الفصل ٧١

4.9K 93 38
                                    

من رفـع يدّه لوجه عذبي يحاول به يصحّيه , يبي يسأله , يكلّمه و يتطمّن لكن ما كان منه استجابه  يـوقف البراء بجوار صُهيب اللي ما كفّ نظره عن عذبي للحين ينطق : ي دكتور علّمنا , طمّنا تكفى وش فيه الرّجال وش صابه ؟,
اتنهدّ الاستـشاري من عدّل وقـوفه ينزل قفّازاته يناظرهم و يردّ نظره لعذبي الطريح : الصراحه ما ندري وش السّبب بس صار معه التهاب و اتعبّـت السوائل بجسمه , صار عنده صديد ما ندري اذا هو بسبب تركه للمضاذ الحيوي بعد عملية الكبد او لا ,
قرّب همام منـه يهزّ راسه بنفي ترجفّ نـبرته : شربـه , شربه شفته بعيني يشربه ,
رفـع الطبّيب كتوفـه بعدم معرفه : ممكن لانّـه ضغط على نفسه , او شال شيء ثقيل او جاته ضربه على المكان لكن صدره كلّه منتفخ و السوائل اللي بجسمه مو سهله و لا شيء ممكن نتجاوزه ,
اللي يسمعه ما يتركّ به عرق مرتوي من شديد خوفه : طيّب ، وش يعني ي دكتور علّمنا وش الحل وش بيصير ؟ ,
رجّـع الدكتور نظره لعذبي من جديد : ما نقدر نسوي له شيء الحين , العمليه صعبة مع وُجود هذه السوائل بس عالعموم الحين شوي و نآخذ منه عيّنه و نشوف نتايج التحاليل , نعرف اكثر و نعلّمكم وش بيصير انتم ادعوا له ,
خـرج الطبيب و مسـح البراء على ملامحه يحـوقل , يحـوقل و يآخذ الغرفة كلّـها لخطواته : لا حـول و لا قوّة الا بالله , لا حـول و لا قوة الا بالله ..
دخـل عزّ يتردّد وُقـوفه بينهم لكنه ما يستوعب حال عذبي الطّريح , السّاكن دون فعل , دون حسّ يدخل شخص و يخرج شخص يتطمّنون عليه و يقرون المؤشرات تطـول الدقايق بخطوات البـراء , بهمّام اللي جالس جنب السرير بالكرسي و وقـوف صُهيب الغريب اسفل السرير و نهايته يناظر عذبي و هو للـحين م اتغلّب على صدمته الفظيعه بدايةً من معرفته بالعمليّه و للحظه اللي اعلـن بها انهزامه و غياب وُجوده عنهم يحسّ اقـتراب البراء منه , يسمع حروفه : ما سألتني عنه رغم انّ الدكتوره عطتك الخبر ,
ناظره صُـهيب دون كلمه ما يقوى النّطق , ما يقوى اكثر مما هو عليه الحين يسمعه يكمّل : كان يقول لا تعلمون احد , اختار انه يبعد لاجلك انت و لاجلك انت اختار انه يكون على ما ودّك ,
نزّل صُـهيب انظاره للاسفل , لبياض السّرير , لبياض اللّحاف اللي يضمّ جسد ولده و يحوّفـه بعد آخر ثبات منه و صلابه الحين هو اضعف الاجساد بينهم و اعجزها يـشوف دخول الممرضه من جديد , كشفها عن صدره العاري امامه تمسحه من جديد , يسمع صـوت محمد من خلفه من نطق " يا ولد " يدلّ على وُجود بنته معه و بالفعل خرج البـراء مستأذن   خلفه عزّ يسمح لدخـولهم الفعليّ من شافت عذبي بهالشّـكل هي شهقّ صـدرها يرتعش من اقصاه على حاله تشـوف الممرضه تحقن الابـره بُجزء مُنتفخ من صـدره تسـحب سائل اصفر لزجّ و يآخذها محمد لصدره مبـاشره يضمّها يمنع عالي بكاها , يمنع فعل رح يهدّه على بنته مثل ما هُدّ صُهيب تمامًا , كفّ صُهيب نظره عنه ما يتحمّل هالمنظر , ما يتحمّل هالألم هو اخذ نظـره لعذاري بصدر محمد و كمّل خطاويه للخارج يبتعد عنهم ، مسـح همّام وجهه بكفـوفه يمدّد صدره بالنّـفس يلتفت لعذاري يسمح نحيبها و لا قوى قلبه على شيء اكثر من قرّبـها يمسح على شعرها و يخرج هو كان مفـضوح الشّـعور للبراء اللي عدّل وُقـوفه باوّل خروجه يقرب منـه يحاوط رقـبته , يشدّه من جديد ينادي اسمه من حاولت عيـونه تجول بكلّ مكان بتيْه : همّام ! , همّام وش فيك صحصح قوّ قلبك عذبي ما به الا كلّ خير طيّب هو باذن الله ,
رفـع يدّه هو يحاول يبعد البراء اللي متمسك به بشدّه يبيه يناظره , يبيه يواجهه و يواجه شعوره الى ان ناظره هو رفـع يدّه يغطي عيونه , يحكّها ما يبيّن غدرة الدّمع يشدّه البراء نحوه , يشدّه يضمّـه يذهل عزّ اللي يناظرهم يستغرب من حنيّـته عليه بهالشّكل و لا ابتعد الا من قاله البـراء " قول لا إله إلا الله , اذكر ربّك " و بالفعـل نطق همام : لا إله إلا الله , لا إله الا الله ,
شدّ البراء رقـبته من الخلف يضربها بخفّه و يتركه من اتمالك نفسه يدلّ وُجهته و طريقه يبتعد عنهم يطلّع جـواله .،
_
وقـفت سيارتها تناظر الاغراض يميـنها بالمقاعد تستثقل الوقت , المُجامله اللي رح تتمثّل بها و تترسّم بها داخل الصالون كونها تدري ان الضيفه صارت مع انها بالاعلى اثناء خروجها لاجل تشتري اللوازم ، اتنهدت تلفظ : جليل تعال ساعدني لو سمحت و نزل الاغراض معي ,
فـتحت بابها تنزل تشوف نزول جليل و فتحه للباب المقابل لها تأشرّ له : خذ انت الاشياء الثقيله و صحن الشوكولاته , الباقي انا اخذه خلّيه ,
هزّ راسه بزين يسحب الاغراض , يآخذها و اوشكت هيّ انها تمسك بالباقي الا ان جوالها رنّ يتركها تترك كلّ الاغراض لان قلبها متشفّق على شخص واحد فقط و هو ذاته لذلك تركت الاغراض تأشّر لجليل " خذها انت لماما , الحين انا بأجي " تردّ : همّـام ! ,
هو جـاها يبي الضّماد , يبي الأُنس و المؤانسه منها يحتاجها اشدّ الحاجه ما ينطق بالحرف يجوّف مخاوف فكرها داخلها : همّام ! ,
حنى راسـه يمنع عيونه عن كلّ شاغل امامه بين رايح و جاي  , بين الاصوات الخارجيّـه و الداخليه هو غمّض عيونها ما يسمح لايّ شيء يأثر به غيرها : ابيك , ابيك يمّي وينك فيه ؟ ,
رجـف قلبها ما يستوعبه , من نبرته و من كلمته هيّ تتوقع أسوأ الحاصل لانّ مستحيل يكون هذا الشّعور عبَث : فيه شيء ؟ همام فيك شيء ايش صار ؟ ,
ما نطق بكلمه , ما قال ما يبي يخوّفها و لا ودّه انها تخاف اكثر من الخوف اللي شافه داخل المستشفى : بأجيك وينك ؟ ,
هيّ رنّ جـوالها من جديد من امها تناظره و لا تردّ لان اللي معها الحين مو شيء عادي , تتردّد للحظه تناظر الصالون و السياره ؛ مع ماما بالصالون ,
هزّ راسـه بزين يمشي خطـواته للسياره : زين , بأجيك الحين تجهزّي اتصل بك و تنزلي لي ,
سـحبت الاغراض من السياره تحملها توافق , تختصر حكي و وقت من بدأت تصعد الدّرج : انتظرك , لا تسرع همّام على مهلك طيّب ؟ ,
ما مدى يجاوبها , ما مدى تكمّل الدرج اللي تصعده تسمع اسمها خلفها بصوت غريب تلتفت تعقد حاجبيها تسمع سؤاله : انتِ أُنس صح ؟ ,
م انحلّت عُقدتها تستغرب منه هيّ ما تعرفه و لا كان فارق الحال بهمّام اللي وقـف خطواته يسمع نبرته من الجوال من كمّل : ما عرفتيني ؟ ,
هزّت راسها بنفي مباشره تعدّل الجوال باذنها و الاغراض بيدها : بسلامتك , بس ليه اعرفك ؟ ,
ضـحكّ بخفّـه من جوابها و سؤالها الللي الجمه يجاوبها : امي و اختي عندكم فوق ,
رفـعت كتوفها تبيّن شعورها من تعابيرها بمعنى " و اذا ؟ " تلفظ حروفها : طيّب ! لازم اعرفك اذا امك و اختك عندنا فوق ؟ وش تبي يعني من النهايه ؟ ,
ابتـسم يستغرب حروفها المختصره و المحدوده : وش يعني طيّب ؟ هم جايينكم ليه مو عشاننا ؟ اللي ابيه منك كلمه او تواصل او حتى كيف حالك ,
عقـدت حاجبيها من طريقة حكيه , تشمئزّ من حاله و قولـه تهزّ راسها بنفي : ماله داعي , توكّل ,
هي مشـت تتجاهل باقي كلامه , تتجاهل وُجوده تسمع حدّة نبرة همّام لها بالسؤال ؛ مين هذا ؟ ,
اتنـهدّت ما تدري هيّ اللي تغضب او هو لكنها تبيه يعدّي على - خير - فقط و ينتهي من اصله : مو مهم ,
كرّر سؤال يركب سـيارته ما يتحمّل ايّ ضغط اكبر لكنه يبي يزيده , يبي يفرّغ و يبي يضـرب , يبي جنونه ينتهي و اندفاع جـوارحه : مين هذا ؟ ,
وقفـت امام الباب ما تفتحه يعلّق مفتاحها او هيّ وقـفت يدها من نبرة لاوّل مره تسمعها منه : بتزعل لو جاوبتك ,
لان صـمته طال , لان طاقة غضبه و جنونه توصلها  هيّ نطقت تجاوبه : الجماعه اللي قالت عنهم ماما ، هذا ولدهم و الحين انا داخله عندهم بس مو مطوله اوّل ما تجي باطلع لك انت بس لا تسرع ,
آخر حروفـه كانت " زين " يقفّل الاتصـال و فتحت هيّ الباب تتنهد من حاله اللي اتغيّـر بلحظه تشوف خطوات ابتهال لها و همسها بخفوت : وينك ؟ من اليوم تسأل عنّك خلينا نقولها و نفتك من هالهم ..
_
بالممرّات كانت تمشـي تدوّر عن شخص واحد دُلّت عليه من طرف شريان بعد سؤالها عنه , للحين عيونها تبحث عنه و هي تدري ان مستحيل يكون خارج المستشفى , مشت تكمّل خطواتها لآخر الممرات عند باب الطوارئ باحدى كراسي الانتظار استوقفها جسـده , سواد ثوبـه و ميلان شماغه تنزّل انظارها ليدينه المخالطه للدّم الجافّ تسكن للحظات , تسكن تناظره بوُقـوفها بعيد عنه تلمس كلّ جروحه , تقرأ به الخافي اللي ما يشوفه غيرها تحاول النّفس وسط هالاحساس , تحاول انها تواسي لكنها لاوّل مره تلومه على حال عذبي و حاله من مشـت له تجلس تجاوره الجلوس , تناظر العابرين امامها و ترفع نظرها للوحه العلويّـه تقرأ " العناية العاجلة ، المنطقة الحمراء " ما تحسّ بايّ ردة فعل منه , ما تحسّ به يناظرها لانها التفتت له تناظره بعدها تأشر على اللوحه : تشوف اللوحه و المكان صح ؟ ,
ما كان منه الرّد , انظاره كلها ليدّيـنه , لصور عذبي و آخر لحظاته ما له ايّ سُـلطة على عيونه بالشّوف لان كل شوفه عذبي , ماله ايّ سُلطة على فكره لان فكره كلّه عذبي يسمع صيته تكمّل : دايم كنت اخاف عليك انت و لا اقارنك باحد , بس الحين انا خايفه على عذبي و لا فكّرت اذا انت صابك شيء هالمره ,
رفـع نظره لها ما يصدّق قـولها و لا يآخذه بجديّه الا من كملت تبادله النّظر : انت تدري عن ايش انا اتكلم , م اتكلم عن اذاك الجسدي انا اتكلم عن اذاك النّفسي ي صُهيب يومني اقول ما اخاف عليك كثره لان وضعك انت مختاره و حالك انت مقيّد نفسك به بس هو انت اللي مختاره و انت مقيّده به ,
خُرّس , خُرّس تمامًا بسـكوت يسمعها تكمّل تبعثـره و تقتله : من وصّل عذبي لهالحال ؟ من وصّلـه للحال هذا ي صُهيب ؟ من رضى عليه و قهره و شتّته و غربّه ي صُهيب مب انت ؟ ,
مسـح بكفّه على كفّه الثاني ينـثر جفاف الدّم , يخفّفه عن بشرته يسمعها يعضّ قلبه : توني كنت عند الدكتور يقول ان الغريب عذبي ما يصحى , ما يستجيب للاصوات و لا للآلام اللي يحسّها و اللي بحالته يكون صاحي و يشتكي من المه ,
بكـت هيّ , نزلت دمـعها تحاول تجفّفها بظاهر يدّها تكمّل من جبره على هذا كلّه ؟ هدّيت حيله انت ي صُهيب كل شيء رميته عليه , لمته على كل شيء و منّيت عليه وش استفدت انت ؟ وش استفاد هو ؟ محمد طلَع , همام طلَع و اللي قتل مشاعل انقصّ اليوم بس انت وش سويت به ؟ ,
قـرّبت منه توقّف حركة كفّـه , توقّف احتكاك يدّه بالثانيـه ترجفّ نبرتها تحكي عن قهر قلبها , عن المه ؛ و انت صغير اللي جاء بثوبك دمّ غريب , اللي غيّر بياض ثوبك دمّ غريب انت اجبرت عليه من واحد للحين انت تقول عنه ظلَمك بس ولدك اليوم تدري وش اللي غيّـر لون  ثـوبه ؟ اللي غيّـر لون  ثوبه دمّـه ي صهُيب دمّ الجرح اللي اختاره لاجلك انت و دمّ الجرح اللي اختاره للشّخص اللي ظلَمه , انت ظلمته ،  ظلمته بالحيل عشان كذا انا الومك على حاله هذا , الومك لاني انا ادري و انت تدري وش سويت بولدك ,
اخـتنق كلّه , ما يناظر احد اتبدّل به الحال يناظرها من جديد تكمّل برجـفة صدرها : المفروض اواسيك الحين ! بس مب قادره , مب قادره اقول كلمه تطبطب عليك ابدًا كلّ م يقولون لي صهيب فعل صُهيب عمل ما اتصوّر من وين جبت كل هالقسوه و قوّة القلب انك تقرر تعادي ولدك , انك تكسر ظهره و تقهره بك ,
شتّت نظـره عنها يهزّ راسه بنفي , ما يقوى الكلمه لكنـه يُبعثر كليًّا من كلامها يسمعها تكمّل تضغط على كفوفـه : هذا دم عذبي , دم عذبي ي صُهيب دم ولدك و ضلع من ضلوعك ,
لان دمـعته نزلت يخفضّ راسـه عنها , عن الجنبع يخفي نازفها و مخالطتها للحيته فقط يحسّ بوُقـوفها , يسمعها من شافت دخـول اخوها كسّار و هناي معه تركضّ بجنون خـوفها , بجنون قلبها تـنوح ترجف كلها تتمسك بكتوف صيته ؛ وينه عذبي ؟ عذبي وينه صيته عذبي ويـنه ؟ ,
اشّـرت صيته لها بالممّرات , نهايته و ركضت هناي ما تحملها الخطوه تختفي عن انظارهم و بدّلت صيته نظراتها لكسّـار اللي مدّ يده يربّت على كتف صُهيب ثم اتقدم لها يضمّها بعد ما لمح نديّ ملامحها تآخذه الخطوه معها من مشت لعذبي هو لـحقها فقط يتركون صُهيب باقي وحده , للحين داخل صـدمته لكن كلّ شيء امامه يتصوّر من بدايته , من اولى ايّـامه و اوّل طغيـان نفسه عليه الى آخر جُملة وصلت له تتكلّم عن ولـده " مكاني اليوم المفروض ولدك يكون به و دخّـان افعال  انت شابب نارها بس طلَع عذبي مو فارق عنّك , داهيّـه بس مجنون " يجهل المعنى , يجهل كلّ شيء لكنه يتأكد من شيء وحيد انّ دهام له معرفه كونه اخذه بشدّه من امامه يمنع حروفه رفـع راسه يمسح ملامحه , يمسح لحيته يتمتم بالاستـغفار  يسمع اذان المغرب و يردّد خلـفه : الله أكبـر الله أكبـر ..
_
وقـف سيارتـه امام الصالون يفتح جـواله يرسل رساله وحيده لها " انا تحت " يقفّل الجـوال يتركه امامه يسـند راسه للخلف يغمّض عيـونه يرتجي الراحه , يرتجي السّـكون و الهدوء اللي يُبثّ بأوّل شـوفها يآخذ الانفاس يحاول التّوازن ينتظرها , فقط ينتظرها ما يبي شيء ثاني تطـول الثواني , الدقايق الطـويله يفتح عيـنه على اختلاف ضوء امامه من خرجت هيّ تشدّ شـنتطها تنزل الدرجـات ما تشوفه , تجهل مكانه الى ان شعّ ضوء سيارته امامها " كشّح " هي اخذت خطواتها له الا انّ اسمـها سُمع من جديد و التفتت مباشره تعقد حاحبيها بغضب لانه ذات النبره تسمع باقي حروفه : عسى خير ! طوّلت امي فوق عندكم كلّ شيء تمام ؟ ,
ما جـاوبته هيّ بدّلـت نظرها لهمام اللي ما تلمحه من بُعد السياره عنها لكنها تدري انّه يناظرها , ردّت نظرها له تهزّ راسها بنفي : الحين تنزل امك و اسألها ,
كانت تبـي تمشي من التفتت الا انّـه رجع نطق : ما ودّك نتكلم ؟ يعني بألحقك زي كذا انا حتى بعد الزواج اهتمّي شوي عالاقل ! ,
رفـعت حاجبيها تشعّ حرارة غضبها من قـوله تهزّ راسها بنفي : ماشاءالله ! مقرر من عندك اني باتزوجك انت و وجهك ! قلت لك توكّل المفروض من البداية تكلّم امك تنزل لك و تروحون ,
ما مدى يرد , ما مدى تلتفت و تصدّ لان صدرها رجف من صوت همّام خلفها ينطـق بـ : مشينا ,
لان وقـوفه كان تحذير واضـح و صريح , كان مسموع من نبـرته و كان مرئي من نظراته اللي علقت به ينتظر أُنس تمشي له فقط و من وقفت بجانبـه هي سمعت سؤاله : هو نفسه ؟ علّميني من الحين افضل ,
رفـعت نظرها له ما تصدّق سؤاله و لا وقته هيّ شدّت ذراعه لها تهزّ راسها بنفي تهمسّ له بخـفوت : مو مهم , مو وقته السؤال خلينا نروح ,
هو التفـت ليدّها , مع يدّها لكن ما تُرك له مجال للسّـكون من سمعه خلفه " ترفضين تعطيني رقمك و تتواصلين معي لكن تخاوين لك واحد و تطلعين معه بعد عادي ! " شُدّت كل اعصابه , كلّ عضـلاته تحاول أُنس وقـوفه من شدّت عليه تهزّ راسـها بنفي ترتجي سكونه : نروح همّام ! نروح خلاص م يهم كلامه انت تعرفني و انا اعرفك مو مهم كلام الناس مو مهم ! ,
وقـف خطوته هو ما حرّكها ينتظر باقي كلامه , باقي حروفه لاجل يطويـه طيّ الورق من اصله و لا تركها بخاطره من نطق يقذفها و يشتمها من خلفه ما اتمالك نفسه , ما اتمالك جسده و لا جنون جوارحـه هو رجـع له يلكمه , يشدّ ياقـته يردّه للخلف يصدمّ ظهره باحدى السـيارات : ودّك بالـ***** ؟ ودّك ******* ؟ يـالـ ****** ! ,
ما استوعب و هو يشـوفه بكمّ هالغضب , ما اتحمّل ضربه له و اندفاعه المجنون نحوه بهالشّكل المستحيل , شهقت أُنس ما تصدّقه , ما تصدّق فعله هي اتقدمت له تمسك به تحاول تمنعه , تردّه و تفلته من يديـه الخانقه له ترفع نظـرها للصالون على خـروج امه ، اخته و امـها بالنهايه تختفي ابتـساماتهم من هول المنظر و خـوفهم عليه هم ركضوا لهم و شدّت هيّ مباشره على يديـه تمنعه , فقط تمنعه : همّام ! همّام جات امه همّام الله يخلّيك ابعد عنه ,
لان يـديها كانت تلمس جُزء من بشرته هو جُنّ كلـه , جُنّ يصرخ بعالي صـوته ينفضه من يدّه لليمين و يلتفت لها هيّ ؛ لا تدّخلين , لا تدخّلين كم مره اقول ؟ ,
سـكنت هي بصدمه تسمع نبرته الحاده عليها , نظرته و اسلوبه بالحكي خرّسـها بسـكوت تناظره فقط تعبر عن مـدى صدمتها به و بالنهايه نطق : ابعدي عنّه , ابـعدي و الا ما يبعـدني عنه احد ,
هيّ شـدّت على شنتطها تلتفت لركضهم ناحيه ولدهم , يمسحون نازف الدّم على شفّـته و تبدّل نظرها لامها اللي غطّت ملامحها " تتفشّل " بالمعنى الحرفي بتعابيرها الواضحه امامهم تبعد عنه , تبعد عنهم فقط تناظره من مشى امامها يوقـف على وقـوفها اللي فقد حسّه يلتفت له : امشـي وش تنتظرين ؟ ,
لفّـت لهم تناظر ركوبهم للسياره , بُعدهم دون كلمه هم كانوا يناظرونها بغضب مستحيل و لان وُقـوفها طال هو سبقها يركب للسياره و من كانت تبي تلحقه هي سمعت ابتهال من خلفها : أُنس لا تروحين معه , ما بتروحين ارجعي ,
عقـدت حاحبيها مباشره من نفسها , من قناعتها و عدم رضاها هيّ من الاساس ما بتروح : ما بأروح اصلًا , راجعه خلّي الباب مفتوح ,
مشـت هي تلحق به تترك ابتـهال واقفه عند الباب ما تدخل هيّ كانت تناظرهم من البعيد من اوّل ركـوب أُنس بجانبه دون لا تقفّل الباب تناظره فقط , تناظره بصمت كيف هو تُشدّ اعصابه بشكل اكبر من اللازم من بداية الاتصال معها و الحين : وش يعني هالنبره علي ؟ وش يعني هالاسلوب وش يعني لا تدخّلين اذا م اتدخّلت انا من يتدخّل ؟ من يتدخّل بهالوضع و قدامي ! ,
ناظرها يشعّ احمرار غضـبه هو يولّع نار يـمسح على شعره : لا تسأليني وش يعني و انتِ تدرين , لا تسأليني أُنس لا تسأليني ,
رفـعت حاجبيها بذهول تترك شنتطها على فخذها ما تصدّق فعله , قوله او ايّ ردة فعل من ردات فعله كونها تشـوفها " مبالغة  "   : بأسألك , بأسألك مره و اثنين و ثلاثه و كل مره تقولي فيها لا تدخلين ,
ما كان منه ردّ هو يناظرها فقط , يناظرهت يشـوف حرارة فعلها و نبرتها الحادّه يسمع بها غضبها من الدّاخل تكمّل : من البداية قلت لك لا تسرع و بعدها قلت لك مو مهم , مو مهم ي همام هو غبي محد درا عنه الا امه و اخته و الحين يقولون له اني متزوجه ! ,
هزّ راسـه بنفي يجنّ , يجنّ ما تبقى به ذرّة ساكنه يرفـع يدّه يفركّ فروته بكفّـه : ليه تمشين من قدامه ؟ ,
عقـدت حاجبيها بغضب تنفعل بالمثَل , تنفعـل مثل ما تلقى منه انفعال عليها دون سبب ؛ انا ليه امشي من قدامه ! انا برضو ! مين اللي واقف بعيد ؟ انا و لا انت ؟ كيف اجيك يعني كيف ؟ ,
ناظرها يقرّب منها ينهي فاصل المركى يرعبّ كيـانها كلّه : كلّميني ! علّميني اقرب لا طلعتي علّميني اقرب دامك تدرين انه موجود ! ,
هزّت راسها بنفي تشـرح له : ما ادري انه موجود , ما ادري و انت تدري لاني قلت له توكّل من البدايه وش يعني الحين انت تقول انا اتعمّدت اني امشي قدامه و انه يكلّمني ؟ ,
ابتعد عنها يحاول النّفس , يحاول يتنـفسّ يشوف بابها المفتوح : قفّلي بابك خلّني امشي ,
هزّت راسـها بنفي تكمّل باقي حكي جوفها : ما بأجي معك بأنزل بس احب اقولك ان كلّ كلامك غلط ! كلّ شيء قلته انت غلط و انك ضربته غلط ماكان له داعي تسوي هالشيء هنا و قدام اهله و قدام مامـ..,
ما كانت منها تكلمه من قاطعها ينطق : الكلام اللي قاله ما ينقال ! انا يقول على مَرَتي تخاوي رجال ؟ انا يقول لحرمتي انها ***** ! والله لاهدّ حيـله هدّ و اتوطّأ به الارض امسـحه بالـ**** ,
سـكنت ملامحها من نُطقه , من اعادته للكلام اللي جُنّ بسببه تنطـق بـ ؛ و انت تقول الكلام ؟ تعيده عادي ي همام ! ,
صُـمّتت حروفها من جُـنّ تماما يعبرّ عن جـنونه يضرب الدركسون بيدّه مره , اثنين و ثلاثه الى ان انهى صـرخات جوفـه بحروف قشعرت جسدها : ما حــشّم مرَتــي ! , ما حشّــمك ! ما حشّـمك ! ,
سـكنت ملامحها بعد خـوفها منه , بعد خـوف قلبها و رجفته هو ينبضّ بالعالي فقط دون كلمه منها هو سـند راسه للدركسون يغمّض عيونه يتنفسّ , فقط يبي يهدأ : قفّلي الباب ,
ما ردّت هي و لا استجـابت نزلت من السيّـاره تسمع اسمها منه , تسمع نداءه لها لكنها اتجاهلته تضـرب الباب باقوى قواها تمشي عنه , تبعد عنه لامها اللي تناظرها من الاعلى يشـوفها همّام و يقرأ شعورها لذلك ما نزل , ما لحقها هو يناظرها فقط الى ان دخـلت و الى ان اختفت اجسادهم عنه هو مشـى عنهم بعد ما شافـها بحال لاوّل مره يلمحها به , لاوّل مره يلمح خـوفها منه و غضبها بالوقت نفسه لكنه جُنّ ماعاد يدرك نفسه بالاصل لا من جهة عذبي و لا من جهتها هيّ ..
قفّـلت ابتهال الباب تصـمت , تجبر صمتها لانها سمعت نبرته العاليه اللي وصـلت لها , شافت غضبه و جنونه و شافت غضب بنتها من قفّـلت الباب تمشي لها بعد ما اتكتّفت , من مشـت تجلس بالكنبه مقابل خديجه اللي عقدت حاجبيها تناظرها : معصّـبه الأُنس م اتعوّدنا ,
ناظرتها أُنس دون كلمه يُقهر داخلها , يُقهر من انّ هذا اوّل خصام بينهم بهالشّكل لدرجة صراخه , لدرجة حدّتها معه و صدّها هو وصّلها و هي وصـلت , قرّبـت ابتهال من خديجه تمسح على صدرها : خديجة الله يسعدك علّمي العاملات اللي تحت يحيبون لنا مويا ,
هزّت خديجه راسها بزين تخرج من عندهم و جلست ابتـهال مُقـابلها تلمح شديد احمرارها , تمسّـكها بالدمعه اللي خلقت لـمعان فظيع بعيـون بنتها تمهّد الحكي : سمعته , وش قالك ولد صالحه ؟ ,
ناظرت أمها لجُزء من الثانيه ثمّ صدّت تتمالك شعورها , تتمالك عُريّ ملامحها تحـترّ كلها تسمع ابتـهال : تدرين ليه قلت لك لا تروحين صح ؟ ,
ردّت أُنس نظـرها لها و جاوبتها ابتـهال تآخذ نفس عميق تدرك الموقف فعليًا : هو معصّب , شفته يضربه و بالسياره ضرب الدركسون و هذا اللي مخوّفني عليك ي ماما , ما حبيت اللي صار بس ما رح احكم عليه لان اللي انقذفت بنتي و اللي دافع عنها هو بنتي بعد , صح صالحه صاحبتي من سنين بس ما يعني انّ ولدها يطلع مثلها طيّب و ان قال ايّ كلمة عليك انا مو مسامحته لا دنيا و لا آخره ,
نزّلت أُنـس نظرها للاسفل بتفكير , كيف لحظة وحده وصّلتهم للحال هذا و كيف هو انفعل حتّى عليها لانها عاندت فعله و حاولت توقّفـه عن جنون هي تجهل سببه الاساسي تشـوف امها اللي مسكت بالجوال و دخـول العامله بيدها قارورة الماء تمدّها لها تسمع ابتـهال : اشربي مويا و اتكلّمي , اتكلمي طول حياتك تتكلمين ما خلّاك تسكتين الا هو بس انا ابيك تتكلمين ,
ما ردّت هي اخـذت المويا تشرب منها بالفعل , تناظر تعابير امها و وقـوفها المفاجـئ من الكنبه تدبّ بصدر أُنس الخـوف من قرأت رسالة صيته للقروب العائلي " دعواتكم لعذبي ، بالعنايه المشدده يحتاج دعواتكم " تشـهق بخـوف تذكر الله تناظر استغراب بنـتها : لا إله إلا الله , لا إله إلا الله  ..
_

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن