! ..طاريك كثر و أنا ما كان لي شيء أقوله , كلّهـم يسألون و يتكلمون ..يشوفونك و انت باقي م جيت لي ,
ما ردّ يبقـى لها , قُربـها و لا له طاقـه يحكّي لأن داخله اتهمّد من التّعـب , الحرارة اللي تحرق كلّ جلـدّه من شبيبـها غير قهره اللي ما تركّ بعقلـه ذرّه ,
أخَـذت نفَس عميق تحاولـه لكنّـه يشدّ عليها للدّرجه اللي هي تستصعب فيه حتى النّفس , اتمكّنـت منها الدّموع و اتمكّن الضُّعف للحظه تهمسّ بنبره هو يسمعها : عذبي ,
رخَـى شدّه عليها , يدّه اللي بيدّها و من حاولت انّها تفـلت عنّه و تبعدّ رجع شدّ عليها لكن هالمره ماكانت من الخلف و انّما من جنبها , كتـفها ملاصق لصدره و يده حول خصرها تشدّها له , يناظـرها من التفتت له بحدّه تناظره رغم إنّ الدموعّ ندّى كلّ وجهها , أهدابـها و عيونـها كانت تغرق دموع الا ان ملامحـها كانت غاضبّه : عذبي ! انت اتأخرت و الحين تبيني أستقبلك بالأحضان ؟ م يصير م يصير ترا أنا انسانه ! لا اتصال و لا رسالة ! للفجر و أنا عند باب المدخل انتظرك تجي و لا جيت ..ساعات ما نمت ارسل لك اقول هذا الرجال وينه ! هذا الرجال صاير له شي لكن ما كان منك حتى رساله انت مستوعب ! م عرفت انك هنا الا من البنات اللي كل صورك وصلت لهم ,
ناظـر عيونـها بهدوء تام مو بيدّه , بأهدابـها و من رفـع يدّه لناحـيه عنقـها يحاول يستوعبها هي بالنسبه له لأنه للحين مابين الحلم و الحقيقه , مابين تعبـه و احتياجه و من لمس أعلى عنقـها تحتّ أنفاسـها المتعاليّه , نبضاتـها هو نطق بهمس لها : ما كان مني ..التأخير ما كان مني ,
سكَـنت ملامحها للحظّه تناظره , تجاهدّ التفافها لأجل تناظره هو و تشوفـه , كلّـه كأنه جمرّه تفتّتـها مع ذلك هيّ تبيـه و من احمرّار عـينه هي م تستوعب انه " بخير " لكن وضعـه يأذّيها , غيابه يأذّيها و كلّـه يأذيها : بتجلس ؟ ,
ما ردّ يناظرهـا , يشوفـها تبكّي و تكـره هالشّعور هيّ و من سؤالها هو اتأكّد ان زعلها مو على تأخيره و بس , زعلها أكبر ..
هزّت راسها بنفيّ من طالت ثواني صمته دون الرّد : عذبي وخّر ,
هـزّ راسه بنفيّ يقرّب منها أكثر , يحنـي راسه لها , ماكـان منه الا انه يقرّب أكثر لأن حكـيه كثير , غضبه كثير لكن التّعب طاغـي و متمكّن منـه للدرجه المُهلكه و الوقوف هذا اللي هو فيه الحين بمُجـرّد ما يتركها هو سقيط لا مُحال : تعالـي معي ...نروح ,
هـزّت راسها بنفيّ تحنـي راسها تسلّم كل جسـدها لشدّة كفوفه عليها : أجيك و نروح بعدها توادعني مره ثانيه ! ما ودّي خليني هنا ما ودّي ,
شـدّ عليها يقبّل كتـفها لعدة مرات ماكانت الا قتال بالنسبه لهم , جروح على ثغره و جروح على كتفـها...تعذيب لـه و فقدّ شعور بالنسبـه لها تخافـه و من رفع راسه يهمسّ لها بهدوء , يحاولـها رغم ان محاولاته لنفسه انتهت , يحاولـها لأنه يدري ان زعلـها رضاه حكي و من مدّ يدّه يمسك بنبضـها , معصمـها يحسّ بشعورها : قـريتك دون كتاب ..اقريني و تعالـي ,
ما ردّت يرتـعشّ كلّ قلبها ترفع نفسـها له , تناظره مره ثانـيه من ابتعد هو يناظر دمـوعها اللي غلبتها و ماكانت الا نديّ نزيف على قلبه هـوّ لأنها بسببه , رخى يدّه عنـها لثـواني يلفّها له يرفـع يده يمسـح دموعـها , تلمسّ ندّي وجهها , أهدابـها اللي سلّمتها له و من مدت يـدّها لصدره تبعده عنـها لأن ما ودّها بنهايـه هالشّيء يبقى اثره دونـه , تفقد شعوره بوجوده لكنها ما تعرف أسبابه لذلكّ هو نزّل يده أسفل ظهرهـا يحاول يتمسّك فيـها بكلّ طرقـه , غمّضـت عيونـها تصدّ عنه بكُلّ حواسـها و من فلتت جسدها منّه , حرّرته هي التفتت تفتح الباب تخـرج و من خرج خلفها هو استوقفّ خطواته خَلـفها من سكنت هيّ توقف , تجمع يدينها بتوتر من لمحَـت نور اللي واقفه أمامهم تناظرهم بصدمه من أشكالهم , دمـوع عذاري و احمرارّ ملامحـه و بلحظّه هيَ حسّت انّ اللي هم فيه هيّ وقوفها خطّأ فـيه و من نطـقت بابتـسامه خفيفه تأشر على العبايه اللي بيدها : خاله صيته طلبتني أجيب عبايه أريام لأنها بتطلع مع دهّام ,
سَـكنت ملامحه يحنيّ راسـه يمنعه عنها لأنـه ما يبي تعبـه يوضّـح لهم , يتمالـك نفسـه و يجاهد طولـه كلـه , يلمـح ظهرهـا أمامـه و من جمعت يدها هو يلمـح كلّ تحركاتها هيّ ,
ابتـسمت نور بإحراج من ما رد فيهم أحد و لأن موقعها كلَه غلط و صدفتها معهم تستثقل انها تروح دون كلمـه ما تسبب لها احراج اكثر : عذبي ..اريام من اليوم تسأل عنك و تتصل تبي تشوفك هيّ و عمتي هناي ,
ناظـرها بهدوء يهزّ راسـه بإيه فقط و من راحـت عنهم كانـت عذاري تبي تكمّل خطوتـها تنزل بعدها من الدّرج لو ما مسكها يشدّها له : لا تنزلين انتِ ماله داعي ..أنا بأنزل ,
ناظـرته لثوانـي و من تركّ يدها يفتح لها باب جناحها أكثر لأجل تدخلـه , يبيّن لها انه ما بيروح دونها و دون رضاها , ضربـته للباب توضّح غضـبه لكن مب عليها هيّ تدري لذلك وقفت تناظره , ناظـرها ثمّ غضّ يناظر حولـه لأنها كثيره عليه لو ناظرها أكثر هو ما بيتركها لحظه و يرجّعها لضلوعه ما يبالي بأحـد : ادخلي الجناح شوي و أجيك ,
التـفتت تدخل الجناح و من بعدها هو قفّل الباب , يمنعها الخروج و يعلن وجوده بنفس الوقت هيّ تفهم هالشيّ , و من قـرّبت تحاول تتمالك فايضّ شعورها بجلوسها على السرير , تلمح شماغـه و جوالاتهم الاثنين , تسمع رنين جوالـه اللي تركه و من انتهى الرنين نوّرت شاشة جوالـه تعلن عدد الاتصالات له من دقايق كثير , من ساعـه هي فهمت انه كان موجود هوا من قبل , ينتظرها هيّ مو غيرها تارك كلّ الأسماء اللي نوّرت بهم شاشته " أبوه ، أمه ، خواتـه ، سهم " لأجلها هيّ , بجناحها هيّ بين أغراضها ينتظرها "هـيّ " وحدهـا ..رفَعـت كفّـها تمسح دمعتها الليّ حرقتها و كثير لأن اللي صار معـها و معه ماكان سهلّ لها , ماكانـت قُبلاته لكتفـها عاديّه , ماكان كفوفـه اللي مسك بنبضها عاديـه و لا كانت كفوفـه اللي مسحت دمـوعهـا و تمسّـكه بـها , هـيّ ما ودها تفقد هالشعور أكثـر لكن هو يغرّقها فيـه للدرجه اللي تبيـه , مدّت يدها تسمـك جوالـها , تشوف اتّصالاته و رسايـله اللي هي ماكانت تقصد تتجاهلها لكن من كثرت رسايلها له هيّ بالأوّل هي كرهت الجوال , تركتـه ترميه عنها بعتّـاب , هـيّ تركت الجوال من أصله تبعده عنـها لأنـها ما عذرته , م تعذره للحيـن و لا تعذر بُعده عنها ..
_
نـزل عنها يحترق كلّـه , جوفـه , عقله , ذراتـه , جسده و جلدّه ولا يدرّي هو كيف واقف للحين , كيـف تاركّ نفسـه لأجل اللي حولـه تجاهدّ هالقدّ , ما يشـعر بنفسـه الصاحيّه و ودَه يرمـي كلّ شي يلمسـه عنـه , ثوبـه و ملابـسه لأنها تحرقـه أكثر بشعوره هوّ لكـن للحين هو عندّهم , عند زعَـل عذابـه , سكوت صُهيب و فرحة أريام لجيّتـه و من قالت له نور انها تنتظره هـوّ مستحيل يترك عذاري تنزل , تبعد عنه تروح لباقي البيت و أهله ولا يدري متى تخرج من عندهم , متى ترجع له لكنه يعرف نفسه انه بيرجع لها بأقرب وقت و لا يبعـد أكثر ..
نـزّل هو من الباب الخلفيّ يخرج من مكان ما دخَل , يخفي نفسه عن أنظار الكلّ و لا يلمح أحد الحضور لأن كلّهم ضيوف , كلّهم ناس ما يبيـهم و من خَـرج هو مشى حطواتـه للمكان اللي لمَـح فيه سيارّة دهّام اللي هو يتوقع انه قُربـها و بالفعل من وقف عند بوابـة الرجّال يلمحهم كلّـهم , دهّـام و أريام اللي واقـفه جنبه و بالنهايـه صيته اللي تساعد أريـام تلبس عبايتـها..قرّب منهم و هو مهمّد تـعب يصعدّ الدرجات و التـفت له دهّام يبـستم له ,
قـرّب عذبي و انتهت صيتـه من مساعده أريـام اللي سرعان م التفتت تقرّب من عذبي تحضـنه و من شدّ عليـها يقبلّ راسها : مبروكك ي عيون أخوكك ,
ابتـسمت تنطق و هيّ بين أحضـانه : اتوقعتك ما بتجي لكن من شفت شاهر مصورلي انك جيت مره فرحت ! ,
رجع مرّه ثانيـه يقبّلها دون أي تعبير , ابتسامه أو أيّ حركه و من ابتعدت عنـه خَرَج صُهيب من باب مجلس الرجال لهم تسكن ملامحه من شاف ولده واقف معهم لأنـه من وقت هو يدوّر عنـه مع سهم و للحين توّه يبيّن له بوجهه فجأه هو غضّب , فعلًا غضبه احتلّه و من ابتسـمت أريام لصُهيب تناظره لأنه اتكلّم : خذها ي الذّيب و لا تتأخّرون ,
هزّ دهّـام راسه بإيجاب يبتسم يناظرها لأنه ناظرته بهدوء تبتسم من حكي أبوها , من انّهم يحوّفونـها كلهم بالدلال اللي هي تحبه : ابشر ي عمّي ابشـر ,
نـزل دهّام الدرج لكن استوقفته صيته اللي تناظره بذهول : دهّام ! ترا أريام لو ما مسكتها بتطيح ! ,
التفت يناظرها بابتسامه : كنت أبي أقرّب السيارة لها أكثر ,
هزّت راسها بنفيّ تضحك : لا لا ماله داعي ..امسكها انت و مشّيها معك للسيارة ,
مدّ يدّه لها و من مسكتهـا تشدّ عليها هيّ بدأت نزول الدرّج , تسير خطواتها معه و يساعدها لأنها تترنّـح كثير لكن تصرّ على لبسـه , و من وصلوا للسيّاره يركبون و بعدها حرّكوا همست صيـته بابتسامه : الله يحفظكم يا رب ..أستودعتكم الله ,
اتنحنح صُهـيب يناظر صيـته ثمَ عذبي اللي ما يناظرهم , كلّ نظراتـه للفراغ حرفـيًا و من ناظرتها صيـته لثوانـي تسكن من هيأته المعبثره , احمرَار بشرتـه و هدوءه هي ابتسمت بخفيف تحاول تلطّف حالـه : هناي كانت موجوده و أخوانك كانوا يبون يشوفونك لكن كسار قال انك مب موجود و راحوا قالوا انهم بيجون يشوفونك بكره ,
ما ردّ يهز راسه بإيه فقط , ما كان منّـه التعبير لكن تلمح صيته تعبـه بشكلّ واضح لها و من ناظرت صُهـيب اللي يناظره يثبّـوت : تدخـل و لا أنادي لك عذاري ؟ ,
هـزّ راسه بنفيّ و من فهمت انـه ما بيدخل , انّ ابوه قدّامـه و ان لهم بيكون حكّي الحين هيّ قررت تسحب نفسها : خلاص الحين بأشوف لك عذاري ,
و من راحـت التفت صُهـيب يقـرّب من عذبّـي ، يوقـف قبالـه بثبّوت غاضبّ , يحرق أكثر و من ما رفع أنظاره عذبي هو غضّب أكثر : ناظرني ! أبوك واقف قبالك يعني تناظره ,
ما رفـع عذبي أنظاره و انّـما نطق بتساؤل واحدّ يعتبّ أشدّ العتاب على أبوه , أفعاله و صدّه بكل مره عنـه : لا ناظرتك بتقول إنت تتحدّاني ؟ ,
احتّـدت ملامح صُهيب للحظّه يطيل ثواني سكوتـه لأن السؤال خلفـه ألف معنى مختلف لكن كلّها تجتمع ضدّه : عــذبّي ! ,
رفـع عذبي راسه , عيـونه تستقرّ بعيون صُهـيب بثبـات كان مُهيبّ لهم الاثنين لكن ما اتزعزعت قلوبّهم و لا اهتزّت أركانهم لأنهم يدرون إن شبههم أكبر من اختلافهم بكثير و هالشيّ يسبب التنافر بينهم , نطـق صُهيب بهدوء : وين كاين ؟ سهم من اليوم يسأل عنك ,
ما ردّ عذبي يفهم إنه يقصد نفسه أكثر و لو ان سهم سأل هو يدري ان ما وراء حكيه هذا الا هو نفسه لكن يراوغ بغيره و من ما ردّ عليـه نطقّ يكمّل باقـي حكي جوفه : حرمك ما بعد تدري عن أبوها ! وش تنتظر للحين ما قلت لها ,
هـزّ عذبي راسـه بإيجـاب و لا يقدر يقول له أسبـابه , ما يقدر يقول له انّها ما بتتحمّل خبـر وداعه و خبـر ابوها بنفس اليوم لانها بتتعب اكثر و هو ودّه بنفسـه يداري تعبها , يداري زعلها و لا ودّه الا انه يبقى يمّـها لذلـك هو صمّـت ما ردّ , اختار الصّمـت على انه يحكي نـفسه و يفسّـر له اللي بينـه و بينها , يحكي له وش شعوره معها و لها هو مُستحيل يقول هالأشياء له ,
هـزّ صُهيب راسـه بغضـبّ : أكلمك أنا ! أبوك يكلمك تجاوبـه ما تسكت ,
هـزّ عذبي راسـه بإيجاب : الحـين بآخـذها معي و أقول لها..هي لازم تعرف ما بيبقى هالشيّ سر ,
رفَـع صُهيب حاجـبه بغضّب : تآخـذها ! تبي تآخذها و تـروح ! ما عندك أهل ! ما عندك شيء آخذ الحياه بهالبساطه انت ! امك تسأل عنك من اليوم و أختك دايم طاريك على لسانها ..حرمـك متى م حبيت تجي لأجل تآخذها و متى م حبيت ترجّعها تتركها بالأيام ! على كيفك الدنيا تحسب ان مالها احد ؟ مقطوعـه هي ! ,
ما ردّ عذبي احتدّت ملامحه بلحظـه يناظره بكُـلّ شُعور هو م يتمالك تحكمّه بهاللحظه , كمّـل صُهيب يأشرّ بالأعلى على جناحها : البنت كـلّ الأيام بجناحك نايمه ! تنتظرك للفجر تحت و انت مب قريب منها ..تسأل عنك و عن أبوها و أخوها و محد موجود ..انت اللي تلبّي لها و انت اللي تقرب منها همام مب همام اللي يدخل القصر من راسه ,
ما ردّ عذبي يستمرّ بنظراتـه لأبوه , من حكيه اللي مُستحيل يردّ عليه عذبي لأنـه لاردّ بيزيد الزعل , بيزيد الغضّب و هو بأقصى مراحل تعبـه ما ودّه يبقى هالشيّ بينه و بيـن أبوه ,
هـزّ صُهيب راسـه بنفيّ لأنه يفهم نظرات عذبي , يفهم ان له حكي لكنه يتمنّع عنـه و هالنظرات ماهي الا تحدّي له بانـه يطيل سكوتـه , يطـيل صبره و هالشيّ يثوّر براكيـن صُهيب كلّـها : ما بتآخذها ..ان ودّك تحاكيها حاكها هنا بالقصر ..البنت أمانه لي من أبوها و أنا اللي أقول الكلمة ,
رفـع عذبي يدّه يحكّ طـرف شنبه , يهز راسـه بنفيّ لأن اللي يقوله الحين صُهيب فوق قدرة صمتـه , فوق قدرة تحمّـله للفكره و لأن هالعذاب أكبر من كل شي بالنسبه له ماكان من صهيب الا انه يختبره بها : تقدر تقول ادخل للقصر ؟ ,
ما ردّ صُهيب يناظره بغضّب عظيـم يتحسسّونه ببعضّ , كمّٰل عذبي يهز راسه بنفـي : ما تقدر ي ابوي ما تقدر ..و ان قلتها انا قصرك ماعاد ادخله الا زيارة لأهلي و لا ودّي به لا الحين و لا باي وقت ثاني ,
ابتـعدّ عنـه صُهيب يرفـع حاجـبه يحرقـه الغضّب , يحرقـه ان عذبي ماعاد يهمّـه و لا يبي شي , ما يحكي معه و يجاوب أسئلته : عذبــي ! ,
هـزّ عذبي راسـه بنفي يشتت نظره عن صُـهيب , يحني راسـه عنـه يمنع نظراته لأنه درى إنّ دمـه كلّه يحترق غضب : حرمي هيّ ..بآخذها و قلتها قبل و أقولها الحين محدٍ بيردنّـي عنها ,
احتـدّت ملامح صُهـيب تنجنّ كل ذراتـه غضّب ينطق بكلمة وحده تنهـي نقاشهم مثل كلّ مره , مثل كلّ نتيـجه كانت بينهم من حُبّ سيطرة صُهيب و عنّـاد عذبي له : تحـدّانـي ؟ ,
رفـع عذبي أنظاره لصُهـيب دون كلـمّه لكنـها كانت نظـرات تحرقـه , تتحدّاه دون كلمـه من حروفـه خرجت هو كانت عيونـه تحكّي كثير , تخوضّ كثير و لأن صُـهيب يفهمه , يفهم نظراتـه هو قرأ منها الكلمة , قرأ منها التأكيد ب " إيه " انه يتحدّاه و بُـجزء من الثانـيّه كان كفّـه سبب لالتفـافّ وجهه تضـربّه لأوّل مره , تتجرّأ لأوّل مـره بإنّها توسـم وجهه ببصمـتها , تجاعـيدّها و قسوتـها , بلحظـه هو رمّـش م يستوعبّ كفّـه اللي عَصتـه من موانـعه و مدّهـا على ولده , على الشّـخص اللي هو أذاه من صغـره هو الحـين أذاه بشبابـه أكثر , م يستوعب نفسه أو بالأصحّ ماصار يستوعبها لأن عذبي يغيرّه , لأنـه طباعه تستفـزّه حتى لو انها صح هو بلحظـّه جمَـع أصابـعه يقبضّ كفوفـه , يقبـضها يندمّ أشدّ الندم لأنـه أتمادى هالمرّه عليه..
ما كانت منّـه ردّة فعل رغم انه ما اتوقّـع و صُدم الا ان ماكانت منّـه ردّة الفعل اللي المفروض يظهرها كمظلـوم , المفروضّ ان تصـير منّه أكثـرّ لكن هو حتى ما رفـع كفوفه , ما حرّك جسـده و لا ناظر صُهيب انمّا تركه بعذابّ الندّم اللي يحسّه و التفـت يروح عنّـه , يخـرج من بوابه القصـر كلّها المباشرة من المجلس و لو انّ صُهيب ندم لكن هو حتى ما جرّبه و لا حاوله , ما نادى باسمه حتى و حتى و لان عقـله ما استوعب للحين و كان ندمّه على يـدّه , على قبضـتّه اللي لو ضربـها بالعامودّ اللي بالمدخّل لانهدّ العاموت قبـلّ يده من شديدّ غضبّه على نـفسه و بلـحظهّ هو دَخّـل للقصر م يدري وين خطاويه تآخذه , م يدري هـوّ قادرة الأرض تشيلـه من ثقله الحين , الأرض تتحمّلـه لكـن هو وقّف بلحطه من قرّب منه سهم بابتسامـه يسأله : عمّي شفت عذبي ! م يردّ ,
ما ردّ صُهيب يصدّ عنه يهز راسه بنفيّ دون كلـمّه و من اتنهدّ سهم بقلق : وينـه الرجال هذا ..تخيّل ي عمي دعم اللي معنا بالمؤتمر لانه ضامن فوزهم يبي العلم يتصدرّ ,
ناظـرّه صُهيب دون كلمّه يسمعه لكن م يستوعبّ عقلـه كلّه معه , وش صار فيه و وين راح هو م يدري لكن ندمّ لانه ردّه بالفعل مو بس عن حرمه , ردّه عنه نفسـه حتى و أبوه ..
كمّـل سهم يرفع جواله يرجع يتصّل لكن ما كان منّـه الرّد : وين يروح وين أبي أفهم وشوله يختفي بدون كلمة ! طمّنا طيب انت تعبان و مسخّن حالتك حاله غيرك يقلق عليك اذا انت م تقلق ,
رفـع صُهيب حاجبـه م استوعبّ من حكيه كله الا كلـمّه وحده " تعبان " و من قرّرت حروفـه تخرج بعد استنكار فعله , بعد تثاقلـه على الأرضّ و تثاقل حروفه على لسـانه : تعبان هو ؟ ,
هزّ سهم راسه بإيجاب : ايه والله ي عمي من اليوم ابي اعطيه بانادول ..مسكن يخفّض له لكن عيّا حتى الراحه م يبيها و غيره ينشدّها ,
ما ردّ صُهيب يناظره , يُـحرق كلّه و اتجوّفت ضلوعـه من شبيب ناره على ولدّه , لأنه ما حسّ عليه و لأنه ما دارى وضعه , ضغط على نفسه لأجلهم و بعزّ قهره هو ما وضّح لهم و لا كان الوُضوح منّـه حتى له اللي كان محسّبها انها تفهمه , تعرفه أشدّ المعرفه لكن خابّ , خابّ كل شعور و كلّ حساب كان محسبّه لأنـه رفع الحاجز بينهم , شبّ النيران بينهم أكثر و لا كان له سؤال عن حاله لأنه هو حاسبه عن أحوال الكلّ الا " حاله " هو ما كان منـه السؤال ..
ابتـسم سهم بخفيف ينطق : الله يبارك بدياركم ي عمّي و جعلها ديار عامره ..أستأذكم أنا طيب دام عذبي مب موجود أنا كنت أنتظره لأني خايف عليه والله ,
هـزّ صُهـيب راسه بإيـجاب يوقّف ثابـتّ , يستثقل حركـته و و من خَـرج سهم من الباب هو احتّـرق كلّه يناظر حولـه , فراغـه اللي صنعه لنفسه و عذابـه اللي ما رحمّ ولده منه ..
_
قـبل دقايـق معدوده ؛ صَـعدت صيـته درجات القصّر تروح لعذاري البي اختَفت عن أنظارها بنهايه الليلة , و فقدت حسّها لكن كلّ ما تقرر تروح لها كانت تطلع لها شغله و ما فضّت الا الحين من راحوا الضّيوف , رجعوا الأهل لقصورهم و خرج أخوها كسّار و النهايه من ودّعت بنتهـا ..مشت ناحيّـه الجناح تدقّ الباب و من سمحت لها عذاري بالدّخول هي دخلت بابتسامـه خفيفه : وين طلعتي ي أمّي ؟ اختفيتي فجأه ,
هـزّت عذاري راسها بإيجاب تعدّل جلوسها على السرير و كلّ ملامحها تدّل على البكّي , على نديّ وجهها و أهدابها هيّ ناظرت صيته لثواني : ما طلعت الا بعد ما أريام خلصت عشاء ,
ابتـسمت صيـتّه تقرب من الشّبـاك , تلمح عذبي و صُهيب أسفلها و التفتت لثواني تناظر عذاري : شفتي عذبي ؟ ,
ما ردّت عذاري لثوانـي تهز راسها بإيجاب و اشتدّت ابتسامه صيتـه توسّع عيونها بذهول : أجل يوم كانوا يدوّرون عنه كان عندك ! ,
هزّت عذاري راسـها بإيجاب تحني راسها تجمع كفوفها بربكّه الشعور من اسمـه اللي يعني لها الكثير , عقدت صيـته حاجبيها تتكتّف من فهمت ان اللقاء ماكان مرضّي لها : ما حكيتوا ؟ ,
رفعت عذاري أنظارها لها دون كلمه , كمّلت صيتـه ؛ عذاري ان ما حكيتوا الحين و اتفاهمتوا بتبقون كذا ؟ ترا الأسباب أتفه من النتيجه اللي انتم تتحملونها صدقيني ..وش زينـه التّفـاهم ,
أخَذت نفسّ من أعماقها تُكتم من شعورها الكايّد و ما تشوف الا صيته قدامها تقول الحكّي اللي تركها تستتفـه أسباب بُعدهم رغم الحاجه : يبيني أروح معـه ,
اتنهدّت صيـته لثواني تفكّر في الحكي , هو يبيها لأسباب و منها سبب أبوها اللي ودّه يقول لها عنّه و بنفس الوقت هي تلمح فيها التردّد : و إنتِ ودّك ؟ ,
رَفـعت كتوفها بعدم معرفـه تحتار ما بين نفسها و شعورها : م اعرف ..بس هو قال ان التأخير ما كان بيدّه ,
ابتسمت صيـته بخفيف : دامه قال لك كذا صدقيه لأنه فعلًا عذبي يصدق دايم ..عذاري ترا هو م اعطى اعذاره الا لك انت و ترك الكلّ و طلع لك انتِ ,
ما ردّت عذاري تناظرها بهدوء التّفكير , الاحتياج لشعورها معه و من اشتدتّ ابتسامه صيته تناظرها : و الحين ينتظرك بعد ..تعالي شوفيه ان ودّك ,
ارتعشّ قلبـها للحظّه من أشرّت صيـته على الشبّاك لأنه هو الموجود لكنّ هيّ ودها بشوفه , ودّها باحساسه لذلكّ هي وقـفت تمشيّ خطواتـها له و من وصـلت هيّ أحنت راسـها تلمحه بالبعثره نفسها اللي تركها فيـه و بالشّكل نفسه اللي ترك الجميـع فيه لأجلها هيّ ..
رفعَـت صيته يدها تمسح على ظهرها بهدوء تهزّ راسها بابتسامها : يلا , البسّي عبايتك لا تتركون نفسكم للطاقه هذه ..مب أزين لكم و إن كان بينهم زعل راضوه بالحكّي مو بالصدّ ,
احتـرقّت محاجرها بثوانـيّ يفيض شعورها له , ودّها و اشتياقها له و من قربت منها صيته تضحك بخفيف : يلا يلا البسي عبايتك ,
التـفتت تآخذّ عبايتها من المعلاق تلبسـها , تقرب من السرير تمسكّ بالجواليّن اللي هو تركها تضمن فيه جيّته لها و من جمعتها كلّها داخل شنطه وحده تلبسها هيّ قربت توقـف يسار صـيتّه مره ثانيـّه لكن هالمره تعابير صيته ما كانت مسروره انّما عقدت حاجبينها من شافتّ الحكّي اشتدّ بينهم , ملامحهم و ذرّات الانفجـار بصُهيب ظاهره لها بوُضوح و على انّ صمت عذبي هالمره سايدَ لذلك هي تجهل سبب غضـبّه منـه ..
أحنت عذاري راسـها تناظرهـمّ و ما مرّت الدقيقه الا و سُمعت الشهقّه من صيـته و ارتجـفتّ كلّها هيّ من المنظر , من الكـفّ اللي آلم جوفـه قـبلّ وجهه هـوّ رجّـف كلّ كيانها بلحظّه اقشعرّت كلها , نشـفّ دمها من الخـوف و لأنـه ضُرب أمامها هي م تستوعبّ وش السبب اللي تركّ هالنتيجه تُشهد قبالها , تصير بينهم و لأنـها للحظّه كلّـها ودّها به , ودّها قُربه بهاللحظه هي التفتت تبي تنزل لو ما وقّفـتها صيته اللي باقي تناظر الشبّاك بصدمه : لا تنزلين انتظري ,
هـزّت راسها بنفيّ مباشـرّة تنهزم لكـلّ اللي تحس به , تحترق محاجـرها دموع و من نبرتـها الراجفه هي باقي م تصدق اي شي لكن تبيه , تبيه هو ما تبي غيره لأنـها شافت ارتخاءه , خموله و ماكان له ردّة فعل هيّ خافت عليه أكثر : أبيـه ! ,
رمشـت صيتـه تستوعب خروجه , التفافه و خروجه مباشرة من الباب و اتنهدّت يتقطّـع قلبها كله عليه , تغضّـب أشدّ الغضب من صُهيب و من شافتها هي تركتها تمشـي خطواتـها للدرج و ماكان من عذاري الوُقوف انما لحقتها تتبع خطواتها , تتبـعها لأنها تبيـه ..
وقّفت خطـوات صيـته بنصّ الدرج من شافـت مقابلها صُهيب اللي كان يبي يطلع لكنّ وقف هو بعد من شافـها , من لمح بعيونـها الغضّب و التّكبت الفظيع هو درى انها شافتـه , انها درت و من لمح خلفها عذاري اللي دمـوعها هلّت بلاوقوف تناظره , وقفت خطوتها خلف صيـته تخاف النّزول لكن ودّها تنزل لو انّها م تدري وين , لكنـه هو مب موجود و هي ودّها باللاوجود اللي يوصّلـها له رغم كلّ شيء لذلك نـزلت تكمّل الدرجـات كلّـها تركضّ له ..تتبـعه بكلّ شعورها قبّل خطواتـها لأنها للحين م تدري هيّ شلون تمشي , شلون م وقفت خطوتها من قوّ الموقف اللي صار قدام عيونها ..
وقـفت صيته لثوانـي طويلـه تناظره بصمتّ خلـفه كثير الكلام , م تدري هو شلون طاوعه قلبه على هالشيّ رغم انها اتكلمت معه و كان بها أمل كبير من تركتهم مع بعض وحدهم لكنها تندم انها تركتهم الحين , هي م قدرت تحمي عذبي من صهيب و لا تحمي صهيب من من نفسه الطاغيّه..مالتّ كلها بانكسّـار مؤلم تنطق بنبرتها الباكيّه : شلون قـوّاك قلبك ؟ ,
ما ردّ يحني راسـه يخجلّ فعله , ينـدّم و يشدّ على قبضتـه للحيـن هو م يصدق نفسه و لا يستوعبها لكن يدّه تحرقـه , تألمّه و جبروتـها شبيبّ بصدره , رفعت يدّها تمسح دمعتها الحارّه لأن الكلام كثير لكن ما يطلع , العتاب كثير و الغضّب اللي حرق دمّها كله داخلها لكنها تعجز تقوله و ما كان منها الا كلمّه وحده قبـل تكمّل الدرجات و تنزل عنـه : يا قلبـك الجبّار ي صُهيب ..يا قلبك الجبّـار ..
و من مشَـت تتجاوزّه تتركـه وحدّه بخيّض الحروب القتاله داخلـه هـوّ انتهى كلّ استيعابه من رفـع كفـه يناظره , يدّه و احمرارهـا يتمنّـى لو انّه انشلّ كلـه قبل ما يصير هذا كلّه , اتمنى لو انه كان طريـح فراشّ و تعب عذبيّ كان فيه هو لأجل م يقوّى و لا يتجبّـر مثل ما صار رُغم انه ما نطق بكلمـه و كان منّه السكوت , ما جاوبـه الا ان قلبـه اتجبّـر هالمرهّ و على لاشيء من الحروف , رفـع يدّه يقبضـها مره ثانيّـه يرفعها يعضّها ندم , يعضّ ندمه للشّعور القتّال اللي داخـله ..
_
خَـرجت بقلبها هيّ تدورّ عليه , بحواسـها و بعيونـها اللي تعجز تبصرّ من احتراق محاجرها دموع هيّ ماعادت تستوعبّ و كانت تدوّره , كانت تلتفتّ حولها و تلتوّي كلّ ضلوعها بكلّ مره تتذكّر اللي صار , الموقـفّ و عتـابه , طلبه لها و رغبـته بإنه يحاكيها هيّ كلّها صارت تلتوّي بضياع حول نفسها , تنهـزّم بكلّ جسدها تجـهشّ البكاء للحدّ اللي تركهـا تهمسّ باسمـه هو فقط , تهمسّ ودها تعرفـه وينه و ودّها تروح له لكنّ ماعاد لها تفكير من بعد الشعّور هـيّ كلّ قلبها يبي يركضّ له , يبـي حضنّـه و يتـوقّ لـه أكثـرّ تجـيّش المشاعر له هو بكلّ الرغبات ..
وقفـت صيته خلفها تسحبها لحضنّـها و من انهزمت اكثر تبكيّ , تعاب على صيته لانها ما تركتها تلحقـه : ليش ما خليتي الحقه ! راح ,
بكتّ صيـته بحرقّـه م تستوعبها على كلّ شي , كلّ اللي صار و علـيهم , تبكّي على عذبي , عذاري و صُهيب و الحال اللي هم عليه : ما كنت ادري انه بيروح ..ما كنت ادري انه بيصير هالشي ..
هـزّت عذاري راسها بنفيّ تقتلها الدّموع , يقتلها الشّعور و تطريّ ببالها " لو " كثير , لو النّدم اللي لو هي ما أقفت عنه بلحظه ماكان هو خرج من عندها , ماكان احد درى بوجوده , لو هي وافقت تروح معه ماكان صار هالشي و كانت خطوتها بتكون مع خطوته خارج هالقصر : أبي أروح له تكفين ! أبي أشوفه ..أبيـه ,
شدّت عليها صيـته للحظّه ما تدري عن شي , هو وينه و وين راح م تدري هيّ عن شي : ويـنه ؟ وينه هو م ادري والله ,
ابتعـدت عنها عذاري لثواني بتفكير , تحاول تستجمع شتات فكرها و استعيابها ,تحاول تعرف التّصرف , مسحت صيته على شعرها : اتّصلي ! شوفيه اكيد بيردّ عليك ,
هـزّت عذاري راسها بنفيّ تبكيّ , تبكّي بحرقـه شديدّه تشـقّ صدرها من كتمّ الانفاسّ اللي تحسّه : جواله معيّ ..جواله معي م اقدر , أبيـه ,
بكـتّ صيـته على بكاءها اللي قطّـع قلبها و من انهيارها أمامها بلحظـه هيّ شدّت عليها بحضنها مره ثانيـه : وين تروحين له ؟ وين قوليلي و أنا أوصّلك له والله أوصّلك ,
رفـعت عذاري راسها لها تهزّ راسها بنفـيّ برجاء : ندوّره ..ندورّه نشوفـه وين ..نروح كلَ مكان نشوفه ,
مسَحت صيـته وجهها بكفوفها تبعدّ النديّ اللي ترك شعرها بوجهها , رفعت عذاري يديها تمسح دموعها و ترجّع تجاهدّ نفسها تستجمعها لأجله , تستوعبّ آخر مكان كانوا فيه و آخر شعور كان معه بليـلة وحده : نروح ..نروح أنا أوصّلك له بس خذيني ..
_
خَـرج سـهم من القـصر يمشيّ للبوابـه الكبيره لأنـه هو جاء معّ همام و بعدها طلـب ان سيارته توصله هي بالفعل وصلت له بنصّ العزيمـه و لأنه وقفّهـا قبال القصر هو يمشي الحين لها , ما يوقّف اتصالاته على عذبي و يقلق أشدّ القلق عليه من بعد قهره , تعبه و الحكي الل كان بينهم مُستحيل يبقى قلبه متطمّن اذا ما شافه هو و لأنـه اشعار الشاحن وصل له هو اتنهـدّ للحظه يهمس لنفسه " على خير ي عذبي ..على خيرر " و من دخّـل جواله بجيـبه هو سكنّ كلّه يلمـح البنت اللي قدامه , تشيـل بأياديها ورود و شنطـه و أكياسَ أكثر منها , أكبـر من طاقتها و لا لفته الا لأنـها تقاوم المشيّ , صوت الكعبَ اللي صدحّ فجأة يمرّ من يمـينه و هو متأكدّ ان البوكيه يغطّيه عنـها هي لأجل كذا هي خرجت تمشي م تشوف احد , ما تدري ان مب كلّ الرجال خرجوا و لان دهام خرج هي خرجت دون شيّ يسترها ..فُسـتانها الحكلّي و كعبـها الأبيضّ هم الشيّئين اللي يلمحهم و لا يدري هو كيف لمحها لجُزء من الدقيقه ثمّ صدّ يحسّ على نفسه , يخضّـع نظره مباشرة ينتظرها تمشي عن دربه لأجل يآخذه وحده هو بـعدها و بلحظّـه وحده كانت هيّ تحاول تقاوم سقوطها , تحاول توازن جسـدها لكن عجزّت تسقط على الارض , يرتميّ الورد و الاكياس و صدحّ صوت الشنطّه اللي كانت بيدّها و من ناظرها بلاشعورّ منه يسمّي عليها : بسـم الله عليك ..
اتوسّـعت عيونها بصدمه رغم انّها كانت تتذمّـر بشكلّ ملحوظّ , تبكّي صوت دون دموع لأنّـها تعبت تشيل الأغراض لكنها طاحتّ بالنّـهايه و من التفتت تشوفـه , تتقابل عيونـها مع عيـونه عن طريق الخطأ هيّ وقّفـت حكّي , تمتمه تناظره و لانه استوعبّ نفسه من نظراتها هو صدّ مباشرة يعرفها , يميّـزها لأنهـا هيّ نفسـها اللي التقى معها اكثر من مرّه , شافها هو لكن ماكان اللقاء لقاء عيون بالنسبه لهم و من رجع يخضَع نظره هو التفت كلّه بكامل جسده : اوقفي و ادخلي بسرعه يا بنت خليني اخذ دربي و اطلع ,
سكنت ملامحها بذهول هيّ تعرفه تمامًا نفسه , تعرف انه " سهم " صديق عذبي أولًا ثم العايله كلّـها و من عقدت حاجبـينها تنقدّ عليه لان الاسلوب اتكرر عليها , بنفس الحدّة و الامر هيّ هزت راسها بنفيّ لنفسها هي اما هو ما يشوفها حتّى و من وقـفت تنحني لأغراضها تجمعـها هي اعتلى صوتهت بلاشعور منها تبكّي : الباليت انكسّر ! ي الله تعبت انا والله ,
هوّ سكنت ملامحـه كلـها من نبرتها الباكيّه على شي هو يجهله لكن من كلمتها هو استشعر اهميّته بالنسبه لها للدرجه اللي تركتها تبكّي , ترفع صوتها و من ابتـسم يسمع باقي حكيها " من اول اقول لهم ساعدوني محد طالع بوجهي " و بالاخير من قالت " من اول اطقطق على اريام لانها مو عارفه تمشي بالكعب و الحين انا طحت..استاهل احسن ي نور " , نطقّ هو بحده ينطق دون لا يلتفت : بتجلسين تتحلطمين لين بكره ؟ عجّـلي ابي امشي ,
عقدت حاجبينها مباشرة تنقد تعدّل وقوفها تنطق بحده : اص ..ما تشوف وش كثر الاشياء ؟ لا تكلمني بصيغه الامر لا انت لك حقّ و لا انا اشتغل عندك ! ,
رفَع حاجبـه من حكيها , غضبها و كلامها و من قالت له " اص " هيّ تسكته فعليًا ما تخاف , اتنحنح يهزّ راسه ؛ روحي بيتكم انا اجيبها لك ,
سكَـنت ملامحها تستغرب منه , رغم انها عصّبت هو بيشيل اغراضها و من طال سكوتها كانت كلمة منّه مفيله بانها تحرّكها من ثبوتها : عجّـلي يلا ,
هو حسّ بحركتها , باختفاء حسّها و السكون اللي صار بعد صدحّ كعبها هو درى انها راحت و من التفت بعد ثوانـي يناظر الاغراض اللي تركتها كانت - كلّـها - هي ما تجامل تركت كلّ اغراضها له هو لاجل يشيلها و من تمام بالاستغفار يقرّب هو لمح كل شيّ كان سليم الا شي واحدّ هو رفـعه ليدّه بعد م انحنى يهمسّ بهدوء " البالـيت " هو اللي بكّاها مجرد لوح به ألوان و تافه بنظره لكن بنظرها هيّ بكّاها , زعّلها و سرعان م ابتسم يتذكرّ كلامها , يدخل الباليت بالكيس و يحمّل كل الأغراض يسير خطواتـه للقصـر اللي من قرّب هو لمح الباب مفتوح شويّ , درى انّـها هي خلفـه تناظره من فتحه صغيره و سرعان ما حطّ الاغراض كلّها امام عتبـه الباب يوقّف يعتدل بطولـه , يوقـف لثواني طويله يتأمل الأغراض ثمّ رفع عينـه لأسفل فتحه الباب اللي لمح منها كعـبها الابيضّ , طرف ساقـها و لانه من البدايه هو ماشاف الا هيأتها دون وجهها ماكان يدري انّ الصدف تصير معهم هالقدَ اللي تقدر فيه تآخذه , رغم سرعه غضبها و عدم سكوتها الا انها تعجبه حتى بأسلوبها و من التفتّ يمشيّ هو رفع يده يمسح على لحيّـته همسّ لنفسه : والله ي بنت آل فارسّ اني عاهدت نفسي لا صارت الصدفـه بعدها اني بآخذك لبيتي عقبها ..
خَـرجت بعد م اختفى عنها تستغرب منه , من خدمته لها و هيّ اللي طوّلت لسانها عليه و هيّ اللي طلبت سكوته رغم ان غيره يغضّب هو ما اظهر هالشي لها ابد , احنت راسها تشوفه دخّل الباليت بشكل مرتـب سكنت ملامحها مباشرة : هذا الرجال غريب ! لو انه شاهـر كان كسرني انا بدل الباليت لو قلت له كذا ..
-
-
مـزرعة آل فارس اللي وقّـف عندها دهّـام يوصل لوُجهته اللي طلب من عمّـه بإنه يآخذها لأجله , نـزل هو يقفّل الأبواب بعد ما دخل سيارتـه , طلب من الحارس م يخرج من غرفـته و فتَـح الكشّافات و من رجع لسيـارته , جهتها هيّ و بابها هي اللي كانت تنتظره يفـتحه لها : يـلا تعاليّ ,
التفتت تناظره بعجزّ تام , من الفُستـان و لانها تدري ان الكعبّ يصعّب حركتها , ثباتها بالأرض هيّ ناظرته بسكون تنتظره يساعدها و من ابتسم بخفيف يفهمها هو مسكّ بيدّيـنها ينزلها معـه , توقـف قباله و من رفـع يدّه لكتـوفـها ينزّل عنها عبايتها : الحارس م بيطلع ..خذي راحتك أكثر ,
طاوعـته لأنه هو اللي كان يشيلها عنها , يحرر كتوفها منـها و يكشفها له و من حطّها بالسياره هو رفع يده ينزل عقاله , شماغه و طاقيته يدخلّها بالعقال يمشّـي يعلقها على النخلّة و من رجـع لها يبتسم من شاف ملامحها المذهوله من المكان اللي جابها له : جينـا لأجل الريـم و الأبهر ,
هـزّت راسـها بإيجاب تشد على جوالها اللي بيـدّها و من قرب منها يمسك بيدّها يمشّيها معه , يراعـي مشيتها , ترنّحها و ثقل الفستان عليها و يبتسم لأنـه يشوف بالها مشغول , يشوف تلعثم عقلها رُغـم الهدوء و انها تسمح له بالقُرب الا انه باقي م يحسّ ان القرب مسموح له بعد , أخذ نفس عميق يناظر أمامه و خطواته : وش اللي شاغل بالك ي الغزالـه ؟ ,
ناظـرته لثواني بتفكير , من انها تمسك بيده و اليدّ الثانيه بجوالها تمسك و بالفستان كذا كان كثير عليها و بالفعلّ هي بالها مشغولّ بشيء واحد : أبي أسألك سؤال بس ما تضحك ,
هـزّ راسه بإيجاب م تختفي ابتسامته ابدّ و هو يمّها , بهالقُربّ اللي هو يحبّـه : اسـلمي ,
وقـفت خطواتها لثوانـي و من حسّ فيها هو وقف يناظرها , يلتفت لها ترفع يدها ترجّع شعرها للخلف بيدها اللي مساكه بالجوال : يضايقك الجوال ؟ آخذه أحطه بجيبي ,
ناظرت جوالها لثواني و هزت راسها بإيجاب تمدّه له و من أخذه يحطه بجيـبه يرجع نظره لها , طالت ثواني سكوتها بتفكير هو يشوفـه لكن بالنهايه هيّ حررت حروفـها من قيدّ عقلها : إنت قلت لبابا يسألني اذا ابي ابصم قبل ما نعقد ؟ ,
ما ردّ يناظرها بهدوء مذهول لأنها سألته و هو م اتوقّع أبدًا منها هالسؤال , كمّـلت بهدوء تشرح : هو سألني و ماما قالت لي انك انت اللي طلبت من بابا صح ؟ ,
أخذّ نفس عميق يهزّ راسه بإيجاب رغم انه ما كان يبيها تدري , كان يبيها تاخذ حريّه تفكيرها بنفسها بهالموضوع و من رفعت حاجبينها تُذهل : طيب انت كنت تدري اني بأوافق ؟ ,
مـدّ يده الثانـيه لها , يرجّع شعرها للخلف لان السؤال جاء بمحلّه و بالتخوّف اللي كان فيه بانها تأجّل لكن هي ما أجلّت , هيّ اختارت قُربـه و عقدهم على توترها , لعثمتها الصعبه عليها و لأنّ قـلبه ماعاد به صبر تحمّل اكثر لا للفكر و لا للجواب كانت يدّه تتمرد على شعرها , اطراف وجهها توترها اكثر : كنت ابيها من عندك دام السؤال كان طلبك من يردّك ؟ حقـك و القرار كان منك ..
ما ردّت تناظره تتوتّر كلها من يدها اللي وسط كفوفه و يده الثانـيه بشعرها , طرف وجهها يمسح بابهامه بلُطف و من ابتسمّ يمشّيها : يلا تعالـي ,
مَشت معه هيّ لكن ما قُطع تفكيرها , ما انتهى استيعابها لجوابـه باقي و من استوعبـته , هو عطاهـا اللي كان ودّها فيه لكن محد كان يفهمها بهالشيّء و لا اهتمّ لنفسه كثـرها هيّ لذلك هيّ بلحظه مدت يدّها الثانيـه ليده تفكها عن يدها و من التفت يناظرها يستغرب هيّ ماكانت تفرقّ اياديهم لكن كانت تعدّل يدها بيدها , تشبكها مع يده ما تترك يده الوحيده هي اللي تمسكها لان هي ودها بعد تمسكه مثل ما هو يمسكها و ابتسـم هو يكمّل مشيه , ما ودّه يوترها لكنه بأقصـى شعوره هو الحين معها , مع حركـاتها و محاولتها لقُـربه ..
وصـلوا لسيّـاج الخـيل , مشوا خطواتـهم يمرّوا ع الخـيول كلّـها بهـدوء الى ان وقفوا عند الأبـهر اللي اعتلّى صهيله من شـاف دهّـام اللي ضحك مباشرة و كان يبي يتقدمّ له لو ما اتراجعت اريام تهزّ راسها بنفيّ تركته يسكن : ما ودّك تقربين منه معي ؟ ,
هـزت راسها بنفيّ تكرر لان شعور الخوف منه باقي موجود , هو يتهوّر بحركاتـه كثير و هي تخاف من الحركات المفاجـئه منه : هو يقرب فجأة و أنا أخاف ,
ابتـسم دهّام يتذكّر آخر حكيه مع الأبهر يوم شافـه يقربها , يوم شافـه شديد القُرب منها و هي تشتكي له عنّه " أحبك تدري ؟ لكن لا شفتك تقربها قبلي بأكسر عظامك " : لا تخافـين هو أخذّ الحكي مني ..م يقربك انت اللي بتقربيـنه ,
اترّددت للحظـه لازال قلبها يُرهب من شعوره , يخاف من حركات الأبهر اللي قرّب منهم يخرج راسه لهم لكـن من اتمسّك فيـها يقربها منه , يتركها قدامـه و من مسك بيدّها و اليد الثانيـه كانت على كتفها ابتسم هو : لا تخافـينه ..أنا معكّ ,
كانـت تخاف , قلبـها يخافّ و شعورها يرجّف من حركات الأبهر , حركاته المُفاجـئه لكن كانت يدّ دهام ماسكه بيدّها , تمدها لها و ودّه لو هي تمسح على راس الأبهر بقُوّتـها مب بإجبـاره هو و مسكته ليدّها , قرّبـت منه لحضنـه تحاول فيه هو لأجل تسحت يدها من وسط قبضتـه و من شدّت بيدها على جيـبّ ثوبه العلوّي : دهّـام ! ,
اختـفت ابتسامته يفيضّ شعوره , يسحـبّ يدها له , لصدره و ماكانت قبضتها الا على ابهامّه من شديد خوفها , رفعت انظاره له تشوف ملامحـه الخادرّه , عيونـه لها و بيدّها اللي بجيبـه : معـي ! يدّك مع يدي نمسح عليه ؟ ,
اتضاعـفت نبضاتها بشكل مُفرطّ مثل شعورها يمّه , بحضنـه و هو يحاوط اكتافها له , يشدّ على يدها اللي بيده و من التفتت ترخـي يدها عن جيب ثوبه تصيـر امامه , هو خلـفها ممسكّ بها لأنها تحتمّي به , بحضنه و يدّها مع يـده تمسك به : طيّـب ,
اتمسّـك بيدها يمدّها للأبهـر , يمسَح هو قبلها عليه يطمّنها بالفعل و من بعدها هيّ مدّت يدّها تمسح عليه تبتسم من جمال الشّعـور , احساسها بملمسه على كفّـها هي ضحكت بخفيف , أحـنى راسـه يميّله لها يتأمّل ضحكتها , ابتسامتها و ملامحها اللي حافـظ تفاصليها من صغرهـا , مع كل تغيير فيها هو كان يعيدّ تأملّه لها و من استوعـبته هيّ سكنت ملامحها تناظره , تشـوفه ساكـت للدرجه اللي توترها و لا عاد تشوف فيه الا نظراته لها و ماهي ثوانّـي الا ارتدتّ للخلف من حركه الأبهر اللي ارعبتها تركتها تسحبّ كفها منّـه , و من ابتسم يحضنها لأن ماكان لها الا صدره تحضـنه , تشدّ عليه و من ضحك بخفيف يتمسّك فيها , يرفـع يدّه ليدها يتمسك فيها يطمّنـها يرجع خطوتين للخلف : خلاص الابهر بعيـدّ عنك ,
رفـعت راسها تآخذ نظره له , ثمّ التفتت تناظر الأبـهر بخوف تنقدّ عليه لأنه - خوّفها - مثل كلّ مره : آخر مره اجيك ي الابهر ,
رفَـع دهام حاجبه يسمعها م يصدّق , يضحك من كلّ قلبـه لأنها نقدها بانها م تجيه لكن من شافـته يضحك هي نقدت اكثر كانت تبي تبعد عنّـه لو ما سحبها يرجّعها لحضنـه يهز راسه بنفيّ ترتخيّ ملامحه : لا لا ..قلنا ان الابهر بعيد و قلتي انك م بتجين له مره ثانيه لكن حضني انا اقربـيه لا تبعدين ,
ما ردّت تناظره بهدوء , من اختفاء ابتسامته لارتخاء ملامحه ثمّ من اتخـدّرت كلها لها , لملامحها هو ماعاد يقاومّ بُعده عنها اكثر ودّه بأكثر من هاليدّ اللي بيده , ودّه اكثر من هالجسد اللي بحضنـه , همسّ بخفوت لها لان مافي الا هم , حسّـهم هم اللي له وجود بهالمكان : البارح تقولين حضن عمّي و الحين انتِ بحضني ..تقوليـن انك تمسكين بجيب عمي و الحين تمسكين بجيبي وش يعني هذا الحين ؟ ,
ما ردّت ترتجفّ مشاعـرها كلّها , ترتـجف بقلبها لأن هالقُرب منه و النظرات مو عاديـه و أبدًا بالنسبه لها , أخذّ نفس عميق يثـبّت ملامحه الخادره كلّها لها و انحنّـى لها مباشرّه يآخذّ من شفّـتها عَسَـله , يقبّـلها لثوانـي كانت كفيلّه تخفي حسّهم , تقطع أنفاسـهم و لأن القُـبله كانت أوّل سُطـور الحُبّ , أوّل مراحـل للحُبّ الجسدي ماكان وعيّـهم موجـود بالقُبـل , ماكان للواقـع مسؤوليـه غـير قُربهم و لأن الإجابـه كانت منها بحركاتها , كان جواب " وش يعني هذا ؟ " هيّ يدها اللي تشدّ على يده , جسدها اللي اختار حضنـه كمهرب و لانها احتمت فيه هذه دلالات الحُبّ بالنسبه لها و ماكان هذا الا جواب له , راحـه بانه يقربها بعد كلّ هالصبر و التّمنع اللي كان منّـه لأجلها حصاده منها كان يستاهل لأنها كانت تبادله كلّ الشعور و ماكان ختـام القُبل اللي أخذت من وقـتهم و وعيهم دقايق الّا شديدّ حضن من دهّـام لها , كانـت يدينّ حُبّ و أذرع احتواء منه لشعورها , خجلّها منه و لأنها اتلوّنت كلها بشعور الخجّل هو حضنها يخفي ابتسامته عنها , يحاول يعطيها راحّـه الشعور اللي حسته معه ..
-
-
شوارع الرّيـاض اللي اخترَقـت نسايمها شبابيك السيارة اللي داخلها صيته و عذاري ينتظرن وُصولهم للوجهه , للأمل اللي متمسكه فيها عذاري و هو " الفندق " , ما جفّت العـين من دمعها و لا اختفى صوتّ البكيّ و ماكان هالشيّ بالنسبه لها الا عذاب , حاولت صيـته تهدّئ لها نفسها لكن عيّت النفس تهدأ , عيّـت العيون تجفّ و عيّا القلب يسكن ..ما كانت تهدأ رُغم محاولاتـها بإنها تمسك نبضّـها , تستشعر شعوره لكنها عجزت لأن هالمره حاجتـه هو لها أكبر من حاجتها هي له ..هالمره ماكان الشيّ تافـه مثل الأسباب اللي قبل و لا رضى القلبّ باللي صار , هـيّ شافت هدوءه بعدّ ضجيج التعب و المشاعر , هدوءه بعد ما وُسمت كفّ أبوه بوجهه و لأنه ما ناظره , ما رفع راسه هو مشى دون شيّ و لا تلومه على خروجه , ما تلومه على روحتـه عنـها , خروجـه و تحملها هالشيّ للحين هي م تدري كيفّ قلبها للحين ينبضّ لأن كلّ شي فيها اتوقف فعليًا ..
وقـفت السيارة أمام الفُندق و لا انتظر قلبها أكثر , م انتظر الواقع سؤال من صيـته اللي صوّتت باسمها لكن ما كان منها ردّ او استجابه لان خطواتـها دخلت للفُندق بسرعـه..اتنهدّت صيـته لثواني تفتح بابها تنطق بكلمه وحيده للسواق " انتظر هنا " و نزلت مباشرة تلحق عذاري , رغم ان خطوات عذاري كانت سريعه الا انها حاولت بكلّ قواها انها تلحقها , بكلّ أنظارها حاولت م تضيّع دربها عنّه لان عذاري تمشي بجنون مُستحيل كأنها حافـظه دربه بقلبها لان مستحيل عقلها يستوعب هذا كلّه ..و من وقـفت صيـته في نهايـه الممر بذهول تناظرها , تناظرها شلون هيّ نزلت النقاب عن وجهها , شلون تمسك بمقبضّ الباب تسندّ راسها على الباب , تدقـه لحظه و الثانيه هـيّ ترفع راسها تحاول تآخذ أنفاسها و تسمع منها اسمه , تسمع اسمه و هي تناديـه بنبرتها الرّاجـفه و بكلّ مره تشوفها هيّ قلبها يتقطّع اكثر , على الحال اللي هم فيه ببدايّة حياتهم و تجهل القادم منها..
قرّبـت صيته خطوتين تناديها بهدوء تحاول فيها لكن ماكان من عذاري الا انها تهزّ راسها بنفيّ , يتضاعفّ نداءها لعذبي و دقّها للباب و لأنها مُصرّه وقفت صيـته بمكانها تهلّ دموعها من جديدّ عليها , ماكان اللي تشـوفه سهل و لا كانت الصورّه عاديّـه لأن اللي تشوفه ألـم ، حاجـه و خوف كلّها اتصوّرت بعيونـها بصورة مؤلـمة .. سكَـنت صيـتّه من سمعت صوت الباب ينفتـح و من شافـتها دخلت مباشرة تختفيّ عن أنظارها , عن الممر كلّـه تدخل من بابه و من سمعت صوت الباب يتقفّل وسـط السّكون بالليّل هي اتأكدت انه عذبي , انها لقته و لا ماكان هالشيّء صار , التفتت تحاول تمسح دمعها بعشوائيه تذكر داخلـها ب " الحمدلله " و تتمتم بالكلمة لأنها لقته , لأنه فتح لها الباب و انهم مع بعض الحين , هي تدري ان العيونّ ما تجفّ رغم اللقاء انّ التّعب ما يُداوى و انّ العـذاب موجود الا انّ راحتها و هم مع بعضّ اكبر من راحتـها و هم مفترقين بكثير ..
_
هـيّ كانت تسندّ راسـها على بابه , تتمنّـى لو انه داخل و يفتح لها و تنادي باسمـه رغم انها هي للحين م تدري اذا هو داخل او لا , م تدري لكنّ قلبها مستعدّ يلحقّ أيّ وُجود له من اللاوُجود و لأنّ هالمره خطواتها ماكانت بواعيّ عقلها , كانت بقلبها ..كانتّ تدقّ الباب و حارقّ دمعها يحرقـها , كفّوفها ترجـف و ماعاد لها نَفس لأن صدرهّـا كلّه انشّق من بكاءها لساعات هيّ م وقفت , ما كان لها قوّة لكن تستجمعها كلّها لأجلـه هو ..رفَعت راسها تآخذّ النفس تحاوله رُغـم صعوبـته و من رجعت تسنـد راسها على الباب , تشدّ يدّها على المقبضّ تهمس باسمه , تناديـه و لا ودّها بأيّ شي غيره م اكتملت الدقايق الا بفتح الباب , الا و ظُهوره هو خلفـه و لأن ملامحها سكنت للحظّه تناظره , بشُـورته هو و تيشيرته كان كلّه ماء , كانّ كلّـه يحترّق نار من الاحمرار اللي تشوفه عليه و من انّ شكلـه مبهذلّ بشكلّ م يسّر , بشكل م يطمّن هيّ هلّـمت له بخطوه وحدّه كانت كفيلّه بانه تردّه للخلف من تعبـه ماكان له قوّه حتّى يتمسّك بخطوته على الأرضّ , حضـنته تشدّ عليه بكلّ قوتـها اللي كانت فيـها باقي من حيلّـها , قفّـل الباب من بُعده و لأنّـها اتمسّكت فيه هيّ بشدّه , تبكّي بحُـرقه قلبها قبل دموعها هوّ ارتخى كلّ جسـده بلاشعورّ , يحبّـها و يبيها و كان ودّه بهالقُرب لكن ماكان له حيـلّ من تعـبه , من اللي صار و وواجهه هو كان شديدّ التعب و لأنـه ما حسّ على نفسه الا على آخر دقيقه يسمع صوتـها هو قاوم تعبه , جسده الثقّيل و راسـه و وقف على حيله لأجلها , لأجل يفتح الباب ..
شدّت عليه بكُلّ قـواها , كفوفها انتهـت رجفتها بتشيرتـه اللي ما رُحم من قبضّتها , كـتفه من ذقنـها و لا كان له حُريّـه النَفَس لأنـها أقوى من كلّ الأنفاس , حَـياة ما بعدها نبضّ و قـبضّة منها كانت كفيلّه بإنها تبقيه واقف للحين يقاوم سُقوطـه لأجلها و و من رفـع يده يحاوطّ ظهرها من الخلفّ هيّ ارتعـشت كلّها يزيدّ بكاءها , كلّ ذكراها له , معـه و عليه لأنّ قلبها م يرضيـه هالشيّ هي كل حواسـها ما رضت و لأنـه مسَح على ظهرهـا يحاول يسكّنها , يهدّئ نفسها الباكيّـه قبل جسدها هيّ ما تركت كفوفها تشدّ أكثر ..هيّ ارتخت كلّـها ترخي كفوفها عن ظهره ترفعها لأكتـافه , تمسح على رقـبته وجهه بكُـفوفها هيّ رفعت يدها له ، لحيـته ، جبـينه و كلّ جُزء هيّ اتحسّسته تحاول تستوعـب حراراته ..ما تدري هالحرارة منـها أو منه لكن م يهمّـها لأن وُجودها الحين مع جسدَه أهمّ ..تناظر عيـونـه المحمرّه بتعَب , تناظر كلّ أجزاءه و لا ردّها شيّء الحين تقرّب له تقبّـل أجزاءه , جبـينه , أسفل عيونـه و طرف شفـاته و من استوقفّها يهزّ راسـه بنفيّ للحظه هيّ سكنت ملامحها تتركّ كفوفـها على لحيـته تمرر ابهامـها تستغرّب من رفضه لها " بتمرضيـن معي " لكنّـها ما وقفت انّـما ناظرته لثـواني تتركّ شفّـتها تلامسّ شفـته م يهمّـها المرض , م يهمّها التّعب و اللي تبيه الحين قُربـه هو ..تطمّن عليه و من طالـت ثواني قبتلها لهّ هو شدّها له و أخـيرًا , يشدّها لحضنه يآخذها له تسند راسـها على صدره , تسمَـع نَبضـه لدقايقّ طويـله ماكانت تفارقه , تآخذّ أنفاسها المقطوعه من ساعات وسطّ حضـنه , بين ضلوعـه على مسماعها بنبضـه و لا ودّها تبتعدّ عـنه , تحسّ بحرارتـه و يحسّ هو بشدّها , ودّها بحرارته و ودّه بشدها له , هم على قيدّ النّـار يحترقون يبادلون شعورّهـم , الحـاجّه , الشوق و التّعب كان بالنّسـبه لهم عذاب القُرب و هم يرضونـه...
_
فَـتح عيـونه بتعبّ شديد , بمقاومه شديده تحرق عيـونه و يحترق جسده كلّه من الحراره , من الثّـقل اللي يحسّه و لا كانت عيونـه بتقاوم هالشّي لو ما حسّ بكفوف على جبينـه , شعره تمسح عليـه و تسمّي عليه , كانَـت تمسَـح عليه و لا تدرّي اذا هو فيه وعّي بهالشيّ أو لا لكن من فتح عيـونه يناظرها , تستقرّ نظراتـه بنظراتها يتذكرّ كل أحداثـه أحلامه فيها , تهميش صهيب له ، جيّتـه لها و آخر فعايل صُهيب اللّي ما تركّه بخير فوقّ تعـبه..كان يتأمّل كيف عيونـها تحترق من دموعها و ملامحـها اللي ماعادت الا نديّـه , أهدابـها و كلّ نظراتها كانت له بشكلّ هو م يحبّ يشوف نفسه فيه لكنّ هي شافته , رقّـة كفوفها عليه ولا تتركه من ساعات هيّ على هالحال و من نزلـت دموعها تعلنّ..
-
-
-
بارت طويل كلّه مشاعر 🤍
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...