الفصل ٤٩

5.9K 118 6
                                    

الى ان وقـف أمام صُـهيب لكنه ما كان يصعدّ الدرجـات انّما استمرّ وقـوفه لثواني يناظره , يبـادله النّـظر و ابتـسمّ صُـهيب ينهي هذا كلّه لانه يشوف ابتـسامته فيه , يـشوف نظرات الحبّ اللي فيه له و لأن قـلبه كان واصل قـبل جسده و راحّـة صدره اللي اتنهدّ فيها ينطقّ بالنهايه : عسى م ابطيـت واجد ؟ ,
هـزّ صُـهيب راسـه بنفّي يعدّل وقـوفه يآخذ نظراته لنهيّـان اللي نظـراته كان يحدّها بالرغم من صغر سنه , بالرّغم من حجـمه اللي لازال صـغير و الطّـفوله بملامحه هيّ اللي طاغيه الا انه ممثّـل برغبة الشّـعور بطريقه صحيحه و ناجـحه تذهل صُـهيب , اشـتدّت ابتـسامه نايفّ : جعـل سنينك تبطـي ي عمّي ,
ميّـل صُـهيب جسده يأشّر للباب , للمجـلس و صدره الرّحب فيـه : حيّـاك , تعال ,
مـدّ نايف يدّه لخـلف راس ثنيّـان اللي رفع يناظره و أشرّ له : سلّـم على جدّك , ابـوي هذا ,
عقـد ثنيّان حاجـبيه يمشي , يصعدّ الدرجات و يسـبق خطوات ابوه اللي بدّاه عنـه و اتقدم مباشره يسلّـم عليه و يشدّ على كفّـه بالمصافـحه و لا يـتركها انّـما رفـع راسه يقبّـل راسـه و يوصل له بعد ثنيّـان , حـنى صُـهيب راسه يناظر ثنيّـان اللي يناظرهم باستـغراب لانه شاف الرّجال هذا اكثر من مره و بكلّ مره ما يعـرفه الى يوم زاره بالمستشفى كان تعبـان و لا اتضّـح له تفسـير هالعلاقه اللي بينه و بين ابوه الا ان ابوه الحين يقول له هذا - جدّك ، ابوي - و من مدّ صـهيب يده لراسـه يمسح عليه يناظر نايفّ : بخيـر هو ؟ ,
هـزّ نايف راسه بإيجاب يتمتم بالحمد , و من نحّـى صهيب جسده " اتفضّـل , مجلاسـك هذا الليله " و حلـف نايف مباشره يهزّ راسـه بنفي : لا والله انّـي م ادخله قبلك ي عمّـي , المجلاس لا صار مجلاسي انت صدره و ان كانك تقول انه مجلاسي فانت فعلًا الحين صدره و حنّـا من بعدك نجلس ,
التـفت صُـهيب يوقـف يسـاره و يقدّم عنـهم ثنيـان و ابتـسم نايف من شافه يجاوره بالوقوف , بالخـطوه اللي يحاول انها ما تتقدمه و لا تتراجعه و بكلّ مره يحاول هو فيها يتراجع عنه الخطوه و يتـركه سبّـاقه كان صُـهيب يشدّه من ايده يوقّـفه جـنبه و لا يرضى بفـعله الى ان دخلوا كلّـهم و وقـفّ الحضور كلّـه , يسلّم على الكلّ و هو مذهـول من أفـخم الألوان و المجلسّ المخملّي اللي لأول مره يدخلـه و يشوفه و لأن عـيونه كلها كانت بين الذهّبي , الابيض و الاسود من الالوان نهاية السّـلام كان جلـوسه يمـين صُـهيب و يجلس بعده ثنـيّان اللي الكلّ حـوّل أساس الحكي عنه بالسؤال عنـه و ابتـسم نايف ما تروح ابتـسامته لأنه عند الشخص الصح , اللي يحبه و وقـف معه كثير : ثنيّـان بخـير الله يسلـمكم جعلّ الشـرّ ما يجيكم ,
عدّل صُـهيب جلـوسه ينـاظر نايف و يهمس له : شـلون جدّك معك ؟ ,
اتنهـدّ نايف بضيّـق يعدّل ثوبـه و شماغه و يسكّـن جسده عن الغضب : البلا مب جدي والله , البلا عمّـاني لانهم بـغوا هالشيّء يصير و صار ..ي عمي انا م اشره على جدّي هو كبير بالعمر و ذاكرته ما تصحّ دايم اما عماني ! عماني ذول اخوان اخوان ابوي لزم و يسـوون معي و مع اهلي كذا وش ودهم فيه ؟ وش سويت انا غير انّـي واصلت جدي , واصلت دمّـي و نسبي بعد ما اتوفّى ابوي لو دريـت اللي بيصير هو كايدّ الحقد هذا ما كان روّحـت و اقلبوها على عيالي ,
عـقد صُـهيب حاجـبيه ينقدّ كلّـه من الحكي , يهز راسـه و يمدّ يده يتمسّـك بظاهر يدّه : انت ما سويت الا الصّح ! هـم اللي بغوا  هالمشاكل تصيـر كلّها و هم رح يتحمّـلون نتايج كثيـر هم بغـنى عنهم ,
اتنهـدّ نايف يناظر ثنيّـان اللي سامـع كل الحكّـي , و ارتخـت ملامح صُـهيب يرخيّ حدته بالسؤال : قلت عيالي , عندك غيره تبارك الله ؟ ,
ابتـسمّ نايف بخـفيف رغم عن كلّ مصائبـه و يمسـح على راس ثنيّـان يهز راسه بإيجاب : زوجتـي حامل , ظـهر الأخّ قـرّب و عـنّاد بالطـريق ,
اشتـدّ صُـهيب بالابتـسامه هو فـرح قلبه كلّه ما تكون هالفرحّه الا حقيقه منه نابـعّه : الله يقرّ عينك فيه ي بوثنيّـان و تشـوفه قريّـب ,
تمتـم نايف بالدعـوات يناظـر صُـهيبّ اللي و من جاء شاهرّ يقهوي مد يده يآخذ فنجال القهوه منه ا و عطـاه صُـهيب اللي حاول يرفضّ لكنه لزّم عليـه و أخذه بالنهايّه , ابتـسم شاهر يمدّ الفنجال الثانّـي : سـمّ ,
أشـرّ صُـهيب على شاهر بعد ما أخذ نايف الفنجال منّـه : هذا ولديّ , ولد أخوي أصيـل اذا تذكره ,
ابتـسم نايفّ يهز راسـه و يسأل عنه , يسلّـمون و يتعرّفـون و من راح عنـهم أخذ صُـهيب نفس عميق يلتفت لـه : شـلون عمك سـعد معك ؟ ,
رخـى نايف ظهره للخـلف يآخذ نظره حـوله : عمّـي طيّـب , حيل طيّـب والله لكنه يخـاف على بنتـه من هلّي و لا الومه , احيان ودّه يآخذها منـي و يآخذ ثنيّـان و انا ارفض و الاهل يرفضون مير لا جا يوم و اشتدّ به الحال ي عمي ما بأرفض , و لا امنعه و حتى ملام ما رح الومه لان الاذى منهم يكثـر , والله يكثـر ,
اتنهـدّ صُـهيب من ضـيقّه على الحال , من كلّ اللي صار و ناظره بهدوء : الله يجزاه الخـير و يطوّل بعمـره , تنحلّ كلها تنحل بإذن الله و ابشر بي و أنا أبـوك ان ظـهرّي يسندك انت و هلّـك و عيالك كلّـهم
, حـنى نايفّ راسـه يدري بكمّ الحـقد اللي يواجهه من عمّـانه , عيالهم و كلٍ يحاول سـقوطه و هلاكـه يهزّ راسـه بنفيّ : عمّـي اتركني انا الحيـن , موضـوعك انت متـى ؟ ,
شدّ عليـه صُـهيب بكتفـه يناظـره و يتنهـدّ من ان الشيء انكـشف بالصدفّـه و لا كان صُـهيب وده بأحد يدري : موضـوعي انا بـعد اسبوع  بيتمّ و انت بتكون يمّـي , معي و محدٍ غيرك يدري به ..
_
عـند الحريـم ؛
دخـلت صـيته لغـرفه هيّ طلبت من هُـيام انها تنتظرها فيـها و بالفعل من شافتها هُـيام تركت جوّالـها تعدّل جلـستها مع اقتراب صيته و جلوسها مقابلها على الكـنب هيّ للحين ما تدري سبب طلبها , او الحكي اللي ودها تقوله لها و تكلمها بخصوصـه لكنها تدري ان صيته ما تنادي الا بالمواضـيع الجديّه و ابتـسمت صيته لثواني تناظـرها ؛ اكيد تقولين ليش ناديتك من بينهم كلهم صح ؟ ,
ابتـسمت هُـيام تهزّ راسـها بإيجاب , كمّـلت صيـته تآخذ نفس عميق تعطّي استفتاحيّه لموضوعها : ليش م تبين زواج كبير و تبينها بس ملكه صغيره ؟ ,
اخـتفت ابتـسامه هُـيام ما تردّ , ما تعطي الردّ اللي يشغل بالها لانها ما تبي تشغلهم معها بـوهم خلفه ألف سؤال و فعل ممكنّ يضرّهم , رفـعت صيـته حاجبيها : نوره تقولي كلميها , حاولي فيها لانها تتنازل عن ليلة عمـر هي لها حق فيها و عن فـرحة لها هي أولى من كلّ الأشخاص و الأسباب انها تكنسلها , صح ي ماما ؟ ,
ميّـلت هُـيام شفتها تكبـح رغبتها بالبكاء مباشره لانها تمسّـها بحكي امها , بحكي الحُـبّ و هي شافت اصرار امها عليها بانها تغير قرارها بالفترة الاخيـره لكنها ترفضّ , تمنع نفسها من التفكيـر فيه , اتنهـدّت صيته تفهم ان لها اسباب لكنها تتمنّـع البوح : هُـيام الحين أنا بأكلمك كشخـص يعرف الماضي حقي انا و حق عمك صُـهيب , تدرين اني انا اتزوجت بعمك بملكه بس و لا سويت زواج كبـير و شفـتي ظروفنا كيف كانت ,
هـزّت راسـها بإيجاب , كمّـلت صيته تـرخي ملامحها و نبرتها الهادئة ؛ انا ما كان عندي اب , ماكان لي ام و شفت الحبّ مو مثلك الله يخليهم لك و يحفظهم , كان عندي كسار و كسار حاول لكني عاندت لاني كنت احبه و لا ودّي يصيبه شيء و بعد هذا كله اكتشفت انها خيره من ربي والله انها كانت خيره لو تشوفين عمك كيف اتغير و صار افضل بكل شيء و لله الحمد لكن هذا كله اندرجّ لان ماكانت الظروف تسمح , انتِ ظروفك تسمح لك تكمّـلين سعادتك و سعادة اهلك و اللي حولك و فـرحتك تكتمل بليلة ما تنسينها ليش ما تبين ي ماما ليش ؟ ,
رفـعت كتوفها تتمنّـع الجواب للحـين ترفضّ فكره البوح ما تبـيها و تصمل لكن تبّـرر شعورها : والله ي عمّـتي ادري والله ادري انهم كلهم يبون الفرح لي و انتِ بعد لكن هذا قراري و انا حبيـته , ما ودي بالكبـيره و لا بالناس الكثير ودي كلنا حنا نكون مع بعضّ , نحتفل نحتفل تم والله لكن ما ودي ي عمتي كثار البشـر و الناس والله ما ودّي ,
اتنهـدّت صـيته تشـوفها , تحسّ بشـعورها و تحاولـه لكنها عجزت تخمّن اسبابها : والله ي ماما حنا نحبّك , ودنا كلنا بفرحك لكن دامه قرارك و مصرّه انت عليـه محد يجبرك على شيٍ ما ودك فيه و انتِ بنتنا , فرحك من فرحنا و احترامك واجـبنا ..الله يكتب لك الخـير و يتمم فـرحك على خير ,
هلّـت دمـوع هُـيام مباشـره ما تتحمّـل حرارتـها بمحاجرها و لا بقلبها اللي بكّـى : والله أحبكم , أحبكم كلكم لكن انا احسّ اني بأرتاح أكثر بملكة صغيره تضمنا كلنا و تحوفنا كلّـنا , حنا و اقضيها من بدايتها معكم والله هذا اللي ابيه ,
هـزّت صيته راسـها بإيجـاب توقـف تتقدم منـها و تضمّـها كلها لقلبـها على انها للحين تبيها تفرح اكثر لكن اصرار هُـيام بقرارها و توضيحها بان سعادتها رح تكون قرارها تركتـها توقفّ , تحضنها و تأيّـدها فوق كلّ افكارها الى ان وقـفت هيـام مسـحت صيته دمـوعها لها تبتسـمّ , تحاوط خصـرها : يلا تعالي نروح لهـم , انبسطي هذه ايام ما تتعـوّض دايما و لا تشيلين همّ , فرحنا من فرحك و زعلنا من زعلك ,
رفـعت هيام يدها تمسـح دمعها تمشي مع صيـته اللي محاوطه خصرها تمشّـيها و من خرجوا من الغـرفه كانت نوره واقـفه بانتظارهم و مشـت هيام عنها ما تبي تحكي بالموضوع و تضعفّ اكثـر ,
زعـل قلب نوره مباشره تناظـر صيـته تسألها عيـونها قبل حروفها و هزّت صيته راسها بنفي تمسح على كتف نوره : ما ودّها يا نوره , مصره تبي و انا من رأيي لا نضغط عليها و نوتّـرها دام هذا رأيها و هي تشوف الراحه فيه أكـثر ,
اتنهـدّت نوره تزعـل كلّها , تمشي خلفها و مشـت صيته تلمـح بعدها عذاري اللي بالمـطبخ تركت جوالها تـشرب كاس المـاء و ملامحها ما تدّل على كمال المـزاج عندها : عذاري ! ,
ابتـسمت عذاري بخفيف من لمحتها تناظـرها , عقدت صيته حاجبيها : وش فيك ي ماما ؟ ,
هـزّت راسها بنفيّ تترك الكاس على الرخامه تآخذ خطواتها لصيـته : ولا شيء , كنت اكلم عذبي و قال انه بيرجع الفجر هو و همام مع بعض ان شاء الله ,
ابتـسمت صيـته تحاوط خـصرها تآخذها يمينها : ان شاء الله على خير..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن