الفصل ٣٣

7K 125 7
                                    

لكنه مستعدّ يجهدّ نفسه أكثر لأجله , ابتسّم البراء بخفِـيف وسطّ همّومه , وسط الأثقال اللي ببالّه ما رحمته يتقدّم منهم يطلع من البوابه يوقفّ يمهم و سرعان ما رمى همّام السيجارة بعيد عنهم يحترم وُجود البراء بشكل غريب لاحظه دهّام اللي ابتسم أكثر يناظر البراء : خلصتوا ؟ ,
هزّ البراء راسه بإيجاب يوقفّ أمامهم كلّهم : ايه خلاص ..انتهى شغلنا لليوم نتقابل بكره بالمحكمه إن شاء الله ,
رفع دهّام يده يشدّ على كتف همّام : يلا أنا أستأذنكم ! بأروّح القصر اريّح بدني اليوم ,
هزّ البراء راسه بإيجاب و من اختفى عن انظارهم مشى البراء يترك همّام يمشي على يمينه , ناظره البراء من بعد ما طال سكوته , عدم سؤاله اللي يتركه يستغرب و كثير : ما ودّك تعرف ؟ ,
ما ردّ همّام يناظر طريقـه م يناظر غير طريقه , خطوات أقدامـه ,
وقّف البراء خطواته يتركه يوقف معه لكن دون انظاره , عقد البراء حاجبينه يتنهدّ : الكلام كلّه معي ..متى ما ودّك ارسله لك , اذا ودك انا اشرحه لك بأشرحه و إذا ودك تقرأه وحدك بعد بأرسله لك وقت م تبي تشوفه و تقرأه ,
هزّ همام راسه بإيه فقط م يدري وش شعوره , يضيع فعليًا بين رغباته و لا يدري هل هو مستعد بانه يعرف ؟ مستعد بانه يتذكّر ألم من آلامه بكلّ التفاصيل ؟ هل هو بيقدر يتحمّل كلّ هالضّعف بقلبه ؟ , مشى البراء يكمل طريقه للسيارة و مشى هو معه مع خطاويه يضيع بأفكاره , يتوه بمشاعره المُخيفه بالنسبه له لأن هالضّعف تجاه أمّه تحديدًا م يجيه بالساهل و لا يمرّ مرور الكِرام لا على عقله , جسده و لا فعله و يتعبّـه بشدّة غير عاديّه ..
-
-
القصـر بعد المغرب ؛
بجَـناحها لازالـت مستلقيه على واسِـع سريرها الأبيّـض تاركّـه جسدها على راحته , شَـعرها اللي آخـذ راحته على بيّـاض المخدّه ،  الهديّه اللي تتأمّلها من اليـوم بجنبها و البطـاقه  اللي تتوسط كفّـها ما تركتها تتأمّلها , تعلـق بتفاصيـل الهديّه رغم انها للحين هـيّ م جرّبـتها لأنها للحين بالها مع آخر رسالة منه " أتصّـل يعني ؟ " اللي تركتها تتخبّط بمشاعرها , تغـوصّ الخجّل داخل سريرها وحدها و تغوض بمشاعرها له دون ردّ منها لأنّه اختفى من المحادثَـه يثواني هيّ كانت فيها تتلوّن بشعورها , تشعّ الخجّـل من نَفسها و تتلعثـمّ داخلها لأجل تحاول تكتب الكلمة له , لأجل تقول له " إيه " هيّ فقطّ كانت خطواتها م توقّف في الغرفـه و الحيـن من استلقت هـيّ ما عادت بالواقِـع لأنها غرقـت بمشاعرها مباشرة ..
اتنهدّت من سمعت رنين جوالها اللي يبعد عن طول يدها شبر لكنها تتثاقلها بشكل مُتعب بالنسبه لها...عدّلت حلوسها على سريرها تنحني تسحبه من على الكمدينه تناظره لثوانـي أسكنت ملامحها بشكلّ مُخيف , زادت نبضاتها أكثر لأنه هو بحدّ ذاته " دهّـام " اللي من ساعات سألها سؤال هيّ ما جاوبته و الحين اللي اتصل عليها , اتوتـرت عروقها كلّها تقـرأ اسمه لثوانِـي تحاول تستوعبه و من وقفت من مكانها هي ردّت ترفع الجوال لمسامعها دون أيّ كلمة , نفس أو حتى حركة تدلّ على وجودها الا انه أدرك إجابتها بهاللحظه هو كان يمشي بحـوش القصر بعـد ما اتحمّم هو غيـر الرسميه كلها من ثوب لشورت و تيشيرت يتركه يرتاح من بعد التّعب اللي هُلك منه و من ردّت هو ابتسم مباشرة لأن صوت الرنين اختفى بردّها : م ودّك تحكين ؟ ,
أخذَت نفس من أعماقها تعدّل جلوسها على السرير : كان في حكي بس انت اتأخّرت ,
اشتدّت ابتسامته بذهول من ردّت رد هو م اتوقعه و لا يصدّق انها هيّ اللي ردت لو انها مب نبرتها ما صدّق , ما صدق انها تعبـر له و تنقدّ بطريقه لذيذة بالنسبه له : يعني الحين ما بتحكين ؟ ,
هَـزّت راسها بنفيّ تبتسم من وسط توترها لأوّل مره معه , لأنه يسألها و أخيرًا و هذا اللي يريّحها : لأ ,
أحنى راسه يدخلّ يده الثاني بجيبه يسوق خطواته لقصـر عمّه , لأسفل شباكها تحديدًا يتذكرّ سؤالها له " تعجبك كلمة لأ " و الحين تطلع منّـها بشكل يعجبه هـوّ و يتيّـمه فيها أكثر : تعجبني منّـك كلمة لأ ,
اختَـفت ابتسامتها تناظر نفسها بالمرايا , تستوعب الاتّصال اللي هي ابتسمت فيه و راحتّـه بالحكي معها رغم انه أوّل اتصال بينهم يعبّـر عن العلاقه اللي تنتظرهم ,
اشتدّت ابتسامته أكثر من طال سكوتها , هدوءها هو يخمّن انها تتلوّن بالخجّل الحين و يتخيّل شكلها : وينك ؟ ,
سحبت مخدّتها السمينه تحطها بوسط حضـنها : بجناحي ليش ؟ ,
وقف قبال القصّر , تحت شباكها يرفع راسه للأعلى يناظر الستاير الشفافه  اللي خلفها اضاءات خفيفه : تعالي للشباك أنا تحته ,
ما ردّت تفكر لثواني بتوتّـر احتّل كلّ خلاياها , صدّ عن الشّباك يناظر خلفه النّـخل اللي خلفه , و اضاءات الحوشّ : ما بأناظرك ..إنت ناظريني هالمرّه ,
رمشـت ترتبك خلاياها ترفع يدّها تبعد عنها المخدّه لأجل توقف و بالفعل ماهي ثواني الا و هي واقفه عند الشّباك , تبعد الستاير تحني راسها تشوفـه مقفّي عن الشبّاك و لا يناظره , مثل ما قال هوّ و تدري انه ما قال " ناظريني " الا و انه يبي يطمّنها أكثر لذلك هي وافقت و مشت لأجله توقف تناظـره , تتأمّـله بكلّ تفاصيله اللي تعجبهـا : وقفت ,
خفّت ابتسامته يتنحنح بتوتّر لأنه الحين مقفّي لأجلها هيّ مو لأجله لأنها لو نفسه هو ماكان أقفى , ما كان صدّ و كان اتأمّلها الى مالا نهايّـه لكن هو يبي منها الحكيّ : كنت بالدوام م امداني اتصل الا الحين ..فكرتي بجوابك ؟ ,
صمتت لثوانـي تفكرّ بالسؤال اللي كُتب على البطاقه اللي للحين هيّ متمسكه فيها خلف الجوال " إنتِ قولي وش تبين ؟ " هو كان له غايّه و هي ما فهمتها للحين رغم محاولتها لكن م قدرت تلتمس الفكره الغايه المقصوده : لأ باقي ,
اتنهـدّ يفكر بكثير الأشياء اللي سببت له مشاكل معها , سببت تردد منها هيّ و اتأخّروا لهالقدّ بالقرار : تبين أسألك هو بشكل ثاني ؟ ,
هزّت راسها بإيجاب تترك الستاير تثبّتها : إيـه ,
أخـذ نفس عميق يناظر حولـه دونها , يناظـر لكن ما كانت عينه تشوف انّما تتخيّل شكل وقوفها بالشّباك لذلك هو م سكن داخله انما ضُـجّ بمجرد خيَالها اللي مرّه : حنا طوّلنا حيل..طوّلتي حيل على ما رضيتي بي وشوله ؟ وشوله مب من البدايه كان الرضى منّك ؟ ,
عضّـت شفتها تسمع نبرته اللي هدأت كثير عن آخر حكيه , عن آخر حروفه و من كلمة " طوّلتي " هي أخذت مفهوم الحكي كله لها : لأني م انسـألت من قبل اذا انا ودّي فيك..كان قرار مأخوذ من الكل رضاه الا رضاي و م أحب هذه الفكره ,
سكنت ملامحه لأنها لأوّل مره تعبر بهالشّكل له , بشديد الوضوح اللي هو كان يبيه من قبل : اي فكره تقصدين ؟ الزواج ؟ ,
هزت راسها بنفيّ مباشرةً : لأ ..من اني م انسأل بموضوع زي كذا يعني انا اللي بأتزوج و الحياة حياتي و المصير مصيري ليش أنا م انسأل صح ولا لا ؟ ,
ابتسّـم بخفيف م يصـدق ان طوال الفتره هي كانت تبي أحد يسألها لأجل توافق عليه , لأن هالسبب البسيط اتأخّروا كثير عن الوِصـال و بالنهايه هيّ تسـأله كأنها واثقه انه بيوقف معها بكـل ثقه , انه بيعطيها الحقّ لو ان سبب - لا يُذكر - بهالدرجه ولا يعطى أهميه بالنسبه الا انه بيوقف معها : الا أكيد صح ..لكن صارحيني يعني انتِ الحين ناقده لأن محد سألك ؟ ,
هـزّت راسها بإيجاب بعد تفكير كأنه يشوفها , كأنه يعرفها كثير رغم انها تدري لو انه كان يناظرها هيّ م بتقوى تفلت حروفها و تتلعثّـم أمامه بشكلّ يوتّرها , يعصبها من نفسها : ايـه ,
طـال صمته لثـوانِي لأن وقع كلامها على قلبه مو سهل , مو سهل يسمع صوتها و تقربه كثير لكنه م يشوفها و لا يلمسها , عقدت حاجبينها من ما سمعت صوته لكنها تشوفه بالأسفل رافع الجوال له , هادئ بعد حركته : معي ؟ ,
هزّ راسه مباشرة بإيه : معك معك ..طيب و الحين ؟ ,
ابتسمت بخفِيـف ترجّع شعرها لخلف أذنها , ترفع أقدامها تاره و تنزّلها تاره بدلالّ نَفسها م تستوعبه لأنها م ظنّت ان الوضع معه بيكون بهالسّهوله دامه ما يشوفها , هو فهمها و ترك لها أبسط الرّغبـات أمام رغباته الكايدّه لأجلها و هذا اللي يريّحها من ناحيه : الحين وش ؟ ,
رفـع حاجبـه يعجبه التمّـرد اللي بنبرتها له , تمـرد سؤاله اللي رح يلعثمها لا محال : الحين ودّك بي ؟ ,
أخذت نفس عميق تختفيّ ابتسامتـها تسكن كلّ حركاتها الا عيونها اللي لازالت تتأمّله , يده اللي بجيبه لحظه و الثانيه يرجعّ كفه يمسح على شعره ثُـم شنبه الحين : ليش تبي جواب و هي خلاص قربت ؟ ,
ابتـسم بخفيف لأنه درى انها اتوتّرت , درى لكنـه مُستحيل يمرّر رغبتها البسيطه بالنسبه له لكنها كبيره بالنسبه لها : إنت كنتِ تبينها سؤال ! و هذا أنا أسألك الحين ,
ما ردت تحاول تستجمـع حروفـها من وسطّ خجّـلها اللي ترك الاتّـصال بلا حسّها ,
رفع حاجبه يآخذ نفسّ عميق يناظر حوله برغبه أكبر بإنه يشوفها , بإنه يشوفه حالها هذا اللي يعجبه و كثِـير : تقولين هيّ خلاص قربت ؟ وش هي اللي قرّبت ؟ ,
رمَٰشت تتوتر أكثر لأن أسئلته فاقَـت ترتيب حروفها من الخجّل , اتلعثمت رغم انها تفهمه , تفهم انه يبي اجابتين لكنها مُستحيل تفلت حروفها لأن خجلها بهاللحظة مُستحيل ,
أخَـذ نفس من أعماقَـه من طغَى شعورها بقلبّـه يفـوقّ خافقه بشكل م يصدّقه هو : اذا م سمعت لك حسّ  الحين بألتفت لك ! ,
ما ردّت تجبّـر يدها بانها تقفّل الاتصال تسحب الستاير للشبّاك تخفي نفسها , مشاعِـرها م تستوعبها من كمّها الهائل داخلها لذلك هي م اتحمّلت منه هالحكّي كله ,
ناظر جواله اللي أعلَن رنين انتهاء الاتصال , اتنهدّ يلتفت للشبّاك و من ماشافها هو درى انها متقصدّه هالشيّ , متقصده انها تقفل الجوّال دون اجابه منها , رفع كفّه يمسح على لحيته كلها بها يحمد ربّه إنها ما جاوبته لأن صبرّه ملّ للحدّ المُتعب بالنسبه له , صبرّه ملّ و ان جاوبته باللي هو ودّه إنّ هي - تودّه - و إن الملكة قرّبت كان م اتحمّل الشّعور أكثر ..

بعـد الفجر ؛ جَنَـاح عـذاري اللي انتهَت من قراءة وِردها رغـم احساسها بالتّعب الشديد الا انها م تركَته و من انتهَـت هيّ وقفـت تمسك بجوّالـها للحظه تناظـره , تتفقّد الرسايل اللي كان ودّها تكـون تضـم اسم همّام معهم , تضم اسم ابوها اللي انهَت جواله و هي تتصل عليه لكن ماكان منّه الرد على عكس همّام اللي خجلت تتصل عليه من بعد آخر حكي بينهم , من بعد آخر عتاب كان منه لها هي خجلت تتصّل لأنها ما بتبوح عن السّبب اللي تركتها يبرر فعلها , أخذت نفَـس عميق تدخـل للمحادثه اللي لَـها أيام ترسل لها , ما كان يترك وقته دون سؤالها عن حالها , دون راحته بانه يتطمن عليها ماكان يصمت جوالها من رسايله هوّ مب غيره و من آخر رساله منه " أبي أكلمك " تعبت هيّ من الرفض , تعبت من انها تتـرك طلبه دون اجابه منها لانها تدري ان مكالمتهم ما بتزيدها الا تعب لكن ما بتردّه هالمره , ما تردّه لأن اليوم ليلة عودتـه و لأنها تعبت الرّفض , تعبـت البُعد لذلك هي رفعت جوالـها تتصّل عليه مباشرة , تنتظر ردّه لها لكن ما كان منه الرّد بعد ثواني من الانتظار هي تركت جوالها على السرير ..ترخي شعـرها المبلل على كتوفـها العاريّه ، كانت تحاول  تجففه لولا الاتّصال اللي قاطع حركتها و من شافت اسمه هيّ مباشرة تركت كلّ اللي بيدها , تتقـدّم تجلس على سريرهـا تـردّ دون كلمة منها و من بادر هو بكلمة " افتحي الكاميرا " رخَـت يدها تفتحها تسمح له و أخيرًا بإنه يشوفها و من رفعَـت الكاميرا لها عقدت حاجبينها : م أشوفك ! ,
ابتسـم بخفيف يترك أغراضه على المكتب يجلس على كرسيه ؛ ودّك تشوفيني مثل م انا ودّي اشوفك ؟ متلهفّـه علي ؟ ,
عدّلت جلوسها ترخي ظهـرها لظهر السرير ما تردّ عليه و من لمحَها دون كلمة منها هو فتح الكاميرا يناظـرها , يلمح عيونها و أهدابها الكثيفـه اللي ودّه يسكنـها من شوقه لها ..أكتافها العاريه و شعرها المبلل كلّ تفاصيلها لاحظها بثواني : تمرضين ! ,
هزّت راسها بنفيّ تنفِـي مرضها و تنكـره لأنّه مو تعب جسدّي انما تعب روحـي طَـغى عليها كلها بشكل فظيع : م امرض ,
رفع حاجبيه من نكرانها يغضب : شلون م تمرضين ! منتي بشر م تمرضين ؟ شعرك مبلل فاتحه التكييف ؟ ,
هزّت راسها بنفيّ تشتت نظرها حولها لثوانِـي لأن ببالها ألف سؤال ودها تعرف اجابته , أبوها وينه , همام وينه و غرابة الشعور دونه ودها تشكي عنها له و من لاحظها هو أخذ نفس عميق يفكّـر بالخبيّ اللي ما قالها لها للحين بإن أبوها فتح القضيه , بإن أبوها مسجون و اليوم محكمته : لا رجعت ودي أجلس معك جلسة طويله ,
ناظرتـه لثوانِـي تحتمل احتمالات كثيره لكن م تصيب لأن اللي ببالها كلّه خوف من الفقد مب أكثر : متى بترجع ؟ الساعه كم ؟ ,
اتنهـدّ يحاول يتذكر ساعة عودته : الفجر أكون بالرياض بإذن الله ,
هزّت راسها بإيجاب تآخذ نفَسها بهدوء : ودي أسألك عن أشياء ,
هز راسه بإيجاب مباشرةً ؛ بـآخذك ..بآخذك أوّل درب آخذه من تعتّب رجلي الرياض هو دربك و اسأليني اللي ودّك ..حاكيني و قولي اللي تودّينه ي حفيدة سلمان أنا لك جليس ،
أخذت نفس من أعماقهـا تعتبّ من تركها وحدها و تتعبّ من كمّ المشاعر له بشكل لا يُطاق بالنسبه لها : طوّلـت ! ,
سكَـن كله , قلبه و نَفسه و ملامحه كلّها سكنت لأن هالكلمة كثير عليه , هالكلمة تفسيرها عنده هو " الشّـوق " و هي فعلًا شوق و من نطقّ بنبره مهموسـه ما تدلّ الا على العذاب اللي يناضلّ ضدّه منها : حيل ..طوّلت حيل ..
-
-
عـلى حافّـه الشّـروق من تداخل الظّلام مع الاصفرار المدرّج بالألوان على الرّيـاض هو كان يمشي يرجـع لقصره بعد جلوسه بالمسجد , يرجَـع يآخذ كلّ الأنحاء لقصـره الضّـخم ابتداءً من ڤيلا ابتهال , يتطمّن على سكونهم بالداخل ثُـم على  قصر شريان و أخيـرًا أصيل يختم فيه كـل الأمان اللي يحسّه لأن الخوف على أهله لازال يسايره بكلَ الأوقات , بكلّ الأحداث و الحين زود بعد ما شِهد خوف عذبي يوم ملكته هو زاد حرصه , زاد خوفه و جولاته للقصر يتأكد بنفسه و من أنهـى كلّ الأجزاء اللي يبيها هو أخَـذ خطواتـه للسياره اللي م اتحرّكت من فتره , سيارة عذبي اللي طـال وقوفها و سكونهـا لأسابيع هو بكلّ لحظه عذبي م يغفى عن باله , م يختفي قلقه عليه و خوفه و من قرّب يلمس السياره بأطرافه انمحّـى منها غبار على مسحتـه و بثانيه ضاقَـت كلّ ضلوعه على ولده بخـوف علـيه , بوحشة الشّعور هو ضاق كله يتنهدّ لأن آخر أسئلته عنـه كانت لسَهَم اللي قال له انه " بخير و عافيه " لكن هو م اتطمّن ابدًا , م ارتاح قلبه يدري انه بمُصيبه يحاول يتداركها وحده رغم محاولات صُهيب بانه يدري كان بكلّ مره يتركه عذبي بحيرته بسبب سوء الظّن منه هو ما عَـاد يحكي له , ولا يعطيه مجال بانه يعرفه حتى , التفت عن السياره يصـدّ يترك نفسه تُنهش من الدّاخل و لا يوضّح ندمه على الحكي لعذبـي و لا غيره لكن هو يُنهش فعليًـا و اتجوّفت ضلوعه تحترق من شبيبّ نارها الا انه مُستحيـل يكون اللي بينه و بين عذبي حكيّ ، هو أكـبر من الحكّـي بالنسبه لصُهيب و أطـول من العتـاب بالنسبه لعذبي .. مشى يدخُـل للقصـر يصعد درجاته على مهلّ ثقيـل الخطوّه من تفكيره الا ان انظاره ارتفعت بمُجرّد ما شافها تمشي , من شاف عذاري تدلّ طريقها لجَـناح عذبي هو احنى راسه مباشرة يحوقّـل يردّه الغضب عليه على كلّ الخوف يكمّل طريقه لجنَـاحه اللي من دخله هو شـاف صيتـه ترفـع الأكيَـاس  من الأرض للسرير بهدوء و من شافته هِيّ ابتسمت تشتدّ ابتسامته لأنها شافته : بوعذبي ! تعال شوف معي هدايا وش اخترت باسمي و اسمك معي ,
هزّ راسه بإيجاب يقفّل الباب خلفه يتقدّم لها , يجلس يمّـها على طرف السرير يناظـر صَفَاء ملامحها , طيبتها اللي توضح على ابتسامتها و حبها للحقّ اللي تعترف به لو ان الشيّ ضدها هي تقدر تعترف : شريتي باسمي مع اسمك ؟ ,
هزّت راسها بإيجاب تناظر الأكياس م تختفي ابتسامتها : كل الهدايا وصّيت يكونون كاتبين اسمك معي ,
سحبت واحد من الأكياس تظهر البطاقه له و من أحنى راسه يقرأ " من ابو عذبي و حرمه " ابتسـم هو بعيونه مو بثغره يرفع نظره لها , ابتسمت تفهمه : ايه ! حرمـك بالهدايا و زوجتك بالبطاقه ..دكتورتك بيني و بينك و عند العيال ام الاشبال ,
رفع حاجبه يرجع يقرأ اسمه " ابو عذبي "  هو رجـعت ملامحه تثقل مثل ثقل قلبه عليه بهاللحظه , و من اختفت ابتسامتها : كلّمته ؟ ,
ما ردّ صُهيب يتنهـد بأسبابه على عذبي و رفعت هيّ كفها تتمسك بكفّه : صُهيب ! ليش انتوا بهالحال ؟ ,
رفع صُهيب أنظاره لها يحترّق من نفسه قبل عذبي و صيته , كمّلت هي تتجمّع الدموع بعيونها بثواني : صُهيب انت يوم كنت بعمره كنت تحتاج احد يمّك ! كنت تتمنى ابوك يمك و شريان ..ليش تتركه بهالاحتياج ؟ تبيه يذوق اللي ذقته انت ؟ ,
هزّ صُهيب راسه بنفيّ مباشرة لأن اللي ذاقـه ما كان سهل , الصعوبه اللي عاشها من اهله كانت اصعب من كلّ الصعوبات اللي مرّ فيها , هزّت صيته راسها بنفي : صُهيب عذبي مب عدوّك ..ولدك هو جُزء من ظهرك و ضلع من ضلوعك ..وش اللي وصّلكم لهالحاله ؟ ,
عضّ شفته بغضب يناظر صيته : يقرر من نفسه ! يآخذ قرارات من نفسه م يهمه احد ! ..يوم قرر زواجه م استشار احد ! ما قال ابوي وش رايك ؟ ابوي مناسب الوقت ؟ ابوي انت راضي ؟ ما قال ! ,
هزّت صيته راسها بنفيّ مباشرة تغضب ؛ هو قال انه يبيها و انت تدري انهم رح يتزوجون و هذا كان الحل المتفق عليه ..م يرضيك انه قرر وحده ؟ وشوله رضيت على دهام و عذبي لا ؟ حتى دهام جاك وحده و طلب بنتك وحده و قرر وحده ! ولا لان دهام رجال كبر و عذبي ولدك تبيه يمشي وراك ؟ صغير هو ؟
ما ردّ يحترق كلّ جوفـه بشكل ظَهَـر عليه أمام صيته لكن سرعّـان ما نطق يعتبّ عليه أمام صيته : اتصل عليه ما يردّ ! تارك اهله بدون خبر و لا سؤال عنهم ! حرمه حرمه كلّ يوم تنام بجناحه الله اعلم اذا يكملها او لا تاركها كذا كأنها مقطوعه من شجره ! لا اب و لا ام و لا اخ و لا حتى زوج ! ,
هزت راسها بإيجاب ؛ طيب حاكيه ! هذا المطلوب انك تحاكيه مثل ما يحاكي الاب ولده ! اسأله وش اسبابه و ان ما اقنعتك اسبابه عصّب عليه و وجّهه , انصحه و اعتب عليه مثل ما انت الحين كلّك عتاب عليه ! ,
سَـكنت ملامح صُهيب من حكي صيته اللي كلّه صح , يدري انه صحّ لكن غضبـه على افعال عذبي اللي للحين  م يشوفها مدبّره صح اكبر ! غضبه من يشوفه يتصرّف دون رأيه و كلمته  و بالأخـير يتحدّى فعله أمام صهيب و يسوّيه هو يغضّب بكلّ ذراته و يعصّب عليه للدرّجه اللي تحرق الدمّ داخل عروقه ..
-
-
ڤـيلا ابتهال ؛
تَـرَكت كتـابها تنـزل من الدرج و هي تدري ان بوجهها رح تكون ابتِهَـال اللي ازاحَت كل الستاير عن الشبابيك , فتحتها و تركت الشّـمس تدخل للبيت لانها تحبّ هالتجديد اللي يجدد نفسيتها و يريحها بشكلّ هي اعتادته لذلِـك هي نزلت ما تدورّ شي غيـر راحتها اللي ما تكون الا جنب ابتهال , بابتسامتها و طبيعتها هِـي - تعشق - كلّ تفاصيل امها و تتعلّق فيها كلها و من ما شافتها بالمطبخ ولا عند نباتاتها هيّ عقدت حاجبينها تناديها " ماما " و من سمعتها ابتهال اللي كانت جالسة بالصالـه تتابع مسلسلها على الآيباد و بيدها قطعه من الكيك هيّ ابتسمت من نداء بنتها لها : تعالي ي ماما انا هنا ,
استجمعت خطواتهـا الثقيله لها تكمّل درجاتها للارضّ المستويه , كلّ ودها انها تبقى عند امها , تبقى براحتهـا من كــايد شعورها بسبب الخيبه اللي حصدتها من ابوها هي ماعادت تقوى تفكر اكثر , تركت مذاكرتها اللي هي تهمها حيل من تفكيرها اللي ماعاد يمّه ..تفكيرها الزايـد بأبوها , بالسّـر اللي هي تحتفظه عن امها و هو - زواجها - و الخيبه اللي رُميـت من هاويتها لحدّ الشعـور اللي سبب لها انهيار داخليّ و أخيـرًا الصورة اللي ما غابت عن بالها , صورة همّـام و هو يقاوم ابوها و ما سكّنه الا كلمة وحده " لأجل أمك " , هي ما كانت تدري من هو اللي بتتزوجه و لا كان ببالها انه هو نفسه اللي التقت فيه أكثر من مره و لا تدري من هو للحين لكن اللي تدري به ان خلف هالشيّء سبب قوّي , خلف هالشي ألم كبير هي شافته بعينها ..
اتقدّمت من ابتهال اللي اشتدّت ابتسامتها اكثر من اتقدمت اُنس منها تجلس يمّها تلقِـي راسها على فخذ أمها تغمّض عيونها تتمنى الراحه و من ارتاحت بعد تعديل راسها قفّلت ابتهال الآيباد ترفع يدها تداعب شعر أُنس : متى صحيتي ؟ ,
هزّت أُنس راسها بنفيّ : ما نمت ي ماما كنت اذاكر ,
رفعت ابتهال راسها تفكر لثواني : تتعبين نفسك كثير ..ارتاحي شوي حتى امس من جيتي انتِ م اكلتي معنا كيكة النجاح ! ..ابوك زعلك ؟ ,
هزت راسها بنفيّ أُنس تنكر كل شعورها , حالها تخفيه عن امها قدر المستطاع : لا ..بس خلاص ابي اخلص التحصيلي ,
ابتسمت ابتهال لثواني : خلاص بكره تخلصينه ان شاء الله على خير و تتذكرين هالايام تصير ذكرى حلوه ,
أخذت أُنس نفس عميق تفتح عيونها تناظر امها بعد ما عدلت سدحتها : ماما انتِ كيف بابا معاك الحين ؟,
رفعت ابتهال كتوفهـا بشتات فكر : م اعرف لكن احسّه يحاولنا ي أُنس..يعني الفتره الأخيره حاول فينا كلنا انا و انت و عزوز ,
ميّـلت أُنس شفايفها تصدّ وجهها عن ابتهال اللي استغربت من السؤال : ليش سألتيني ي ماما ؟ ,
هزّت أُنس راسها بنفيّ , الصورة اللي هي تشوف ابوها فيها الحين عكس الصورة اللي تشوفها بعيون امها و حكيها , مستحيل تسبب لها خيبّه كبيره لها من ابوها لانها م تبي الشعور اللي تحسه امها تحس فيه بعد : مافي سبب بس بأشوفك..يعني ما تفكرين تطلقين الحين ؟ ,
ما ردت ابتهال تفكر لثواني , ما بين الصواب و العاطفيه دروب متعثرة القرار ؛ أبوك وحده و يحاولنا ..انا ادري انه يحبنا لكن هو من بعد ما نقلنا الرياض اتغير ! اتغير للدرجه اللي م يرتاح فيها و لا يترك نفسه ي ماما و اللي م يخليني اتركه انه وحده ..من عرفته هو وحده لا ام و لا اب و حتى اخ كان خالك صهيب هو كل شي بالنسبه له ,
عدّلت أُنس جلوسها تناظر امها تندمج مع حكيها اللي تطلّعه بعاطفيه لأبوها , كمّلت ابتهال بعد م ارتخت كتوفها تسندها على ظهر الكنبه تميّل جسدها لأُنس ؛ تصدقين ان خالك صهيب مره انأذى بسببي قبل زواجي من ابوك و لامني ابوك ؟ لهالدرجه يحبّ صُهيب و اعتبره كل شي قبلنا بالقصيم لكن الرياض غيّرته ..غيّرته كثير ,
عقدت أُنس حاجبينها باستغراب ؛ ماما يعني انتِ ما قابلتي احد من اهل بابا ؟ خالي صهيب  و لا جده ؟ ,
هزّت ابتهال راسها بنفيّ : م اذكر هالشي ..م اذكر بيوم صُهيب حكى عنهم او ابوك و اللي اعرفه ان عمّي شاهر هو اللي قرّب ابوك من خالك صُهيب و لا هم ماكانوا يعرفون بعض من قبل ..لا قرابه و لا صداقه ,
ميّـلت شفّتها تزعل على امهـا و يضيق صدرها من تذكرت آخر حوار بينها و بين ابوها : ماما ليش انحبستي انتِ ؟ بابا قال ان في ذكريات معك خافها ليش ؟ كيف عشتوا انتم ؟ بابا قال انك ادرى بالباقي و لا رضى يقول لي ,
رفعت ابتهال يدَها ترجع شعر أُنس خلف اذنها تهزّ راسها بنفيّ : لا تفكرين بهالاشياء..ذكرى و ان شاء الله م تنعاد انتِ عيشي على م تحبي و كيف تحبي الحياة تكون عيشي عليها ..انا صح حياتي لما كنت بعمرك ماكانت متفتحه مثل الحين ولا كان لي خيارات باني اعيشها على م احب لكن ظروفي كانت غير ظروفك ,
قرّبت أُنس منها تدخل بأحضانها تشدّ عليها تمنع دمعها , تمنع غالب التفكير من انه يغلبها امام امها و من حنيّة ابتهال الطاغيه عليها هيّ قارنتها مباشرة مع ابوها اللي هدّ حيـلها كله من التفكير و الاسباب لكن هيّ ما قدرت تتحمّل هالقدّ الكبير من المشاعر و قرّبت مباشرة تلتجئ لملجأها الوحيد و الأبدي " ابتهال" اللي دائِمًا ما كانت أم و صديقه و أخت لها ..
مسحت ابتهال على شعرها بحنيّه التمستها أُنس , مسحت على شعرها و هي تدري بان بنتها بداخلها حكي لكن مُستحيل تضغط عليها دامه ما طلع منها و اشتدّت لمسة كفها لراس بنتها تقبله لأنها حست انها بحاجه ماسّه لهالشي ..
-
-
شـقة البراء ؛
دخَـل شقته و هو بيدّه أكياس فطـور له و لهمّام اللي تركه نايمّ على الكنبه قبل يخرج من الشقه , دخل للغرفه اللي تركها له و من لقى الباب مفتوح هو عقد حاجبينه يدخل الغرفه بنصف جسده لكن م شافه و من نادى " همّام " طلع همام مباشرة من دورة المياه - أُكرم القارئ يجفف كفوفه و ووجه من باقي الماء اللي عليه : موجود ي المحامي ! ,
وقف البراء لثواني يناظره بتفكير : تركتك نايم ! وشوله صحيت ؟ ,
رمى المنديل و هو جسدّ هامِـد يحاول يطلّع جنونه لكنه مُقيّد بالشكل اللي ينهكه : ورانا محكمه ي المحامي ,
اتنهدّ البراء لانه يدري انه ما نام , يدري ان كلّ وقته بالليل كان صاحـي يحاول ينام لكن عيّت عيونه تنام و تغمض الا من بعد صلاة الفجر و الحين صحى : تعال اجلس افطر ,
هزّ راسه بنفيّ يدخل للغرفه و لحقه البراء : ما ودّي مب جوعان ,
رفع البراء حاجبه يجلس على الكنبه يفتح الاكياس و يحطّ الكوبين على الارض : تعال اجلس يمي افطر ..جبت لي و لك لاجل تفطر معي مب وحدي ,
وقف لثواني يثبّت نظراته للبراء اللي يفتح له اكياس الفطور " جبت لك فلافل تحبها ؟ " و من سأله ما طاوعه الرّفض قرب مباشرة يجلس يمه : نعمه الحمدلله ,
مدّها له البراء ثمّ مد له احد الكوبين : عدني يروّقك قبل المحكمه ,
أخذه منه يحطّه تحته عالأرض و من بدأ يآكل ناظره البراء و بباله حكي كثير ودّه بالتفاهم , ودّه يحطّ الحدّ و هو ادرى به : بنتي شافتك البارح ,
ناظره البراء لثواني تستقر عيونه على البراء من فتح الموضوع , كمّل البراء بعد م أخذ نفس عميق : هي مب راضيه بعد و جبرتها لأجل القضيه..ادري انكم مجبرين و انا بعد مجبر لأجل القضيه تنحل و هالشي بدأناه بالسرّ و بينتهي بالسرّ ..محدٍ بيدري عنه و بعدها كلٍ يروح بطريقه ,
هـزّ همام راسه بإيه فقط دون اي تعبير ثاني , و اتنهدّ البراء بضيـق احتّله كلّه : رسلت لك الصور قريتها ؟ ,
هزّ همام راسه بنفيّ لانه بالفعل ما قدر , ما قوى يقرأه و هو يدري ان الوصف بيكون طريقة موت امه , وين كانت و اخر كلماتها م قوى يقرأ كلمة وحده رغم محاولته الا انه ما قدر ,
ما كان من البراء الا الصّـمت لانه يدري ان هالشيّ صعب و همام يستصعبه أكثر لسبب ما هو للحين يجهله : بالمحكمه رح يُذكر كل شي انقال و انت بتسمعه ,
هز همام راسه بنفيّ دون النّظر : ما بأدخل معكم ..بأنتظركم ,
أخذ البراء نفس عميق يناظر حوله لثواني , حاله و وضعه و كلّ الموقف ما به شي يدلّـه لنفسه : همام ! ,
رفع همام انظاره له بـرادِع داخله عن نفسه كلّـها , كمّ التضادّ بين داخله و خارجه يتعبه حدّ الهلاك , نطق البراء من ناظره همام : ودّك تحكي ؟ تتكلم انا موجود ,
هزّ همّـام راسه بنفيّ مباشرة : م تقصر مير ما به حكي ,
اتنهدّ البراء بضيـق كبير تجتاح ضلوعّـه للدرجه اللي وقف فيها يقفيّ عن همام لان النظّر له وحده يتعبه , يضيّق عليه واسِع المكان بشكل مو عادي ..
-
-
بـريطانيا ؛ لندن ..
لَـمّ بشته ينزله تحت ذراعـه يمشي لآخر يوم مُؤتمر , لآخر يـوم يـضمّ جموع الناس بهالقاعّه ينهون باقي الحكي , باقي الفعل و باقي السّلام بين الكلّ يعلنون فيها أواخر النتائج اللي انتظروها من البدايـه و من جلـس هو رافقه الجلىس سهم اللي سَنَد ظهره على الكرسي بضيقّ يناظر عذبي : تعرف النتيجة صح ؟ ,
ما ردّ عليه عذبي يآخذ نفَس عميق , ينتظر جموع الناس تجلس و تنتظم مرافق القاعـه من الفوضويّه اللي يشوفها , الأصوات اللي يسمعها و العشوائيه بالناس و هو كلّ اللي بباله انه يدري , ان هو مب مقهور و لا رح يوضّح قهره لو انّ ضلوعـه كلّها تتجـوف بالنار و لو انّ عروقـه كلها تُحرق من حرارة ساير دمّـه مستحيل يوضّح هالشيّ للغريـب لذلك هو ساكـن الجسد , ساكن الملامـح أمام كلّ الناس..
ماهــي دقايق الا و انتظم كلّ الحضور , كلّ ممثلين المؤتمر و منظميـنه يستفتحونه لكن الغريب انه للحين ما لمح عـزّ , كان يسمع الافتتاح و الحمـاس من قِبل الجميع لكن مب معهم هو , هو مابين قَـهره و لهفته , ما بين شاغل العـزّ و شاغل العذاب كان يُهدم كلّـه و نظراته ما تتحرّك لساعـات استمرّ هو على هالحال الا من نطقّ ممثل المؤتمر ببدايـة المُنتظر هو اتنحنح يعدّل جلوسه و يآخذ نظره لسهم اللي م يعجبه الوضع , م يعجبه انهم عارفين النتائج رغم ذلك حضروا من اصرار عذبي بالحضور ثـمّ استقرت عيونـه للأمام م يلتفت من بدأ الممثل يستعرض جميع النتائج الا النهائيه , جميعها انعرضـت من الأبسط للكـايـد  و خـلال ثواني فقطّ أُعلنت نتيجـة التصويت بالمال للمشروع الأكبر , للعقّـار اللي خاضّ الكثير حرب بماله لأجله و من نُطق اسـم " عـزّ " هو ظهر مباشرةً أو بالأصحّ ميّز عذبي مكانـه من سمع تبريكات الأشخاص له , من صدحّ التصفيق له هو م التفت له لكن من شاف يهم يناظره و توضح عليه ملامح الزّعل و القهر هو ادرك انه خلفه يجلس و من انتهـت مدّته , مدّة ردّه و سلامه على الكثيـر رفع عذبي أنظاره للشاشه الكبرى يشوف العلم الأخضـر اللي يحمل رايّـة التوحيد هو ابتسم بخفيف يناظر سهم اللي أحنى راسه بعد م انتهت الفقرة يرفع يـده يشدّ على كتفه بكفه : لا تحني راسك ! ارفعه انت سعودي و علمك الأول ,
ناظره سهم بطرف عينه على جنبه و هزّ راسه مباشرة يبتسم بخفيف يناظر عذبي اللي يكبّت كثير , الصراع بينه و بين عزّ اقوى من صراعه هو معه مما يعني ان عذبي قهره اكبر , و أقوى مع ذلك يحاول لأجل عَلَمه يتعمّد العاديّه و يظهر العاديّه رغم انه ينحرق و هو أدرى بشعوره ..
-
-
قـصر شريان ؛ تحديـدًا جناح الفنّ , كانت غـارقه بخيَالها و شُعـورها المتوارى داخـلها , رقـة كفَها تمسك بالمِرسام و الثّـانيه تمسك بفرشاة رفـيعّه لأدقّ التفاصيل باللوحه , تنهـي الخيال بلمعـة الجمال اللي هيّ م اكتفت لواقعيّته و كمّلت لادقّ التفاصيل تكمّلها..لأيّـام هي ماعادت تستوعب اللي صار معها بالمعرض و لا تدري شلون اتجرّأت تسأله مرتين عن نفسه , مرّه بالمعرض و الثانيه من رجعت للقصر هيّ استجمعت كل جُرأتها و رسلت له رسالة وحده هو ما ردّ عليها لأيام , رسالـة كانت تلمّ حروفها " انت اللي بالمعرض صح ؟ " و رغم انه شافها الا انه ما ردّ نهائِيًا عليها و استمرّت لأيام هادئة قضتها بغرفتها بين لوحاتها و ألوانها..كانت تحاول تشغلّ بالها عنه لكن هي غرقت أكثر , اتعمّقت بسؤالها له للدرّجه المُتعبه بالنسبه لها لأنها للحين م تعرف أسبابه , من هو و وش غايته من هذا كلّه ..تركـت كلّ اللي بيدها تعدّل جلوسها على كرسيها للحظه , رفعت أقدامها تلمّها لحضنها تشدّ عليها بذراعها و سندَت راسها على ركبها تتأمّل اللوحه , تتأمّل تداخلات الألوان و اتقان الدّقـه بالنسبه لها لانها انتقاديّه لأفعالها , م تحبها الا على وجه الصحّ , وجه الكَمال و الجمال اللي م يتركها تنتقدها و بالفعل هيّ ما وجدت السبب بانها تنتقدها بعد ثوانِـي طويلّه اتحولت لدقايق تأمّل بلاشعور منّـها هيّ التفتت تناظر دخول أبوها للغرفـه و لأنه يدري بإنها غارقه بلوحاتها من ايام هو ما دقّ الباب انّما دخل مُبتسم يجبر ثغرها على البسمّه : بابا حبيبي ! ,
ابتسم يقفّـل الباب خلفه , هو يشوف نصف جسدها اما نصفه لا , يشـوف خلف اللوحه اما اللوحه هو للحين ماشافها : بنـت الشريّان ! ,
هزت راسها بنفيّ مباشرة تناظره بنظره هو فهمها و ضحك مباشرة : أقصد فنّ الشريان ! ,
ابتسـمت تآخذ نفسّ عميق كانت تبي تقوم لكن من مدّ يده هو يأشرّ لها " خلّك خلّك لا تقومين " هيّ رجعت ترخي جسدها كلَه على الكرسيّ اللي بقاعده وحده دون ظهر و من كان يبي يقرّب هي هزت راسها بنفيّ : أنا أورّيك ! لا تشوفها ,
هزَ راسه بإيجاب يوقّف خطوته و مدّت هي يدها تلفّ اللوحه له , تبهـر عيونـه اللي لمعت بإعجاب عظيم و سكنت ملامحه بذهول مُستحيل , هاللوحه هيّ رسمتهـا بوقت قصير للدرَجه اللي تبهره شلون هيّ خيالها واسع مداه لهالدرّجه ؟ شلون هيّ تتحمَل كمّ الخيال اللي بعيونه هو جمال ما بعده حدّ و من بنته ! : يكثرون الحسّـاد كل ما شفت لك لوحه ظنّيت اني منهم ! ,
ابتَسمـت بشدّه تناظره , همس ب " ماشاءالله , الله لا يضرّك " ثم كمّل يمشي لها يوقف خلفها يحاوطها بذراعه من الخلف , يحاوط أعلى كتوفها و بدايه عنقها : ثم أقول هذه بنتك ي شريان ! هذه من لحمك و دمك ..هذه هي خيالك و فنّك وشوله تصير من حسّاد الفاقدين ؟ الله يرزقهم ,
غمّضت عيونها يفيضّ بها شعورها من قُرب أبوها و احساسها بحنيَه كفوفّه اللي على وجه كبّر , تجعدّت اكثر من اللي كان بخيال طفولتها : حبيبي ي بابا ! ,
أخَـذ نفس عميق و بباله حكّي , بباله مجيء أهل قطر لهم اليوم و يمهّد لها الحكي : تدرين ان اهل قطر اليوم بيجون صح ؟ ,
هزَت راسها بإيجاب تناظر  يدها ؛ عادي ارفع يدي ليدك ؟ تسمح ليدك تتلوّن معي ؟ ,
سنَد ذقنه على راسها يهزَه بإيجاب و من رفعت يدها تتمسَك بذراعه اللي على كتوفها و كمّل : ودي انك تعرفين انهم هنا لأجلك...فـنّك خذاهم و جـرّهم لقصر ابوك مب من وراه ,
سكنت ملامحها لثوانّـي و من فاضّ بها الحكّي هيّ عيونها حكت بدمعها من السّعادة اللي تحسها بحكي ابوها و راحته , كمّل بهدوء يبتسم : هم حاكوني بانهم يبون يجون مع حريمهم و بالبدايه ما فهمتها زين او م حطيتها بالبال مثل العاده لكن من قلت لامك هيّ قالت ي شريان ذول عاقدين النيّه لكن ينتظرون التّعرف ,
ما ردّت تناظر لوحتها دون ايّ تعبير و من طال الصّمت هو عقد حاجبينه يستغرب ؛ تفهميني صح ي بنتي ؟ ,
هزّت راسها بإيجاب و شدّ هو على كتوفها من حسّ بأنفاسها الباكيّه وسطه ؛ والله أنا ي بنتي وراك ان ودّك او لا لكن جيت و حكيت ابي اقول لك اللي بقلبي ، ان حكوا معي افكر وش اقول ؟ م اكذب عليك انا سألت عنهم معارفي و نعم العايلة و عزّ الصيت سواء بالسعوديه او قطر..محترمين و مالهم بالمشاكل و ان جتّ عليَ ي بنتي انا احب الصريح ولا احبّ اللي يلف و يدور , من شافوك هم عقدوا نيّه و طلبوا انهم يتعرفون و الاهم بذا الزّمن هو جا بنفسه و دقّ باب ابوك قبل بابك و هذا اللي عجبني لكن ان ما بغيتي ي امي ولا ودّك اقطعها انا من البدايه و اقول ما ودّها..اعرفي انّ بكل الأحوال حقّك و ان ابوك وراك بظهرك على اللي ودك ،
هزَت راسها بإيجاب ما تناظر ابوها , يخمّن انه خجل لكن هو ما يدري انّ مشاعرها تاهت بهاللحظه , بين راّحة أبوها و بين حكي انقال لها لأوّل مره من عزّ هي ما عادت تستوعب فكرّه صريحه داخلها : بابا ! ,
قبّـل راسها بهدوء لثواني طويله : ما وديّ بالجواب الحين ! خذي وقتك و لاصار وقته بأرجع و أسألك ..استخيري قبل كل شي ,
تركها بعد قُبله أخيره كانت براسها و من مسح على وجهها بكفوفه من خلفها تركها , تركها بغرفتها تفيض مشاعرها لكن هيّ علقت على كلمة وحده من كلماته ترجّع توازنها , ترجّع عقلها للواقـع و العقلانيّه " أحب الصريح " و هيّ الكلمة اللي جدّ فخر فيها شريان , لمست فيه السّعادة اللي كانت تتمناها و كثير بنبرة أبوها من قبل و الحين صارت لأوّل مرة ..اتنهدّت تسندّ راسها على ركبها ..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن