الفصل ٥٠

6K 113 9
                                    

يحلف انه عذاب منـها له  بكلّ الحالات لكن ما يقدّم قُـربها على فـرحها , رجـعت تكرر السـؤال ما تسمح بالسّـكوت و لا ترضى به اجابه منه و هي تدري اللي بقلبـه : قاوّي عذبي ؟ قاوّي و إنت بهالحـال ؟ انت تسـكت على حالك و تداري نفسك بالعذاب لكن انا م ارضاه عليك و عمي كلمني قال ان كان ودّه نسوي الزواج , نسويه و هذه وصيه ابوي وصيّـته ،
سـكنت كلّ انفاسـه المتعبه يناظـرها , يبعدها عنـه من انذكر ابوه و يُـذهلّ كله ما يمثّـل ذهوله : هو قالك ؟ ابوي ؟ ,
هـزّت راسـها بإيجاب تنـاظره و شتّت هو نـظره عنها يآخذه التفـكير : وشوله ما قالي انا ؟ وشوله يكون بينهم هالحكي و ما يقلّـي ؟ ,
ما ردّت هـيّ تشد على كفـوفه اللي نزلت و ارتـخت يرخي ظهره بالكامـل لظهر الكنـبه , يسـند راسه و يـرفعه للسّـقف يغمّض عيـونه بتعبّ : وينـه هو ؟ ,
رفـعت يدها تمررها عليـه من الجنـب , تمرر انامـلها برقـبته و تبكّي لانه يسأل رغم نقده و من عدّل جلـوسه يناظرها : ماشفت سيارته ويـنه ؟ ,
رفـعت كتوفـها بعدم معـرفّه تـرفع يدّها تمـسح دمعها : سمعته يكلم صيته يقول لها عنده مشوار مع واحد اسمه نايف ,
عـقد عذبي حاجبيـه ما يعرفه , ما مرّ اسمـه من قبل عليه و اتنهدّ يآخذ الأنفاس لجـوفّه يهديّـه من لوعـات الشّـعور المنهكه داخله , من كلّ الجـهات و العذاب الأكـبر يجاوره بالوُجـود , باللّمـسات اللي تـهلكّه حدّ اللا حدّ يرفع راسه ينـاظرها لثواني طويـله كان تبادل الصّـمت بـينهم شـعور يعرفونه هـم , كان حكّـي طويـل بينهم , عتـاب و خـوف و بثـواني هوّ حـاوط خـصرها يشدّها له , لحـضنه هو ما اكتفـى بالوُجود و اللّمـسات أخذها يضمّ ضـلوعها لضـلوعه و لا تـرك شدّه عليـها الا من انحـنت هيّ تقبّـل يـسار رقـبته و لا اتحمّـل باقي البُـعد من ميّـل راسـه كله لثـغرها يآخذ القُـبلات منها , يآخذ صـبر الأيّـام الجايـه و الاستـشفاء اللي يحتاجونـه هم الاثـنين بهالـوقت المُتـعب ..
-
-
سـيّارة أُنـس ؛
كانـت بالخـلف جالسة و السّـواق هو اللي يدلّ الطــريق , تـفرح ان جـنبها يـكون الوردّ , الهديـّه و الكيكه اللي بيدها داخل الكـرتون اللي فتحته تقـرأ المكتوب عليها " مـبروك القبـول يا أحلى نـيرس " و تشـتدّ ابتـسامتها تصورّها ترسلها للقروب حقّ البـنات دون نور , تآخذّ نـفس عمـيق تناظر حـولها من وقّـف السواق لمحلّ هي طلبـته فيه : اشتـري شرارات , الطويله مو القصيره ,
هـزّ السواق راسـه بإيجاب ينزل و تتلفّـت هي بأنظارها حـولها , تشـوف السيارات اللي تـوقف و تحرّك يميـنها و يسـارها بعشـوائيّه تلـمح السياره اللي تشبّـهها بسيارة تمرّ علـيها كثير , تلـمحها كثير لكن م عـطت اهمـيّه هي فتحت جوالها تشوف رسايل البنات لها , تقراها و تبتسم و ترجع تكتب لهم بأناملـها الى ان دخل السواق السياره يركبّ و يرجع يده للخلف مع الكيس : خليه معك انت بتنزل معي الاغراض كثيره عليّ ,
تـرك الكيس جـنبه يرجّـع السياره للـخلف و ناظرت هيّ يـمـينها من شافت السياره المـعتمـه بالكـتم ترجع مـعهم و من مشـوا هيّ مشـت خلـفهم , عـقدت أُنس حاجبيها تترك الكيـكّه و ترفع جسـدها تناظر خلفها تشـوف ان السياره لازالت خلـفها لكنها تعجـز انها تلـمح ملامح السائـق , التـفتت تناظر السواق : لا تلفّ لفـة البيت , روح اللي بـعدها ,
اسـتغرب السواق من قـولها : بس البيت من هنا ! ,
هزت راسها بإيجاب تمسـك بجوالها , تفتح التّـصوير الڤديو و ترفـعه للخلف : ادري , روح من اللفه اللي بـعدها ,
ما ردّ او عانـد السواق هو طاعّ الحكي , و التفتت هي تناظـر اللي يلاحقّ السياره , تبي تتأكّد من شـكها و بمجرّد ما أخذت اللّفه هو فـعلًا تبعهـم و سـكنت كلّ ملامحها من ان شكّـها صار حقيقه , انّ السياره تلاحـقها و تراقبها هي فهمت كلّ شيء تناظر السواق مره ثانيه تقفّـل الڤيديو : خلاص نروح البيت الحين ,
لـفّ السواق يـمشي و يدخـل من لفة القـصر , تنفـتح البوابه و تلفّ نظرها هي للسياره اللي وقـفت لثواني و من دخلوا حرّكت و اتنهـدّت ترجع تعـيد الڤيديو , تتأكّد من وضـوح رقم اللوحه ثمّ دخلـت الجوال شـنتطتها  لأنّ وقف السـواق يـعلن وُصـولها , عـدّلت طـرحتها تطلب من السواق انه يرجع للخـلف يشيل عنها الكيـكه , الكيسّ و يـترك لها بـوكيه الوردّ بيديها تـنزل من السّـياره و ضايـقت الشّـمس عيـونها بعد عـتمّ السياره هيّ صارت تـنعقد حاجبـيها بلاشعور منها , تناظـر حولها و تشـوف عبدالعزيز اللي يلـعبّ يالكوره , يدقدق فيـها امام الباب و من حضـر السواق هو فتح له الباب لاجل يدخّـل الاغـراضّ هيّ أخـذت نـفس عمـيق تحاول تصيـب الحلّ الأصح بما ان عندها ڤـيديو , عنـدها جُزء من حلّ من قضيّـه أبـوها و همام لكن محد منهم يردّ عليها لذلك هي تستثـقل حكيها معها مره ثانيّـه , حـنت راسـها ترفع البوكـيه لها تآخذّ ريـحته لها و تبتـسم ترجّع لنفسها طاقـتها لليوم او بالأصـح تحاول تتنـاسى اللي صار و مضى عليـه وقت هي كانت منسيـّه فيه من طرف الجمـيع  تـرجّع لنفسها الطاقه اللي اعتادتها من وقـت لكن الحين هي تستـصعبها مهما كثرت محاولاتها هي ما ترجع مثل قبل بالـوضع اللي هيّ فيـه ترفع نظـرها كانت على وشـك تلتفت تمشـي لكنّها سـكنت كلها من لـمحت الهيأة اللي هي صدّت عنها تـرجع تناظـرها تشبّـه هالقفى بالشّـخص ذاتـه اللي واسـى ليلة و غابّ عن ليـالي , ذاتـه اللي وضّح وُجـوده و اعطـاها فقـده بالمكـان لكنها ما تتأكّـد لأنها للحـين ما شافت ملامحه رغـم ان التّـطابق بين هالقـفى و قفاه موجـود , نـفسّ الشعر المبـعثر , الاكمام المشّـمره و عرضـة الأكـتاف و بالنهايه من رفـع يده يآخذ نـفسه من السـيجاه اللي تتوسّـط اصابـعه يـلتفت هو بعد ثـوانيّ ينفـثّ كمّ الدخـان اللي غطّـى وضـوح ملامحه و لا استـدام اخفاءه لنفسه لأنها و أخـيرًا لمحت ملامحه , ميّـزت وُجوده تتأكّد من انه هو مع التغـيير اللي صار له بإنه طوّل لحـيته و اتغـيرّ كله بعد ماكان مجرّد شـنب هو طال شـعره كلّه تتـركّ قـلبها يحـزن اللي تشـوفه , من وُجـوده و الشعور اللي تحسّه هيّ كلّ عيـونها موجّـت ببـحور تضـارب أمـواجّ المشـاعر  بثواني تشـوف نظراته اللي صارت لـها و سكن كلّه هو يـنزّل يدّه الممسكـه بالسيـجاره و يخـفيها عن عيـونها لأنـه اشـتاق لها , لشـوفها هيّ تآخذه لحنـينّ و تحـيّي له شـعور يستـغربه قلبه من الوجود بعد النسـيان يـقرّب خطـواته ما يـحسّها الا و هي تقـرب منها , تـوقف على بُـعد موزون يقاربّ الشـوف و لا كان خروجـه الا لـرغبة أكـبر من انه ينفـثّ دخانه و هـيّ شوفها و الحين بالفـعل شافها يـنطقّ باسمها لأوّل مره من فاضّ به شـعور اللّـقاء , نظـراتها و الدّمـوع اللي وضـحت له : أُنس ! ,
رمـشت تستـوعب وقـوفه و قُـربه , الحال اللي هُـم فيه من تردّد مابين القـرب و البُـعد وسـطّ أربـع  قصـور حـولهم , بيـن أشخاصّ بالوُجـود حولهم هم كانت أقدامـهم ثابتـه على بُـعد كافي ما يبيّـنهم بصورة وحده لغـيرهم و تـرتبّك هي بقلبها كلّه من سـمعت صوت أمّـها تناديها على خـروج السواق من البـيت , تآخذ نظـره لباب بيـتها لنبـرة العائق الوحـيد اللي يعيقها عن قُـربه بهاللحظه و هو - ابتـهال - أمها اللي ما ودّها تـكسرها بالخفـى هذا اللي كسرها هيّ بحدّ ذاتها , رجـعت تناظره تستقرّ عيـونها له هو و تلـمح كلّ انكساراتـه البيّـنه لها من عـيـونه , من لحـيته اللي طالت و بالنهايـه السيجاره اللي قبضّـها بـيده يخفيها عنـها و لا كانت عيـونه تقول الا جمـلة وحده هيّ فهمتـها زين و كأنّـها تقول لـها " تشـوفين وش سوّت  بـنا الدنيا " و لأنـها للحـين ما تدري هيّ وش له ؟ , ما تدري تآخذ الخطوه له او ترجّـعها لأنـها للحـين هي ما تدري انها صـارت - مـسكن روحـه - بـعد أمـه لذلـك هو اتعلّـق فيـها و كثـير لـدرجة الجـنون اللي تقـيّده عن نـفسه , تقيّد حـواسـه عنهـا لانه يـخاف عليها من نـفسه , من انه ما يكون لـهم نفسّ المكان بالنهايه و كلٍ يـروح طـريقه مـسيّر لأجـل غيره ,
التـفتت من نداء ابتـهال لها للمرّه الثـانيه و خـروج عبدالعزيز يصـوّت لها " أُنس ! ما تسمعـين امس تناديك من اليوم ! " تمشـي و تآخذ نظـرها للخلـف ما تشـوفه لانه هو رجع خـطواته للمكان الثاني , للمكـان البعـيد عنها يبعد عنها المشاكلّ اللي عـصفـت بحيـاته و زلزلت بـه و من دخـلت للبيـت قفّل خلفها عبدالعزيز الباب , تناديها ابتـهال تقرّب منها و تآخذ البوكيـه تسألها عن حالها لكنها ما ترد لان النـظره لازالت صـورته , الفـكره لازالت هوّ و الاستـيعاب عنده هو فقـط هيّ كل قـلبها يحزن , تـرفع يدها تمـسح عليه لأنه ما يسـكنّ من بعد شوفـه هيّ اتكركبّ داخـلها كله لشـعوره هو تقـول كلمه وحده فـقط " طالعه أغير ملابسي " و تطـلع تمشي عنهم ,
عقـدت ابتـهال حاجبيها تستغرب من بـنتها , من حالها تناظر عبدالعزيز : وش فيها اختك ؟ ,
هـزّ عبدالعزيز راسه بنفيّ يفتح كـرتون الكيكه يشـوفها و يبتسم لانه يحبّ الاكل , يحبّ الحلى : شكل الشّـمس ضربت راسها , مصدعه اكيد ,
التـفتت ابتـهال تحطّ البـوكيه بالثلاجه تتنهدّ تآخذ نظره على هدوء عبدالعزيز بتخمين يصيـب : اترك الكيكه عزوز ! مب لك لنور ..
_
مـشى خـطواته من شاف عبدالعزيز اللي خـرج من الباب , ما لمحه لان التفافه من بيـن السيارات كان له دور بانه ما يوضح لاحدّ هو كـانّ وده بطبـابة الصّـدر مـنها , كان ودّه بهـدوءها تـطفّي شبّـيب ضـلوعه بعد غيابه عن الرّياض , بعد آخر لقاء بينهم هو فاضّ به حنـينه يقرأ الرساله اللي بيّـنت له طريقة قـتل امه , بعـد آخر لقاء كان هو يـشوف تدمّـر من جـهات الكلّ و لا كان يعطي لنـفسه الاستحـقاق بانه يبـقى بينهم , بانه يستحقّ هذا الزواج منها لاجلّ قضيه متمسك فيها المحامـي لذلك هو غابّ عـنهم كلهم , ضاع و يدري بانه توّه الدّرب اللي يدلّه للصـح لكن مو بيدّه هالضياع و لا هالجـنون اللي داخله و ينفـرّ الصواب منـه بكلّ مره ، يـده يحسّ بالحرقه اللي حرقـت جلده من السـيجاره ,بـسطها هو ينفضّها من رمادهـا يتقدّم يجـلس على الدرج لمدخـل الرجال يرفـعّ يده لعـيونه هو يحكّـها لانه للحـين ضايع بشـعوره و لا يتأكّد الا من شيء واحد و هو " وضـعهم هذا ما منّـه فود " الى ان خـرج من خلفه عذبي اللي قفّـل بعده الباب يـعقد حاجبيـه : اتأخرت عليك ؟ ,
وقـفّ همام يعدّل نـفسه , طوله و ينـفضّ ثوبه يهز راسه بنفيّ الى ان قربّ منـه عذبي عاقد حاجبـيه يشوف التّـعب فيه : ودّك ترتاح ؟ ,
هـزّ راسـه بنفيّ يآخذ نـفس من اعماقه يـبعدّ كمّ الشعور الثقـيل عن صدره : وين بتروح ؟ أنا ودّي معـك اكون ,
هـزّ عذبي راسـه بإيجاب يطلع مفتاحه من جـيبه و يفتح السياره : بنروح للمحامي و دهام ,
سـكنت ملامح همّـام للحـظه يناظره من انـه له فـتره مضت دون تواصل بينهم بعد ايـام هم عاشروا بعضّ فيها انقـطع كلّ شيء بظـرف لحظه , فـتح عذبي باب السياره يناظره باستغراب من وقـوفه اللي طال : بوخلّـي بك شي ؟ ,
هـزّ همام راسـه بنفيّ يتنهدّ , يمشـي و يركبّ يجاوره المقـعد يعدّل نـفسه يترك سـبحته اللي كانت مشـبوكه  مـع اصابـعه على ثـوبه ..
_
أمـام شـقة البراء مسـكّ عذبي بالباب يلتفت خلـفه و يحسّ بالتردد اللي بخطوات همام من دخـولهم للمبنى , صعود الدرجات و الحين وقـوفه خلفه على بُـعد مسافه يرفـع حاجبه : همّام بك شيء ؟ مب عاجبني ,
هـزّ همام راسه بنفيّ يكمّٰل صعود الدرجات بثـقل الخطوات : ادخل , مابه الا كلّ خير ,
دخـل عذبي  يتبـعه همـام و من دخـلوا للمكتب يسلّـمون " السلام عليـكم " وقـفّ دهام يناظرهم و ثبّـتت ملامح البراء باسـتنكار للشعور اللي داهمه بـعد آخر لقاء بيـنهم , يقرّب منه عذبي يسلـم يصافحه : شـلونك عمّـي ؟ ,
هـزّ البراء راسه بزين دون كلـمه منه الى ان قرّب منـه همّـام اللي بكلّ مره احد يشـوفه يُـذهل من اختلاف حاله , شـكله و الوُجـود اللي صار به يعقد حاجـبيه و قـرّب منه همّـام يصافحـه يرتبـك كلّـه منه ،  نـطقّ دهام : خلـصتوا سلام ! , اجلـسوا ,
اتنحنح همّـام من نـظرات البراء له يرجـع للخلف , يجاور جلـوس عذبي بالكـنب و عدّل دهام جلـوسـه يستفتح حكيه : تذكـرون السالفه اللي صارت مع القضيه آخر شيء ؟ ,
هـزّوا راسـهم بإيجـاب و رفـع همّام حاجبه ما يفهم لانه ما كان يـجتمع معهم لأجل الرساله : وش آخر شي صار ؟ ,
مـسح عذبي على ركبـة همام بكفّه : اسمع اسمع الحـين تفهم معنا كلنا ,
أخـذ دهام نـفس عميق , يمسـك بالملف يطويه بيدّه : حكيـت انا مع مع عمّـتي مثل ما قلنا ,رجـعت و حققت مع عمي محمد قـبل شهر و شي هذا الكلام صار و قالي عن اشياء كنا كلنا غافلين عنـها و عذبي صحصحنا عليها , طلـع فعًلا كان به مشـاكل صايره قبل الجريـمه بفتره ,
عـقد همام جـلوسه و رخـى البراء ظهره للخـلف بتركيـز , كمّـل دهام : على الكلام اللي اتوصلنا له ان عمّـي محمد دخل بمشاكل بنت خالـة مشاعل الله يرحمها , حمده بنت عوّاد لان زوجها خذاها مسيار جاب منها ولـد و لا اعترف فيه و من صار بعمر المدارس كبرت المشاكل اكثـر و اتدخّـلوا رجال القبايل فيها لان مشاعل الله يرحمها هـيّ اللي وصّـلتها للرجال و لا سكتت عن الموضوع ,
هـزّ همام راسـه بإيجاب يأكّد الحكـي اللي سمـعه : مضبوط , هذا اللي صار هذيك الايام انا م انساها لاني كنت مجاور امي و رجلي على رجلها بكل مكان ,
عـقد عذبي حاجبـيه يناظره باستـغراب : تدري و لا قلت كلّ هذه الايام ؟ ,
رفـع همام كتوفـه بعدم معـرفه و نطق البراء يقاطعهم : مب وقـته هالكلام , كمّـل دهام نسمعك ,
فـتح دهام الاوراق المنسـوخه بالملف يرفـع حاجبه : هذه الاوراق انا مطلعها نسخه , لحـدٍ يسمع عنها الحين بأقرأ لكم الأسماء و الاسم اللي مرّ علي قبل كذا ,
عقـد عذبي حاجبـيه يسـتمع له بكلّ قـواه بالتـركيز , كمّـل دهام : طبعًا زوجها اسمـه غازي آل نايف ,
سـكنت ملامح عذبّـي يميّـز هالشيء لكن ينتظره يكمّـل و بالفعل كمّـل : زوجته الأولى نيلاء , عياله منها مشهور , رائد , بيان و نوال ..زوجته الثانيه حمـده بنت عوّاد و ولدهم الوحـيد هو عـزّ ,
رخـى عذبي ظهره للخـلف يحاول استـيعاب الاسم , تسـكن كلا ملامحـه من انه ربط المواضـيع ببعضّ , نطـق همّـام يهز راسه بإيجاب : أعرفه , أعرفه أذكره كان بالبـيت القديم مع امه اذكره و هو يعـطيها ابر الانسـولين بنفسه كان ,
التفـتّ له عذبي بذهـول من حكيـه , من انه الانسـولين للسّـكر و هو كان له موقـف قبل معه : تعرفه ! ,
عقـدّ دهام حاجـبيه من انه كان متأكّد انه سمـعه و من هز همّـام راسه بإيجاب عدّل عذبي جـلوسه : و انا اعرفه بعد , عزّ هو اللي حاط راسـه براسي هالفترة و له شـهور يحاول يخرب الدنيا عليّ ,
أخـذّ البراء نـفسّ عميـق يحلّل كل شيء : دريـنا وش السبب , حاط راسه براسك لانهم دروا ان ابوك هو اللي كان ماسك محمد عنده من سنين ,
هـزّ همّـام راسه بنفـيّ و ناظره دهّـام باستغراب : عندك شيء ؟ تدري بشيء غيره ؟ ,
هـزّ همام راسه بنفيّ يضيـع , ما يعـرفه زين لكن مستحيل يصدّق ان هو اللي يحطّ راسه براس عذبي : اذكره كان اطيّـب من كذا و ترا هو امه ما دخلته المدرسه الا و عمره كبير اتعدى العشر يعنـي يفهم , يفهم ان ابوه كان ضده و معارض وجوده لو انه فعلًا مثل ما تقولون ,
رفـع عـذبي يده يمـسح على لحيته بتفكـير : تقصد يعني ان ابوه ممكن يسوّيـها و يقتل عمّـتي و هو ما يدري ؟ ,
رفـع همام كتـوفه بعدم معـرفه يتلاشى كلّ تركـيزه لان الحـوار يمسّ امه و من ثـقل عليه هو حنى راسـه يسـنده بذراعـيه يغمّض عيـونه , رفـع عذبي يده لـرقبـة همام من الخلف يضغطّ عليها بقبـضته يناظر دهّـام : إنت وش رأيك ؟ ,
أخـذ دهام نـفس من اعماقـه يحزن قلبه على همّـام اللّي هـزمه الضّـعف امامهم بانحناءه هذا : والله م ادري ي عذبي والله م ادري لكن ودي اتأكّد , ودي اشوف و اقرر لكن مابه ايّ دليل يتركنا ناخذهم او يستدعينا نلاحقـهم هذا اذا كانوا فعلًا هم القتـله ,
مـدّ البراء يده يفهمـه دهام و يعطيه المـلفّ يقرأ اسماءهم بالتـرتيب , بتـركيز هو كرّر اساميهم بهمس مسموع لهم كلهم ثمّ رفـع راسه يناظرهم : بس ما يمنع انك تتأكّد من عندك اذا لهم سوابق او لا صح ؟ يعنـي مثلًا هذا عز ابـن الكلب غازّي له فتره يلاحقّ عذبي و يضـرّه بشغله , يراقبه و يستفـزّه بصـور ,
رفـع همّـام راسـه باستغراب من سمـعه , و عقد دهام حاجـبيه باستغراب : صور من ؟ ,
ما ردّ البراء يشـوف نظرات عذبي له اللي تمنـعه , الحكي اللي ممكن يأذّي كلّ العائله و نطـقّ همام : أقابله أنا ؟ ,
رفـع عذبي حاجـبه باستـغراب ينـاظره : وش تقول له ؟ تحسب انـه على ماهو من سنين و لا اتغير ؟ تدري وش ممكن يقابلك فيه انت ؟ ,
ما ردّ همام يهز راسـه بنفيّ , رفـع البراء يدّه يأشّر عليـه : خلّـه يجـرّب ممـكن يعرف شي و يمسـكه من ذراعه اللي توجـعه ,
التـزموا كلّـهم الصـمت لثواني طويـله يفكـرون و من اخذ دهام الملـف يناظره يظـنّ و يحتمل احتمالات كثـيره : والله أنا أشوف كلام عمي صح , يعني وش له عز من عذبي اذا ما كان عمي السبب ؟ عمي هو اللي مسـك عمي محمد عنده و غازي مشـكلته مع عمي محمد لانه حلّ مشكله حمده هذه و حمده هي ام عز , يعني كلّـهم بقصة وحده و عذبي هو المتضرر من هالشيّء لانه ولد عمي صـهيب ,
رفـع عذبي يدّه يـسندها على المـكتبّ , يغمّـض عيونه بتعب هو ترك اصتبعه تغطّـيها عنهم : وش دخّـل ابوي فيني ؟ ابوي ما عمره اشتغـل مثل شغلي و لا بيّـن شغله لاحد شلون يعني ؟ حتى الاملاك كلها باسمي مو باسمـه ,
ابـتسمّ البـراء يناظره : لانهم يدرون ان ابوك ذراعه ما تنلوي الا بكر هم يمسّـونه بك انت ,
رفـع عذبي انظاره للبراء يعـقد حاجبيـه , كمّـل البراء يشتت نظره عنهم : يدرون بان ابوك يحبّـك حيل و هم شافوا هالشيّ بزياراته لك بحايل ,
ما ردّ عـذبي يروح فـكره كلّـه لأبوه , انه بالفـعل هالشيّء يصير من حُـبّ صهيب له ممكن هالشيّ ؟ هو ما يدري للحـين اذا كان هو فعلًا صادق لكـن كلامه صابـه بشكّ مالها نهايّـه داخله لانه ما قد شاف الشيّء اللي يلوي ذراع ابوه حتى على نـفسه هو ضـحّى بيوم بنـفسه لأجل يثبت ان مابه شيء فارق عنده معقـول يكون هو فارق عنـده الحين ؟ ,
هـزّ دهـام راسـه بإيجاب : صح , عمي صادق اذا كان هالموضوع كذا و هذه ناحيته انا اشوف صح كلامه ,
عـقد البراء حاجبيـه يرجع يناظر عذبي : انت قلّـي مب هو يشـتغل بنفس مـجالك ؟ ,
هـزّ عذبي راسـه بإيجاب , كمّـل البراء يلفت انتـباههم كلّـهم له : العـقود اللي حكيت لي عنها تصـير من وراك ؟ لمن صارت باسم من ؟ ,
اتنهـدّ عذبي يفهم قـصده , يفهم ان عزّ تابـع لابوه غازي اللي صارت معه هالمشكله كلّـها و التفت يناظر همّـام اللي يوضّـح شيء ثاني تمامًا : عـز و ابوه غازي ,
هزّ دهـام راسـه بإيجاب يفهـم ان البراء جابـها بالطرف الصح : يعني عمي صادق بكل الاحوال , عز تابع لابوه و ابوه هو اللي دلّه لاجل يتمشكل معك ي عذبي و كلّ شي ما يدل الا على شي واحد انهم يحاولون يجيبون المشاكل لنا و يشغلونا عن القضيه مثل كل مره و آخرها هيّ الصور اللي اترسلت لي لهمّـام,
نـاظر البراء همّـام اللي بادله النـظرات بنفس التفـكير , بنفسّ الشـخص اللي طرى على بالهـم و هو " الأُنس " اللي شـاغلهم بالمشاعر بالفتره الأخـيره , اتنهدّ عذبي يرخـي ظهره للخـلف بتفكـير و فتح دهّـام الملف يعيد قراءته من البدايـه ..
-
-
قـصر الأيـهم ، عنـد المدخل ؛
لبّـست صـيته أريـام عبايتها , تساعدها بمسـك الهدايا و هيّ مبتسـمه تناظرها : عذاري سبقتك هناك مع عمتك , لا تخلّـونها وحدها ضموها معكم بكل شيء حتى لو ما ودها لزّموا ,
هـزّت أريـام راسها بإيجاب تتمسـك بالأغراض و تسألها صيته : ثقيله عليك ؟ أخلي العامله تساعدك ؟ ,
هـزّت أريـام راسها ينفي تبتـسم تناظـرها : غطّـيلي شعري ماما , تميم موجـود على كلام شاهر قال لا تطلعون بدون ما تتغطّون ,
رفـعت لها صيته الطرحه تعدّلـها على شعرها , تمسح على كتـوفها : انتبهيلك ! ,
التفـتت اريام تـخرج و تقفّـل بعدها صـيته الباب , تتنهـدّ و تتمتم بالدّعـوات اللي ما تـفارق منطوقهـا دايم و من صـعدت الدرجات تتوجّـه لجناحها , لصـهيب اللي من جاء هو طلع و لا شـافته و ودّها الحين تشـوفه ، تسأل عن حاله , يومه و افكاره اللي تواجهـه , دخـلت الجناح تتفـقدّه عيـونها و تحـاول تشوفه لكن ماكان له وجـود تلتفّـت كانت تبي تخرج لولا سـماعها لصوت السّـعال اللي من دورة المـياه - أُكرم القارئ - صداه كـان تركها تعقـد حاجـبيها تقرّب من البـاب تدقّه تسأل بقلق : صُـهيب ! ,
ما ردّ هي تسمـع صوت الماء فـقط و ابتعدت عن الباب من خـرج بعدها يجفّـف فمـه من بقايا الماء بالمناديل يناظـرها و قربت منه هيّ مباشره تلـمس جبيـنه : تعبان فيك حرارة ؟ ,
هـزّ راسـه بنفيّ يحـاول بالأنـفاس المستصعبـه علـى جـسده , قربت منه أكثـر تشـوف ملامحه : وجهك مصفّـر ! و سمعتـك تكح ,
هـز راسه بإيـجاب يلتفت عنها , يرمي المناديل يخفـي كايدّ التعب داخله : معي نزله , اليوم صابتني ,
قـرّبت منه توقف خلف ظـهره ترفع كفّـها و تمسح عليها : نروح المستشفى ؟ يعطونك مضاد و تروح ,
هـزّ راسـه بنفـي يرفع يدّه لها يمـسح على خدّها بجفّـاف يده : ما عليك منّـي تخفّ من اليوم لبكره , انتِ علّـميني وش صار على الريم جاهزه ؟ ,
مـشى للسرير يجـلس و قرّبـت منه هي تجاوره الجلـوس , تحاول تتعـرّف على تعبه اكثر لان النـزله ما تطمنها و كثيـر تهز راسـها بايجاب : طبعًا دايمًا على موّال التوتر حقـها , لكن جاهزه باذن الله يومين و نزّفـها ي صُـهيب متخيّـل ! يومين بس ,
هـزّ راسـه بإيجاب , يناظـرها يبتسم بخفيف على بسـمتها : على خير ي ام الاشبال , على خيـر ,
أشرت على الدولاب تناظره : تشوف الهديّـه اللي شريـتها لها الحين ؟ تركتها بالدولاب نعطيها انا و انت سوا ما حبيت تكون مشاعرها بس لي , ابيك معي ,
هـزّ راسـه بإيجاب يسـاير كلّ حكيها و هو يجاهـدّ التعب بجسده , يجاهد نفسـه و جسـده اللي هُـزل كلّه بالفترة الأخيره يتأملها و هي تجيـب الكيس , تـرجع لمكانها جنبه و تفتحها تورّيـه الكيسـين كلها : هذه لأريـامنا , و هذه لحرم عذبي عذاري ,
سـكنت ملامحه يشـوف الهدايا من انها جابت لها : عذبي حدد يوم الزواج ؟ ,
هـزّت راسها بنفيّ تتنهـدّ , تتـرك اللي بيدها و تترك نظراتها كلها له : باقي , اليوم جاء بالظهر دريت ؟ ,
ما كان من صُـهيب التّـعبير هو فقط كان يناظرها بلهفّـه و خـوف عليه , كمّـلت صيته : سألني عنـك و شاف عذاري و جاب همام يشوفها بعد , بعد ما خرج جاتني عذاري تقول انه نـقد انك كلمتها بموضوع العرس و لا كلمته هو يقول ليش ما قلت له هو , ليش ما كلمته هو و هو الرجال و هو ولدك و الكلمه لـه هو قبل ,
اتنـهدّ صُـهيب يشتتّ نـظره عنها و يتـذكّره هو , يـتذكّر محاولاته بإنـه يواصله أكثر , يقـربه أكثر و يبـقى بيـمينه لكنه يردّه بكل مره , يبـّرد بينهم العلاقه اكثـر و هالشي مو بيده مهما حـاول ما تلتقـي افكاره معـه , جمـعت صيـته الأكـياس تنـزلها على الأرض بالأسفل و عدّلـت جلوسها فوق السـرير تأشر على المخـده : تعال هنا ,
ناظـرها لثواني , يلمح الابتسامه اللي تتوق فـرحه هو قـبل و انها تحاول تتفاهم معه مثل كل مره و ما كمّـل دقيقه الا و هو مسـتقلي معها , سـكنت ملامحها تناظره : فصـخ ثوبك اول ! ,
هـزّ راسه بنفي يـناظرها هيّ , عـيونها فقط كانت كل نـظراته لها و هيّ تقرأ حكيها , تشوف الخوف فيهـا و القلق لكنه يخفّـيه و لا يشاركها هالمره و رفـعت يدها تمسـح على جانب وجـهه اليسار كلّـه تبتسم , ترسـل الأمل اللي يحتاجه له مثل كلّ مره تتـركه يغفى على حـركتها هذه , بالنظرات هذه هـو اعتادها منها و هيّ اعتـادت عليها له لأنها تدري إنها طمأنينه له , إنّـها سكون بعدّ ضجيجّ الجـوف لذلك هيّ ما تبـيه يزيد تفـكيره و يُـدفن بتفكيره هذا اللي يهـلكه و يكـرّهه نـفسه ..
_
خـرجت أريـام بيدينها أكـياسّ , أغراض تـخاف عليها الكسر و تحذر بخطـواتها المتوتّـره من وُجود أحد أو بالأصـح دهام اللي يوتّـرها أكثر فوق توتـرها  مع قُـرب يـوم العرس و لا قاطـع خطواتها لڤـيلا عمتها ابتـهال الا صوت شاهـر من خـلفها يناديها : سمّـو الأميره ! ,
التفـتت له تـعدّل طولها , تناظر نفسها من انها تستصعب الكعـبّ و رفـعت انظارها له من قـرب اكثر : مخلّـينك انت تشيلين كل هالاغراض وحـدك ؟ أثـقل منك هذه ,
ما ردّ عليـه تميّـل شفتها و قرب منها يآخذها منها : عطـيني ياها على بيت عمّـتي صح ؟ ,
هـزّت راسها بإيجاب تمدّها لـه , تبتـسم بخفيف و تعدّل طولها تناظره باستـغراب : انت بتجي معنا ؟ ,
هـزّ راسه بنفّي يضـحك : لا أساعدك بس لأجل لا يشرهون عليّ عمي و عذبي لا دروا انك تشيلينها وحدك بيدفنوني  انا ,
ضـحكت بخفّـيف لانها تدري مسـتوى الدلال منهم على أصـغر الأشياء , كمّـل هو : بأمـر على عزوز نروح نشتري قهـوه و نرجع لدهام نقعد معه ,
عقـدت حاجبـيها باستغراب : دهام ما عنده ضـيوف قطر ولا انا غلطانه ؟ ,
هـز راسـه بإيجاب يضـحكّ , يضحك لان ببالـه اشياء غـير : الا صح كان موجود تميم لكن روّح , و دهام الحين ببيت الشـعر روحي شوفيه عنده قطاوه حلـوين ,
سـكنت ملامحها باستـغراب : دهام عنده قطاوه ؟ من بابا أخذهم ؟ ,
هـزّ راسـه بنفيّ , قـربت منه تشدّ عبايتها : من وين ؟ ,
رفـع حاجبه يأشر بـعيونه : روحي شوفيه انتِ , قطـاوه تهبل من النوع النادر ,
التفـتت تناظر بيت الشّـعر اللي يـبعد عنها , كمّـل شاهر : روحي له مابه احد عنده , تبون قهوه آخذ لكم معي ؟ ,
هـزّت راسـها بإيجاب ما تناظـره , انشـغلت كلها بدهام و القطاوه لانها تدري انه ما يحبّ القـطاوه و من اختفى حسّ شاهر من حولـها هي اتلفتت بنظراتها للحوش بأكمـله ثـمّ أخـذت نفس عميـق تمـشي لبيت الشّـعر , لمكان وُجـود دهام اللي دلّـها عليـه شاهر و من وصـلت هيّ تـركت كعبها خلـف العتبه تفتح الباب اللي كان مقفّـل تـدخل مباشره ما تشـوف الا ظهر دهّـام عليها متربـع للجهه الثانـيه و عقـدت حاجبيها باستـغراب تقفّـل باب السحاب خلفها تسمع دهام " شاهر قفّـل الباب لا يطلعون " و زادّ اسـتغرابها تصدّق شاهر بوجود القطاوه , تـمشي له و توقـف خـلفه بالضبط تـبردّ كل ملامحها , ترتعبّ اطرافها من قفـزّه الفـهد اللي خاف من جيّتها المفاجـئه و تشـهق هي تتراجع للخلف بخوف الى ان استوعبّ دهام صوتها , خوفها و التفت لها يناظرها بذهول : أريام ! ,
ارتـعبّ قلبها كلّه خاف من الفـهد اللي صار يمشي حول بيتّ الشعر هيّ سـندت ظهرها تحميـه بطـول الجـدار  و سـرعان ما وقف دهّام يتدارك خـوفها , حركة الفهد المفرطـه و سـكون الفهد الثاني بيدّه يقـرب منها و ابتعدت هيّ تهز راسها بنفـيّ : لا لاا دهام بعـدّه عني ,
ناظـر دهام شـبل الفهد بيدّه و ابتسم يناظـر خوفـها المستحيل بها , بملامحها و اطـرافها اللي تتمسك ببيت الشعر و مراكـيه يقرّب منها يهز راسه بنفيّ : صغـيّر ! ما منـه خوف ,
هـزّت راسها بنفـيّ ما تقوى الكلمه لانّ كل شعـورها طغى على حروفها و فكرها الملعثـم , قـرّب الفهد الثانـي يركضّ حولـها يجول بالتّـوتر و ينـجنّ يثبت قفزاته لهم و سـرعان ما مدّ يده دهام لها لانها يدري بخـوفها و شعورها الحين : تعالّـي ! بيجيك تعالي عندي ,
اتردّدت هـيّ يرتاع قلبـها من اللي يركضّ أسفـلها , و اللي بيدّ دهـام ما يتركه لكنها تفضّل الساكـن عن اللي يتحـرك لذلك هي مدت يدها مباشره لـه يسحبها هو كلّـها لحضنه , يشـدّ عليها و يبتسم يلمح كلّ خوفـها و يحسّه لانها وسـط ذراعـه : تخافّ الغزالـه ! ,
ما ردّت هـيّ ترجف شفّـتها ما تنطق حروفها , ما تعبّـر بالحكي لكن كل شي فيها يعبّر و تُستـفزّ من ابتـسامته اللي واضحه لها بين كلّ هذا الرعـب يكمّـل هو يناظر الفـهد اللي بيده : تشـوفينه كيف عندي جالس ؟ ودّك أجلّـسه عندك و ينام ؟ ,
هـزّت راسها بنفّـي تـشدّ هي كل اطرافها على ثوبـه من اعلى كتفه و اليدّ الثانـيه على جيبـه العلوّي و يناظرها هو يتخـدّر كله من قُـربها , من انها تستحمـي به : تبـين نطلـع ؟ ,
ما ردّت هي تناظره لانها تدري بان الجواب عنده لكنه يسأل و يطوّل جلوسها اكثر معه و مع الفهود و ضحـكّ هو بخفيف كان يبي ينحني يترك الفهد على الارضّ لكنها تقيّـده و تصعّب نزوله من شدها و رجع ينـاظرها : لو ودّك تـجلس اكثر عادي تقدرين تقـولين , اما اذا ما ودك لازم تخفّفين علي شوي ,
نـاظرت نفسها تستـوعبّ انها فعلًا هيّ - متلصّـقه - فيه بشكل مو طبـيعي و من رخى يده عن ظـهرها يـحبّ الشعور اللي اتلونت فيـه : يدّك ويـنها ي الغزاله ؟ ,
استـوعبت يدها اللي  متمسـكه بجيبـه العلوّي ، رخـتها بالتدريج تنزّلـها عنه و تترك الثانيـه على كتـفه ما تنزلـها الى ان انـحنى هو ينزل شبل الفـهد و يرجع يتعدّل , يمسـك بيدّها و يعـطيها الجهه اللي ما من وُجود للفهد فيها تمشـي الى ان خـرّجها و خرج خلـفها يقفّـل الباب السحاب , يلتفت يناظرها و يلـمح نقدها عليه لكن للحين هيّ ما تحكي , ما تـحرر حروفـها له و تلتفـتّ مباشره تنـوي البُعد عنه لكـن ايديه منعتها , يسـحبها مباشره يقرّبها من و يضحكّ هو من قلـبه لانه يدري ان شعورها فاضّ بالخـوف , بالزعل منـه ان لقـت معه اشبال الفهد و خافت هيّ ما كان خوفـها تمثيل و لا رجفّة شفّـتها اللي للحـين هيّ معها : ابعدّ دهـام ابعـدّ ! ,
هـزّ راسـه بنفيّ يـعانق خـصرها بشبّـك يدينـه خلف ظهـرها , يـسـند ظهره لباب بيـت الشعر يحبّ الحال فيها مهما اختلف : تـروحين عني بزعـل ؟ وش تقولين انتِ لأ دايم و الحين أنا أقول لك لأ , وش مزعّـلك مني ؟ ,
عضّـت شفتها تردع رغـبة البكيّ عندها , تردّع فـضحّ الشعور اللي للحـين هيّ ما تتحكمه و لا توازنه داخلها تعتب مباشره : ليه تحبّ تخوّفنـي ؟ ,
ارتـخت ملامحـه مباشره يهزّ راسها بنفـي : انا احبّ اخوفّـك ؟ هالسؤال لي متأكدّه ؟ ,
ما ردّت هـيّ تشتت نظـرها عنـها تحاول البُـعد من قـربه منها لكنها تضعفّ كلـها من كمّـل : انا لو ادري انك بتجيـن ماكان دخّـلتك لبيت لبيت الشعر و انت تخافين و ما ودّك , انا دخّـلتك لهم ؟ ,
نـاظرته لثواني تستقـرّ عيونها بعـيونه , يمدّ يده هو يـرجّـع خصلات شـعرها لخلف اذنها بعد م ارتخـت الطرحه تنزل على كتوفـها يتركها تنطـق مباشره : شاهر قال انك ببيت الشعر و معك قطاوه , جـيت اشوفك ,
ابتـسمّ بخفيف من انها اتكلمت , تشـرح له اللي بقـلبها و هو يفرح لاصارت تتكلّـم : ايـه ! شفتيني الحين و إنت ما تتذكرين كلامك البارح ؟ ,
سـكنت ملامحها تستـوعب كلامها يوم امسـها هـيّ قال انهم ماعاد يشـوفون بعض الا يوم الزواج و الحـين كلّه اتبخـر لانها جات له , شـافته و شافها و هـزّت راسها بنفـيّ تحاول تبعده : ماكان قصدي , ابعـد خلاص لا تشـوفني اكثر ,
ضـحكّ , من قلـبه ضحك بـذهول يوسع عيـونه يهزّ راسـه بنفيّ مسـك اطراف عبايتها يحاول يـفتحها لكنها منعته تشدّها له : إنتِ شفتـيني , انا ما بعد شفـتك ,
شدّت عبـايتها اكثر تهز راسـها بنفيّ : ما تشوفني ! انا حرمة و انت رجـال عادي كل يوم بثـوب ,
رفـع حاجبه من حكيـها ما يعجبه : و إنت كل يوم بوش ؟ ,
ما ردّت تبتـسم تفـكّر لكنها ادركت للحـظه انه يحاول فيها و في شوفـها كامله بزينتها و هزّت راسـها بنفيّ تضحك تسـحب جسدها عنه تنسـحب بخطـواتها : تضحك عليّ ! مافي مافي يوم الزواج عشان يكون لنا فرست لوك ,
ضـحكّ يرخي جسـده للخـلف لان مشـاعره لها تتعبّـه , تفيـضّ من شوفـها و كـلّه يضجّ بلـهفة الشّـعور , بلـوعة الحُبّ هو يناظرها يفـكر لثواني ترتخي كلّ ملامحه يوقّـفها : أريامـي !,
ما وقفـت هيّ تمشي لأنها ما سمـعته لكنه من ناداها مره ثانيهّ بـ " ي الغزالـه " هيّ التفتت تـسمعه هالمره و تبتـسمّ كلّـها له تحبّ نداءه لها بكلّ المسميـات , ناظـرها تلـمع عيونه و تجفّف عـروق قلبـه منها : كنت أفـكّر اقول لو آخذ إجازة من شغلـي اسبـوع , اقعد معك بالزواج و بعده ,
ناظـرته بتفـكير تميّـل شفتها تتغنّـج بجسـدها , تتمايّـل تشاكـسّ مشاعره بدلالها : بنسافـر ؟ ,
هـزّ راسـه بنفيّ ما يقـدر حتى لو يبـي موانعه كثيره هالمرّه للاجازه الطويـله اللي تودّها هيّ , ارتـخت ابتـسامتها ترفع يدّها ترجّع خصلاتها المتمرّده خلـف اذنـها تهزّ راسها بنفـي : لا , لا تآخذ الا لو سافرنـا عشان نآخذها وقت طويـل ,
ما ردّ هو كـلّه كان لها بنظـراته , رغـبة جوارحـه بشعور الحُبّ منها ماكان سـهل عليـه و التفتت تتركـه يتنهدّ لانها كثـيره على قلبه بالشّـعور و التفـكير و هو ماعادّ بـه صبر اكثـر ..
-
-
مـكتب المحامّـي ؛
مشـى للغـرفه الثانيّـه و هو يآخذ منها اللّـحاف اللي فيها و كان لـهمّـام لأجل يـغطّـيه , رجـع لمكتبـه و هو يخفت الأضـواء لأنه نـام , نام همّـام بتعب على الكـنب و هو ما يهون عليـه تعبه أكثر لذلك مسـك باللحـاف يقربـه و يغطّـيه كلـه من الأعـلى و يتأمّـله لثواني طويـله من التغيـير اللي صاير فيه بلـحيته , شـعره و جلـده اللي سمّـر من الشمس و هو يدري انه قضاها بالبـر لان عذبي قال له هالحكي و ادرك انه قرأ الرساله لانـه جلس معهم هالمرّه و يحـنّ كل قلبه له , عليـه و ودّه يحـميه من كلّ الجاي بما انهم قرّبـوا هو يدري ان الحقيقه ما بتـكون سهله حتى لو مسكوا القاتـل و اعتـرف ما رح تسـهل على مسامعه دون ردّة فعـل و جنون ممكن يصـيبه ..
التـفتّ البراء يناظـر باب دورة المـياه - أُكرم القارئ على خـروج عذبي منه و هو يرفع سبابـته يأشر له بالسّـكوت و الخروج و من شاف عذبي نومة همّـام اللي توضّـح كمّ التعـب اللي فيـه هو هز راسـه بإيجاب يطلـع من المكتب , يتـبعه البراء بعد ما طفّى الضوء بأكـمله و التفـت عذبي له من قفّـل البراء الباب : نـام بدقيقتين من تـعبه , من يومين و هو ما ينام ,
عقـد البراء حاجبـيه يشـوف التعب فيه هو بـعدّ : و إنت نـمت ؟ ,
ما ردّ عـذبي يشتت نظـره عنه يـروح للغرفـه الثانيه و يتـبعه البراء يجلسون مقابل بعضّ , أشـرّ البراء على مكتبـه : وشـوله  كذا شكله مبهذل ؟,
ابتـسم عذبـي ما يقدر يخفّـي اعجابه به : حلو خلّـه , احبه و هو كذا ,
تمتـم البراء بالحوقـله لانه بالفعل يشوف الاعجاب فيـه من شـكله و ناظره بعـدها ينطق بسخريه : خلـك زيه طيب ..طوّل شـعرك و احرق جلـدك في الشمس لاجل تصيرون اخويّـا قول و فعل ,
ضـحكّ عذبي بخفـيف و يدري البراء انه ما يمانـع لأجل همّـام : ما يلـيق الا عليه , بـدوّي ضـلعي ,
ابتـسمّ البراء بخـفيف لانه يدري قدر الغلا بيـنهم , يدري ان عذبي يحبّـه حيل و يدري ان همّـام يكنّ له نفس الشعور و اكثر و ارتخـى ظهره كلّه يرجعه للخـلف : شـلونه ابـوك ؟ ,
ارتـخت ملامح عذبـي يسـكت هو يناظر البراء بهـدوء يهزّ راسـه : إن شاء الله انه بخـير ,
عقـد البراء حاجبيـه لانه حسّ من حكيـه و ملامحه اللي اتغيّـرت من طاري ابوه انه به شيء : شلـونك انت معـه ؟ ,
ما كان من عذبـي الردّ هو رفـع يده يمسـح على لحيـته يتذكّـره و يـتذكر اخـر شيء حزّ بخـاطره انه ما حكى معه بخصوص كلامه مع محمد عن الزواج , اتنهدّ البـراء يفهم كلّ شيء : ما ودّك تقـول وش آخر شيء صار بينكـم ؟...

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن