قرّب عذبي بصدمة من حدة أبوه بالكلام و وقف أمامه بهدوء : وش هو الحكي اللي عصّبك هالمرة ؟ , ان عقد قراني بيكون بكره ؟ ,
عضّ صُهيب شفته بغضّب يرفع نبرته : الحين صرت انت تقرر ! ..الحين صارت كلمتكك انتت ! ...م تصبرر. م تتصببررر تقول ابوي لازم يعرف ..ابوي لازم اشاوره...الوقت مناسب ..جاهزينن ! ...م تسأل أحد انت م تشاور ! ..,
جمدّ عذبي بمكانه من ارتفاع نبره أبوه , من تأكّد ان هالليلة م بتمرّ بسهولة و بتمرّ الا لو كسروا ظهور بعضّ كلهم , كمّل صُهيب بنبرة عاليّة زلزلت مدخل القصرّ كلّه : كبيييرررر انتتت رججاللل صحح ! ..تعررفف للامور كلهااا عندك خبره من هالحياة ! ...وش شفتت انت منها ووش شفتت ..تحسب انك تعرف كل شي و كل شي لعبتك و خرز سبحةة بيدكك ! ...وشش تتحسبب انتت ! ,
ما ردّ عذبي باقي يناظر ابوه , يبي يشوفه يطلع كل الكلام اللي بجوفه من ايام و لا طلعه و الحين الوقت اللي يعرف ابوه وش يفكر فيه , وش يبي يقول و وش اللي بجوفه عليها و بقلبه , كمّل صُهيب : وويينن فلووسكك ؟ ..عندكك مهرها ! ...شغغغللكك ***** و حياتك كلهااا خطأ ...غغشييممم م تعرف شي من هالحياة و ودّك تتزوج على ووشش ! ..على ووشش ! ..لا شغل و لا تدبير و لا حسن تصرف و لا تفكيرر ...علىى وشش تقرر ؟ كلل اللي تسويهه انك تهجم و تضرببب و تسويّ الهوايل بالناسس ..كل اللي تسويهه هو انك تحرّك يمينكك و تشوف نفسكك بفلوسيي ! ..,
ضحك عذبي بسخرية يرفع حاجبينه من نطق و جاب سيرة الفلوس : مستكثر علي ! , مستكثر على هالعيشة يعني ؟ عادي أروح من الحين و لاعاد تشوف وجهي بقصرك و فلوسك كلها خذهاا ما ودّي فيها ..دامك تمنّ و مستكثرها عليّ خذهااا و لا اني ابقى ثقيل عليكك كذا ,
احتدّت نظرات صُهيب لانه ماكان يقصد هالشي ابدا , ماكا يقصد هالجانب و هو كلّ مقصده يوم حكى مع عوض و من قال جملة " شفت هالدرجات كلها لو ترقاها م توصلّ ! " و ما شافها منه الا شوفّة نفس : ععذبيييي ! ....ااتتكككللممم ززيننن مععععييي ! ,
اختفت ضحكة عذبي يرجع يحدّ ملامحه يعضّ شفته بقهر من فهم ابوه , من سوء فهمه له و من تفسيره لحكيه و هو م يدير عن جوفه ابد , م نزّل انظاره عن عيون ابوه المتوسعة و يناظره بالمثل , بنفس الحدة و السواد و الحاجبين الكثيفة المعقودة , بلع عذبي ريقّه ينطّق بحدة هادية بوجه صُهيب : عقد قراني بيصير بكره , م انتظر اي احد يسمح لي...انا رجّال و لي كلمتي و اعرفني ..اعرف وش اللي ودي و اعرف وش اللي يصير و اعرف كلّ شي ...محد بيردّني عنها تدري ؟ ,
سكنت ملامحه صُهيب من حكيه و كلّ كلمة كأنه يتحداه فيها , م يدري من عصبيتّه و لا من الكلام اللي قاله له و كسر فيها ظهره من قسوتها , كمّل عذبي : بالنسبة لفلوسك خلها بجيبك ..لا تطلعها حتى لو احتجت العيش انا لا تدفع الريال علي ! ..مهرها من جيبي انا ! ,
رصّ صُهيب على ضروسه من زوّد بالحكي معه و نطّق بحدة ينكر كل اللي قاله و ينفيه بكلمّك وحدة ثورّت داخله أعصابه و ضغطتها : استرجّل ! , ..
خرجت صيته من الباب بهوّل من اصواتهم العالية و صراخهم اللي تراهن انه وصل لآخر الحيّ من علوّه و محد يقوى يجيهم بهالوقت و هم يدرون بعصبية صُهيب اللي تزلزل كيان القصر كله و لا كانت بسبب عذبي تزيد ..قرّبت من صهيب تمسح على صدره و تناظر عذبيّ اللي كلّ انظاره على ابوه و لا رفّت عيونه لاخوف و ولا رجفة ! , حدّتها و حدة نظره صُهيب الحين توضّح انهم بأقصى مراحل الغضب منهم كلهم : أصواتكم عالليةة ! ...هذاا كلّه عشان عقد قران ! ...اصلًا البنت م تبي الحين تبي تأجّل ! ,
دخّل عذبيّ يده بجيبه و خرج مفتاحه ..مسك بكفّ أبوه يحطه بوسطه و عضّ شفته يمنع حكيّه اللي لو نطقه ممكن م يفّك بينهم أحد من زودّ العصبية ..مشى يتجاوز ابوه و صيته اللي متمسكة بصدره و كان يبي يلحقه صُهيب خلفه لكنه م قدر يقوى و يبعد كفوفه صيته عن صدره و اكتفى بانه يناديه بعلوّ صوته : عـــــذبــــــــــي ! ,
لكن ما ردّ عذبي و لا التفت يدخل من باب القصرّ و يقفله خلفه بكل قُوّة تركت قلب صيتّه يفز من خوفه تلتفت تشوفه و هي اتوقعت انه انكسرّ من قوّة قفلته لكنها التفتت لصُهيب من سمعته يتمتم بشتائم قاسية و همست بحدة : صُهيب ! ,
ناظرها لثواني يآخذ نفس من أعماقه الحين , تراكم كلّ شي عليه و كلّ شي جا له ورا بعض ..اولهم همام و البراء و بعدها شريان و الحين عذبي اللي حرق آخر ذرة صبر كانت باقية فيه ..,
رمشت ترفع كتوفها بخوف : وش صاررر ! ..سمعت صراخكم واصل لجناحي ! ..وش هذاا !! ...باقي ضيفك داخل ! ,
هز راسه بإيجاب و بلعت صيته ريقها بعجز , م تدري بهالحال وش هي الحيلة اللي تهدّيه : ادخله , خلاص ماصار شي...لا تعصّب اكثر و هو بعد بادخل أحاكيه الحين ,
هزّ صُهيب راسه بنفّي يلتفت و من استوعب ان المفتاح بيده , مفتاح سياره عذبيّ عضّ شفته بقهر يفتح بباقي المفاتيح باب القصر : لا تراضينه و لا تحاكينه ..خليه يعرف غلطه مسوّي رجال و يعرف يدير اموره و يقرر وحده ! ,
سكنت ملامح صيته تناظره باستغراب و التفت لها يهز راسه بنفّي يكرر كلامه و من حدته هزت راسها بايجاب تسأله ؛ شريان درى ! ,
صد عنها يهز راسه بايجاب و من داهمهم صوت الزجاج اللي انكسر بجهة المطبخ شهقت صيته بخوف كانت تبي تدخل الا ان يدّ صُهيب منعتها : لا تروحين له ..اتركيه وحده شوي و بعدها سويّ اللي تبينه , و هو ما قال هالكلام الا لانه يعرفه , يعرفه انه م يبي احد حوله و لانه يجهل الحين هو وش يفكر في بعد هالكلام اللي قاله و بعد م عطاه مفتاح سيارته هو فعلًا اتنازل و انكر كلام صُهيب بحركته هذه , و رغم جرحه و هو يدري بانه من قال له " استرجل " هو تركه يفقدّ عقله لدرجة توصّله للجنون و هالجنون يخوفّه على صيته حيل ..كمّل ينطق بهدوء : وينها بنتك ؟ , ببيت الشعر صح ؟ ,
هزت راسها بايجاب و هي ساكنة تمامًا من صدمتها , كمّل هو : روحي لها ..شوفيها مع البنات و اجلسي معهم ..,
قفَل الباب خلفه و هو يدخل للقصر يتركها خارجه تلتفت بكلّ طواعيه بعد اللي صار تحاول تستوعب اللي قاله صُهيب " مسوّي رجال " و بعدها من قال " بنتك " هي درت انه وصل اقصى مراحل العصبية هالمرة و موب بالساهل ينفذوا كلهم من هالعصبية ! ..
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...