لحظات لعذبي و نظرات خاطفة لأُنس اللي باقي جالسة على الرّصيف من بعد ما حكى معها عذبي هو شافّ خوفها بعيونها لكن كلّه عكس حركاتها لانها م اتفاعلت ابد , حتى من جا عذبي يطمنها و يتطمن عليها هي م اتفاعلت , م بكت و لا صرخت , ما نزلت دموعها و كلّ اللي تحاوله انها تتنفسّ و كفها على صدرها ,
وصلت سيارة البراء اللي وقّف بخوف ينزل منها تلحقه ابتهال اللي ما وقّفت دموعها خوف على أُنس و لا ارتاح قلبها لثانيّه تاركه خلفها باب السيارة مفتوح و من شافتها أُنس وقفت تهلّم لحُضنها تشدّ عليه بخوف : ماما ! ,
سكنت ملامح همام بصدمه , يشوف البراء و عرف انها بنته بهاللحظة هو عرف انها " بنت المحامي " اللي واقف معه و التمس شعور أحيي بسببه , ثمّ التفت للبراء اللي يناظرهم بحدّه بعدها استقرّت انظاره عليه : وش تسوّي انت هنا ؟ ,
رفع همام يده يحكّ عينه ما يتكلّم , م يقدر يقول له ان عينه كانت مع بنته لكن هزّ راسه بنفيّ يتدارك : شفت سيارة تلحقها تحاول تتركها تصدم و تآذيها و أنـ..,
قاطعه البراء مباشرة تحتدّ ملامحه : و إنت شلون شفتها ؟ ,
رمشّ همام يناظر عذبي اللي اتقدّم لهم يأشرّ عليه لأنه فعلًا مُحرج منه : ي رجال تكفى فكنّي منه ,
احتدّت نظرات البراء يناظره " وش تقول ؟ " قرّب عذبي يمسك بكفّ البراء : عمي تعال الحين مب وقته بعدين نشوفه ..تعال الحين خذّ العلم و اتصرف مع المرور مب راضي يتنازل و يغضّ ! ,
نهى البراء نظراته الحاده لهمّام تركت داخلّه يفزّ بخوف لأنه م عرف يحدد نظراته وش هي , غيرة على بنته أو خوف عليها منه لكن سُكّن تمامًا من سمع بكاءها , سكنت ملامحه من التفت شافها تبكي بحضن أمها اللي تشدّ عليها و تقبّل راسها كلّ لحظه و الثانيه تقبّل خدها , يلمح بعيونه ضعفها عند أمها اللي م لمحه من قبل و لأوّل مره يشوف انهزامها اللي ماصار الا بحضن أمها ..
وقّف البراء يصافح رجال المرور و ابتسموا لانهم يعرفونه من صيتّه بالرياض و حوبها و بعد دقايق من التفاهم اتوصّلوا للنقطة النهائيه من ختم البراء حكيه " تحولونها قضيه جنائيه و نطلع اللي فعل ببنتي كذا " و من تركوا المرور ساحتهم بعد ماوصوّا بانهم يتحركون لانهم عكرّوا الطريق بالزحمه التفت البراء يرجع لهم و يمينه عذبي اللي قرّب يناظر أُنس و حالها اللي يُرحم من خوفها اللي طغى عليها بوسط حضن ابتهال ,
وقف لثواني يناظرهم بشعور متناقضّ , خوف عليهم و بنفس الوقت يلومهم لانها طلعت وحدها تسوق السيارة فوق ان عمرها صغير , نطّق بسخرية : الحين خايفه عليها ؟ ترمينها بالشارع و الحين تخافين عليها ! ,
اتوسّعت عيون ابتهال تحتدّ و عقدت أُنس حاجبينها من الكلمه اللي قالها " ترمينها " و اللي لها معاني خلفها كثير ,
صدّ همام عنهم من شاف خصامهم بالشارع و لانه مُستحيل يبيّن لهم انه معهم و داخل بمشاكلهم , هزّ عذبي راسه بنفيّ : عمي صلّي ع النبي وش هالحكي ؟ محد راميها أُنس كانت بتروح للبنات محد كان يدري ان بيصير معها كذا ,
مسحت ابتهال على كتوف أُنس لأجل تتركها و اتكتّفت تنطق من بين دموعها و نبرتها الباكيه : وش تقصد ؟ أنا أرمي بنتي كيف أرميها بالشارع ؟ ,
هزّ البراء راسه بإيجاب تحتدّ نبرته و علوّها : شلون تخلينيها تروح وحدها بالسيارة ؟ شلون تتركيها تطلع بالليل وحدها و تروح بسيارة وحدها ؟ ,
ضحكت ابتهال بسخرية : يعني تبيني أحبسها مثل م حبستني انت ؟ تبيني اشك بكل شي حولها و فيها ! ,
سكنت ملامح أُنس باستغراب تسمع حكي أمها اللي م تعرفه , و احتدّت نظرات عذبي : عميّ , عمتّي صلوا ع النبي الحين كلّ واحد يروح بسيارته تتفاهمون بعد م تهدأ النفوس ,
هزّت ابتهال راسها بنفّي و اتقدم البراء خطوه منها : أنا حبستك ؟ ,
هزّت ابتهال راسها بإيجاب تنزلّ دموعها اللي حرقت جوفها قبل خدها من كلمته على بنته قبل لومه لها : ايه ايه حبستني و انا مابي بنتي تعيش مثلي ، مابيها تخاف مثلي ! ,
هزّ البراء راسه بسخريه ينطق : ما تبينها تخاف ! تبينها يعني تتفلّت بالشوارع بالليل ؟ ,
صرخّ عذبي يناظر البراء اللي م يناظر احد الا ابتهال من شديد غضبّه : عمــــي ! ,
غطّت ابتهال وجهها بكفوفها تبكيّ و التفت همام على نبرة عذبي اللي وقّفت الكثير من الناس يناظرونهم , قرّبت أُنس تمسك ابتهال برجفة نبرتها : ماما ! ,
أخذت ابتهال نفس عميق تهزّ راسها بنفيّ تناظر البراء بكلّ اشمئزاز من تفكيره اللي يقوله , حكيه عن بنته و عنها : روحي ي أُنس شغلي سيارتك الحين بأجيك ,
هزّ البراء راسه بنفيّ مباشرة يعاند عيونها اللي ماقالت هالحكي الا لأجل تقهره : أُنس ما بتسوق ..أنا بأوصّلكم للبيت ,
هزت ابتهال راسها بنفّي ترفع نبرتها : أنا و أُنس ما بنجي معك ..أُنس بتسوق و أنا بأروح معها و مالك دخل وين ,
احتدّت نظراته يقرّب منها لكنّ صده عذبي ويقف حاجز بينهم يناظره بحده , هو يتفهم ان البراء خايف لكن م ينكر خطأه : خلاص عمي ..خـــلاص ! ,
مشت أُنس خطوتين عن أمها توقف على جنب أبوها لأن عذبي حجز الخطوه بينهم , طلعت المفتاح من شنطتها ترميه ع الأرض و بنبره عاليّه لأوّل مره تضطرها على أبوها : مالك حقّ ..مالك حقّ بأي كلمة تقولها , لا تصرخ على ماما و لا تزعلها يكفي ان وجودك و عدمك واحد ! ..يكفي ان شعورنا فيك الحين كره عشان نتذكرك ..انت لو يهمك موضوعي و موضوعنا كلنا كان سألتنا و جيت ! لو فيك خير لنا كان انت وصلتني بنفسك و انت اللي تتصل تسأل عليّ مو تستنى اتصالات غيرنا عشان يقولك عننا ! شعورنا فيك كره كُره مو حبّ عشان كذا نتذكرك لانك م وريتنا الحب و لا الاهتمام ..مالك حق تقول ولا كلمة و ايوه هذه هيّ ماما ..هي راضيه يكفيني رضاها و لا انت م يهمني ابد ان رضيت او لا ..هذه هي تربية ماما و هذه هي قناعاتها و حنا تعوّدنا على عدمك يعني كلامك هذا م يهمّ ! ..محد بيمشي عليه لان حقّك علينا راح ماله وجود ي المحامي ..اذا انت تفهم بالحقوق لازم تفهم هالشيّ بعد ان حقك علينا ماله وجود و لا يحق لك تقول كلمة لماما و عننا , بيوم واحد تجي و ترمي الكلمة و تختفي السنة كامله ما نسمع حتى صوت مفتاحك لما تجي مو من حقــك ! ,
وقّف البراء بمكانه يثبت يناظر عيون بنته , يشوف تمنّعها عن البكاء و يلمح قوّة نبرتها عليه و كلامها اللي ألجم داخله , مشت أُنس عنهم كلهم تتركهم تحت صدمتهم لأنها نطقت , يعرفون ان هالحكي من قلبها طلع و كلّ كلمة قالتها هيّ تعنيها بالحرف , التفت عذبي تنهدّ بضيق يآخذ نفس عميق : عمتيّ روحي لسيارتي شغاله الحين بأجيك أنا اللي بأوصّلكم للبيت ,
أخذت ابتهال نفس عميق تناظر البراء بحدّة : ان سمعتك تقول كلام ثاني لأُنس بنفس المعنى هذا والله ي البراء والله م تشوف وجهي مره ثانيه لا أنا و لا عيالك ! ,
اتوسّعت عيون البراء يبي يقدم الخطوه لكنّ وقفه عذبي يشدّ على كتوفه : عمّـــي ! قلنا خلاص ! ,
التفتت ابتهال تروح عنّه تصدّ صدّه تجهل اذا بترجع و تناظره , تجهل اذا كان هو يستحقّ الفرصة بعد كلامه هذا و لا تدري اذا بتلتفت له و من شدّت على كفّ أُنس تركب سيارة عذبي من الخلف مع بنتها أخذّ البراء نفسه يصدّ عنهم لأنه م يتحمَل أكثر , م يتحمل يشوفهم و لا يحكي اللي بقلبه و من شدّ عليه عذبي فهم البراء يرفع كفوفه عن عذبي : خلاص ! طيب خلاص ,
تركه عذبي يتوجّه لهمام اللي كلّ نظراته و مسامعه كانت معهم , مع انفجارها اللي صار قدامه و من كلّ كلمة قالتها قدرت تسكّت أبوها فيها , من ألمها و حرقّة داخلها هو لمح كلّ شي فيها مع ذلك هيّ م بكت الا بحضن امها , هيّ مع ابوها فرضت حكيها عليه و نبرتها و قوّتها و ما وعّى على نفسه الا من حاوط عذبي رقبته بكفوفه : إنت بخير ؟ ,
شتت همام نظره عنه و هزّ راسه بإيجاب : بخيرر بخيرر ,
هزّ عذبي راسه بإيه فقط : سيارتك معدوم كفرها عندك استبنه ؟ ,
هزّ همام راسه بنفيّ و هو باقي م يناظره , يخجّل لانه ناظر أُنس بلاوعّي و متأكد ان هالشي م يرضيه لكنّ ضرب عذبي رقبته بخفّه : خلاص روّح انت مع عمي هو بيآخذ معه ..بأوصّي على سطحه و بأجيك بعد م أوصّلهم ,
ناظره همام بدون ايّ تعبير و من التفت عذبي للبراء يأشرّ على همام " عمّي خذه معك اذا م عليك امر ..بأرجع لكم " يتوجّه لسيارته و من ركب بالأمام التفت يناظر ابتهال اللي تشدّ على حضن أُنس لها , يشوف تماسكم لبعض بالأحضان , م ينكر الخوفّ اللي يلمحه و الغضّب اللي فيهم م يقلّ عن غضبه , اتنهدّ بضيق يعدّل جلسته ينطقّ يعنيّ الحادث و البراء بنفس الوقت : خلاص لا تفكرون ! ارتاحوا من كل شي الحين ,
مشى يمرّ من عند همّام اللي لمحها لآخر مره و لا كان ودّه ينتهي طريقهم بهالشّكل , ماكان ودّه يلمح برادع هبوبّ صدره المجنونه و هو يلمح دموعها و خوفها اللي تحاول تمحيه من شدّها على ابتهال يتذكرّ كل كلمه قالتها تركت البراء ما ينطق بحرف من بعدها لأنه م يصدق انه هو اللي سوّى ببنته كذا , م يصدّق انه هو اللي عكس شعورها الشنيع له هذا و من فتح شباكه ينطّق بحده لهمام " يعني ما ودّك تركب ؟ " شتت همام نظره يمسح على رقبته من الخلف يركب يمينه بالسيارة..
-
-
أخذّ دهام نفس عميق فارّ دمه من كلّ شي صار ما يمثّل , من اللي صار مع أُنس و بعدها أريام اللي ما تركت بعقله ذرّه يفكر فيها بصحّ , نظراته للمرايا يشوف صدّها عنه للشباك و احمرّار ملامحها كاملة و تمنّعها عن البكاء تتركّ كلّ دموعها تحرّق محاجرها , تترك كل كلمة تلعثم عقلها من فايضّ شعورها الكلمة م تطلع منها ولا تفسيرها للي صار فجأة م تقدر تستوعب اللي صار لها , الكلام اللي انقال لها من الباريستا و بعدها غلطه على دهّام اللي ثارّ عليه و هدّ فكه قدامها هي م تستوعب فعليًا ولا شي ,
شدّ على فكّه بحركه غريبه لهم كلّهم ينطق : وينه السواق ؟ وشوله تتركونه يروح ؟ ,
ناظرته هُيام ترمشّ باستغراب من نبرته الحادّه و سؤاله ترفع كتوفها : قال انه بيروح يقضي كم شي للبيت العامله رسلت له أغراض يشتريها و قلت له طيّب ,
هزّ راسه بنفّي شتت نظره للشارع كلّه : مو معقول هذا كلّه ..مو معقول ,
رمشت هيام باستغراب تمثّل حكيهم كلهم : وش هو اللي مو معقول ؟ ..دهام يعني لو تدري انك باقي ما قلت لنا وش صاير ؟ ليش انت جيت بداله ؟ ليش معصّب هالقدّ و تخوّفنا كلنا ؟ ,
هزّ راسه بنفّي ينطقّ بحدّه يحاول يهدّيها : ماصار شي ..ولا شي لكن من تخرجون ثاني مره لاتتركون السواق يروح و ان سقتم انتم عطونا خبر لاتخرجون من نفسكم ,
عدّلت نور جلستها باستيعاب تربطّ كل شي : أُنس صار لها شيّ ؟ ,
التفتت لها أريام بخوفّ تناظر نور اللي على يمينها من سألته ثمّ رفعت أنظارها له للمرايا تشوف عيونه لها , تشوف عصبيتّه لها و تشوف حدّته عليها لكن م يهمها هيّ تنتظر اجابة سؤال نور من قلقّ قلبها بشكلّ مو عاديّ على أُنس يوضح من ملامحها اللي هو اتداركها بآخر لحظهّ يهزّ راسه بنفيّ يحاول م يبيّن شي لهم أو لها هيّ بالأصحّ من لمح خوفها اللي زادّ بعيونها : أُنس ماصار لها شي ..من وين تجيبون الأسئلة انتم ؟ ,
ارتخت هيام على مقعدها بعد ماكانت تشيل نفسها بخوف ؛ انت اللي تخوفنا فجأة و خليتنا نفكر كذا ,
عضّ شفتّه يغليّ داخله من رجعت صدّت عنه للشباك لكن م يقدر يسوّي شي الحين , يدري ان صدها هذا زعل و ان دموعها هذه خوف و احمرار ملامحها غضب داخلها , يفهم كلّ شعورها اللي اتلوّنت به بواضح الرؤيه له يبي يرضيها م يهمّه أحد و لو ان يعرفها و لو شوي هيّ بتزعل اكثر لاكلمها قدامهم و أحرجها لذلك هو للحين م ينطق بكلمة ..وقّف سيارته للمواقف مباشرة و من طفّاها ينطق : يلا امشوا على بيوتكم ! ,
ضحكت نور بخفيف : يا حظّك ي هيام بينك و بين جناحك بس درج ! انا ورايا خطّ سفر ,
ابتسمت هيام ترفع حاجبينها : يلا ي شطوره يلا تذكرين يوم شاهر يوقف بمواقفكم و انا اللي امشيّ ,
وسّعت نور عيونها : ما تنسى ما تنسى ! ,
ضحكت سدن تفتح الباب بعدّ ما كلّهم فتحوا الا دهام اللي جالس بالسيارة باقي يناظر بمرايته الأماميّه لها و سرعان م التفت يناظر سدن اللي مسكت بالكاب اللي كان خلف جيبّ مقعد هيام : هذا كابك ؟ معليش كان بيطيح خارج نصّه لكـ..,
قاطعها دهام مباشرة يمدّ يده ينطّق بحده : هاتيه ! ,
ناظروها كلّهم باستغراب و لانت ملامح أريام لأنها تشوفه , تشوف الكاب لها و اللي محدّ منهم ميّزه الا هيّ ,
ابتسمت سدن باحراج تمدّه له : طيب انا بس كنت ابـ,
قاطعها مره ثانيهّ ينطق بحده دون لا يناظرها يسحب الكاب يحطّه بدرج يمينه : اي شي يخصّني م تلمسينه ! لو تشوفينه بالشارع طايح و هو يخصني م تلمسينه ! ,
بلعت ريقها تُحرج تمامًا تلتفت و تخرج من السيارة تمشي و من همست هيام لدهام بذهول من كلامه و حدته معها : وش فيك ؟ ,
ناظرها ما يردّ عليها و اكتفى بنظراته لها مما تركها تفهم انه مو بوضع يسمح له يتكلم لسبب هيّ تجهله , قفلت هيام بابها تتوجه لقصر ابوها و خرجت اريام تلحقّ نفسها قبل ما تخرج نور و تتركها وحدها معه لكنّ من نزلت هيّ لمحت نظراته لها من مرايته الجانبيّه و من لمحت اوداجّ عنقه هيّ ترتجفّ ضلوعها اللي تشتكيّ منه لثوانيّ هي ما علقت ببالها الا كلمة وحده " يخـصـنـي " اللي قالها و هو يعنيها بغضبّ , كابها يخصّه للدرجة هذه اللي يعصّب فيها يتركها تخاف من حكيه معها و من صدّت تمشي من قالت لها نور " يلا تعاليّ عشان ما نمشي لحالنا بالظلام " هيّ مشت مباشرة تحاوطها نور بذراعها ..
-
-
بعد الفجرّ ؛ تحديدًا عند عتبه باب قصرّ صُهيب وقفّ صُهيب خطواته يناظر محمد اللي واقف يمينه , مفتاحه على الباب متردّد بعد كلّ اللي قاله له عن قراره اللي صاملّ عليه و ما يلمح بعينه نيّه انه يتراجع و لا يلمح التردّد بعينه , نزّل صهيب يدّه يترك الفتاح على الباب يناظره : محمّد ,
ناظره محمد بثبوت ملامحه , بثبوت صدره و قلبه اللي يحاوله انه م يهبّط لأنه بيرجع يترك بنته و ولده وحدهم , لانه بيرجع يغرب عنهم بعد ايام من القطع و الصدّ هو بيرجع يغرب عنهم بعد غروب عشرين سنه بيرجع يغربّ مخيّر مو مسيّر هالمره , عقد صُهيب حاجبينه يناظره : تدري انك لا رحت القضيّة ما بتتففل بسهوله مره ثانيه ! ,
هزّ محمد راسه بإيه يحني راسه للمفتاح : انا نا ابيها تتقفّل ي الايهم ..ما ودّي يكمل عمري و حنا بهالقضيّه العالقه ..هي كانت مقفله لكن بجوفي مفتوحه و وسومها بقلبي ي الايهم ..حرمي راحت و لا اخذ القاتل حدّه ..عيالي فقدوني انا وياها بيوم واحد بسبب القاتل و الحين ما ودّي يروح عمري و انا بها , عيالي بها و كلّ اللي حولي بها ,
أخذ صهيب نفس عميق يسمعه , كمّل محمد : قبل كنت جاهل الحين لا ذقتّ المر و اتعلمته ي الايهم ..عيالي كبروا و انا كبرت وش باقي من العمر لاجل اتخبّى ! ابوي مات و انا مو يمّه و انا ندمان , ما ابي اموت و عيالي مو يمّي , ابيهم يغسلوني و يدعون لي ,
اتنهدّ صهيب يناظره لثواني : دخانها يخنق هالقضيّه ..بيخنقكم كلّكم تدري ؟ ,
شتت محمد نظره يفكر بكلامه : قد جوفّي ضاق ..راضي دامه دربّ الحقّ ,
حوقل صهيبّ بأسى ملى صدره , يدري انه درب حقّ لكنه صعبّ و بيشقون كلهم دام القضيّه قتل يصعب الدرب اكثر و يحرقّهم كلهم , فتح باب القصرّ يناظر محمد : ادخلّ ,
دخل محمد و تبعه صهيب يأشرّ له على كل مكان يمشي عليه الى ان وصلوا لجناح عذاري اللي من وقفوا قبال بابها هم سمعوا قراءتها للقرآن , ترتيلها تفيّض حنين ماضي داخله لذكرى مشاعل , احترّقت محاجره يمتليّ دموع يناظر صهيب اللي كلّ انظاره كانت عليه : خذت درب امها ي الايهم ..هذا درب مشاعل اللي ماتت ,
جمّد صُهيب قلبه للحظه يحاول م يحترق لان محمّد يهلك شكله , يهلكه بكلّ نبره منه ، نظره و ضعفّ حيله يلمحه بدمعه و انحناءه , كمّل محمد بنبرته المهزوزه : هيّ اخذت دربّ مشاعل , م تبيني اخذ دربّ الحق لاجلها ؟ ,
صدّ عنه صهيب يمتنع الاجابه لانه يضعف بكلّ كلمه من محمد , من كلّ اجابه و هو يشوف ان هالشيّ مب لاجله لاجل عياله التايهين : ادخلّ سلم عليها قبل يصحون الاهل ,
هزّ محمد راسه بإيه فقط يدقّ الباب و يدخل للجناح م ينتظر ردّها لانه يعرف انها بجلالها بتكون و فعلًا من شافها ابتسمّ يناقضّ دموع عينه يقرّب لها من وقفت له لكنه مدّ يده لكتفها يرجع يجلّسها على السرير : اجلسي , لا تقومين ,
سكنت ملامحها بألم تحترق مع احتراق محاجره قدام عيونها تشوفه تجهل سببه ,
اشتدّت ابتسامته يلمح أهدابها اللي ارتخت بالشكلّ اللي تركه يتذكر مشاعل فيها , يتذكرّ تفاصيلها بكلّ جُزء منها و من رفعت كفها تلمس تجاعيد وجهه برقّه كفوفها : تبكي ي بابا ؟ ,
هزّ راسه بنفّي يرفع كفه يغطي يدها داخله : تقرين مثلها ؟ بنفس الوقت ,
عضّت شفتها تردعّ رغبة البكاء لها لأنها م بتقدر تفهم سبب دموعه هو اللي تدري بان خلفها اسباب كايدّه ..هزّت راسها بايجاب : ما افوّتها من بالي , ما ابي بيوم تفقد دعائي لها ,
سكنت ملامحه من اجابتها , نفس الدعاء اللي يبيه منها هيّ م تفوّته لمشاعل : فوّتيني من بالك العشرين سنه ؟ نسيتيني من دعائك ؟ ,
غلبها طاغِـي شعورها بهاللحظة , سؤاله لها بدموعه و نبرته المهزوزّه تهزّ حشاها كلّه مو بس ضلوعها و من هزّت راسها بنفي ترفع كفها الثاني لنصف وجهه الثاني : مستحيل انساك و لا نسيتك بس انت فقدتنّي شعوري بوجودك و انت موجود ! ,
هزَ راسه بنفيّ يغمضّ عيونه يحني راسه لثواني بضعفّ كسى داخلّه قبل خارجه , وداعها اصعب من اللي اتخيّله ، شدت بكفوفها على راسه لاجل يرفعه و بالفعل رفعه يناظرها يلمح من عيونها احساسها اللي م طمنّها من مخاوف كثيره و اوّلها فقدها لشعوره مره ثانيه : توادعني ؟ ,
ما ردّ يناظر دموعها اللي غلبت مشاعرها بشكلّ فظيع م سمح له يردّ و يقول " ايه " , عيونها م تسمح له و لا كفوفها الحنونه اللي لطالما كان يحسّها حبيّبه عليه , ارتعشّ فكها بخوف تناظره : تعيد غيابك عنّي ؟ ,
رفع يده الثانيه يمسك بكفّها اللي تلمس تجاعيد وجهه و تفاصيله ،هزّ راسه بنفيّ : بأروّح و أرجع ..ما بأطوّل ,
هلّت دموعها بلاشعورّ منها تهزّ راسها بنفي : متى ؟ متى بترجع ؟ ,
مرّر كفوفها على تجاعيده بهدوء تحفظ تفاصيله لأنه ما يدري اذا بتقدر تلمسها له مره ثانيه و تتكرّر لحظه حقيقيه لها من بين طيوفها له , نزّل كفوفها يقبّلها لانه م يدري اذا ممكن يرجع يقبّل كفوفها مره ثانيه : لا تنسين هالوجه , لا تنسين تدعين لي مع مشاعل ,
هزّت راسها بنفّي تضعفّ من قبّل يدينها و هو بهالعمر , هو قبّل باطن كفوفها و ظاهرها لأوّل مره تفيض مشاعرها تعجّز لسانها من انه ينطقّ لهالدرجة لانها تضيعّ داخلها بمشاعرها اللي هوّلت فيها , تضيع بخوف من شعور الفقد تحسّه مره ثانيه , ترك كفوفها يحاوط راسها بكفوفه يقبّله يهمس لها " ما بأطوّل ..لقانا قريب بإذنه " تركّ كلّ انفاسها تضطربّ بخوف من خرج يقفلّ الباب خلفه , هي م اتطمنت لا لنبرته و لا لحركاته و نظراته لها هي عيونها م تطمّن و لا قلبها , حتّى جسدها انتفضّ من شعورّ الخوف اللي تحاول انه ينمحّي منها لكنها عجزّت أقدامها توقف حتى و انحنت تغرقّ بسريرها تبكيّ بخفوت و كتمان لخوفها داخلها , تبكيّ على اللي صارّ توه مع أبوها بعد اللي صار مع همّام ..تبكيّ لانها فعلًا ضايعه من شعور فقدها , خوفها و حبّها تضيع وسطهم..
-
-
أمام أحد الفنادق كان حاملّ بيده لينّ النايمه , بين أحضانه يقبّلها ينتظر نزول الباقي لأجل يودّعهم , بباله ألف موّال يشغله , مابين همّام , اللي صار مع أُنس و حكيه مع دهام البارحّ اللي تركه ما ينام طوال الليل هو من راح لمكتب محاماه البراء و حكوا لساعات طويله هو ما نام و لا ذاق طعمه و من أذّن الفجر طلع من عندهم لأجل يلحقّ يودع أمه و أخوانه قبل يحرّكون للقصيم , أخذّ من اياديهم لين النايمه الحين و تركهم لاجل ينزّلون شناطهم و بالفعل من طلعت هنايّ خلفها ضاري و سدن و ابتسّم من جاته تمدّ يدينها : عطني هيّ تعبتك أكيد لك ربع ساعه على هالحالّ ,
هزّ راسه بالنفي مباشرة : اركبي السيارة اعطيك هيّ و انتِ جالسه ,
هزّت راسها بإيجاب تدخل السيارة بالمقاعد الخلفيّه تمدّ يدها لأجل يعطيها هي و بالفعل من اعطاها عدّلت جلستها و ابتسم هو يقرّب منها يقبل راسها و من ناظرته بعيونها اللي تمتليّ بحور هزّ راسه بنفيّ : لا تبكين ي ام عذبي لا تبكين ,
هزّت راسها بنفيّ تقرّب منه تقبّله لكن سبقها يكرر قبلته لراسها : ان صحّ لي جيتك و ان صحّ لكم تنورّون الرياض ,
هزّت راسها بايجاب للخلف خطوّه يلتفت لسدن اللي تبتسم له و بالفعلّ قرّب منها يسلمّ عليها : ليا جيناك الرياض مره ثانيه نبي نحضر زواجك لا تطوّل ! ,
ضحك بخفيف يبتعدّ عنها رغمّ كلّ الضيّق اللي داخله م يحبّ يكسرهم بالبرود و القسوّه اللي هو انكسر منها : إن شاء الله ,
ابتسمت تناظره و عقد حاجبينه يناظر ضارّي اللي قفّل شنطه سيارتهم : وينه ابوك ؟ ,
اشّر ضاري على كسار اللي طلع و بيده بطاقه الفندق يوضح على الاستغراب : يلا ضاري و سدن اركبوا الحين بأجيكم ,
قرّب ضاري من عذبي اللي التفت يسلّم عليه و من ركبوا قرّب كسار يمدّ له البطاقه : توّ كنت بأسوّي خروج لكن الريسبشن رفضّ يقول انك حاجز عشر ايام قدام بعد ! ,
اتنهدّ عذبي يهز راسه بإيجاب : ايه ..الفندق حاجزه من قبل تجون ليّ ,
سكنت ملامح كسار باستغراب و كمّل عذبي : جالس فيه انا الحين ,
تمتم كسار بالاستغفار من فهم ان اللي بين عذبي و ابوه كسرّ عميق لعذبيّ , فهم ان صهيب كسره لان عذبي م يبطي عن ابوه و الحين اضطرّه يبطي و يغرّبه عنهم و من أخذ عذبيّ منه البطاقه ناظره كسّار و صافحه عذبي يبتسم بخفيف : اتوكلّوا على الله ..ضاري بيسوق ؟ ,
التفت كسار يركب يناظر ضاري اللي بمقعد السائق : نتناوب انا ضاري ان شاء الله ,
هزّ راسه بإيجاب يتكّي على شباك ضاري المفتوح و يبتسم له : لا تسرع ! اذكاركم و حصنّوا انفسكم يلا فمان الله ,
ابتسم كسار : الله يحفظك ,
حرّكوا يبتعدون عن انظاره الى ان اختفوا و من سمع رنين جواله طلّعه من جيبه يقرأ اسمها " حفيده سلمان " و سرعان م ابتسم بخفيف لانه م اعتبرها الا طبطبه على صدرّه و جوفّه اللي يحترّق داخله يردّ عليها بنفس اللحظه م ينتظر اكثر على صوتها : صحت الدنياا ي حفيده سلمان ,
عقدّ حاجبينه من طال سكوتها ما تردّ , يسمع انفاسّها اللي تدّل على بكاءها : حفيده سلمان ! ,
أحنت راسها ما تردّ عليه او بالاصحّ مب قادره تقول كلمة وحده وسط بكاءها لان جوفها ممتليّ و مشاعرها طَغَت عليها لدقايق عجزّت تخفيها و من فتحت جوالها شاقت اتصاله اللي فوّتته م تدري شلون م سمعت صوته ولا فتحت جوالها تحسّ عليه هيّ رجعت تتصل عليه بدون لا تفكر , هي كانت تحتاج اتصاله لكنها فوّتته و لا قدرت تتصبّر عليه ,
ركبّ سيارته بخوف عليها , من صمتها و الصوت اللي سمعه هو بكاءها مو غيره و من رفع جواله يفتح كاميرا جواله : افتحي الكاميرا اشوفك ,
نزّلت جوالها عن طرف اذنها تفتح الكاميرا و هي باقيّ دموعها بعينها , باقيّ اهدابها نديّه الدمع و شهقاتها الداخليّه تظهر له كلّ ثانيه , عقد حاجبينه بغضّب من نفسه لثواني ؛ وشوله تبكين ؟ بسببي ! ,
هزّت راسها بنفّي تميّل شفايفها : انت سوّيت شي يبكّيني ؟ ,
ما ردّ يناظرها لثواني يتذكرّ لحظاته قبل يتركها , هو يدري ان هالدموع لها اسبابها و يخاف انه يكون من ضمنها , اتذكرّ تركها مع همام و بعدها من وصّل ابتهال و أُنس هو مرّ من شباكها اتأمّل شوفها , اتأمّل انها ترد عليه و انتظرها لوقت هيّ لكن هي م ردّت تركته يخرج من القصر من لمحه أبوه صُهيب واقف عند شباكها , أخذ نفس عميق : م ردّيتي عليّ من قبل , هذا اتصال لاتصالي ولا للزعل اللي بكّاك ؟ ,
شتت نظرها عنه لثواني تفكرّ , هي كانت تحتاج اتصاله لكنّ بنفس الوقت الزّعل بكاها : كلهم ,
ابتسم بخفّيف يهز راسه بنفيّ : لا تبعدين عيونك , ناظريني خليني اشوف زعلك ليّ ,
ناظرته تسكن كلّ ملامحها و من نطقّ : وش مزعّلك ي حفيده سلمان ؟ همام و صار يمّك وش مزّعلك الحين ؟ ,
رجفت نبرتها لثواني من تذكرّت ابوها : بابا بيروح صح ؟ ,
اختفت ابتسامته من سؤالها , من رجفه نبرتها و جفونها اللي تحرك اهدابها لان مابين اجابتين هو , اجابه تتركها تنهار و اجابه تصبرّ قلبها اكثر الى ان تسمع الحقيقه من الكلّ : هو قال ؟ ,
هزّت راسها بنفي : قال ما بيطوّل ..وين بيروح ؟ ,
اتنهدّ عذبي يعدّل جلوسه على مقعده يناظرها بكلّ ثانيه يتعمّق فيها اكثر : بأجيك اليوم و أشوفك نتكلم ,
هزّت راسها بإيجاب تبلع ريقها بتوتّر و من تذكرت اتصاله : انت اتصلت ! ,
هزّ راسه بإيجاب يناظرها , رمشت من صمته و هي تنتظره يكمّل اجابته : ليش ؟ ,
استقرّت عيونها عليها بشكلّ وترها تركها ترفع اناملها تلمس طرف عنقها ثمّ رفعته لذقنها و من حسّ عليها تتوتّر رفع يده لجنب عنقه : كنت ابي اشوفك ,
رفعت كفها تجفّف نديّ هدبها : جيت انت بالليل ؟ ,
هزّ راسه بإيجاب , عقدت حاجبينها بقلق : ليش ؟ ,
نطق بدون تتغيرّ تعابير وجهه الا انه شدّ على عنقه بيده : قلت لك قبل و اقولها الحين انا م يجيبني للقصر الا انت...و بأجي اليوم لاجلك ..
-
-
في مكتب محاماه ؛ المحاميّ اللي كان واقفّ عندّ رخام الخدمه اللي بين مكتبه و مكاتب مساعديه كان يغليّ ماء قهوته اللي فرّغ ظرفها بكوبه , يحاول يصحصح بعد غفوته من تعبه و آخو شي يذكره هو وجود عذبي و همام اللي باقي بمكتبه نايم بتعبّ من رقبته اللي م ارتاحت ابدًا , اتنهدّ يصب الماء على كوبه ثمّ حركه و هو يرجع بخطواته الهاديّه لمكتبه يجلس على كرسيّه يتأمّل أوراقه , ملفاته و سجلات كثير عليها هو ضاع بينها و ما يشوفها من اليوم رغم انه حاول لكنه ما يشوف الا ابتهال و أُنس , ما يشوف الا عيونهم و لا يسمع الا صوتهم , بدايه حكيه مع ابتهال بالمطعم من قالت له " حنا نبيك ترقف معنا تسألنا عن حالها وش جديدنا وش صار معنا تسمع انجازات عيالك اللي كلّ م يفرحون يدورّونك لأجل يشاركون فرحتهم معك ..ما نبيك تشارك زعلنا يكفي عالأقل تشارك أفراحنا معنا ..يكفي تجي و نشوفك معنا بالنور و بالبيت مو بظلام الحوش تمشي مع صهيب " هو يحسّ و يعرف انهم م يطلبون منه الكثير , هم يبونه يمّهم و يبون يدوّرون عنه وقت فرحهم لاجل يبشرّونه و من قالت أُنس " بيوم واحد تجي و ترمي الكلمة و تختفي السنة كامله ما نسمع حتى صوت مفتاحك لما تجي " هو انحرق كلّ جوفه لأنها ما طلبت الا الأقل الا انه طبيعي , ما طلبت الا انها تسمع صوت مفتاحه يوم يدخل الڤيلا لهم و لأجلهم ، ختامها منها من قالت له " حقّك علينا راح ماله وجود ي المحامي ..اذا انت تفهم بالحقوق لازم تفهم هالشيّ بعد " هيّ فعلًا طلعت من قلبها و تعنيها لانها كلمّته بلُغته و لطشت بالكلام باللغُة اللي هو يفهمها و تركهم لأجل هالمهنه نفسها " المحاماه " ماشاف ندمها بعيونها و م يصدّق انه هذا الكلام مرايا لشعورها و انعكاس لتصرفاته معهم هو اللي تركها تقول هالكلام و هو اللي ترك جوفّها يمتليّ عليه , و بعدها اتجوّفت ضلوعه كلها تحترقّ بنارّ شبّابها حكي ابتهال له " ان سمعتك تقول كلام ثاني لأُنس بنفس المعنى هذا والله ي البراء والله م تشوف وجهي مره ثانيه لا أنا و لا عيالك !" هو حسّ بغلطه من كلامه على بنته قبل ابتهال , حسّ بالكلمة اللي رماها من شديد خوفه عليهم و جرحتهم , هو ما كان يقصدها بالمعنّى على قد انه يلومهم على خروجها وحدها تسوق بهالليل و الثقّه الزايده اللي تركتهم يسوونها , ظترك كوبه على المكتب يمسك بأوّل أوراقه اللي كانت مثبّته مرجوعها ل " محمد " اللي أخذ منه كلام كثير يحاىل يربط فيه , يحاول يدلّه تفكيره لشي لكن سكنت ملامحه تمامًا يرفع راسه يناظر همّام اللي هلوس بكلمه بنومه م سمعها من خفوتها , اتنحنح يرجّع انظاره لاوراقه بتجاهل لكن من تكرّرت على مسامعه هو ناظره يوقّف من كرسيه يتوجّه له , يلمح نضوح العرق على جبينه رقبته و خلف أذنه رغم برودّه الغرفه الا انه يتعرّق ..وقف لثواني عنده يناظره يحزن عليه و يتقطّع كلّ قلبه من اللي صار له , من اللي سوّاه و لا يقدر يخمّن باقي افعاله و من نطق " أمّي " سكنت كلّ ملامح البراء يُعصر قلبه لانه يدري شلون ماتت , يدري انها قُتلت و ان اللي قتلها عاقب عيالها اكثر من ايّ اشخاص ثانيين و من صدّ عنه يتفادى حسّه عليه لأجل م يصحيّه عقد حاجبينه يشوف دخول عذبي له و همسّ بحده : متى خرجت ؟ ,
أخذ عذبي نفس عميق يقرّب , نظره على همّام ثمّ وقف قبال البراء يهمس بنفس النبره : قبل الفجر خرجت اودّع امي و اخواني قبل يحرّكون ,
عدّل البراء وقوفه : روّحوا ؟ ,
هزّ عذبي راسه بإيجاب يمدّ له مفتاحه , و من رفع له مفتاحه رفع البراء حاجبينه : ماشاءالله مكتب ابوك هوّ تآخذ المفتاح من جيبي ؟ ,
ابتسم عذبي بخفيف يناظره بعدما رفع حاجبه من كلمة " مكتب أبوك " و هو يدري ان البراء م يرضى على ابوه كلمة لكن هو يقول يحلّ له : ما هان عليّ اصحيك لاجل استأذنك و انا ادري انك بتعطيني ياه ,
ما ردّ البراء يمشي عنه يجلس على كرسيه بعد م أخذ مفتاحه , التفت له عذبي يعقد حاجبينه يأشرّ على همام : م صحى ؟ ,
هزّ البراء راسه بنفي : الا صلّى الفجر و رجع انسدح ..شكله غفى بدون نيّه ,
طلع عذبي جواله اللي اهتزّ بداخل جيبه يناظره " سهم " يطلع من الكتب يردّ الباب خلفه يترك البراء مع نظراته لهمام اللي يراهن على الم رقبته من خطأ نومته و ودّه لو يصلحها له لكن يخاف يصحيه و لا يرجع ينام ,
دخل عذبي للمكتب مره ثانيه يجلس قبال البراء بمكتبه و عقد حاجبينه يناظره : عمّي اليوم بتنحلّ صح ؟ ,
هزّ البراء راسه بإيجاب : دهام قبل شوي كلمني قال انه بيفتح ملف القضية ..عطيته تفاصيلها و هو بيدبّر الباقي لا فتحها اعرف ان الشرطة بترسبن قدام قصركم تآخذ محمد ,
هزّ عذبي راسه بإيجاب يشتت نظره يتنهدّ بضيق ترك البراء يعدّل جلسته : وش فيك ؟ ,
زفرّ عذبي يدفع ضيقّه عن صدرّه و عالقه : كلمني توّ سهم يقول لي ان عزّ آل نايفّ موجود الليلة بالمؤتمر العالمي ,
احتدّت ملامح البراء بمجرّد ما سمع اسمه , هو بباله انه ماغيره هو اللي اتعدّى على بنته : ايه ! بتروح انت و بأجي معك ,
هزّ عذبي راسه بنفّي : لا ي عمّي خلك انت ..انا و سهم بنروح نشوف الوضع , ما ودّنا نوضح له شي يتهيّأ له ان حنا خوافين ؟ يروح فرد نحضر له جماعة ؟ ,
ما ردّ البراء يناظره يقتنع تمامًا بحكيه , بسؤاله اللي وجّهه و هو بداهيّ فكره كمُحامي صحّ حكي عذبي لكن بفكره كأبّ عاطفّي هو قال انه - بيروح - ..
-
-
القصرّ ؛ تحديدًا قصر شريان اللي دخله توّه همام بعد ما انتهى دوامه صلّى بصفّ عمه صُهيب بالمسجد العصر ..دخل و هو يسمع صدّح ضحك شريان اللي من دخل للصاله ابتسّم بلا شعور منه رغم تعبه , رغم انه منهلك تمامًا من اول يوم شغل , اجتماعاته مع النائب العام و القضايا اللي ناقشوها مبدئِيًا استلامها بيكون له , نهايةً محاولته لفتح ملف قضيه محمد و واجه الصّعوبه لان النظام علّق فجأة و ينتظر الحين الاتصال اللي بيعلنون له انهم رجّعوا بيانات القضيه و انهم فتحوا القضيه..
اتقدّم من شاف هيام اللي تنسّف شماغ شريان و تحاوله : الفنّ وين رايح ؟ ,
ابتسمت تناظره و رفع شريان راسه : رايحين للمعرض ..علقّوا لوحها ماشاءالله ..بنشوفها سوا ,
جلس دهّام على الكنبه قبالهم و رفع المقتاح يحكّ جبهته فيه : ماشاءالله ..و أمّي ما بتروح معكم ؟ ,
هزّ شريان راسه بنفيّ و زمت هيام شفّتها : تقول ركبها توجعها ..امس جات و مشت معي كثير و اليوم شدّت عليها ,
أخذّ دهام نفس عميق لثواني بتعبّ لاحظه شريّان و من سحبت هيام شنطتها : بابا سيارتي و لا سيارتك ؟ ترا نور بتجي معنا طيب ؟ ,
هزّ شريان راسه بايجاب : سيارتك سيارتك ,
هزّت راسها بإيه تطلع من الصاله بعد ما قالت لهم " بأجيب الفتاح و أجي " , عقد شريان حاجبينه بقلق عليه : وش فيك ؟ تعب الدوام ؟ ,
ناظره دهام لثواني يستوعبّ اسباب تعبه كلها , تعبّ جوفه اكثر من جسده و من تفكيره اللي كلّه اتلخبط بعد اللي صار البارح , كمّل عليه اليوم بشكلّ نبّض فيه اوداجّه و برزت عن عنقه بالشكل الملحوظ , هزّ راسه بإيجاب م يحبّ يبيّن لابوه هالشي رغم انه يعرف طبيعه عمله زين الا انه م يحبّ يبين له الضّغط ,
اتنحنح شريان يعدّل جلوسه من فهم شوي من اسباب تعبه : دام ان شغلك استقر ..اترقيت و تبي هالمجال انت من قبل و الحين الحمدلله انت فيه صح ؟ ,
عدّل دهام جلوسه يمسع شريان من حسّ ان الكلام يتعبه الكثير , كمّل شريان بتردد : ما ودّك تآخذ بنت عمّك ؟ خلاص طوّلتم والله و انا انتظركم ماعاد بي صبر ,
شتت دهام نظره عنه يدري بعجلة ابوه لكن ابوه م يدري انه معجلّ اكثر منه لكن اللي موقّفه هو كلمتها , م يبي هالزواج يتم دام هي متررده للحين و من ناظره هزّ راسه بإيجاب : يجي وقته يجي وقته باذن الله ,
هزّ شريان راسه بنفيّ يقاطع انظاره له : لا ما بيجي وقته ..ماشاءالله البنت بيجونها رجال كثير ..البارح رحنا تعشّينا و كلّ لحظه و الثانيه يجي رجالٍ يعرّف عياله على صهيب و يلمّح له انهم ودّهم بالنسب ..
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...