الفصل ٦١

5.5K 125 20
                                    

هزّ راسه بإيه بعد تفكير لثواني يآخذ نفس عميق يناظر عذبي و يهمسّ له : خطّـاك السوء ي بوخلي ,
ابتسمت بخفيف لان جوفها مليء , جوفها يستحيل التعبير من كمّ الشعور بعد ما اجتمع عليها همّ على همّ , موضوع على موضوع تنضغطّ هي بشكل مو عادي : انا باتطمن صهيب و خارجه بعدها , بارجع الليل بس اجيب لي كم شغله لاجل اجلس معهم مرافق احاول ,
هزّ راسـه بزين يسحب الكرسي و يجلس عليه بينما صيته التفتت تخرج , تآخذ خطواتها للممرات , للجزء الثاني من الاجنـحه و تعدّ الغـرف على يمينها تشوف ارقامها , تعدّها بهمس الى ان وصلت للجناح اللي يضمّ صهيب هي استوقفت خطواتها تسمع عتاب البراء عليه " ما هقيت ان بينا اسرار ي بو عذبي , ما هقيت تختار هاللحظه تكون فيها وحدك بعد عمر ي بو عذبي ! بعد عمر و عشره يصير بينا اسرار على موضوع زي كذا يمسّك , يضرك و تعيشه وحدك تختار الوحده ليه و انت حولك ناس يحبّوك ؟ و انت حولك ولد بار مثل عذبي و زوجة تحبّك اختارتك انت على دنيتنها ؟ تختار الوحده على اخوانك و اختك و عليّ انا ي رفيق دربي , ي صاحب عمري والله ما هقيتها منك خيّـبت هقواتي فيك ي بو عذبي خيّبتها " , اتنهدّت صـيته تحني نظرها و تدري ان صهيب ما بعد صحى , تدري ان صحوتـه ممكن تطوّل اكثر و لان هالشيّء هي ضامنته جتّ تبي تطمن عليه قبل يشوفها , قبل يصحصح و يدري بانها تدري و هي مب جاهزه تواجهه بمشاعرها و نقدها عليه الى ان خرج البراء من الجناح يتنهدّ بضيق مثلها يحـوقل : الله يعينا والله , كل ما قلنا اخيرًا تغيّر الايهم يخيّـبنا , يخيّبنا و الله انه م اتغير ي دكتوره اللي يعينا و يعينك ,
رفـعت يدها تمسح نازف دمعها و مشى عنها البراء يكمّل حوقله , يحضر نايف من خلفها بابتسامه : الحمدلله على سلامته ي دكتوره ,
التفتت له تهزّ راسها بزين " الله يسلمك " و لانه لمح وقـوفها , حسّ بخطوتها العالقه امام الجناج هو نطق : ما ودّك تدخلين ؟ تطمّني عليه ,
أخـذت نفس عميق يُكوى قلبها على هالبعد , يُكوى انها مقيّده داخلها بردّات فعل كثير و مسكت الباب تفتحه من مكانها , تلمح جسـده من بعيد على السرير لثواني طويله هي كانت تتأمّله و يوجعها الموضوع , يوجعها البُعد لذلك هزّت راسها بنفي تترك الباب يُقفل من وحده و التفتت لنايف : اتوقع انك جالس هنا معه , بأروح للقصر و ارجع بعد العشاء آخذ منك المرافقه و انت روح ريّح ،
بباله كثير , بياله تردّد و حيره ما بين انه يرفض او يوافق لانه يبي يجلس لكنه ما يبي هالبُعد بينهم مستمرّ لذلك هزّ راسـه بزين و راحت هي تتركه , تخلي وُجودها من عندهم و فتح هو الباب يدخل يضايقه الحال اللي هم عليه : الله يصلح الحال , الله يصلح الحال ..
_
مسـتشفى آخر ؛
نـزّلت جوالها بعد ما انهت اتصالها مع اُنس " شاهر بيمرّني خلاص انتِ ارجعي البيت لا تمرّيني " و لانها كانت تمشي مع باقي زميلاتها خلف المشرفه اللي اعلنت انتهاء يومهم بالمستشفى هيّ ابتسمت تناظر زميلتها : راما ! نفس جدولي انتِ صح ؟ ,
راما : كيف جدولك انتِ ؟ احد و اثنين و خميس ننزل مستشفى ,
هزّت نور راسها بإيه : خلاص اسوي القروب انا و لا انتِ تسوينه ؟ ,,
هزّت راما راسها بنفي : لا لا انا اسويه , اعرف بنت نفس جدولنا بعد الحين اسويه و اضيفنا كلنا فيه ,
ابتسمت نور تمسك بجوالها ترسل رساله لشاهر تسأله عن موعد جيّـته لها تدخل الغـرفه تنـزل اللابكوت عنها , الكمامه و تلبس عبايتها تسحب شنتطها بيدّها و تعدّلها على كتفها تمشي للباب اللي تبي تخرج منـه توقف امامه تنتظر شاهر اللي ردّ عليها " خمس دقايق " ترتخـي ملامحها من وقوف سيارة الاسعاف امامها , ينزلون منها و يفـتحون ابوابه الخلفيّـه ينزل منها شخصّ تلمح قفاه , ينزّلـون بعدها حرمه كبيرة سن بالسرير المتحـرّك يمشـّونه و يدخـلون و يمشي الرجال اللي ترك ملامحها تسكنّ بدهشـه لانها تعرفه , لانّ كلّ خلاياها الاستيعابيه تميّـزه لكن عيونه ما كانت معها انما مع الحرمه اللي كانت جسدّ خامد بلا وعّي و تشوف الخوف بعيونه تلتفـت مع مروره و تجاوزه لها تتبـعه  تسرع خطواتها معهم و توقـف من دخلّوها هي و تركوه هو بالخارج يوقف الطّـبيب امامه يسأله : ولدها انت ؟ ,
هزّ سـهم راسه بإيه يناظر الباب , المكان اللي فرّقه عنها تعلق آخر صوره لها بباله : ولدها ولدها ,
سكنت ملامحها تسمعه و تستشعرّ خوفـه من نبرته اللي مسّهـا كل شعور بشع يكمّل يجاوب أسئله الدكتور و هي تسمعه : ايه , ايه معها ضغط و سكّر ي دكتور تكفى وش فيها طمّني , طمّني ي دكتور ,
مـسح الطبيب على كتفه يدخل الغرفه خلفهم و وقـف سهم معلّق , وقـف يرفع يدينه لراسه من هول الموقف , الشعور و كمّ الخوف اللي اجتاح داخله ما يريّـح قلبه على امـه يسند ظهره للخلف , للجدار و بلاشعور منه هو ركبه انثنـت للارضّ , يغطّي ملامحه بكـفوفه و يحاول يبعد كل الافكار عنه و لا كانت هيأته عاديّه لها , ماهو خوف عادي و لا شعور طبيعي وضوح احساسه لها  و ياللي تشوفـه ودها تقرّب , تسأل و تطمّن لكن يردّها الف عائق و الحين يتصّـل عليها شاهر اللي كانت هي تنتظره و لان عجلته كانت واضحه من اتصالاته الطويله و المتكرره هيّ اضطرت ترجع خطواتها , تخرج و تترك صورته بباله باقيه , تترك قلبها قلـوق عليه و على امه اللي شافتها و لا بيدّها شيء تشـوف سيارة شاهر و قربتها تركب تجاوره بالمـقعد مباشره تسمع سؤاله " وش فيك ؟ " هزّت راسها بنفـي : ما فيني شي ,
عقد حاجبيه باستغراب يحرّك يلـمح غياب عقلها بالتفكير : بنت ! اول يوم يسوي فيك كذا تونا ما بدينا السنه ,
اتنهـدّت تعقد حاجبيها بانزعاج منه تربط حزامها تناظره : ممكن تسكت ي شاهر ؟ ,
رفـع حاجبه يناظرها بعدم اعجاب : اخوك الكبير تقولين له اسكت ؟ انزّلك الحين هنا ؟ ,
ناظرتـه دون كلمه لكن كلّ ملامحها كانت تعبّـر و تصرّح انها واصله اقصاها من الاخلاق و لا تتحمّل اكثر لذلك ضحك , ضحكّ يعدّل جلـوسه يلطّف شعورها : خلاص خلاص باسكت بس ما ودّك بقهوه ؟ ..
_
سـياره همّام ؛
مسـح البراء بكفوفـه وجهه يحاول يبعدّ ضيقه , يحاول يعدّي مرحلة تعبه هذه من الصباح للحين و يآخذ نظره لهمّام اللي ماكانت منه كلمه طوال الطريق , كان صامتّ يتابع خطّـه بهدوء و لا تظهر منه الكلمه مثـل ما يحسّ هو الحين داخله فوضى يدري ان اللوضى ذاتها داخله و يعجزون ترتبيها , يعجزون ينهـون متاهات الطريق اللي ما تدّلـهم لنهايته و تعلـن الراحه لهم و لحياتهم , اتنـهدّ يفتح درج السياره يناظر السّلاح اللي تركه به , الرّصـاص اللي لازالت بقاروره الماء يسحبـهم يتركهم على فخذه و لانّ همام حسّ عليه و قلق داخله يناظره من بدأ يملـي مشط السلاح من جديد بالرصاصات و يتساءل داخله بجـنون : عمّـي ! ,
ناظره البراء لجزء من الثانيـه و هم يكمّل يملي باقي الرصاصات و ينطـق : تدري كم رصاصه هنا ؟ ,
ما كان منه الرّد لانه ما يدري , بالفعل هو ماشافها و لا يدري سبب سؤال البراء المفاجـئ له و لا يحبّه كونـه يقلق , التفت له البراء يناظره : بها الحين اربع رصاصات بالمشط ,
رفـع همام حاجبه يناظر المشط بيده و الرصاصتين اللي بكفّـه الثاني : بس غيرها اثنين ! ,
هزّ البراء راسـه بإيجاب : اعتبرها مب موجوده , دام اثنين روّحـوا و عن درب العوج استقمناهم كم بقى بالمشط ؟ ,
عقد همام حاجبه يفهم مقصده , يفهم معنى حكيه بانّ الاثنين هم عز و الرجال اللي انمسكّ بالقسم و للحين يحققون معه لكنه يجهل تفسير الاربع : اربع بس وش دراك انت انهم اربـع ؟ ,
اخـذ البراء نفس عمـيق يقلب المشطّ , ينزّل رصاصه وراء رصاصه و ينطق بكلّ اسم يتبع نزول الرصاصه : هذا غازي , هذا مشهور , هذا اللي شفته انت بالكوفي و آخرهم الراس المدبّـر ,
سكنت ملامح همام يستغرب بشدّه و لا يطري بباله الا سؤال واحد : مب راسهم الكبير غازي من هذا المدبّـر ؟ ,
هزّ البراء راسه بنفيّ يلمّ الرصاص , يرتـبهم و يستنتج كلّ الافعال بباله من خبرته , من الحالات اللي مرّت عليه و كان منه انه يكتشف امرها : غازي ما يسويها , غازي يعطي الامر و يتخارج هو من الموضوع و لو انه غبي او مجنون كان هو سوّاها بس مو هو , مو هو ,
ما كان من همام الرّد يحاول بكلّ مافيه من طاقه عقليه يستوعبّ , ما يترك الجنون يآكله و يستهـويه للهاويه و لانّ وصـوله كان على وُجود سيارة يعرفها , يميّـزها هو حكّم كل عقله , كلّ حـواسه يناظر البراء اللي اتساءل باستغراب يرجّع السلاح للدرج : هذه مب سياره أُنس ؟ ,
ما ردّ هو لزّم سـكونه على نفسه , جبره على نفسه رغم انه يدري و انّ اوّل وقـوفه كان نزولها هيّ من جانبـه و لا اخذّ نظره عليها بينما هي كانت تناظره باستغراب انّ حاله يوم يكون مع ابوها يتغيّر , طبعه عليها يتغيّر لدرجـه تتركها تنقد على نفسها و عليه ، نزل البـراء من السياره يقابـلها بالجسد : وش فيك ي بنتي ؟ علّميني اذا عجبك مكتبي لهالدرجه اسوّي لك واحد ؟ تبي واحد ؟ ,
اتنـهدّت تكفّ نظرها عن وجه همام و لانها ما كانت تشوف عيونه لها هيّ اتضايق داخلها اكثـر , كُبتّ صدرها بصوره مستحيله تهزّ راسها بنفي : بابا ابي اكلمّك , كنت انتظـرك لان طلال قال ان دوامه خلّص و خلاص هو خارج ,
هزّ البـراء راسه بإيه يقدر يفهم ملامحها و ضيقها و لانها ما تناظره , ما تحط عينها بعينه ابد هو سألها مباشره : وش فيك ؟
ما ردّت هي لثواني رفعت نظرها له مباشره , تلتجـئ للبوح بعيونها انّ الضيق و الحال وصل حده معها من وضعها و تحمّر كل ملامحها , تشتدّ حـريق من الشّمس , الحراره و من شعورها : بابا ابي اكلمك فوق بالمكتب , ماله داعي نوقـف هنا و نتكلم و الشمس فوق روسنا ,
سُكّن داخل همام كله يدري انها تقصده و انّ ضيقها الحين بسبب فعله لكنه مضطرّ و مُجبر يلتزم برغبه المحامي بعد وقفاته معه , بعد احتواءه و مواساته له هو ما يبي يكسر نظرته فيه و التفت البراء يآخذ نظره لسياره همام يمسك بجيب ثوبه يلمسه يصرّ على الجواب : علّميني الحين وش فيك او اطلعي و  بألحقك ,
هزّت راسها بنفـي تتكتف ما تترك الكلمه تعلق ببالها و لا ضيق جوفـها يتمكّن منها لان وضعها الحين يخصّهم كلهم و لان البراء يتساهل بموضوعها الحين امامها لسبب هي تجهله : صديقه ماما كلّمت ماما و تقول انها تبيني لولدها ,
التفـتّ همام دون شعور و دون اراده منه يناظرها يُصدم داخله , يحسّ بالحرارّه اللي اجتاحت جوفـه ما يستوعب مقالها الا من نطق البراء يعدّل وقـوفه يعيد سؤالها بوش قالت و جاوبـته بوضوح : صديقه ماما كلّمتها تقول انها تبيني لولدها ,
هزّ البراء راسـه بنفيّ ما يعطي اهميّه للموضوع , ما يعطيه الحجم اللي هي تعطيه من مشكله : م عليك , ارفضيه اصلًا انتِ باقي صغيّـره ما ظنتي امك تقبل تزوّجك ,
رفـعت حاجبيها بذهول من ردّة فعله اللي ما اتوقعتها و كيف انّه استتفه الامر : بابا ماما اللي قالت لي عطيه فرصه , كلّميه و شوفيـه ما تدري النصيب ممكن يكون الحين ,
رفـع حاجبه بعدم اعجاب و لا كان بباله ان ابتهال اللي تقول لها هالكلام , كمّـلت أُنس بحدّه تهمس : بابا انا ما بأكلم رجال و انا على ذمه واحد ثاني , و لا بأعطي فرصه اصلًا للشيء هذا  يصير اما انت تكلم ماما و تفهمها على كل شيء او تنهي هذا كله من اساسه و تقول لها انك مو موافق على الرجال ,
هزّ راسـه بنفي يلتفت لهمام اللي يناظرهم و بمجرّد ما حُطّت عينه معه هو خضّع نظـره يتمالك كلّ اعصابه , يـكبتّ كل براكيـنه داخله يحترق , يحترق من الكلمه و من الموضوع لكنه يسكتّ يلزّم سكوته على نفسه بوجود ابوها و لان تفكير البراء طار , ماعاد به عقل يصحّح فعله او يصحّح تصرفه بعد وقت طويـل : اطلعي فوق , اطلعي فوق نتفاهم و انت بعد همام اطلع معها الحين نتكلم فوق ,
ناظره همام بـسكون رغم انه يدري ان جنونـه رح يكون  مستحيل بالحلول اللي رح تُقترح , بالكلام اللي رح ينقال و القيدّ اللي يقيّـده عن الكثير لكنه نزل من السياره يسكن ملامحه باستغراب انه وافـق ينزل و لو تسأله هيّ جوابـه بيكون واحد انه يبي يعرف وش بيصير , يبي يعرف وش نهايه هالرجال اللي يبيها و طلع مباشره يتركها و يترك البـراء اللي نطق للسواق بانه يحرّك يترك أُنس مـعه و بالفعل هذا اللي صار و من لفّ ينظره لها يشوفها تتنهد من كمّ و الحيرّه اللي تآكلها , تهلكها و يشوف هالشيء هو ببنتـه لذلك رفع يده لظهرها يمسح عليـه بلطف : يلا امشي , نشوف حلّـها الحين امشي ,
مشـت معه تساير خطوتها معه , تساير هدوءه اللي يحاوله و تطلع الدّرجـات توقف خطوتها لوهله تشوفه واقف امام الباب ينتظر جيّـتهم و لانّ البراء اتقدم يفتح الباب هو كان نظره معـها , كان حكي عيونه لها و الغضّـب اللي بان عليه كان كلّه يُلـمح بالنسبه لها و تفهمه , تفهم و يربكها هالفـهم بضياع داخلها ماله حدود , متاهه مالها نجاة يقـاطع نظراته لها يدخل خلف البـراء اللي رفع يدينـه لمفاتيح الاضاءات يفتحها : ادخلوا يلا على مكتبي , بأجيـب مويا و اجيكم ,
دخـل هو و دخلت هيّ خلـفه يموّتهـا التّمسك اللي تحاولـه , يقتلها و لا تطيق تحمّـله من رفـعت يدها لصدرها تمسح عليه على عيـنه لان من دخل هو مباشـره سند ظهره بالجـدار تآخذه الافكار , يآخذه الجنون و يُـقيّد كله من شاف عيونها له هو نطق مباشره بسـؤال واحد: تـبينه ؟ ,
ناظرته دون تعبير  هيّ كانت تناظره ما تدري وش شعورها الا انها ضايقه , داخلها جمره من تمنّـعه عنها بالاسفل و الحين يسألها سؤال هي تكره طاريه , ما تطيق سماعه و لا اتحمّلت تسكت عنه لذلك جرّتـها خطواتها لهنا : وش بتفرق معك انت ؟ ,
حنى راسه يخضّع نظره من سؤالها و يُستفزّ داخله , يحترقّ كلـه لان يفرق معه و كثير و هيّ ترمي جمرّتها عليه الحين لكنه ما يخضّع نفسه لرغبته و رغبتها باجابـته الواضحه : اذا تبينه الحين افسخيني , افسخيني انتِ و خذيه و لا يهمّك احد دامك تبيه يصيـر ,
عقـدت حاجبيها تنقدّ عليـه , تكـبح غضب اتوسـط صدرها بالجنون منه لانه يجنّنها و لا يترك بها طاقه عقليّـه و لا وعّي : و ليش انت ما تطلق ؟ و بعدين سهله عليك هي تقولها كذا افسخيني ! عادي عندك بكل سهوله افسخيني و افسخك و صلّ اللهم و بارك تروح انت بطريق و انا بطريق ,
رفـع نظره لها يحسّ برجفتها , يسمعها و بالفعل عيـونها ماكانت ساكنّه , تلجّ بالشـعور اللي طغى عليها ما يسكّن صدره لانها ضربت صدره بهبـوبها هالمره تطرح نفسها عليه , ترمي سؤال قيـمتها له و لو كان الوقت له كان جاوبـها لكن دخول البراء كان قاطع لكلّ ظاهر منهم يخفـونه داخلهم , يردعون الفّ شعور و الف حرفّ بلـعوها و حرقت صدرهم يـرفع نظره لها يشوفها تمسح نازف دمعها تتمنّـع النظر تخفي نفسها عن البراء اللي نطق : ماله داعي تتوترين ي بنتي , ماله داعي الحين اتّصل عليها و اقول لها اني مو موافق و انك بعدك صغيّـره ,
هزت راسـها بنفي تآخذ القاروره اللي مدّها لها البراء تفتحها : كلمتها قبل شوي تقول ان عندها مقابلات مع موظفات ,
رفـع البراء حاجبه بذهول : مسرع تبي توظّف ! ، , ماشاءالله ماشاءالله الله لا يضرّها عجوله ,
ما كان من أُنس الرّد هي ارتشفت الماء و ناظرته دون تعبير , تبي الحلّ ،  الحكي و تبي الطريقه و بالفعل فهمها هو ما رد تساؤلها : خلاص ي امي لا تقلقين , لا تخافين نحلّها انا اكلم امك ,
جلـست امامه بالمقعد تناظره تهزّ راسها بنفي : وش حلّك ؟ وش بتقول لها بنتي جات و قالت لي لاجل ترفض ! يعني كذا ماما بتصدّق اني انا م اكلمها هي قبلك شلون تصير هذه ؟ ,
اتنهـدّ يوسّع عيـونه ما يلقى حلّ بباله لانها ضاقت من كلّ جهاته و لا صار حلّـه باليد : وش يعني ؟ وش يعني وش اسويّ قلت لك اكلمها و اقولها ان ما ودك و ان ما رضت اقولها ان انا ما ودّي و اشوفك باقي صغيره ,
شتّت نظرها عن البراء لثواني تآخذ نفسها , تتمالك اعصابها و تخضّع نبـرتها اللي ثقّـلت على كل حرف تقوله  تأشـر على همام : ما تفهمني ! ما تفهمني و لا تفهّـمني بابا انت تقول لا تخافين طيّب انا تراني متزوجه ! متزوجه انا شرعًا و قانونًا هذا زوجي و بأبشر انا متزوجه و بالاحوال  انا متزوجه و الحين تقول اكلمها و اقولها اني ما ودي طيب و بعدين ؟ و بعد هذا اللي يبيني ؟  و اللي بعده ! ,
وقـف من مكانه بانفعال ينضغطّ , ينضغطّ ما يستوعبّ كم الحكي يأشر على همام بالمـثل : طيّب وش تبين الحين وش تبين ؟ حلّي و ما تبينه و زواج ما تبينـه و هذا ما تبينه وش تبين بالضّبط علميني ,
هزّت راسـها بنفـي تنفعل بالمـثل تترك شنطتها بالمقعد و توقف : بابا حلّك مو مناسب ! حلّك مو مناسب و لا مُقنع انا جيت عشان نحلّها سوا , عشان تقول انك بتجي و تقول لماما انك مزوّجني و اني متزوجه و انّ هذا زوجـي مو تعلّقني , حليتها هذه المره طيب و المره اللي بعدها ابقى معلّقه برضو ! ,
سـكنت ملامحه يرفـع حاجبينه بذهـول و بالمثل همام اللي م استوعبّ حكيها , م استوعب كم الكلام اللي قالته بساعه غضبها و حدّة نـبرتها , انفعالها هيّ كل كلامها كان عبـاره عنه هو بذاته ,
قـرب منها البراء يستوعب توتّـرها و قدره اللي اجتاح كلّ ذراتها , يستـبعد كل الافكار و كلّ الدروب اللي توصّـله لاسم " همام " : اذا انّك متوتره لا تكمّلين , لا تكمّلين خلاص الحين انا ارجّـعك البيت ترتاحين و بكره يصير خير ,
شتّت نظـرها للفراغ لانها واضحه , لان نظـرات همام لها تحسّها و لا تترك صـدرها يسكن , ما توازن نفسها و تستصعب الفكره بكلّ مره يغلبها دمعها و رجـفه نبرتها تستد كفّها على المكتب : بابا لا , مابي ماما تزعل مني , ماما لو درت بتزعل والله بتزعل ولا رح تكلمني ,
قـرب منها يتنهـد يمسح على كتفها يحني راسـه لها , يجبر عيونها تشوفه ؛ أُنس ! ما بتدري و لا تزعل منك نخلّص من القضيه و ينتهي كل شيء ,
هزّت راسـها بنفي ترفع يدينـها تمسح وجهها ما تناظره , ما تقوى تناظره لان كلمه منها كانت واضحه و جواب منه كان مـتوّه لها على الرغم من انها تحسّ نظراته للحين الا انها ما تناظره هيّ : بابا ابي نعلّم ماما , نقول لها كل شيء هي تفهمني , تفهمك بس والله لو درت بدون ما نقول لها بتزعل اكثر ,
سـكنت ملامح البراء من قولها كونـه ما يقدر على ابتهال , ما يتحمّل اللي ممكن يصير فيها و لا فيه لا درت هو هزّ راسـه بنفي مباشره : انا انهي هذا كلّه و لا اقول لامك ! انهي هذا الزواج من اصله و لا تدري امك ,
عقـدت حاحبيها مباشـره يجاهدها التوتّـر , يجاهدها الشعور الرّافض للفكره هذه و ودّها لو تمحي الكلمه منه و من همّام : لا ! ,
رفـع حاجبه بذهول من انفعالها , من تغيّـر ملامحها للغضب و سرعه نطقها للكلمه يلفّ نظـره لهمام يتأكّد منه , يتأكد من شكـوكه يرجع له حكي عذبي عنهم و يجنّ كلـه لانّ همام رفـع يده يحكّ عينه مباشـره يمثّل الصّمت , يمثّل العادي رغم انّ كـل قلبه الحين يضجّ بشعورها لانه استوعبّ الرابط اللي هي تبيه , استوعب الرغبه اللي سألته عنها و نـطق البراء بغضب : وش لا ؟ وش لا ؟  هذا الزواج لاجل قضيه تم و يفسخ اذا صار لازم و اذا اضطرينا نفسخه ,
هزّت راسـها بنفي تبوح بحكي جوفها , تطلّع حكي قلبها و غـضب صدرها اللي ما صار هادئ مثل عادته : لا يعني لا , وش يعني تزوجني متى ما بغيت و تفسخني متى ما بغيت ؟ لعبه انا لعبه تمشيني على حسب قضيتك و انـت للحين ما حليت شيء ! ما سويت شيء ي بابا كم لنا شهر ؟ كم لنا شهر و حنا على هذا الحال معلقّين مو عارفين راسنا من رجلنا و لا صار شي , لا القضيه انحلت و لا عرفتوا القاعل و كل يوم تصير بلوه وش تنتظرون اكثر يعني كل شيء يخرب ! كل شيء ينعدم ! ,
وسـع عيونه يغضبّ , يشتدّ به الغـضب و يقربها بالجـسد ينفعل كلّه : هذا القانون , هذه الحياه و حنا مجبرين نكون كذا , على هذا الحال نمشي امورنا و على هذا الحال نصلح امورنا , مو  عاجبك ! ,
هزّت راسها بنفـي تناظره , ما تبعد عيـونها هيّ تبين كل غضبها عليه , على همّام و على القضيه كلها لانها استنزفت استقرار نفسها بصوره مستحيله : مو عاجبني , مو عاجبني و لا بيعجبني هذا القانون للقانونيين , لك انت و لدهام مو لي انا و لا يمشيني النظام و لا الحال هذا و اذا شفتني اتصرّف بعيد عن القانون و عن النظام و عن العيون لا تكلمني ! لا تعصب عليّ لاني لو شفت باب خطر علي مفتوح بادخله , بادخلـه و انهي هذا كلّه ما ودي اعيشـ,
قاطـعها يقرب منها اكثـر بلا شعور هو يفرّغ غضبه بعالي صوتـه , بانفعاله المعتادّ و اللي ما يستغـربونه على قدّ ما يحبّـونه و هو بهالحال : يعني تبين تدخلين السجن ؟ يعني تبين تروحين للنار برجلك صح ؟ لو شفتي هاويـه ترمين نفسك منها بعد لاجل تحلّين القضيـه! ,
هزّت راسـها بإيه بتكرار تأكّد قرارها , تأكّد رغـبتها و اصرارها على كلامها تجنّنه , ما تبقّي به عقـل يستوعب يصـرخ بعالي صوته : وش تقولـين انتِ وش تقـولين ؟ تبين تودّيني لمصحه نفسيّـه ! ,
قـرب منهم همام مبـاشره يسحب جسد البراء , يهدّي انفعاله و يضبطّ يديـنه اللي ترتفع للاعلى يشرح حكيه على عقله : صلّـي ع النبي ي عمي , صلّي ع النبي استهدي بالله ,
سُكّـن جسده يتمتم بالصلاه ع النبيّ يناظر أُنس اللي تبادله النّظر , يرتـخي صدره و تنضبطّ انفاسه بعد اضطرابـها لانها تخوّفه عليها كثير و لانّه يدري انها تتكلم بكلّ جديّه , تتكلم نا تمزح هيّ هو ينجن عليها يمسك بكتف همّـام اللي يرده عنها و عن انفعاله عليها : أُنس اذا ما تبيني افصل عليك اليوم اسكتي ! اسكتي لاعاد اسمع صوتك و لا تتكلمين ولا كلمه ,
اتكتـفت من جديد تميّل جسدها عن ظهر همام اللي يقابل وجهها تناظره زين و تسمع رنين الجوال اللي يضطرهم يرفعون صوتهم اكثر : تدري اني لو سكت مو يعني رح اسمع كلامك و لا يعني اني ما رح اسوي اللي في راسي ,
رفـع يده يأشر له بالسّـكوت , ينعصـر قلبه و ينعصـر كلّه منها : اص ! اص اُنس و لا كلمه لا اسمع صوتك على البيت الحين ,
هزّت راسـها بنفي فقط , ما تردّ هي اكتفت بنـظراتها له تتوتّر و يتوتر هو و يبقـى التوتر الاكبر لهمام اللي للحين ممسك بالبراء يشـدّ  عليـه الى ان ضـرب البراء كتفـه بانزعاج : ردّ على الزفت هذا , ردّ عليه الله يقطعه ازعجنا ,
رخـى همام يدينه عن البراء بعد ما خفّ عليه بعد آخر ضربه يحوقـل بعدها و يترك همام يآخذ نفسه , يوسّـع صدره و يردّ على جـواله ما يلتفت لها لانه يدري انها بتهبّ بصدره و لا ترحمه من شـعورها اكثر : شبـغيت ! ,
عقـد حاجبـيه ما يفهم المقصد ينزّل الجـوال يشوف الرقم اللي كان رقم مجهول بدون اسم ثمّ رجـعه يقربه من اذنه يسمع وضـوح الامر " شفّ الواتس اب " و بالفعل هو نزّل يده يفتحه مباشـره لاحدث محادثه , لاحدث رساله هو دخلها يحمّل الصـوره اللي رعـشت لُبّ قلبه بمجرد ما لمحها هو شبّـت داخله نار جمرها يتـضرم ينجـن , ينجـن كلـه و يوضح عليه من سكـنت ملامح البراء اللي يشوفـه و اُنس اللي دبّ بصدرها الخـوف تقـرب منه : همام ! , همام وش فيـك ؟ ,
نظـره وحده من البراء اجبرت خطوتها ترجع للخلف و قرّب هـو يناظره يعقد حاجبيه : همام وش فيك ؟من هالرقم ! ,
رجـع همّـام الجوال لاذنه يـصرخ بعالي صوته , بأسئله كانت له قبل ما يستوعب عقله انه مسّـه , فعلًا مسّـه يشبّ داخله , يضجّ صـدره ما يسكـن عقله : مـن انت !مـــن انــت ! ,
وسّـع البراء عيـونه يناظره , يشـوف ملامحه و الجـنون اللي عليـه مو اوّل مره يشهده , مو اول مره يشوف هالنظرات و الحركه المفرطه اللي صارت بجـسده دون اراده منه و بلاشعور هو صارت خطواته للغـرفه كـلها تُحـطّ على كلّ بلاطـه بشعور مختلف , بثوران مـختلف يزيـد يحمـى دمّـه بسايـر شراييـنه ينهي اتّـصاله : بأجـيك , بأجـيك الحين ويلـك تتحرّك بأجــيك ! ,
رمـشت أُنس بخـوف ما يرحم قلبها و لا عقلها لانّ الغضب هذا مستحيل , لانّ الجنون هذا مسـتحيل و لانّ اوّل ما نزل جـواله كانت خطوتـه للخارج لولا وقـوف البراء امامـه يمنعـه : وش فيك ! اتكلم انطق وش فيك من هذا وش قال ! ,
ما كان من همّـام النطق , ماكان منه الحـرف يطلع لانّ حواسه مـجنونه و انفعـاله المفرط يودّ الخروج , يبـي الخـروج بأيّ طريقـه الا ان البـراء ردّه بعد محاولات من المقاومـه هو ردّه من صدره يدفـه للخلف يصـرخ بوجـهه يوعّيـه , يحاول يوعّـيه : وش فيـك انـطق ! وش فيـك لا تتصـرف كذا لا تسوي شيء يندّمـك عمرك انـطق وش فيك ! ,
نـطق همام ينتهي صبره , ينتهـي صمتـه ينفعل اكثـر يأشر على جواله بغضب ؛ الـ****** راسل صوره امي ! الـ****** راسـل صوره امي ! صـوره امي ! ,
سـكنت ملامح البراء و بالمثـل أُنس اللي رجـفت كلّها , رجـفت تستوعب كلمته من كرّرها يصـرخ بوجه البراء يكمل باقي جسدها بالرجفّـه حتى عيونها لجّـت بدمـوع من حسّت بالمه , حرقـته اللي يتكلم بها يكمّـل : يقول انه يعرف اللي قتلها ! يقول ان يدري بكل شيء يـقول انه يعرف عمي ! ,
اتنـهدّ البـراء يهز راسه بنفيّ , يهدّي نفـسه يحاول يصيب اصحّ فعل : ما يدري , ما يعرف هو يبيك تصير كذا يبيك تنجن و لا يبقى بك عقل و يستغلك , ما يعرف هو ما يدري ,
ما سكـن , ما هدأ داخله و لا رح يهدأ : ارسل لي صورتها ! ارسـل لي صورتها من وين جابها ! من ويـن له الصوره من ويـن , ابعد ابعـد بأطلع , بأطلع والله ما توقف رجلي هنا والله ما توقف الا بارضـه والله ,
صـعبت على البراء , صعب عليه يوقـف خطوته و يقاوم اندفاعه للباب من فارق القوّه , فارق العـمر و فارق الحال من الجنون اللي يشـوفه هو ردّه لآخر مره يتبعـه بكـفّ وقّـف جسده بالفعل , اعطى البراء رده الفعل اللي يبـيها و سكن هو فعلًا ينسى وجود بنتـه و لا استوعب الا من شهـقت تقرّب من همام تسحـب يده تبعده عن ابوها بفـزع , برعشـه من الموقف : بابا ! ,
نـطق البراء  بعدها يآخذ انفاسه : اهجدّ ! اهجدّ قلنا تبي تودي نفسك بداهيه ! تبـي تروح و لا تدري من هم ! ما تدري وش يبون ينادونك و انت حمار تروح لهم تحسب انهم يبون يساعدونك , يرسلون لك رساله و انت تصدق ! تصدق تروح لهم بهالغباء انت ! ,
شـدّت أُنس على يد همـام بلاشعور هيّ كل قلبها اتآكل , كلّ قلبـها صار يبكي يحزن على حاله و صارت تقابله بالجـسد تبكي , فعليًا هيّ نزلت دموعها تناظر ملامحه اللي احمرّت من شديد غضبه , من قوّ يد البراء عليـه تترك يـده و تناظره تقيّـده من جديد , تقيّـد عقله , قلبه و حواسه بمجرّد ما شاف دمعها هو وقّف كل حركـاته يناظرها , يناظر عيـونها و لان البراء سحبها من امامه هو خضّع  نظـره يحني راسـه عنهم يسمع البـراء : بأوصّلها البيت و ارجع لك , باوصلها و ارجع فاهم ؟ ,
عـقدت أُنس حاجبيها تناظر البراء اللي كمّـل من ما سمع اجابه ترضيه لان كانت اجابات همام كلها سكوت , كلها نظرات للفراغ : ما ودي اقفل الباب و احبسك مثل الاطفال , اعقل و اجلس هنا لحد ما ارجع لك تسمـع ؟ ,
رمشت أُنس تشـوفه , تتعلّق نظـراتها فيه و لانّ البـراء مسـك بكتفها يلفّها هي كانت تتعـنى الم رقبتها و تناظره لاخـر لحظه منـعت عنها الرؤيه و لا تفهم سكونه المفاجـئ لكنها ما تحبّه , ما يطمّن قلبها لذلك وقّـقت خطواتها تهز راسها بنفي : بابا ما يصير نتركه , ما يصيـر ما تشوفه ؟ ,
حـوقل البراء بخفـوت يآخذ انفاسه ما ينكر توتّره , ما يقدر يخفـيه لكنه ملزم على نفسه يرجّـعها : امشي انتِ لا تدخّلين , كم مره اقول و اعيد و اكرر لا تدخّلين يكفيك مشاكل ,
ضُجّ كـل داخلها تستسلم ليد البراء اللي مسك بمعصمها يسحبها معه و كلـها مو راضي , ما ترضى بالحال هذا و لا يرضيها ابتعادها عنه , تركه بهالحال لكنها خُمّـدت لثواني طويـله ما تستوعب اللي صار لان يدّ ابوها انمدّت عليه و سكّـنته , لان نظراته لها ما كانت عاديّـه و لا يفسرها قلبها بالعبـور لانها فعلًا هيّ ما عبرت من قلبها هيّ اتوسـطت لُبّـها بشعوره  تناظر البراء اللي ركب يـسارها بالمقعد , يشغل السياره و يحـرّك لكنها سرعان ما مدّت يدها لكتفه تهزّ راسـها بنفي من ناظرها : بابا لا , بابا لا الله يخليك لا تتركه تراه ما بيجلس ما بيجلس والله بيروح له ,
اتجاهلها البراء يفـكّـر , يضيع داخل تفكيره منها , من همام و من رجاها الحين لاجله , من رساله همام و ابتهال هو انضغطّ حاليًا ما يمثّـل , رجـفت نبرتها من صمته و عدم ردّه عليها لكنها مو مرتاحه و قلبـها يدقّها بالقلق : بابا ردّ علي , بابا والله ما بيجلس خلينا نرجع له والله بيروح ما بيجلسّ ,
وقـف البراء على جنب الطريـق صفّط السياره فجأه يغضّـبّ , تعلى نبرتـه بالحدّه يناظرها : وش يدريك انه ما بيجلس ! وش يدريك انتِ تعرفينه اصلًا لاجل تقولين انه ما بيجلس ؟ ,
ناظـرته دون كلمه لكنها تعبّـر , تعبر ملامحها عن خوفها , دموعها عن الموقـف يكمّل البراء بحده : ليه هالدموع ليه ؟ اذا عشانـه افضّـل انك تسكتين و لا تجاوبيني لاني م ادري وش ممكن اسوي فيك تسمعيني ؟ من اليوم و انتِ تلمّـحين لي عنه زوجي و زوجي و زوجي و اذا انه زوجك ! اذا انه زوجك ترا نهاية العقد ينفسخ ما بيبقى ,
عقـدت حاجبيها ما يقلّ غضبها عنـه لكن يفـرق عنه , يفرق بالتفكير لان كل تفكيرها الحين مع همام , كلّ قلـبها معه : الحين هذا تفكيرك انت ؟ زواجنا و العقد ! اقولك الرجال ما بيجلس ما بيجلس بيخرج الحين و يروح للرجال ,
احـتدّت نبره البراء اكثـر يوسّع عيـونه , تحتد نظـراته لها : وش دراك انت ؟ وش دراك عنه و اصلًا شدخلك ! شدخلك فيـه ابي افـهم ! ,
صـرخت بالمثل تعتلي نبـرتها , تمحي الهدوء اللي تتخـذّه باكثـر ايامها , حالاتها و تتنازل عنـه ، تـبعده  عن نفسها : انت شـفت شكله ! شـفت شكله شـفته ؟ مو خايف عليه انت كل تفكيرك بالزفت العقد ! ,
ما ردّ البـراء هو كان استيعابه لنبرتها اللي اعتـلت متأخر و ترفض نفسـه تقرّ انها بنته اللي يعرفها , ترفض نفسه انّـه يغفل عن احساسـها اللي تحسّـه لاجله و بثواني هو حنـى نظره يستوعب كلامها , سؤالها له و خـوفه عليه لانّ آخـر شيء صار معه هـو السلاح اللي تركه بدرج سيـارته و لان اثبات كلام أُنس كان سياره همّـام اللي طارت بغضون ثواني من امامهم بسرعه جنونيـه اتجاوز كلّ السيارات يترك ملامح البراء تسـكن يرفع جـواله مباشره يتصّـل و اوّل م انتهى الرنين يعلن الاجابـه هو حـرك سيارته يلحق بهمام , يتبـعه و ينطق : ايه دهّـام , دهام اتركك من السؤال الحين ابيك ضروري تجي على موقع بارسله لك بعد شوي , تعال مع دوريّـه بس لا تشغلون الونّان , لا تشـغلونه تعال انت الحين ضروري و جهزّوا نفسكم بعدين اقولك كل شيء بس ضروري دهام ضروري همام معه سلاح , معه سلاح و هو متهوّر الحين لازم نـلحقه .. ,
انـهى الاتصال و معالم الصّـدمه , الخـوف و هلع القلب كلّه فيها يشتدّ قلقها ما يـسكن قلبها من كلمه " السلاح " اللي معه ما تستوعبّ اللي يصـير , ما يتحمّل قلبها كمّ اللي يصير معها تكلّم نفسها بقلق ترفـع يدها لجـبينها : معه سلاح بعد ! معه سـلاح ي الله شلون تركناه ! شـلون رضيت اجي معك و اتركـه ! ,
رفـع البراء يدّه يمسـح على لحيته يتوتّـر كله , كلّ ذراته ما صارت ساكنه و الحين يسمعها تزيده توتّر و غـضب : اسكتي أُنس , اسكتي لا اسمع صوتك خلاص ! ,
تونّ بقـلق عليـه , تبكّـي من داخلها قبل خارجها تتبع عيونها سيارته و تخاف عليه من الجنون اللي هو فيه بالقياده , من جنون اللي حوله و هي تدري و متأكده انه مو منتبه لوجودهم خلفه من شدّة غـضبه الى ان وقـف امام مُجمّـع كبـير , هو خفّف سرعـته من خلفه يآخذ موقـف ابعد منـه و من نزل همام كانت على وشك تنزل هيّ لولا منع البراء لها بحدّه : وين خارجه ! ويـن رايحه زي  المجنونه تبين تلحقينه , اجلسي هنا مافي روحه بتنتظرين هنا و لا بتطلعين ,
رمشـت تهزّ راسـها بنفي ترفض الجلوس , ترفض المجازفه بإنها تجلس و لا تروح تحاول تمنعه عن ايّ جـنون داخله ودّه يفرغه : بس بابا هو راح بأروح مـعـ..,
اشتـدّت حدّتـه عليها يناظرها و يقـسى عليها حتى بالكلام : اجلسي ! , اجلـس وش تروحين ما تروحين اجلسي هنا يا ويلك تطلعين أُنس ! ما تفتحين باب السياره انتِ تجـلسين هنا ,
ما كان منـها الرد لان ما صحّ لها مجال بعد خروج البـراء العجل من السياره و رفعه لجـواله يكلّم بتوتـر و ماهي دقايق الا و امتلأ المكان بالدوريـات , الاشخاص المسلّـحين يزيد توترهـا و تناظر وقوف دهام امام البراء اللي يتكلم معه يوضح لعيونها كمّ التوتر , السريّـه و لان شعورهم انعكس على جموع الناس من حولهم هيّ زادت خوف تتبدّل انظارها لكلّ زاويـه تمر على عينها كانت تحتري الشيّء , تحتـري الحدث اللي ممكن يصير لكنه سـكون مُفجـع تسمـعه مع كمّ الحركه اللي تشوفها من حولها و هي داخـل السياره ..
_
ماكان بعيونه رؤيـه صحيحه من شديد غضبه و لا لخطواتـه درب صحيح هو بقى يتلفّـت حوله , يدوّر الملامح اللي توقـف جسده و تآخذه له لانـه بوسط حيره , داخل جنون و اندفـاع حواسي مستحيل رفع جواله يناظر الصوره اللي وصل اشعار رسالتها له يلمح الطاوله فيها و يتأكد بعدها من وُجوده امامه بجلس لانه رفع نظره له تثـبت ملامحه يميّـزه , يعرفه و يذكره زيـن و حرّك نـفسه له أخذ خطواتـه يوقف على الطاوله تستقرّ عيـونهم ببعضّ , على ابتـسامته اللي تفجّـر عروق الصبر داخله ينطق ببرود : اجلسّ , اجلسّ خلّنا نتكلم ,
ما كان من همّام الاستجـابه لانه نطقّ بحدّه خافتـه : وش هالصوره ! وش هالصوره اللي راسلها من انت من انت ! ,
رفـع عبدالمحسن نظره له اكثـر يعقد حاجبه يشدّد على حروفـه : اجلسّ قلنا ! اجلسّ ما تفهم ودّك بالفضايح ! ,
لـزّم حواسه يخضّـعها كلها لتأثير العقل اللي يبيـه يبقى به يجلسّ يقابله بالجـلوس ما يكفّ نظره عنه , ما يكفّ غضـبه ينطق بعدها عبدالمحسن : رساله وحده تسوي بك كذا ؟ صوره لطفله صغيّـره جابت من اقصاك بس ترضخك ! ,
التـزم همام بسكاته يفهم محورّ حكيه , بفهم نهايه مقـصده و بالفعل كمّل عبدالمحسن :  كلمك مشهور يقول انه يبيـك تساعده , كل جواب مني مقابله خدمه منـك ,
عدّل همام جلوسه يقرب منـه , يسند ذراعيه بالطاوله و يحدّ نبـرته الخافته : وش تبون ؟ وش تبـون انتم تاركين كل خلق الله و تبون خدمتي ! تبون مساعدتي من بدّ كل الخلايق اللي يبون القرش ! ,
ضـحك عبدالمحسن يهزّ راسـه بنفي : بس مو كل الخلايق تدور حقيقه ! الفلوس كلٍ يبيها و يجيبها من وين ماكان بس حقيقتك انت عند مشهور ما غيره , مشهور وحده اللي يدري و هو اللي يديرك ,
جُنّـت كل ذراته يغضّـب , بنفـعل بالحدّه و النبـره يرفع يدّه يوجّـهها لوجهه : تخسّـي , تخسّـي انت و مشهـور تخسـون والله انكـم رخـوم ,
ضحك عبدالمحسن من جديد لانه يدري انه يستفزّه , يدري انّـه يثوّر داخلـه براكين و يزلزل تراعـيش قلبه على امه : امك مقـتوله , صورها عندنا و قاتلها بعد نعرفه و ندلـه لا بـغينا ,
ارتعشّ لُـبّ همام من وقف عبدالمحسن يكتـفي بابتـسامته : صحيح ما اتوقعتك لهالغباء و ترفض عرض زين بس فكر انت , فكر زين ترا خدماتنا بسيطه ما تآخذ منك شيء و لا تضرّك ,
مشـى عنه و تبـعته عيـون همام اللي ما كفّ نظـره لكنه ما يبي يتبـعه بالمضرّه و ينقـطع آخر خيط اتمسك فيه الحين , تتوارى الاصوات و الحكاوي بإذنـه و يتلفّت يحسّ بالتوتر اللي صاب المكان , الناس و العاملين كلهم زادّ خوفـهم من دخـول الفـريق خلفه عساكـر يوضح لـه وُجهتهم انها له لانّ كل انظارهم عليه و بالفعل كان منه جـنون الفعل من قام يستوعب اللي صار , اللي يصـير و يخرج من الباب الخلفي يركـضّ له يحاول يلـحق آخـر خطوات ممكن تقطع عنه آخر خبر , تنهـي آخر أمـل يوقـف كله يلمح وقـوفه بجانب سلّة المهملات اللي رمى بـها غرض هو يجهله و لا كان منه الوقوف , ماكان منه طويـل السكون لان خلـفه جريـان و امامه جـريان يخضع باله و عقله , قلبه و حواسـه كلهم للقلق و الخوف اللي جـبره يركضّ ناحيه عبدالمحسن اللي سـكنت ملامحه يلتفت له من حسّ بسرعه الحركـه من خلفه اتدارك مـوقفه و ركـضّ يلحـق نفسه لانّ الجنون اللي بهمام مو عادي , لانه لمـحه و هو يرميّ غرض يدلّـه له حتى بالتوتر هذا هو مجبـر يركضّ الا ان عديّ همام كان اسرع , كان اكبر منـه بكثـير من اتمسّـك بيـاقته من الخلف يردّه له , ترتدّ اجـسادهم على الارضّ و لازالت يدّ همام ممسكه بياقـه ثوب عبدالمحسن تحت مقاومـته له و كان من همّـام الضرب , كان منـه التّـعليم على وجـهه , كـتوفـه و يدينـه يلفـه له بكل مره يحاول يبعد عبدالمحسن عنه فيها , بكلّ مره يرفع يدينـه لوجـهه كان يحمي نفسه من همّام اللي جُنّ عقلـه و حواسـه تفكيره كلّـه صوره امه , محاولته باللاشيء كانت فاشله امام جنونه مما تركه ينسى نفسـه بهالجسد امامـه , يضربـه ما يرحم ملامحه ، رجاءه و مقاومـته ينطقّ بحـدّه مسموعـه : امـي ! امـي هذه ي ولد ال*** تدري عنها ! تدري عنها و تدري بذبّـاحها و لا تقـول ! تقوى انت تقوى علي تقدرني ! تقدر علي ودك تفارق الحياه بسبّـتي ! بسبّـتي ! اسويـها اسويـها ترا ما تخافني تراني مجنون ! مجنون و اذبحك ! والله اذبحك اذا ما نطقت الحين , اذبحك ! ,
ضُعف اللحظه , ضـعف الجسد و النّـفس من زادّ سعال عبدالمحسن اللي خُمّـد كل جسده على الارضّ ينتهـي بدماء وجهه , دماء ملامـحه اللي اتكست بلونـه الاحمرّ يندّي كلـه من زود الضّرب , الورم و الآثار اللي صارت عليه من جنون همام المستحيـل للحين ما يوقّـف , و لا وقـفه الا صـوت أُنس من خلفـه تنطق باسمه هو ارتخت كل ملامـحه يرفع ظهره و يثبّـت ركبـه الجاثيـه على جسد عبدالمحسن على الارضّ يلتفت بوجـهه فقط يشوف الخوف بعيـونها و الارتـجاف اللي بيدّهـا و تردّد الخطوه له ما تصدّق عيـونها , ما تصدّق القـسوه اللي تشـوفها فيه بعد ما انكرت كلّ اللي بعقلها انه ممكن يضـر احد هالقدّ هي ما عادت تصدّق عيـونها و لا كان لها لحظه كافيه انها تستوعب فعلـه لان هو وقـف يعدّل جسـده و وقـوفه يطلع من جـيبه السلاح يوجّـهه على الجسـد الطـريح بالارض يحاول يقاوم الالم , الدّم و استصعاب النّـفس عليه ينـطق بحـدّه : انـطق ! انطـق من ذبّـاحها لاذبحك انت ,
ركـضت له ما تمنع خطوتها عنه , ما تردّ جنون اللحظه عن عقـلها و لا عن قلبها المتخوّف منـه على نـفسه ذاته توقف امامـه تردّه من صدره للخلـف , تهزّ راسها بنفي ترتجـي منه انه يتراجع , يوقف جنونـه و تمنعـه : همام ! , همام لا الله يخليك لا نزّلـه , رجعه جيبـك لحد يشوفك و لا تطلق انت لا تطلق رجـعه همام الله يخليك ,
غمّـض عيـونه يبعد نظره عنها , يبعد جـسدها عنه جسده و من امامه بينما هي كانت تقرب اكثـر , تثبّـت جسدها امامه حتى و ان زاحها عنه هي ترجع لنفس مكانها , تقرب اكثر منـه و ترفع يديـنها لوجهه تجبـر عيونه تناظرها من فتحها يحاول يناظر عبدالمحسن لكنها تردّه لها , لعيونها الباكيّـه يسمع نـبرتها الراجفه : همام الله يخليك , الله يخليك عشاني اترك السلاح ناظرني انا , اتركه خلاص الرجال بيموت منك والله بيموت و انت تروح فيها ,
لانها نـزلت يدها ليدّه , تحاول تسـحب السلاح منه رغم خوف قلبها و رجفه كفّـها هي تحاول تاخذه منه و تحمّـل قدرتها , تحمّل قلبها بقوّة تتجـاوز تحملها بصوره مو عاديّه هو نـطق : اتركي أُنس اتركيّ يدي اتركي ! ,
هزّت راسها بنفيّ تبـكي , تبكـي لانها ضعفت , لان عجزها غلبّ قلبها و خوفها اتمكّن منها عليه و تركها تسوّي اشياء تفوق طاقتها و قوّتها بمراحل : لا , لا اترك انت , اتركه انت , ما تقدر انت تذبـحه ما تقدر اتركه ! ,
وسـع عيونه يناظـرها , يتوتّر من لحظته لان عبدالمحسن وقـف يحاول الهروب و هو يديـه بيديـن اُنس , لانّ جنـونه مـقيّد بها و حتى حواسـه الحين بقيـدها هي ما يبي يأذيها لكنها تأذّيـه , ما ترحمـه منها لذلك صـرخ هو بعالي صوته ما يبي يوجـع كفوفها الممسكه به , ما يبـي يدفّـها و يوجعها و لا يعطي ردّة فعل بحواسه ممكن تألمها : أُنـــس وخـــــري ! ابعــــدي ! ,
هزّت راسـها بنفي تلتفت تتأكّد من غيـاب عبدالمحسن , ترجـف كلّـها ما تمثّل الرجفـه اللي اتوسّـطت ضلوعها , قلبها و حواسـها لكنها تجبر نفسها القوّه الى ان حرّك عبدالمحسن يختـفي عن عيونهم بسيارته بعد مقاومه طويـله للالم هو نجـح بالهـروب ترتخـي يدينها عنه بعدها لان القوّه فاقت تحملها هالمـره توسّـع عيونها بخوف , ترمـش بصدمه من انفـعاله لانه رمى السّـلاح بالارضّ يـصرخ بعـالي نـبرته ينفجّـر , يضـرب صدره لان هبـوبها منعته , ردّته و فوّتت عليـه فرصه معرفة الحقيقـه يهدّ جـسده , يهدّ جـسدها و عيـونها من البكّـي , يـرهبّ مسامعها و وقـع غضـبه المستحيل من نبـرته : انحـــاش ! انـــحاااش ابـن ****** , انـحاش ابـن ال*** الـ**** انــحاااش,
رجـفت كلّـها تبعد خطواتها عنه بخـوف منه , علـيه تحني نظرها للسلاح اللي ابتـعد عن اقدامهم ترتاح نفسها من الأذيّـه اللي كانت ممكن تندّم عمـرهم الباقـي , تناـظر الدّم اللي على الارضّ يـرتعب كيانها , تسـمع نبـرته الصارخـه على قلبها , بوجـهها تنبّـح بنهايـه صراخـه يبتعد عنها يمـشي لسلـة المهملات ينقّـب داخلها بدفـاشه , بهجـوم عليها هو كان يضربها مره و مره يدخـل يده يطلع المهملات منـها يصرخّ للحظه و تجـهل هي نيّـته , ما تدري وش ينقّـب عنه و لا تدري ليـه هو يسوي كذا لكنه يبكّـيها , يبكّـي قلبها قبل عيـونها من اتقدّمـت له تحاولـه , تلـمس كتوفـه تحاول توقـفه : همام ! همام وش تبي ! وش تـبي من الزباله اتركها ,
يتجـاهلها , يحاول يتجاهلها بكل ما فيها لانها شبّـت داخله نارها , شبّـت داخلها لهيب شعورها و لانه ما قدر يمنع نفسه عنها هو يغضب كله ما يرد علـيها تلتمـس يدّه الشريـحه اللي شافها بيد عبدالمحـسن , يناظرها لثواني و يدخّـلها بجيـبه يلتفت عنـها يمشـي و تلحقـه هي ما ترضى هذا كلـه , ما يرضيها عدم الرّد , التجاهل و هذا الغـضب داخله و الخوف داخلها : همام ! وين رايـح ويـن رايح ,
لان ما كان منـه الرّد , لان خـطواته كانت مصرّه على عدم الالتفاف و لان عـيونه تجبّـره على رغـبة نظـره , لانّ جـنونه طاغـي على نفسه قبل علـيها هيّ لحـقته ما تترك مجال للحاجز هذا و الصّـد تمسك به تلفّـه لها و توقـف قبال جـسده : همام لـيه رايح هو راح خـلاص ! ,
صـرخ بعاليّ نـبرته تشبّ ناره , تـحرقّ ضـلوعه بنار ضريـمه ما ترحمه ينفضّ ذراعـه منها : ابعديّ ! , ابعدّي ما يخصك ! ما يخصّـك كم من مره اقولك ابعدي ابعدي ما تفهمين انتِ ! ما تفهمـين ! ,
سـكنت ملامحها لانـه يوجـع قلبها , يرقّق خاطرها لكـسرها منه من طريقه حكيـه , من بشاعه كلماتـه على قلبها : هذه جزاتي لاني خفت عليك ! لاني ما ابيـك تروح فيها وطيّ و لانـ..,
قاطـعها يصرخ بوجـهها , يوجّـه اقسى كلمات على قـلب مُحبّ جـديد بساحـه معارك الحبّ و الشـتات النفسيّ هو ما بالى حتى بشعورها من شديد غـضبه : لا تخـافين علي لا تخافـين ! ماني ببزر عندك ! ماني بورع مانـي اخوك ! ماني ابـوك و لا تعرفيني لا تخافيـن ,
عـقدت حاجبـيها تغضب ما تردّ حـروفها اكثـر : اعرفك ! الا اعرفك انت همام اللي ماتت امك و شفتها بدمّـها ! , انت همام اللي تحبّ ابوك و ودك تطلّعه , انت همّـام اللي تحبّ اختك , انت همام اللي يحبّه بابا و غيرّه و انت همام اللي ما يستغني عنه عذبي ! اعرفـك اعرفك و اعرف انك ما كنت بتذبحه حتى لو كنت تبي انت ما تقدر , ما تقدر تذبـحه همام انت ما تحبّ الاذى لاحد ما تحبه ,
رفـع يده يناظرها لثواني ، يتحسّس جفـاف الدّم على بشـرته و يرفعها لنظرها يأكـد لها مغلوط معرفتها , ينفـي معرفـتها : ما تشـوفين الدم على يدي ! ما تشوفين دمه هذا دمـه و انا اللي نزّفـته هو , ضـربته و اذبحه مثل ما ضربته اذبـحه بعد ! ,
شـتت نظرها للجهه الثانيه ما تحبّ كلامه , فعـله و تمنع دموعها لانها بالفعل تنقد علـيه و تـزعل من قلبها اللي ما يرحم صدرها من نبضاتـه المستحيـله و لان نظرها كان للجهه الثانيـه من الدّم على الارض هو رفـع يده يأشـر عليه : بكل مكان دم , بكل مكان الاذى اللي تقولين ما  تحبه بكل مكان الدم اللي طرطـشته من وجهه هذا انا ,
اتمكّـنت من دموعها ناظـرته تكبتّ ردات فعلها , تردّ حـروفها لانه سكّـتها بزعلها يكمّـل من حُطّت عيـونه الغاضـبه لعيـونها اللي ضاقـت من عُقدة حاجبيها : هذا انا اللي تقولين انك تعـرفينه , هذا انا اللي تتأملـين منه الخير زي طفل معلّق بأمـله , معلّق بأحلامـه و الدنيا الورديه اللي يبيها بس ينصدم لما يكبر , يشوف الدنيا و سوادها و الظلم و السوء اللي فيها و هذا الفرق بينا , كـبّرتني الدنياا و انتِ بعدك معلّقه برؤيتك الغبيّـه اللي تحسسك ان الدنيا باقي بخير و انتِ ماكلـه ال*** منها متى تكبريـن ي البزر ! متـى تكبرين وش تنتظـرين يصيرلك اكثر ! ,
خـرست كلّ حـروفها , سُـكّتت كلها توقـف لحظتها من تحرّك من امامـها تتبعه عيـونها تحاول الرّد , تحاول تلقى جواب و تردّ لكـن كثير كلامها كُركب داخلها و بُـعثر مثل بعثره مشـاعرها اللي نفضـت قلبها من نفضه لها تتعلّق لحظتها , شعورها عليه تناظر حولها بخوف تلمـح السلاح اللي بالارضّ تتـوجّه له مباشره تتوتّـر من ضيق الوقت , الجـريمه اللي ترك ساحتها هو بفعله ما يبالي بكلّ منطقـيته هو يرمي نفسه للجُرم , للنار و للأذى و لانها تخاف عليه , لازال الخوف بقلبها عليه مستمرّ من مـسكت بالسلاحّ تخبّـيه بشنطتها تناظر حـولها بتوتّـر تشوف خروج البراء مع دهام من الباب هي سـكنت ملامحها من ملامحهم اللي تبيّن شديد غـضبهم و لانّ مبادره الخطوه كانت منـها نطق البراء بحدّه تساؤليـه : ما قلت لك لا تخرجين من السياره ! مت قلت لك لا تخرجين لازم يعني تعاندين لازم بكلّ مره تنشفين دمنا عليك و تخوفينا ! ,
رفـعت يدها تمسح دمعها بعشـوائيه توقـف قبالهم , تحاول الثّـبوت و الهدوء ما تردّ , هي اكتـفت تناظرهم فقط و عقد دهام حاجبيه : وينه همام ؟ ويـنه ما شفتيه ؟ ,
شتّت نـظرها عنهم ما تقوى الرّد , يعاندها الحرف و نُطـقه من كمّ الشعور اللي بقلبها يكبت صدره منه , رفـع البراء حاجبـيه يتفاعل مباشره من صمتها : ردّي علينا ردّي علينا وش جابك ! وينـه همام كل الناس يدورونه كلّ الفريق حاولوا يلحقونه و بالنهايه انتِ تلقينـه من هالجهه ! تجين من وراء انت متّـفقه معه من قبل ! ,
سـكنت ملامحها تنحلّ عُـقدة حاجبيها , عُقدة شـعورها و انقباضّ صـدرها تناظره ما تصدّق حكيه تنـفلت حروفها عليه مباشره : نفس الأسئله ! نفس الأسئله ما تملّ انت ! ما تخاف عليه او عليّ كل اللي يهمك اتفاقي معه ! كلّ اللي يهمك حنا نتكلم او لا ! ,
ما ردّ البـراء و اتنحنح دهام يلتـفت بنظره للبـراء اللي نا نطقّ بكلمه يبرر لنـفسه , التـفتت تناظر الدّم اللي بالارض تأشـر عليه تنفعل بملامحها , نبـرتها و حدّتها : شوف دم الرجال ! شوف الدم بالارض هذا اللي سواه همام كانك تسأل و ايه , ايه انا خرجت من السياره و لا سمعت كلامك لاني لو ما خرجت همام كان رح يذبحه , رح يموّته بالسلاح الزفـت اللي بسيارته ,
سـكنت ملامح دهام ينقبضّ صـدره بخوف يسأل مباشره : دم وشو هذا ! اطلـق هو على احد ! ,
ما كان منـها الرّد تبين اجابـتها دون كلـمه و لانّ البـراء ماعاد يتقبّـل داخله هالكمّ من التـعبير اللي يشوفه عليها نطـق يأشر على الارضّ : دهام شفّ وش ممكن يصير بالدم هذا , خلّ القضيـه جنائيه و خلّ همام يآخذ جزاته و يتأدب لاجل ما يمسك سلاح مب له و يحسب انه لعبه ,
عـقدت حاجبيها بصدمه من ابـوها , من حكيه و لانّها ما اتوقعت هي نـطقت مباشره تهزّ راسها بنفي : لا ! لاا وش تسوي انت وش ناوي عليه ؟ تبيه ينسجن ! ,
ناظـرها البراء يهزّ راسـه بإيجاب يحكي بجديّـه ما يمثل فيها من الواقع و من اللي يصير معه من خوفه على همام و بنتـه : ينسجن و لا يذبح له احد , تبينه يذبح احد و ينقص يعني و لا ينسجن و يتأدب الحين ؟ ,
هـزت راسها بنـفي ترتخي كلّـها , تلين نبـرتها ينخذل شعورها : بابا انت تسجنه لانك تخاف عليه و لا لانك تبي تبعده عني ؟ ,
ما كان من البراء الا الثّـبوت , الا الصـمت لانها مسّـت جُزء من  غايـته بسؤالها و لان دهام حسّ بالتوتر اللي بينهم اللي مو لاوّل مره يشهده او يحـضره نطق بهدوء : أُنس خلاص ارجعي للقصر , ارجعي انتِ مالك بهالامور ارجعي ,
هزّت راسـها بنفي تتراجع خطوه للخلف تخرّج السلاح من شـنتطها ترتـعش يدها الممسكه فيه : تبيها جنائيه ؟ تبيها جنائيه خلاص اجل انا اسلّم السلاح بنفي و خلّهم يآخذون بصماتي انا بعد , كلها بالسلاح و انا بعد اُعاقب معه و انسجن لاني مسكته معه ,
وسّـع البراء عيـونه يقرب منها خطوه يبي يآخذ السلاح من يدها يتدارك الموقف لكنها رجعت الخطوه للخلف تهزّ راسـها بنفي ترفع نبـرتها : لا , لا ما بتآخذه مني الا لو كنسلتوا الفكره ,
وقف البراء يناظرها بحدّه و اتردّد دهام بتوتـر يشوف جنون الشـعور داخلها يوضح كلّ شيء لعيـونه , يدرك تضحيّـتها بنفسها لاجل همام تكمّـل بعدها : انا بعد مسكت السلاح و ممكن اذبح ايّ احد صح ؟ كنسلـوا الفكره انتم تدرون همام ما يسويها ما يذبح احد لا تسجنونه يكفيه اللي ضاع من طفولته تبون تضيّـعون شبابه بعد ! ,
اتنـهدّ دهام يهزّ راسـه بنفي يناظر البراء و مسـك بكتفـه يردّه للخلف عن أُنس : خلاص أُنس ما بنسوّي شيء , ما بنسوّي شيء اتركي السلاح و روحي للقصر ,
كانت تناظر البراء , عيـونه فقطّ و تعبّـر عن كم الضغط اللي تحسّـه داخلها لاوّل مره ما تقدر تجابه الشعور , عُمـقه و صعـوبته عليها الى ان تـركت السلاح بالنهايه ترميـه بالارضّ تحرر قبضتها من تمسّـكها , تنهزم لليلـتها اللي اكـلت من عمرها كثـير , اللي اتعبـت قلبها كثـير تمشـي عنهم..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن