ضمانتك موجوده انت , انا هنا معك , ولد المتقاعد و ولد الايهم كلهم معك , انا اللي احتاج ضمانه منكم انّ محدٍ يقرّب لي و لا ينقال اسمي بأيّ افاده من التحقيق و الاقوال لان لو قلت شيء انا بأقوله لك و انت اتصرّف , غرفة التحقيق و الملفات اللي بتنفتح لاجل اسمي ما ودّي فيها ,
أخـذ البراء نظره خاطفه لخلَف اللي يبادله الانظار يتعجّـبون منه , يجهلون اسبابه لكن المهم له الحين الوُضوح و كمالة خيط م اكتمل لفتره طويله و طال الشقى معها يهزّ راسـه بزين : ودّك بالسلامه ؟ مالك الا عذبي اسمع كلامه و لا صرت انا الوسيط بينكم مثل الحين تصير بوجهي و ضمانتي عندك ,
ماكان من عزّ الرّد هو يقتنع بالكلام تمامًا حتّى لو رجع يفكّر ماله ايّ شك من ناحيه عذبي لانه شافه , لانه شاف تصرّفه بكل المواقف و الحين بعد يشـوف تصرّفه معه حتى بأسوأ الحالات و لا اتحرّك هو من كان يترقّـب نيّة البراء لانه طلّع جـواله ينطق دون لا يناظره : قبل كم يوم ارسلوا صوره ام همام لهمام تدري ؟ ,
كمّـل البراء من طال صمت عزّ يجاوبـه دون حروف تُنطق بانه ما يدري : ذاك اليوم اللي مسكنا فيه الرجال دهام يقول انه قال عن واحد اسمه عبدالمحسن و اللي رسل لهمام الصوره بعد واحد اسمه عبدالمحسن طلّـعنا اسمه من رقم الشريحه اللي رماها بالزباله تعرفـه ؟ ,
يعـرفه , متأكّد ان اللي يقول عنه نفس اللي بباله لكنه مستحيل ينطق قبل لا يصير اللي بباله , مستحيل يتحرّك قبل ما يشلّ حركات اخوه مشـهور يسمع البراء يكمّل : يقول لهمام انّ مشهور وده يشغّله عنده , عندك علم وش ودّه يشغّله ؟ ,
هزّ عـز راسه بنفي يعدّل جـلوسه : خلّني اقابل الرجال , آخذ اللي ودي منه و اعطيك اللي ودك انت منه لانّ انا بعد عندي اشغال معه بس انت اتصرّف و طلّعني من هذا كله بحيث اسمي ما يكون بولا ورقه ,
صـمت البراء يحاول يعرفه , يحاول يعرف وش خططه , وش بباله و تفكيره لكنه كان مُـبهم النيّه و القراءه اكثر من خبـرة البراء و لا كان له ايّ حل غير انه يهزّ راسـه بزين فقط ..
_
المـستشفى ؛
بممرات الغـرف أخذت خطواتـها من وقتها طويـل الدقايق ما تدري كيف تتصرّف بعد ما مرّ الوقت , بعد ما صحّ الوقت اللي المفروض هي تبيّن له علمها عن كل شيء بعد ما اخفى عنها هو كلّ شيء تنتظر خروج سـعد , نايف و ثنيّـان من عنده لاجل تدخل و تصارحه بكمّ الشعور داخلها لانـه جنى عليها كثير , جنى على ايام كثيـره بينهم بهذا السّر , بهذه الخطوه اللي كذّب فيها عليها حتى بآخر لحظه و آخر أسئلتها هو ماكان يقول لها الحقيقه و لانه الحين اللي طاب فيها , الحين اللي وعى على نفسه بعد هـلوسة التّعـب و طاغـي الالم اللي كان يحسّـه تلـمح ثيابهم البيض و هي تخرج من باب الغرفه , تسمع آخر كلمات التحميد ، السلام و الوداع بينهم تتوتّـر , ترتبك ما تمثّـل حتى لان هي بنفسها تعترف ان هالشيء مربكها بصوره مب عاديّـه تلمح سلام نايف لها من بُـعد بسيط بينهم يأكّـد على خروجهم و يعطيـها ضوءها الاخضر بانّ وقتها حان , بان وقتها و حق قلقها , عتابها , خوفها و زعلها صار الحين وقـته تهزّ راسـها بدين فقط تمشـي للغرفه و تثقّـل خطواتها من ثقل مافي جـوفها من كايدّ شعور لان حكـيها طويل لكن ما تدري هل حروفها رح تكون له كامله ؟ فـتحت طرف الباب تلمحه بذات مسـافة البُعد اللي ما يحسّها فيها و لا كانت تحسّسـه بوُجودها بهاللحظه تلمح المـه , ضعفه و عجـزه لانه يحاول يشرب الماء يمدّ يده الراجـفه لكنها ما تحمل القاروره , ما تتحمّل التعب اللي صابها من بعد العمليّه من ألم , حرارة و تقبّل الجسد لذاته هي دخـلت ما تهتم للمسافات , ما توضّح ايّ شيء هي دخـلت تسكّن عيـونه من شوفها لانها قرّبت مباشره تمسـك بالقاروره عنه تشـرّبه حتى من رفـع نظره لها كانت هي ما تبيّن شيء , تخفي كثير و تصمت عن اللي ببالهاو لانه يعرفها و يعرفـها زين هو ماسكن داخله يستغرب وُجـودها ينتفضّ كلـه يدري بإنه مخطي حتّى لو كانت اخطاءه غلّابـه عليه اغلب الاحيان الا انّه يعترف بخطأه امامها , لاجلها و لها يرفع يدّه يحاول يمسـك بيدّها ينزّلها عن ثغره : صـيته ! ,
ما ردّت هـي التفتت عنه تتمنّع ردود كثيره عنـه لان دخولها ماكان من سماحه منها على كثر ما انـه مسانده له , تزعل و صمتها يبيّن هالشـيء لانها ما تسكت عن الخطأ و يعرفها من كلّ شيء , يعرفها بكلّ النواحي يشوفها ترفع يدّها تعدّل لـثمتها و كانت تـبي تخرج لولا نداءه لها للمره الثانيه يمسك بجـرحه , يتمالك كمّ الالم المُـحرق : صـيته ! ,
وقـفت ما تلتفت له , اعطته ظـهرها بالبدايه و تستمرّ بانها تعطيه قفاها لانها لو التفتت تدري بإنّ كلامها ما رح يكون وقته عادي , ما رح يكون وقـعه الا زياده ألم و هلاك له منها و لانه سألها فقط " شلون عرفتي ؟ " التفتت له هيّ ما تقدر تصمت اكثـر , ما تقدر تمنع حروف جـوفها اللي اتكوّنت لاكثر من موقف و سؤال الا لهالسؤال اللي ما تصدّقـه منه : وش كنت تحسب يعني ؟ وش كنت تبي و وش كانت نيّـتك يوم انك تخفي عننا هالشيء و لا تقوله لنا ؟ مو دكتوره انا ما عندي معارف ما يوصلني الخبر ! ,
سـكت , خرّسـت كل حروفـه من حكيها و يدري انها البدايه , يدري انًها ما توصل لجُزء اللي بقلبها عليه و يقبل بهالشّيء يعطيها كلّ الحق تكمّـل و يسمعها : تعرف تسأل اسئله بس ما تعرف تجاوب علي صح ؟ , هذا سؤالك اللي تقدر تقوله بس ما تقدر تقول انك مخطي و تعتذر عن خطاك ,
هزّ راسـه بنفي يتمسّك بجـرحه يعترف لها لانها دكتورته , لانها حرمه و يدري فوق كلّ شيء انه مخطي معها : اخطيت , اخطيت انا و حقـك عليّ ,
شـتت نظرها عنـه بجنون عقلها , بجنون فـكرها و الف حرف تـردعه عن منطوقها لاجله و لان ما ودها تضغط عليه بوضعه هذا لكنها مو معه , مو معه هالمره هي ضدّه : وش استفدت ؟ علّمني وش استفدت من هذا كله انك تبقى وحدك ؟ تختار وحدتك بالوقت اللي انت عندك فيه ناس يخافون عليك , اهل ! زوجتك و ولدك و بنتك و اخوانك و عيال اخوانك كلهم ما يهمونك ؟ ما يهمونك لهالدرجه انت اناني و تحب الوحده ؟ ,
رجّـعت نظرها له تتكتّـف تكرّر سـؤالها , تكرّره لانه ما جاوبها يطيل صمته ما يترك بها عقل و لا ذرّة تتحمل قناعاته على نفسه اكثر : جاوب ! جاوبني انت تحب الوحده ما تبي احد حولك ؟ ,
هزّ راسـه بنفي يحني نظره عنـها , ما يقوى يناظرها كـونه يدري ان قناعاته مو صحيحه لكنها تحكمه بصوره مو عاديّه , تطغى على كلّ شعور و رغبه داخله : انتِ تدرين اني م احبها مير كلٍ له اولويّـات و اشغال وشوله يخافون عليه دون سبب ؟ مامن خلاف هذاني بخير و صحه ولله الحمد ,
ضـحكت بجنون لازالت ما تصدّق , تبي تنكر و تتجاهل مثل كلّ مره لكنه - يجلطها - ما تمثّـل هي تعااني من قبل و الحين بعد تعاني : صهيب ! صهـيب ما ودّك اعصب صح ؟ ما ودّك أقول كلام م يعجبك وش اللي تقوله ؟ وش اللي تقوله انت وش اللي ما ودي احد يخاف علي وش اللي كلٍ و له اولوياته ترا الخوف حق ! ترا الخوف حق علينا و واجب يعني هذا عذرك مُـقنع ؟ انت تشوفه مقنع لاجل ما تقول لنا عنك و تتركني ادري من الغريب ؟ ولدك اللي يلحق تراب خطواتك و بنتك اللي تستوحشك ما يحق لهم يخافون عليك و لا تشوف خوفهم ؟ اخوانك و ابتهال ما يحق لهم متى تفهم انت ؟ متى تفهم انك تهمنا و اننا نحبك و ان مثل ما انت ما تفوّت شيء يخصنا حنا بعد ما نفوّت شيء يخصك متى تفهم ؟ ,
رفـع نظره لها ما ينطق , يلزم سكاته ما يترك بها قُـدرة تحمّل تنفجر كلّها لاجل شعورها , لاجل حمل الشعور اللي ثقّـله عليها لايام هي م ارتاحت , لايام ما نامت و لا اكلت هي تفكّر يقـتلها التفكير بخوف تقرّب منـه تمسك بدقنه ترفعه لها : مو تقول ان الدكتوره بظهرك ! مو تقول ان ماعاد به اسرار ! وين هالافعال و وين هالكلام ليه بكلّ مره ترجع لنفس النقطه ؟ ليه بكلّ مره تستهين بحقوقنا عليك و واجباتك لنا ليه ؟ ,
يحسّ بغضبها المستحيل , خـفوت نبرة غضبها تـهذّب نبرتها تحترم المكان فوق كلّ شيء : للحين انتِ بظهري ,
نزّلـت يدها عنه تهزّ راسها بنـفي ما تتحمّل عيـونها التّحجر اللي كانت تتصنعه , تحاوله لاجل ما تضعف لان هالمره زادّ كل شيء عن حدّ سـكوتها و تجاهلها لاغلب الامور تفـيضّ بهت الدمعه , رجـفة النبره : واضح ! واضح اني للحين بظهرك و انت تشوفني بظهرك ! تشوفني بظهرك و تسكت عن هالشيء ! تسكت عنه و لا تقولي عنـه و بظهرك ! لو اني للحين بظهرك بهالشيء مب منك انت و لا انت سببه ,
يحـترق جوفه مثل حرقة كبـده ما يبردّ بأيّ شكل من الاشكال او الاسباب على كلّ شيء , فعليًا على كلّ شيء هو يحترق الحين ما يمثّـل حتى نظرته لها ما تُرفع من تركته هو رجع حنى راسه , اتصدّد عن ما بداخله يحاول يخفيه عنها رغم معرفته بانها تدري به , تفهمه و تعرف كلّ شعور من كمّـلت تثبت كل معرفته فيها : حاول مره تتفهمنا , حاول مره تعطينا حقوقنا عليك و تشوف نفسك من منظورنا حنا مو من قناعاتك التافهه اللي ما منها فايده , انت تقلّل من نفسك بنظرنا على كيفك ! على كيفك انت تقرر وش المفروض ندري و وش المفروض ما ندري ! على كيفك انت تقرر اولوياتنا صح ؟ ,
ماكان منـه الرّد هو يسمع فقط , يحـترق على كثر شعوره , على كثر صمته و حروف جـوفه يتـرك الجمره تتوسّط صدره بنارها تتضرّم داخله يسمعها تكمّـل : الله يحاسبك ترا ! تحسب اللي تسويه بنفسك و بنا سهل و عادي ! حنا نحبك و انت تقلل من استحقاقك علينا تستهبل والله العظيم تستهبل لو ما نحبّك بنزعل عليك ! لو ما نحبك بنسكت عنك ! لو ما نحبك بنبكي لاجلك ؟ شلون تفكر انت صهيب شلون ! ,
لان سـكوته طال لثواني مستحيله , لانّ كل اللي كانت تفكره فيه خاب يخـذل قلبها بعد هالعمر الطويل من جديد على تضحيّـات نفسيه بنفسه , وسط عائلته اهله و محبّـين يعطونه كل مقدرتهم يخـذلها , يخذل ولده اللي اختار الصّمت لاجله و باقي اهله من جديد هو يعيـد كرّة سنـين ماضيه فاتت ما يترك بها قوّة تتحـمل تماسكها هيّ بكت , بكت تبتعد عنـه تتركه بحرقة جـوفه و قهرها هيّ عليه , على عذبي , على نفسها و باقي اهله ..
_
المـزرعه ؛
بعد ما صحـت من نومتها العميقه هيّ اتحممـت تتدارك نفسها , ليلها و تتلـوّن كلها من تتذكـر نفسها , تتذكره و تشـوف نفسها بالمرايا هي كانت تمنع عيونها عن نفسها بالمرايا , تمنع خـجلها الطاغي على كلّ شعور داخلها و يزيد لانها من صحت هي شافت كامل لبسها معها بالغرفه بكيس فوق الكرسي كونها تدري ان هو اللي جابه بطريقته و تجهلها هي , تتذكـر و تخجل , تُحرج تتمسّـك بسلسالها , اسوارتها , اقراطها , خاتمهـا هي ترتبك و تلمس كلّ ماهو بارد يلامس بشرتها لانها تحتّـر و تتلـوّن بشعورها , نزّلت نظـرها لنفسها تعطي حقّ نفسها الرؤيه لملابسها اللي ترتديها تتأكّد من جاهزيّـتها للخروج رغم انها تجهل ما بعد خروجها و يُـرهب قلبها بخوف من مقابله بعد اللي صار بينهم تفتح الباب تناظر حـولها , تضّـايق عيونها من الشمس اللي ازاحت راحـتها لساعات طويله بالظلام تقفّـل الباب خلفها تمشـي , تجول اقدامها حول المزرعه تدوّره بعيـونها رغم انها تدري ان شوفـته رح تخجّـلها , رح تلوّنـها و تربك كامل جـسدها لكنها و دّها فيه و حكيه , ودّها بقُـربه و راحـة عقلها و هي معه لانه يفهمها تآخذ نفسها لسيّـاج الغزلان , للخيـول اللي ما لمحت فيها الابهر تخمّـن خروجه مع دهام و نهاية للطاووس اللي فـردّ الوانه امامـها تبتسم بلاشعور هيّ وقفت امام البـرابه تلمح غـروره لذلك ابتسمت تستـشعر شعوره , تتمتّـع عيونها بالوانـه و حركاته الاستعراضـيه الى ان فُتح باب المزرعه يـدخل بالابـهر يخفّف سُـرعته اوّل ما شافها , اوّل ما لمـحها هي عقدت حاجبيها لان نظرها ينزعج من الشّمس و لان خجلها مستحيل هيّ صارت تلمس سلسالها تناظره فقط الى ان وصل لها هيّ نزّلـت نظرها للطاووس تتركه يبتسم وحده كونـها لمحت ابتسامته بالبدايه و ما ودها تشـوفها و تموت من خجلها , لا محال هي بتموت من الحين هيّ تحسّ بنـبضها العالي , حرارة جسدها و رجـفة عيونهت تحسّ بنزوله من الابهر , اقترابـه منها و وقـوفه امامها يسـند ذراعه على سـور الميدان الابيض يناظرها , يناظرها فقط لثواني طـالت يدرك فيها كامل شعورها و يعطيها على ما تحبّ , على ما ودّها و تتمناه من تخفيف شعور ؛ تشوفـينه يستعرض للاناث ريشه ! مغرور هالطاووس ,
ابتـسمت بخفيف تهزّ راسـها بإيه رغم انها ما تشوفه زين , تحلف انّ رؤيـتها كلّها معدومه من طاغي شعورها اللي تحسّه و تمثّـل عكسه يكمّل هو : بخـير انتِ ؟ ,
هزّت راسـها بإيه تناظره , تخطف لها نظره و تشتتها عنـه مباشره لان كلّ ملامحه تحكي لها عن ليلتها معه , لان ابتسامه عيونه كانت تخجّـلها و لان كلّ جـسده يقرب ناحيتها الحين ينطق : تقولين اني خذيت الفهود بعيد عنك و لا قلت لك , ودّك بها ؟ ,
ناظـرته تسمع سؤاله و تدري انه يدري بكلّ شيء , تدري انه سمع كلّ ليلها البارح من بدايته لنهايته لذلك الحين تختار الجواب عن الصّمت : ليه اخذتها ؟ انا و انت تكلّـمنا على اساس انها تكون موجوده ,
ما تخفّ ابتـسامته لها , لاجلها و من حكيها معه : بس انتِ تخافينهم ! ,
عـقدت حاجبيها ترفع يدها ترجّـع شعرها لخلف أذنـها : حتى لو ! ,
ضحكّ بخـفيف يلمح فيها الغرور , محاولة تمثيل القوة و هو ادرى الناس بها لذلك كانت ضحكته مستفزّه لها من كانت تبي تلتفت لانّ كلّ شعور داخلها صار اكبر من انها توقف دون لا ترتبك اكثر لكنها سحبها له يشدّها يضـمها له يضحك و هي بوسط صدره : امزح ! امزح معك خلاص ابشري تم , تم بكره يجونك مره ثانيه عطيتهم واحد صاحبي لان الحارس ما عرف لهم و انا انشغلت ,
سـكن جسدها تشعر بقُـربه فقط , انها يمازحها الحين حتّى بعد اوّل ليـلهم هو يحاول ما يخجّلها الا انّ رغبته بالكثـير منها تطمع من ابتعد عنها مسافه قليله , مسافه قليله فقط يناظرها بابتسـامته : طبعك الخـجول هذا يهلكني ,
ما ردّت هـي حتى نظراتها له ماكانت عاديـه , ما كانت ساكنـه ترفع نفسها بقدمها اللي طلعت لاوّل صفوف السـور تجلس عليه تناظـره لاجل ترتفع شوي له تلاحظ تمسّكه فيها , خوفه عليها يمسك بيديـنها بيدّه و الثانيـه سندها بجانبها على السور يقرّب منـها اكثـر يآخذ نفس عميق يوسّع صـدره من صبابـة الهوى اللي يعيشه معها : تقـولينها مره ثانيه ؟ ودّي اسمعها ,
شبكت يدّها بيـده تضمّ اصابـعه لفراغات اصابعها تلعب به , بقلبه قبل يدّه تناظره ما تقـول اللي ودّه , ما تنطق بايّ كلمه لان كلها تتلعثم وسط هالحُبّ الكبير داخلها و من طاغي الشعور تشـوفه يتنـهدّ يكمل : ليلة البارح حياة جديده لي و لك تدرين بهالشيء انتِ صح ؟ ليلة عمر ايه والله ما صدق اللي قال يوم الزواج هو ليلة العمر لان ليلة العمر هي وصـالك ,
اتلـوّنت كلها بشعورها ما رحم هو خجلها , ما رحم قلبها و لا توتّـر حواسها ترفع يدها ترجع شعرها للخلف لكنـه رفع يده هو لها ينزّل يدها عنها , يرجع هو شعرها عنـه يبتسم : ما ودّك تكمّلين الباقي لي ! ,
وسّـعت انظارها بلاشعور كادت تسقط لانها فلتت يدّه تنوي البُعد تنسى وُجـودها على حواف ما اتماسكت فيها هيّ و لا انقذ موقـفها الا من مسكها هو يسمع شهقتها , يلمح خوف عيـونها و تمسّكها فيه من جديد و يبتـسم هو , يبتسم لانها بكلّ مره تلتجـئ له و يحب هو هالشيء : احبّـك تكفي الحين , بس قولي احبّـك طالت والله سنين و انا احتريها قوليها لي الحين ,
هيّ اتمسّكت فيه و للحين متمسكـه تُحصـر معه , به و منـه لان كلّ قلبـها الحين موشّـح بشعوره مو بس جسدها محاوط به تخـفق قلوبهـم ما تسكـن يحبّها هو , يموت بها و هي كذلك لذك ترضى بوُجـودها معه حتّى باشدّ حالاتها خجل و ارتباك تلتفت عنه للباب من فُـتح تدخل من سياره عمّـها تميّزها لذلك التفتت لدهام من جديد تنتظره يـفلتها , ينزّلها و يبتعد عنها تخجل اكثـر , تموت من خجلها بهاللحظه لان لا محاله هم شافوهم و من طال وضعهم هي شدّت على كـتفه تهمس بخـفوت نبرتها : دهام !,
ابتـسم يسحبها , يساعدها بالنزّول و يتمسك فيها مثل ماهي متمسكه فيه واثقه انها ما بتطيح تناظره من نطق : كلمت ابوي و امي قلت لهم يجون اليوم و نتغدى بالمزرعه , مبطي عن جمعاتنا بالمزرعه صح ؟ ,
اتمسّـك بيدها يمشي معها , يمشّـيها و يناظرها لانه يدرك فهمها للموضوع من اصله انه ما ناداهم الا لأجلها , ما قال هالكلام و لا فعله الا لأجلها لانها البارح كانت مستوحشه اهلها , ابوها , امها و اخوها و الحين هو جمع اهله بالمزرعه لاجلها و لا كان منها الا انها تشدّ على يده تجـبر ابتسامتها من قرّبـوا من سياره شريان اللي نزل من السياره : حرم الذّيـب صحت ! كلمنا الذيب قبل شوي قال انك نايمه صحت الدنياا ! ,
ابتـسمت تتقدم له تدخل بحضنه لانه وسّـع ذراعيـه لها يستقبلها بحضنه , يقبّـل راسها يسألها بحنان نبـرته و معانيها : عسـاك طيّـبه ي امي ! ,
هزّت راسـها بايه تبتعد عنـه تسلّم على نـوره , تسمع سؤال دهام لشريان و يجاوبـه شريان مباشره : عمّك اصيل بيجي بعد شوي و يجيب امي معه و عياله بعد بيجون بعد دواماتهم , مجهّـز نفسك انت و الوضع ؟ ,
هزّ راسـه بايه يجاوبـه مباشره : كلمت المطبخ يجهزّه لي , بعد الظهر باروح اجيبه تبون شيء ثاني انتم ؟ ,
هزّت نوره راسـها بنفي تبتسم : لا ي يمه لا , مجهزّين كل شيء حنا بعد شوي بتجي نهاد وتجيب معها اغراض الشاهي لاني انا جايبه القهوه معي ,
مسـكت اريام بصـينيه الحلا تنتظر نوره اللي التفتت من جديد للسياره تبي تحمل باقي الاغراض الا ان دهام اتقدم منها يهزّ راسه بنفي : لا لا يمه اتركيها انا بأشيلها و ادخلها لك , ادخلي ريّحي انتِ و ان كان ودّك تتمشين المزرعه مابها احد الحارس رسلته للبقاله ,
ابتـسمت تمشي تنتظر اريام بمسافه بعيده عنهم شوي لان دهام استوقفها يمدّ يده يحاول يآخذ منه ما عندها : هاتيه عنك , ادخلي انتِ مع امي بألحقكم انا اجيبها معي ,
هزّت راسـها بنفي تتمسّك بالصحـن تبعده عن يديـنه تلتفت بكامل جسدها : انا اخذه , أقدر ,
لانه شافها مصرّه , لانها تحاول تشغل عقلها عن انشغال اهلها كلّـهم عنها بهالفتره و هي م اعتادت هالشيء ابدًا , م اعتادت اختفاءهم عنها كلهم بذات الفتره و لانها حسّت ان لا هو و لا شريان و لا نوره جابوا طاري ابوها او امها او اخوها هيّ حسّت انهم متعمّدين هالشيء لذلك تشغل نفسها و لا كان منه الا القبـول : امسكيه زين , بأجيك الحين ,
مـشت عنه دون تعبيـر تكمّل خطواتها مع نوره و لا كفّ نـظره عنها الى ان اختفت هو التفت للسياره يشيل الاغراض يسمع اقتراب شريـان منه و سؤاله له : بكم شيء ؟ ,
هزّ راسـه بنفي يدري بان سؤال ابوه ماهو الا قلق منه عليهم لان نبرتهم كانت خافتـه اكثر من اللازم حتى و هو حولهم , اتنهدّ شـريان من ضيقة صدره : عمّـتك ابتهال تركت البيت تدري ؟ ,
ناظره بذهول تسـكن ملامحه ما يفهم المعنى الصريح لسؤاله ، يكمّل شريان ؛ ابو عبدالعزيز يقول انها راحت ترتاح منهم لانهم تهاوشوا , ما ترد و لا احد يدري وينها للحين بس ندري انها راحت لانها رسلت رساله له تقول فيها خذ عيالك امسكهم ,
سـحب دهام كلّ الاكياس يقفّـل الباب بقوّه اثارت العجب بملامح شريان ينطق بذهول : بالهون ي حبيبي بالهون لا تكسره ,
ما ردّ دهام هو التفت عن شريـان يمشي لانه ما بيتمالك نفسه بالسكوت لو وقف معه اكثر و لان كلّ عـقله يخمّن كل الاحتمالات اللي صارت من اسباب تركتها تخرج من بيتها لاوّل مره بهالشكل تترك خلفها أُنس و عبدالعزيز اللي ما قد تركتهم , يثـور كلّه و يحترق دمّه على كل اللي يصير معهم و خرج عن سيطرتهم يزعزع سكـينتهم ..
_
بسـيارته امام بوابـة الجامعه هو من ساعتين عندها م اتحرّك لان صـدره ما سكن , هبـوبها للحين تضرب بشعورها صدره يتذكّـرها ما يقدر يتجاوز شعورها داخله , يتجاوز شعورها بخلاياه و حواسه اللي تتولّـع الحين بها لاجلها و لانه يبـيها , للحين يبيها بكل ما بداخله من رغبـات هو يبيها ما يبتعد طيفها عن عيـونه , ما تبتعد نظراتها عن كلّ خيال فيه من ساعتين هو يتخيّـل شكل خروجها منهـا و يضجّ صدره ما يتحمّل فرط الشعور داخلـه و يحكمه شعورها , يحكمه هالقيد اللي صار عليه منها يتمنّى , يتمنّـى و يقول يا ليت الظروف اختلفت و الازمان ما م اختارت هالتواقـيت بينهم لكنه الحين بوسط الملحمه , بوسط الشعور و يجاهد عشانه , عشانها يحاول م يأملها حتى بتـوق جسده لها و وُجودها معه هو الحين يتبـعّد عنها لاجل ما يعطيها امل هو ما يشوف نوره , يتبعّـد عنها يخفي نفسه عنها لكنه ما يخفيها عنه لانه يلحقها , يراقبها و تتـوق عيونه لها , تتوق مسامعه لصوتها , تتـوق يدينه لها , يتوق صـدره لهبوبها رغم حكمها الطاغـي متسلطن عليه الا انه يتـوق ما يمثّـل و لا ينكر هالشيء لنفسه حـتى الحين بهاللحظـه هو قلبه ما سكن مع كلّ نظره للباب كان ينتظر خروجها تغشى عيونه عن غيرها , يغض ثانيـه و يرفع ثانيه ما وده بغيرها , يشتم اشتباهاتها من تتهيّـى لعيونه و ينكرها قلبه مباشره لانه ما يفزّ , لانه ما يحسّ بشعورها مع خروج كل جسد من البوابه كان هو ينتظر شعورها اللي اعتاد طُـغيانه عليه بوُجودها و بالفعل ماكان لهالشعور وُجـود الا من خرجت هي يشوفها , من بُـعده مدّ بـصره يترقّب خطواتها اللي سارتها تركب بسياره غريـبه , تركب بسياره لاوّل مره يشوفها هي اخذت مقعد خلفي تتحرّك السيـاره و يتدارك هو نفسه من شغّل السياره يلحقها ما يغيّـبها عن عينه لان هو ما يدري هي مع مين ؟ وين رايحه و لا ايّ شيء و لانه ما يبي يفتح مجال الحكي من جديد بعد ما انهاه بينهم هو كان منـه النظر من بعـيد لبعيد فقط يدرك الوُجهه بعد مدّه من لحاقه لها , يدرك وُجهتها لوين لذلك خفّف سُـرعته يصفّط السياره بعيد عن انظارها لاجل ما تدرك وُجوده لكنه يشـوفها , يشوفها بكلّ تفاصـيلها من نزولها الى خطواتها اللي كانت للصالون , دخولها و ثوانيها اللي قضتها تنتهي من خروجها المختلف تمامًا عن حال دخولها ترفع يدها تمسح بباطن كفّها على صدرها يدري انّ غياب امها عنها افقدها كثير قوّه , افقدها اكثر مما تخيّـلت ضعفت هي و جيّـتها هذه ماكانت الا امل منها انها تلقاها فيه لكن طُـفي نوره من مالقتها يفيض بها كلّ شيء يهزمها حالها ترفع يدها تمسـح نازف دمعها لانه فاق طاقتها المحتمله بكثـير ترجع تركب السيـاره تضجّ داخله يعيد لحاقها لحاقها , ما يتركها و ودّه يقربها اكثر لكن الحـواجز عيّت عن واقعهم تنزاح قـلبه معها مو معه بهاللحظه , بهالثواني و الدقايق اللي طالت ينتظر وقـوقها فيها يحسّ بالوقت يطول اكثـر من الفعلي و ما ان وقفت الا و وقّـف هو خلفها بجُزء ثاني يبعد عنها يشوفها هو فقط متأكّد انها ما شافته , متأكّد ان بالها مو معه تنزل من السياره تدخل احدى الكوفيهات على الشـارع امتداد بصرها يشـوف السياره حرّكت عنها يقرّر بذات اللحظه ينـزل , يقرّب لـها لانها ماصارت على ما ودها عيـونه من الشوف , ما صار على ما ودّه قـلبه اللي محى كلّ العقلانيـه بلحظه يقرّب لها , ينـاظرها من البُـعد ذاته يراها من زجاج الكـوفي بداية من طلبها , جلوسها الى ان خرّجـت سماعتها تلبسها تنتظر طلبها تشغل يديـنها , عيـونها و بالها بالجوال تشغل أقـرب الأغاني لقلبها , تحبّها تسمعها رغم ان تأثيرها مستحيل الحين و تدري ان كلَ شيء فيها تحسه مستحيل يفيّض داخلها مشاعر غريبـه , تحاول تكبـح رغبه البكيّ و تجاهد , تجاهد عيونها لا تذرف هالدّموع و تقوى وسط كلّ هالحرب الداخليـّه اللي تخوضـها بأقسى الأسحـه الحادّه مابين قلبها و عقـلها , مابين واقعها و أحلامها تمـوجّ بها مشاعر صدرها تفوق كلّ سنينها الماضيه اللي ظنّتها الاقسى من ايامها دون ابوها لكنها الحين تخوض الاصعب , الأكثر ألم و اللي ما قد تخيّلته بحياتها و هو بُعد امها عنها ما كانت تتوقع ان اللي بيصير هو هذا , ماكانت تعطي احتمالات لايّ شيء يصير معها الحين ساقّ بها القدر و الزّمن , ساقت بها الريّـح و ديم المطر ترمـيها لهالموقف , لهالشخصيّه و للشعور كانت هي المختاره من بدّ كل الناس لأجل تعيش كلّ تفاصيل هالملحمه ترفـع نظرها للباريستا اللي مدّ لها كوبها تآخذه منـه ترتـشف تآخذ الطّعم , تحاول تعطي لها حاسّه حُـرّه من بين حواسـها تترك الكوب على الطاوله ترجّع ظهرها للخلف , تريّـح , تحاول تستريح من الهمّ و صيق الصّدر المتضـرّم ترفع راسها للحظه تـغرق بشعورها , خيالها تحاول تغمّض عيـونها عن كل شيء حولها , عن كلّ تفكير و صوره تتصوّر امامها تعكس لها شعورها ينتهي غرقها بصوت الاشعار اللي خفّض صوت الأغنـيه ترفع جوالها تناظره , تشوف اسمه و تنعقد حاجبـيها مباشره لانها للحين ناقده , للحين قلبها زعلان و للحين ما تحبّ الوضع اللي هي فيه و لا الضّعف اللي هو فيه ترفع الشاشه تلمـح واجهّه الرساله تقـرأ اسم الأغنيه بالرّابط اللي فتحته " حسايف الحزن يغشى وجهك الطاهر " و ما كان منها الاستجابه له او انها تفتح الأغنيـه هي فقط قفّلت الجـوال من جديد تتجاهله , تحاول تتجاهله ترفـع صوت الاغنيه من جديد لان مشاعرها مو لعبه و لان هالتواصل مو من غايتها دام الصوره مجهوله و لا هي كامله المعنى بالنسبه لها الا ان الصـوت رجع خُفّض من جديد توصلها رساله منه ترفع جوالها تقـرأ " لا يضرّك الكسوف ، دامك ترضين نفسك فإنت أقوى من ان في شيء يضرك " حاولت م تهتم , حاولت تبعده عن بالها تختار - ممنوع الازعاج - تقفّل الجـوال تتركه على الطاوله فقط تستمع باللي ودّها تـسرح عيـونها ما تحسّ على نفسها , ما تشوف نـفسها ما تعدّ ثوانيها و دقايقـها الطويله الا من جت وحـده امام طاولته تنطق بغضّب و هجوم ولّـد عُقدة حاجبين أُنس ترفع نظرها فقط , ما تتكلم هي كانت متكتفه تشوف الحركه , تشوف الكلام يخرج من ثغرها لكنها ما تسمعها و ما ان نزّلـت السماعه تسمعها : وش فيك من ساعه تناظرين فيه ! مب عاجبتك انا ؟ ما تشوفينه يمّي و معي ؟ ,
ما تدري هي وش تقول , ما تفهم هي وش تقصد و لا لها ايّ شدّة حيل تسمح لها تدخل معها بجدال ماله نهايه هي فقط نطقت بهدوء تتفادى كمّ الصداع المقبل لو دخلت بالجدال : معليش م انتبهت لك كنت اسمع ,
رفـعت حاجبيها تستنكر عذرها , سببها و تهجم اكثر من ضربت الطاوله بتكرار : بزر عندك انا ! بزر عندك تسلكين لي بمعليش و الاغاني اللي تسمعينها و لا كاني شفتك من ساعه و انت تناظرينه عاجبك بهالدرجه ؟ ودك تكلمنيه يعني و تآخذينه من زوجته ! ,
ما تستوعب كلامها بالمعنى الصريح لانها بالفعل ما كانت " تنتبه " لايّ شيء و لا كان بالها بعيـونها اللي تشوف لان كلّ رؤياها كان ضغط فكرها و شعورها : وش تقولين انتِ ؟ بلا استعباط خلاص قلنا لك م انتبهنا خايفه عليه مني ؟ ,
هزّت راسـها بإيجاب تغضب اكثر تغضبّ تلفت الانظار لهم تصرخ : ايه ! ايه اخاف عليه من اشكالك الـ**** دامك تناظرينه وش تبين منه يعني ؟ وش تبين منه ؟ ,
وقـفت أُنس ما تسكت , ما تتحمّل اللي يجيها و لا عالي النـبره هي وقفت تبعدها عن الطاوله بذراعها : تستهبلين انتِ ؟ تهاجمين و تقذفين بعد ! مجنونه مجنونه علميني كانك مجنونه اعذرك و اسفّهك الحين اما اذا تبينها مشاكل اعرف انا اوقّفك عند حدك عشان كذا ابعدي الحين اذلفي مب ناقصه لا وجهك و لا اشكالك تغارين عليه خذيه و اذلفوا انتم الاثنين من هنا لا تبلشون خلق الله فيكم ,
وسـعت انظارها ما تستوعب ما تشوف شيء من غضبها هيّ رجعت خطوتها تبي تهاجم لولا الكـفّ اللي كان من أُنس تسبـق كلّ جيّاتها , كل نوايا هجومها تترك شهقتها تعتلي بالمكان و الصّدمه تعـتري وُجـوه جموع الناس تنطق أُنس باشمئزاز مباشره : الا و تبينه يجي مني الا و تبينه يجي مني يعني قلنا لك اذلفي ما تفهمين ؟ تبين تهجمين بعد ! ,
قـرب منها زوجها يمسك يدها يسمح بكاءها , يسمع تصنّعها للمسكنه تلمس خدّها : بنرفع عليك قضيه نوريك ان الله حق شلون ترفعين يدك على حرمي ؟ شلون تسمحين لنفسك بهالشيء ؟ ,
رمشـت أُنس تُستفزّ كل ذراتها منهم تناظر حـولها من كثرت الحروف الواصله لمسامعها تنطق بالنهايه : حرمه انت حرمه ؟ هي تسوي هالدراما ع اساس غيره و انت حمار تاركها تتهجم ع الناس من دون سبب عاجبك هالشيء ؟ ,
وسـع انظاره يحدّ نبرته و يرفعها : ارفعي علومك وش هالكلام ! رجـال انا ,
ضرب همام كتفه من الخلف من شديد غضبه ضغط بالاخير عليه : اهدأ اهدأ ي رجال ,
سكنت ملامحها تشوفه امامها ما تدري من وين جاء , كيف عرف مكانها او كيف له جُـرأه انه يوصل لها بعد كل اللي صار و لانه ما ناظرها للحين هيّ ما كانت تنسى الكلام الاوّل تناظر الرجال و تنطق : واضح انك رجال واضح و تدري بالقانون و القضايا , دامك تدري انّي ضربت حرمتك كفّ لازم تدري ان حرمتك بعد قذفتني و تدري انت بحكم قذف المحصنات ,
سـحبت أُنس شنطتها تدخل سماعاتها تكتفي بكلامها و لا ودّها تبقى اكثر لانه موجود , لانه اتدخّل و هي ما ودها فيه و لا بقربه او بمكان يضمّ وُجـودهم لذلك خرجت فقط تترك همام اللي يناظرها ما يكفّ نظره عنها حتى نطق الرجال بغضب : كلكم شفتوا اللي صار صح ؟ تشهدون معي عليها ؟ ,
ضيّق همام عيونه يستغلّ الثواني اللي ممكن تكفيه انه يوقّفـه و يلحق بأُنس اللي خرجت يقربّ منـه يهدّده , فعلًا يتحداه بالتهديد اللي كان بعيونه بخـفوت النبره حدّها : قصّـر صوتك ! قصّـره فهمنا انك تحاول تسترجل قدام اهلك و تحاول تآخذ حقهم بس واضح انك غبي ما عندك سالفه و خروشي عشان كذا باتركك على الاقل اسوي فيك خير قدام اهلك ,
خـرج يترك الحروف تبعثر بين جموع الناس ما يهتم ,ما يهتم هو كل همه هي الحين و انه يلحقها يسكنّ لثواني من شافها بالرصيف بدايه الشارع واقفه هو اتقدم لها ينطق من خلفها : ضربتيها ! ,
ما ردّت هي كانت متكتفه فقط و لا يعجبها اي شيء , ما يرضيها اي شيء حتى وُجوده و شوفه لها و القرب و الحين السؤال كلّه كان معارض لكلّ فكر داخلها , قرب يمينها ينطق بذهول مو لانها ضربتها لانه يبي يسمعها , لانه يدري بانّ نادرًا ما تخرج عن طور هدوءها : ضربيتها كفّ انت ! ,
هزّت راسـها بإيه ما تنحلّ عقدة حاجبيـها تحاول تحدّ من نبرتها , تحاول تبعد هدوءها عنها لكـنه متمكّن عليها لحدّ الهلاك داخلها : ايه ايه ضربتها و ارجع اضربها مره ثانيه و ثالثه و رابعه دامها تتهجم علي اضربها م يهمني مين وراها و لا يهمني كم واحد و لا يهمني ايّ شيء ! ,
ارتخـت ملامحه يلمح جهادها على نفسها , لنفسها و داخلها هي تخـوضه ما يستوعب كمّ اللي يصير فيها الحين هو مسك بيدها فقط يحاول يآخذها معه الا انها ما تركت لهالشيء مجال من نفضـت يدها عنه : وخّـر عني انت وش تبي الحين وش تبي ؟ ,
ناظرها يخضّع غضـبه , جنونه و نبـرته عليها لانه ما يقوى , لانه ما يبي يضغط عليها اكثر لكنه مستحيل يتركها بهالشكل بالشارع : امشي معي بأوصّلك للبيت , بتجلسين بالشارع كذا يعني ؟ ,
هزَت راسـها بنفي تتصدّد عنه , تتبعدّ عنه حـتى بجسدها تكبح ردات فعل داخلها , تردّ الف حرف و حرف عنها : انقلع عن وجهي ما ودي اشوفك , ليه جاي و لاحقني بعد وش تبي ؟ ,
اتننـهدّ يناظرها , يناظرها فقط ما يبعد نـظره يلمح لمعة عيونها لانها ما تبكي , لانها تجاهد حتى بدمعها على نفسها ما تردّ عليه و لا يجاوبها يختار وُقـوفه بجانبها بينما هيّ واقفه تتمنّع عنه بالنـظر , بردّات الفعل و العتاب داخلها ماكان منها ايّ تعبيـر بعد آخر سؤال منها و صمت طويل منه هي التزمت بصمتها تتابع حركة السيارات امامها تنتظر وُقـوف سياره وحده ما أخذت من الدقايق الا عـمر أُنس اللي كانت تستقوي فيـه , تمدّ قلبها بالقوة و الصمود فيه لانه بجنبـها و لان عيونه لها هي كانت تنتظر اللحظه تنتهي , تنتظر السياره توقف امامها و بالفعل باوّل وقـوفها كانت خطوتها مقبله لها الا ان همام اتقدّم عنها يسبق خطواتها للسياره ينحني للشباك ؛ روّح انت , معي هي روّح ,
هزّت راسـها بنفي تمسك بالمقبض تبي تفتح الباب الا انه مسك بيدّها يسحبها له يبعدها عن الباب يناظر السائق يحدّ من نبرته و جـنون نظراته له : ما تفهم انت ! روّح قلنا لك روّح ! ,
مـشت عنهم السياره تنفعل هيّ لان كل مقاوماتها ليدّه الممسكه بمعصمها كانت فاشله , كانت بلافائده هيّ صـرخت بوجهه : وش تبي مني ! وش تبي مني لاحقني لهنا و الحين تدخّل بالسياره اللي اركبها بعد ! وخّر عني وخّـر ما ودّي اشوفك ما تفهم ! ,
ناظرها فقط بثـبوت تام هو كانت عيـونه تتأمّل تتأمّل رجفة عيـونها و المليون شعور داخلها تكبحه بطريقـه قاسيّه على نفسها : بتجين معي انا اوصّلك , وين ودك تروحين انا بأوصّـلك ,
رمـشت يتألّم صدرها الراجف بتحدّي لألمها تهزّ راسها بنفي : مو بكيفك , مو بكيفك وخّر ,
هزّ راسـه بإيه يأيّدها , يأكّد كلمتها لنفسها لانه يشـوف و يحسّ ان مابقى شيء ثاني تتحمله و لا باقي لها الا شعره على الانهيار الخارجي دامه بداخلها هو كدّها كدّ فخارجها مستحيل يرحمها بعد م اعتادت الهـدوء كلّ مافيها يضجّ : مو بكيفي ادري مو بكيفي بكيفك انت بس تعالي اذا م عليك امر اوصّلك انا , وين ما ودّك تروحين آخذك ,
ناظرته دون كلـمه , ناظرته باحمرار كلّ جُزء ظاهر من وجهها بصوره مستحيله تتجمّع عيـونها بأمواج عالقـه بين انّها تركد او تهوج تحسّ بيده اللي ارتخت عنـها يسمح لها بالحركه يثبت لها كلمتها اللي ودها فيها و لا كانت خطوتها ثابته هي اتحرّكت مع حركته و خطـوته تمشي معه توصل لسيارته اللي سبقها هو يفتح الباب لها يضمن دخولها , هدوءها و الرضى على فعلها لانه يدري انّ اصعب حربها الحين قائمه برضى العقل او القلب و كـونها مشت تدخل للسياره درى هو انّها الحين بين شتّان الاثنين عالقـه قفّل الباب يكره نفسه , يكره الظّرف اللي تركه عاجز لهذا الحدّ اللي ما يطيقه يركب مكانه يحـرّك يتبـع اوامر الظّروف ما يتـبع هوى قلبه ما يخـطف لها نظره مثل ما هيّ صاده كان هو يجاهد لاجل ما يلتفت لها , يناظـر السحاب , الشّـمس و رطـوبه الجوّ من فـتح شباكه يتحسّس مُقبـلات الندى بيدّه مثل ماهيّ تحاول ترتوي منـها من فتح شباكها يدري بانها تحبّه , يدري بانّ المـطر شفاء روحي لها تمدّد ذراعها خارج الشّـباك تتجاهل كل ما هو حولها , تتجاهله تغمّض عيـونها عنه تحاول , تحاول بكلّ مافيها من شساعه شعور داخلـها لكنها تُهزم , تُهزم حتّـى بأسهل الحروب داخلها الحين هي تُهـزم تفتح عيـونها على دخـوله من بوابة القصر تُحطّ الانظار عليهم , تشـوف نظرات الحرّاس لهم تلتفت تناظره من وقّـف امام الڤيلا هي ناظرته لثوانـي تسمع كلمته : آسف ,
استصعبت النّـفس بهاللحظه كان عتابها خارج عن مشاعرها بسؤال ترمي فيه كلّ غضبها : ليه تجيبني هنا ! انا قلتلك بأرجع البيت ! ليه تجيبني هنا يعني تبيهم كلّهم يشوفونا ! ,
ناظرها ما يستوعب كلامها , م يستوعب سبب رجفّة النـبره فيها حتى بأتفه سؤاله طرى ببالها هي تقوله و داخلها غير. : ما قلتي لي وين ودّك , الكل بيدري عننا وشوله ما يشوفونا الحين ,
عقـدت حاجبيها تناظره تحدّ نبـرتها تنفعل ما تمثّـل ؛ انت تسألني مو انا اقولك ! انت قلت اوصلك وين ما ودك ,
ناظرها دون كلمه يستـغرب من حاله , حالها و الوضع اللي تركها فيه هيّ فيّـضت بنبرتها آلاف من المعاني المُكـبحه داخلها و لا يقدر يقول الكلمه من بعد " آسف " و لان صمته طال , نظراته طالت هيّ سـحبت شنتطها تبي تنزل لولا يدّه اللي مسكت بها : اوصّـلك انا ! وين ودك ,
هزّت راسـها ينفي تحاول تفلت يدها , تحاول تبعده عنـها لكنه حرّك السياره يرجـع للخلف تتوقّفـ مباشره يرتاع قلبه لان سبب الوقوف هي يدّها اللي ضغطت زرّ الجـلنط " البريك " توقف السياره تنفضّ يـدها منه تنزل من السيـاره يلحقها هو , يوقّـفها و تبعده عنها تدفّ صدره : وخّـر وخّـر خلاص وش تبي وش تبي ! لا تكلمني لا تقرّب مني ما ابيك ما ابي اشوفك ما ابي اسمعك ,
هزّ راسـه بإيه يرمشّ ما يستوعب حاله , ما يصدّق شعورها داخله هي تهلكه , تهلكه بكلّ معنى الكلمه ما يمثّـل و لا ينكر هالشيء : بس انا اسمعك ! بس انا اشوفك و افهمك و لا ودي اتركك الحين ما ودّي ,
عقدت حاجبيها تسمـعه , صعوبـه النّفس و كبت الصّـدر و كلّ ضيق ضيّق ضلوعها تنهزم امامه الحين تناظره يكمّـل : شفتك من البدايه , ايه شفتك من البدايه كنت انتظرك تخرجين من الجامعه ما هان عليّ ما اتطمن عليك بعد ما شفتك بالصباح و لا قدرت ابعد عنك , دخلتي تشربين قهوه كان شكلك غير ! كانت شمسك غير و كلّ شيء فيك غير ,
شتّـت نظرها عنه لجُزء من الثانيـه تشدّ على سلسال شنطنتها تسمعه : صدمتيني لانك ضربتي الحرمه صدمتيني لانك دايم الهاديه العاقله بس الحين صدمتيني ما هقيتك تسوينها و تبكينها ! ,
رجـعت نظرها له تستوعب نفسها و كلامه توعـى على شعورها , يومها و كلّ شيء يصير معها ترجف نبـرتها : ما كنت ابي اضربها , ما كنت ابي اتعدى عليها كذا بس هي عصّبتني و اتهجمت و لا انا م احب كذا لو صارت معي من قبل كان انا خرجت و كفيت شرّي بس الحين م ادري وش صار م ادري حسيت نفسي ابي ابرّد حرّتي بأحد , أبي أخرّج طاقه,
ابتسمت عيـونه , ابتسم لانها تعبّـر و لانها رجعت تقول اللي بخاطرها , قلبها و لانّه فهمها من البدايه ما يدري كيف كانت كلّـها صفحه مقروءه امام عيـونه مفضوحه المشاعر , مفضوحه الحكي و الفعل : الضرب يبرّد حرتك ؟ تخرجين طاقه بالضّرب انتِ ؟ ,
حاولت تآخذ نـفس عميق تستغرب من نفسها تهزّ راسها بنفي و و تناظره بلاشعور هيّ تحسـه الحين يمسح على قلبها بسؤاله : م احبه م احبه بس الحين بنفسي باقي ,
قـرّب منها تُذهـل ملامحها لانه سحب الشنطه منها يمسكها هو : لا تخلينه بنفسك , هاك وجهي و جسمي و كلي وين ما تحلى بعينك برّدي حرتك ,
ابتسمت بلاشعور ما تصدّقـه , ما تصدّق كلامـه و لانها تفهم معناه هي نزّلت نظرها ليدها اليسار : ليه اخذت الشنطه ؟ عادي اقدر اضربك بيدي اليمين لو ابي ,
ابتـسمت لها يهزّ راسـه بإيه : ادري بس شفتك تضربينها باليسار , اليسار اقوى من اليمين عندك ؟ ,
هزّت راسـها بنفي ترفع حاجـبها تبتسم تشكّك فيه لكنها بالفعل ضربتها باليسار : ضربتها باليسار عشان لا اعورها و تكون الضربه خفيفه ,
ضـحك هو يحسّ بندى المطر على ملامحه يرفع نظره للمـطر يشوفه مثل ماهي تشوفـه : اوف ! باليسار و بكّيتيها اجل باليمين شلون بتكون ؟ ,
اغـترت للحظه تشوف نفسها ترتخـي ملامحها , ابتسامتها تهزّ راسـها بنفي تمدّ يدها : عطني الشنطه ما ودي خدّك يجربها ,
هزّ راسـه بنفي يتمسك يالشنطه يناظرها يبـتسم , ما تختفي ابتسامته لانه تهديد صريح و كلـمه هو يودّها : ودّي اجربـها , كفّ و توصيله من عندي للمكان اللي ودّك فيه ,
ضـحكت تُـمحى قساوّة شعورها عليها لانها بالفعل تضحك منه , بسببه : تستهبل انت ! ترا يدي مو خفيفه تعوّر و بعدين الاثنين مو بصالحك لا الكفّ و لا التوصيله ,
ارتـخت ملامحه يهزّ راسـه بنفي ينفي كلمتها ، يصحّحها لها : كلها بصالحي ,
تلـمح ارتخاء ملامحه لها , عيـونه لها يسلّم لها نفسه و تحكي لها عيـونه تقـول " هاك " على ما ودّه , على ما قاله لسانـه و لا طالت ثوانـيها اكثر لانّ الكـفّ صار على خدّه يصعّـد حرارة يدها , قوّتـها يصدمه و يشهّـق عيونه صدمه يناظرها لانه م اتوقع , لانه استهان بالقوّه اللي بكفّـها و لا اتوقع لهالدرجه هيّ تحمّـر كامل ملامحه من كفّـها و تبتسم هيّ , تضحك بخفيف يلمح انيابها اللي صارت واضحه له تهفّهف كفّـها بالجوّ , تـبرّده بقطرات المطر لانها احترّت و لان كفّـها صار يحترق من قوّة ما اعطـته ابتـسم هو مثلها رغم انّ للحـين داخل حرارة مستحيله , مو عاديه لانها منها لكنه ذاب كون ابتـسامتها صارت واضحه , كون ضحكتها وصلت لمسامعه هو يكفيه هالشّيء يهزّ راسـه بنفي من مدت يدها تبي تآخذ شنطنتها منه : يدّك حارّه , خليها علي ,
ضـحكت بخفّه على انّ عيـونها بعيونه تلمح كلّ نظـراته لها , تلمج جـولاتها بكامل ملامحها الى ثغرها تتوتّـر , ترتبك من اللي يصير تمـشي عنه تسبقه تفهمه بكلّ المعاني تركـب السياره و هيّ باقي تبـرّد يدها بالهتّـان تصدّ بعيـنها لانه ركب يمّـها يجاورها و يسألها : وين ودّك تروحين ؟ ,
ابتسمت ما تنـاظره يرتعدّ قـلبها بنبضه لانه جنـبها , لانه بقُـربها و شعورها الشاسع ما يتحمّل شعوره هو لانه يفوقها بمراحل : المزرعه ,
رجـع الشنطه للخلف يخطف نظـره لها , لابتسامتها الجانبيّه من وجّها لانها تميّله عنه للشباك يتجبّـر شعوره عليه و يقوى يبتسم رُغـم حرارة جسده للحين , رُغم انّ الموضـوع كان غريب و قبولـها للكفّ كان اغرب و دهـشته ما كانت ضمن خطّط التخفيف عنها لانها حقيقه , حـرّك من القصر يخـرج متوجّـه للمزرعه ..
_
مـركز الشرطه ؛
وصـل البراء من مدّه كانت اسبابه واضـحه و وشيـكه للتأكّد من كل اللي حولـه يجاوره عـزّ و خلف بالجلوس ينتظرون حضـور الجاني اللي مُمسك من فتـره , توقـع نظراتهم على بعضّ بمشاعر مُختلفه , بوضع مُـختلف كليًا عن كل ما مضى من قبل لانّ الخـوف داخلهم لابُد منه مع كلّ اقتراب , مع كلّ معرفه و تـوتر من حولهم انّ المواصيل صارت صعبه بينهم هم قبل تكون مع غيرهم و لانّهم وصـلوا لابتهال فهم كانوا ينوون هالتّـوتر لاجل يبعدونهم عنهم , لاجل يشغلون عقـولهم بأنفسهم و بهاللحظه تحـديدًا وقـف رجل الامن : عزّ آل نايف ! وصل الجاني صالح بالغرفه هو الحين ,
وقـف عزّ يتنحنح يناظر نـفسه , يآخذ نظره للجُرم الجسدّي بنفسه يفكّـر لثواني يخطف نظره للبراء اللي عدّل جـلوسه يحدّق به من جديد ثمّ مـشى يدخل تلتقي عيـونه بصالح اللي رمشّ برُعـب , خوفّ و كلّ توتر اتضّح بملامحـه يخرج رجل الامن و يكمّل له عزّ يجـلس مقابله يسمع الخوف بنبرته : والله ما قلت شيء ! والله ما قلت شيء و لا نطقت بكلمه تكفى لا تسوّي بي شيء تكفى ,
حسّـها عزّ فيه بصدق الشعور امامه , بنبرته و عيـونه يرتاع كـونه من آل نايف , كونه ولد غازي و اخ مشهور : استكّن و اهدأ ما بأسوي بك شيء , جيت اكلّمك و آخذ منك الكلام ,
سـكنت ملامح صالح بعدم فهم يناظره فقط , كمّل عزّ يرفـع مرفقه فوق الطاوله يزيدّه خـوف لكنه يبي يوعـيه : تشوف يدي ! تشـوفها اكيد و أحب اقولك انّ اللي سوى بـي كذا هو ابوي و اخوي و مثل ما سوو بي كذا يسوون فيك الاكثر ,
يرتـجفّ قلبه , فعلًا يرتجفّ قلبـه و يلمح هالشيّء عزّ من تصاعد صدره و و انقـباضه بخوف يتعرّق : وش تبون مني ؟ وش تبون مني حلقي و سدّيته ما طلعت مني الكلمه بس فارقوني , فكّوني شركم ,
هزّ عز راسـه بنفي : محد بيفكّك شره لا غازي و لا مشهور دامك تدري باشياء تخصّهم ما بيفارقوك , بهذه الحاله ي تصير ذكي و توعّي نفسك او تصير غبي و تموت ,
رمشّ صالح بخـوف يلتزم سكاته للحين يسمع عزّ : تصير ذكي لو حكيت لي كلّ شيء تعرفه و انت بوجه الدوله لو تعاونت و بتحميك و لو ما نطقت بكلمه بتخرج من هنا و يدفنونك من هنا لانّ العـيون صارت عليك فانت اختار وش ودّك ؟ ,
هزّ صـالح راسه بنفي يتوتّر , يرتبك ما يدري وين هو وش يـقول بالوسط كان عقله , بالوسط علّقه خـوفه : لا لا لا م اقدر اقولك شيء م اقدر بيذبحوني بيذبحوني ليا قلت ,
عضّ عزّ على ضـروسه يرفع يدّه من جديد يبـرزها له , يوضّحها لعيـونه اكثر ينفعل بحدّه : يا غبي ! يا غبّي ما تشوف اعمى انت اعمى هذا و انا ولدهم و كذا سوو فيني اجل انا وش بيسوون بك ! اكيد ما بيخلّون التفس يوصل لك و يذبحونك بكلّ الحالتين سواء نطقت الحين او لا مير الفرق انك لا حكيت انت خـذيت نقطه لصالحك انك تعاونت مع الدوله ! انك تعاونت ضدّ الفساد اللي يصير و تصير بحمايتها ابن امه يتجرّأ عليك ! ,
ثـبت للحظه يسمعه , يتسـوعب كلامه , هيأته و حدّته عليـه يكمّل : انطق الحين و قول ايّ شيء , ادري انك سبك ما يحطّونك الا كلب لهم بس اكيد انك تدري عنهم اشياء , علّمنـي و خلّك ذكي ,
بـلع ريقه يتخوّف من كل الافكار و كلّ الحلّيـن اللي قالها له ينطق يوجّـه المدفع لوجه الاسم اللي قاله بالبدايه : م اعرف شيء , م اعرف شيء كلّه عند عبدالمحسن هو اللي يعرف كلّ شيء و يتواصل مع اخوك مشهور انا م اتواصل مع احد الا عبدالمحسن ,
ابتـسمّ عزّ بخـفه يناظره يدرك الكثيـر من نطقه باسمه : ادري انّ عبدالحسن هو اللي قادك ادري و الحين تقول اسمه انت ؟ ,
سـكنت ملامح صالح بخـوف يحسّ بتتشكيكه , كمّل عزّ : وش ماسك عليه ؟ عندك شيء يخصّه لهالدرجه ضامن حياتك و تعلّم عن اسمه ؟ وش عندك ,
هزّ راسـه بنفي ينفي ما قاله لكنه قـاطعه مباشره : لا تكذّب علي ادري انك تخاف من عبدالمحسن ادري عشان كذا علّمني لا اعلمه انا عنك و تروح فيها ,
طالت ثـواني صمته بتفكيـر و لانه حُصـر , لانه كُشف و من عزّ اللي لقـط منه ما اخفى هو نطق بخفـوت : بأقولك بس بيني و بينك انت حلّها , لا حلّـيتها و انمسك عبدالمحسن بأقول كل شيء ,
هزّ عـز بإيجاب لكنه استـغرب يسأله : وشوله ؟ تنحـلّ من رجال الشرطه و القوات اللي تقدر انت ليه خايف ,
هـزّ صالح راسه بنفـي يخفت نبـرته بتوتّـر : عنده معارف كثير يقولون له لا درى القسم الكل بيدري بالمهمه و يآخذ كل احتياطاته , حلّها انت عقبها كلّ شيء يجي ..
_
المـستشفى ؛
دخـلت للغـرفه بيدينها اكياس تعقـد حاجبيها من سمعت صـوته و غريب الصّـوت الثاني تقرّب اكثـر منه ترتخـي ملامحها لانه يكلم بجـواله تدرك الصـوت اللي وصلها لانها كان ببالها وُجـود احد بالغـرفه , تركت الاكياس تـشوف نظراته لها بكلّ حركـه منها هو كانت عيـونه معها , لها محدّقـه حتى بتنزيـلها للعبايه عن كـتوفها , جلـوسها اللي كان مقابله تفتح الكـيس تخرّج منه لـوح شوكولاتـه تفـتح جُـزء من تغليفه العـلوّي تقضـم لها مربّـع و نصـف تترك الابتسامه على ثـغره لانه لاوّل مره يشـوفها كذا , لاوّل مره يلمحها تآكل بهالشّكل الطـبيعي امامه على ما تحبّ هي يختم اتّـصاله : طمّني عنها ي سهم , طمّني لا تقلق قلبي عليها و تقوم بالسلامه ان شاء الله , توصّيني على شيء ودّك بشيء تحتاج شيء ؟ يلا حبيبي الله يحفظك استودعتك الله ,
نـزّل عنه الجوال يتركه بالسـرير يستقبل اوّل أسئلة فضـولها : مين هيّ ؟ ,
ميّـل جسده يعدل جـلوسه يتأمّـلها , ما تتحرّك عيـونه لايّ جهه الا منحنـيات جسدها بالحركه , بالاكـل و نهاية بنظـراتها له : ان سهم , اليوم دخّلوها عملية قلب مفتوح و توني اسأله اذا طلعت او لا يقول لي لا ,
نزّلـت يدها عن ثغرها تناظر لوح الشوكولاته تتنهد يصيـق صدرها مباشره : الله يقوّمها بالسلامه يا رب ,
تمتـم بالآمين تضيق ضـلوعه لانه يشوف ضيقتها من نزّلت لوح الشوكولاتـه عن يدها ترجّع التغليف تغطّيه تتـركه بالكيس يسـألها لانه ما يحبّ حالها هذا : بك شيء ؟ ,
هزّت راسـها بنفي ما تناظره هيّ تتصدّد بعـيونها لانها غلبـتها بشعورها ما تسمع لها , ما تطيعها هي اشتاقت لصوره كانت تتأملها لايام تمسك جـوالها تفتح الصـوره يرجفّ قلبها , تمـوجّ بها مشاعر بقلبها , عـروقها و دمعها و لانه يشـوفها , يدري باللي داخلها هو نطق بكلمه وحده : اقـربي ,
ما كان منها الرّد هـي ما سمعته من الاساس و لا شعرت بنـبرته الا من رفعها ينطق باسمـها تستوعب نداءه لها ترفع نظـرها تسمعه ينطق من جديد : اقربي مني , تعالي ,
عدّلـت نفسها للحظه حاولت تتماسـك من داخلها قبل خارجها توقف تقـرّب منه على ما ودّه و على ما ودّه احساسها بقُربه تشوفه يوسّع لها قدر امكانيّته بالحركه و الضغط الا انّ المكان كان ضيّـق و جلست هيّ رغم ذلك يحـاوطها بذراعـه ينزّلها لخصـرها يشدّ عليها ينزّل نظره للجوال اللي قفّلته : ورّيني هي معك , لا تشتاقين لها وحده و لا تشوفينها وحدك ,
عضّـت شفتها تحاول تردع رغبة البكاء تغمّض عيـونها الا انها غدرت بها من نزلت يشـوفها هو يرفع يدّه الثـانيه يمسحها عنها يترك عيونها تُـفتح توقـع بعيونـه تلمع : تشتاقين , الشوق عادي ي حفيدة سلمان بس ليه البكي ؟,
ما ردّت هـي حنت نظراتها عنه مباشره تناظر الجـوال تدري انّها تضجّ صدره بشعورها , ببكاءها لكن مو بيدها لذلك فتحت الجـوال على صورتها من جديد ترتسـم ابتسامه الشوق , الذكرى اللي أُحـيت من جديد داخلها و بطيف خيـالها , عيونها لامها : شوفها , شوف كيف كانت تضحك و مستانسه حيل ,
كانت عيـونه لحظه للصوره و لحظات لها , لكامل شعورها العاري بوجـهها بكلّ مره ينزل شعرها لملامحها كان هو يرفعه عنه , بكلّ مره تـنزل دمعه كان هو يمـسحها و بكلّ مره تحكي هو يسـمعها : اتذكرت ايامي معها , قبل تسافر جدّلت شعري و كانت توصيني م اهمله لانها تحبه , قبل تسافر رتّبت البيت كله و قالت لي لا تكركبينه عشان لو رجعت تستانس و تجلس معي ,
شـدّ ذراعه يرفـعها ليدها يضمّها لصدره , يشدّ عليـها يوشّحها بشـعور الوُجـود و محاوطـه الحُبّ يسمعها : لما راحت كنت متأكده انها بترجع , كنت متأكده اني بأشوفها من جديد بس بكيت , بكيت كثير م كنت ادري انها بتغيب عني طول حياتي الباقيه بكيت عن سفرها عني لاسبوع بس الحين انا ابكي عن سفرها عني كلّ الحياه ,
قـرّب منها يقبّل طـرف جـبينها يواسي حتّى ابسـط الشعور المُجتاح داخلها مع كلّ ذكرى , مع كلّ طيف و قُـرب منه هيّ تخالطت مشاعرها تكمّل : اشتقت لها , اشتقت لها حيل ي عذبي لو دريت انها آخر مره اشوفها فيها ماكان سمحت لها تبعد حتى لو كان صلحها مع ابوي بذيك السفره ماكان سمحت لها انا كنت بأكون انانيه و ارضى عليهم الزعل بس م ارضى اني افتقدها كذا طول العمر ,
قـرّبها له , لحضنه هو ضمّـها ما زاح ذراعه عنها هو تـرك دمعها على كتفه يبلّـله , ترك كلّ جـهشاتها بصدره تُكتم لانها كانت تكبحها من وقت تتعّب نفسها اكثر ..
_
وقـفّ سيارتـه امام المزرعـه يكتفي بوُجوده بالخـارج يسمع هـدير المطر , يسمع صمـتها طوال الطريق ماكانت منها الكلمه و لا النظره على عكس عيـونه اللي اتمرّد عن طاعتـه بالحكي بكلّ مره كان يناظرهـا , يخطفّ لعيـونه منها لأن نفسه الحين تـوّاقه لسماعها كونه م اعتاد منها الصّـمت من بدايتـه معها كغريب عابـر هذه اول مره يكون صـمتها غلّاب لهالدرجه , لهالدقايق الطويله اللي مرّت يناظـرها ما يكف نظره عنها للدّرجـه اللي اربكت داخلها من كمّ الهـدوء اللي يعاكس صخبّ داخـلها التفتت تناظره تسـتغرب من عيونه اللي لها ترمش بـتكرار تحاول تتصدّد تسأله : وينها شنطتي ؟ ,
اتنـهدّ ما يردّ عليـها , يناظرها فقط و يطيـل النظر الى ان جالت أنظارها للسياره و حولها توقـع بالنهايه على شنتطها بالخلف و حاولـت ترجّع جسدها للخلف لولا يده اللي انمدّت تمنـعها ينطق : وش صار بينك و بين امك ؟ لهالدرجه تغيب شمسك بيوم واحد ؟ ,
شتّت نظـرها عنه تتذكّـر آخر حكيها مع امها , تحني راسـها تناظر يدّه اللي على ذراعها تعضّ شـفّتها ما تستوعب للحين انّ امها راحت عنهم , رفـع يدّه لتحت دقنها يرفع يجـبر عيونها تناظره : أصل الشمس منها يعني ؟ ,
رجـفت نبرتها ما تتمالك رجـفة شعورها و لا تتمالك مـوجّ عيونها اللي فيّـض لمعة صعـوبة كلّ شيء عليها : ما قد تركتنا ! ما قد راحت عننا و الحين هي راحت بدون لا تقول كلمه دايمًا كنت اقول ماما مستحيل تتركنا و كنت اقارنها ببابا بس الحين تركتنا و احسّ م اقدر , م اقدر بدونها هيّ كل شيء بحياتنا انا و عزوز ,
مرّر ابـهامه لدقنها يمسح عليـه يشـعر بكلّ تعبيرها , بكلّ حزنها و ضيق صدرها من رفعت يدها تمسح عليه تكمّـل : امس اتهاوشنا و عاندتها بس م اتوقعت تروح , م حطيت ببالي هالشيء انه ممكن يصير ,
عـقد حاجبيه باستغراب يتساءل : بوش اتهاوشتوا ؟ يسوى السّبب انك تتهاوشين معها ؟ هذه امك ما منها بهالدنيا مثيل ,
شتّت نـظرها عنه تبي تتجاهل سؤاله , تبي تتجاوزّ جـواب قلبها كل شيء ضدّه هو ما غيره لانه الحين يسألها عن نفسه بصوره واضحه و هي م تحبّ الا الوضـوح لذلك صمتّت تفضّل سكوتها بعد كلّ ماصـار , ابتسـم هو بخفيف من طال صمتها يدرك ان ما ودّها تجاوب : ما ودّك تجاوبين ، طيّب خذي راحتك بس لا تضغطين على نفسك كلّ شيء بيزين , كلّ شيء بيزين و ترجع امك و ترتاحون ,
انقبّـض صدرها من ضاقّ بها كلّ شيء , تحسّه يتعمّـد مواساتها لكنها الحين وسط نـارها هي بالاختيار و بأمها تتذكّـر كل شيء , تتذكّر رفض امها و آخر كلام منها ما كان كامل تنطقّ باسمـه : همّـام ,
اشتـدّت ابتـسامته يسمح اسمه منها توضـح ابتسامته بعيـونه من رفعت هي نظرها له : سمّـي ,
رفـعت يدها تلمس مرفقـه الممتدّ بنهايتـه ليده اللي بدقنها للحين يمرّر ابهامـه عليه تسأله : وش سويت انت بأبوك ؟ ,
ارتـخت ملامحه للحظه من سؤالها المُفاجـئ دون طاري تختفي ابتـسامته يتذكّـر يومه , يتذكّر هو وش سوّا بـه يهزّ راسه بنفي لان ما ودّه تدري , لان ما ودّه بخـوفها و لا ودّه انها تنشغل بالموضوع : لا تشغلين نفسك بي و لا بشيء , لا تزعلين و لا تبكين انتِ خلّـيك الشمس اللي عرفتها , الشّمس اللي ما يضرّها كـسوف حتّى بالليل تبان ,
شدّت عـلى مرفقه يحسّها , يحسّـها و تضغط هيّ على قلبه تحـرقه فيها , بنفسه المتنازله عن حقّها و عن شعوره : يعني ما تبي تقولي ! ابي اعرف ,
هزّ راسـه بنفي يرفـع نظره لدمعها النازف يخالط بشـرتها , يلمس بشرته بالنّـهايه يتحسّس ريّ الحزن منها و يُـهلك , يهلك هو تمامًا من شـوفتها , احساسها معه و حزنها الطاااغـي بهاللحظه ترفع يدّها ليده تنزّلـها عنها تميّـل جسدها للخلف تسحب شنـطتها و لا كان منه الا النّـظر , الا الغـرق اللي رضى به بنفسـه فتحـت بابها هيّ تـخرج من سيارته تتـرك سكون اللحظه يعيـشها وحده , تترك مسـامعه وحدها تسمع زخّـات المطر بعد ما كان وُجـودها معه له شعور حتّى بصـمتها هو كان راضي به لكنـه الحين ما بيدّه الا ان عيـونه تتبع خطاها , حـزنها و كفّها المرفـوع يمسح نازف دمعها يتنهـدّ , ما يسكن صـدره من هبوبـها اللي ضربت روحـه ما ترحم حاله و لا حالها المتساءل عن كلّ ما هو حـولها و لا يقوى هو وُضـوحها , ما يقـوى يعطيها صدمه باللي سوّاه و لا يـزيدها همّ و خـوف يروّع قـلبها بانه طعن ابوه , بانّـه غرسّ سكيـن بابوه من شديد غضـبه , جنونـه و فـرطّة حواسـه بالعمى تختـفي عن انظاره للمزرعـه و حرّك هـو يبتعد عن المزرعـه ..
_
مركز الشـرطه ؛
جلـوسه طال , خـوفه و قلقه بهاللحظه غلبّ كل شعور داخله و كلّ همّ داخلـه مُحيّ يدبّ قـلبه , صدره و عقله كلّه بالقضـيّه و من ان هالوقت الطويـل محال يكون عـبث و بالفعل من فُتح الباب امامه هو وقـف يناظـر خروج عزّ , ما يسكن داخله مع كلّ خـطوه من عزّ كان يقـربه فيها هو كان يضجّ كل داخله و تتوتّـر عروقه و ملحوظ بصوره مو عاديّـه يقـرب من خلَف يسأله بقلق : عمّـي بك شيء ؟ تبي مويا اكل اجيب لك شيء وجهك اصفر ! ,
هزّ البـراء راسه بنفيّ يتمالك نـفسه و قوّة جسده بالصـمود الى ان قرّب منه عزّ يآخذ نفس عميـق بنطق بخفوت : نطّقته ,
عـقد البراء حاجبيـه ينتظره يكمّـل و بالفعل كمل : اوّل شيء لازم نحلّ موضوع و بعدها بيقول الباقي ,
اتعجّـب خلـف يقرّب منه يستغرب من خـفوت نبرته : طيّب الحين نقول للقسم كل شيء دامك حكيت و تدري بكلّ شيء ,
هزّ عـز راسه بنفي مباشره : انا برا الموضوع هذا ! انا اسمي ما يتسجّل و لا باي ورقه حتى بافاده ! ,
هزّ البـراء راسه بإيه يستعجل اجـابته , علمه قبل كلّ غضب : ايه ! وش هو اللي لازم نحلّـه ! ,
صـمت عزّ لثـواني بتفكير يخـفت من نبرته : هذا الشيء بنحلّه حنّـا قبل الموضوع يوصل للمركز و لا يوصل لايّ مخلوق ,
رفـع البراء حاجبـه يهزّ راسـه بنفي مباشره : تستهبل انت ؟ مخبول ! انا محامي و لازم كل شيء اتعامل مع بالقانون و النظام اذا كان مقصدك اننا حنا اللي بـ..,
قاطعه عزّ مـباشره يهز راسه بنفي يحدّ من نـبرته ينفعل : المركز بيوصّل العلم لمشهور الـ***** قبل حنا نتصرّف ! عنده معارف و ناسه كثار ان كان ودّك القضيه تطوّل اكثـر و تخسرون انتم من حياتكم اكثر قول للمركز , قـلّه خلكم على حالكم هذا ! ,
خـرست حروفه يناظره فقط , يسمـعه و يندهشّ هو من تفاعله يكمّـل : اذا حنا م اتحركنا بانفسنا بنآكل *** , لازم تفكّرون اكثر لازم تتحركون و لازم تشـوفون انتم الحلّ المركز عنده الف شغله و شغله ! اذا حنا م اتحركنا الحين بنخسر اكثر ما تفهم انت ! ما تفهم تنتظر كلّ شيء يروح منكم ؟ ,
وسّـع خلَف انظاره بذهـوله و استرجـع البراء كلّ خـسائره و اكبرها " ابتـهال " اللي غيّـبت نفسها عنهم رغم معرفتها انّ ضـياعهم دونها اكيد و بالفعل الحين كلّ شخص من بينهم ضايع ,
عضّ عزّ على ضـروسه يحدّ من نـبرته من طال صمت البراء يدرك انّه متردّد للحـين : ما باقول كلمه الا من تتأكّد ! , لا فكّرت زين و قررت تشتغل بنفسك و تحلّ القضيه بنفسك و تلحق على حياتكم كلّكم كلّمني وقتها اقول لك شيء اما الحين ولا كلمه بتطلع مني ,
مـشى عزّ عنهم و لا قال الموضوع هو مـنع حروفه لانه يدري انها لا خرجت منه هي بتوصل لمشهور لا محال قبل يحلّون الموضـوع , التفت البراء لخـلف ينطق : روّح معه , خلّك معه لا تتركه ,
هزّ خـلف راسه بإيجاب يلحقه يترك البـراء بحيرّه امره , بشتات فـكره يرفع يده يمسح على لحيـته يحـوقل : لا حـول و لا قوةّ الا بالله , لا حـول و لا قوّة الا بالله ..
_
المستشفى ؛
اتوجّـهت للستائـر تسدلـها بكلّا الجانبيـن تنهي آخر ترتيباتها للغـرفه بعد م انتهت زيارات الأطبـه , زيارات الممرضين و عاملين النظـافه هي اتنهـدت تنزل عبايتها عنها لان هذا وقت راحتـها هيّ , وقت انها تريّح جـسدها , قلبها و عقلها تـلتفت بجسـدها له بعد ما علّقت عبايتها تسكن ملامحها لانه يتأمّـلها , لأن عـيونه لها و لا حسّـت عليه الا توّها بـما انّ ببالها كان نايم و الحين يوتّـرها هي ارتبـكت كلها تشتت نظرها عنه لوهله : كنت احسبك نايم ! ,
ابتـسمّ بخـفه ما تلمح الا لمعـه عيـونه بهالعتمه و الظلمه اللي كانت هيّ تفضّلها لاجله و لاجل راحته لكـنها الحين ادركت انّ عيـونه معها لذلك نطـق : كانت النيّه مـير القلب اقوى ,
رفعت نظرها له لجُزء من الثانيـه تجلس تعيد فتح كيسها تخرّج لـوح الشوكولاته تمدّ يدها تعرض عليه مشاركتها : ودّك تآكل معي ؟ ,
هزّ راسـه بنفي يضـيق صدره بكلّ مره تتجاهله , بكلّ مره تتجاوز الموضوع اللي بينهم تعاملـه بـ " عاديّـه " مستحيله ما تظهر فيها ايّ شيء يزعّـلهم او يكدّرهم : قلبك ما ودّه يليـن ؟ خلاص تعبنا ي عذابي ارفقي بحالي ,
ارتـجفتّ كفوفها , عيـونها و قلبها الضاجّ بكل شعـور تسمعه و ودّها , ودّها لو تمحي , لو تغيّـر و تكتـب ما ودّها لكن صعبه عليها تليّـن قلبها دون ما تتأكد منه , اتنهـدّ يلمح شتات نظرها عنه للفـراغ ثانيه و للاسفل ثواني اطول تعلق يدّهـا بتغليف اللوح اللي بيدّها ما تفتحه و لا تغلـقه هي اصابعها صارت تفتح مره , تقفّـل مره ما تدري وش ودّها : ودّي آكل معك ,
نزّلـت الكيس عن فخذها توقف رُغـم صعوبه شعورها و ارتباك قلبها كـونه يصبّ عليها حيرة مـديده ما تمحى منها الا انها وقفت تقـرّب منه تشـوف يدّه الممدوده على عرض السرير يبيّـن له رغبته بقُـربها و مشاركته بكلّ شيء و بالفعل جـلست تعدّل جلوسها , استلقاءها بجانـبه تسحب اللحاف تغطّيـه و تغطي نفسها تميّـل جسدها , نظرها له تتبـع رغبة عـيونها بالنظر مثله تمامًـا : ما تعيـدها صح ؟ ما تقلقني و تخليني اخاف بكلّ مره انك تروح عني و لا ترجع ! ,
سـكن صدره لوهله يسـتوعب كلامها , يستوعب انّها ودها تصـفح عنه و تسامحه و لانها تسأله الحين و توضّـح شعورها , خصامها و زعلها تكتفي مـنهم , رفـعت حاجبها تنـزّل يدها و لوح الشوكولاته من طال صمته : لا تناظرني كذا ! لا تناظرني كذا بسرعه جاوبني لاني بأقوم من عندك لو ما اتكلمت ! ,
ابتـسم غصب عنـه , ابتـسم يفقد سلطنته على شعوره يهزّ راسـه بإيه مباشره يتمسّـك بخصرها يشدّها ناحيته ؛ تم , تم اللي تبـينه يصير مير لا تقومين من عندي , خلّـك قربي,
وقـعت انظارها لثغره , لابتـسامته و ضحكته اللي صدحت حولـها تشتاق لها من وقت طويـل ماكانت تسمعها , ما كانت تشـوفه بهالحال الضحوك يسألها يرفع نظرها لعيـونه : وش بغيتي بعد ؟ علّـميني انتِ بس ,
شتّـت نظرها تلمس انامـلها بيدّها تفكـر به لانه كلّ اللي الحين ببالها هو و انه يحاول يرضيها لكنها ما تتأكّد للحين من اجابتـه و لان شدّ على خـصرها يتركها تناظره من حسّت بشدّتـه له يقـرّب منها مباشـره يقطع عنها الانفاس , الرؤيـه و كلّ ضجيج عقلها ما يتـرك بها الا سكون الشـعور و قيده لثواني طويـله كان هو حصـارها اللحظي للحظتها هذه الى ان رنّ الجـوال هي مدّدت يـدها لصدره تحاول توعّـيه على نفسه من بـسطتها و بالفعل وعـى يخفّف نفسه عنها لاجل تآخذ نـفسها تناظـره من اتنهـد يرجّـع رقبته للخلف يسندها للسرّيـر من فاضّ به الشعـور يشـتاق لها يتنـهدّ يسمع سؤالها : جوالك يرنّ , اجيبه لك ؟ ,
هزّ راسـه بنفي يناظرها فقط ما يبالي بايّ شيء : امي هذه , كلّمتها و طمّنتها علي مير ودها تسمع صوتي ,
عـقدت حاجبيها تستغرب منـه : طيّب كلمها ! حرام تبي تسمع صوتك ليه ما تكلمها ,
عدّل نـفسه و لحافـه , ميّـل صدره لها يضمّ كـتفها له يبتسم بخفيف : بتدري اني بالمستشفى و تخاف اكثر علي من صوتي ,
ما كان منـها الرّد هي م استوعبـته كيف هو يقرّبـها منه رغم عمليّـته و حاولت تبعد برقّـة كفّها اللي كانت تتمدّد لكتفه : عذبي ! مكان العمليّه لا تضغط عليه ! ,
م اخـتفت ابتسامته يشوف خوفـها عليه و يعجبـه كونه مركزّ الاهتمام بالنسبه لها و تدرك هيّ هالشيء من لاحظت ابتـسامته : و بعدين وش دخّل صوتك بالمستشفى ! عادي كلمها وش يعرفها هي وين انت اهم شيء تطمّن عليك ,
ضـحك بخفّه من جديّـتها و انها تـثقّل على كل حرف منها لاجل تبيّـن له عكس المـفضوح منها و الواضح : باكلمها بكره , الحين بأنام ما ودّك تنامين انتِ ؟ ,
ناظرتـه لثواني دون فهم او استـيعاب منها هيّ حاولت تقـوم من عنده لانه طلب النـوم لكنه مسـك فيها يردّ نظرها له بذهـول : بأنام انا , و انتِ تنامين معي ,
سـكنت ملامحها ما تحسّ بنفسـها اللي طاوعت حكيـه بعذ ثواني من السّكون هي اتمدّدت بجـسدها ترجّع ظهرها للخلف تبـعده عن صدره لانها ما ودها " يتألّم " و لانّـه ضيّق عليـها مكانها يتركها تآخذ كلّ مسـاحاتها بالبدايه و بالنّـهايه هو أخـذ كتفهـا سنَـد لراسه , لرقـبته و جُزءه الايـمن كلّه يغمّـض عيـونه يآخذ طيب ريحـها , دافـي جسدها و حنيّـة كفّـها اللي رفعته تمـسح على شعره , جُزءه الايـسر من وجهه تلمس بالنـهايه عنقـه تقضي ثوانـيهم ، دقايقهم الهاديـه على هالحال يحسّـون بنبض القلب , سـكون اللحظه من وشّـحت اجسادهم بذات الشـعور و الطمأنينه لوهلـه هم اخذتهم اللحظه تريّـح بالهم , قلبهم و الطّـاقه من حولهم تهدأ يروح بهم التفـكير منها , منه لامور كثـيره عُلّـقت بالقلق و التّـوتر و الخـوف تمسح على شعـره و تداعب اناملها فـروته تناديـه تميّـل راسها له تبي تلمح عيـونه المسريـحه من فتحها و جفونـه الساكنه : عذبـي نمت ؟ ,
اتنـحنح لثواني يحسّ بها , بيديها ، نبـرتها و حركتها لاجل تتأكّـد منه يبيّـن له ان النوم باقي م سـرقه منها لانه يبي يحسّ اللحظه كلها , يبي يعيشها الحين وسط حضنها ما يدري وش عقب خروجـه و لا يدري وش باقي بيصير فيه بينه و ابين ابوه , بالقضيه و محمد اللي معلّـق لحظتهم هذه لنُـقطه م اتقدمها هو مجبـر لاجلها هيّ يسـمع هادي نبرتها بالسؤال من جديد : لو صار و مثلًا انا كنت مكانك بهذه العمليه انت بترضى ؟ ,
فـتح عيونه مُجـبر يستغرب من طاري سؤالها المفاجـئ و لا يدري شلون هيّ رتّـبت حروفه داخلها من تفـكير قاتل بالموضوع للحين , ما يرفـع نظره لها ينطق بهـدوء ما يعجبه السؤال من اصله : شالطاري ؟ بسم الله علـيك جعل التعب ما يمسّـك و يفارقك من غير شر ,
رفـعت نظرها للسّـقف تسمع حدّة نـبرته تدرك عدم اعجـابه و رضاه لكن بالها له ايـام بنفس السؤال : يعني انت تخاف علي مثل ما انا خفـت عليك ؟ ,
رفـع نظره لها يتركها تنزّل نظـرها له من حسّت بنظراتـه لها تنتظـر جـوابه من طالت ثوانيـه بالنّـظر فيها ترتبـك هيّ , ترجف عيـونها و كفوفها حتّى قلبـها ما سكن من صعد صدرها يحسّها هو لا محـال تكمّـل السؤال بسؤال دون اجابـه : تشتـاق لي ؟ ,
يدري بانّ سـؤالها هذا شعور داخلها ما صار من عبث , ما كُوّنت حروفـها عبث و لا طرى الا و هو مجـتاح صدرها من ثقـله و عُمـقه عليها هو مسك كفّـها مباشره يسـحبه لثغره يقبّل نابض مـعصمها لطويل الثّـواني تسمـع همسه : عسـاك بـعدي و بعد عمر طويـل ان قالها الله و خذا أمـ..,
قـاطعته تتـرك كفّـها على ثغره تهزّ راسـها بنفي مباشره تحترق محاجـرها , يحترق قلبها من نزلـت دمعتها تشوف دمـعته العالقه به : لا , لا لا تقـول شيء لاني م بأتحمّل يضرك شيء و لا ..,
ردّت كلّ حـروفها تترك جـمرتها عالقه داخلها من اتمسّـك بكفها يقبّل باطنه , ظاهـره يترك ابهامـه على نابضها من حسّ بـيدّها اللي حاوطـته بشدّه من خلف رقـبته تتمسّك فيه بشدّه , تظـهر كلّ اجابات أسئلتها عليـه و بفعلها هيّ تثبت ان كل سؤال منها كان اجـابه لشعورها تجاهه ما تسكّن داخـله هي كانت تضجّج داخله بشعورها طـوال ليله الطويـل ..
_
ڤـيلا ابتـهال ؛
ما كـان داخلها يسـكن هيّ تدري ان كلّ لحظه الحين تعيشها مجهولـه , كلّ مستقبـل و كلّ فكره داخلها ما تدري اذا هيّ مُحـققه او رح تـكون مجـرّد فكره تُمحى , تختفي و تُنسى من بالها من كمّ الطاقـه اللي تحاولها , كمّ التمثـيل اللي كان بالمزرعه اليوم بانها ما تبيّن شيء رُغم نـظرات الشفقه منهم انّ ابتـهال تركتهم بدونها الا انّـها ما كانت تهتم على كثـر اهتمامها بالجايّ من حيـاتها مع الاشخاص اللي داخل الدّوامـه معها , كيف بتكون حيـاتهم , هلّ رح يكون التّقبل من كل الاطراف من حـولها للعلاقه اللي كانت تحسب حساب عُـمق شعورها داخلها بعد شهـور تتعـبّ هيّ , يتعب داخلها من كلّ شيء ما تفهمه , تفهمه و يراود فـكرها ك احتمال و لازالت تـجاهد لأجل تكون بصـوره هيّ اختارتها كظاهر لها امّـا داخلها ؟ فهـو مُنهش , مُهلـك و تبكّي عـروق قلبـها ودّها تفيّـض كل الاثقال المحموله داخلها , ودّها تبكّـي عيـونها قبل عروقها و ودّها تـصرخ بعالي النّـبره تنهي صخب جـوفها و انقـطاع شرايين لُبّـها تتـرك كل ماهو بيدّها , تترك الكتاب , المرسام و الآيـباد ترفع كفوفها لوجها تمسح عليـه تتنهـد تتمنى لو يخفّ عليـها عالاقل , تلملم كلّ شـتات انكساراتها من ضمّت اقدامها لصدرهـا تطـول ثوانيها بهالوضع و بهالتفـكير تخفّف من قـبضات يديـها لبعض توقـف تعدّل جلوسها لانها كُتـمت , لانّ ضاقت بها الوسيعه هي وقفت تتوجّـه لشباكها تحاول تفتحـه لكنه عالق , تحاوله و تحسّـه يعاندها و يعاند وضعها تركتـه تنفضّ الستاره عليـه من جديد ينفـعل داخلها يتصاعد صـدرها و تضطرب انفاسها تتوجّـه لخارج غرفـتها تشوف الظّـلام , الليل و غـياب الروح بالبيت , بكلّ جُـزء كان فيه نبـته تنعشّ المكان اما الحين فهـوّ ذابل ميّـت تتجاوز كلّ الاسـياب تودّ تنـزل للاسفل لولا صـوت الاغاني اللي تسلسلت لمسامعها من غُرفة عبدالعزيز تركها تعقد حاجبيها باستـغراب رُغم ضيقـة جوفها هيّ اختارت تروح له تطمّن عليـه تدق الباب مره , اثنين و ثلاث و لا كان منه الاستجابه لذلك فتحت الباب تسـكن ملامحها من جـلوسه على المكتب رافـع الاغاني لاعلى صـوت , تنشغل يدّه بالرصـاص الاسود و الفحم على ورقه من الاوراق ترمشّ لانها تعرف حاله هذا زين , تعرف انّ نادرًا ما يسهر هو و يستمرّ على هذا الا اذا كان حـزنه طاغـي على كلّ فكر داخله يزعّـل قلبها , يـزعل كونها داخل هذا الحزن هي سبب فعلي تتـقدّم منه توقف خـلفه ترجف نبرتها بنداءه : عزوز ! ,
كان علـى ورقته , بحبـره هو يرسم كلّ احزانـه يفرّغه بهالورقـه بيدّه المـحكوكه بحبر الورق تآخذ سـواد لونها ليدّه و كـفّه , خنـصره , بنصره و ابـهامه هذا كان وقـع رؤيه لها تدرك انّ له ساعات بنفي المكان من وقت رجـوعهم للحين هو قضى ساعات على هالحال , اتقدّمت منـه تناظره ترجفّ عيـونها تميّز الشخصيه اللي ع الورق : عبـدالعزيز رد علي ! ,،
وقّـف رسمه للحظه هو ما رفع عيـونه لها و لا كان منه التّـعبير الا انه خفّف حـبره و شدّة كفوفه على الورق يسمعها فقط تكمّل كونـها تدري تعلّقه بأمـهم : عزوز انا آسفه ! والله م كنت ابي يصير كذا و لا اخترت هذا كلّـه ,
رفـع نظره لها , كانت نظره منـعدمة الشعور لها لان كلّ شعوره غاب و اختفى مع أمـه : بس امي قالت لك هاتي جوالك ! قالت لك ليه تعاندينها و تخلينها تروح عننا ؟ ,
رفـعت كتوفها بعجزّ الجـواب , عجز الكلام و عجز التفـكير هي اتلعثمت : عزوز ! بس ! عزوز قد حنّا بالوضع , قدّ انا اتزوجت خلّ القضيه تنتهي و يخرج ابوه و يصير خير ! ما عاندتها ما عاندتها والله كنت ابي اكلمها و ابي افهمها بس هي قفلت الباب علي و لا الومها , ما الومها انا مو زعلانه منها بس ابيها ترجع زيّك ابيها لاني احتاجها ابيها زيّك والله م اتخيّل نفسي دونها م اتخيّـل حياتي و هي مو موجوده فيها ,
رفـعت يدها لصدرها من كُـتم داخلها تنفضّ محاجـرها تخرج حارّ دمعـها , حارّ شعورها ترجفّ نـبرتها : اشتقت لها انا بعد ! ,
لانه يشـوف دمعها , لانه يحبّـها و يدري انّها اقوى من كذا دايم لكنها الحين ؟ فهيّ اضعف كائن يمرّ عليه بالبكّي هذا لان امهم مو موجوده , لان ابتـهال روّحـت عنهم بطريقه م اتخيّـلوها بيوم هو ما يهون عليه يوقـف مباشره يضمّها مثل ماهيّ ضمّـته تشدّ عليـه يفوقها طول و يفـوقها شدّه يسمع انكتام بكاءها يحاول يردع دمـوعه , يحاول يشدّ آخـر ذرات تحمّـله بالصّـمود لكنها فاقتـه هالمره يخفّف عنها قبضته يترك لها مساحتها يخـرج و تدري انّه يبي يبكي لكنه يخفي , تدري انه ما يبي يبيّن ضـعفه و دموعه لها لذلك خرج للخارج يبتعد عنها لأن دمـوعه غلبته بالظـهور تجلس هي مكانه , على مكتبـه تسرح نظرتها للرّسمـه امامها تميّـز شخصيـته " بدر بن عبدالمحسن " كيف هو رسمها بهالدّقـه وسط حزنه تـرفع يدها للسماعه مباشره تطفّـي الاغنيه الاجنبيـه تبقى بمكانها , ما تتحرّك عنه هيّ انهـزمت هالمره و لا كان منها حيـل تسوّي اي شيء , تتحرّك اي حركه او تنطق بكلـمه هي بقت مكانها تقضي ليلها الطـويل الشاقي , فجـرها و شقّ الصبـح..
_
فـرنسا ؛
دخـلت غرفتها تشـوف جلوسه بالسرير و استناد ظهره بظهر السرير تزيـح انظارها عنه مباشره بغيـر عمد من تعبها , من انها طوال اليوم كان تكدّ بالبيـت ترتّبـه لان شناطهم وصلت لهم , اغراضها و اغراضـه و كلّ ما اخذته معه من احتياجات اتقدّمـت بروب الاستحمام تجلس على طرف السرير تسحب احد كريماتها تدهنـها بساقيها , يدينـهاو ذراعيهـا و لا كانت تعبّـر عن ايّ شيء داخلها , تروح الثواني بالسّـكون الداخلي لها و هدوء خارجها اللي انتهى من اتقدّم هو لها من خلفها يلمس بكفوفـه اكتافها اللي لمح انّـها ترفعها و تنزّلـها تبي تريّـحها يبنطق بهدوء من وسّعت انظارها تحاول تلتفت تشـوفه : لا تلفّين علي بتوجعك اكثر , خليك ريّحي اهمّـزها لك ,
ريّـحت نفسها تنزّل يديـنها على السرير تتشبّـث فيه تآخذ نفس من اعماقها و يرفـع هو يده لرقبـتها يهمزّها يسألها بهدوء : تعبّـتي نفسك اليوم ؟ ما كان له داعي ترتبين لو ادري انك انتِ اللي بتسوينها و تضغطين نفسك كذا ما كان خرجت من البيت الا و انا جايب لك عامله تساعدك ,
ابتـسمت لانه يتكلم بجديّـه تغمّض عيونها تستريـح من النور : ماله داعي , كلّـها يومين و ارتاح تجيب العامله ليه ؟ ,
عدّل جـلوسه يقترب منها يقبّـل كتفها اللي نزل عنه كتف الرّوب يبتسم للحظه لانها اترعشت تلتفت له بلاشعور تبتسم : تميم ! ,
ضـحك بخفّه يكمّـل يهمزها لكنها رفعت يدها تنزّل يده عنـها تتمسك فيها : خلاص يكفي ابي البس ,
اتمسّـك بيدها يردّها له تجلـس بالسرير تناظره بابتـسامتها ذاتها : كلّمت عمي اليوم كام و كلمني معه دهام كانوا بالمزرعه اليوم ,
هزّت راسـها بإيه تشتاق داخلـها و تتغيّـر كل تعابيرها للحنيّـه ؛ ادري ! كلّمتهم و كلمت ماما بعد بس مو كلهم كانوا موجودين زعلت شوي بس باكلمهم ان شاء الله ,
ارتـخت ملامح يآخذ نـفس عميق يلمح كلّ شعور معتري بملامحها : ي كثـر الحب بينكم , اوّل ما شفتكم استغربت انكم بهالحُب و ظنّيت انه ظاهري بس الحين انا متأكّد انكم فيه ..
•
قراءه ممتعه ي احبابي🤍
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...