ذكرت له ذكرى موحشـه عليه لانّه اتغيّـر الحين هو و بالمـثل هي اللي مـوّجت عيونها بالمشاعـر تهز راسها بإيه تكرّر : ادري , ادري عنها الله يرحمها بس ما كنت اقصد كذا بس كنت ابيك تقولي عن القضيه , بس القضيه ابي افهمها همام و ابي اعرفها اكثر بس , آسفه والله آسفه ما قصدت ,
هـزّ راسه بنفـي يرفع يـدّه لحاجبه يحكّـه يرتبك داخله بالذّكـرى الحين وُجـودها امامه بذاتّ الهـدوء اللي يضرب روحـه بالحنيـن : لا تبكين , لا تبكين بسيطه ي بنت المحامي ادعي لها و بس ,
ارتـخى صدرها بثقّل الشعـور ترفع يدها و تمسـح عليه تناظره و لا تبعد نظرها على عكسه هو اللي ما ناظرها و لا حتى رفـع عيونه كان منه المشيّ للمغاسـل و لحقته هي تفهم مبتغاه بالوضوء لانّه بالبدايه شمّـر اكمامه توقـف بالجدار اللي مقابله و تسند كـتفها عليه , تميّـل جسدها له و تميل له كلها ترتخي ملامحها و تـغرق عيونها بشعورها تتأمّـله يتوضّـأ و لا يرفع عيونه لها على انه يدرك وُجودها معه تنطـق هي : همـام ! ,
ما كان منـه الردّ هو انحـنى يغسل مرفقيـه , كمّـلت هي بهدوء نبـرتها : ادري انه مو شيء سهل , ادري انّك تشتاق لها و تحبها حيل في النهايه هي امك و هم حرموك مـنها بس ,
عدّل وقـوفه ينهي الوضـوء و يقاطع كلمتـها من سحبّ المناديـل يجفّف نفسه , كمّـلت بعد ماصار المناديل بيديه ؛ همام عادي قول لي , قول لي كل شيء ادري ان بخاطرك كثير و ادري ان مافي شيء سهل بس انت تحتاج تتكلم و انا احتاج اسمع منك حتى لو ما كنت اعرفك من البدايه ,حتى لو كان الزواج بينا مو بكيفنا انا احتاج اعرف اكثر و اعرف انك تبي تتكلم و تقـول , اعرف لاني ذاك اليوم احتجت اقول لك عن نفسي رغم ان اللي صار لي بالنسبه للي صار معك شيء تافه بس انا وقتها احتجت اتكلم و ارتحت بعد ما تكلمت معك ,
رفـع نظره لها يستوعب كلامها , يستوعب تعبيرها الصريح عن شعورها و لا تخفي نفسها حتى بابسط المشاعر هي تعبّر , تعبّـر له و تكمّـل : ادري انك بترتاح انت بعد ما تتكلم , و انا احتاجك تتكلم معي و اسمعك زي ما سمعتني انت انا بأسمعـك ,
اتنهـدّ تبتسـم عيونـه المحمّـله بثقل الشعور لانّها تحاوله , تحاول تطبطب على قـلبه و تليّـن قساوة الشعور عليه الحين و انها تفهمه , تفهم انّ الضيـاع داخله مستحيل و ان هو ما بيـن الماء و السراب يحاول العيش طبيعي لذلك هزّ راسـه بزين : بألـحق الصـلاه , ما ودّك ترجعين للقصر الحين ؟ ,
ميّـلت جسدها , عنـقها ترتجي منه يجـاوبها على قدّ السؤال , يكلّـمها على قد الحكي ما يكتفي بكلمه وحده تنطق باسمـه ترتجف نبرتها : همّـام ! عطيـني الكلام على قدّي عالاقـل و لا اذا ما تبي تكلّـمني قول لي من الحين ،
ابتـسمّ ثغره بخـفّه مستحيل تُخفى عن نفسـه و يستوعب نفسه يفسّـر الحكي بمنطق ثاني هو يفهمه فـيها و ادركـه ؛ يعني لا قلت لك ما ودّي اكلمك ما بتكلّـميني و لا بتسأليني ؟ ,
نـزّلت نظـرها عنه , عن عـيونه المبتسمه و تشعر انـه يدري بالجواب لانّ مهما يكن طاقة عقلها بالفضول مسـتحيله و حتّـى ركـودّ فعلها محال بهالحـال و لانها خجلت بالسؤال رجـعت رفعت نظرها له تمسك بيـدينها تناظره دون كلمه , مشـى يتجاوزها و يبتسمّ كله حتّـى قلبه رغم سـواد الحزن على قلبه الا انّ شعّ شـعورها على كامل جـسده : البسي عبايـتك و اطلعـي دام ما بقى شيء ارجعي للقصـر , بانتظر برا و اشـوف خروجك لا تتأخرين الصلاة بتقوم ,
كُـبتّ صدرها عن النـفس تلتفت مع التفـاته و كلماته لها الى ان خـرج هي اتقدمت تلبس عبايتـها , تلفّ طرحتها و تشدّ شنطتها معها تطلع تلـحقه تشوفه يركب سيارتـه و ينتظرها ما يتحـرّك يبقى على ما هوّ و نـزلت هي تتوجّـه لسيارتها تركب و تحـرّك تشوفه يحرّك بعـدها و تتنهدّ تـرفع يدها تمسح على صـدرها من فاضّ بها الشـعور يخالـطّ قلبها بصورة مسـتحيله تكمّـل باقي طريـقها للقصـر و من فُـتحت لها البوابـه ضوّت شاشة جـوالها باسمه , برسـاله منه و سؤال واحد يضمّ معانـي كثيره خلفه " وصـلتِ ؟ " و لانّها شافت خوفه عليها , قلقه و استـشعرت قُرب الجسده منـه حتى نبضه كـان يوصل لها هي جاوبـته مباشره بـ" إيـه "..
-
-
خـيام عذبي ؛
وقـف عذبي يناظر جـواله للحظه من انهى صلاة العشـاء كان منه الجلوس بمكانه ما اتحرّك لدقايق طـويله كان يشوف الناس حوله تخليّ وجـودها بخيامه , بمُصـلّاه و بأرضـه يذكر الله , ما يوقّـف عقله عن الذكر يحاول يتناسـى الهمّ و ضيقه بجـوف صدره , بحشـاه اللي تُـلّ لشعـوره الثقيل بقلبـه , يستذكـر لسانه , عقله و قـلبه و الحين ما وقّـفه الا من سمع حكي طارق مع ولده مصطفى التفت له و قرّبـه طارق يلمّ المـفارش عن الارضّ يـناظره عذبي لطويل الثـواني : عمّـي ,
قـرب مصطفى يساعد ابـوه و هو لازال يلمّ المفارش رفـع نظره لعذبي جُزء من الثانيه ثمّ كمل يبتسـم بخفيف : صحّ اني بعمر ابـوك لكن تقدر تناديني باسمي , انت وليّـي ,
هزّ عـذبي راسه بنفيّ يدخـل جواله بجيبـه و يتمسّك بمـرفقه يستشعر آلامـه الحين : سمعتك , تقول ان الاهل بخير ؟ ,
عدّل طـارق وُقوفـه يناظـره و سكن مصطفى للحظات لانهم دروا انه سمعـهم و كمّل عذبي مباشـره يمدّ له بطاقـه : خـذها , ودّها للمستشفى على حسابي لا تتأخرون عنها و طمّنـي , طمّـني ,
هزّ راسـه برفض تام طارق الا انّ عذبـي مسك بيدّه يتـرك البطاقه بباطنها يلزّم : خـذها , خذهـا ودّها دامها تعبانه لا تتحمل هي و اشتري العلاجات بعد , كلـها لا تقصّـر عليها ي عمي لا تقصّـر ,
لـفّ طارق نظره لولده مصطفـى اللي ارتخت ملامحه يرتجي القبول من ابوه و هـزّ طارق راسه انحنى يبي يقبّـل يد عذبي لولا مـنعه له و رفعه من جديد : لا ي عمي لا الله يحفظك , طمّـني لا تنسى تطمّـني ,
على انّ الموقف صعبّ , القبول اصعب الا انّ طـارق م اتحمّل هالقدّ و رفـع نظره تندّي جفـونه بالدموع يتمتم بالدعوات : الله يحفظك ي ولدي , الله يحفظك و يرفع قدرك ,
مسـح عذبي على كـتفه يتعدّاه بالخـطوات و يتركه , يمشي للخيام و يلمح السياره اللي لازال وقوفها مستمر من ساعات و يدري انه بداخـل الخيمه لذلك دخـلها تسكن ملامحه من شافّ الصقر على يده و يمـسح عليه بالحبّ يحاولـه ,
ناظـره نايف يدرك وُجوده و يحسّـه و ابتسـم يرجّع نظره للصـقر اللي مدّد جنحـانه : كثـير صقور تربّـت من صغرها و يوم كبرت هجّـت , روّحت و تركـت عشها بس هذا ما روّح و اختارك ي عذبي رغم ان السماء كانت له و رزقه على الله ,
ما كان من عـذبي الرّد لانه ما يفهمه بالمعنى الصريح هل هو يحسّ مثله او لا , هو هو قالها لانه يفـهمه او لانه شافـه لكنه التـفت ينادي مصـطفى و يطلبـه القهوه ثمّ اتقـدّم يجلس مقـابل نايـف يناظره , يشـوفه يتعامل مع جـراح و لا ينطق بكلمه لانّ شعوره اكبر من الوصف , ضيقه وشّح قلبـه و يردّ لسانه عن كثير حكي يآخذه للحكي ,
دخـل مصطفى بيدّه الدله , الفناجيل و يقرب من نايف يضيّفه , يقهويـه ثم التفت لعذبي اللي نزّلها من يده يآخذها و يتركها امام يناظر نايف اللي ترك الصقر على المركـى يعدّل له عطي عيـونه بيدّه يشدها , و بأسنانه من قرّب وجهه لان يده الثانيه ممسكه بالفنجال ثم تـركه يبتسم يناظر عذبـي مع كمّ الشعور السّيء اللي يجهله فيه لكنه متأكّد ان دنيـته ماهي بالدنيا اللي تريّح باله لذلك نـطق بهدوء : عذبي ادري انك ما تعرفني , و لا اعرفك انا بعد و سؤالي عن اللي بينك و بين عمي مو لاجل اتشمّت عليك ,
ما كان من عـذبي الا النظر , الا السّـمع و كمّـل نايف يآخـد نفس عمـيق يريّـح شعور جوفه : حسيت انّ بينكم شيء و لا ادري اذا احساسي صح او لا لكن سكوت عمي عن مرضه حتى عنكم كان طلبه و لا ارضى به انا لكن عمي ما قصر معي , و انا للحين ما ردّيت المعروف و لا اقدر اوفّـيه هو ,
نـزّل عذبي نظره لمـرفقه يرخيه للمركى يسند جـسده يحاول ما يتألّم و لا يزيد الالم بـه , كلّ الفضول الحين يدري شلون هو عـرفه , مين هو و كيف هالقرب بينهم و الودّ يكون واضح هالقد و سأل مبـاشره بهدوء : وش المعروف اللي ما تقدر تردّه له و لا توفّيه حقه فيه ؟ ,
ارتـخت ابتسامه نايف يتذكـر زمانه ينطق بهـدوء : انا غلطت بحقّ الدكتوره و عمي , غلطت و اللي صحّح غلطي هو عمي ,
عـقد عذبي حاجبيه باستغراب من معرفـته بصيته و المقصد هيّ بمعنى الكلمه , كمّـل نايف بهدوء يتمتم بالدعوات للّي عطـته ثاني الم بحياته : اختي الصغيره الله يرحمها كانت تتعالج عن الدكتوره و انا حاولت أمسها بالضرّ مير عمي وقّفني , ضربني و علّمني هو اللي خلّاني اكبر بهالعقل بعد الله , هو اللي صرف عليّ و ربّـاني , زوّجنـي ببنت واحدٍ من معارفه لأجل أكمل نص ديني و اعيش مثلي مثل غيري و الحين واقفٍ معي ضدّ عماني اللي يحاولون يضروني باهلي ,
كـبتّ صـدره يستصعب النّفس , يستصعب الحكي و الاستيـعاب كان مكلّف له اكثر من اللي كان يتوقّعـه لان اللي يصير معه للحين هو ما يدري عنه , اللي يشوفه غير الحكي و اللي يحسه غير اللي ينحكى عنه يكمّل نايف يرجّع انظار عذبي له ؛ الواضح ان دنيتك صعبه ي عذبي , صعبه مثل دنيتي لكن عطني من دنيتك و قلّـي اللي ودك به و اللي يتهيّـى لك و اعتبرني صديـق ,
ما كان من عذبي الرّد هو ناظره و فـهم كلّ مغزاه من الحكي و انه فهمه بالمثـل , فسّـر صعوبه دنيته من أنظاره و من صـمته فقط هو ميّز الهم يكمّـل له يحط يده على صدره : اعتبرني اخوك الكبير و انا عاهـدٍ نفسي اني م أكون من علّل القلب عليك كانك تبي اسمعك انا الحين و بكلّ وقت ,
وقـف عذبي لانّ الشعور يزيد , لانّ الضيق فاضّ يبي يسود على صدره كلّـه و يتلّه ينجرف للافكار المُهلكه و اللي تشبّ النار بضلوعـه يهزّ راسـه بنفي و يتعب كله , تضطرب انفاسه ما يقول الكلمه لانّ لسانه عاجز الحـين هو كان يحاول الكلمه , يحاول انه يبقى معه اكثر و يوجّب جيّـته له لكنه هُزم امام قوّ الشـعور على قلبه يخرج مباشـره يترك نايف يلحقه بأوّل الطريق لكنـه من ثبت بمـكانه وسط الحلال , مشـى حافي يترك كلّ اللي خلفه من جديد و اتنهـدّ نايف من حسّ بشعوره ارتخت كل ملامحه يهمسّ لنفسه : وش سويت بولـدك ي عمي ؟ لا تجتمع انت و دنيته عليه لا تجتمع ..
-
-
شـقة همام ؛
دخـل لشقتـه ينشغل بالـه بأُنس , باللي صار معهم اليوم و الرجال اللي بقى مع دهام هو للحين يجهل وش اللي بيصير مستقبلًا , وش ممكن يوصّلهم هالرجال و يتخوّف قلبـه من شيء هو مو حاسب حسابه لاصار يتنهـدّ يرفع نظره لعذاري اللي جالسه امامه بعبـايتها , توشّـح رقبتها و عنقها بالطرحه تناظر بطاغّي الدمـوع , بنديّ الاهداب و الوجـه لانّ صبرها وصل اقصاه من التّحمل و الضغط اللي استنزف طاقتها للحدّ الاخيـر و يقلق قلبه مباشـره عليها يقفّل الباب خلفه يقرب منها و يسألها بهادي نبرته : علّـميني , وش اللي وصلك للحاله هذه ي عذاري وش تسوين بنفسك انتِ ؟ هلكتي نفسك دموع يكفي ! ,
عدّلـت جلـستها ترفع كفها تمسح دمعها بعشوائيه تحاول تقوّي نفسها , قلبها و تستجمع حروفها اللي حاولت كثير انها تردّها لكنها تعجز تمحيها عن بالها , عن تفكيرها و عن فعلها : همام , همام انا تعبت والله تعبت ,
جلـس يجاورها يحاوط كتوفها و يجمّـعها داخله صدره من حسّ بضعفها فعلًا حتى بنبرتها الراجفه هيّ عجزت تسكّن رجفتها بحضنه , بكفوفها اللي رفعتها لصدره ترفع نظرها له و تبعد عنه : همام انا مابي عذبي , ما ابيه ابي انفصل ما ابيه ,
سـكنت ملامح ما يستوعب مسامعه و لا حروفها اللي تنطق فيها يسألها : وش قلتي ! ,
ابتعدت عـنه يهتزّ قلبها , يهتزّ صـدرها بالنّفضـه و تستشعر كلّ الالام اللي اهلكتها منه , كلّ العذاب اللي يسـري بها و يلوّي اقصاها تعيد و تصـرّ الجواب بحروفها : مابي عذبي , ابي انفصل ابي ابعد مابي عذبي , مابي القصر و لا ابي القضيه همام انا تعبت , تعبت ابي ابقى معك خذني تكفى خذني لا تخليني انا تعبت ,
عـقد حاجبيه باستغـراب لان اللي يسمعه صعب يستوعبه , صعب يصدّقه حتى لو ماكان منـها الا البكيّ , الا الرجاء هو مستحيل يوقّـف عن سؤاله و فهمه اللي يتطلّب جوابـها ؛ عذاري شتقولين انتِ ؟ وش اللي ما ابي عذبي وش اللي ابي انفصل وش فيك بسم الله وينه عذبي ؟ ,
ما ردّت هي رفعت نظرها له , تحاول تجفّف دموعها باكمام العبايـه ما تهدأ نفسها و لا تتقبّل ايّ شعور ثاني ينهي فكرها هذا , سـكنت ملامحه لوهله يستوعب : عذبي ما رجع للحين ؟
جنّ كلـه يستذكر شكل عذبي , هيأته و صمته عن آخر سؤال منه و لانّ عذاري ما تردّ يزيد جنونه اكثر يعدّل جلـوسه يناظرها و يقـول كل المستبعدات اللي تزيد جنونه من قرارها المفاجـئ : عذاري , عذبي سوّا بك شيء ؟ ضربك ؟ أذاك ؟ قالك كلام ؟ مسّـ..,
قاطـعته تهز راسها بنفيّ ترفـع صوتها لاجل يوقّـف أسئلته و تغمّض عيونـها من انهار داخلها كلّه : لا لا لا لاا ما سوا شيء , ما سوا شيء عيبه انه ما سوا شيء , ما يسوي شيء هو ما يسوي شيء يتحمل وحده و يسكت يحسب ان وحده هو اللي يحسّ , يحسب وحده اللي يشوف الدنيا صعبه , يهمّشني يهمّشني عن حياته و يروح ي همام يروح ! ,
اتوسّـعت عيون همام ما يصدّق , ما يستوعب و لانه يعرف عذبي زين , يعرف انّه يبدّي الكل عنه بكلّ الاحوال و بكلّ الظروف هو فضّـلهم كلهم عنه و سكت عن نفسه , عن حقه و يواجه أكثر مما عليه و يتحمّـل همومهم معهم يشاركهم الالم , يآخذه منهم و هالشيء صار معه لذلك هز راسه بنفي : مستحيل , مستحيل عذاري هذا عذبي , هذا خويّي و اخوي و بوخلي انا اعرفه زين كانه ما حطّك الاولى ما يهمشّك , ما يهمّـشك انا ادري به اكيد به سبب مستحيل عذاري مستحيل ,
بكتّ , بكتّ كلـها حتى قلبها يدميّ الحين بهاللحظه لانها بالحاجه له , لانه حاجتها و الحبّ اللي به مكان بقلبها له و كلّ كلامها يناقضّ شعورها و الحين يستنكره همام و هيّ اللي تحسّ , هي اللي تشعر و هي اللي تتعذّب منـه و لا اتحمّل همام منظـرها , بكاءها قرّبـها مباشره يضمّـها لصدره و يمسح على شعـرها يتألم داخله منها , عليها و على عذبي اللي اقلقه عليها , عليه ينطـق بهدوء يواسي قلبها و لو انه يدمي , لو انه مجـروح و يتجرّح اكثر كل يوم : عذاري هذا عذبي , عذبي اكيد له اسبابه لا تبكين , لا تبكين والله التعب كثر , والله الهموم كثرت اذكري الله , اذكري الله و اتعوذّي من الشيطان ي أُخيتي ,
طـرق الباب يقاطعـهم , يناظرها همام و عدّلت جلوسها هي تمسح دمـوعها تحاول ضبطّ نفسها , دموعها و تردّ نفسها تستجمعها تخمّـن جيّـته , حضوره لها و اسبابـه تسبقـه و ترضـي غرورها , وقـف يناظرها للحظه ينتظرها تستجمع نفسها و بثواني هو رفـع يدينه يمسح وجهه بكـفوفه من ثقل يومه يقرب الباب و يفـتحه يغضّ بصره مبـاشره بارتباك من لمـح الحرمه اللي امامه و لا عرفها الا من نطقت هي بابتـسامه ؛ كيف حالك همام ابوي ؟ ,
عقـد حاجبيه يبعد عن الباب يناظر عذاري اللي اتقدمت من سمعت صوتها بذهـول : صيته ! ,
اشـتدّت ابتسـامه صيته لها رغم انها لمحت دمعها , نديّ وجهها و بعـثره جسدها بالعبايه : هلا امي هلا ,
نحّـى همام جسده عن الباب و رفـعت عذاري يدها لعنقها تمسح عليه بتوتّـر , ترجع شعرها للخلف و تنطق تفهم همام : حيّـاك , اتفضلي ادخلي ، ,
دخـلت صيته تلفت من حسّـت بحركه همام اللي يبي يخرج توقّفـه : لا تخرج همام , لا تخرج مو مطوّلـه جيت اكلم عذاري ,
دخـل همام يردّ الباب ما يقفـله يسند ظهره بالجـدار و سلّمت صيته على عذاري , تمسح على شعرها كتوفـها و بالنهايه خدّها تبتسم له و يألّـمها قلبها عليها : ليه تسوّين بنفسك كذا ي ماما ؟ مو اتكلمنا انا و انتِ و اتفقنا انك ما تحمّلين نفسك فوق طاقتها ليه ي ماما كذا ؟ ,
ما ردّت عـذاري تمشي مع صيته اللي سحبتها , تجلّـسها جنبها و تآخذ صيته نفس عميق تبتسم بخفيف : اتعوّدت عليك بالبيت , تشربين معي القهوه و الشاهي و تقضين معي الوقت ما اشتقتي ؟ ,
حـنت عذاري راسها تخفي نفسها , نظرها و دموعها لانّ اللي يخص صيته غير اللي بينها و بين عذبي من كلام , من اللي يصير بينهم الى ان رفـعت صيته لها راسها من دقنها ؛ جيت اخذك معي للقصر ,
هـزّت عذاري راسـها بنفي مباشره ترجف نبرتها " مابي " و سرعـان م ارتخت ملامح صيـته تميّل شفّـتها : ليه ؟ معي انا ي عذاري معي والله احبك جنبي , احبك قدام عيوني اشوفك و اتطمن عليك بكل وقت ,
ميّـلت عذاري ثغرها , كتفها و كلّ جـسدها من اختقت بالشعور تسأل بعتـاب على حالها : صيته انا وينـي ؟ انا بالقصر عشان عذبي بس وينه عذبي عني ؟ وينه عنا مو موجـود صيته مو موجود ,
رفعت صيته يـدها تسحبها لصدره , تضمّـها و تمسح على شعرها و يحـزن كلّ قلبها على الوضع اللي حدّهم عليه صهيب من سـكوت فقط : اعطيه فرصه ي ماما , اسمعيـه يجاوبـك بس عطيه وقت و اتفهّـميه , اتفهمّـيه لا تقسين انتِ و دنيته عليه كلنا ندري بعذبي يحبك , والله العظيم يحبك ,
هـزّت راسها بنفي تآخذ حضـن صيته و ينكتم نفسها , نبرتها من وضعها امام همام اللي يسمعهم , من حالها بهذا الضعف بحضن صيته : صيته اللي يحبّ ما يبعد , ما يبعد و يختار يبعد بكل مره ,
رفـع همام يدينه يمسح وجهه , يمرّرها على لحيـته و بالنهايه يرجّعها لرقبته يضغط عليها لانّ كل شيء يضغط عليه , فكره بأمه , ابوه , عذاري , أُنس و الحين عذبي زادّ همه , فكره وقلقه المُنهك له و لا نزّل يديـنه الا من طُرق الباب و عدّلـت عذاري جلوسها مباشره ترفع الطرحه على شعرهـا تناظر الباب المردود يفتحه همام كلّه و تسكـن ملامحه بذهول من وُجود قوّة أمنيّه تسأله " انت همام الدهمشي ؟ " و كان منه الجـواب بـ " إيه " و سرعان ما وقفـت عذاري تقابل الباب تلمح وُجـودهم و تسكن ملامحها بصدمه , يرتعب قلبها تناظر صيته برجاء من قرّبـتها تناظرهم بعد يمسـكونه و يآخذونه معهـم , اتقدّمت صيته مبـاشره منهم توقّفهم و تسألهم : دقيقه , دقيقه وش فيه وين مآخذينه و ليش ؟ ,
وقـف رجال الامن يمسـك بيدينه يقيّـدها و يناظرها : هجم على كوفي مع وحده قبل ايام و الحين اتسبب بحالة حرجه لعزّ آل نايف ، فيه شكوى ضدّه من غازي آل نايف و الحين بنآخذه للتحقيق ,
سـكنت ملامح صيته ترفع نظرها لهمّـام اللي كان نظره لرجال الامن يُصدم مثل ماهي مصدومه و من أخـذه الرجال هو ثبّت خطوته يمنع نفسه عن المشي و يغضّ بصره يوجّه الحكي لصيته ؛ أختي ي دكتوره , أختـي عندك ,
مشـى بعدها مع الرجال و التفتت صيته لعذاري اللي اضطربت انفاسها من جديد , صُدّ عنـها الهواء و استصعب التنّفس من اللي تواجهه , تعيشه و اللي على عيونها يصير اتقدّمت تبي تلحقه الا ان صيته اتمسّكت بها تشدّها له : لا لا ي امي , لا لا ي حبيبتي تعالي ,
هزّت عذاري راسها بنفيّ تهلّ دموعها , يدمّي قلبـها حزن , صدمه و خوف ترتجـي من صيته : صيته همام ! همام اخذوه ي صيته ,
بـكت صيته تشدّها لها , تمنع مقاومتها و تمسح على وجـهها بكفّها تحاولها بالهدوء : بيرجع , بيطلع و يخرج ماعليك الحين اقول لعذبي و المحامي و هم يتصرفون يطلعونه هو ما سوا شيء , اكيد ما سوا شيء ,
اتمسّـكت بصيته بيدينها تحاول تتماسك , تتشبّث بها لان كلّ مافيها ينهار , كلّ مافيـها تحرقه النار تهمسّ باسمـها برجاء من كمّ الشعور داخلها و ثقله عليها ماعاد بها حيل , ماعاد لها القوّة تتحمل الاكثـر تثقل كلّـها حتى طولها من ارتمت كلها على صيته اللي شدّتها تمنع قوّة سقوطها تنادي باسمها تخاف عليـها لانّها صار جسدها ثقيل و بكاءها أقوى تنهار كلّـها : عذاري عذاري عذاري امي لا لا ي امي لا تسوي بنفسك كذا , عذاري قومي معي ي حبيبتي ..
-
-
كان يسـري خطواته بممرات المستشفـى يتوجّه لغرفه عزّ بعد ما طلبه خلَف و قال له انه صحى و بدأ يآخذ تركيزه معهم و لانّ عذبي ما ردّ كان الاولى بنظره البراء و الحين يآخذ خطواته بتفكير يناظر جواله و يقرأ رساله بنته " بابا بكره بنفاجـئ ماما , معانا انت تمام ؟ " و كانت منها الاجابه بالموافقه ينزّل جواله يدخله جيبـه يحـوقل بخفوت نبرته لنفسه يدخـل القسم , يمرّ بأرقام الغرف و يدوّر الرقم الجديد اللي عطاه هو خـلف و ما ان وجده حتى شاف الباب مقفّل و دخـل تسكن ملامحه بصدمه من وجود شخص آخر هو ما يعرف قفاه , ما قدّ شافه متمسك بـذراع عزّ بشدّه ويكـتم صوته على السرير و سرعان ما قرّب منـه يدفّه عنه يوسع نظراته : وش تسوي ! ابـعد عنه ابعد ,
ابتعد عنـه و يناظـره بحدّه , ببرود تامّ قاتل و لانّ البـراء خاف , قلق اقترب من عزّ اللي صار يسعل يستصعب النّفس , ينشدّ جـسده بألم يقاومـه ناظـر البراء الرجـال يدفـه من صدره : وش تسوي فيه ؟ من انت من انت جاي تبي تكمل عليه ؟ وش تبي ! ,
ابتـسم مشهور ببرود يناظر عزّ و يهز راسـه بنفي يمدّ يده للمصافحه ؛ انا مشهور آل نايف , أخ عزّ و مستحيل اجي عشان اقتل اخوي صح ؟ ,
ناظر البـراء يده الممدوده و لا صافحه هو مصدوم كله للحين و لانه نفسّ الجماعه , اخوه هو صُدم اكثـر يرجع نظره لعزّ اللي ما نطق بكلمه وحده و كان منه النظّر بحده لمشهور أخـوه اللي سأله " صح عز ؟ " و لا ردّ عليه انما رفع يده يمسك بعنقـه يشتت نظره عنـه ,
نزل مشهور يده الممدوده يناظر البـراء بعدها : انا استأذنكم اتأخر الوقت و لنا جيّه ثانيه ي عز نتطمن عنك اكثر ان شاء الله ,
عقد البـراء حاجبيه ما يستوعبـه بهالبرود و لا كأنه شافـه و التفت عنهم يخرج على دخـول خلَف اللي بيده كوب قهوه يناظره باستغراب : مين هذا ؟ ,
احتـدت نظرات البراء له : وين كاين ؟ وشوله تتركه وحده و تسمح لهالـ***** يدخل له ؟ ,
رمش خلَف يستوعب غضبه و حدّة سؤاله له يتلعثم بالجواب و يرفع الكوب اللي بيده ؛ عمي رحت اشتري قهوه اصحصح , طلبتك من العصر و قلت لك تعبان ما رقدت من يومين لكنك ابطيت ! ,
تمتم البـراء بالشتايّم يناظر عزّ اللي سكـن , هدأ يفكّـر بنفسه و بين نفسه بكثير اشياء و يشوف حاله المستصعبّ بهالجسد الهزيـل و لأنه ضحيّـه للألم ما قوة يدافع عن نفسه , قـرب منه البراء يتفحصّـه : وش سوّا بك هذا ؟ ,
هزّ عـز راسه بنفيّ ينطق بـ " ما سوّا شيء " ينكر كلّ اللي شافه البراء لكن ما يقدر ينكر الالم اللي يحسّه بسده الراجفه , بقشور الحرق اللي انزاحت عن طبقتها تبيّن رطوبـة الجلد من حريقه بنظر البراء اللي حوقل يبتعد عنه لانه ما يطيقه من البدايه , ما يحبّه و الحيـن ينكر لاسباب هو يجهلها يقرّب من خلـف و ينزّل شماغه : خلاص روح انت ريّح , ارجع لي الصباح عندي شغل ,
ناظره خلف يسأله ان كان وده بشيء و كان من البراء الرّفض يخرج بعدها نايف و يخرج بعده البراء اللي بقى بالنصف , نصف جسده بالغرفه و نصفه الاخر بالممر ينادي الممرضه اللي قربت منه تنتظر طلبه و سألها ؛ فيه كاميرات بالغرفه ؟ ؟ ,
هزّت الممرضه راسـها بنفي : ما فيه للحفاظ على خصوصيـة المريـ..,
قاطعها البراء يقفّل الباب بـوجها يتمتم بشتائم تصدم عزّ اللي لأوّل مره يقابله وجهًا لوجه , لأوّل مره يسمع حكيه و حرارة دمّه المستحيله يشوفها الحين من قرّب يعدل شماغه على الكرسي و يناظر عزّ بثـبوت تام , يشوف حاله المُحزن حتى لو ما كان يحبّه هو الحين يحزن عليـه و يسأله مباشره : ما عندك غير هالاخ ؟ على خبري ان اهلك كثار و اخوانك من ابوك اكثر و لا جاك الا هذا عشان يأذّيك بعد مو يتطمّن عليك ,
ما كان من عزّ الاجـابه لان فعلًا هو جاء يأذّيـه , يخيّره بخيـار ما يحبه و يجبـره بالألم و يهدّده بموته , كمّـل البراء يرفع حاجبه ى يرخي ظهره للكـرسي يتكتّف : انت جيـت بنفسك للقاعه لانك كنت تدري ان عذبي بيساعدك و طيّب صح ؟ ,
شتّت عز نظـره عنه يهزّ راسه بنفي ثم ناظـره يتمثّل بالبرود و يتسخفّ بسؤاله : هم رموني لكم , لو انا م احوجت نفسي لاحد حتى عذبي ,
عقد البراء حاجبيـه يناظره من انّه يستقوي بحكيه حتى و هو باضعف حالاته و اشرّ البراء على جسده يسخر منه : ايه واضح , واضح توني شفتك ما كنت تحتاج احد حتى لو انا دخلت ماكان انقطع نفسك صح ؟ بعدين من هم اللي رموك اهلك ؟ ,
أخـذ عز نفس عميق يتذكّـر اللي صار معه , حكي مشهور اخوه و تهديده له لكنه مستحيل يوافق دام الشيّ يمسّ الخطأ الحين و على غيره مظلوم ينطق مباشره : لا تجلس هنا تنتظرني افوق و تتناوبون عليّ و روح الحق همام ,
عدّل البراء جلوسه بقلق عليـه و سمع طاري اسمه اللي دبّ الرعب بقلبه , يكمّل عز بهدوء : شفّـه بالتحقيق الحين ابوي مشتكي عليه على حالي هذا ,
وقـف البراء من فرطّ خـوفه داخله يرفع جواله مباشره لانّ الحلول محكومه و القيد عليه يناظر عزّ بحده و لا يدري اذا انه صادق يتصّل على همام و لا كانت منه الاجابه و سرعان ما اختار اسم دهام بعـده يتأكّد لانه يدري ان الاكيد عنده و العلم الصحيح يكون منه ..
_
بغـرفه التحقيق اللي أخـذت كثير من دهّـام و وقته , يقلق و يبي الكلمه الصحيحه منه لانّه شخص - مستفزّ - بالخوف و السكوت بعد ما طُرح بهالمكان هو صار سكوته اكثر من حكيه و لولا الكلام اللي سمعه منه بالبدايه هو كان بيتركه لكنه يدري انه يدري بكثير اشياء , بأسباب و أطـراف خيوطّ تقربّـه من الحقيقه اكثر لذلك اتمسّك بوُجـوده لهذه اللحظه هو يحاول بكلامه من وقـف خلفه تنتهي كلّ طاقته , كلّ ثواني صبره الطويله من صمـته يمسك برقـبته من الخلفّ و ينزّل راسـه للطاوله لانّه وصل اقصاه من الغضَب : انطق ! انطق قول كلمة ليش تلاحق البنت من شهور ؟ قول وش اللي يخليك تآذي البنت بكل مكان تسبب قلق لها و لاهلها ,
رفـع الرجال يدينه على الطاوله يحاول يقاوم الم يميـن وجهه من ضغط دهام عليه : م اعرف شيء , م اعرف وش تقولون م اعرف ,
ضغط دهام اكثـر يحني جسده له , يقابله بالوجـه و يحدّ نظراته بصوره لا اراديّه من اللي يصير و فاقّ طاقة صبره من التّكتم ؛ وش اللي م اعرف وش اللي م اعرف , شفنا كل شيء , شفنا السياره و شفنا حركة المرور و كلها تدلّ عليك و على سيارتك و انك من شهور تلاحقها , وش تبي منها و وش حادّك عليها ! ,
اضـطربت انفاس الرجال بخـوف يرمشّ , يتصبّب عـرق و ينبعّ الخـوف منه ما يجاوبّ , يسكت و لا ينطق الحرف ينكر كلّ شيء لا نطق و لا يقول اشياء لا سكت , يكمّل دهام سؤاله : من عبدالمحسن ؟ من هو اللي شادّ به مصيرك تراك باقي لا نطقت او لا عشان كذا احسن انطق خلنا نفتك من اشكالكم كلها , انطق اتكلم ,
دخـل احد الرجـال للغرفه يترك دهام يناظره و يعدّل وقـوفه من قال له " النائب بالاتصال وده يكلمك " هو ترك راس الرجـال يناظره بحدّه : محدٍ بيفكّك منـي ,
ارتـعب الرجال من موقفه , من سكوته و هو يدري انّ ما بعد نطقه الا الويل و خرج دهام يستجمع نفسـه , يهدّي نفسه و يمسك بالجوال يردّ على النائب " اتفضّـل طال عمرك " يحكي معه و ينهي اتّـصاله يرفع جواله اللي رنّ باسم " البراء " و يـجاوبه مباشره تسكن ملامحه بصدمه : طيب طيب عمي , انتظرني ثواني اتأكد لك ,
قـرب من احدى المكاتب : اتأكّدلي من اسم همام محمد الدهمشي بأيّ فرع ممسوك ؟
أخـذ الرجال وضعيّته على الحاسب و بدأ يبحث عنـه و ماهي ثواني الا و طلّعـه : همام محمد سلمان الدهمشي ؟ ,
هزّ دهام راسـه بإيه و كمّل الرجال : ممسوك بفـرع الـ ..... عليه شكوى من غازي آل نايف ,
احتدّت نـظرات دهام بغضبّ يشدّ قبضه يده على الطاولـه و يسمع البراء اللي سمع الرجال يشتم بالرجـال , قفّل دهام الاتصـال ينهيه و يتمتم يدعـي " الله ****** ي غازي , الله ***** ي غازي " ثـم رجع لغرفه التحقيق يقفّـل الباب خلفه بقوّه و يتقدم من الرجـال يمسك بياقـته يوقّـفه عنه طوله و يهدّده بعلّـو صوته : انطق , انطق بأقلبها عليك جنائيّه و وريني بعدها شلون بتطلع و شلون بيساعدونك تطلع , انطق ! ,
-
-
ابتـسمت أُنس ترفـع جسدها عن الكرسي تتابع طريقها و تتأكّد من صحيح قيادتها , تناظر ابتهال اللي من صباحها ما تركتها تنام و من عزّ نومتـها كان السبب في صحوتها اُنس , تختار لها لبسها و تعجّـل بجاهزيتها و الحين هم بطريقهم للمفاجأه اللي انهتها لها اُنس من وقت و الحين حان وقـتها ,
اتمسّـك عبدالعزيز بالمقعدين الاماميين يناظر أُنس المبتسمه : وين ماخذتنـا اول مره ندخل هالطريق صح ؟ ,
رفـعت أُنس حاجبها تآخذ نظره لابتهال اللي تبادلها النظر و تنتظر اجابتها : خلاص قرّبـنا اسكت عزوز شوي ,
ما كان من عبدالعزيز الرّد ينقد مباشره و يكشّـر و التفتت ابتهال تبتسم تحبّ شكله , طول شعره و زعله لان أُنس تتكبّر عليها و تتمثّل بدور الاخت الكبيره اكثر من الواقع اللي يفرق بينهم : اتكلم اتكلم حبيبي انا اسمعك , مصيرنا ندري وش ناويه عليه ,
مرّت الدقـايق ينهون طول الطريق و وقّـفت أُنس سيارتها تناظرهم " يلا انزلوا تعالوا " , نـزلت هي تنتظر وقوفهم معها و مسكت جوالها ترسل رساله للبراء " وصلنا " و من وقفوا يكملون الطريق مع بعض تتساءل ابتهال : أُنس هذا وش ؟ ,
ابتمست اُنس تناظرها دون ردّ و قرّبت من عزوز تهمس له : بنفاجـئها طيب ؟ ,
ناظرها يرمش يحاول يدرك اللحظه و يستوعبها و لانها كمّـلت له المعنى بهمس هز راسـه بزين يبتسم و تشتدّ ابتسامته من سحبت أُنس ذراع امها تشبكها مع ذراعها , يصعدون الدرج و يتجاوزون الباب الكبيـر تآخذ الأصغر منه تناظر أمها : يلا افتحي الباب ماما ,
عقدت ابتـهال حاجبيها ما تفكرّ باي احتمال و لا تحبّ وضعها الجاهل عن اللي يصير : أُنس وش هالمكان ؟ يمكن حق أحد ما يصير ندخل عيب ,
ميّـلت أُنس راسها تمسك بيدّ ابتهال تمدّها للمقبض تصرّ : ماما افتحيه , مو حق احد افتحيه يعني لو حق احد بخلّيك تفتحينه و تدخليه يلا افتحيه ,
أخـذت ابتهال نفس عمـيق يملّ صبرها و تبي تنهي جاهل ما بعد الباب تفتـحه و تدخل مباشره تسكن ملامحـها من وُجـود ڤازات الورود بكامـل الغرفـه , على الارضّ , بالزوايا و اعلـى المكتب تلتفت تآخذ نظره لأُنس اللي همست لها تشتد ابتـسامتها من شـعّ الفرح بقلبها " ادخلي يلا " كمّـلت ابتهال تدخل تـرتخي يدها على مقبضّ الباب تآخذ خطواتـها المدهوشـه للمكتب الابيض , تمرّر أناملها على ألوان الورود , الزهور و انواعـها تلمس اوراقها بدرجـات الاخضر المختلفّـه و تلفّ نظـراتها للشباك اللي يتسلل منـه أشعّه الشمس اللي تحبّـها و يبـتسم قلبهـا بفرح من اللي تحسّـه ينعش روحـها , يجدّد الشعور بقلبها تحب الحياه أكثر و تحبّ الوجـود اكثـر ينطـق من خلفهم عبدالعزيز المذهـول : امي , شوفي احلامك تتحقق ورود و اشعه شمس ,
ابتسمت ابتـهال تناظره للحين ما تستوعب اللي يصير و لا انتبهت لباقي التفاصيل لانها كثيـره عليها , اكبـر من طاقه استيعابها لها لان كلّ شيء حرفيًا على ما - تحبّـه - من ذوق رغم ذلك تجهل وش هالمكان للحين تلتفت لأُنس بمعالم سائله تنتظر جـواب و قرّبت منـها أُنس تأشـر لها على ستاند اسمـها : شوفـي ماما هنا ,
التفتت ابتهال تناظره و تسكن ملامحها تستوعبّ الفكره , المكان و المـفاجأه ترجّـع نظراتها المذهوله , المصدومه ما تصدّق اللي تشـوفه و لا تستوعب " كيف و متى ؟ " لأُنس و يـدخل لهم البـراء بيدّه بوكـيه ورد يبتسم يقرّب منها و يترك باقي الصدمـه تنهي استيعابها من الاستقبال يمدّ البـوكيه لها : ابو عبدالعزيز ! ,
مدّ لـها البوكيه يبتسم يناظره لثواني و يرفع نظـره لها ثمّ المكان : وش رايك بالمكان ؟ عساه على ما ودّك صار و عجبك ؟ ,
ناظرته بذهـول , تناظر حولها و تُشلّ كل حركاتها ما تاخذ منه البوكيه هي كانت تمرّر نظراتها لهم كلهم , البراء , اُنس و عبدالعزيز اللي بالنهايه قرّب ينطق : ابوي انت بعد ! م اتوقعت ابد والله انك بيوم تصير تسوي مفاجآت دامك تدري بامي انها ما تحب المفاجآت و لا الكلافه لكن عجبني , عجبني والله ,
اشتدّت ابتـسامه البراء يناظر ابتهال اللي سكنت ملامحها تناظـره ودّها بكثير الأسئله و الحكي و قربت منـها أُنس تعبّـر بكل الحبّ داخلها : ماما سويته على ذوقك , شباك كبير تدخل منه الشمس و ورود و أثاث أبيض , اخترت اللوحات اللي تحبّينها و تحسين بشعورها و حاولت يعني اشوفها بنظرتك و ان شاء الله انها تعجبك ,
ما كان من ابتـهال ردّة الفعل اللي تستحقّ عناءهم و لا شعور الفرح داخلهم لها تتنهدّ و ناظرت البراء تهمس له : مو قلت لي لا ؟ ليه الحين سويتـه و بهالكبر ي البراء ! بهالكبر انا كان ودّي بشيء صغير اشغل نفسي فيه ,
عقد حاجبيه من ردّة فعلها اللي أقلّ ما يُقـال عنها محبطه للشعور : يعني لو ماكان صغير على كيفك ترفضين الكبير ؟ ,
ما ردّت تتردّد و كثـير تناظر اُنس اللي ارتـخت كل ملامحها يُحبط فرحهـا : ماما ما فرحتي ؟ ,
خُمّـد كل شعوره يناظرها , يسمع نبـره أُنس اللي اتغيّـرت للحزن و يحزن فعلًا حتى داخله ينطق : من مدّه و حـنا نجهزّ له , بنتك من محل لمحل تدور تدوّر اللي يعجبك و ينكسر و ترجع تشتري من جديد , تقول ماما تبي كذا لا ماما ما تحب كذا , ماما تعشق الكالا و هذه الكالا خذيها من يدي دامك تعشقينها ليه تردّيـنها ؟ ,
مسـحت ابتهال وجّـها بكفوفها تدفـع عنها النّفس و تتعوذّ داخلها من الشيطان لانّ تفكيرها هي راح لابعد من كذا , تفكيرها صار بانّ الكسره حقته بالبدايه و رفضه للموضوع يصعب الاعتذار عنه بهالسهـوله و لانها لمحت ملامح اُنس اللي موّجـت مشاعرها بدموع عينـها تلألـئها هي هزت راسها بنفيّ : اكيد فرحت ي ماما , انا م اردّها بـ..,
قـاطعها البراء من مدّ لها البـوكيه و تلمحه هالمرّه بتركيـز تشـوف ورود الكالا البيضـاء و تآخذ نفسها تنعشّ روحـها لان البراء يردّ حروفها عن زعل بنته و لانه من الاساس ما يشوف - رفضـها - له سبب و لا يعذره ينبّـهها و بالفعل مسكت بالبوكيـه تناظر لثواني ثمّ قربـت من أنس تضمّـها : اكيد فرحت ي ماما , اكيد دامها منك و بتعبك وش ابي اكثر من هالشيء ؟ يحصل لي فرح اكبر ! ,
زفـرت أُنس نفسها عن صدرهـا تمدّد شعورها بالهون على صدرها تبتعـد عن ابتهال و تناظرها بموجّ الشـعور : ماما ادري انك تحبينه بس اكيد فرحتي ؟ ,
هزّت ابتـهال راسـها بإيه تقرب منها تقبّـل خدها , و تميّل للثاني تقبّـله و ترجع تآخذها لحضنها ما تبي تلمح الاحباط اللي سبّبته لها من فرط شعورها و لانّ نظراتها صارت للبـراء اللي يناظر أُنس و يبتسم هي فهمت انها عانت , حتى هو عانى لكنه ما حصل حقّ تعبـه حتى بردة الفعل يـقرّب عبدالعزيز ينهي حضنها : امي ما ودّك تشـوفينه ؟ ابوي اكتمل هو صح ! ,
هزّ البـراء راسه بإيجاب يسـند نفسه للجدار خلفه : الاغراض موجوده كلّها , باقي التنظيف و الواجهه للصالون باسم شايني صالون كم يوم و يعلّـقونها ,
ابتـسمت ابتهال تظهر ردّة الفـعل و تناظر أُنس اللي تحت ذراعيـها تدري انه اختيارها , تدري انها اتعنّت للسؤال و انها تجيب الاسم لذلك قبّـلتها من جديد : تدرين وش اللي يعجبني ؟ بنتي بنتـي ! ,
ابتـسمت أُنس تمدّ يدها لها تآخذ البـوكيه من يدها تناظر عبدالعزيز اللي سحب ابتـهال " تعالي نشوفه كلّه " و هزت أُنس راسها بإيجاب : شوفيه ماما , انا احط الورود بالڤازا ,
استـجابت ابتهال لعبدالعزيز اللي سحبها يخرجهـا من باب مكتبها لكامل الصالون و التفتت أُنس ترتخي ابتـسامتها مع اختفاء ضحكه ابتـهال من ابتعدت عنهم يقرّب منـها البـراء يواسي شعورها : فرحت هيّ فرحت بس انصدمت ,
ناظرته دون تعبـير تمدّ البوكيه على الطاوله , تفتح فـيونكه البوكيه و تمدّد الورود عليها تناظره بعدها تهز راسها بإيجاب : فرحت بس فيه شيء ثاني , انت زعلتها قريب ؟ ,
عقد البراء حاجبيه باستغراب من سؤالها يستذكر ايامـه , كلامـه و يراجع نفسه اكثر من مرّه يرفـع كتوفه بحيره ؛ على ما حنّا , نتناقش يوم و نزعل نتراضى بعدها مثل كلّ مره ,
هزت أُنس راسـها بنفي مباشره تنزّل الڤازا و تـرفع الورد تبدأ تحطّه فـيها و لانها تدري بأمها و تفهم أغلب شعورها : ماما زعلانه منك انت و حتى لو رضيت انت مو يعني هي رضت تراها تخبّـي عنك لانها تعبت تشرح لك كل مره بس انت افهمها هذه المره , حاول على الاقل و انا احاول اكلمها تفهمك انت بعد ,
ارتـخت ملامحه و صـدره يسمح كلامها اللي لاوّل مره يـقنعه , يتحسّس بمشاركتها له حتى بالحلّ هي لاول مره تقول انها بتوقـف معه و تكلم امها عشانـه و لانّ هالشعور وقـع عليه بصـورّه فرطـت به شعور مختلف عن سابق ايامه هو نطـق بخفوت : يعني انتِ تفهميني و تفهمين اسبابي الحين ؟ ,
ناظرتـه دون كلمه تفكّـر و لا ترضى على غيابه اللي اتعدّى حـدود كثيره تهمّهم , يفقدون به وجوده اكثر من اللازم : ما اعطيك عذر لاني م اشوف هذه اسباب تكفي عشان اقول بابا عنده شغل و ما يلحق علينا , بس اتفهم صعوبة شغلك و اتفهم كمان زعلها ,
حـوقل بخفوت يحاول يعطي نفسه قُدرة للتركيـز و ينهي هالوضع بيـنهم لانّ التوتر هذا ما يفيده الا يضرّه , يقاطـعه رنين جواله اللي رفعه مباشره يدلّ انه كان ينتظره من وقـت يجاوب : ها دهام بشّـرني قدرت تطلّـع همام ؟ ,
سـكنت ملامحها تعدّل وقـوفها تفلت من يدّها الورود من سؤال ابوها اللي تركها تحتمل احتمالات كثير و اغلبها لنفس النتيجه تقلقها و تسـمعه , تنتظره ينتهـي تترنّـح خطوتها تبعد الطاوله عنـها و اتقدمت للبراء توسّـع انظارها تبيّن له الخوف , القلق و الصدمه اللي داخلها ينهي الاتصال و تسأله مباشره : همام مسجون ؟ ,
اتنـهدّ يدخل جواله بجـيبه يضيق صدره من الخبر اللي قاله له دهام و يستشعر الخـوف بعيونها يهز راسه بإيجاب و تكمّـل سؤاله : ليه ؟ ليه سجنوه وش سوا هو ما سوا شيء ,
عقـد البراء حاجبيـه باستغرابّ من قلقها اللي يضاهي درجة القلق داخلـه ينطق بنبـره شبه حاده : قايّلك انا عيـال الـ*** كثيرين , قايّـلك ي أُنس لا تدخّـلين و الحين بعد اقولك لا تحاولين تسألين اكثير هذه قضايا جنائيه و ممكن تسبب مشاكل اكبر من كذا الله يعلم وش بيصير , انا خارج الحين لا سألوك عني امك و عزوز قولي لهم بالشغل ,
هزت راسـها بنفيّ تقرب منـه يرتجفّ قلبها من شعـور الخوف تدري بانّ السجن ماهو بلعبه , تدري انّ القضايا اللي هم يدخلونها مب سهله و اصعبّ من صورتها الواضحه للجميع : بابا بأجي معك ,
هز راسـه بنفي يقرب من الباب يلتفت و من مسـكت بيده تأكّد على جديّة رغبتها هز راسـه بنفيّ يناظرها بحده : مهبوله انت ؟ وين ودك تجين معي باقي صغيّـره انتِ وش تسوّين معي بقسم الشرطه ! ,
مالـت شفّتها يطغى عليـها الشعور بشكل مو عادي لانّ القلق كبر , لانّ شعوره داخلها يزيد كلّ يوم عن اللي قبله : بابا تراني دخلت قانون يعني شيء طبيعي بأواجه هالأشياء و هالقضايا صح ؟ ,
استمّـر سكوته لثواني يفكرّ فيها و يدري بان التخصص اختارته لاجل اثبات مو لانّ قلبها قوّي , ما يضمن القوة اللي بقلبها و لا يضمن جيّـتها معه وش بيصير عقبها يهز راسه بنفي : باقي صغيّـره ,
خـرج يقفّل الباب بعده ما ينتظر ردّها , استيعابها يتركها بحيرة امرها , بتعب تفكيـرها فيه يألّمها الشعور انه بالسجن و لا تدري عنه شيء و كلّ اللي سمعته عنه مسجون , انّ البراء شتم واحد اسمه " غازي " بشتايم مستحيل تبيّن لها ان الموضع عادي و يخرج بعـدها يفرط بها باقي الشعـور ترفع يدها تمسح بباطن يدها على صدرها اللي قُبض عن نفسه تسمّـي , تهمس باسـمه تكرره على مسامعها و طاقه استيعابها اللي فاقت بـها المشاعر خلال ثواني فقط بدّلـت حالها للأصعب ..
_
قفّـل دهام الاتصال ينزل من السيـاره اللي وقفها امام قصر الايهـم بعد ما رسل رساله لاريام بانه تحـت ينتظرها و لان جيّـتها له طالت هو نـزل يصعد الدرجات يقرّب من الباب و يرنّ الجـرس يوقف لثواني طويـله ينتظرها , يدري بانها شافت الرساله و يخمـن نقدها عليه يُفـتح الباب و يناظرها بهلاك ملامحه من أمسه , ليله و صبـحه عن النائب يخرج بعدها يتوجّـه لها مباشره و الحين هي تناظـره بهدوء تامّ يخـوّف قلبه عليهـا : أريـامي ! ,
ما كان منـها الردّ هي تستصعب النّفس , الحكي و انها تعبر عن زعلها منه لانّه طوّل , لان رسايلها ما انرد عليها و قلقت عليه كلّ الليـل تناظره فقـط ببرود بعد ما احترق دمّـها هو بـرد يبرّد معه شعورها الحين , قـرب منها يقلق كله يرفـع يدها يلمسّ خدها , يتحسّس حرارتـه و يعقد حاجبيه يهمس باسمها يكرّره : أريامي ! ,
نزّلـت راسها تحنيه عنـه تحاول تبعد نظرها عنه لكنه رجع يرفعه لها من دقنها يهمس لها لان قُـربه منها شديد : ادري انّك زعلانه و لك حقّ , لكّ حق آسف بس انتِ ليش حاره ؟ ,
رمشـت تناظره تعقد حاجبيها تضايقها الشّمس و اشـعتها , حرارتـها تنطق بهدوء : اتأخّرت , ما ردّيـت علي الليل كله و توّك تجي ,
أخـذ نفس عميق يخفّف من ضيق صدره , انشغال باله و يبرّر لها يحاولها : والله انشغلت , انشغلت بالشغل صارلي موضوع و كان لازم اروّح له اقابل النائب يعني مو بيدّي ,
زعلها الحين مستحيـل , يا كبـره بقلبها و يدري هو لذلك فسّـر لها و برّر لكـنه اقوى بقلبها : بس انت المفروض عندك اجازه صح ؟ ,
هزّ راسـه بإيجـاب يكمّـل الجواب , يبرّر لاجل رضى قلبها : صح , صح عندي اجازه بس هالشيء كان ضروري والله ضروري و لا انا ما اتركك تدرين انتِ , النائب طلبني و اضطريت انتظره للصبح لاجل يجي ,
شتّت نظـرها عنه يرتخي كامل جسـدها ما يرضيها التبرير : و الجوال كمان مو بيدك ؟ رسايلي اللي رسلتها و لا ردّيت عليها مو بيدك ؟ انا انتظرك هنا على الدرج من الفجر لين حرقتني الشمـس عادي و انت تنتظر النائب للصبح و لا تشوف رسالتي على الاقل تطمّـني ؟ ,
لانـت ملامحه يسكنّ جوفـه من كمّ الزعل داخلها تعابتـه بالصحّ و يعطيها الحقّ لكن غصبه اتملكه بصورة مو عاديه و يسمعهـا يضيق اكثر لانه حمّـلها الكثير بليلة و كثرت اسباب الزعل عليه : رسلت لك , رسلت لك قلت لك جاي و لا رديتي و الحين جيتك قلت لك انا برا و لا جيتيني ,
ناظـرته تعقد حاجبيـها : بعد ايش ؟ بعد ايش رسلتها ي دهام بعد ما خاف قلبي عليك ؟ ,
سـكنت ملامحه ينزّل يديـنه ليديها يتمسّـك فيها يرتجي منها ما تكمّل على غضبه , على تعبـه و فراغ صبره البارح : البسي عبايتك و اطلعي معي نمشي للفندق نرتاح هو بعيد و ابيك معي نروح سوا , ابيـك معي تجين ,
هزّت راسـها بنفي تنزّل يديـنها عنه تتركه ما تشبـك اصابعها بكفّـه : لا تروح بعيد , روح لجناحك ببيت عمي شريان انا بأجلس عند ماما ,
غمّـض عيونه لثانيه وحـده يعطي نفسه صبـر اطول و لا يكمل عليه يومه بالضغط يرفع يدّه يرجـع خصلاتها لخلف اذنها : أريامـي , ي الغزاله لا تضغطين عليّ اليوم انتِ بعد تعالي معي نروح نبعد شوي , نروح للفندق ,
هزّت راسـها بنفي تصرّ على قرارها تنطـق : بأجلس عند ماما , ماما لحالها و عذاري تعبانه بأجلس معهم ,
كان يبي ينطق , يبي يتكلّـم و يلزم اكثـر لولا حضـور صيته اللي وقفت بجانب اريام تبتسم له ؛ هلا ي ولدي هلا , اتفضّـل ادخل لا توقف عند الباب الشمس حاره ,
هزّ راسـه بنفي يعتذر منـها و يناظر اريام : بآخذ أريام و امشي ي عمتي والله بأرتاح تعبان شوي ,
هزّت أريام راسـها بنفي تكرّر قرارها و تعلن حروفـها العناد : بأجلس عند ماما اليوم , روح انت انا جالسه ,
التفتت هيّ ما تـركت مجال للرّد عليها سواء من صيته اللي سكنت ملامحها بذهول و لدهام اللي احتدّت ملامحه بلاشعور منـه الا انّ صيته تتفهم الاسباب هذه لذلك ابتسمت تلطّف الشعور و الموقف بحـروفها ؛ دهام حبيبي هي شوي متحسّسه هذه الايام و لان صهيب راح هي تحاول تخفّف عن نفسها كذا ,
عقـد حاجبيـه ما يستوعب : بـس ي عمتّـي انا زوجها هي حرمتي و انا ودي بس تجي معي مب اكثر ,
أخـذت صيته نفس عميق تتراكمّ عليها الهموم , تتراكم عليها الافكار المهلكه من كلّ طرف لكنها تجاهد نفسها و لا تغلط على احد , ما تضغط احد اكثـر : بس هي انتظرتك كثير ي دهام و جلست هنا بالدرج تحت الشمس عشانك , شريان جاها و قال لها اكيد عنده شغل بس م اتطمنت هي تبيك انت ترد عليها و لا رديت و الحين هي زعلت , زعلت و حقها و انت بعد عطّ حق الزعل وقته و كلمها بالليل تجاوبك و تهدأ نفسها ان شاء الله ,
ضاقّ صـدره ماعاد يحسّ بالوسيعه اللي كانت به من يومين , ماعاد يوسـعه الصدر لاجل يآخذ نفسه حتى يفكرّ فيها , في همام و عذبي اللي اختفى فجأه و الحين تقول له انها كانت تنتظره تحت الشمس و سؤاله لها بالبدايه عن حرارتها هو فهم سببها و يلوم نـفسه , يضغط نفسه يمسـح وجهه بكفوفه يذكر الله : لا حول و لا قوة الا بالله , لا حول و لا قوة الا بالله ..
-
-
بممرات المستشفى كان يآخذ خطواتـه بعجلـه بعد انفراده لايام بنفسه , بالوقت اللي ينتظره يعدّي لاجل يصلح بو امر واحد قبل ما يحين وقته بالعجز اللي رح يقايله لايام كثيـره و يجاور خطـوات خلَف اللي يدلّه للغرفه الجديده لعـزّ , كلـه قلق و حصار بواقع أليـم يهوّل بـه حاله اكثـر يدخل خلف و يفتح له الباب يدخل خلفه عذبي مباشـره يشـوف التّحسن به , بجلوسـه و ارتخاء ظهره للخلف يبادله النـظر مباشره و لا كان من عذبي كلمه هو سحب الكرسـي يآخذ يقرّبـه من عز و يجـلس يخرح بعدها خلف يفهم المطلوب , يفهم انّ عذبي بجـوفه كثير لذلك ترك له مسـاحه يآخذ بها راحته اكثر بالحكي و بالفعل نطق مبـاشره يبادله النظر بثبوت تام : أظنّـك بخير الحين , افضل من اوّل ما حصّـلناك ,
ما كان من عزّ الكلام و لا كان له ايّ تعبـير الا ان نظراته ثابتـه على عذبي ، تستقر نظراته بثبوت يبادله اللاشعور اللي يوضح بهم من زودّ ما هوّلت بهم مـرّ الايـام يكمّـل بعدها عذبي يآخذ مسرى الاحداث من البدايه لأسئله : وش كنت تبـي من هيام ؟ ,
شتّت عز نظره عنـه يسترجـع شعور فاضّ به , شعور صبّ بقلبـه يألمه و للحين ما خلى قلبه منه يناظر عذبي اللي حدّ نبرته من طالت ثواني سكوته ينطق بـ " جاوب لا تسكت " و بالفعل نطق يجاوبـه باللي يفهمه و يمسّه : مثل ما كنت انت تبـي من بنت حايل ,
وقـف عذبي من مكانـه يشدّ على تيشـيرته و يسحبّه له لانه فعلًا مسّـه , مسّه بالضّعف اللي عاناه و لازال يعانيـه للحين يلمح كـبته لانفعالات الالم اللي يحسّـها من شدّه له لذلك خفّف عنه يرجع لكرسيـه يجلسّ ينفضّ يده منه و لانه يدري هو بالفرق , يدري بالفارق بيـنهم انّ هو اختار وجه الباب بينما عزّ اختـار قفاه : اللي نيّـته زينه الله ييسّر له , يتمم له و اللي يجري وراها بالشينه و رديّ الافعال الله يجازيه , اعتبرها درس الحين و عقابك جاك من الله بالدنيا و صارت نصيب غيرك , صارت نصيب من عزّها مو من خوّفها و الحين هي تعيش حياتها بعيد و ياويـلك ي عزّ , ياويـلك المحك تقربها او اسمع انّها انضرّت والله العظيم بأكمّـل على الباقي منك تفهم ؟ ,
كان منـه النظر فقط و لانّ منطقيّـة كلامه تطابق منطقيّـة قراره اللي ظلّ لايام يحارب نفسه بانـه يمحـيها من باله و يبعد عنها , كمّـل عذبي يتنهـدّ من كم الضيق و يحسّه عز : همام مسجـون بسبب حالتك هذه و لان حضرتك لك ايام مآخذ راحه من الدكتور هو بقى بالتوقيف الحين كم يوم , تقدر تآخذ اذن و تطلع و لا وكّل محامي يروح يتنازل عن همام اتصرّف دبّـر عمرك ,
هزّ عز راسـه بنفـي يناظـره يغلـي دمّ عذبي بالجنون لانّ مستحيل اللي يصير معه , لانّ كلّ شيء مو طبيعي يصرخ بوجـهه : وش اللي لا وش اللي لا , وش يعني لا هذه انت تعترف بها بس لغيري مب لي , مب موجوده بقاموسي كلمـة لا ,
نـطق عزّ يناظـره بسكون تام ما يعبّـر عن شيء الا ردّه على كلام عذبي : يقدر يطلع بنفسه , عندك محامي و عندك ولد عمك يطلّعونـه اذا يقدرون ما يحتاجون لي ,
رفـع عذبي يده يمسح على انفـه يغطّـي عيونه و يضغط عليها لانه فعلًا - منضغط - بلا سبب و يزيده عزّ الحين و من نزّل يـده يختار خيار الوضوح اكثر ؛ لا تصعبّها , اتنازل و فكّنا شرك و شر اهلك يعني فوق ما ان ابوك قاتل امه تبون تسجنونـه بلا سبب ؟ ,
سـكنت ملامح عزّ يعبـر عن صدمته بملامحه لاوّل مره من دخول عذبي له يهزّ راسـه بنفي و قربّـه عذبي يناظر وجهه من شتّت نظره عنه : وش اللي لا ! , بعدك تقول لا و لا تصدّق ! ما تصدق ان ابوك واحـد ***** ؟ ,
ناظره عزّ بصـدمه من شـتمه و لا وقّـف عذبي حروفه كمل مباشره يثقلّ حروفـه , يحدّ نبـرته و لا نجى من الصداع اللي قلب على كلّ اوداجه , عـروق جـبينه و احمرار عيونه : صحصح ي غبي صحصح , الـ***** ابوك مسوّي فيك كذا و انت ولده , ولده فما بالك بالغريب ؟ ودّك تصدق صدق ما ودّك جعل عمرك كله ما تصدّق بالنهايه كلٍ و يآخذ حقه مير الحين يطلع همام , اليوم يطلع ما يبقى و لا ليله اكثر تفهم و لا تفهم ؟ ,
وقـف عذبي يبي يخرج الا انّ نداء هزّ لـه وقفه و تركه يلتفت له ينتظـره ينطق و بالفعل كمّل عزّ بعد تردّد داخـله : ما عندي محامي , دبّـر لي واحد و انا اتنازل ,
عقـد عذبي حاجبيه يناظر يدّه المحروقه اللي بدّل عز نظره لها يستذكـر اللي صار معه , يناظر ابهامه و اتنهد بخـفيف يرجّع نظره لعذبي اللي رفع حاجبه باستـغراب يسأله مباشره ؛ وش صار معك ؟ قلّـي ..
_
دخـل همام لغرفـه طُلب فيها يفكّـون القيد عن معصميـه يناظر الجالس بأريحيّـه امامه على الطاوله و يستغرب منه , ما يعرفه و لاوّل مره يـشوفه يمشي له بخطواته الهاديّه و يجلس امامـه : من انت ؟ ,
عدّل مشـهور جلوسه يترك الملفات امامه على الطاوله و يبتسم يعرّف نفسه : انا المحامي مشهور آل نايف ,
رفـع همام حاجبه يميّـزه و يعرفه يكمّل بعدها مشهور يآخذ نفس من اعماقه : طبعًا الشكوى اللي ضدك من ابوي ,
هزّ همام راسـه بإيه يأكّد عليه يكمّـل : و كلنا ندري ان ابوك واحد كذاب و ****** ,
ابتسم مشهور من شتم ابوه و لانّه يقول الكلمه متأكد منها : ماشاءالله عليك تعرفه انت ؟ ,
ماكان من همام الرّد لان نظراته تحكي عنـه , توصف مدى غضبه يكمل مشهور : انت جيت للكوفي حق عزّ و اتهجمت عليه مع بنت , سببت خساير و فوضى للمكان هذا بعد كذب ؟ ,
عـضّ على قلبه من شديد غضبه هو ماعاد به الا الجنون يمسّها بالحكي و محال يطلّع هو نفسه عنها و يتركها هي بوجه التهمه يكمّـل مشهور يتنهدّ يجمع كفوفه ببعض ؛ ما جيت عشان استفزك جيت عشان نتفاهم , هـدّي ما ودك اودّيك وطّـي ,
رفـع همام حاجبه يجهل تفاهمـه يسمع باقي حروفه : تبي تطلع ؟ الحين اطلعك بس بشرط واحد انك لا طلعت متى ما بغيت انا تجيني , عندي خدمه ابيها منك تسويها و عندي طلب تسويه بعد ,
ضحك همّـام بسخريه من طلبه , من انه يفاوضه بحريّـته على انه يتركه خادم عنده يترك معالم مشهور تسكن من ردّة فعله يكمل : لا تضحك ردّ علي , انا ماكان ودّك خلك هنا كلها يومين و يحوّلونك ع السجن العام تآكل عدس ,
ارتـخت ملامح همام تبقى ابتسامته الخفيّـه يقرب منه , يناظره بحدّه و ينطـق بخفوت : مكانك انت اللي بيصير بالسجن العام تدري ؟ بأطلع انا و تدخل انت محامي و تكذب , ودك تطلعني و تبيني اشتغل عندك مثل ما يشتغلون كلاب كثير عندك بس انا غير , غير ماني برامي نفسي و اذا هم كلاب فإنت الراعي اللي غدر بأخـوه و كلنا ندري انك انت اللي ضاربه , انك انت اللي مسوّي هالمشاكل كلها و الحين حارقه و تهدده بس بوش حنا باقي م عرفنا ,
ابتـسم مشهور يستفزّه , يختار الطريق الثانـي اللي ما يترك بعقله ذرّات و يـدفعه للجنون يسأله يحرق دمّـه ينطق بخـفوت : و اذا قلت لك اني اعرف من اللي قتل امك ؟ ,
سـكنت ملامح همام يسمعه , يجنّـنه و يحرق دمه بالفعل هو صابّ الضعف اللي فيه يسأله همام ترجـف عيونه : وش ؟ ,
وقـف مشهور بابتـسامه ما يبقّي به سكون داخله يتجاهـل سؤاله يسحب الاوراق بيده و ينوّي الخروج لولا مسكه همام له و اندفـاعه نحوه يشدّ على ياقـته يدخل بنفس الوقت البراء و خلفه رجال الامن يركضّ ناحيه هـمام يحاول يفكّه عنه , يبـعده و لا تختفي ابتـسامه مشهور يلاحظه البراء اللي ردّ همام و ناظره يدفّ صدره : همام ! همام اهجدّ اهجدّ ,
وقـف همام يندفع كلّـه للجنون من مكان ما مسّه فيه مشهور و ناظره رجال الامن ينطق " همام تقدر تطلع , المريض صحى و وكّل المحامي يقول انه يسحب الشكوى عليك و انه ما يتذكر اللي صار و الحقّ العام ما يحاسبك لعدم وُجود دليل لاعتداءك عليه بالضرب " تسكن بعدها ملامح مشهور لانه م اتوقّع , لانه استبعد هذا الاحتمال و كان يحسب انّه لـوى ذراع عزّ لكنه خابّ لذلك شدّ على اوراقه يطلع من الغرفه يترك مقاومـه همام للبراء ينوّي يلحقه , ينوي يعرف اكثر و يبي يكلمه , يسأله و لو ان هالجنون على حساب نفسه هو يبي يعرف يردّه البـراء من صدره يصرخ بوجـهه : وش فيك وش فيك تبي تهجم و تضرب و تكسر الدنيا وش فيك ! ,
أشـرّ على الباب همام , بالجزء اللي عبر منه مشهور يطلع و يحترقّ كلـه يصرخ بعالي نبـرته ما يستوعب اللي قاله و لا يقدر يسكن : يقول انه يعرف قاتل امي , يقول انه يـــعرف اللي قــتل امي ي المحامي ! ,
سـكنت ملامح البراء يناظر قفا مشهور و هو يخرج ثمّ رجع نظـراته لهمام اللي ما تسكن جوارحه عن الحركه يندفع بجنون له و يردّه البـراء ما يتركه يركض نحوه يهدّي منه حتى لو اتوتر هو معه : يضحك عليك ي همام ! يضحك عليك هو يبيك تنجن ما يدري ما يدري , حتى لو درى نجيبه نجيبه ما ينترك والله ما ينترك ,
هز همام راسـه بنفي و قرب رجال الامن من همّـام يمسك بيـده و نـطق البراء بحدّه : تونا نبي نطلعك ! لا تدخّـل نفسك مره ثانيه مو بكلّ مره تقدر تطلع اهجدّ خلنا نكمل اجراءات الخروج و نطلع لا تنهبل ,
اضـطربت انفاس همام ينفضّ ذراعه من الرجـال يتمالك نفسه بصـعوبه تقتله ولا ترحم جوفـه , تقهره و تحرقّ دمـه بصوره مستحيل يسأل : كيف طلعت ؟ كيف طلعتني ,
التـفت البراء شي للباب يبي يطلع و فتح الباب لهم يناظر همام : مب انا , عذبي كلم عزّ و اتصرف و انا انا اخذت الوكاله من عزّ لاجل اخرجك ,
عقـد همام حاجبيه باستغراب يكمّل البـراء بعدها يناظر ساعته : اليوم سمح الدكتور لعزّ انه يسوي اللي يبيه لانه اخذ راحته و اكتفى عشان كذا اتأخرنا و لا ماكان ودّنا تطوّل هنا ,
مشـى همام يوقف بجنب البراء ما يمشي : وينه عذبي ؟ ابي اكلمه لا يصرّف نفسه و يختفي ابي اكلمه لا يروح ,
اتنهـدّ البـراء يبيّن صعوبة الموضوع لان فعليًا عذبي ما يردّ على جواله بسهوله , ابتعد عن خيامه و كانت منه رساله وحيده له بانه يقابل عزّ و الحين هو بالوسط ينطق همّـام بحده : ابي اقابله , كلّـمه اتصرف الحين ,
سـحبه البراء من ذراعه يطلّعه من الغـرفه يبي يستعجل و ينهي وجوده بالمكان هذا : امشي الحين , امشي و انا اشوفه ..
-
-
ڤـيلا ابتهال ؛
نـزلت مع الـدرج تستجمع طاقتها لليوم , تحاول تآخذ انفاسها اللي تستصعبها لانّ صدرها مبكوت من ايام بعدم حيله , بعجز لانّ السبب معروف و لانها للحين ما تعرف عنـه شيء استمرّت هي لايام بهدوءها تحاول م تنهزم و لا تضعفّ رغم ان انعـدام الراحه كان مُهلك بالنسبه لها الا انها اختارت النزول الحين و انها تجلس مع ابتـهال اللي هي متأكدّه انها بالمطبخ من سمعت اصوات تضجّ منـه و بالفعل قربـت منه تدخـل : صباح الخير ,
كانت محنيّـه جسدها للفرن تتابع استواء المخـبوز و لانها سمعت صوت اُنس نطقت تجاوبها : صباح ايش الله يسعدك قرّبنا الظهر الحين بيأذن ,
اتوجّـهت للكرسي مباشـره تجلس تسند مرفقيـها للطاوله و تسند راسها عليه بخـمول , عدّلت ابتهال وقوفـها تقفل الفرن و تلتفت لها تلاحظ خمولها و هدوءها من ايام : صباح الخير ,
اتنهـدّت أُنس تناظـر الورود اللي امامها بالڤازا : انتِ اشتريتيها ؟ ,
قربت منها ابتـهال تجلس تجاورها الكرسي تناظر الورد تهزّ راسها بنفي تبتسم بخفيف : ابوك رسلها لي اليوم الصباح درى اني احب الكالا و رسلها يبيني افرح ,
ابتسمت أُنس بخفيف تغمّـض عيونها تحاول تبعد تفكيرها عنه لكنها تعجزّ و مستحيل يكون هالعجز عادي بالنسبه لها لانها اعقل من انها تتعلّق بهالقلق و الخوف و هي اوعى , هي اعقل من ان هالشيّء يأثر على ايامها اكثر مما كانت تتوقع لانها لطالما كانت سريعة التّخطي دايمًا لكن هالشيّء ناقض عادتها و تقدر تستوعب هيّ نفسها و التغيير اللي صارت عليه الحين تفتح عيـونها من حسّت بيد ابتهال اللي مسحت على شـعرها تفهم تعبها و ضيقها اللي من ايام : صحـيتي من بدري و لا نزلتي لي الا توّك , وش مشغلك من ايام و انتِ كذا قولي لي وش مضايقك ؟ ,
ما ردّت أُنس تخـفي داخلها لان مهما يكنّ لو كان الضيق داخلها و هي تحسّه وحدها اهون عليها من ان امها تضيق عليها و يصيـر الوضع اكثر كركبه من ماهو عليه , اتنـهدّت ابتهال تنزّل يدها و تبعدها عنها تتساءل : انا زعلتك صح ؟ ,
رفـعت أُنس راسها عن الطاوله تهزّ راسـها بنفي و تمسح وجّها بكفوفـها : لا ي ماما بس ابي اكلمك بخصوص بابا ,
ناظـرتها ابتهال تكمّل و نزلت أُنس يدينها عن ملامحها تناظر ابتـهال تكمّل : ترا بابا هو اللي فكر بانه نهديك الصالون هديّه , كان يبيك تفرحين من الاوّل بس انتِ ما فرحتي و لا عبرتي عن فرحك له ,
هزّت ابتهال راسها بإيجاب تشتت نظرها عنها : ايه لاني زعلانه منه , وش يعني بالبدايه يرفض و يزعلني و يزعل الدنيا و بعدها يهديني هو و لا كان صار شيء ؟ هذا غير باقي الزعل ,
رفـعت انس يدها ترجع شعرها للخلف بعشوائيه و تفكّـر : ايه صح بس هو الحين يبي يعتذر و انتِ حتى م عطيتي فرصه لاعتذاره , اسمحي له و اعطيه فرصه يمكن يتحسّن وضعكم و ترتاحين و هو يرتاح ,
ابتـسمت ابتهال بذهول ترفع حاجـبها ما تصدّق ان بنتها هي اللي تقول لها هالكلام بعد ماكانت ما تعذره حتى بابسط الامور : صايره تدافعين عن ابوك كثير لو تلاحظين , انتِ تعذرينه ؟ ,
رفـعت اُنس كتوفها بعدم معرفه لانها للحين ما ادركت كلّ الامور لكنها ادركت بعضها و توقن بصعوبه شغله : ادافع ايه لكن ما اعذره بكلّ شيء , بعض الاشياء مو بيده و بعضها الا بيده بس بكلّ الاحوال لمتى ي ماما و انتِ تزعلين و تتكدّرين ؟ لمتى بيبقى الحال كذا و انتم كلّـكم تحبون بعض و تموتون ببعض ! ,
وسّـعت ابتهال عيـونها بصدمه من انها تقول الكلمه و خجلت , خجلت مباشره تشغلّ يديها تعدّل الورود : كنتِ تزعلين قبل و الحين تقولينها بكلّ بساطه ! اتغيرتي ي أُنس اتغيّرتي علميني كبرتي و صرتِ تشوفين الامور بوضوح اكثر ,
ما ردّت أُنس تآخذ نفس عميـق ترجع تمسح وجّـها بضيق مو عادي , تفكير مُهلك و مـنهك لجسدها يسمعون صوت رنين الجرس و ماهي ثواني الا و دخـل اصيل و نور يسلّـمون عليهم تسكن ملامح أُنس و توقف ابتـهال تسلم على اصيل تصافحه و يقبّل راسـها تقربه بعدها أُنس اللي وقفت بالمثل تسلم و تستغرب من وقفت جنب نور : مو قلتي بتروحين تشترين سكراب و لابكوت ؟ ,
هزت نور راسـها بايجاب تضحك تناظر اصـيل اللي حاوط كتوف ابتهال : جينا نآخذ الحبيبه لأجل تروح معنا ,
ناظرتها نور لانّ كل ملامحها سـكنت : كلمت و قلتي مالك نفس تطلعي من البيت و اريام مع عذاري جالسه ما بقى الا عمتي و كلمتها قالت طيب بتجي معنا ,
عقـدت أُنس حاجبـيها تتساءل : ماشاءالله من وراي تخططون , مو عمتي نهاد بتروح معك لازم ماما تروح بعد ؟,
هزت نور راسـها بإيجاب تضحكّ بصوتها الجهوري تملأ الاضحاكّ بالمطبخ : ايـه كل ما زادوا الناس حولي تزيد فرحتي , تبين تجين تعالي معنا الحين يلا ,
هـزت راسها بنفي تعيد رفضها لهم و ابتسم أصيـل يناديهم يخرجون و أشرت ابتهال " طيب طيب حبيبي الحين بأجيكم بس البس عباتي " و من خرج بقـت نور اللي تسمع ابتـهال توصّي أُنس : أُنس ي ماما الكيكه بتخلص بعد شوي , قفّلي الفرن و غطيها لا تبرد بسرعه انتبـهي لا تنحرق بنروح اليوم لبيت خالك صهيب و آخذها معنا ,
عقـدت أُنس حاجبيها باستغراب و كمّـلت ابتهال تقرأ سؤالها بملامحها و تجاوبها : صيته نادتنا كلنا نجتمع قبل الدوامات اللي بتشغلنا ..
-
-
خـرج من المصعد يتبـعه البراء اللي يخافّ عليه من الجنون و لا تركه , اختار هو يوصّله لعذبي و لشقتـه اللي عذبي قال له انه بانتظاره هناك لانّ ماكان من عذبي الرّد الا من شاف رسالة البراء له " مشهور الـ***** جنّن همام و قال له عن امه قهره و يبيك هو الحين , امسكه لا يجيب البلاء لنفسه امسكه " و بالفعل بعدها قرّر عذبي انه ينتظره امام شـقته و لانّ همام للحين ما نسى انهيار اخته بسبب عذبي هو يبي يكلمّـه بهالوقـت وقف يسكن من وقـوف عذبي امام باب شقـته بالمنظر المُنهك , المُتعب يتكتّف و يسـند ظهره على باب شقته هو ظلّ لساعات ينتظره على نفس الحال و من شافه البراء نطق مباشره : حيّ هالوجه اللي ما شفناه من ايام , وين كاين ؟..
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...