الفصل ٣٤

6.8K 121 14
                                    

اتنهدّت تسندّ راسها على ركبها مره ثانيـه تخوضّ حرب المشاعر و الخيال داخلها وحدها , بين فنّـها ، فوضويّه ألوانها و بعثرة مكانها..
-
-
بعد الظّـهر عند باب المحكمه ؛
كـان جالس بمقاعد الانتظار الخارجيّه ينتظر انتهاء المحكمه , ينتظر خروجهم من الباب اللي طال اقفالـه , يمرّر أنظاره مع الخارج و الدّاخل من الابواب كلّهـا , يسمع الغضّب بالنبرّة في أشخاص و يسمع السعادة بأشخاص مختلفيـن , يلمح الخسارة في أشخاص و يلمح الانتصار بأشخاص ثانيين و هو للحين مابين الاثنين , م يدري اذا هو خسران او منتصر لهاللحظة هو يقاتل حيرة الحقيقة و الحقّ ، حقيقة الظالم و المظلوم ، حقيقة العوضّ و العقاب و من اتنهدّ يعدّل جلوسه انفتح الباب يعلنون انتهاء المحاكمه , انتهاء الجلسة من خرج القاضيّ أولهم ثمّ تبعوه البراء ، دهـام و صُهيب و باقي الأشخاص من خلفهم , وقفّ مباشرة يناظرهم و هم يمشون له يوقفون امامه ينطقّ دهام : التحقيق بيبدأ باذن الله من اليوم و التنفيذ من الاحد ..التحقيق من كلّ الاشخاص اللي كانوا حوله من وصل لحايل مع الجثـه ,
كانت نظرات البراء مع همّام , مب يمّ الحكي و لا يهتّم تلحين كثر م يهتـم للنّظرات اللي من همّام اللي كانت على الباب , للمعـة الخوف بعيونه و التردد بملامحه , رمشـه المتكرر يحكي عنّـه كثير و من خَرَج محمد من الباب مقيّـ الايدي , مقيد المساحه من الشخصين اللي حوله يآخذونه معه هو همسّ بكلمة أحرقـت قلبّ البراء أكثر : أبوي ! ,
حوقل صُهيب يناظره بتمتمه , يناظر محمد اللي كلّه كان لولده ..
يذكرون آخر حكيّ كان بينهم , آخر كلمة قالها همام لمحمد من أجبره على اللي ما ودّه بانه يمسّ حقّ امه ب " اقطعها " م استوعب ان الكلمة هالقدّ بتأثرّ عليه بانه م يدخل المحكمه , م يسلّم على ابوه و بالفعل أثرت هالقدّ اللي تركت العتاب يغلب على الخوف بقلبه و لا انه يروح لابوه , غلبـه الجنون و الكلمة اللي قالها غلبته الى ان اختفى محمد عن انظاره هو وصّلـه للخروج , وصّله بأنظاره و لا تركه خطوته دون النظر لكن م قوت خطوته له ..
اتنهدّ صُهيـب بضيق الحال اللي يشوفه و يصير معهم ثمّ ربّت على كتف همام يقطع نظراته لابوه ثمّ مشى عنهم يخرج ,
احنى دهام نظره لجواله ينشغلّ بكل لحظه , حرفيًا بكلّ لحظه هو كانت تجيه رسالة شغل , رسالة طلب لقاء من النائب و مهمه جديدة تُرسل له لذلك كان يتعبّ الوقوف و الجلوس , يلحق على باقي الاشغال : يلا ي عمي انا استأذنكم ! وراي شغل واجد والله ,
هزّ البراء راسه بإيجاب : روح روح ي حبيبي م قصرت الله وياك ,
التفت البراء لهمام يضربّ رقبته من الخلف بخفيف بعد م ما مشى عنهم دهّام يجبره على الاستيعاب و المشي : ابوك راح السجن العام و الحين دورنا ..كل ما شغلنا عقلنا اكثر كل ما صار كل شي اسرع..المهم ان الحين نبرّئـه و بعدها التحقيق يكمّل مجراه بانه يكشف لنا الباقي ,
هزّ همام راسه بإيجاب يطلعون من بوابة المبنى , يمشون لحدّ السيارة و من وقف البراء يمسك بمقبض الباب يفتح جواله اللي وصل له اشعـار من رقم غريب مفتاحه الدوّلي غريب , فتحها مباشرة يفتح باب السيارة لكنه ما ركب يقرأ الرسالة اللي ألجمته كلّـه " دامـك اخترت دربّ الحق ي المحامي رغم الدقّـه الأولى , اتحمّـل القهـر اللي بيجيك " ,
عقد همام حاجبينه يشوف ملامح البراء اللي اتغيَرت تغيير كلّي بشكل مُخيف , بشكل وتّر الدم بعروقه : بك شي ؟ ,
ناظره البراء و هو عاقد حاجبينه م يطمنّه اللي وصله , م تطمنه كلمة " الدقّه الأولى " اللي البراء فهمها مباشرة بانها تعني " أُنس " و اللي صار معها و ناظر همّـام بنظرات عجزّ يحدد شعورها , هزّ راسه بنفيّ مباشرة : انت شفت اللي اتعدّى على بنتي ؟ ,
سكنت ملامح همـام باستغراب  و هز راسه بنفيّ : لا ..حاولت مير م قدرت ,
أخذ البراء نفس عميق يفتح جواله مره ثانيه , يركب السيارة يحرّك يشبك جواله فيها يتصل على أُنس و من ما ردّت اتصل هو على ابتهال اللي ردّت : السلام عليكم ..
-
-
قصـر صُهيب ؛
دقّـت صيته البـاب تدخل خلفـه بنصف جسدها تناظر عذاري اللي اتجهّزت كلها من طلبت منها صيته تبتسم : الله الله ي الجمال ! ,
ابتسمت عذاري بخفيف تناظرها , تلتفت لها و توقف امام مرايتها تناظر نفسها و اتقدمت منها صيته بيدها كيسّ صغير رفعته لها : هاكّ ي روحي ,
ناظرتها عذاري بذهول من الكيس و فهمت مباشرة انه هديّه : كلّفتي على نفسك ! ,
هزت صيته راسها بنفيّ تمده لها اكثر : شوفيـه ! مافي شي يغلى عليك والله اعدّك بنتي و انتِ بنتي فعلًا ,
هزّت عذاري راسها بإيه فقط تمدّ يدها تآخذها و من قالت لها صيته " افتحيها الحين " هي تركتها على التسريحه تفتحها , تخرّج الهديه منـها اللي كانت اسـواره تضـمّ اسمها بالخفى , أُعجبت فيها عذاري للدرّجه اللي رفعت راسها تبتسم بشدّة : مشكوره ! ,
ابتسمت صيته تمدّ يدها تقرب تآخذها منها : عطيني يدك اقفلها لك ؟ ,
هزت عذاري راسها بإيجاب تمدّ يدها تآخذ صيته معصمها تلبّسها هيّ بهدوء ثم مسكت بيدّها تناظرها : زَهَت بك والله ! ,
قرّبـت عذاري منها تسلّم عليها و من سحبتها صيته تآخذها لحضنها تشدّ عليها هـيّ اختفت ابتسامتها تحسّ الحنيّه بدفى حضنها , تحسّ الحنيه بكفوفها اللي تمسح على شعرها و نبرتها ب " حبيبتي " كانـت مُتعبه بالنسبه لها لانـه حنان طاغـي بالنسبه لها كانت تفقده لسنين ,
ابتعدت عنها صيته تناظرها , تناظر عيونها اللي اتلألأت تفيّض مشاعرها فيها و من مسكت صيته كتوفها بكفوفها تسألها : كلمك عذبي ؟ بكره ملكة أريام ,
هـزت راسها بإيجاب تتنهـدّ بالضيّـق اللي تحسه دونه و حـولها دونـه : بيجي قال اليوم الفجر يوصل ,
ابتسمت صيتـه بخفيف ترتاح و لو شويّ من الشعور اللي تحسّه تجاه صُهيب و عذبي من الضيق الا انها تفرح انه رح يحضر ملكة اخته و بيجي قبلها , التفتت صيته من سمعت بنتها تصوّت لها " ماما " هي مباشرة ردّت : تعالي ي ماما هنا بجناح عذاري ,
دخَـلت أريام بعد ثواني تناظرهم باستغراب من وجودهم مع بعضّ : دورت عليك كثير ! ,
ضحكت صيته بخفيف تناظر عذاري : جيت أشوف حرم أخوك و أعطيها هديّتها ,
ابتسمت اريام تعدّل فُستانها تقرّب منهم تمدّ يدها : حتى انا لبستها شوفي ! ,
مسكت صيته بيدها تعدّل الاسواره عليها من واسعها على معصمها : حلوه على يدّك ! ,
ابتسمت عذاري بخفيـف تسند كفها على التسريحه , تلتمس الاسوارّه نبضّ معصمها بالشّكل المُستحيل من ذُكر اسمه هيّ اعتلى معدّل نبضاتها ,
رفعت صيته يدها تعدّل شعر أريام , تعدّل لهـا جُزء منه : تضايقك ؟ ,
هزت اريام راسها بنفيّ تقرب خطوتها من صيته : ماما بكره جهزت أغراضه كلها ؟ ,
ميَلت صيته راسها تناظرها بصدمه من هدوءها على عكس العادة : جاهزه بس انتِ فيك شي حبيبتي ؟ ,
هزّت راسها بنفيّ تبتسم بخفيف تستقر عيونها على امها , م تنكرّ الراحه اللي حسّت بها من حكيها مع دهام , من سؤاله لها و فهمه لها هيّ ارتاحت و لأن الرضاوّه جات على قدّ مقاس رضاها : ملكتي ! م أفرح يعني ؟ ,
ضحكت صيته بذهول شديد م تصدّق اللي تشوفه , اللي تسمعه و ملامح بنتها المبتسمه : أريام ! أتمنيت بهاللحظه ان ملكتك اللي تكون اليوم ! ,
ضحكت أريام بخفيف تخجّـل , تتلوّن بشعورها مباشرة و ابتسمت عذاري اللي رفعت حاجبها : بكره يجي ! لا نستعجل لعله يصير اجمل على قدّ الفرح اللي تتمنينه ي أريام ,
تمتموا ب" الآمين " و شدّت صيته على عذاري تسحبها : يلا روحوا انتم بيت عمك شريان ي أريام , خذيها معك أنا بألحقكم ,
هزّت أريام راسها بإيجاب تتمسّك بذراع عذاري , تشبك ذراعها معها و تمشـي بشديد الحبّ اللي تحسه و أخذت صيته نفس عمـيق انزاح من قلبها همّ كانت يعيقّ كامل الفرحه بالنسبه لها , انزاح همّ قلق أريام المُفرط اللي اتغيّر بيوم و ليلة ..
-
-
بعد العشاء ، قـصـر شريان ؛
دَخَـل قصر أبـوه و هو يشوف التّجهيزات الكثيفـه للاستقبال , رائـحة البخور و العودّ و بُـنّ القهوة السعوديه كانت تفـوح بكلّ أنحاء القصـر , الاضاءات المنارة جميعـها اللي بالنّسبه له مُزعجة الى حدٍ ما لكن هالمواجِـيب باسم ابوه , باسم شريان آل فارسّ اللي له من الصيّت العاليّ ..ابتسم يشـوف أبوه واقفّ و بجنبه أمه اللي يتهامسون وسـط ممرّ الدخول : الأحباب هنا ! ,
ابتسمت نوره بشديد الابتسامه و ضحكّ شريان لان يفهم ولده من نظره : حيّ ذيب الشريان حيّه ! ,
قرّب دهّـام منهم يقبّل رؤوسهم , رفع شريان حاجبه : اليوم أختك و بكره انت ! ,
ابتسم دهام باستغراب من حكيه , بكره هو لكن م يدري وش المقصد بان اخته اليوم : هُيام اليوم !
هزت نوره راسها بايجاب تضحكّ بخفيف رغم سايل دمع الفرح بعيونها : اهل قطـر اليوم بيجون لأجل هُيام الله يقدّم اللي فيه الخير ,
رفع دهام حاجبينه بذهول يقرّب من نوره يحاوط كتوفها : اللهم آمين ..متى صار هالكلام ؟
سكـن شريان لثواني يفكر : والله من الفنّ و خيالها..التصويت جا منهم و المبادرة منهم بالمتحف و من طلبوا انهم يجون لنا وافقت و من الحكي اللي صار بيني و بينهم و حكيته لامك قالت امك ان النيّه منهم زواج ,
أخذّ دهام نفس عميق : طيب و هُيام ؟ راضيه يعني مقتنعه بانها تاخذ واحد م تعرفه ؟ ,
هزت نوره راسها بإيجاب ترفعه لدهام ؛ ايه ي ولدي توها تقول لي اللي يشوفه بابا انا معه ,
ناظر دهام شريان اللي فهم من ملامحه عن رضاه , لان لو كان يشوف العكس او التردد الاكيد انه بيسأله عن رأيه لكن هالمره رضـاه مرسوم على ملامحه بأشدّ الوضوح اللي تركه يكتفي بابتسامه خفيفه : طيب أنا أروح أكلمها ؟ وينها هي ؟ ,
هزت نوره راسها بنفيّ تبتسم : لا لاا هي مع البنات الحين لا تروح خلها معهم مستانسين لا تقطعها عليهم ,
اتنحنح دهّام لأن لأن من البنات هو متأكد ان الأريام موجودة , ببيتهم و وسطـه هو اتذكر آخر حكي بينهم , أسئله منه و صمت منها كان مُهلك بالنسبه له و من مسحت نوره على ظهره بخفيف : خلني أشوف التجهيزات مابي ينقص شي ,
هزّ راسه بإيه فقط يقبّل راسها و من ابتعدت عنهم هو وقف مباشرة جنبه يعقد حاجبينه : أبوي متى صار هذا كلّه ؟ يعني هم من لوحه قرروا يخطبونها ؟ وشوله انا م ادري عن شي ؟ ,
رفع شريان حاجبه لثواني : يعني مستهين انت باللوحه ؟ ايه من لوحه و بعدين انت وشوله مستغرب ؟ ,
هز دهام راسه بنفي مباشرة : لا اكيد مب مستهين فيها يالعكس هذه اختي و احبّ نجاحها لكن انا م اعرفهم و انت متى عرفتهم ؟ ,
أخذ شريان نفس من اعماقه : انا سألت عنهم لكن م قلت لأحد باقي ! م حبيت أعطي الخيار لهيام و انا م اعرفهم و من عرفتهم م حبيت اعطي الخبر لاحد قبل لا تجاوبني هي ,
ذُهـل دهام يناظر شريان : يعني هي موافقه ؟ قالت لك ايه ! ,
هز شريان راسه بنفيّ : امك قالت انها م عطت الكلمة الاكيده لكنها تبي اللي انا اشوفه صح..و اللي اشوفه صح اني م اردهم لاني سألت و الصراحه فُرصه م تتكرر كل يوم و انا م يهمني الا بنتي تعيش مرتاحه ..
-
-
أمـام أحد الكوفيهات ، سيارة البراء ؛
من وقف سيارته أمام الكوفـي هو جلس فيها يتأمّل بنتـه اللي جالسة مع صديقاتها , بينهم و وسطهم تبتسم لحظه و تذاكر لحظه , تمسَـك بالكتاب لحظه و بلحظه تمسك بقهوتها ترتشف منـها , الابتسامـه على ثغرها تتبع الضحكه اللي يشوفها بها و تظهر منها أنيابها شديدة البياض..اتنحنح البراء يعدّل كرسي السيارة يرتاح بجلسته أكثر لأنه كان  المتأمّـل لها بوقت مذاكرتها مع صديقاتها و من التفت يناظر همّام اللي يجلس يمّـه على المقعد بهدوء تـام يلمّ نفسه , فكره و كلّ حركاته بانه يضغطّ على الولاعه باصبـعه ثمّ يبدلها بالسبحهّ يلعب بها : ولد ! ,
ناظره هـمام باستغراب من نداءه له فجأة لأن لهم أكثر من الساعتين واقفين بالسيارة ينتظرون أُنس تنتهي من المذاكرة مع صديقاتها بعد اتصال البراء بابتهال و عطته الخبر بانها خرجت و ان عبدالعزيز بيكون موجود مع خواله  هو ما ركدّ داخله الا من تبعها للكوفي , يتطمن من ساكنّ حولها و انها بخير , رفع البراء حاجبه بعد تفكير : قريتها ؟ ,
شتت همام نظره عنه يناظر حولـه غير البراء و هز راسه بنفيّ : ما بعد ..وشوله تسأل ؟ ,
أخذ البراء نفَـس عميق يشيلّ همّه للدرجه الثقيله عليه و على قلبه من الحقيقة المجنونه اللي بتفلتّ جنونه : لا قريتها عطني خبر ...قلّـي و لا تتركني بهالقلق ,
ناظره همام يعقد حاجبينه باستغراب : يعني لا عرفت انا وش بيتغير وش بنستفيد ؟ ,
ماردّ البراء يفكر لثواني تعجيزية الوصف من تعبّ الشعور : ما بيتغير شي لكن انت ماودّك تعرف ؟ انت ظلمت ابوك فتره طويله و الحين هو قال الحقيقه لانه ودّه يبرّئ نفسه لكم قبلنا كلنا ,
هزّ همام راسه بنفيّ يشدّ على سبحته وسط قبضته من غضّب كبير يجتاحه : هو ظلم نفسه من هرب و الحين ظلمني معه ,
رفع البراء حاجبينه م يعجبه مختصر الحكي من همام : وشوله م تسأله ؟ وشوله م تسأله عن أسبابه و تطلبه حقّك بالعرفه بالصريح ؟ حتى انا مب راضي عليه لكن اسأله دام هو طالب رضاكم و قربكم اسأله ! هو لو يبي حالكم هذا يستمر ماكان سلم نفسه و طلب ان القضية تنفتح بعد عشرين سنه و لا انت ما عندك تفاهم ؟ الدول الدول من تصير بينهم مشاكل يتفاهمون على طاوله ! صلح الحديبيه أيام الرسول صلى الله عليه و سلم كان صلح و تفاهم وشوله انت م تبي تتفاهم مع ابوك ! ,
ناظره همام بنظرات شديدة الغضّب و الثبوت لأنه يدري ان معه حقَ لكن جنون همّام مُستحيل السيطرة , مُستحيل انه يقدر يضبطّه بالوقت القليل و لا بالمساحه الصغيرة لانه يحتاج الوقت , يحتاج واسع المساحه من نفسه قبل اللي حوله , يحتاجها لانه ياذّي اللي حوله منها بلاشعور منه و لا إراده ..صدّ عنه يناظر للشبّـاك بهدوء يتبع كلّ الحركات يحاول يتمالك عقله بانه يركزّ بكل الحركات من الخارج ,
احتدّت نبرة البراء يميّل راسه يناظره : ولد ! أكلمك أنا تقفّي عني بهالطريقه ! ,
ثبتّـت ملامحه و نظرات الغضّب عنده للسيارة اللي وقفت فجأة , شديدة العتـم و من نزل منها شخصيـن استحقّر همام لبسهم ! , استحقـر وجودهم بهالمكان و بالفعل هو - قرف - من منظرهم البشّـع و من فتح السائق شباكه يتبعهم بالنظّرات هو ركزّ فيه بكلّ حواسه و من ميّل نظراته مع الشّخصين اللي دخلوا لنفس الكوفي اللي به بنت المحامي و هم هنا لسبب هو يجهله تمامًا لكنه مع البراء لانه يدري انه ما بيتركه و قد قال له انه ما بيتركه , دخلوا بأشكال م عجبته و من رفع واحد منهم بنطاله بحركة - مُقززه - بالنسبه له لانه من كارهين هالشي بالرجال هو فعلًا قُهر كل داخله انهم بنفس مكان بنت المحامي اللي للحين هو ما ناظرها او شافها ,
عقد البراء حاجبينه يشوف نظراته , يشوف الاستحقار بملامحه و من شدّ على ولاعته يدخلها بجيبه يرجع يشدّ على سبحته : أكلمك أنا ! تناظر بوش انت ؟ وش اللي شاغل عيونك على الحكي اللي اقوله ؟ ,
ناظره همام يهزّ راسه بنفيّ تُعصر الكلمة داخله لأن مابعد يدري اذا له الحق بالحكي او لا بخصوص بنته لكن هالشيّ ما يعجبه بتاتًا : عادي عندك بنتك تبقى بهالأماكن ؟ مختلط و أشكال مب زينه ؟ ,
سكنت ملامح البراء باستغراب من سؤاله المُفاجِئ ثم هز راسه بنفي : بنتي تعرف الأماكن اللي تروح لها و تعرف تفرض احترامها على الكلّ ..شعندك تسأل لا يكون منت راضي و أخذتها بوضع الرضا عندك ؟ ترا حايل تفرق عن الرياض و العيشه تفرق ,
اتنحنح همام بإحراج من فهمه بإن العادات بينهم تفرق و لو ان الرضا ما وُجد الا ان بنته معتاده على شي غير اللي هو معتاد عليه لكن  نظراته م اتغيّرت على الرجالين و بقى يناظرهم بنظرات لو هـيّ نار كان أحرقتهم و رمّدتهم من قدر الشعور اللي يحسّه بداخله بان ودّه يمحي وجود هالأشكال من قدامه و من شاف ضحكاتهم اللي هو متأكدّ ان صوتها يصدحّ بالمكان من التفتوا كلّ الوجود لهم و احتدّت نظرات الباريستا اللي وضّح عليه الغضب منهم هو شدّ على نفسه يعدّل جلوسه ,
عقد البراء حاجبينه يلتفت مع نظراته للكوفي و بالفعل شافهم لانهم شدّوا انتباهه بالسيئة قبل كل شي ,
أما أُنس فما كانت تعطيهم أهميّه الوجود الا من سمعته ينطقّ بالكلام البشع بصوت عاليّ شدّ انظار الجميع لهم باستغراب , من كانت الشتائم منهم للباريستا اللي يحاول يتمالك غضبّه و من اتدخلّوا بعض الموظفين اللي عجزوا عن انهم يخرجوهم برضاهم لانهم أساءوا لبنات قبل الباريستا و من طلب منهم انهم يحترمون الوجود أو يكفّوا وجودهم بالكوفي هم اتفاعلوا بالحكي للدرجـه اللي كانت مُرعبه للكثير و أخفت وجودهم من المكان , وقفت أُنس للحظّه تعقد حاجبينها بغضب من قال واحد منهم " ارفع صوتي و اصرخ شعندك ؟ وش بتسوي بتجيب أحد يآخذ حقك ي العامل ؟ تراك هنا تخدمني انت وياه ي خدم " و كانت تبي تروح لهم لكن من مسكت وحده من صديقاتها يدها تمنعها : أُنس خليكي لا تدخلين ! ,
وقفت أُنس تناظرهم بهدوء , شديد الغضب بملامحها لكنها باقي هادئه رغم ذلك و تعبير غضبها كان بحاجبينها المعقوده لكن من شافته يرمي الأغراض بالأرض , يرمي تقسيمات الخدمة من أكواب , غطاء الأكواب و المزازات بالأرض و ينطق " يلا تعال لمّهم ي العامل ! تعال شيلهم من الأرض تراك شغّال عندنا ي ال***** و بالنهايه انت مُقيم مالك حقّ ! " و من اتقدم الباريستا المجهول ينحني يلمّهم رفع واحد من الاشخاص رجله يدفعه على الأرض " وين اللي يدافع عنك ؟ خله يجي " هيّ قُهر داخلها كلّه تغضبّ بشدة تمشي لهم تنطقّ بحدة نبرتها الهادئـه : اذا انت شايف كذا ودك نجرب اذا فيه أحد يآخذ حقّه ؟ تبي نصوّر و نشتكي و نجرب اذا انت م يُقبض عليك ! ,
ضحك بطريقه مستفـزه بالنسبه لها و من انها البنت الوحيده اللي اتجرّأت بالتدخل و لأنه جا لغايه الاستفزاز : وش دخلك انت ؟ مسويه قويه و انت بنت بطولك هذا تبين تشتكين علي ؟ ,
هزت راسها بإيجاب تناظر الباريستا اللي لمّ نفسه يوقف يجبر نفسه على السكوت , يجبر نفسه على القوة رغم انه ضعف هو بشكل مؤلم و مُحزن بالنسبه لها : عادي نجرب لاني م اشوفك رجال اصلا ! ,
احتدّت ملامحه يُلجم داخله من قوَة الكلمة أمام الكلّ , و من قرّبت منها صديقتها تمسك بيدها تهمس لها : أُنس لا الله يخلّيك تعالي لا تتمشكلي ,
ناظرتها أُنس بهدوء ما تتحرّك من مكانها و من قرًب الرجال يرجع يرمي الأغراض على الأرض مره ثانيه لان نيتّه كانت الاستفزاز لها لكن اللي صار العكس , م هقى ان قوة الكلمة تجي منها بهالدرجة و تستفزه : يلااا ارجع لمّها ي ****..يلا صورّي لاجل اكسر جوالك و اكسرك معه ! ,
مسكت أُنس بجوالـها ترفعـه و من شافها هو صُدم فعليًا لانها ما خافت رغم حركته هيّ ما خافت انما رفعت جوالها تبي تصوّره : اذا انك تعتبر نفسك رجال و م تخاف احد و تستقوي على الضعيف يلا عيدها ! ,
مسك بالكاسـه مباشرة يرفعهـا بتهديد لها و يصرخ بحدة عاليّه مُرعبه كانت لغيرها اما هيّ فلا : نزلـــيه لا أرميـها عليك و تكسره ! والله لأكســره والله ! و أكسرك معه والله أكسرك انت بعد ! ,
دَخَـل البراء ينوّي الجنون من شافه يرفع نبرته على بنته , الكاسه على بنته و ودّه يرميها فعلًا هو درى انه غيرّ سوّي هالشخص لكن كان جنون همّام أكبر من قرّب منه فعليًا يدفّـه عن القُرب المجنون اللي بنظره تركت الكلّ يشهق بخوف , من فرق الأحجام بينهم و من الهجوم اللي كان من همام هم خافوا اكثر لكن قرّب منه البراء يسحبـه و هو ما يقلّ غضب عنه يناظره : اذلف من هنا لا أهدّك ! اذلـف ! ,
اتوسعت عيون  أُنس باستغراب و صدمه من المنظر و من وجودهم من اللاوجود فجأة : بابا ! ,
كانت محاولة همام بانه يتعدّى وجود البراء كحاجز امامه لأجل يكمّـل عليه قويـه بالنسبه للبراء اللي همس له بحده : لا تجن ! لا تجن ي مجنون هذه وراها محاكم و سجن ! لا تجـن ! ,
احتدت ملامح همام يناظره بنفس الحده و الهمس : اذا هذا يرضيك ي المحامي انا م يرضيني و لا يسكّتني مخلوق عن اللي اشوفه ! م يسكتني والله ! ,
ردّه  البراء بغضبَ يشدّ بكفوفه على صدره اللي ضربه عدّة مرات يحاول يردّه و من قام الرجـال و هرب الآخر للباب ينتظره يجي لكن الرجال ما هرب معه انّما احتدت نظراته عليهم , م اتوقع انه يجي احد يردّه و اللي جا هو المحامي بنفسه اللي جا هو يستفزه ببنته لكن هذا م يمنعه من اللي يفكرّ فيه ! , من النيّة السئية اللي يفكر فيها كشخص غير عاقل , غير سوّي و طبيعي من مسك بالأغراض يرميها كلّـها يصرخ بنبرة عاليه : صوّري ! صـوري يلاا ! صـوّري و ان ما كسرت جوالك ما أكون أنا ...... صوري و ان ما كسرت المكان انا مب ....... صوري صوري ! ,
سكن البراء للحظه يناظره بشكل خوّفـه على بنته , خوّفه فعليًا لانه ادرك من البدايه انه شخص مب صاحي , مب طبيعي يسوّي هالحركات و وسّـع عيونه همام مباشرة من مسك بالكاسه القزاز يرميهـا بكامل الحقيقة و المنطق على أُنس اللي م ادركت انها رافعه جوالها لانها كانت تشوفه بصدمة , م تصدقه الا من ارتطمت الكاسة بالجوال و بأعلى راسها تركتها تفلت جوالها ينرمي منها تتمسك بكفها على راسها بألـم من قوّة الضربـه اللي جاتها هي ماعادت تشوف زيـن لانها غمّضت عيونها من شديد المها و من اتمسّـكت فيها صديقتها تنادي باسمها بتكرار مخيف, نطق بجملة وحيده يناظرهم جميعًا : قلت لك بأكسـر جوالك و أكسرك ! قلت و حذّرت و هذاني كسّرته و كسرتك ! ,
هـزّ همام راسه بنفيّ يحترق كلّ حواسه , يحترقّ دمه بالغضّب المستحيل من كان حاجزه البراء الحين محدٍ يقوى على حجزه نطق بكلمة وحده " تخسّـي ي ***** تكسرها ..تخسّـي و تعقب "  تبعها بجنون الضّـرب المُبـرح اللي ترك الجميع يجتمون عليهم يحاولون بانهم يسكّنون الوضـع لان البراء اتقدم مباشرة لبنته يتفحصها , جاب لها كرسي تجلس عليـه يتفحّصها لان الدّم كان غالب يسار راسها بشكل تركه خايف عليها لانه مب قادر يشوفه زين , مب قادر يرخي طرحتها عن راسها و هالشيّ مخوّف قلبه عليها ..
سحبوا همـام بعد ضربّ كان منه للشّخص لعدة دقايق هو ما رحمه , فعلًا ما رحمـه ولا ترك وجهه دون اثر الضّرب اللي ضربه له من حرّارة جوفه , حرارة دمه عليه و احتراق حواسه المجنونه هو ما رحمـه و من اتمسّكوا فيه الاشخاص يحاولون يهدّئونه كان منـه الشتم و التوّعـد المرعب ..
اتقدّم الشخص المجاور له من الدخول يحاول يقوّمه , يآخذه فعلًا معه و يخرجون و بهاللحظه دفع همام نفسه من الاشخاص اللي حاولون يمنعونه عن باقي جنونه يفكّ قيود الحجز يتبعهم للخارج , من ركبوا للسيارة نفسها هو حاول يآخذ رقم اللوحه لكن كانت مغطيّه مما جننه أكثر من ركضّ يحاول يلحق السيارة اللي حرّكت مباشرة من شافته , هو فهم انها كانت نيتهم هذه المشكلة , هذا الضرر و اللي صار بهم كان مقرر و مخطط له لكن هو يجننه انه م يعرفهم , انه م يدري من هم و من انه شافهم بالبدايه لكن ما كان يدري ان هذا اللي بيصير و لا انهم يعرفونهم و ناويين الضرّر لهم , ضـربّ السيارة اللي بجنبه يلكمها بجنـون مخيـف عدة لكمات ثمّ دخَـل و هو يحترق من غضبـه ، يغليّ الدم بعروقـه و من شاف ظهر البراء أمام  بنته ماسكها , رجوله م تشيله من الخـوف عليها لان الـدم لازال موجود و هذا يرعبه...قـرب همام منه يمسكه بيده , التفت له البراء مباشرة م يشوفـه من كثر الخوف هو ماعاد له تركيز و هز راسه بنفي : بنتي ! بنتي فيها دم ! ,
رمش همّـام م يستوعب شكل البراء , يده اللي بها دم و نظرات الخوف و من نطقّ همام : نروح السيارة يلا ! خـذها معك يلا ! ,
ما اتحرّك البراء يناظره ثم يلتفت لبنته يناظرها , ماسكه بكفها طرف راسهـا رغم هذا هو شُلّت كل حركاته , اتوقّف كل تصرفه لان البنت هالمره بنته و لا يقوى على الأذى اللي صارلها و بلحظه هو وعى من اتقـدّم همام يمسك بكفوفه يلفّه لها : عمي يلا مافي وقت ! ,
اتمسّك فيها البراء يوقّفها معه و هي بوسطه كانت تتمسك بمرفقه اللي مدّه لها " امسكي بي " , هي ناظرته بهدوء تحاىل تستوعب الضربه اللي أخذتها , اللحظه اللي صارت و م نصدّقها و من مشى كان بيمشي خلفه همام لو ما ناداه صوت البنت  من خلفه " لو سمحت ! " هو التفت ينطقّ بحده غاضّ بصره : وش بغيتي ؟ ,
مدّت له الشنطة و باقي الأغراض من جوال و آيباد و كتاب تنطق بخوف من نظرته و قسوّة حركاته و بالنهايه يدّه اللي كلها دمّ : أغراض أُنس ! ,
ناظر يده للحظه , يدّ نظيفة تمامًا و يدّ كلّها دم و من شتـم كلّ اللي حوله , كلّ جنونه و نفسه مد يده النظيفه يآخذ كل الأغراض منها يمشي خلف البراء يطلع من الكوفي كله يلحقّ البراء اللي من شافه هو وقف يناظـره دون حركه , من شافه مركّبـها بالمقعد الخلفي يحاول فيها لكنها كانت تتألم للدرجه اللي تشدّ على يد ابوها بخوف : بابا لاا ! لا تمسكها تعور ,
مسح البراء على وجهها بكفـه , يغلبه الخوف للحدّ اللي تـركه يحارب دمعه بنبرته الراجفه : أشوفها بس أشوفها لا تتركينها كذا ! خليني أشوفها لك اذا تحتاج مستشفى أو لا ! ,
هـزت راسها بنفيّ تضعّف قلب البراء أكثر , تركته يشدّ على قبضه يدها يترفعها يتمنّع كمّ الغضب اللي داخله و من التفت يكفّي نفسه عنها هو شاف همام و نظراته و من قرّب همام منه دون النظر لها , يحترم هالقدّ من الموقف و لا ناظرها حتى لكن ارتعشَ كل قلبه من منظر البراء و همسه له : م اعرف هي تعاند لانها فعلًا تتألم أو لأنها زعلانه مني ! م اعرف اذا انا قدّ اني اشوف راسها اصلا او لا ! ,
اتردد همام للحظه لكن م يعجبه السكون منه , م يعجبه السكوت و القلق لذلك هو مدّ الأغراض للبراء : خذ هذه و أنا أشوفها اذا انت راضي ! ,
أخذ البراء نفس عميق يهدّئ نفسه من الداخل قبل الخارج , التفت يآخذ نظره عليها ثم رجّع أنظاره لهمام يعضّ شفته بقهر لانه يدري ان الشوف بيكون أكثر من مجرّد وجه لكنه مضطرّ يوافق , مضطرّ يترك كل شي على جنب لأجل بنته و بالفعل ماهي ثواني الا و أخذ منه الأغراض ,
اتنحنح همّـام يتقدّم منها للباب المفتوح , فتحه أكثر يوسّع لنفسه مجال بانه يوقف قبالـها يناظرها بهدوء يحاىل يقنع نفسه ان قُربه هذا حلال , انه لو مسكها حلال و انه لا شاف شعرها حلال و من شافت قُربـه هي استغربت منه ترفع انظارها له بهدوء تـام يسبب داخله ضجيج مُستحيل يتحمّلـه كثير ..اتمسك بالباب يقرّب منها اكثر و من رفع يده يبي يشوفها هي رفعت يدها تمسك بيده باستغراب , نزّل عيونه لها يناظرها لثواني طويله : أشوفها بس ! ,
سكنت ملامحها من القُرب الغريب , من الرضا اللي من أبوها و من تعصّره بالطرف البعيد عنهم لانه م قوى يشوفها تتألم , م قوى يشوف الجرح لانها بنته هو ضعف و تركت يده : لا تمسكها ! ,
هزّ راسه بإيجاب يمسك بطرف طرحتها يوقف قبالها يغطّيها عن كلّ الناس الا عنّه , يسترها عن كـل اللي يناظرونهم من الكوفي بسبب خوفهم و شدّهم للانتباه الا عنـه لأنها كانت تجلس بمقعد السيارة و الباب مفتوح و هو اللي واقف بطرفـه , وقف قبالها بحيث ان الرؤيه له هو فقط و من نزل طرحتها عن راسهـا هو لمح الجرح زين و اتنهـد بعد لحظه يرجع يرفع طرحتها لشعـرها : لا تمسكينها انتِ بعد ! ,
ابتعدّ عنها لثواني يناظر وجهها زيـن : تحسين بشي غريب ؟ دايخه ؟ ,
هـزت راسها بنفيّ ترفع يدها تشرح عن احساسهـا رغم ألمها الا ان الهدوء باقي فيها : كنت قبل شوي احسّ بفقدان توازن بس الحين لا خلاص طار الفقدان باقي الألم ما طار ! ,
هزّ راسه بإيجاب يدخـل عبايتها من الأسفل للسيارة ثمّ قفّل الباب يتركها داخلها , يحاول يتمنّع النظر عن حركاتها اللي أخذتـه من أقصى اللي م يرضاه لهـا و لأنـها الأولى بكلّ شي , الأولى بالقُرب منها و لأنه أوّل قُرب منها هو م استوعـبّ الخجل اللي ادخله الا من قفّل بابها , م استوعب انه هو اللي شال طرحتها عنها و هو اللي شاف شعرها اللي خالطه نديّ الدم ..كفوفها اللي رفعتها تشرح نفسهـا هو م استوعب هذا كله أو بالأصح يحاول م يستوعبه لأنها تذكرّه و نُسخة كانت أقرب منها له , كانت كفوفها تمسح على راسه و شعره و بهاللحظة هو يجاهد لأجل يستجمع نفسه , لأجل م يتذكـر زمان حنون كان بالنسبه له و لأن صدره ضجّ بالجنون المُهلك بالنسبه لـه لكنه يكابر على نفسه , يكابـر على كمّ الشعور داخله بشكل مُستحيل يمرّ بعدها بالخيـر , حاول يكبّت الشعور من مشى  للبراء ينطق : لازم مستشفى الجرح عميق يبي له خياطه ,
رمـش البراء م يتحمّل الخوف اللي بقلبه و عقله كلّه لبنته , كله لأُنس و يحمّل نفسه مسؤولية  كل اللي صار و انه منع همام عنه لكن هو لقاها ببنته ..هز راسه بإيه يمشي للسيارة و من لحقه البراء يمسك بكتفه من شافه مفرطّ الشعور : أنا أسوق ! انت تعال جنبي ,
هز البراء راسه بإيجاب لانه فعلًا مب قادر يتحكم بحواسه , بشعوره و لا زايد خوفه اللي صابه رغم هدوء بنته الا ان اللي داخله اكبر بكثير من الخوف , اكبر بكثير من انه مجرد موقف عادي ..
-
-
قصـر شريان ؛
بـين نسمـات الربيـع الأخيره بهالفصـل , نهايـتها أوشكت و القدوم أقبل من تخالطت روائح العودّ , البخور و العطور الثقيلة بين رجالهم و حريمهم اللي بالقسمين المختلفه الا ان عطورهم اتخالَـطت بالشكل العريـق , البـاب المشرّع من جهة الرجال لانهم يدخلون و يخرجون بشكل مستمـر لأن أعدادهم كانت تزداد و عُرفت النيّـه الأكيده مباشرة من شريان , صُهيب و أصيل اللي رحبّوا فيهم و ووجّبوا الاستقبال بالطريقـه المعتادّه لكـن ما كان هذا عادي بالنسبه لهُيام اللي واقفّه على الشباك تتأمّلـهم بهدوء , تتأمّل ثيابهم و أشمغتهم و النهايه عقالهم المُختلف عن عقال أهلها , عقالهم اللي كان يمتـدّ منـه الطول الأسود و ابتسمت مباشرة لأن هالشيّ يتركها تشوف مُختلف التأمل الغريب أمام عيونها..على إنّ بالها كله كان مع عزّ اللي باقي شاغل تفكيرها لكن هي شافت الفرح بعيون أبوها و هذا اللي تركّ كلمة رفضها ما تظهر , هي شافت فرح شريان بصريح النيّه لهم لكن هي ما شافت نيّة عز الصريحه لأنها بلحظه ترجع لواقع الفكر و اللي يرجّعها لنُقطة تكره فكرتها و هي - الوهم - تكره الوهم اللي تخاف تُصدم منه مثل ما انصدمت بوهم عذبي , تكره تواجهه مره ثانيه و يؤذى داخلها منه..
ابتسمـت نور من خلفها تناظرها بذهول من وقوفها , كتوفها الملمومه بهروب : هُيام ! تهربين ما ودّك تسلمين ؟ ترا عمتي نوره تنتظرك ,
التفتت لها هُيام تشوفها و من شافت الصحون بيدها هي ابتسمت : تتحلّون ؟ مو كأنه بدري ! ,
هزت نور راسها بنفيّ و وقفت عذاري اللي تمشي جنبها أريام شايلين بأياديهم باقي الصحون : مو بدري تعالي انتِ سلمي ! للحين ما سلّمتي عيب ,
مشـت لهم هيام تبتسم تمدّ يدها : عطيني اساعدك شوي ! ,
هزت نور راسها بنفيّ تمسل جسدها تصده عنها : لا ! انت صبي القهوه و انا اوزع لهم ,
رفعت هيام حاجبينها تفهم طريقه حكيها : بنت ! تبيني أقهويهم يعني وش ؟ يعني طالعوا فيني ي جماعه  صح ؟ ,
ضحكت نور مباشرة و اتقدّمـت أريام : حلوه اليوم إنتِ ليش م يطالعون فيك ؟ ,
ناظرتها نور تغمز تفتّن بينهم : وش قصدك بس اليوم هي حلوه ؟ ,
هزت أريام راسها بنفـيّ تضحك م تصدّق : لا والله لاا هي كل يوم حلوه بس اليوم زادّ حلاها ,
ضحكت هُيام تناظرهم كلهم تهز راسها بنفيّ : اكيد كلنا زايد حلانا اليوم ..شوفوا انتم كيف تهبّلون ! ,
هزت نور راسها بإيجاب تناظر عذاري اللي م اتكلّمت و كانت تكتفي بابتسامات : أنا أشوف أحلانا عذاري اليوم ! شوفوا كيف هيّ حلوه بالأسودّ ! ,
اشتدّت ابتسامه عذاري تخجّل مباشرة و قرّبت منها أريام : أكيد أكيد عذبي بيجي اليوم و يشوفها لازم تكون حلوه ,
رفعت نور حاجبينها تغمّز لها بمعنى ان ودّها تخجّلها اكثر : عرفناا السبب عرفناا خلاص ي عذبي طوّلت على عليها ! تبيني اكلمه يعجّل ؟ عادي اكلمه و اقوله تراك بتفوّت الجمال  اذا م عجّلت ! ,
هزت عذاري راسها بنفي و ضحكت نور تصرخ من الضّحك من رفضهـا المباشر : أهاا ! خلاص اقول م تبينه الحين ارسل له رساله و تقول م تبينه يجي و يشوفك ,
ضربت هُيام كتف نور تنقد عليها بشدّه : بنت ! لا تدخلين مالك شغل فيهم انزلي يلا تحت ضيّفي الضيوف ,
ضحكت أريام براحـه مو معقوله و ناظرتها نور مباشرة : مسويّه طالعه منها ؟ تراك لاحقتها بكره ملكتك و بأدفّك من الباب عنده ,
اتلاشت ابتسامتها مباشرة تتلوّن بخجلها و من ضحكت هيام تهز راسها بنفيّ : نور والله بأقرصك ! بسرعه انزلي خلينا ننزل وراك ! ,
غمزت نور لهيام تحبّ تخجّل الكل و تستهبل عليهم : ايه ! وش تقولين لي ؟ تقولين م نتأخّر على النسايب ! ,
قرصتها هُيام و من سحبت نور نفسها تنزل و ينزلون كلهم خلفَـها ..
-
-
عند الرّجــال ؛
كـان واقِف يتأمـل اللوحات , يسيـر بكلّ جُزء حائط كانت فيه لوحّـه تنزيّنـه بالجمَـال المُختلف , المعنى المُختلف و الخيال المُختلف اللي جذبَـه بشدّه لها , هو تـرك كلّ أهله , ابوه ، أخوانه و أعمامه و وقّف عند اللوحه يتأمّلها بكلّ انبهار , بكـل استشعار لها و لمعناها هو كان يحاول يفهم المعانيّ المخفيه خلف الألوان , خلف التداخل و الخطوط و لا يكذب من يقول انه مب قادر يتركها , مب قادر يبعد عنها من شديد اعجابه بها و بكلّ مره يتغيرّ قراره بان " هذه اللوحه أجمل" من يشوف تاليها هو يغيّر كلمته و تقييمه و من وقـف خلفه دهّـام يمسك بكتفـه و من التفت اشتدّت ابتسامته : مُعجب ! ,
ضحك تميم بخفيف يهز راسها بإيجاب يرجّع أنظاره للوحه : منبهر كلمة أصح ,
عدل دهام وقوفه جنب تميم للحظه راودته أفكار كثير ممكن تصير لو ما كانت النيّة على سعادة أختـه و أبوه و أمه و من التفت له تميم بنصف جسده يكمّل ينطق : أنا كنت أتمنى أصير فنان و يتوسّع خيالي لهالدرجه لكن م فضيت أو بالأصح ماكان لي الخيار و اتبّعت اللي ابوي و جده ودهم عليه ,
هزّ دهام راسه بإيه فقط ينتظره يكمّل باقي الحكي , بنفس الابتسامه و الوقوف المعتدل و بالفعل كمّل تميم : جدي كان بالسفاره و ابوي بعد بالسفاره كمّل بعده و الحين يبوني اكمّل بعد و كملت ..كتب الله اني اتبعهم بها و الحمدلله ,
ضحك دهام بخفيف يناظره بذهول : يعني انت ماكان ودّك ؟ دخلتها لاجل ابوك و جدك ؟ ,
هز تميم راسه بنفيّ يبتسم : ما كنت رافض لكن كانت اهتماماتي غير ..كنت ارسم و انحت و اتمنيت لو اني كنت اقدر استمر بهالشي لكن الشغل مآخذ كل وقتي و صارت اهتمام فقط ..بين المتاحف و المعارض ادوّر العجـيب و الحين لقيته هنا بالسعوديه..وصل لي رابط التصويت صدفه و من صوّت ما صدقت اني اجي هذاك اليوم و شفت الفنّ ,
رفع دهام حاجبه من كلمة " الفنّ " اللي خذاها على لسانه من شريان و هو متأكّد : الله ي الصدف ! ,
ضحك تميم بخفيف يهزّ راسه بإيجاب : ي حلوها من صدفه و ان قلتها صادق انا ترا ! ,
اختفت ابتسامه دهّـام يناظره من اجتدّ بينهم الحكي و لاحظ دهّام تنحنه اللي وضّح ان جوفه باقي فيه حكي , كمّـل تميم بهدوء : أبوي قطري و أمي سعوديـه ..ما هقيت بيوم ينعاد زماني  على عيالي بديرتين ان الله كتب ,
وقـف تفكير دهام للحظه من قوّ التلميح اللي خذاه منه لكن لازال ما سمعها بالصرّيح لذلك هو م اتكلّم , رجّع تميم نظراته للوحه بهـدوء : ودّي تكون ام عبدالمؤمن هي الفـنّ و هذه هيّ النيه ي أخوها...

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن