تشدّ وشاحها على كتوفها : والله براد ي بنات شلون جالسين هنا ؟ ,
عقدت حاجبينها صيته تناظر بنتها الوحيدة اللي موب لابسة زين و نطقت بخوف عليها : صح والله ي اريام براد ..وشوله م تلبسين شي و تجين بعدين ! ,
هزت راسها بنفّي تزعل ملامحها من انعكاس داخلها : وشاحي ضاع ! ,
اتنهدّ صيته تمسح على كتفها العاري بهدوء : يلا ي ماما ..البسي اي شي طويل موب لازم وشاح او جاكيت ..اهم شي تغطين نفسك زين ..,
اخذت نفس عميق ثم نطقت بهدوء : خالي كسّار متى بيجي ! ,
ابتسمت نهاد ترفع حاجبينها : ينتظر السبب اللي يخليه يترك كل شي و يجي ! ,
رمشت بهدوء تصدّ تحت أنظار صيته اللي تدري بانها تضايق من تطرى هالسالفة , نهاد تقصد انها لو انعقد قرانها بدهام هو بيجي و تحسه انفرض عليها موب حُبًا منها او رضى ! , و هذا الشي اللي للحين تاركها بحيرة و شتات و لا ودّها تقبل بشي فُرض عليها ! ..بلعت ريقها تقوم و من قامت وقفت معها اُنس : انتظري بأجي معك أنا بعد ! ,
مشت أريام و لحقتها اُنس بخطوات اسرع الى ان سارت جنبها بخطواتهم اللي اتوازنت ! ..أخذت اُنس نفس عميق : وشوله تضايقين من هالشي ! , خلاص لا تزعلين و لا تزعلين احد ..لا تهتمين م بيصير الا اللي ودك فيه انتِ ,
أخذت نفس من أعماقها تفكر لثواني : هم مبسوطين م تشوفينهم ؟ , كلهم يتكلمون و هم متأكدّين انه بيصير ! ,
ابتسمت اُنس بخفيف : و الله شوفيي ..هو انتم لايقين على بعض ماشاءالله و صدق يعني كلهم ي حظكم ببعض لاصار النصيب ,
عقدت أريام حاجبينها تطلع الدرج و من رنّ جوال أُنس عقدت حاجبينها تعمس بابتسامه " عمره طويل " مما ترك أريام توقّف تناظرها باستغراب لأن الطاري عليه ! ,
رفعت أُنس نظراتها لها : دهام يتصل ! ,
كانت أريام مستغربة من هالاتصال و م تنكر شعورّ الاستغراب و الفضول اللي تركها تبي تعرفه ! , تبي تعرف سبب للاتصال و تبي تسمع حكيهم مير قاطعتها اُنس و هي تردّ عليه ترفع الجوال لاذنها : ألو ! ,
ماهي ثواني الا و هي تهز راسها بايجاب : طيبّ ..طيب دقايق و اجيك ,
عقدت حاجبينها و هي تحسّ ودها تعرف , تحس ان هالشي يمسّها و هي لا م تعرف الكلام اللي بينهم و من قالت " دقايق و أجيك " , عرفت انه ناداها ، هي م تغار منها مير يضايقها انه يتكلم مع غيرها و يتجاهل وجودها , تدري بالحكي اللي دايم يصير بينهم بان أُنس تقول لها مير هالمرة غير , هالمرة استفزّ أدق نُقطة داخلها ,
ابتسمت اِنس تناظرها : بأروح ألبس عبايتي و أشوف دهام , يناديني بأشوف وش يبي ! ,
هزت راسها تكمّل تصعد الدرج بينما اُنس غيرت دربها و راحت عنها ..صعدت لجناحها و هي كلّها استفزاز منه , م تدري وش هالشعورً اللي فيه و يتركها تزعل لهالقد , و تُستفز هالكثر ! ..ميّلت شفاهها بزعل تمشي ناحية دولابتها تنقّي قطعة من قطعها..شدّت على قطعة بلوڤر واسعة تسحبها من علاقتها و تلبسها..التفتت ناحية المرايا و لمحت الجاكيت العسكرّي , جاكيت دهام اللي رسلها هو مع العاملة برفض ! , اتنهدّت تفكر و هي كانت رافضة انها ترجعه له , رافضة لانه استفزها و رافضة لانه موب واضح معها , رافضة لانهم كلهم يقدرونه و فارضين حياتها معاه .., صدت عنه تعدل شعرها بالمرايا و تناظر الجاكيت بطرف عينها ..غمّضت عيونها تتنهد بضيق لانها الحين تكذب على نفسها , تدري ان داخلها يتآكل و ودها لو تروح و تعرف هو وش بيقول , ودها لو تلمحه يناظرها مثل م ناظرها في الظهر اليوم لأول مرة تلمحه , تلمح داخل عيونه و هذا كله عن طريق - الغلط - ..مسكت الجاكيت و هي تسحبه بيدها و تنزل بكلّ شتات..
-
عند دهام و اُنس ,
كان مسند ظهره على سيارته , لابس بدلته و جاهز انه يروح و يترك الرياض هالفترة , كل شي كامل فيه الا جاكيته اللي موب موجود , م ينكر ان شايل همّه و لا يدري شلون رح يروح بدونه مير مُستحيل يكسّر كلمته و يروح يطلبه منها بعد ..متكتّف يسمع لاُنس اللي شغلت تفكيره بحيرّه يوم انها ركضت تخرج من الڤيلا ! , عقد حاجبينه ينطق بهدوء : لا تنكرين ي أُنس , أنا ذاك اليوم شايفك تطلعين من الڤيلا , تركضين شفتك ! ,
زفرت اُنس بضيق تشتت انظارها للفراغ لانه عرفها , عرف انها هي حتى لو نكرت الحين مستحيل هو يترك الموضوع و يكذّب عينه ! : ماما قالت لك ؟ ,
هز راسه بنفّي : لا , امك م تدري انا بس شفتك ,
ناظرته مباشرة تهز راسها بنفي : م اقصد هذا ..ماما قالت لك شي عنها و عن بابا ! ,
رفع اكتافه للحظة : نفس الحكي و نفس الكلام , فيه شي جديد ! ,
هزت راسها بنفّي تشتت نظرها للفراغ , عدل وقفته و ظهره استقام يحدّ من صوتّه اللي يعبرّ عن جديته الحين : اُنس ! ,
رمشت بتوتر ترفع انظارها له و بتفكير : ماما طلبت من بابا انها تطلق ,
رمش بصدمة يعقد حاجبينه : و ابوك وش قال ؟ , وش صار بينهم ؟ ,
رفعت كتوفها بعدم معرفة : م اعرف , اصلا انا زعلانه منونفسي لاني سمعت هالكلام ..لاني سمعته بدون لا احس و لا كان لي نية اني اعرف او اسمعهم ..,
سكنت ملامحه باستغراب , ردة فعلها الحين و هدوءها بالحكي , رغم نبرتها اللي اتغيرت للرجفة و رغم ان قلبها بوسط ضلوعها زعل الا انها ساكنة , و لا نزلت منها دمعة الحين و لا لاحظ أيّ ردة فعل خارجية منها : و إنتِ ؟ , وشوله م قلتي لأمك إنك تدرين ؟ ..,
رمشّت بهدوء تناظر هبّوبّ الهواء على سعف النخّل و شلون تسمع اصواته و هذا الشي يريّحها نوعًا ما : أخاف أقول لها و م تعزّم على قرارها عشاني و عشان عزوز ,
رفع حاجبينه بصدمة يرمش : يعني إنت تبينهم يتطلقون ؟ , تبينهم يفترقون ؟ ,
سكنت ملامحها لثوانّي تغيّم عيونها بالدموع , م تدري وش هالشعور اللي انتابها من خوف , قلق ..و حُبَ , تحبّ أمها و تحبّ أبوها ..تحبه مير تنكر و هالنكران م يفيد لانهم كلهم يدرون ! ..بلعت ريقها بحيرة : أبغى ماما تكون مبسوطة ..هي الحين موب مبسوطة ..,
ارتخى صدره من التوترّ , اجابتها , اجابتها اللي هو ماكان متوقعها ..ماكان بباله انها تقولها و لا كان بباله انها تقدر تكتم هالشي وحدها , هي بحسبه أخته و لأن البراء بعيد عنهم هو اتعودّ انه يقربّ منهم هي و عبدالعزيز , م يرضى عديهم شي و لا يرضيه زعلهم ! : و يوم يفترقون انتِ و عزوز بتكونون مبسوطين ؟ ,
لفت انظارها له مباشرة من سؤاله , سؤاله هذا اللي هي تعجز عن معرفة اجابته.. م تنكر الخوف اللي بقلبها لو صار و اتطلقوا ! , م تنكر خوفها من الفكرة و خوفها على عبدالعزيز و خوفها على أمها اللي للحين تحبّ البراء و هي تدري لان التهال م تعرف تخبّي , م تعرف تخبي حبها و اهتمامها و قلقها عليه رغم كل الاهمال الموجّه منه لهم الا انها تسأل ! , دايم تسأل و لا تترك بينهم صفحة فاضية او يطول فيها مدة ..,
التفتت اُنس من سمعت صوت أريام و هي تناديها من خلف النخلة اللي اتخبت خلفها , اتخبت من دهام و هي تحسبه حاجز بينهم.! , ابتسمت بخفيف ترفع يدها تمسح مدامعها اللي م خلت من الدموع لاجل تخفيها عن اريام و مشت لها تحت أنظار دهام اللي يمثل عدم الاهتمام ..,
وقفت قبالها تعقد حاجبينها من شافتها حاطة الكاب على راسها و بيدها جاةيته متمسكة فيه و بما انها تعرف باللي صار , عرفت انه له ! ..ابتسمت بخفيف : وش فيكك متخبية وراء النخلة ! , اطلعي ! ,
وسّعت اريام عيونها بصدمة منها و بهمس : شلون تطلع له كذا ! , موب متسترة ؟ ,
ضحكت أُنس بخفيف ترفع حاجبينها : على اساس م شافك ! , يعني ما شافك ! ..,
رمشت اريام بتوتّر تحني راسها تناظر الجاكيت : لاا ! , هذاك كان بالغلط ..الحين لو بأطلع بأتحاسب من ربي ! ,
مسكت اُنس يدها تسحبها و بنفس الهمس : م عليكك على ضمانتي دامه بيصير زوجك ..اعتبريها شوفة شرعية للمرة الثانية ! ,
نفضت اريام يدها من يد اُنس تعقد حاجبينها بغيظ تهز راسها بنفي : اُنس ! , ححرامم ! ,
ابتسمت اُنس بخفيف تناظرها و كمّلت أريام تمد لها الجاكيت : عطيه هو ! ..,
هزت أُنس راسها بنفّي : أعطيه انت ياه بنفسك , كانت تبي ترفضا أريام مير أُنس كملت و هي ترفع صوتها لدهام تناظره : دهاام ! , تعال شوي لو سمحت ,
ارتبّك داخله للحظة , ضيّع كلّ شي يفكر فيه من نادته و لانه يدري انه لو قرب بيقرّب منها هي بعد , بعد ماشافهم يتهامسون عرف انه فيها شي و لو راح لها الاكيد ان بينهم بيكون حكي .., مشى ناحيته بخطوات بطيئة يمسح شنبه غاضّ بصره عنهم بالأرض و وقف بمسافة قريبة منهم , مير يحسها أبعد من البعيد لها ! ,
ابتسمت اُنس تناظرها تناظرها رغم ان عيونها دموع الا انها تحاول تتناسى موضوع طلاق امها و ابوها و تشغل نفسها باللي تحبهم , تدري ان دهام مساحيل يقول لاحد عن هذا الشي و مستحيل يطلع الكلام حتى لامها لانه يدري انها بتزعل و هو م يحبها تزعل ! : يلا عطيه ياه بنفسك ! ,
مشت من عندهم تتركهم وحدهم و تترك أريام اللي اتورّدت كل ملامحها تحترق من خجلها ! , احمرّار وجنتيها يدل على قهرها و هذا كله هو م يشوفه لانها هي خلف النخلة ! ,
قرّب خطوتين يرفع انظاره للنخلة و لو الودّ وده يكسر هالحاجز الحين و يشوفها مير يدري انها بتوقّفه ! , بتوقفه عن كثير اشياء و اولها روحته و سفرته اللي هو مرتبط بترقيته اللي كان ينتظرها ! ..اتنحنح يفهم من المقصد شوي الا انه يمثّل الغباء من رفع عيونه و حاجبينه يبتسم بخفيف : وش تبين تعطيني ؟ ,
رمشت بتوتّر من سمعت قُرب نبرته منها , من نبرته اللي تعجز انها تفهمها يوم يكون قربها و يكونون وحدهم ..باعت ريقها بتوتّر تمدّ يدها بدون لا تتكلم لأجل يآخذه من خلف النخلة ! ,
شافها , شاف يدها و م ينكرّ ان داخله يغضب لامن شاف سكوتها و سمع صمتها ! , هي هادية اكثر من اللازم و اكثر من المفروض اللي يتركه يتعلقّ بمعاليق بخياله ودّه لو تكون حقيقة , وده يسمع منها حكي و ودّه يقرب منها مير هي بكلّ مره بسكوتها و تعبيرها عن شعورها بملامحها يعلّقه , يعلقّه بدلالها و غنجها المعروفة فيه , م تعرف تعبرّ و هذا اكثر شي يحرّق جوفّه منها ..مدّ يده بحركة سريعة يقبضّ على يدها كاملة داخل كفّه ,
وسّعت عيونها بخوف ترمش بلا استعياب منها , بلا شعور منها تخاف الحين و تخاف حيل منه او من يشوفهم احد ! .. رجفت و رجفت ضلوعّها بخوفّ انتشلّ أقصاها تتوتّر بشكل موب طبيعي تنطق برجفة : د..دهامم يدي ! ,
يسمع نبرتها الراجفة اللي تحرقه و تكركبّ سكونه الداخلي , شادّ على يدها و لا ودّه يتركها , أخذّ نفس عميق يسكنّ داخله فيه من مشاعره اللي فاضّت به يهمس بهدوء : م تحكين معي ؟ , م تبين تشوفيني.؟ ,
رمشت بخوف تبلع ريقها تشتت نظرها عن يدها اللي بوسط قبضته لعلّ هالشي يخفف توترها , احترقت محاجرها دموعّ بخوف , تخاف من كلّ شي صار و ماصار و تخاف لانها م تقدر تحكي و لسانها ينربط يوم تزيد انفعالاتها الداخلية و م يعبرّ عنها الا الالوان اللي تلوّن وجنتيها ! ..,
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...