الفصل الثامن

9.3K 141 32
                                    

قرّب منها و هو يجلّس بجنبها يحاوط كتفوها بحبّ : من متى نزلتي و جيتي هنا.؟ ,
شتت أنظارها عنه تناظر الآيباد اللي على الطاولة : توني مالي دقايق ,
رفع صباعه يأشر عالشباك : شفتّ النورّ و أنا برا , شفت الزعل بوجهك ..وش فيها بنتّ النورّ ؟ ,
ميّلت شفاتها بحزّن ؛ فتحوا ترتيبّ الرغبات ي بابا ..و أحس محتارة بين التخصصات ! ,
أخذّ نفس عميق بتفكير  يمسح بكفّه الحنون على كتفها : استخرتي ؟ ,
هزّت راسها بايجاب , كمّل هو : و وش اخترتي و ارتحتي عليه ؟ ,
رمشت تناظر  عيونه بتوتر و خوف : ودّي بالتمريض بس ماما تقول بأتعب كثير ,
رفع راسه يناظر الآيباد و من قرأ , شاف الرغبة الأولى " تمريض " , ابتسم بخفيف ينطق ؛ والله ي بنتي لا جا القرارّ عندي أنا م ودّي تشتغلين , ودّي تكونين ببيت أبوك معززه و مكرمه و يوصلّك اللي تبين مير انتِ آمري و ينقالك هاكّ و تم ! ,
أحنت راسها بخوفّ و قلق , كلامه الحين م يريّحها و انما زادّ توترها اكثر ! , كمّل هو : و لو جيتي للحقّ و الصّح , انتِ اختارّي و انا واقفّ بظهرك و اللي انتِ تختارينه أنا معك ! ,
رفعت أنظارها له تناظره تحترّق محاجرها  مباشرة من قال لها هالكلام , من حسّت فعلًا بكلّ كلمة قالها داخلها و استشعرت معناها بالنسبة لها ,
كمّل هو ؛ يعني هو كل شي بالدنيا فيها تعب , بتتعبين كثير , هي كذا الحياة احيان تعطيك فوق طاقتك مير انتِ قدها ي بنت آل فارس ..شوفيني أنا للحين أروح و أجي و أشتغل حتى بعز القايلة و بقارّص الصفر ! ,
رفع يده يمسح على شعرها يقرّب منها يقبّل راسها و من قبّلها شدتّ على ثوبه تحضنه : بابا ! ,
ضحك بخفيف من سمع نبرتها الراجفة , و من بكاها السريّع ؛ آههه ي النورر ...البارح كنت أقول عالأريام انها غنوجة صرتي مثلها و زودّ عليها ! , عالأقل هي م تبكي مثلك واجدّ ! ,
هزّت راسها بنفّي تشدّ على ثوبه ؛ إنت خليتني أبكي ! , بابا أنا مررهه أحبك ! ,
ضحك بخفيف يمسح على شعرها بحنيّه كفوفه ثم رفع راسه من شافّ دخول أُنس و هي تناظر نورّ بوسطّ أحضان أصيل و سرعان م ابتسمت بخفيف تناظرهم , تناظرهم بكلّ هدوء و هي داخلها تحسّ بفقد هالشعورّ على عكس بنات خوالها كلهم , كلهم حولها و تشوف قربهم من آباءهم و تشوف تعاملهم معهم , بلعتّ ريقها تحنّي راسها تخفّي شعورّ داخلها اللي بكلّ لحظة يفضحها بلاشعور منها لأنها م تقدر تتحكم بولا تفصيل داخلها تفقدّه ,
رفع أصيل حاجبيه : ي هلاابك ي بنتيي ! ..تعالي تعاليي شوفي بنت خالك تبكي ! ,
ابتسمت أُنس تقرب منها و توقّف قبالها بهدوء : وش فيها أمّ النوّر ؟ , دموعكم كثرانه هالأيام ي بنات " آل فارس " ,
ضحكّ أصيل من كلمتها اللي قالتها كأنها تنكرّ انها من ضمنهم : الله الله ي أُنس ؟ , تراك حفيدّة آل فارس لا تطلّعين نفسك منهم ,
ابتسمت بخجل و هي تناظر نورّ ترفع يدها و تمسح دموعها ..اتقدّمت نور تعدّل جلستها و تمسك آيبادها تأكدّ الرغبات , طفت الآيبادّ و هي تقوم من مكانها ,
ابتسمت أُنس و هي تشبّك ذراعها داخل ذراع نورّ ؛ اسمحلي ي خالي ..لازم نروح لأن هيام و أريام ينتظرونا لأجل يشغلون الفلم ! ,
هز راسه بايجاب يبتسم : روحوا روحوا و انبسطوا ..الله يسعدكم دايمًا يا رب ! ,
التفتت أُنس و هي تسحب معها نورّ و اتنهدّ أصيل يسندّ ظهره على الكنبّ بأريحية ..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن