الفصل ٥٦

6.7K 127 19
                                    

هيّ ردت خـطوته عنـها و ردّت جـسدها عنه ترجع للخـلفّ ترجع شعرها بعشوائيّـه تلمّـحه ظهرها و تقسـيماته اللي تتحرّك مع حركـتها من جـديد تـرجّع له عذاب أقـوى لذلك هو اتقدّم منـها يمسـك بذراعه و يلفـّها له : و لا بس تعرفين تهدديني بنفسك ؟ بوجودك و انك ما رح تبقين بالقصر لا نزّلـتك و رحت و انا قايلك ساعتين و ارجع لك , ساعتين بس ي عذاري ما تقدرينها ؟ ,
نفضّـت ذراعها عنه , تناظره بحدّه و بنفس النبـره هيّ نطقت تثقّـل على حروفها مثله : لا ما اقدرها , ما اقدرها و اهدّدك بوجودي ايه اهددك تدري ليش ؟ لان حالك زاد عن حدّه و انا ما عدت اطيق وُجـودي بالقصر , ما عدت اطيق الأسئله و لو ترجّـعني الحين أنا بأقول نفس الكلام و اسويه ,
قـربها دون كلـمه منه كان يرسلّ باقي الغضب بنظراته لـها , ماكان فعله ارادّي الا نابعّ من كمّ الضغط اللي يحسّه داخله و بصدره يشبّ بضـلوعه و لا يرحمه الشعور هو يسمع الحكي منها يتكرّر بالمعنى و اختلاف الحروف : تقولين هالكلام مره ثانيه و تعيدينه ؟ ما ودّك اليوم يمر بسلام انتِ ودّك بأكثر من كذا يصير فينا ؟ متى صرتي تهددين بوجودك معي و تنوين البعد عني يعني ؟ ,
ما كانت تقـوى حروفها على الرّد من قربه , نظـراته و ثبّـوت جسده الطويل امامها هيّ تلتـهبّ كلها بمشاعرها داخلها , بملامحها و جـلدها اللي يحترقّ كله من لهـيب فكرها لليوم تتذكّر كلّ اللي ولّـع فيها من اوّله للأخير و يكمّـل هو بعدها : بأمحي الكلمه من بالي و لا اعتبر لها وُجـود من الاساس , ما ودّي اسمعها منـك مره ثانيه لانها ما تسوي فينا خير طيّـب ؟ ,
التـفتّ يروح عنـها يـبتعدّ للباب اللي يخرّجـه من الشقـه كلّها و سكنت ملامحها هيّ ما تتقبّـل فعله هو اللي ما يسوّي فيها الخير توقّـفه و تحاوله باسمـه : عذبي لا تروح نتكلـم ! ,
ما ردّ هو فـتح بابـه يبي يطلع لو مو كلـمتها الثانيه ترجّـع الجنون له من اوّل و جـديد و من بدايتـه : بأروح ! ,
وقـفّ هو يلـتفتّ لان الحكي ينعادّ , تهديدها بنفسها له ينعادّ هو قفّـل الباب بكلّ قوّتـه يرعبّ كيـانها و يرهبّ قلبـها لانها تشهدّ هالغضب منـه لاوّل مره من لفّ هو يمشـي لها بخطواته الكبـيره , السريعه ناحيّـتها ينطـقّ بحده عاليه : وش تسوين بـي ! وش ناويّــه عليه انتِ اليـوم ! ,
لانّـه يوقّـف حروفها و عقـلها و استجماع كلـماتها من شديدّ غضـبه , من ارعابه لعيـونها و كفوفها اللي رجـفتّ من فاضّ بها الشعـور تتخبّـط داخلها بصوره مسـتحيله تردّ خطـوته الأخيره عنها بكفـوفها و يمسـك كفوفها هـوّ ينزّلـها يشدّ علـيها ، تحاول تسـحبها منـه لانّ كل مافيها يرجـفّ لانـه يشدها لصدره يـنطقّ بغـضبه : اروح ما ودّك , اقرب ما ودّك و ترديني , ترديني عذاري و تضربين صدري هالقـدّ تقسين ! هالقـدّ ودك يروح عقلي عني اليوم ؟ وش ودّك علمـيني وشّ ودّك ؟ ,
رجـفت كلّها منـه , من غضبه و حدّة نبـرته , يدينـه اللي تمسك بمعاصـمها و يشدّها كله لصدرها ما يترك لها مـساحـه عنه يقرّبـها حتى لو حاولت البـعاد , تجاهدّ عقـلها يكوّن كلامه , يجمّـع حروفه و تنطق بهدوء : ابي نتكلم , نتكلم و بس هالقدّ صعب عليك طلبي اليوم ؟ صعب عليك تآخذ كلامي و آخذ كلامك ؟ ,
قـرّبـها هو يناظر رجفـتها بفكّـها , عيـونها و كفوفها حتّـى جـسدها هو قرّبـها يآخذه لصدره من حاوط خـصرها بذراعه و يده الثانيـه كانت ليدّ وحده باقيه على صدره يعطـيها حقّ الكلام اللي ودها فيها : عطيني كلامك , عطـيني هو اسمعك آخذه الحين منك ,
هـزّت راسها بنفي ما تستوعبّ كم الغضب منه , كمّ القـرب المستحيل بينهم و هو بالحال ما يسكّن داخلها الا يضجّ الرعب مـنه لان نبرته بالغضّـب عليها ما تصدّقها , نظـراته لفكّـها , شفّـتها و توترها من كفـوفها هيّ رفـعت كفها الآخر تحاول تبعدّ صدره عنهـا : عذبي وخّـر , وخـر لا تندّمني على يومي هذا معك اما تهرج معـي زي الاوادم ولا وخّـر ,
كانت نظـراته لها مستحيله ولا تقـدر تحدّد معناها , يده اللي تشدّ على ظـهرها من الخـلف و يده الممسكه فيها و آخر كلمـاته ينطـقها : لأجل تهدديني مره ثانيه بوجودك ؟ مو ودّك بالكلام عطيني كلامك طلّـعي اللي بقلبك من اوّل تحبسين الكلام داخلك , طلّعيه الحين علي و كمّـليها اليوم علي , طلعّـيها طلعّـيها لا تسكتين ,
رفـعت يدّها الحرّه لـياقه ثوبه تشـدّها من غضبها , تسحبّـها و لا تحبسّ حروفها اكثر هيّ اتمرّدت حـتى بالشعور اللي بقلبها : ما أتحمل الأسئله اللي تجيني , كنت اتحملها عشانك و عشان ما اضغط عليك اكثر , و الحين انت دريت  عذبي دريت و تبي تروح عني و انا م اتحمل اكثر ما اتحمل دام صار الشيء معروف و الكل داري فيـه انا م اتحمل الضغط اللي يجيني ,
قـرّب منها اكثـر و عيـونه على شفّـتها , شفّـتها يراقب رجفتها و هي تنطق بالحروف و لا يبي هالكبّت اللي غيّر حكيها معه يستمر هو يكمّـل , يضغط عليها و يبيها تحرقـه الحين : بس هذا اللي بقلبك ؟ بس هذا كلامك اللي منعتيني عنه بس ! ,
هـزّت راسها بنفـي تضطرّب انفاسـها , يغلبّـها الدمع و الشّـعور يرجّـف قلبها نبـرتها اللي كمّـلت تبيّـن حرقة جـوفها : البنت اللي خرجت و شفتها انت ! سوتها هي قاصده انك تشوفها قاصده عذبي هي تدري انك زوجي و قصدت الحركه , قصدتك تشوفها وش يعني ؟ وش يعني هالحركات تكون لك ,
هـزّ راسـه بنفيّ يناظرها , يشـوف دمعها اللي حرقّ قلبه , نفسه و عـقله المجنون هو يشـوف انهيارها الدّاخلي بعيونها , بدمعها و رجـفتها بوسط حـضنه : ما شفتها , ما شـفتها انا ما شفتها كانت عيوني لك , لك انتِ بس ,
هـزت راسها بإيه تعاندّ حكيـه , تتذكّر الحـدث و يغلبها كلّ الشـعور من شدّت على ياقـته اكثّر يموّتها الشعور , يضربّ روحـها : شفتها ي عذبي , شفـتها و هي فرحت لانك شفـتها فرحت شفتها تبتسم عذبي شفتـ..,
قـاطعها هو يلتهمّ ثـغرها مباشـره ما يتحمّل كمّ القرب , ما يتحمّـل كمّ الضعف اللي صار داخلهم من بعضّ و لانها تنهار امامه الحيـن بسبب بنت , بسبب بنتّ هي طلّـعت حق شهور متراكمه عليـه تزيده ضغطّ و تـزيد نفسها ما يتـرك لحروفها مجال تعترفّ بشعورها اكثـر الى ان ابـعدته عنهـا بكفّـها اللي ضغطّ على يدّه الممسكه فيها هو نـطقّ يبقي جبيـه على جبينـها يجبرها تغمّـض عيونها و يتأمّـل هدبها الندّي , ملامحها النديّـه بسبب بنت هو شـتمها داخله بكمّ من الشتائم لأنه يلـمح دمـوع - عـذابه - الحين بسببها : بنت تسوّي فيك كذا ي عذابي ! بـنت تسوي فينا كـذا ؟ ,
جـهشّ صـدرها بالبكّي , قلـبها قبل دمـوعها تهزّ راسها بنفيّ و يباغـتها بالتّـقبيل يمنع حروفها , يمـنع حركتها من شدّ على ظـهرها يبي القـرب اكثر من هالقربّ لكـنها رخـت يدها عن ياقـته تنزّلـها لصـدره و تبعده , تبـعده عنها و تردّه عن الف موّال ممكن يصيـر و هي بهالغضب ما تستـوعبّ نفسها مع كمّ الشعور داخلـها هي ردّتـه و ابتـعدّ عنها من ضربت صدره بيدينـها هيّ ردّت خطـوته عنـها , تبكّي هيّ ، تبكي ما تـرحم عيونها و لا صدرها من نـفسها و تحرقها لانّ كل شيء فاضّ بها : انت سويت الاكثر ! انت سويت الاكثر ي عذبي و خليتني اتحمل الاكثر , كمّ مره قلت لك انا بالقصر ما اشوف نفسي فيه , مو قادره اتقبل وجودي بينهم لاني م اعرفهم ي عذبي م اعرفهم و انت حطيتني بالامر الواقعي بينهم و انت مو مـوجود ,
يـحترقّ كله منـها , تعذّبـه من جنون الحبّ داخلـه هي تلومه الحين على شعورها , تعطـيه جـور الالم من حبّـها له تكمّـل من ضربت صدره للمره الثانيّـه تبعده عنها من حاول يتمسّـك فيها تكمّـل : قلت لك ي عذبي انا ابيك انت تكون جنبي   ابي احسّك معي و انت تبيني اتعوّد على ناس مو اهلي ! ببيت انا م ربيت فيه و لا اعرفه من الاساس حطيتني و رحت عني تبعد نفسك عن القصر و عني ,
قـرّبها يعاند كلّ تفاعلات يدها له من ضـربت صدره تبي تردّه هو نزل يده مباشره يهزّ راسه بنفـي يمدّ يده يمـسح يميـن خصرها بباطنّ كفـه , نزّلت يـده من خصرها تقاطع حروفه قبـل لا ينطقها : قلت لك , قلت لك انّـك انت الباقي , انّك انت اللي المفروض تبقى جنبي مو هم بس ما سمعتني و لا تسمعني بكلّ مره تتجاهل كلامي و الحـين وش صار ! وش صار انت علّـمني دام انت مو موجود على ايّت اساس انا ابقى بالقصر ! ببيـتك اللي ما تبقى فيه انا ليش ابقى فيه ! ليش اجلس بمكان انت مو موجود فيه ليش علّـمني ! ,
ما كان منـه الرّد هي منـعته عن كامل تصرّفـاته و لا ودّه يزيد حالها لانها ردّته عنـها اكثر من مرّه هو يدري انـها وصلت لمراحـل من الشعور بسببه ,  رجـع هو يلـوم نـفسه و يغضّب داخله من التفتت عـنه ترجّـع شعرها للخـلف هيّ نزّلـت طولها بعد ما فصّـخت كعبهـا التفتت تمشـي  لدورة المـياه - أُكـرم القارئ و لأنـه كان يتابعها بأصغر التفاصيل من الحـركه , البكّي ما كان يغيّـب نظره عن حالها المـوجع بقلبها هو نطقّ يدرك خطواتها : لا تروحين للحمام و تبكين , ارجـعي تعالي ارتاحي شـوي و ريّـحي نفسك ,
نـزلت اكسيسواراتها عـنها , سلسالها و حلـقها تحطّه فوق التسريحه تمنعه عن عيـونها , نـظرها و زعل قلبّـها المستحيل بنظره هي نـطقت ببـرودّ تتمثّـله بعد كمّ الشعور اللي خرج منـها : مو انت خليتني ابكي ! ,
زادّ غـضبه مباشره من صدّها عنه , البرود اللي تتمثّـله تقتلـه هيّ و تضربّ صـدره , جـوفّه و تضيّق ضلوعه عليـه من شافها تتوجّـه له تـتجاهل كلامه هو اتقـدّم لها يـلحقها يوقـف خلفها و يمسك قبضة الباب اللي هيّ نزّلـتها يسحبّ يدها عنها و يرجع يقفّـله بيده الثانـيّه و يوقـف هو قبالها بالجسدّ : قلت لك  لا , ليه العناد ليه تركبّـيين العناد براسك ليه ؟ ,
ناظرت عيـونه ترفع راسها له ، ما تـرحمّ قلبـه منها و لا ترحمّ نفسها تزعّـلها , تزعّـله و تعاندّ على نفسها : مو هانت عليك دموعي , هوّن دخـولي الحين ما يصير شيء عادي ,
ما كان منـه الرّد لانها اتقدّمت مباشره منـه تحشر يدها خلـف ظهره للمقبضّ و تحاول تفتح الباب الا انّ يده اتداركـت فعلها و اتمـسكّ فيها بثـبوت تام كان يناظر عيـونها , محاولـتها بيدّها و كبـتها لباقي الدموع عنـه كان يشوفها كلّها كمحاوله فاشله بانـها تقوّي داخلها اكثر من كذا : لا تعاندين , فكّـي نفسك من العناد اللي انت فيه فكّـيه وش صابـك ؟ ,
ما كانت توقـف محاولاتها , ما كانت توقّـف عناد تحدّ عـقله على جنون جـديد و تراوده هيّ كشـعور وده يعيشه و يعيّـشها هي مـعه لذلك مدّ يده يتمسـك بها , يحاوطها كلّـها له بذراعه هو شدّها يشهّق عيونها خـوف على عكس ظاهرها اللي حاولت تقوّيه بكلّ الصور , بكلّ الطرق الا انها يهـزمها من قربـه و لانها نطـقت " هوّنـت دمـوعـي عليـ.. " قـاطعها هو يعيـدّ موّال خـوفها بالقربّ يباغـتها بالقربّ , بالقبـله يسكّـت حروفـها و تردّه عنـها تـترك نبرته تحتـدّ : ما تهون دمـعتك , ما هانت و لا عمرها رحّ تهـون خلاص ! انتـهى اللي قبل لا تحاولين تبعديني لا تحاولـين ! ,
ناظـرت عيـونه صـعبت عليها الانفاسّ , التفـكير تناظره هو بحدّه نظـراتها العنيده لليوم ما تكفّ العناد و لا تسمح له يكفّ القـرب بردّها يكمّـل : تبين تدخلين الحمام ؟ باقي براسك انك هنت انتِ و دمعك باقي ,
هزّت راسها بإيه تأكّد عليه تحاول يدينـها تحررها مـن جسده القريب منـها و لا يتركّ الوعّـي بتفكـيرها هو قلبّ كله على عنادها يعنّـد نـفسه : دامك تشوفيها كذا ايه ايه هنتـي عليّ و اهوّنـها الحين بعدّ , دام خليتك تبكين اخلّـيك بين يديني الحـين و لا تدخلين الحمام مو انتِ تبينها كذا ! ,
رجـفتّ عيـونها من غضبه , من انّ الصوره انقـلبت عليه بعناد مسـتحيل بينهم بوسـط الالم و حبّـه هو قـربّ منها يبي يآخذها لكنـها  صدّت عنـه قبل تصيـر من وجّـهت وجهها للجهه الثانيـه : عذبي وخّـر وخـر ما ودي وخّـر ,
حـنى راسـه لها , لطـرف عنـقها يهمسّ لها يبكّـي داخـلها قبل خارجها و يمـنعها عن كثير عناد يضرّها يدري هو نهايته لها : ما اقرّبـك باللي ما ودّك , بس اقرّبـك لاجـل اردّك عن نـفسك ,
رمـشت ما تستوعبّ كلامـه و اصراره على ردّهـا من ناظرته هو رفـع يده لخـلفّ رقـبتها يثبّـتها  له هالمره يقبّـلها يكـتم عنها الانفـاسّ , تحاول مـنعه لكنّه ثبّـتها كلّـها لـه بيدّ خلف ظهرها , يدّ خـلف رقبتها كان يستقبّـل شدّة كفوفها على ثوبـه , على كـتوفه و ذراعـه لكنه اتجـاهلها كلها يردّها عن كثيـر امـور , عن شـعور قتّـال داخلها و عـناد يسبق وعيها بالتصرف هو يمنعها , يـمنع نفسه ..
-
-
قـطر , قـصر تمـيم و الفنّ ؛
صـحت تـقتّح عيـونها بعد نومـه هنيّـه , مُـتعبه من سـفرها و طريـقها هـيّ نامت دون لا تحسّ على نـفسها و لا حسّـت عليـه متى نام , متى صـحى لانها التفتت تناظره يسـارها ابيّـض سريريها , ابيضّ لـحافها اللّي ابـعدته عن جسـدها تمدّد ذراعـينها للاعـلى و تآخذ نـفسها من حـياتها المتجدّده ترتـاح من هموم كثيره عـطتها اكبرّ من حـجمها بنظرها لانّ كلـه كلام - فارغ - أو بالأصـح حـدث صار مخفّـي عنها و رضت بعدم المعـرفه تطوّي كلّ القـديم تفكّـر بجديدها , براحـة بالها و استقرارها مـع تميم لانه يسـتحقّ الافضل منـها , و تسـتحقّ العـزّ هي تـوقف تمشي لشبّـاكها الطويل تزيح عنه الستاير اللي تـركت الضّـو يضوّي جـناحها الكبير و ابتـسمت هيّ بروح تتفاءل فيـها و كثير رُغـم البعد الا انّ الراحـه ما فارقـت جدار قـلبها و نزّلـت يدينها عن الستار تلتـفت تآخذ منـشفتها و تـدخل دورة المياه - أُكرم القارئ تتحمّـم , تصحصح نفسـها و تعطي الطاقـه لجسدها بعد تعبّ سـفرها اللي ما تـركها تتذكّـر هي كيف نامت و آخر ذكراها انها كانت تنتظـر تميم يصعدّ لـها و غـفت دون لا تحسّ و لانّ اللّـحاف صار عليها بعد ماكان تـحتها هيّ اتأكّـدت  انه جاء , طلع لها و دخـل جاورها النّـوم و سبـق عـيونها بالصحوه ..
خـرجت بعد ما اتحمّـمت ترتدي فـستانها البـيج الضيّـق على كامـل جـسدها , تتعطّـر من عطوراتها اللي اترتّـبت لها على ما تحـبّ تسـحب جوالها و تنزل مع الدرج , تـلمس يدّها الدربزان و تتأمّـل كل تفاصيل القـصر اللي أبـهر عيـونها بالجـمال اللي تشـوفه و ابتـسمت هيّ من قرّبـت منها احدى العامـلات تنطق لها " صـباح الخير مدام " : صبـاح النور , ويـنه تميم ؟ ,
أشـرت لها العامـله على المطبخ و اتوجّـهت هي له , تلمس طـرف المدخـل بيدها و تبتسم منّ انـه يجهّـز فطـور على الصينيّـه الخـشب بترتـيب ماكانت تتوقّـعه فيه و اشتدّت ابتسامتها تتأمـبه من بعيد , تآخذ نفـسها العميـق براحـه من النصيب اللي ربي عطاها هو رزق , ابتـسمّ هو يتـرك آخر لمساته على الصينيّـه بورده حمـراء من الروز على طرف الصينيّـه و كاد انه يحمـلها لكـن من ارتفع نظره للمدخل يشـوفها هو ابتـسم لها : صحيـتي ! ,
هـزت راسها بإيجاب تقـرب منه , تترك جوالـها على طرف الطاوله تناظـره و توقـف بجوار جسده تنزّل انظارها للصينيّـه , ابتسم ينطق : قلت اجهّـزه لك , شفتك تعبانـه و نمتي البارح قبل لا اطلع لك و لا صحيتي بدري ,
ابتـسمت تناظر عيـونه , تضحكّ و يضحك قلبها تقدّم اعتذاراتها له : آسفـه والله م اتوقعت اني بأتعب من سفر و طياره , بس قلت شـكله لاني من قبلها صاحيه و كنت بالصالون ,
أخـذ نفسّ عمـيق يجلسّ بالكرسي الطـويل للبارّ و مسـك لها الكرسّـي لأجل لا يلتفّ عنها : دامك نزلتي قبل لا اطلع لك اجلسـي , نآكل هنا ,
اتمسـكت بالكرسي بيديـنها فوق يدينـه تجلسّ و يعدّله لها هو يقرّبـها من البار اكثـر : نمتي زين ؟ ,
هزّت راسهـا بإيه تسندّ مرفـقها على البار و تناظر : لو ما شفت نفسي تحت اللحاف كنت بأقول انك ما نمت , ليش ما صحيتني معك ؟ ,
ابتـسمّ لها يناظر شـعرها النديّ , عـطرها اللي فاحّ لـه و لا بردّت ريحته عنـها و الفنّ اللي بملامـحها , جـسدها , ذوقـها و رقّـة حركاتها : معـك انا , اليوم تنامين باقي الايام تساهـريني صح ؟ ,
هـزّت راسها بإيجاب تبتـسم و من مدّ يده يمـسك بيدّها نطـقت هيّ : الظهر بنروح لبيت عمـي و عمـتي ؟ ,
عقـد حاحبيه يبيّـن استغرابـه و كمّـلت هي : البارح عمتي قالت ان الغداء بيكون عـندهم ,
هزّ راسـه بنفيّ يناظر الصـينيّه : لا , اليـوم بنكون انا و انتِ سـوا و عندي مشوار معـك ودي به يكون اليوم ,
ناظرت يده اللي بيدّها تتمـسك , بالخاتم هو كان يلفّـه على اصبعها : بس هم عزمونا ما نطوّل عـندهم ,
هزّ راسـه بإيه يرجـع نظره لها : نعتـذر منهم , نروّح لـهم بكره نقدر عادي صح ؟ ,
هزّت راسـه بإيجاب ما تجادلـه لانّ يـومين كانت دونـه و معه بتفس الوقـت و تعطـيه حقّ الرفـضّ تمدّ يدها ليده و تشدّ عليها , ابتـسم لها يرفـع يدها و يقبّـلها قبل لا يطلب منـها الأكـل ثمّ نـطق : يـلا نفطـر ..
-
-
شـقة عذبـي؛
أخـذّ نفسـه العمـيقّ يشعـرّ بجـسدها اللي بيـن يدينـه على السريـر , كانـت بالصّـوره المعذبّـه لقلبـه بعدّ حرب المشاعر , الدمـوع و القـبلات المسكّـنه لها هو نـجح انّـه يتعّـبها منـه حدّ الهـلاك الى ان نامـت وسط قيدّ يديـنه , صـدره و اكتافـه كانت كلّ محاولاتها فاشله بانـها تردّه عنـها و لانه ماكان يضـرّها , كان يحاول يسكّـن قلبها , جسدها و شعورها سـمح لنفسه هالمره يجـبرها على النوم بيدينـه , بصدره و بمحاوطته ذراعيـنه لأنّـها حرب صعبه عليه و لا كان يـشوف رحمتها عليه هالمرّه و لا طـيبّ كفوفهـا على رقـبته على العكسّ هـيّ آلمته أكـثر من الألـم و لأنّ ما كان منه قـصور حتى هو يدري بإنّ جـسدها كله كدمـات يدينه اللي ثبّـتتها بقيـده , يحسّ بارتـخاء جسدها و انضباط انفاسهـا , هدوء نبضها لانّ مـعصمها بيدّه كان هو شـعر بكلّ نبضها يرفع يدّهـا لثغـره يقبّـلها , يـتـركها و يبعد شـعرها عن طرف ملامحـها ، يلمح اهدابـها النديّـه للحـين و الاحـمرار اللي لازال بـبشرتها يخالطّ حالها الواضح له أشـدّ الوضـوح ينـزّل انظاره لنـحرها و بدايـة كتفها العـارّي ينحنـي منها يقبّـل كل اجـزاء اجـرامه فيها للساعات الطويـله اللي كانت بقيـده , يقـبّل حرارة جـسدها و يرفـع اللحّـاف على كتفـها يحـرّرها من جـسده يبدّلـه باللحاف , بالوسايـدّ الممتـلئه يـوقف بعدهـا عنها يبعـد جـسده انا انظـاره لازالت عليها , ما يقـدر يغيّـبها عنه لانـه للحين ما يستوعّب كمّ اللي صار معهم بليلة وحده و جـرّحهم تجـريح , ما يستـوعبّ ان مجـرّد بنـت ولّـعت بها للحدّ هذا من الجـنون و انّ غـيابه عنها يسوّي فيها كذا هـو رفـع يده يمسـح وجهه بكفـوفه يراجع نفسه , قرارتـه و انّه هو بتفكـيره فيها يحمـيها كصوره عامـه اما من داخلـها هو أذّاهـا ما حمى داخلها , ما حمى شعورها من كمّ الغـربه اللي حستها و التـفتّ هو مبـاشره يدخـل لدورة المياه ما يقفّـل باب يردّه عنـها لاجل لا تصحى من الصوت و لا ودّه انها تصـحى قبل خروجه , استقرار شعوره و استقرار شعورها بالمنطقّ هو يبيـه منها و منه لانّ اللي صار ما ودّه ينعاد نفسه , ما ودّه يخـوضون دربّ الألم هذا مره ثانيّـه لانه ما سوّى فيهم خـير , اتحمّـم بسـرعه و سحب ثـوبه اللي كان بالارضّ جُـزء منه يمتدّ لارتـفاع الكنـب يلبـسه , يقفّـل ازراره و يكمّـل نـظراته لها ينزّل انظـاره للفستان البنّي أسفـله و انحنـى يرفـعه عن الارضّ , يـآخذ العطـر و ريـحها له من فاحّـت له بالشعـور قبل الحواسّ هو غمّـض عيونه يضيـع كلّـه منها تفيّـض به مشـاعر و تـدفع جـوارحه للرّغـبه المـستحيـله من صبابـة العـشقّ صار حلـمه الحين وصـلها اللي ردع نـفسه عنه للمرّه اللي يجـهلها و بكلّ مره يـموت هو من منـع نفسه , ردعهـا و ردّ رغـبته عن نـشوتها بآخر لحظـه لأجلها ,  قبـل كلّ شيء هو صار يخـاف على حالهم وين بيوصل بسبب هالمشاكل اللي ما تنتهي من حيـاتهم هو يـترك رغـبتـهم - ببعـضّ - تعتمدّ على قضـيه , على اهلهم و حالهم امّـا هُـم المتعذبّـين من هذا كله غمّـض عيونه يوقـف , يعدّل طـوله و يمسك بالفستـان يرفعه معه يتركـه على الكنـب يآخـذ منها جُـزء و الباقي بالأرضّ هـو اتمـدّد بطــوله و اتنهـدّ عـذبي بضيّـق , يضـيق كله بضلوعـه على حاله , حالها و يآخذ خطواته لهـا لان اعتذاراته لها ما انتهـت الا تـزيد داخله , تـزيد و تقتلـه يأجّـل كل الحكي الى هـدوء الانفسّ لذلك هو انحـنى لها يبعـد شعرها عـن نحـرها من تمرّد لـه و أخـذه يقبّـله مره , اثنـين و ثلاثـه يآخذ حـرارتـه لثغره و يلمـسه يشعر به , يبيـه كله له و لا يبـقى بها شيء حتى وقـف هو عدّل اللحـاف عليهـا للمره الاخيره و مـشى عنها , يآخذ قـرارات جديده و تنتـظره اخبـار كثيره بـعد  العتـبه اللي وقـف عليها يخرج من الشـقه يناظر المفتاح لثـواني طويله يآخذ نـفسه العميق لكـنه تركه بالنهايه على الباب يبـعدّ كل الافكار عن راسـه يقفّـل الباب ..
_
دخـل للمسـتشفى بخطـواته ماكـان بباله الحين غيره " عـزّ " اللي اقلق راحـة باله من البارح من بشاعّه المنـظر , ألمه على القلبّ و قشعريرتـه على الجلدّ من شـكله و لا صحّ له يدخـل المستشفى يتطمّـن عليه الا الحين , هو اتجاهل كلّ الاتصالات اللي كانت من البراء و همام طوال ليله , صـبحه و الحين ضُحـاه اللي سرت خطـواتـه بممرات المستـشفى و يحسّ بالخطوات اللي صارت خـلفه يلتفت يناظره و يعقد حاجبيه باستغراب : خـلف ! وش تسويّ هنا ؟ ,
اتنهـدّ خـلف يمشيء خلفـه بسرعة خطـواته يحاول يجاوره و بالفعل من جـاوره هو التفت يناظره : كنت قلقان عليـك , شفتك بالسياره و انـت ماشي خارج من شقتك و لحقتك لهنا , به شيء لا سمح الله ؟ ,
هزّ عذبي راسـه بنفيّ يناظره : ما به خلاف كلّـنا بخير مير عزّ الحين بالمستشفى ما سمعت عنه ؟ ,
عقـد خلف حاجبيه باستغرابّ و ذهـول يهز راسه بنفيّ : لا , وش صار ؟ ,
همـس عذبي بـ " زين " يوقـف امام خـدمات القسم و يسأل عن عزّ اللي من صار السّـؤال و سمعه البراء من ممـرّ المستشفى ببُـعده عنه يميّـز صوته مباشره : عذبي ! ,
التـفت عذبي يناظره و تـرك الخدمات دون جوابـهم حتى ما انتظره منه هو مشى للبراء يـوقف امامه و يوقف خلفه خـلف : طمّـني عنه ,
اتنهـدّ البراء يحـوقل بخـفوت ثمّ رفـع نبرته يجاوبـه : والله ي عذبـي كسر لي خاطري , وش هالحال اللي هو عليه ,
قـلقّ عذبي , كلّ ملامحه ماعادت طـبيعيّه من خـوفه عليه : عمي وش فيه طمّـني عنه لا تقلقني اكثر ,
ناظر البراء الغـرفه اللي بابـها مفتوح يُلـمح منه طـرف السرير و ناظره عذبي مـعه يكمّـل البراء جوابه : عذبي الولد محروق , محروقه يده حـرق عذاب الدكتور قال تدري وش يعني ؟ يعني ان به احد مسوّي هالشيء له و ضاربـه معلـم على جسمه كله ,
انهـزّ قلبه من حكي البراء يفهمـه , يفهم المعنى و يكمّـل البراء يشرح له اكثر : يده حرقوها له ببنزيـن لاجل يتألّم مو لشيء ثاني , لأجل يعذّبـونه ي عذبي و الدكتور قال حالته هذه بسبب الالـم اللي يحسّـه و صار يعطيه منوّمـات و مسكـنات بالوريد لعلها تخفّف عليـه , مين هذا اللي ماعنده قـلب يسوي كذا ؟ ,
همـسّ عذبي لنفسه يجاوب سؤاله لكن ما من اكيد " ابوه " و عـقد البراء حاجبيه يسأله : وش قلت ؟ ,
ناظره عذبي يهزّ راسـه بنفي لان الشّـك داخله مو اكيد و التفت يناظر خـلف اللي قلـق بشكل مو طبيعي من سمع البراء : عمي وينـه همام ما اشوفه ؟ ,
اشر البـراء على الغـرفه يآخذ نـفس من اعماق من ثـقل ليله , يومـه و ثوانيـه الحاليّه من الشعور و التّـعب : نايم عالكرسي داخـل , عيّا لا يروح البيت جـلس معه و غفـى ما يقصد النوم يقول هذا أعرفـه شلون تبيني اتركـه و اروّح ,
التـفت عذبي يـدخل للغـرفه يتأمّـلـه على السرّيـر يلتفّ حـوله الشاشّ , الضّـمادات و لا يجـي عليه بسهـوله حتى بالنـظر هو للحـين ما قدر يتخيّـل شلون هو صار فيه كذا , شلون واجه هذا كلّه من ألم و وجـع و شلون صار طريـح امام سيارته اولًا و الحين بالسرير هـذا , اتنهـدّ يشوف همام اللي كان نايمّ على  على طرف سريره هو حطّ راسـه يريّحه من غلبـه النعاس اللي داهمه بقوّة و رفـع يده يمسح على قفى راسـه بهدوء يصحّـيه , ما يروّعـه و بالفعل رفـع همام راسه يرجـع يده لخـلف راسه يمسك بيدّ عذبي اللي نطق بخفوت : قـمّ , لا تنام هنا ما ترتاح روّح لشقتك نام و ارتاح هناك ,
رفـع همام يده يمسـح عينه , يمسح وجـهه بتعب فعلًا من نومتـه و لان عذبي كمّـل يضغط على رقبته من الخلف ان ان قام يتوجّـه لدورة الميـاه أُكرم القارئ مـشى عذبي يجلس بالكرسيّ , يقـربه من عزّ و ينـاظره بهدوء , بحـزن لانّ قلـبه انهزّ عليه بصوره مو طبيعيّـه هو الحين ما يقدر يحدّد شعوره من الحزن و التـفت بنصف جسده يناظره البراء اللي سند ظهره على الجدار : محد زاره ؟ سأل عنه ! ,
هزّ البراء راسـه بنفيّ يـرفع يده يمسح على لحيته بتفكير : لا , اذا تقصد من اهله لا انا اذا احد ثاني ايه جـت الشرطه تبي تآخذ اقواله لكن رسله الدكتور و اجّـلها لانه يتألم و لا قدر الدكتور يصحّـيه ,
اتنهـدّ عذبي من كمّ الضيق اللي مجتاحّـه , كمّ الغضـب هو مدّ يده للسريـر يسندّ يده عليه و يتأمّـله من اعلاه اللي كان متنفّـخ , عيـونه المزرقّـه و ملأها ماءّ الالتهابات لثـغره اللي ضمّ اجراح و فـكّه المتورّم , يـدّه و مرفقه المحـروق يلمح به الوانـه المختلفه بدرجـات , قشور الجـلدّ تركه يتصوّر الالم اللي يحسّـه و من دخـل الدكتور يسلّـم عليهم وقـف عذبي يلتفت له : و عليكم السلام و الرّحـمه ,
ابتـسمّ الدكتور بهـدوء و دخـلت خلفه الممرضه توقف : قالت لي الممرضه انكم حـوله , نقدّر وضعكم و خوفكم عليه  لكن ابي اطلب منكم تتـركونه يرتاح و اذا ودّكم يبقى احد واحد بالكثير ,
هزّ عذبي راسـه بزين يـرفع يده يأشـر عليه : طمّـنا عن حاله , متـى يطيب ؟ ,
اتنهـدّ الدكتور يهزّ راسـه بنفيّ : والله ما من مجامله لكن هو واجه الصّـعب , اللي سوو به هالشيءّ كانوا يبون يعذّبـونه و بالفعل هو وصل لنا متعذّب و بحاله ما تطمّـن , اللي تشوفونه الحين ظاهري اما الباقي للحين م ظهر معنا تمامًا بس مبدئيًا اللي يوضح له ان عنده كُـسر ممكن بكتفـه اليسار ,
التـفت عذبي يناظر عزّ و خـرج همام يمسـح وجهه المبلّل بالمنديل , كمّـل الدكتور : باقي م اتأكدنا , ننتظره يرتاح و نشوف الأشعه بعدها وش تقول ,
هزّ البـراء راسه بـزين : يعطيك العافيه دكتور و ابشـر , شوي و نطلع ,
ابتـسمّ الدكتور يطـلع و لحقته الممرضه , اتنهـدّ البراء يرفـع حاجبه يآخذ نظـره لعزّ اللي ما كان معهم بايّ حركه او نـظر و حـوقل يشوف حاله : والله ي عذبي اني حزنت عليه , صح انه مخطي بس م اتوقعت اني احزن عليه لا شفته ,
جـلسّ عذبي بالكرسـي يناظره ما يقـدر يقفي عنه لانّ التفـكير اللي داخله يهلكه بالأسئله , كمّـل البراء يرفـع حاجبيه : يمكن لاني م اتوقعت اني اشوفه بهالشّـكل ؟ صدق ان الانسان ضعيف مهما سمعت عنه ما يوصل للقوة ,
اتنهـدّ همام يحاول يصحصح عقـله و مشى يسندّ نفسه بالجدار مقابل سرير عـزّ و يعقد حاجبيه , ناظره عذبي يلتـفت له و يلمح باقي التّعب فيه , باقي رغبة النوم : بوخلّي روّح روّح لا تبقى , انا باقي هنا لحدّ ما يصـحى ,
ما كان من همام الرّد لانه فعلًا مـتعب و اخذ نـفس عميق يناظر البراء اللي رفع حاجبه : وشوله انت تبقى بعد ! ماله داعي خلاص سوينا اللي علينا و جبناه لهنا ما يكفي ؟ ,
هزّ عذبي راسـه بنفيّ يـوقف و يعدّل الكرسي خـلفه : ما يكفي , ابي اسمعه قبل لا تسمعه الشرطه و يعطي اقواله ابي اكلمه قبلهم ي عمي ,
عقـد البراء حاجبيه باستـغراب : ليه ؟ ليه تبي تسمعه قبل يعني وش تنتظر منه يقول لك ؟ وش دخّـلك انت من الاساس ؟ ,
أخـذ عذبي نفسّ عمـيق يشتت نظره عن البـراء بتفكير لان محد بيفهمه حتى لو شـرح , محدٍ يدري هو وش يعرف عنه لذلك مدّ يده لكتف البراء : بأكلّـم دهام و اشاوره وش الافضل , انت روّح خلاص انا بأبقى ،
حـوقل البراء يتمتم بغضّـب مهموس : سوّ اللي تبـيه , لو تبي نام معه بالسرير ما بأتدخّـل فيك ,
اتنحنح خـلف من حكي البراء لانه يسمعه بوضوح و التـفت عذبي لهمام : يلا همام يلا , انت بعد روّح ريّـح و تعال ان كان ودّك ,
هـزّ همام راسـه بزين يمـشي خلف البراء اللي مشـى يطلع من الغـرفه لكن وقّـفه عذبي يمسك بكتفه و التفت خلف مباشره يطلع من الغرفه لانه فهم ان عذبي يبي يحاكيه و بالفعب نطق عذبي : بيـنّا تفاهم انا و انت ,
عقـد همام حاجبيه باستغراب لان تأخـيره ماكان عادي للساعه هذه و لان قلقه يزيد من الوقت على ايّ شيء : به شيء ؟ بك شيء انت ! عذاري بها شيء ؟ ,
هزّ عـذبي راسه بنفـي يتنهـدّ ودّه يشـقّ صدره من الضيق اللي يحسّـه : لا ارتحت حاكيني , عذاري بشقتي انا نايمه الحين بأرجع للشقه و نتكلم هناك بالليل لا تجي هنا ,
كان القلق واضح بملامح همام من نزّل نـظره لعزّ لكن طمـنه عذبي مباشره : خلف بيبقى عنده , ندبّـرها روح ريّـح انت الحين , ريّـح الله يعافيك ,
هزّ راسـه بزين يآخذ نظره أخـيره لعزّ و يـطلع يلحق البراء ، دخـل خلف يأشـر له ؛ انا برا , الدكتور ما يبي اثنين بالغرفه لا بغيت شيء موجود انا ,
هزّ عذبي راسـه بزين يجلسّ بالكـرسي , يقرّبـه من عزّ طـريح الفراشّ يتأمـله لثواني معدوده بتفكير متمرّد بالتخمـينات و لا يبعدّ عن شخص واحـد يدور و يدور و يرجـع لاسمـه : ابـوك هو اللي سوّى بـك كذا ي عز ولا من ؟ ,
صـمت لثوانـي يرفع يدّه يفـتح ازرار ثـوبه العلوّي , ينزّل شـماغه يحطّه على ظهر الكرسي و يرجـع يناظر عزّ لثواني طويـله : متى ما صحيـت نعرف حنّـا , نعرف و نـساعدك لا احتجت المساعـده بس انت علّـمنا و ريحنا من أسئلتنا قبل نريحك من ابوك ي عز ..
_
ركـبّ البراء سياره همام يجاوره , يربـط حزامه و التـفت يناظره : اذا باقي فيك نوم اسوق عنك ,
هزّ همام راسـه بنفي يربط حزامه , يعدّل مقعده و تضـايقه الشمس بعيونه لذلك نزّل نـظره , نـطق البراء يلمح انزعاجه : اشتري نظاره دامك تنعمي كذا ,
أخـذ همام نفس عميق يشغّـل السياره , يآخذ طريـقه اللي يدلّه لكن غيّـر  البراء مساره من نطق : لا لا , ودّنـي لمكان ثاني من هالطريق روّح لا تـخرج ,
عـقد همام حاجبيه باستغراب يآخذ الطريق اللي طلبه : ما بتآخذ سيارتك من تـحت شقّتي ؟ ,
هزّ البـراء راسه بنفي : مب الحـين , امش خلّك على هالطريق ,
مـشى همام معه , يتبع اشاراته له كلّـها يآخذهم الوقت  الدقايق على ما يوصلون و من وصـل همام عقد حاجبيه يلـمح السياره اللي وقّفـت قبله كانت مصفطّه و لانه يـعرفها , حافظها برقمـها هو  وقـف خلفها يناظر البراء : وش فيه ؟ ,
هزّ البـراء راسه بنفيّ ينـزل من السياره , يعدّل ثـوبه يـرفع حاجبـه : السلاح بدرج سيارتك بآخذه منـك لا تلمسه ,
ما ردّ همـام لانّ صـدره ضُـربّ بهبوب الشّـعور من عدّل جلـوسه يلمح نزولها من السياره , وقـوفها امامه و نظراتـها لهم هيّ كـانت تناظرهم و لا اتوقّـعت انها بتشوفه بهاللحظه , رفـع همام يدّه يحكّ عيـنه يناظر البراء قبل يقفّـل بابه : انتظرك ي المحامي و لا مطوّل ؟ ,
هـزّ البراء راسـه بنفي يناظر أُنس اللي وقـفت بثبوبّ تـعقد حاجبيها بانزعاج من الشّـمس , تـرفع يدها لعيـونها تناظرهم : لا , روّح انت انا جالس هنا مع بنتي ,
ما كان من همام الرّد الى ان قفّـل البراء بابه يتوجّـه لأُنس هو اتنـهدّ من كمّ الشـعور اللي داهمّ صدره و لا كان يتوقع ان اللقى بيكون كذا لانّ ما كان منه معرفـه و لا يدري ان كان لها لكن العائق اللي بينه و بيـنها كبير ,
أخـذها البراء يلفّـها معه و كلّ الشعور متـخالط فيها لانّ بوُجـود ابوها هو يتغيّر , حتى نظراته ما تصير لها و لانّ هالشيّء يضايقها و لا تحبّـه فيه هي مشـت مع ابوها طواعيّـه تآخذ خطـواتها و لا تلتفت له رفـعت نظرها لابوها من سألها " اتأخرت عليك ؟ " هيّ هزت راسـها بنفي : لا , ترني وصلت قبلكم بدقايق ..
_
أذّن الظـهر و كان التّكـرار بلسانه يُـذكر مع المـؤذّن , جـواله بيدّه من سـاعات كان ينتظر رساله منها تعـطيه خبر صحوتـها لانه بانتظارها , يبي الحكي معها و الهـدوء منهم لكن ماكانت منها الرّسـاله و لا كان منه الاتّـصال يتأكّد انها للحـين نايمه ما صحـت و لا رح يصحّـيها و هي ما أخـذت كفايتها من الراحه لذلك قـام من الكرسـيّ على دخـول خلف له يتفقد حالـه , حال عزّ اللي ماكان منه الحركه او الحسّ لذلك التفت عذبي يناظره معه : ما صحى للحين شـكله مطوّل ,
قـرب خلف يدخـل للغـرفه اكثر : تبي تروح تصلّي و انا انتظرك ؟ ,
عقـد عذبي حـاجبيه يهزّ راسه بنفي : لا لا , تعال امشّ صلي معي نصلي سوا جماعه بالمسجد ,
هزّ خـلف راسه بنفي يقلق : والله ي عذبي ودّي مير مب متطمن على عز , يا خوفي يجون يكمّـلونها عليه و حنا غافلين ي عذبي وش دارني انا فيهم وش ممكن يسوون و لا وش نيّـتهم ؟ ,
سـكن عذبي للحظه يسمـعه , يفكرّ بحكيه يآخذ نظره لعزّ و هز راسه بزين من كمّـل خلف بابتـسامه ؛ بألحق الجماعه الثانيه انت صلّي و خلص ارتاح و لو ودّك اتغدّى ,
ربّـت عذبي على كتـفه يسحب شماغه دون العـقال , يتـركه على راسه بعشوائـيّه و خـرج هو يتوجّـه للمسجد التابع للمسـتشفى , يتوضّى يآخذ صفّـه الأوّلي و يكبّـر يصلّـي فـرضه بالجـماعه اللي نزل معـها و يسلّـم آخر تسليمه ليسـاره يعدّل جلـوسه و يتمتم ذكره بخـفوت يآخذ عـمق النّـفس لصدره المكبوت , وقـفّ يعدّل شماغه على راسـه يلتـفت يخرج من المـسجدّ و كلّ اللي بباله "عـذابه " لأنّ اللي  راح هو اكـتفى منه و لا عادّ وده بالبُـعد عنها , ما ودّه تـبعد هيّ بهاللحظه هو حسّ برغبـة الزواج منها حتى ليا كان مو بالطريقه اللي يودّها لها من الفـرح لكنه يبي يكفّ عنها العذاب اللي يحسّـونه هم ..
لبـس حذيانـه - أُكرم القارئ يمشـي خطواته يتـوجّه لغـرفة عـزّ , يمرّ الممـرات المختلفه للمستشفى و تضيقّ ضلوعه على الحالات اللي تمرّ من امـامه , يآخذ منها صوت الالم و الرؤيـة الصعبه و يتمتم بالحـمد لانّ حاله مهما كانّ يحسّ عليه هو أفضل منـهم و بالأخـير من رفـع يده اللي مسكت بالجوال يتأمّـل رساله من عذابـه ما تغيبّ عن باله , فكره و قـلبه هيّ بكل الاحوال تتركه يرجع لها و لا كان منها ايّ شيء لذلك دخّـل يده بيجـيبه يوقف عند احد الكافتيريات يطـلب منهم : عطني اثنيـن عـدني ,
وقـف يآخذ نفس عميـق ينتظر طلبـه , يناظر يدّه , خاتمه اللي يعوّد لـه ذكراها من جديد تفـرطّ بقلبه شعورها من جـديد لذلك هو رفع يدينـه يمسح كفوفـه يسـتغفر لان وضـعه يزدادّ بـ " عـذابها " أكثر بكلّ لحظـه تمـرّه و تقضي من حياته هـيّ اساس الشعور فيها ,
مـدّ له الرجـال الكاستيـن , بادله عذبي بالدّفع و التـفت يحملها مـعه يآخذ طـريقه للغـرفه , يتذوّق من العـدني و ينزّلـه عن ثغره يناظر امـامه و يسكنّ كلـه من القـفى اللي يعرفه , الظّـهر , لون الثّـوب و حركة الشـماغ - الكوبـرا - هذه هو يعرفها زين لذلك وقف بمكانـه لثـواني يترك المسافه بينهـم يناظر الشّـخص اللي يجاوره بالمشـي و لا ببالـه ايّ احد لانه غريب عليه لذلـك هو كمّـل خطوات ببُـطء شديد يلحقهم , يـترك دربـه اللي يبيه و يلحق هالدّرب اللي استـنكرته عيونه و قـلق قلبه باستـغراب من وُجوده امامه الحين الى ان دخـلوا لغرفه هو يجهلها , يسـمع صوت تقفيل الباب و يتقدّم باسـتغراب يـقرأ لوحة الغـرفه " الدكتور .حامـد الـ......." و لأنّه استـغرب , اتلفّـت حوله ما  يدرك ويـنه هو , عياده وش او الدكتور ميـن هو ضاعّ بالفـكر ابتعدّ عن البـاب يرفع نظـره للمعلّـقات امامه و يقـرأ " عـيادات الباطنيّـه " و هُـزّ قلبه بخوف على ابـوه يرمي الاحـتمالات على عقله و تآخذه للجـنون لانّه يذكر ملامحه ابوه , تـعبه و حركاته بأيامـه الأخيره و لا سكّـن قلبه هو الحـين قلقّ , يمـوّته القلق على ابـوه يتمنى كلّ افكاره خطأ , يتمنى كلّ وسوساتـه تكون خـيال تُمحى بمجرّد ما يتطمن عليـه بعيونه , بـسؤال الدكتور داخل بعد خروج ابـوه ..
-
-
أمام قـصر الأيـهم ؛
وقـفّ سيارتـه ينزل منها يـلتفت لجهتهـا يقفّل الباب عنها من نزلت هي تبتسم تناظره , تنتظـر اعتيادها لحركته و بالفعل مدّ يده يمسك بيدها يمشـون مع بعضّ , يصعدون الدرج مع بعضّ و تـفتح لهم صيته الباب بابـتسامه تفرح : حيّـاكم الله , حيّاكم الله ماشاءالله ماشاءالله تبارك الله ,
قـربت اريام منها تقبّـلها , تحضنها و تسلم عليهـا ثمّ دهام اللي قبّـل راسها : شلونك عمّـتي ؟ ,
ابتسمت توسّـع الباب لهم : بخير بخيرر ي حبيبي , نوّرتوا لا توقفون ادخـلوا ,
دخـلت هي تسبقه و يـدخل بعدها هو يآخذ شنطتها من يدها يترك لها مجال بانها تنزّل عبـايتها عن كتفها و طرحتها عن راسها , تعلّـقها بالمعلاق و التفتت له تمسك بالشنطه تناظر صيته : بابا موجود ؟ ,
هزّت صيته راسها بنفيّ تمشي للصالـه تنتظرهم يجلسون مقابلها : ابوك معزوم عنـده غداء ,
جـلس دهام و جلست معه اريام , تجاوره بالجلوس و تآخذ نظره له بابتـسامه : تعبتـك امس ي ماما صح ؟ ,
هـزت صيته راسها بنفي تكشّـر مباشره : وش هالكلام ي ماما , بنتي انتِ بنتي و حبيبتي اذا ما وقفت معك بأوقف لمن ؟ ,
ابتسم دهام لانه يدري انها تستعبطّ بسؤالها لأجل تسمع الجواب اللي يحسّسـها بالدلال المحبّب لها , كمّـلت صيته تمسـك بالدله تبي تصبّ : زين انا اخترنا قبل الدوام باسبوع لاني بأرجع لدوامي مع الدوامات , الحق ارتاح شوي انا و بوعذبي ,
ضـحك دهام بخفيف و وقـفت اريام تآخذ الدله من امها : لا لا ماما اعطيني انا اصبّ ,
ابتـسمت صيته تجـلس تترك لها مهمـتها اللي تدري بانّ بنتها تستصعبّها اغلب الاحيـان لان الدّلـه اثقل من تحكم يدها اليـسار هي قربت ناظرت صيـته اللي هزت راسها بنفي : انا شربت ي امي صبّـي لدهام ,
قـربت هيّ من دهـام تبتسـم ترفع يديـنها و تحاول , تحاول و لانه يدري و شافها قبل مرّات يدري هو انها صعبه عليها لذلك رفع يده لاسفل الدله يرفعها لها و صبّـت هي تضحك بخفيف : بأزعل لو اخذتها مني تدري ؟ ,
هزّ راسـه بإيه يهمسّ لها و يناظـرها من مدّت له الفنجان : ادري , ما اخذتها منك انا عاونتك ,
صـبّت لنفسها بالمـثل و التفتت تحطّ الدلـه بالطاوله ترجـع مكانها تجاوره الجلوس , ابتسمت صيته تشوف راحة بنتها و تتأكّد من امورهع لكنها تفرح انّ التوتر يُمحى منها مع الوقت و لانّ دهـام يعطيها الدلال نفسه اللي تحبه هيّ ترتاح : بيجون عندي اليوم كلّـهم بعد المغرب و خالك كسار بعد ,
هزّت راسها بإيجاب تـآخذ من قهوتها الطّـعم : الله يحييهم , نستقبلهم صح ماما ؟ ,
ضـحكت صيته تهزّ راسها بإيجاب تفهم بنتها اللي تقصد انها - كبرت - و انّها صارت متزوجه : الفجر صحت لين تبكي , تصيح و لا بقّت احد ما صحته تقول وينها اريام كانت تبي تنام مع بالسرير ,
ضـحكت اريام بخـفيف تناظر دهّـام اللي من شافها ابتسمّ , عدّل جـلوسه : لين تنام جنبي دايمًا ترا ,
فـتحت صيته جوالها تشـوف رساله وحده من عذبي " بأمـرّك , تفضين ؟ " و كان منها الموافقه مع انّ الاستـغراب فيها مو طبيعي من ليلها اللي شافـته بينه و بين عذاري للحين هي ما تدري عن شيء و هذه أوّل رساله منه لها , نـزلت جواله تناظر الهمّس اللي بين اريام و دهام و كـيف انها سنـدت ظهرها على كتفـه تقرّبـه اكثر الى ان انهـى فنجانه يوقـف هو : مشـكوره عمّـتي , جعلها عامره الديّـار استأذنك انا ,
عقـدت حاجبيها توقـف باستغراب : ما قعدت ! , تونا جالسين مالك عشر دقايق على وين ي ولدي ؟ ,
أخـذ نفس عمـيق يعدّل شـماغه : والله ي عمتي بأمر أبوي و أمي أسلم عليهم و مروّح بعدها عندي كم شغله و  راجع العشاء بإذن الله ,
هزّت صيـته راسها بزين فقط تكتفي بالابتـسامه من التفت عنـها يمشي يبي يخرج كان يحسّ بخطـوات اريـام خلفه الى ان وقف يلتفت لها يفتح الباب و يبـتسم : بأجي آخذك و نروح ,
عقـدت حاجبيها توقـف قباله باستغرابّ و نـزّل نظره هو لها , يـشوف فستـانها السـماوي الناعم بإعجاب لانّ توه تصحّ له الفرصه يشـوفها بعد خروجها من الفندق : بيجون الضـيوف لامك  مير ما ودي اقابل احد , اطلعي لي قبل يطلعون هم لي ,
ميّـلت شفّـتها بتفكير : ما بنروح لقصر عمي شريان ؟ و لا بنرجع للفندق ,
رفـع حاجبه يناظرهـا يعدّل ثـوبه و تراوده الأفـكار : تبين تروحين لقصر ابوي قـبل لا نقضي انا و انت وقتنا اكثر ؟ ,
ما كان منها الرّد تناظره بهـدوء , عقد حاجبيه يكمّـل يهز راسه بنفي : اجازتي و اتنازلت عنها لاجلك , وقتي معك هالثلاث ايام م اتنازل عنه و انت تدرين اني اخذت الاجازه القصيره هذه لاجلك و خروجي الحين مب لاني مشغول عنك لانك تبين تجلسين معهم بس ,
أخـذت نفس عمـيق تهزّ راسـها بزين : خلاص متى ما جيت اتصل علي , بأنزل لك ,
التـفت يخرج يقفّـل الباب و خرجت صيـته من الصاله بذهول لانّ كل الحكي كان يوصل لمسامعها حتى لو ما كانت نيّـتها : هو ما أخذ اجازه ي أريام ؟ ,
اتنـهدّت اريام لانها لمحـت جُزء من غضبه قبل خروجـه تهزّ راسها بنفي : انا قلت له لا , بيآخذها و لا نقدر نسافر ليه يضيّـعها ؟ ,
وسّـعت صيته عيونها بذهول من بنتـها : بس ي ماما الرجال ما تفرق معه ايام اجازته وين تكون بعد زواجه يهمه انت ,
هزّت اريـام راسها بنفي بتفكير : لا ي ماما , هو مشغول انا ادري حتى لو اخذها بينشغل و انا ما ابيه ينشغل لو كان معي ,
ماكان من صـيته الرّد تتركها على راحة قرارها من شافت اصرارها و تمسّـكها برأيها , مشـت أريام تعقد حاجبيها تفقد حسّ عذاري حتى بالقروب اللي دخّـلوها له البنات : وينـها عذاري مالها حسّ ؟ ..
-
-
شـقة عذبي ؛
خـرجت من دورة المـياه محاطّـه بالروب الأبيضّ على كامـل جسدها المُنـهك تعـبّ , التـفتت لدورة المـياه قبل تقفّـل بابه تلمح بـخار الماء اللي اعتلـى يحجبّ  عيونها عن الوضـوح بالرؤيـه و لأنها استصعبت النّـفس من طـول وقتها داخلـه , بالماء الدافـيّ التـفكير القتّـال , التـفتت تمشي للسّـرير تناظر يديـنها و الآثار القاسيّـه اللي واجهتها من عذبي بيـومها الصّـعبّ , جـفّ عـرقها من دمـه , من الخوف , من الحبّ و كلّ شعـور تـضاربّ داخلهـا ما تحسّـه عادي لانه كـوى قـلبها بحـرارة الشّـعور ما كان يتهيّـى لها الا الضّـياع , الشّـتات بالفـكر و دربّ التـيه لعبّ بعقـلها لعبّ من انّ الأفـكار تطرى عليها و تختفي ناقـصه النتيجه اللي هيّ تحتاجها , سـندت جـسدها على السرير تجـلسّ ترفع يدها لراسها بألـم صُداع مستحيـل ينهشّ عقلها , ذراتـها و تتآوه من ألم جـسدها المحكـم بأمـسه الجارحّ , صبـاحه المقيّـد و انهاكـه بنوم التّـعب و استُـنزفت كلّ طاقة البـكاء , المقاومـه و التّـمنع الى نومـها بالنهـايـه وسط صدره هـوّ ما كان يبعدها , يقيّـدها يحاول يوعّـي تصرفاتها , يردّ العناد عنها و هالحال اللي اتوصّـلت له ماهي الا تراكـمات هدّت حيـلها , تفكّـر بأمسها كيف كان و الحين كيف صارت , تفكّـر بعذبي اللي بأشدّ حالات الغضّـب كان يحاول يليّـن فعله معها لكنها عاندته للحدّ المـجنون اللي تركه يستخدم احكام  جسده عليها و لأن العـناد اشتـدّ عليها بحاله غريبـه بسبب بـنت مثل ما قالها هو لها " بنت تسوّي فينا كذا ؟ " هيّ فعليـًا استوعبّـت اللحظه اللي بدأت منـها هالغضب و الجنون و تـركت عقـلها يطيـر عن وعـيه , عن جديّـة موقفه و حياته مع عذبـي تـركها النّـدم تتمسّك براسـها و يآكلها الشّـعور , يعـذّبـها بالتفـكير ما يتركّ لها صحّـة تفكير من قامت هيّ تدوّر شـنطتها تشـوفها بطرف الكنـب الطويل بجانب فـستانها تتقدّم منـه و تآخذه منـه ما يجي ببالها الا صوته اللي ودها تسـمعه و بالفعل هيّ كان منها الاتّـصال بعد ساعات تفـكير بالماءّ الدافئ , بعد ما رجـع الوعيّ يصحّح أخطـاءها اللاوعيّـه قبل هي اتصـلت تنتظر ردّه علـى مسامعهـا بخفـوقها اللي ما سكن يبيه , يبـيه يردّ و كلّ ودّه هو الحـين مـن ردّ عليهـا بكلـمه وحـيده بهدوء نبرتـه بعد انتـظاره الطويل لها : عـذاري ,
رجـفتّ مشاعرها , نبـرتها له ما تستـوعبّ رده بعد كلّ اللي سوّتـه فيـه , سواه فيـها هي تسمع نبرته الهاديـه منه و لا كان منـها الرّد هيّ حنت راسـها تسند يدها بالكـنبه تستثقّـل شعورها على قلبـها الى ان كمّـل بعدها من طال سـكوتها هو كان هـدوءه غير طبيعي للحـين : بخـير انتِ عذاري ؟ ,
بـكّت هيّ , من قـلبها تبكّـي بهاللحظه و يبيّـن لها كتمانها للبكّي لكنه يسمعه و مـستحيل يخـفى عليه تنطق باسمـه فقط " عـذبي ! " يهزّ راسـه بنفي يرفـعه يسنده للخـلف و يغمّض عيونه بتـعب , بعـذاب منها يقـتله رغمّ كلّ الحـبّ لها هو يستقبل عذابها اكثـر : تعذبّـينه انت كـذا , والله تعذبّـينه ,
رفـعت كفّـها تمسح دمعها بعشـوائيه تحاول توزن تنفّـسها , صدرها الضيّـق بعد ما سمعت تنهـيدته و النبره الضعيفه منـه ما تبـي الزعل , ما تبي البـعد هيّ ما تبـي العوق يبقى بينهم : عذبي زعلان منـي انت.؟ ,
رفـع يده يضغطّ علـى عيونـه بألم , بضغط مسـتحيل يحسّه داخلـه اتعدّى قـدرته و كثير هالمرّه يهزّ راسـه بنفي ما يضغط عليها , ما يحبّ البكي منـها و لا السؤال لانه يدري بمخاوفّ الفقد عندها , يدري بالحبّ اللي داخلها له : ما أزعـل منـك ,
جـهشّ صدرها يبكّي مباشره , قـلبها و محاجرها يحتـرقون من نكرانه رغـم معرفتها بانّ الزعـل كان منها قوّي , كان اكـبر من نقاطّ تـحمّلهم للضعف : بس أنا زعّـلتك عذبي , زعّـلتك و غلط عـلـ..,
هزّ راسـه بنفـي مباشـره يوسّـع صدره بالنّـفس او بالأصـح يحاول و يعيّـي النفس عليه , يعيّـي صدره عن الوسـاعه يقاطعها ما يقـدر عليها رغم كلّ شيء هيّ لها القدره تمـحي كلّ الشـعور الا شعور - عذابها - ما يتحمّـله و كثير عليه هالدموع , هالنـبره الراجفه و يتخيّـل له طيـفها الراجفّ بكفوفـه لذلك ردّ هو ؛ ما تزعلـيني , ما منّـك زعـل انت لا تبكين لا تبـكين يكفـي ,
ما كان منها الرّد هي تعبّ قلـبها البكيّ , تعبت محاجـرها ما تكفّ و لا تقـدر تسـمعه يقاطعها و ينـكرّ كل الحقيقه , الشعور اللي داخلها و سوء اللحظه هو ينكرّ كلّ شيء ينتـج دمعّـها و يندّيّ قلـبها بالبكّي يكمّـل ؛ مو مطوّل , راجـع لك مو مطـوّل ,
وقـفت هيّ تتوجـه للمرايا تزيـح طرف الروب عن كـتفها , تبيّـن عنقها لها تـشوفّ كلّ الأثـار تهزّ راسـها بنفي من كمّ الشـعور : عذبي لا تطوّل , لا تطوّل باقي ما حكينا و لا صار بينا حكي للحين لازم , لازم اجلس معك و تجلس معـ..,
قاطعها للمرّه الثانيّـه يتعب عقـله , قلبـه و جـوارحهّ اللي يتخيّـلون كلّ هيأتها , كلّ شـعورها و لا يحبّ اللي يسمـعه منها من رجفة , خوف من تكرار حكيها : راجع , راجـع ما أطوّل عنـك راجع ,
ما عـادت حروفها تقـوى على طاغـي شعورها من طمّـنها , يعيد كلمته لها و يحاول يطمّـن قلبها اكثر مع انه ما يتركها و هي تدري , تدري و تعطـي الاستحاله لباطن عقـلها بالفكره تتقبّـل حكيه , نبرته و هدوءها لها من قـال بالنهايه " انتبهيلك " يقفّـل اتصالـه يلـتفت لصيـته اللي خرجت من القـصر بعبايتها , تفـتح الباب و تركبّ تجاوره المـقعد تقلق من اسبابـه بالطلب و ناظرته : عذبي وش فيك بسم الله , لا تخوّفني قلّـي ي ولدي والله انّ يدي على قلبي ,
مشـى عذبي دون كلـمه و ربطت هيّ حـزامها تنتظره يحكي لانّ كلّ ملامحـه ماكانت عاديّه , ما تطمّـنها حتى بأسوأ حالاته هيّ ما قد شافته بهالحال من قبـل و لا تبي الحكـي يكون منهع قبله لانّ السؤال الأوّل كان كافي انه يوضّـح كم الغضب اللي داخـله الى ان طال بيـنهم السكوت بينهم يمسـك طريقه , سـرعته اللي اتجاوزت الحدّ ينطق بسؤال واحد فقط لانّ كلّ مافيه غـضب الحين من انّ المـوضوع خُفي عنّه و لا يدري به للحين : ابـوي تعبان ؟ ,
عـقدت حاجبيها باستغراب تناظر الطريق و سرعته اللي تروّع قلبها تهز راسها بنفي : مافيه الا العافيـه , النزله هذه تروح ان شاء الله بس لازم يكمّل كم يوم ثانيين ,
شدّ قـبضته على الدركسـون من جوابها اللي له علم به و لا يرضى : صـيته ابوي وينه تدري ؟ ,
هزت راسها بإيجاب تجاوبه و لا تحبّ الأسئله اللي تقلقها منـه : ادري وينه , وش فيه عذبي ليه تسأل..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن