الفصل ٣١

7.2K 127 15
                                    

اتنحنح همّام يطلّع حروفه اللي هو يدري انها بتكون نهايته على يده : مب موجوده ! ,
احتدّت ملامح البراء , كمّل همام يبلع ريقه بتوتر : اظن رميتها بالغلط مع قارورة المويا اللي خلصت ! ,
رفع البراء حاجبه : رميتها ؟ بالزباله ؟ ,
هزّ همام راسه بإيجاب يحنيه يرمشّ بتكرار , حوقل البراء بغضبّ ثم ناظر الموظف : اسمع ي ابن الحلال ..ان شاء الله تكون ابن حلال و تخلينا نشوف الكاميرات لان السبك اللي يمّي واقف  رمى الورقه ,
هزّ الموظف راسه بنفيّ و قاطعه البراء يكمّل : انا المحامي البراء آل فيصل شفّ  طريقه ,
رفع الموظف سماعه التليفون: باشوف الادارة ,
التفت البراء يناظره بحدّه و اتنحنح همام يشتت نظره عنه بتوتر , نزّل الموظف السماعه يهزّ راسه بنفيّ : الاداره رفضت ..نعتذر ! ,
ضربّ البراء مكتب الاستقبال فجأّة ينطّق بحده و علّو نبره أفزعت الموظفّ : وش نعتذر ! وش نعتذر ! اانااا هنا محامي اعرف القانون و القانون م يمنع على وش تعتذر ! على وش ؟ ,
قرّب همام بحركه سريعه يسحبه من الخلفّ : عمّـي عمّـي صلي ع النبي مب كذاا تنحلّ ! ,
ضربّ البراء المكتب مره ثانيه يصرخ بوجه الموظف : من البدايه واضح انك مب ابن حلال ..استقبال **** و محل **** ,
سحبه همام يخرّجه من المحلّ و بمجرد ما خرجوا نفضّ البراء نفسه و ثوبه يحاول يهدّئ نفسه , يعدل انفاسه و رمشه يرفع انظاره لهمام اللي يناظره بصدمه لأوّل مره يشوفه بهالحال : عساك مبسوط ؟ كلّه من نقّك امشّ قدامي ع السياره لا اسمع حسّك و لا صوتك ! ,
مشى همام طواعيّه خطواته يسبق البراء و هو يسمع تمتماته اللي يشتم فيها و بكلّ مره ينشتم فيها هو يشتم فيها عذبي لانه هو اللي ورّطه معه ..
-
-
القـصرّ ، تحديدًا بمجلس قصر صُهيب ؛
دخَـل صُهيب بعد وقت ترك فيه دهّام وحده بالمجلس بعد م استقبله و دخّله هو راح يحكيّ مع صيته اللي طلبته : ي الله حـيّ الذيب ,
وقف دهام يمسك الدلّه و الفناجيل يبتسم بخفيف : يحييك ي عمي يحييك ..أقهويك ؟ ,
هزّ صهيب راسه بنفيّ يجلس و قهواه دهام ثم جلس على طرف الكنبه قباله يرتشّف من فنجاله ,
اتنحنح صُهيب لثوانـيّ يفكر بحكي صيته اللي قالت له يقطّع حكي الغريب و يقبل بالقريب و هو ما ودّه الا بالقريب , ما ودّه لبنته الا الذّيب اللي شاف دلال بنته عليه من صغرها لكنّ وعيّ الاعمار غير كل شي بالفتره اللي كبرت فيها الأريام ,
حكّ دهام طرف انفه بتردّد للوقت , لعدم وجود ابوه لكنّ بما ان ابوه عطاه الضوء الاخضر بالتصرف هو بيقدم الخطوّه بكل الاحوال , سواء وحده او وسط الجموع و من ترك فنجاله ع الطاوله عدّل جلوسه ترك صُهيب يناظره يفهم ان الحكي على طرف لسانه : عمّي ادري اني جيت لموضوع ثاني لكن ودّي افتح هالموضوع دام الوقت و الوضع يسمح ,
هزّ صُهيب راسه بإيجاب ينزّل فنجاله يسندّ كوعه على طرف مسندّ الكنبه : سـمّ ,
عدّل دهام جلوسه للمرّه الثانيه يـثبّت ملامحه و استقرار عيونه لعمّه : ودّي بالقُرب ي عمي ..اطلب القُرب و هو موجود من قبل و الحكّي على ما هوّ من زمان ,
ابتسّم صُهيب بخفيف م تُلمح على ثغره لكن نظراته تأكّد , هزّ دهام راسه بإيجاب من حسّ بأمان الحكي يكمّل : أطلبك بنتك ي عمي على سنه الله و رسوله ,
عدّل صُهيب جلوسه يوتّر دهام من وضعه اللي هو فيه لأول مره يتجرّأ يحكي معه لأجل بنته و دايم كان شريان هو اللي يتكلم , مدّ صُهيب كفه يتركها على طرف ركبته : انت تدري انّ كثير اللي يطلبون القُرب ..و أنا ما ودّي بالقُرب ,
سكنت ملامح دهّام باستغراب , التناقض اللي يلمحه و يسمعه يوتّره ,
كمّل صُهيب يآخذ نفس عميق : كثير شاريين القُرب ..كثير شاريين بنت الأيهم و انا ما ودّي بهم لان المهم هو الايهم مب بنته ..انا ودّي بك انت لان ادري انّك غيرهم و انّ الاريام غيـر ,
ابتسّم دهام بخفيف يشبك كفوفه ببعضّ يقدّم ظهره لعمه , هزّ صُهيب راسه بإيجاب : أنا ما ودّي بالقُرب ودي بالصون..الأريام تنصان مو بالمكان و الاموال بس ..الأريام تنصان حتّى من الزّعل ي الذيب اذا ودّك بالقُرب ..اقربّـها هيّ بالأحسن من حالها الحين ,
هزّ دهام راسه بإيجاب يناظر عمّـه يفهمه , يفهم ان المقصدّ ان بنته هيّ اللي تُقرب بالأحسن مو هوّ , يفهم ان صُهيب ودّه يعطي بنته لليّ يصونها هيّ مو يصون صيت ابوها , يفهم انه ما ودّه يعطي لليّ يدارّي زعلها ما يداريّ الاموال لذلك هو انتظرّ دهام م انتظر غيره , يدري ان كثير حولها يبونها لكن م يضمن ان بنته ترتاح معهم و الحين هو ما صدّق ان صيته عطته الخبر بان بنته رضَـت : هـيّ بنت الايهم و غزالته على قولّ الشريّان..و لا صارت حرم الذّيب تصيـر عيونه ي عمّي ,
ابتسمّ صُهيب بثـقه و راحه لانه يعرفه , يعرفه و لا يمثّل عليه يحاوله : متى ما ودّك تدخل الباب مفتوح لك ..جبّ الشيخ و خذها دامها بتكون عيونك وش أغلى عندك ؟ ,
اشتدّت ابتسامه دهـام اكثر : هيّ أغلى ي عمّي ..أغلى والله و إن الله كتب و أحيانا الشّيخ يكون الجمعة موجود بحضور عذبي و خالها ,
اختفت ابتسامه صُهيب يفكرّ للحظه , يعقد حاجبينه بتفكير لان كسّار مسافر و هذا علمه عنده امّا عذبي هو م يدري وين ارضّه و لا وين قرّ لذلك هو استغربّ : عذبي مسافر ؟ ,
أخذّ دهام نفس عميق يعلم و لو قليل من حالهم : ايه سافر الصباح بريطانيا ,
شتّت صهيب نظره يشدّ على فنجاله بقبضتّه يغضبّ للسبب اللي يتركه يترك تركيزه بأيّ شي الا عذبي , سبب سفره و كتمانه الشدّيد بالفتره اللي انضغطوا كلّهم فيها فجأة , ترك حتّى حرمه خلفه اللي ما كان يتوقع فيها صُهيب انه يروح و يتركها , ترك خلفه ابوه ، امه و اخته و راح دون كلمه ما يقول و لا يتكلم عن خططه , اللي يصير معه و اللي يصيبه كلّه يعيشه الحين وحده و هالشيّ يضغط صُهيب اكثر و يقلقه بشكلّ مو عادي ..
-
-
وقّـف سيارته و هو لازالت كفّه على نبضّ معصمها بالرّغم انّ كلّ جسدها مرتخـيّ تعب و هو يلمح هالشيّ و يحسّه فيها , يندّم اشدّ الندّم على القُرب اللي صار لانه يتعبها و اتعبها فعلًا انه يشوفها بهالحال بسببه هو يلوم نفسه عليها , يلوم نفسه على شعورها الطاغّـي له و الحين يوادعها مُجبر , يغصّب نفسـه على هالوداع يبي ينهيه برضاها لكنّ عناد قلبها عليه و جبروته عليه قوّي , مرّر ابهـامّه على نبضّها الساكن على غير عادته و التفت يشوفها صادّه عنه للشبّاك ...طفّـى السياره يعدّل جلسته لها يرفع ابهامه عن نابضها يرفعه لها ..شالّ النقاب عنها يلفّ وجهها له , يلفّ عيونها له لأجل تناظره رغم انه يدري ان نظراتها له تقطّع عروقّه , تضيّق ضلوعـه و تقطع انفاسه لكنّ هو يرضى بهالشيّ منها , يرضى يآخذ الألم و التّعب لو كان منها و يرضى تزعله لأجل رضاها و من استقرّت عيونها المرتخيّه  له هو همسّ بهدوء وسط الظلام : ما بعد رضيتي ؟ ,
ما ردّت تناظره ترفع كفوفها تمسك ساعديه الممتده لوجهها و بثواني هو فكّ طرحتها عنها ..يلمس نحرّها و طرف فكها ما تتضّح له الرؤيه زين و يحسّ بحرارّه تعبها بجسدها ..بدايةً من وجهها لطرف فكها و نهايةً لنحرها و من مدّت يدها تنزّل يدينه عنها تنطق بخفوت : عذبي خلاص ! ,
هزّ راسه بنفيّ يسحب كفها له , كفوفها له يقبّل نابضّ عروقها لثواني طويلّه : هيّ صعبه..لا تصعبينها اكثر ,
حُرقت محاجرها دموعّ مباشرّه , حُرقّ خدها من حرارّة دمعها على بشرتها تهزّ راسها بنفي : عذبي ! ,
رجعّ يقبّل نابضّ عروق معصمها بهدوء ثمّ رفع نظره لها : تعذبينه انتِ ,
هزّت راسها بنفيّ ترجفّ نبرتها مع رجفه شعورها تسحب كفوفها من من وسط كفوفه ..لمست نحرّها بطرف انامها يطغى شعورها , تنكتّم منّـه ما تمثّل : كثيره اربعه ايام ,
عدّل جلوسه يناظر عيونها مباشرّه , على اناملها اللي على نحرّها هيّ تفاصيل منها  تعذبه اكثر ..رفع ابهامه يمسح حارّق دمعها اللي ندّى اهدابها يهزّ راسه بنفيّ : اربعه ايام مب اكثر ..اربع ايـّام و اشدّها بالنهايه لكّ مالي غـيرّ هالهـدب انا ,
اتنهدّ للحظه م يتمالكّ صبره بالوداع , م يتمالك تفاصيلها قدامه الحين يعدّل جلوسه يناظر المرايا الجانبيه من لمح خروج صُهيب يمشـي باقدامه للمسجدّ هو رخى ظهره بتعبّ و من اختفى عن انظاره هو التفتّ مباشرة لها : تجبريني على الكثير ي حفيده سلمان ..يلا الصلاة ,
رمشت بعدَم فهم , ولا ودها تفهم دام انه يستنزف طاقتها هالقدّ هي م تتحمل اكثر منه و نزلت دون سؤال لكنّه صدمها من نزل قبلها بعد ما قال " يلا الصلاة " هيّ اتوقعه مستعجل يروح المسجد , اتوقعته يحرّك سيارته مباشرة لكنّه نزل يتوجّه لها من نزلت هو اللي قفّل بابها و كانت
انظارها هيّ مع حركة يده من حولها و من باغتها بقُبلة يرجّع ظهرها للسيّاره هيّ رفعت كفوفها لصدره ما تمنعه , تتعبّ لان تعبها انهاها و هو يزيدها , حرّقها دموع مرّه ثانيه لكنه م يتمالك هالقُربّ منها , م يتمالك هالبُعد اللي بيصير بعده و من حسّ على كفوفها هو اتمسّك فيها مباشره و ابتعدّ بثغره عنها , ثغره فقط امّا قُربه على ما هو ! و جبينه من جبينها م افترقّ و من همسّت بهدوء تحطّ حدّ الزّعل عندها , تبلغّه عن حدّ زعلها : لو اتأخّرت ما بأعذرك ,
هزّ راسه بإيجاب يأكّد " لا تعذريني "  يآخذّ نفس عميق يتجهـزّ لنفسه الطويل اللي بيآخذه منها , من ثغرها و بالفعلّ التهمّ ثغرها مرّه ثانيهّ يقطع نَفَسها عنها دون سابق انذار , شدّت باناملها هالمره على كفوفه اللي تتمسّك بباطن كفوفها و من حسّ عليها هو حرّرها بعد ثوانيّ منه , حرّرها يتركها تعدّل طرحتها مباشره ترمشّ ، تحسّ بحرارة جسدها و تعبها و تنقدّ لانه للحين يزيدها تعبّ مشاعر ..يزيدها فقد لشعوره قبل حتّى يروح عنها ..
اتنهدّ يسندّ ذراعه على السياره خلفها يناظرها م يسمح لها الحركه , يلمح شتات نظرها عنه و يشوف ملامحها اللي تنقدّ عليه ..قرّب منها يقبّل جبينها طويل الثواني يهمسّ من بين شفايفه لها : تصعبينها علي ي حفيدة سلمان  ,
رجفّت كفوفها للحظه و مشاعرها الطاغيّه و من ابتعدّ خطوه عنها هيّ مشت عنه , مشت عنه تدخل للقصر تفهم ان كلمة " حفيدة سلمان " منه هالمره انه وصل أقصاه , ان يُهلك امامها و هي قدّ هلكت , الزّمان ما خيّرهم هالمره و سيّرهم على ما ودّه , على كلمه وحده يرجعون لها كلهم لأجل يطبطبون على قلوبهم , لأجل يطيّبون كدرّ خواطرهم فيها و هـيّ - الخيره - ..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن