الفصل ١٤

8.9K 113 17
                                    

هو م يدقه الا لانه فارغ من مفتاح قفله اللي غيّرته ابتهال عنه بآخر الأسابيع ..,
بالجانب الثانيّ من داخل البيت , رفعت صوتها ابتهال و هي تنطق من سمعت الجرس يرن و هي تضبط طاولة الطعام : افتحوا الباب ! ,
رنّ مره ثانيه الباب و التفتت تناظر حولها تتمتم بالاستغفار من سمعت أُنس و هي تنطق " ثواني ي ماما " ..تركت اللي بيدها تمشي ناحية الباب تفتحه و هي تخمّن اللي جاي و أعطاها خبر بجيتّه ..و من فتحت الباب سكنت ملامحها تشدّ على المنديل اللي بقى بيدها , تدري بجيتّه لكن م اتوقعت يجيها بهالشّكل اللي يوضّح عليه هدودّه .., هي تعرفه أكثر من نفسها و تعرف أطباعه , تعرف ملامحه و معانيها أكثر من كلَ شي حولها , همستّ بنبرّه تهز كل سكون بنظراتهم لبعض : البراء ! ,
أخذّ نفس عميق بعد م انسرقت منه أنفاسه للحظة , للحظة ما كان يتوقع انها هي اللي تفتح له الباب و ينهزّ أكثر من وقوفها قباله , كان يبي يمهّد رغبته بقُربها بالبداية لكن الحين حتى تمهّيد م يقوى يمهد نفسه لها و من دون سابق إنذار اتقدّم و هو يرمي ثقّل راسه كله على كتفها بدون لا يحاوطها داخله و لا ذراعيه لأنّ كل مافيه خُمِد , حتّى طوله و قواه خُمد لأن ذِكرى طرت على باله و لا اختفت و رجّعت له ذكريات هو كان يحاول ينساها , ذكريات ضيّعت له الكثير من حياته و ضيّعته من نفسه و الحين رجعت تضيّعه مره ثاني ,
رمشت بصدمة تحسّه عليها و من ثقله عليها هي مدّت يدها تحاوط ظهره من حسّت انها لو م اتمسّكت فيه هو بيسقط و هي م ودها يسقط و تخاف عليه من السّقوط اتمسكت فيه بكل قوتها تمنعه , هو ثقيل عليها جسديًا و شعوريًا لأن بكلّ لمسه منه هي تنسى زعلها , و يتلاشى شعورها اللي هي تكون متمسّكة فيه بشدّه من أيام بمُجرّد قربه منها , هي تشوف هالضّعف فيه و بعيونه لكن ولا مرة درت عنه أو عن سببه , و لا مرّة قال لها أو باح لها عن أي شي هو يحسّ فيه و فقده قوتّه لهالدرجة ! ..,
نزلت أُنس من الدرج و سكنت ملامحها لثواني تشوف قفى أمها و وجه أبوها اللي م يبيّن منه شي لأن كله على كتف أمها , بلعت ريقها لأن هالمنظر يؤلمها بشكلّ مو عادي , تشوف هالشيّ قبالها و هي ما كانت تشوفه و لأنها أوّل مره تشوف اللي كانت تحسّه ، تشوف أمها متمسّكه فيه و هو موارّي سقوط , و من احترقت محاجرها دموع مباشرة تلمع بلاشعورّ منها وقفت خطواتها على نهاية الدرجات و هي ترجّعها للخلف و من حسّت على  عبدالعزيز و هو ينزل خلفها التفتت بكامل جسدها تأشرّ له بالسكوت بسبابتها و توسّع عيونها ,
رمشّ باستغراب يهز راسه يهمس : وش فيه ؟ ,
قرّبت منه و هي تلمسه بأناملها و تدفّه على فوق بالدرج و همست له : اطلع الحين , بعدين أقولك ,
طلع و طلعت خلفه مباشرة و هي تترك أمها و أبوها خلفها , على انها تنقد عليهم الاثنين الا انها م قوت تقاطع هالمنظر اللي شافته ,
تنقد على أبوها لأنه يهملهم , لأنه يهمل أمها و يهملها و يهمل عبدالعزيز و هي تحسّ بالقهر منه و الغضّب اللي م تقدر توصّف شعوره لكنها بكلّ مره هي تدري انها هي بنفسها تتعمّد تقهر نفسها لانها م تبي تنساه من كثر غيابه , م ودّها تفقد شعوره داخلها لأنه يغيب كثير , كثير عنها ..
و تنقد على أمها لأنها طيبَة و تعطيه أكثر من اللي المفروض يآخذه و هو يعطيها أقل من اللي الفروض تآخذه , تدور له أعذار و سبايب و هي تكره هالشيّ ! ..
-
-
بعد الفجر ؛
بعد م انتهى من صلاته و ردّ للقصر يسبق خطواته قبل أبوه من المسجد , يسبق نفَسه لها و لأن جملة صيته اللي سمعها بدون نيّة " انهارت بكا و لا وقّفت الا قبل شوي " كان ودّه يدخل بها و يشوفها بنفسه و يحسّ و يحمل كلّ اللي تحسه هي ع متونه و لا يترك لها من الحمل و الشعور الثقّيل لها الا عليه و على كتوفه هو مستعدّ يشيل عنها كل شي , و ما وقّف شعوره كلّ الليل من جملة صيته الثانيه " مسكينه انهدّ حيلها من كثر م هلت عيونها" و م حسّ الا ان انحرّق دمه كلّه و أعصابه مره ثانيه من عوض اللي هو كان السبب في كلّ هذا , هو بكلّ الأحوال كان يبيها و ماكان بيتركها لأحد يآخذها لكنّ كلام عوض و استفزازه له هو اللي أحبره يقول هالحكّي اللي تركها تخاف و تهرب , م يلومها و لا يعصّب لأنها صدقت لأن اللي هو سواه فيها بليلتها يدري انه تركها م تعرفه و تشكّ فيه و بمحبته و هو هذا اللي يحرقّ فيه كل عصب الحين و ودّه لو هي تنفّي له كل أفكاره و تنكر اللي تحسه تجاهه لا شافها ..
أخذّ نفس عميقّ يقرب من جناحها اللي صيته قالت له تركتها فيه و هو كان ودّه لو تطلع من جناح و تبقى فيه و هو اللي يطلع لو ودها و لو ودّها يطلع من القصر كله طلع و لا هي تزعل أكثر بعد زعلها من رفضه بإنه يجيب لها الفروة اللي طلبتها , سكنت كلّ ملامحه و مشاعره و أنفاسه من سمع صوتها و هي تقرأ قرآن و ترتّل , سكن يغمّض عيونه و يدّه اللي على مقبض الباب شدّت عليه , هو يذكر هالعادة و يذكر صاحبتها , يذكر اللي بعد كل فجر تقرأ القرآن بكلّ الشقة من صغره , يذكرها هي " مشاعل " و لا اتوقع بيوم انها تحيي عادة أمها بهالشّكل الجميل و هي تآخذ منها صوتها و الترتيل اللي يُنطق منها بشكل صحيح و لا أخطأت بحركة ..رمش بهدوء و هو م يقدر يمنع نفسه من شوفتها الحين و من اتأكدّ انها تقرأ قرآن الحين هو متأكد بعد انه م بيحتاج يدق الباب لانها تقرأ و هي ستيرة مثل عادة أمها ..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن