الفصل ١٣

8.2K 110 14
                                    

أريام تناظرها : و عذبي ؟ , ليش معصب.؟ ,
غمّضت صيته عيونها تآخذ أنفاسها لثواني , م تقدر تجاوبها و بنفس الوقت م ودها ترسلها بطريقة تزعل منها لأنها تدري بإنها حساسة , و القليل يزعلها ..دخلت و هي تقفل الباب خلفها و تنطق قبل لا تقفله ؛ روحي للبنات ي ماما ,
شدّت على وشاحها ترتخي ملامحها بحزن , م تحب هالحال و م تحب عذبي و أبوها و التوتر اللي بينهم و زعل أمها اللي م ترضى الا لو برضى كل الأطراف , ميلت شفايفها تمشي خطوات بسيطة الى ان جلست بالمرجيحة الكبيرة اللي بين ڤلة ابتهال و قصر أبوها بهدوء , تدري ان رجوعها بيفتح أبواب الأسئلة لبنات عمامها و لا ودها لأن ملامحها تفضحها و هي م تقدر تتحكم فيها ..
-
بالمجلسّ ؛
نطقّ صُهيب بهدوء يناظر محمد اللي م يقدر يقرأ بنظراته و لا شعور و لا كلمة و هالشي يتركه يبي يفسرّ له بدون زيادة و بدون ضرّر : انت تدري ي بوهمام ..انت تدري ان حنا ع العادات من وقت انت ادرى به و عم سلمان يدري به , كلنا ندري بأصلنا و نعرف معادنا ..بنتكم بنتي قبل كل شي و اللي يصير لها م ارضى عليه ..اقولك انا ابي القُرب منكم و يشرفني أخطبها لولدي عذبي و انت ادرى بعذبي ..هو ولدك و اتربى عندك و بوسط بيتك ! ,
بلع محمد ريقه يناظره و كلّ كلمة هو يدري بصحتها و يشعد ان صُهيب م كذب ولا بكلمة ,
ناظر صُهيب متعب ثمّ عوض اللي اتغيرت كل ملامحهم و هم يشكّون برأي محمد و يشكون بإجابته اللي بتطلع منه , م يتسغربون لا وافق ,
مدّ متعب يده و هو يربّت على ركبه محمد : ناظرني و أنا أخوك , عذاري م ندري شلون جت هنية و لا ندري وش صار عليها , خلنا نآخذها و نستر عاللي صار و عوض يتزوجها ,
عدّل صُهيب جلسته و رفع البراء حاجبينه بصدمة من حكّي متعب و نطق بحدة : وش اللي نستر عليها ؟ , تستر عليها بزواجها من ولدك ؟ , على من تضحك انت ي بو عوض على من ؟ ...عيال صغار حنا انت تقول هالكلام ؟ ..البنت م سوّت شي ينستر عليه و هي باقي مقامها عالّي ..البنت لها من العز و الصّيت كلٍ يتمناه الا ان كنت انت تبي تسوّي فضيحة من لاشي ..هنا يصير كلام ثانّي ,
دخلّ عذبّي بشكلّ ترك الكلّ ينصدم و يناظره , خطواته المهيبة اللي تتوجه ناحيتهم و شدّه على ثوبّه و هو يمشي بلاشماغ و لا عقال , على حاله بثوبّه من البارح , يمشي و يلمحون فيه كلّ الغضّب و النار اللي تتطاير من فوقّه و من نظراته اللي يتحرّق عوض قبل جلوسه و وصوله ينطّق بصوتّ جهورّي بادئ بالسلام ,
شدّ صُهيب على قبضة يدّه من اللي يشوفه , من تقدّم عذبيّ لهم و هو يجلسّ بجنب البراء اللي التفت يناظره و يهمس له : و عليكم السلام عذبّي ! ,
ناظره عذبي بدون لا يردّ ثم ناظر أبوه اللي احتدّت كلّ ملامحه و هو يشوفه , هو متأكدّ ان مابعد هذا كلّه بيكون جبرّ جوارح و يخااف يسويها و هو م ودّه بهالشي ,
تمتم صُهيب بالاستغفار لثوانّي ثمّ أجبر نفسه ان م يناظره و هو يلتفت لمحمدّ اللي كل ملامحه بين تردد و حيرة , يمرر نظراته عليهم كلهم ,
رجع البراء نظراته لمتعب و ولده عوض اللي هو قبل لحظة ضيّع حكيهم من لسانهم بعد م قال حكيه و ختمه ب " الا ان كنت انت تبي تسوي الفضيحة من لا شيء " , وتّرهم بشكل لاحظه كلّ المجلس , ابتسم البراء بسخرية : ها وش قلت ي بوعوض , باقي في جسّ للفضيحة و لا نمحيها من قاموسك ؟ ,
شتت صُهيب أنظاره من لاحظّ توترهم و لا ودّه يناظرهم أكثر و يكمّل هو عليهم لأن م وده يسوّي المشاكل بينه و بين محمد لأن اللي في محمد يكفيه و زيادة عليه ,
هزّ متعب راسه بنفّي و هو ينطق بهدوء : لا م كنت اقصد كذا ! , اللي أقصده ان عوض أولى ببنت عمه و القرب من نصيبنا حنّا ! ,
شدّ عذبّي على قبضّة يده لثوانّي و تفاعل داخله يعدّل جلسته لأن طقّ عرقه و ممكن يتهورّ بأي لحظة و يتسخدم جوارحه بدل حكيه ميرّ وقفّه البراء من عدّل جلسته و ناظر صُهيب : قلهم ي بو عذبي قلهم و انهي هالكلام ,
عدّل صُهيب جلسته و قلّب سبحته لثواني , ناظرهم يرفع حاجبّه و هو يقطع كل كلامهم : عم سلمان الله يرحمه وصّاني , وصاني ان ما يآخذ حفيدته الا عذبّي , و وصّى حفيدته م تقبل الا بقُربنا , الله يعزّكم و مايعيبكم شي ي بو عوض مير الوصيّة من الجد , ما بعد كلام أبوك كلام ي بوعوضّ ,
سكنت ملامح محمدّ و هو يسمعه , من سمع بإنها وصيّة أبوه هالشّي يغنيه عن ألف تيه و ضياع و فكر , دام أبوه شاف ان هذا أفضل مُستحيل م يتممه و هي كانت نيته ..ناظر محمد صُهيب اللي كل أنظاره عليه من بعد م أنهى حكيه , ينتظره يجاوبه و يعطيه الكلمة اللي بتوقّف كل شك و خوف داخله ,
هزّ متعب راسه بنفي يرجع ينطق بمحاولة انه يوترهم و يوقف عنهم هذا كله : السموحة بأقاطعكم , مير شلون عذاري جت للقصر و وصلت له ؟ ,
ناظره البراء و هو للحين مستغرب من كميّة الوقاحة و لو هو م فكرّ لا بعلاقته مع أخوه و لا فيه و هو للحين ساكت لأن صُهيب رفض الحكي , رفض ان كل شي ينقال و رغم ان عذبي يدري بكلامهم مير مُستحيل ينطق بكلمة ماقالها أبوه و لا يرمي كلام فوق كلام أبوه ,
نطّق صُهيب بهدوء أربك داخلهم من جديد من بينّ لهم انه يدري عن كثير أشياء مير متكتم عنها : والله ي بوعوض ..الكلام واجد , تبي كلام يودّيك و يجيبك إنت ؟.,
اتوسّعت عيون متعب يرمش بصدمة من سأله هالسؤال و هو يقلل منه قدام الكل , و من نطق عوض : حشّم ي عمي , مو من مقامنا هالحكي بالمجالس ,
ابتسم صُهيب بخفيف يرجّع أنظاره لمحمد اللي استغرب من صُهيب و هو لو م يعرفه ماكان شكّ ان بداخله كلام مير هو يمنع نفسه من انه ينطقه , مير هو يعرفه و متأكّد من هالشي و نطق بكلمة وحدة بس بنبرة هادية بعد لحظات طويلة من السكّون و التفكير : طيّب ! ,
ناظروه كلهم بعدم فهم , لا هم اللي أخذوا موافقته و لا رفضه و ناظره صُهيب يحدّ من نبرته : طيّب وش ؟ ,
هز راسه بإيجاب يحنيه راسه يمنع نظره عنهم كلهم , من صُهيب و من أخوه اللي أُحرج منه : البنت بنتكم ي ي الأيهم , متى م ودّكم جيبّ الشيخ و أنا حاضر ,
رفع صُهيب حاجبينه يعدّل جلسته يآخذ نفس براحة , م اتوقع انها تآخذ هذا المجرى من السلاسة و يجهل عن السبب رغم انه يدري بإن داخله أفكار دام طال سكوته و طالت إجابته عنهم ,
سكنت ملامح متعب يناظره , يجهل هو وش فكر مير متأكّد ان كلّ الأثر من قال ان أبوه وصاه و هالشّي اللي تركه يقبل و يوافق بخطبتها , شدّ متعب ظهره و هو يوقّف و وقف بعده عوضّ اللي م نطّق بكلمة يخاف من تكلمة الكلام من عذبّي , يخاف لو هالعيون بتحرق ارضة و تتركه يمشي على رمادّ ماهو بأرض ! , نطّق متعب بخفوت : يلا أنا أستأذنكم ,
وقّف صُهيب يناظره ؛ على وين ي بوعوض , خلكك البيت بيتك ,
هزَ متعب راسه بنفّي و هو م يناظر صُهيب أبدا , و من التفت صُهيب لعوض بابتسامه خفيفة تدّله على مقامه و على قدره الصغيّر بالنسبة له و بالفعل ما حسّ عوض الا بهالشيّ " قلّ مقامه و صغر نفسه " قبالهم و من مشى متعب يلحقه عوض وقّف عذبّي و هو باقّي م برّد حرته فيه , يلحقهم و من نطّق صُهيب باسمه " عذبّي " , التفت له عذبي ينطق بهدوء : سمّ ,
رمش صُهيب يشوفه عيونه , يقرأ فيها كلّ شعور و لأنه م يشوف الا نفسه فيهم هو يفهمه زين , هزّ راسه بنفّي و تركه عذبّي و هو يكمّل يمشي يخرج من المجلس كله يلحقهم ..
ت صُهيب من عنيدّ فعله , من حرارة دمه اللي م تسكنّ داخله إلا و إلا يسوّي اللي باله , سواء حكي أو فعل و من كان يبي يمشي يلحقه نطق محمد بهدوء يرفع راسه بناظر صُهيب : عذبّي .. طلّعوه ,
رفع البراء عيونه يناظره باستغراب , بعد اللي سواه فيه و بهالحال باقي يفكرّ في همام , رمش يحاول يخفّي استغرابه و يحتفظّ بسكون داخله , هز صُهيب راسه بإيجاب : الحين بأرجع و  نتفاهم , و خرج و هو يلحق بعذبيّ ..
-
من خرج متعب من الباب الدال على الخروج و لا يحتاج يآخذ طريق من أهل القصرّ , يخرجه على المسرى و بدأ يسري و خلفه عوضّ اللي يعضّ أصابعه ندم ان اتحدى عذبّي و انه قال هالحكّي و الحين م قوى حتى بكلمة يقولها بوجوده بخوف منه , بغضب من داخله و يُستفز لأن عذبّي صار اللي باله و م اكتفى بإن اللي بباله صار ! ,
مشى متعب يخرج من الباب و باقي عوض اللي التفت يناظر حوله و هو يشوف فخامة القصرّ و كبره اللي شدّه بشكلّ م ينساه , و قبل لا يلحق أبوه و يطلع من الباب وقّفه عذبّي و هو ينطّق بصوتّ جهورّي : ييااا وررع ! ,
احتّدت ملامح عوض و هو باقي م استوعب اللي صار بالمجلس لأجل يرجع و يحمّي داخله حرارة م يتحملها هو , التفت يناظره و كمّل عذبّي مشيه له و هو ينطّق بهدوء : وش اللي جابكك ؟ ,
أخذ عوض نفس عميق يناظره بحقد : حشّم , ماني ورع تحكي معي هالحكي ! ,
هزّ عذبي راسه بإيجاب و هو يبتسم بسخرية ؛ صدق ؟ , اللي يظهر لي انه العكس ,
عضّ عوض على ضروسه و وقّف صُهيب على حافة الباب يناظر بكلّ انتباه , يبي النهاية  معهم هم الاثنين مير اللي متأكّد منه ان الحقّ بطرف عذبّي لأن الحكي اللي انقال له و وصله ماكان يرضيه , نطق عوض بحدة : والله ان انت ال..,
قاطعه عذبّي و هو يهز راسه بنفّي و ببرود ابتسم و ماكانت هالابتسامه الا لأنه يمنع نفسه من كثير جُرم : ااصصص و لا كلمة , حسّك مابي أسمعه ..أنا لاجيت تناظرني لازم تناظر العالّي و لا تحسب اني أهتم لك ! , ضحك بسخرية ثمّ كمّل : إنت ترجّع و تبوس راسيّ و م توصله لأني عالّي .., أشرّ عذبي على درجات القصر و هو ينطق : شفت هالدرجات كلها لو ترقاها م توصلّ ! , ماا توصل تحداني أجل ؟ , على وش ؟ ..,
ناظر عوض الدرجات بسكون ثم التفت يردّ بعد تفكير دام ثوانّي : لا تشوف نفسك علي لأن أهلك يلعبون بالفلوس لعبّ ! , كله من أهلك و لا إنت ! , م عندك شي تشوف نفسك فيه لا تجارة و لا صيت .. , ابتسم بخفيف : سمعتك بكلّ السعودية بإن تجارتك كلهاا خسارة ! ,
رفع عذبّي حاجبينه يهزّ راسه بنفّي و هو متأكد ان لافكرّ كذا يراهن على كمال عقله و متأكدّ من قلّه : عمر المراجل ماكانت بالفلوس ! , م ألومك لأنها موب عندك , هالشنب اللي فوق شفتّك قريب و يطيح لأنه م يشوف المراجل فيك ,
احتدّت نظرات عوض يقرّب منه و ينطق بحدة : والله إني رجال إن رضيت و إن ما رضيت ,
ضحكّ عذبّي بسخرية يشتت نظره عنه لأجلّ يكبتّ غضبه و يحافظّ على هدوءه اللي هو متأكدّ انه م بيستمرّ ,
كمّل عوض يرفع اصبعه له بتهديد ؛ و إن جاء على قبول عمّي لخطبتك من عذ..,
م تركه عذبّي يكمّل كلامه من رفع يدّه يلوّي ذراعه و يدّه الثانية حول عنقه تمنعه من الحركة ينطّق بحدة : اسمهااا م تنطقهه ! ..طاريها م يجي على لسانك و لا أسمعه ! ...هي لو جا طاريها بمجلس م أشوفك تجلس فيهه ! , تسمعنيي ؟ ..تقوم منهه و لا تشوفك  عيني ! ,
نطق  صُهيب بصوتّ عاليّ بجدية ينبّه فيها ولده اللي ما حسّه اتمادى على كثر انه م ودّه ينزل لمستواه : ععذبيي ! ,
ناظره عذبّي بهدوء و هو لازال بين قضبتي يده , كمّل صُهيب يهز راسه بإيجاب يرجّع يدينه خلف ظهره و يوقّف باستقامه ؛ خله يروح و يراجع نفسه ,
همسّ له عذبّي يشدّ على ذراعه الملتوية : لا أسمع طاريها على لسانك , إن تركت الحين فهو لأجل أبوي و لا انت تدري بي , احفظ هالدّرس زين ,
تركه و هو يدفعه عن و ما ان تركه حتّى اتعثرّت رجوله و هو يتمسك بباب القصرّ لأجل يخرج , ناظر صُهيب لثواني ثم ناظر عذبّي و هو كل نظراته توعدّ فيهم ,
لاحظها صُهيب بينه و بين عذبّي النظرات مير م يعطيه الحقّ و انما يلومه : كان ودّنا نحشّم , ان جيت لقصرنا و بضيافتنا ي عوض مير المراجل لها أهلها ,
سكنت ملامح عوض بصدمة من كلامه , هو قال هالكلمة بمعنى ان هو موب من أهل المراجل اللي يقولها و من اكتفى من نظراتهم اللي تدل على انتصارهم خرج من القصر و هو يقفل الباب بقوّة خلفه ,
اتنهدّ عذبّي يرجع لواقعه اللي لمحه أبوه و من التفت ينتظر أبوه اللي يلمح بعيونه تضاد مشاعر له , يدري بإنه فرحان لأن عذبي م ترك حقّه , و ينقد لأسباب هو يجهلها مير م يقوّى يسأله و لأن السؤال بينهم أصعب من الجواب ترك لسانه و م حكى ,
نطّق صُهيب بحدة و هو يناظره و بسن تضارب مشاعره و تخبّطات داخله : لا تستخدم القوة ,
هزّ عذبي راسه بإيجاب يعدّل وقفته و يقرّب خطواته منه مير وقفّه صُهيب ينطق بهدوء : و أنا بعد لا تشوفك عيني ,
دخلّ صُهيب للمجلس مره ثانيّ تارك عذبّي باستغراب يناظر مكانه اللي كان واقف فيه , يفكرّ متعجبّ من أبوه اللي م سوّى شي للحين و لا قال له كلمة هو كان يقولها له و يكسّر الدنياا من غضبه , أخذ نفس عميق لثوانيّ يناظر حوله و الفراغ , سكنّ داخله لثواني من رسخت لحظة قبول محمد لخطبته من بنته و ابتسم بخفّيف يبعدّ كلّ شعور عنه ، كلّ شعور كان يبي يفرّغ فيه غضبه اتلاشى للحظة و اتلاشت معه كلّ المشاعر من ضمن انها بتصير حرمه , من ضمن قُربّها اللي هو وده يكون اليوم قبل بكره و لو جت عليه بيجيب الشيخ الحين و يعقد و لا بيأخّر أكثر دام الموافقة  جت , دار حول نفسه م يدري وش هو يحسّ فيه الحين , يعجز يحدد الاحساس اللي يحسّه من تضاربه عليه من ما حس على نفسه رفع يده يمسح على قفى راسه ثمّ مشى بخطوات يمشي عن المدخل و هو جاهل عن الشّخص اللي شهدّ كل اللي صار قباله من الشباك ..
-
عند عذارّي اللي شهدت كلّ شي من شباك جناحها الجديد , شعرها المبلول على جنبها و من بجامتها اللي كلها كانت باللون الأبيض سادة , الا البدي اللي عليها و اللي هي شدّت ذراعها من ارتعشّ كل شي داخلها و هي تلمحهم , تلمح عضّب عذبّي و لويّ ذراعه عوض و م تدري عن اللي وقفه لأنها م قدرت تلمح جُزء وقوفه , م تدري باقيّ وش شعورها من هذا كله و كل اللي تعرفه الحين ان أبوها تحت بالمجلس و لاهي قادرة تجمع قواها و تروح له , على انها تشتاق له و هي بهالضياع الحين ودّها يكون الملجأ لها اللي يلملم شتاتها و يردّ لها قوّة هي كانت فيها , القوة اللي اتلاشت من وفاة جدها و من رجعة أبوها و شوفّة عذبّي اللي أربكت داخلها كلّه و لا تركت من القوّة ذرة لنفسها , رفعت يدها تمسح على زندها بهدوء لأنها تبردّ من الجو , تبرد بشكلّ م تقدر توصفّه رغم ان داخلها لهيبّ شعورّ الا انها تبرد الحين لسبب هي تجهله ..من اختفى عن أنظارها ظلّت تنتظر تحاول تلمح لوين هو راح و لوين هو صار ..بعد م لمحت حركاته و ردات فعله من اختفى عوض و هي متأكدة انه م يدري عن وجودها الحين هنا ! ..رمشتّ تصد و مشت عن الشباك تجلس بجنب جوالها اللي كان يشحن تفتحه على اتصالات همّام اللي للحين تشيل همه , للحين مستغربة من سكونه و هي كانت تراهن على إن جنونه كان بيكون الأقوى و الأكثر انفعال , م هقت ان الدنيا تسكن لهالدرجة و هي تدري بانه درى , دام ابوها و عمها و عوض دروا الأكيد ان هو بعد درى لانه م بيسكت , رمشت تشوف آخر اتصال منه كان قبل أكثر من ١٢ ساعة و دبّ بقلبها الخوف الى ان قاطعت خوفها صيته اللي دخلت للجناح و دموعها بعيونها م تصدّق اللي صار , م تصدّق كل اللي قاله لها صُهيب من دخل يبشرّها بان الحل نفع و الزواج بيتم بإذن الله ,
دخلت بسرعة تجرّها خطواتها للجناح اللي فيه حفيدة سلمان و ابتسمت و هي تنتظر حفيدة سلمان تبتسم من بشرّها صُهيب بجملته يقول " افرحّي ي الأم الأشبال ..حفيدّة سلمان ما بتكون الا لعذبّي " , م تقدر تخفي فرحها و لا تقدر تمنع دموعها اللي هلّت تصعد الدرج و هي م تدري شلون قوت على هذا كله , م تدري شلون م ضيّعت الدرب و هي تركض  لجناحها لأجل تبشرّها و من دخلت م تجبّرت خطوتها على الأرض انما كمّلت و هي تمشي ناحيتها و هي وقفت بلاشعورّ تنهزّ روحها بخوف و من شافت دموع صيته اللي هلّت بلاشعورّ موجّت عيونها تلمح قربّ صيته و من جمعتها صيته تحتوّي ضلوعها بداخلها تنطق : مبروكك ي رووححيي ..مبروكك ي بعديي الموضوع انحلّ و لاعاد فيه خوف ! ,
رمشّت عذاري تحاول تستوعبّ اللي قالته صيته , هي شهدت موقف مير كانت تجهل كل الكلام لانها م سمعته و تجهل كلّ اللي صار و لا اتوقعت انها تشوف عذبّي أصلا بهاليوم و الصدفّ تدلها تغيرّ جناحها لهالجهة و باللحظة نفسها ,
وخرّت عنها صيته و هي لازالت تشدّ على يدينها بابتسامه من شافت انها مالها ردّة فعل , هي م تعرف أطباع عذاري واجد و لهالسبب تعجز عن فهمها باللحظة , تعجز تعرف اذا هي خايفة أو فرحانه أو مرتبكة , متوترة , تعجز تحدد لها موقفها اللي هي فيه الحين و م تشوف الا موجّ عيونها و أهدابها النديّة : عذارري ! , خلاص لا تبكين ! ,
أحنت عذاري راسها تمنع نفسها من انها تشوف صيته لان تشوف فيها الحين فرحة الأم لبنتها موب لولدها , على انها تدري بانها مو أم عذبي و انه ولد زوجها  الا ان كلّ الشعور وصلها اذا كان هذا حبها لها هي اللي م كمّلت يومين بالقصر هذا , فشلون حبها لعذبّي و بنتها اللي للحين ماشافتها ! , ميّلت شفتها تهز راسها بنفّي بدون تنطق بكلمة ،
سكنت ملامح صيته لثواني ترفع يدها تمسح على شعرها المبلول لثواني باستغراب : وش فيك ي حبيبتي ..قولي لي ي ماما وش مزّعلك الحين ، مو فرحانة ؟ ,
رفعت عذاري راسها تناظرها برجفة عيونها اللي م قدرت تسيطر عليها من فايضّ شعورها و لان هالشعور كثير عليها و هي للحين م استوعبت اللي صار و لا اللي يصير , كثير عليها الموقف و شعورّه و من رجعتّ راسها على كتف صيته تشدّ عليه فهمت صيته انها خايفة و ان شعورها فايضّ لدرجة حتّى كلمة وحدة م قوت تنطق من دخول صيته و لا علرّت عن شعور داخلها انما طغت مشاعرها بموجّ عيونها ..
شدّت صيته عليها و هي ترجّعها لضلوعها تشدّ عليها و من ابتسمت و هي تنطقّ بخفوت : عيالي بيتزوجّون و شعوري الحين يبكّيني أنا المفروض موب انتم ! ,
شدّت عليها عذاري و هي تخفي وجهها بكتف صيته بحياء و من كلمتها من ضمّتها لكلمة " عيالي " , ضحكت صيته بخفيف تمسح على شعرها بهدوء تحاول تسيرّ عليها مشاعر الليلة أكثر ..
-
المجلس ؛
من دخل صُهيب بعد حكيه مع صيته اللي كانت يدها على قلبها من خوفها , غضّب صُهيب و غضب عذبّي مع بعض م بينتهي الا بهدّ حيل واحد منهم و جنون عذبّي يزيدها عليها خوفّ , م تركت يمّ الباب والى ان طمنها صُهيب و رجع يجلس للمجلس اللس السكون فيه سايد بشكلّ غريب هو م يقدر يوصفه او يفسر شعور محمد و البراء اللي م يناظرون بعض ابد !
جلسّ بمكانه يرجع جنب البراء و هو يناظر محمدّ , يعدل جلسته يستغرب من سكونه الباقي على حاله , شدّ على سبحته يوقفّ حركتها و نطّق بهدوء : محمد ! ,
ناظره محمد بهدوء من ناداه باسمه على غيرّ المعتاد " بوهمام " , سكون مظراته مُخيفة لدرجة هو م يدري وش بيسوّي ! ,
رمش صُهيب ينطّق خلف الأذان الصاغية من البراء اللي كلّ شي يشدّه مير يحاول يمثّل انه موب معهم لان هالشيّ يحرقّ كلّ ذرة باقيه بعقله و كل اللي يصير فيه هو الجنون : قلّي ي بوهمام وش اللي شاغلك للحين ! , وش اللي مضيّق عليك الدنيا مره ثانيه قلّي و أنا أخوك ,
رمشّ محمد يعدّل كتوفه المنحنية ينطق بهدوء خافت : شلون جت عذاري و وصلت لهنا ؟ ,
سكنت ملامح صُهيب , مستحيل يقوله الاجابة و هو يدري بأنها مُستحيل تمرّ على قلبه بسلام و لا على قلب أي شخص يحبّ عذاري سواء هو أو همام , اتنهدّ للحظة يهزّ راسه بنفّي ؛ لا يقلقك هالشيّ ي بوهمام , عذاري مثل م هي بنتك هي بنتي , و انت تدري بعذبي و مثل ما هو ولدي أنا متأكدّ انك تعتبره ولدك , ..
سكت محمد يناظره و التفت البراء يناظر صُهيب اللي م كمَل حكيه ينتظرونه يكمّل : طيّب الأصل إنت ي بوهمام , و إنت تعرف ديارنا و أبوك يعرفها , التربية تربيتك و العزّ عز , الحكي م يفرق دام الأصل واحد ,
أحنى محمد راسه و قاطعه صُهيب ينطق بحدة : ارفع راسك ي بوهمام , لا تحنيه و اترك هالحركة للرديّ ..هالحركة ماهيب لك انت ! ,
رفع محمد انظاره و هز صُهيب راسه بإيجاب يعطيه المعنى , من حسّ محمد بكل كلمة قالها و هو فعلًا يتطمن لصُهيب تام الاطمئنان و يعرفه أكثر من نفسه و لهم أكثر من ال٣٠ عام و هم صُحبة و المعرفة بين الأجداد , بلع محمد ريقه بتوتر ينطق بكلمة وحدة تعبرّ عن ما بداخله كله : همام !
هزّ صُهيب راسه بإيجاب يزفرّ بضيق على حاله و حال عياله اللي كلٍ منهم يُرثى على حالهم , همام هو وصّاه قبل يمشي مير م يلومه عالجنون اللي صار بالصباح و م يلومه لأنه كان جنون صُهيب أقوى منه بكثير أيام شبابه و الكل يدري به : بيطلع , متى م ودّك إنت بكره تعال ,
ثمّ ناظر صُهيب البراء و هو يربّت على ركبته : معك المحامّي هنا و قبل هذا كله أخوي , المحامي البراء بيساعدك بخروجه و حنا متنازلين عن اللي صار و بيطلع بإذن الله بدون شي ,
رفع البراء حاجبينه من رمى عليه هالمُهمة و هو مُستحيل يكسر كلمة صُهيب و هم موب وحدهم , وحدهم يتشادّون بالحكّي و التضاد مير مع الناس مُستحيل تلقى بينهم كلمة ضدّ ,
رمش محمد يناظر البراء اللي لاحظ فيه ملامح الصدمة و الاستغراب و ان بجوفه حكّي مير م قاله , اتنهدّ ينطق ؛ انت تدري بان سجلّه موب صافي ! ,
ناظر صِهيب البراء يبتسم بخفيف رغم احتراق البراء الا انه ابتسامه صُهيب تتركه يهدأ لانه يحاول يخففها عليه : م عليكك , المحامّي لهالأشياء حاضر و يمحيّ السجل بكبره لو تبي ,
هز محمد راسه بإيجاب و كان يبيّ يقوم مير وقفّه صُهيب يهز راسه بنفّي ؛ على وين ؟ ,
سكنّ جسد محمد اللي وقف و بعدها م بدرت منه حركة من نطق صُهيب ,
وقف صُهيب يحني راسه له شوي بحكم طولّه المهيب : على وين ي بوهمام ! ,
رفع  محمدّ أكتافه ينهدّ كل حيله , كمّل صُهيب م اتنهدّ يناظر البراء اللي لمس بنظرته حنيّه عليه : لا ي حبيبي و أنا أخوك , جناحك جاهز تبقى عندي , بضيافتي و ببيتك دامنا صرنا أهل , بيتي بيتك و بتبقى فيه ..الصباح تشوف بنتك و تروح تخرج ولدك مع المحامي ,
غمض محمد عيونه لثوانيّ يريّح تفكيره اللي أهلكه و وقف البراء يصدّ يكنع حنيّة قلبه الل بتطغى لو بقى أكثر : أنا أستأذن دام الخير حصل , الله يتمم أفراحكم كلهم .., و طلع خلف أنظار صُهيب اللي م يخفى عليه شعور البراء و شعور محمد اللي مسح صُهيب على ظهره ؛ امش معي و ريّح عندنا للصباح و يصير خير ..
-
كان يمشي بالحوشّ و هو جاهل كلّ شي صار و يحسّه مثل الخيال من ثوران شعوره بوقتها و فوران دمه اللي كان يحترق لأيام و لا خُمد الحين وقّف حريقّه و انصبّ الثلج مكانه بشعور هو يقدر يوصفه لنفسه , مشى و هو ناسيّ نفسه و بحركة اعتياديه دخل يده بجيبه يطلع بكت دخانه يفتحه طلع وحده و هو يحطها بشفته مير سرعان م استوقفّته الأُنثى اللي غاب عنها كثير و الحين هي تناظره بصدمة , الأنثى اللي تجلس بالمرجيحة و كلّ ملامحها ترتخيّ حزن ..شال السيجارة من بين شفايفه يرجعها للبكت يمشي ناحيتها يناظرها : إنت هنا ؟ ,
صدَت عنه بأنظارها و هي تنقد على أشياء واجد منه , اختفاء و رسايلها اللي م انردّ عليها و فوقها الحين السيجارة اللي شافتها بين بين شفايفه , هزت راسها بإيجاب ,
عدّل وقفته يشدّ ثوبه و يجلس بجنبها يمدّ ذراعه خلفها على طرف ظهر المرجيحة بهدوء : شلونك ؟ ,
ناظرته بهدوء ثمّ صدت م تقوى على كمّ المشاعر اللي اتجمعت عليها بيوم واحد و هي كثيرة عليها ,
شدّ بذراعه اللي خلفها على كتفها من عرف انها ناقدة عليه , من عرف انها زعلانة و زعلها م يهونّ على قلبه : وش فيكك ي الأريام ؟ , تنقدين علي هالقد ؟ ,
ناظرته بعيونها اللي لو يوصفها بالغيم الممطر ما اعطاها حقها من الزعل : شفتك قبل شوي معصّب , روّقت ؟ ,
اتنهدّ يشتت نظرها عنه و هو ماكان يتمنى لو انها شافته وللا كان يتمنى احد يشوفه و هو بهالوضع , هي م تدري و هو م بيشرح الحين وسط هالمشاكل كلها يبي يمهَد للموضوع و لا يصدم الباقي بهالخبر اللي يدري انه م بيمرّ بسهولة على الكل لانهم كلهم املهم بانه يآخذ هُيام اللي هو يحزن كثير مير يعجز عن انه يتقبلها ك زوجة و ك " حبيبة " لقلبه و باقي عمره , ناظرها لثوانيّ يضّيع الموضوع : وينك عن البنات ؟ , غريبة منتي معهم ,
شتت نظرها عنه من فهمت انه م يبي يجاوب , يخفي شي هي تدري عنه و متأكدة ان أمها تدري و كذلك أبوها : ببيت الشعر , ماما قالت اجلسوا هناك لأن بابا عنده ضيوف صح ؟ ,
هز راسه بإيجاب و كمّلت هي : إنت عصّبت من إيش ؟ , من بابا مره ثاني و لا من الضيوف ؟ ,
ناظرها لثواني يبتسم بخفيف : شوفيني مروّق , لا تضايقين نفسك لأجلي ,
أخذت نفس عميق ترفع يدها تمسح على كفه اللي على يمينها و على طرف ذراعها تشدّ ع الوشاح : إنت كيف حالك ؟ , وحشتني ,
هز راسه بإيجاب يقرّب منها يقبّل راسها : بخير ي بعد الدنياا بخيرر , إنت طميني عنك , دوامك كيف ؟ ,
رفعت كتوفها بهدوء ؛ زي العادة , هالترم م عندي و لا اوف بس هانت , م بقى الا شوي و ينتهي الترم ,
هز راسه بإيجاب يستكنّ داخله لثواني و هو يناظر حوله بهدوء , و لا كأنه هو اللي قبل شوي م ترك كلمة الا و قالها و لا ترك دمه ينحرّق أكثر بسبب عوض و أبوه , عقد حاحبينه لثواني من جا طارّي همام اللي للحين م غفى عنه : وينها أُنس ؟ ,
رمشت  باستغراب تناظره: أتوقع راحت تذاكر , عندها اختبار تحصيلي الويكند هذا ,
هز راسه بزين ؛ الله يوفقكم كلكم يا رب , عقبال المناصب اللي تتمنونها ,
ضحكت بخفوت تجمع كفوفها بحياء و تنطق بسخرية ؛ ايه م عليك كلنا الحين بنصير مناصب ,
ضحك يناظرها من سمع ضحكتها الناعمة اللي تلعبّ بقلبه من صغرها : ايه ان شاء الله , ليش لا ؟ ,
قاطعهم رنيّن جوال عذبّي الي رنّ و هو بجيبه ، سحب يده من خلفها و نطق بخفوت " شوي بس " و عدّلت هي جلستها تشدّ على وشاحها ,
رفع جواله  يناظر المتصل " دهام " و ردّ على طول و هو ينطق ؛ السلام عليكم ,
ابتسم دهّام و هو ينزع جزمته - أُكرم القارئ - : ارحبّ ي طويل العمر..و عليكم السلام ,
ابتسم عذبّي يعدل جلسته و اتوتّر قلب أريام اللي سمعت نبرته  و عرفته لأنه فاتح السبيكر و جمعت كفوفها تشدّ عليها يذوّبها الخجل , نطق عذبي : شلونك ي حبيبي , رنيت عليك الصباح و الظهر.  العصر , وينك فيه.؟,
عدّل دهام جلسته و ارخى ظهره على السرير يريّح نفسه من تعب الشغل اللي كان داهكه اليوم : والله ادعي لي و أنا أخوك , مشغول ,
اتنحنح عذبي : الله يوفقّك يا رب ,
عقد دهام حاجبينه باستغراب من حسّ ان بلسانه حكّي : سم حبيبي , قولي ..احكي ,
اتنهدّ عذبي آخذ نظره خاطفة على أريام اللي بجنبه ثمّ نطق بهدوء : أبيك تعرف لي عن شخص أشياء , أبيك تشوف أصله و من هو و أبوه ,
دهام رفع ظهره من حسّ ان بنبرته فيها قلق : وش فيك.؟ , يضايقك أو شي ؟ ,
هز عذبي راسه بنفّي ؛ لا مير أبيك تعرف لي من هو بالضبّط لأني م أعرف عنه شي ...و هو يعرف عني كل شي ,
هز دهام راسه بإيجاب يمسح بكفه على لحيته باستغراب : الحين غالبًا م بأقدر أفيدك , لا رجعت صلاحيتّي بهالشغلة تصير أقوى ..مير اذا ودك تقول لي اسمه الحين و أحاول أعرفه لك بالضّبط ؟ ,
هز عذبي راسه بإيجاب ؛ طيبّ متى ترجع ؟ ,
غمّض دهام عيونه يفركها بأصابعه من تعبه : م عليكك انت ..قلي اسمه و م عليك من الباقي ,
أخذ عذبي نفس عميق ينطق بهدوء : عز ..اسمه عز غازي آل نايف ..هو و أبوه أبي أعرف عنهم الأشياء اللي تقدر تعرفها عنهم ,
هز دهام راسه بإيجاب يرجع يرخي ظهره : م عليك , كل اللي تبيه نعرفه بإذن الله , شي ثاني ؟ ,
هز عذبي راسه بنفّي : سلامتك , ترجع بالسلامة ,
قفّل اتصاله و هو يرجّع ذراعه خلفها و ابتسم بخفيف على ان داخله باقيّ يفكر و مشغول بمليون شغلة و الحين مع اتصال دهام اتذكرّ اللي وراه بعد م ارتاح لثواني من اللي صار معه , رجعت له همومه يتذكرها من تبعت بعض بعقله و تراكماته , اتنهدّ ينحنيّ يقبّل راسها بهدوء و هو يحسّ بتوتّرها لان ايديها مجموعه ببعض و هالشيّ هو يعرفه لكن يجهل سببه و بعد اتصاله بدهام زاد , هو يدري ان بينهم حكي زواج و بينهم اتفاق لكن للحين م باقي متأكد منها , اتنحنح بهدوء : : أريام ,
رفعت راسها تناظره بدون كلمة لأن الخجل يحتلها من أعلاها , كمّل بهدوء : باقي م تبين دهام ! ,
ما ردّت تشتت أنظارها عنه لأنها م اتوقعت يسألها هالسؤال , م اتوقعت انه بهاللحظة تحديدًا يسألها السؤال الأصعب عليها لأنها هي بنفسها م تعرف نفسها باقي و لا تدري اذا هي تبيه أو لا , اتنهدّ يهز راسه بنفيّ : خلاص , دام وجهك يختفي عني كذا اعتبري السؤال ما جاك ,
هزّت راسها بنفي تجمّع جُرأتها اللي ما بتزيد الا تعبها و تفكيرها و خوفها من الموضوع : باقي م ادري .. بس مو رافضة ,
رجع أنظاره عليها تسكن ملامحه : يعني تبيه ؟ ,
رفعت كتوفها بعدم معرفه تشدّ على وشاحها بقبضة يدها : م ادري باقي ..كيف أعرف إذا أبيه أو لا ؟ ,
ابتسم بخفيف من سؤالها اللي تسأله , هو م يقدر يجاوبها هالجواب اللي بداخله و بنفس الوقت م يقدر يسكت و لا يعطيها جواب تتمسك فيه لأجل تآخذ قرارها : استخيري إنتِ , و لا تضيّعين نفسك أكثر لأني أشوفك موافقة بس خايفة ,
رمشت بتكرار تحني راسها تشدّ على وشاحها و من اتمسّكت اليدينّ اللي خلفها بكتوفها و رفع عذبي يناظره أبوه اللي سمع كل الحكي بينهم تقريبًا , ارتعش جسدّها كله بخوف , اختفت ابتسامه عذبي يسحب ذراعه من خلف الأريام و يعدل جلسته ,
مسح صُهيب على كتف الأريام بهدوء : م ودّها الأريام تآكل و لا ترتاح ؟ , م شفتها من الصباح ,
ابتسمت توقف من المرجيحة بهدوء تهز راسها بإيجاب , اتقدم صُهيب منها يبتسم و سحبها يقبّل راسها بهدوء هي تحبّه و م يملي داخلها الا راحة عظيمة ,
وقّف صهيب أمامه عذبّي اللي أنظاره م التفتت له أبد و كان يناظر الفراغ اللي قدامه , اتمسك صُهيب بحديدة المجريحة و قاعدتها : وش اللي صار كله ؟ ,
ناظره عذبي بدون لا ينطق بكلمة لانه م يحبّ يرد عليه , و ان رد عليه ممكن يلاقي بجوابه سخرية على صُهيب و كلهم م يتحملون هالوضع ,
كمّل صُهيب بهدوء : وشوله تجي القصر ؟ , ما قالت لك الدكتورة لا تجي الا لو هي قالت لك ؟ ,
أخذ نفس عميق يحني راسه بهدوء ينطق بخفوت لأنه مصدع كفاية و لا وده يدخل النقاش مع صُهيب اللي هو يدري ان نهايته بتكون عدم رضاهم : تبيني أوقف وراك و إنت تدافع عني ؟ , صغيّر  أنا بزر أو خوّاف ,
بلع صُهيب ريقه يشتت نظره عنه لأنه الحين داخله غضب العالمين كلّه و لو استفردّ فيه م بيطلع بخير و هو يدري ان هذا كله لأن عوض كان موجود و لا ودّه يطلع بدون لا يبرّد حريق دمه فيه : تكلّم معي زين ,
رفع عذبي راسه يناظره بسخرية , ثمّ وقف و هو ينطق ؛ ابشر طال عمرك ,
كان بيمشّي و وقفّه صُهيب ينطق : على وين ؟ ,
التفت له بدون لا ينطق بكلمة , يفهمه صُهيب من نظره يفسرّه كله لأن م يشوف فيه الا نفسه , يشوف اللي بعيونه و يشوف اللي بملامحه و قوّ بدنه , كمّل صُهيب : ما بتروح مكان , من هو عزّ ؟ ,
هز عذبي راسه بنفيّ يحني أنظاره عن أبوه م يبيه يعرفه أكثر : واحد ,
رفع صُهيب حاجبينه و هو يدري ان ما بيجاوبه أكثر من هالكلمة : ما بتروح دام هالواحد الحين كان سبب خروجك ,
و من سمع صوت الأذان كمّل : امش معي اتوضأ و نروّح لمسجد صنيتان , كم لك م صلّيت فيه ؟ ,
اتنهدّ عذبي يناظر صُهيب بهدوء و هو يلتفت يتركه بعد م رمى له الأمر , الأمر اللي اتعودّه منه لكن بنفس الوقت هو اعتادّ على صلاته بمسجد صنيتان و يحبّ هالشي ..رفع أكمام ثوبه و هو يمشي خلف أبوه ..
-
جناح عذاري ؛
وقفت من على السجادة تشيل عبايتها عن جسدها بهدوء و اتقدمت تجلس على السرير بجنب صيته اللي بقت تتأملّ سكونها بعد نوبة البكاء , تتأمل هدوءها بالصلاة و خشوعها و طويل سجودها , ابتسمت بخفيف بحياء تحطّ عبايتها جنبها و تركت طرحتها على كتوفها تغطيها مثل الوشاح ,
عقدت صيته حاجبينها باستغراب : بردانة ؟ ,
ميّلت راسها بخفيف , تستحي تقول ايه و تشوف اهتمام صيته اللي م يذكرها الا بأمها و جدها ..هزت راسها بنفّي تنطق بخفوت : لا , عادي ,
وقفت صيته بعد م مسحت على شعرها اللي جفّ و تركته على طبيعته : طيّب أنا أروح أشوف أريامي , قبل شوي كلمتني و م قدرت أكلمها ..وحشتني ,
ابتسمت عذاري بخفيف و بتساؤل : اسمها أريام ؟ ,
شدّت صيته ابتسامتها تهز راسها بإيجاب : ايه , اسمها أريام ..سماها أبوها و م أنا م قويت على جماله ,
شدّت على الطرحة اللي على كتوفها ، نصف خجل من البدي اللي موب لها و لكن صيته أعطتها هو  و نصف برد تحسّه بعظامها ..,
التفتت صيته تخرج و هي م تبي ترجع تذكرها لا بموضوعها و لا بأبوها و لا حتى طاري همام اللي هي سألت عنه و لا جاوبتها لأنها تخاف من بكاءها اللي م أهلك الا هيّ ..خرجت تقفلّ الباب خلفها و ابتسمت من لمحت جيّة  صُهيب و بجنبه عذبّي اللي كان يمشي بطواعيه و بدون كلمة لأنه م يبي ينهي هالليلة ينقد واحد فيهم , اتقدمت لهم تبتسم فرحت لأنه واقف جنب صُهيب و لأنها متأكدة انهم توهم رجعوا من المسجد و الراحة سكنت قلوبهم بعد الصلاة : صُهيب ! ,
مشى خطواته و التفت يآخذ نظره على عذبي ثمّ صد يكمّل لناحيتها و هو معه , كمّلت بابتسامه : وينه ؟ , دخّلته جناح الضيوف صح ؟ ,
هز راسه بإيجاب و ناظر صُهيب  ولده ؛ عذبي الليلة بجناحه ؟ ,
هزت راسها بإيجاب تفهمه و الفتت تأشر ع الجناح : هي هنا بهالجناح نقلتها من العصر ,
رفع عذبي أنظاره لباب الجناح و هو ودّه الحين يدخل يشوفها و لا ودّه يأجّل هالشي لوقت بعيد , و القريب من نصيبها بعيد بالنسبة له ..بلع ريقه يشوف أنظارهم له و هم يشكّون بسكونه للحين و هو يدري بهالشيّ , اتنحنح لثواني يرفع يده يمسح طرف شاربه : أستأذنكم أنا بأريّح ,
مشى عنهم و التفتت صيته تهمس لصُهيب بعد م مدّت يدها تمسح على صدره : انهارت بكا و لا وقّفت الا قبل شوي ..مسكينه انهدّ حيلها من كثر م هلت عيونها ..,
وقّف خطواته لثواني يسمع همس صيته لأبوه و هو يفكر فيه , تبكي و هو م يتحمّل يسمع بهالشيّ , م يتحمل لكن مُجبر انه الحين يروح لجناحه و لأن أبوه و صيته قبال باب الجناح حقها هو مُستحيل يقدر يدخل ..عضّ على ضروسه يشدّ قبضة يده و كمّل سيرّه لجناحه ..,
أخذّ صهيب نفس عميق يدخل صيته تحت ذراعه يمش خطواته : تبكي ي صيته تبكي ..اللي صار مهوب سهل و أبوها الحين بالقصر نفسه و لا يقدرون يشوفون بعض ..قلتله تعال شوفها و رفض يقول موب اليوم ..,
رفعت راسها تناظره و كفها لازالت على صدره : يعني م وده يشوفها أبدًا ! ,
هز راسه بنفيّ : الله يعلم وش بداخله من هموم ..و تدرين همام بالتوقيف الحين ,
عقدت حاجبينها تحزن و يضيق صدرها : متى بيطلع ؟ ,
وقّف صُهيب من وصل لجناحه يفتح الباب : بكره ، البراء بيروح معه للمركز و يطلعونه ,
وقّفت خطواته من م سايرته بالخطوات لداخل الجناح تبتسم ؛ بأخطف رجلي لأريام قبل تنام ..بأتطمن عليها قبل أنام ,
هز راسه بإيجاب يحررها من ذراعه و يدخل و هي راحت متوجهة لجناح الأريام ..
-
اتوجّه للڤيلا و هو حامل هموم بداخله , شريط ذكريات يمرّ عليه بشكل مؤلم و لا يزيد بقلبه الا حريقّ , م يزيد الا الضيّق و الفعل المحدود اللي يجبرّه ع السكون , لأنه م يقدر يسوّي شي يحسّ بالعجز اللي ينهشّ عظامه و كل م مرّ يوم يشيّبه أكثر من الهمّ , ثقل قلبه و خطواته م ودّته الا للڤيلا و رغم ان ما كان ودّه يجي الا ان خطواته ساقته لأنه بهاللحظة ماله حاجة الا لشي واحد أو بالأصح شخص واحد يعرفه زين و يعرف يواسّي حزنه و ثقل شعورّه على نفسه ..
أخذ نفس عميق يدقّ الباب اللي كلّ م يدقه يضيق صدره أكثر , لأن هو م يدقه الا لانه فارغ..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن