الفصل ٦٣

7.2K 116 27
                                    

يده تبـعده عنها تناظره بذهول توسّع انظارها : همام ! وش تسوي ؟ ,
ناظرها دون كلـمه ينتظر اجابـتها و بسمعون ضحك عذبي المكتوم , يسمعون خـفوت الضحكه منه تكمّل تجاوبـه : لا اكيد , مو بالمستشفى ي همام مو بالمستشفى ! ,
ابتـسم همام يناظر عذبي لثـواني و كمّـلت هي تنقد عليه مباشره تنذكّـر : و بعدين انا زعلانه عليك , تدري و ما تقولي تدري ي همام و ما تقولي ! ,
ريّـح ظهره للخـلف يمدّ ذراعـه على الكرسي خلف ظهرها يهزّ راسـه بنفي يتخارج من وضعه : لا تدخليني انا م يخصّني , بينك و بينه هالشيء انتِ أُخيتي و هو بوخلّي لا تدخليني بينكم ,
لفّـت نظرها لعذبي اللي كانت ابتسامـته تُخفى تدريجيًا من تقابلـت نظرته معـها , تبتسـم عيونه لها فقط يبيّن راحـته معها , بوجودها وانّ اخوها الحين قُـربها يدري انّ شـعور تحتواء القلب داخلها موجود و استـبعدت فكره الفقد لذلك هو كان سروره أكـبر منها بشعورها ,
اتنحنح همّـام يطلع جواله من جـيبه ينهي نظراتها لعذبي لانها ارتـبكت منه رغم فرحها انه بخير , انه موجود معها لكنها ارتبكت تلتفت لهمام اللي فـتح الجوال على صـوره أمها يوجّـه الشاشه لعيـونها اللي سكـنت للحـظه و سرعان ما تـغورقت بموجّ المـشاعر يرجفّ قلبهـا و يمتلي حنين للصوره , للشخص و لشـعوره اللي تفقده تمسك بالجـوال ترجفّ نـبرتها : أمّـي ! ,
سـكنت ملامح عذبي يناظرها كيـف اتبدّلت كل ملامحها , كلّ مشاعرها تعـتري ملامحها له تناظر همام اللي هزّ راسـه بإيه يبسـمّ بألم , بحـرقه ضلوعـه  يحاول يردع دمـوع يكرّر رمشـه لانّ ولـه العشرين عام ما مضـى , لانّ حـنينهم لهالشّـخص غلّاب بكل الاوقات و الاحـوال تنزل دمـعتها تحرقّ خدّها , تـحرق محاجرها تناظر الصـوره يوجعها قلبها , يوجعها الشـعور اللي تحسه الحين تجاههـا تناظر عذبي اللي نطـق بخفوت مسموع لهم : الله يرحمها , الله يرحمها و يغفر لها ,
رفـعت يدّهـا تمسح نازف دمعـها و كلّ شـعور فيها يرجف , كلّ جـزء فيها يرجـف و يرتعش قلبها بهاللحظه ما تقوى الابتسامه هي تشوفها بهمّام اللي يحاول يتمالك كل جنونه لأجلها , يتمالك وحشـة دمّ قلبـه على أمه لأجلها ينطق : وصلتني الصوره البارح , وصلتني و قلت اليوم عذاري لازم تشوفها ,
كان يبدّل انظـاره بينهم , يشوف فارق التعبير بينهم من حزن , حنين , غضب و اشـتياااااق و يدري بهم , يدري بشعور  كلّ واحد فيهم رغم الاختلاف بينهم الا انها نُقطه تضعف قلوبهم للحد المُـتعب و لان قلـوبهم الحين يسكنها - حنين - فظيع هو ودّه يواسـي , ودّه يمـسح على قلوبهم و يقرّب منـهم اكثر لكن وضعه ما يسمح و اسـتقرت هو عيونه لهمام اللي نطق يكمّل : اللي وصّلها لي ولد غازي ي عذبي , ولده الكبير مشهور ,
عقـد عذبي حاجبيـه يـشدّ عروق قـلبه بغضب تراوده سيناريوهات , تراوده احتمالات تجنّن عـقله اكثر يتذكـر قبل تعبه مباشره , يتذكّـر جُـزء هو متأمل منه و كثيـر ؛ شفت عزّ ؟ ,
هزّ همـام راسه بنـفي يرفع يده يمسح عيـنه , يمسح عينه ذاتها قبل تذرف دمـعه تضعفـه امامهم : مب موجود , طلع الفجر بمسؤوليته و خلَف يقول انه يدري وينه ,
لانّـها تبكي بصـمت و لانّ حنينها اجـتاح صدرها بصوره مؤلمه هي ماكانت تتوقع فيها انها رح تتألم فيها هالقدّ بكلّ مره تتذكر فيها زمانها معها , حنانها عليها و شعور الوُجـود وحده كان طــاااغي عليها هم ناظـروها ينهون حكيهم لأجلها , يشـوفها بعيده عنه و بالقُـرب من همام اللي قرب منها يحاوط كتـوفها يقبّل راسها بينـما هيّ شدّت على ثـوبه تضـمّه لها , ترجـف نبرتهـا مثل رجفّه شـعورها : اشتقت لها ! اشتـقت لها همّـام ! ,
مـسح على شعرها يكرّر يقبّل راسـها , يحني نظـره لها يلمح نديّ ملامحها و ثـقل اهدابها عليها من املـت بالدمـع , لمعت بسـوادها لمنظوره مثل ماهي تلمع بمنـظور عذبي اللي ودّه يتقدم لها , ودّه يآخذها عنه له و ودّه يضـمّها كلها له بدايـة من اهدابها لقـلبها , بداية من دمـعها لرجـفة وريد نابضهـا هو ودّه يآخذها عنده ما يغيّـب نفسه عنها بوجع قلبها هذا , ما كانت عيـونه تبعد عنهـا يآخذ كلّ حالها لعيونه , يآخذ كلّ دمـعها و تفاصيـل الحزن عليـها و لانه يدري انّ همـام بعد يحتاج هالقـرب منها , يحتاجون بعض هم كشخصين لهم نفس الشعور و فاقدين نفس الشخص اللي مات بأبشع الطـرق ..
_
نـزل من سيارتـه بصعوبـه شديـده لان بكلّ حركـه منه كان الالم يضربّ اجزاء جسـده , يضرب ضلوعـه و يحرقّ ذراعـه اللي بكلّ حركه منه هو كان يتمنّـع انه يشوفها او تخطف عيونه نظره للمكان لانه للحين م يستوعب اللي صار , م يستوعب الغـدر اللي من اهله لكنـه يحسه من مشهور , من ابوه و اخـوانه اللي محد منهم فكّر يزوره او يسأل عنه هو أيقن بإنّ كل شيء كان يصير هو كان غافل عنـه و معمي عن عيونه الحقيقه لدرجـه - الغباء - اللي سمّى نفسه به , التـفت يناظر وُقـوف السياره خلفه و نزول خـلَف منها يـناظره و يـترقّب حركته الجايه و و بالفعل ماهي ثوانـي الا و التفت يمشـي , يناظر المعرض من الخارج يوقـف وسـط الحشـد , الداخل و الخارج , السـعودي و الخليجي , العربي و الاجنبي كانوا كـلّهم غُربـاء عليه بحيـوات مُخـتلفه يتـدارك نفسه خلال دقيقه من وقوفـه الخاطئ يـدخل للداخل يآخـذ جسده للجُزء المحفوظ داخله , يآخذ عـقله للجُزء اللي سـلبه من نفسـه و الحين هالجُزء غايـب و غاب باللي يودّه , باللي يحبـه و اختيار كان برضـاه يناظر حـوله يقرأ الاسم اللي ببدايـه التّـحف و اللوحات " هـيام بنت شريان آل فارس " و يتذكّـر حضورها مباشره , ضحكـها و نجاحها اللي كان سـبب رئيسي في تعرّفـه عليها مثل م اتعـرّف عليها غيـره و كان لها نصيب معه يـوقف للحظات يتأمّـل واسع اللوحـه امامه بحجمها الكـبير , بمعناها و الشـعور اللي وصّـلته للناظريـن خلال فنّـها , الوانـها و تـداخل كلّ الاجـزاء ببعضها كانـت مثل الصـوره و أدقّ و لانـه حفظ هاللوحـه , اتحفّـظ تفاصيلها بيوم قبل او ايـام هو كان يجـي لهنا لأجلها و بالفعل حفـظها دون شعور منه او اراده انّـما كان تـعلّق لفتـره غشـت عن حياته مثل عيـونه التـفت هو يآخذ خطواتـه للوحه الثانيـه لكنه استـوقف خطواته يـلمح كبـير العمر , يلمـح قفى شريان و يميّـزه لانـه شافه من قبل اكثر من مره و لان ما بـه شخص بحيـاته شافه يبكي لأجل عياله الا هوّ ! كان يـشوفه يرفـع طرف الشماغ و نهايـته يمسح به نازف دمـعه من شـوقه اللي تعدّى حـدود كثيره من اوّل يـوم بغيابها , بـسفرها للبعـيد و للجزء الثاني من العالم هو صار يبكي لاجلها و خطى بـه الشوق للمتحف مثل ما خطي به هو ذاته , يسـتوعب نفسـه الحين و اخيـرًا انه بالوداع الاخير للشعور و التّعلق اللي هو فيـه و الوداع للغشـيان اللي صابّ قلبه من افتقاده لشعور الحُبّ هو الحـين زاحّ الغطاء يلتـفت عن شريان يناظر وُقـوف خلَف امامـه الحين بالجـسد يواجهه و يتحسّس شعور الغضـب اللي صار عليه مما تركـه يرفع جـواله يتصل على اسم واحـد فقط طرى على باله " مشـهور " و اوّل ما انتـهى الرنين يعلن ردّه هو نـطق : اسـمع يا كـ** ابن الـ*** ادري انّ الزفـت اللي اسمه عبدالمحسن و خويّـه الاثيوبي هم اللي اذبحوا زوجه محمد , ادري انكم اللي انتم اللي ذبحتوهـا انت و ابوك ال***** لكن والله ي مشهور , والله ثم والله ان ما ردّيت لي عقاراتي و محلّاتي لاكشـف اوراقكم كلها للمحامي اللي خايف منه انت , اخليـكم تعضّـون الارض عضّ ،
انهى الاتصال من صارت كلـها شتائم , من صار الشتم كلـه من مشهور هو انهاه يتقدّم لخـلَف اللي سمع كلّ كلامه من بدايتـه ينطق له : بأجلس معكم , يمّـكم ما يقربون صوبي و قلّ لعذبي لكم مني اللي تبونه ,
سـكنت ملامح خـلف يناظره بذهول تامّ , يناظره ما يدري من صدقه او كذبه لانّ اللي قاله لمشهور غير عن اللي يقوله له الحين تمامًا لكنه هزّ راسـه بزين فـقط يمشي معه من مـشى ..
_
ممنـونه , تمتنّ من الهـدوء اللي كانوا عليـه من سـاعات طويلـه هم مع بعض , سوا و يقـابلون اجساد بعضّ و لا كانت نظـراتهم مع غيرهم هي كانت مع انفسهم فـقط ما يهتمون للي حولـهم و لانّ الفـرح شعّ بقلبها من الوقت اللي راح بقُـربه هي ما كانت تحسّ بالوقت و لا طولـه انما كانت تخاف انتهاءه لانها اشتـاقت له و للوقت مـعه , للوجـود و الاحساس بمشاعر بعضهم على عكس دايـم فهوّ كان يختار القضايا عنها اما الحـين حتى جيّـته كانت غـير , مختلفه تمامًا لانه هو اللي اختار انه يرجع معها للڤيلا , لها و لعياله يتعشـون يقضون باقي الوقت مع بعض ينتهي ليله مـعها , لجانبها و بسريـر واحد تلتفـت مباشره للباب من فـتحه يدخل و هو يعدّل شـماغه لسانه يذكر الله لانه توّه حضـر من المسجد و انهى فرضه الاخير لليـوم تبتسم له : كأنك طولت بالمسجد ؟ بـشر قفلت بابه ! ,
ابتـسم بخفيف يناظرها يعدّل جـلوسه يمسك بالدركسون يحرك يـشتر بدفء اللحظه من مدّت يدها تمـدها لخلف رقبتـه تمسح عليه , تداعب أناملها كلّ رقـبته و تشتدّ ابتـسامتها من تشوف لحظه استجمامه بجفـونه اللي ماعادت تتفـتّح بالكامل : نعـست ؟ ,
هزّ راسـه بنفي يآخذ نـفس عميق يدخـل من بوابه القـصر يسلّم على الحارس و يتجاوزه , يوقـف السياره امام الڤيلا و يتنـهدّ يوضح ان جـوفه مليء , جـوفه به حكي كثير و هي فهمت هالشيء مباشره تعقد حاجبـيها ما تنزل من السياره رغم وقوفهم و جاهزيّـتهم : وش فيك بو عبدالعزيز ؟ ,
ناظـرها للحظه يحسّ بيدها خلف رقبته و اللي سحبتها اوّل ما التفت لها تنزّلها ترخـيها باستغراب و تستـبق حكيه بزعلها : عادي اتكلم اذا فيك شيء ؟ , تبي تروح جاك شغل و طرى لك موضوع يآخذ عنا عادي تقدر تروح ماله داعي تعطيني هالنظرات ! ,
كادت تخـرج من فتحت بابها لكنها سحبـها يصيق صدره مباشره من عجلـتها و حرارة دمها دون لا تسمعه : ابتهال ! ابتهال انا اتكلمت ! انا قلت كلمه تزعلك لاجل تزعلين باقي م اتكلمت اسمعيني طيب اسمعيني ! ,
رخـت يدها عن الباب تتـركه مفتوح تعدّل جلـوسها و تناظره تسخر نـبرتها : يلا قول ! وش بيفرق يعني اذا اتكلمت او لا يعني دامني فاهمه و عارفه الموّال ,
اتنـهدّ يحد من نبرته و نظـراتها لها لانها تفوّر دمـه بصوره مستحيله من طبعها : اسمعيني طيّب ! لا تحكمين قبل لا تسمعيني اسمعيني ,
اتأفّفـت تشتت نظرها عنـه تترك كفوفها على فـخذها : اسمعك , يلا اسمعك قول الموّال ,
حـوقل للحظه , حـوقل بغضب يردع انفعاله اللي يصـير بلاارداه منه بكلّ مـره يتطرّق لمحـور الحديث و سبـب تضجرّه من الواقـع اللي كل ما فكر فيه هو ينضغط بشكل مو عاديه : وصلني خبر ان أُنس واصلها عريس ! ,
ارتـخت ملامحها تليـن لانها م اتوقعت ان الموضوع يوصل له و لا اتوقـعت ان انفعاله من بدايـه وصولهم للقصر لأجله : ايـه ! هذا اللي مزّعلك ! ,
تـرك يدها يصدّ عنها بـنظره لانها ما يقوى و لا يتجـرّأ يقول الكلام و هو يناظر عيـونها , ما يتجرّأ يكذب عليـها و هو عينه بعينها يقوّيـها عليها و على باطل فـعله : ارفضيه , ارفضيه قولي لهم مالكم نصيب عندنا و الله يعوضكم خير ,
عـقدت حاجبيها باستغـراب من رفضـه التام , من جفا كلمته و أمرها من عنده : انت منجدك ! بنتك ما عادت صغيره يعني عادي شيء طبيعي يجونها خطّاب هالعمر و ممكن تتزوج بعد و تحب و تنحب وش فيك رافض لهالدرجه و لا تناظرني بعد يعني مستحي ! ,
لفّ نـظره لها و ضحكت هيّ مباشـره من تعابيره , ضحكـت من قلبها تسخر منـه و من وضعه اللي تعرفه زين : تغار على بنتك ي بوعبدالعزيز ! تغار عليها ما ودك انها تتزوج اعرف انا هالنظرات اعرفها زين ,
ماكان من الابتـسامه او الضّحك لانه جدّي , لان الوضع اللي هيّ تظـنه يخالف فكره بعض الشيّء و لا الغـيره ؟ فهي لا محال موجوده و مغـروزه فيه حدّ الجنون عليها اما الوضع بهو مختلف لانها متزوجه و لانّ الوضع اللي بيصير ما يجـوز ولا يصحّ للعقل , ما تـركت له ثواني اطول من نـزلت تنطق له بعجله : أُنس و عزوز ينتظرونا , يلا مشينا ندخل ,
أخـذّ نفس عميق لصـدره يوسّـعه رغم استصعاب النفس عليه بهالوضع اللي ضاق فيه فجأه لانه يدري ان داخل بيـته بنته اللي ظلمها و جرّهـا للسيل بنفسه و هو اللي اتسبّب لها بهالموقـف ينزل من السيـاره يقفلها و يلحـق ابتهال اللي فتحت الباب تلتفت له تناظره تتأكّد انه خلفها و نـزل ولا كانت نظرتها طويله لانها رجـعت تلتفت للباب تدخـل و تتركه مشرّع خـلفها له مما تركه يدخل بهـدوء خارجي  عكس صـخب داخله المُهلك يسمعها تناديهم " أُنس , عزوز " و يكمّـل دخوله لها , يشوفها تنزل عبايتها تعلقها و جلس هو بالكنب ينتظر حضورهم اللي ما طوّل خـلال دقيقـه كان حسّ عبدالعزيز مسموع و مبـصور امامه بابتـسامه كانت على ثغره على عكس أُنس اللي حضرت بهدوءها , بنفس  طبيعتها الا انّ التعـب و الضياع يبيّن بملامحها على غير عادتـها بالهـدوء الداخلي هيّ خسـرت كل استقرارها اللي هُـدم بوضعها هذا قربت خلف عبدالعزيز اللي اتقدم يقبل راس البراء , يده و يسلم عليه بالحُبّ هي جلست و اكتفت بجـلوسها على نفس الطرف تناظر امها بـهدوء كيف هي تبتسم , كيف هي سعيده هاللحظه و ودها تشاركها هالسعاده لكن داخلها يمنعها عن كثير اشياء و لانّ ابتـهال الآن بقمّة الشعور تناظرهم امامها هي كانت تتصمّـت حتى اصوات عقلها بحضورها الى ان نطقت ابتهال : تركت خليط الكيك بالثلاجه ! شفتوه ؟ ,
هزّت أُنس راسـها بنفي تتصـدّد بعيونها عنها ممّـا ترك شعور غريب داخل ابتـهال اللي سمعت جواب عبدالعزيز من وقـف يتقدم لها : شفته بس ما عرفت له , ابيك تعلّـميني الحين اذا بتسوينـه ,
هزّت راسـها بزين تجـبر ابتسامتها تآخذ نظراتها للبراء اللي ما يناظر أُنس و أُنس بالمـثَل كذلك ما كانت تناظره و تجهل هالسبب , تجهل كمّ الصـدود اللي بينهم وش سببه اللي حدّ أُنس على هالهروب حتى بعيونها لانها دايم تواجه , دايم ما تخرس عن الحقّ و لا عن زعـلها من ابوها امامها اما الحين فهي صامـته لكن صمتها ماكان هادئ , صمتها كان يـصرخ بملامحها يشتدّ قلقها مباشره تنطق بهـدوء : بأسوي الشاهي و احط الكيك بالفرن و اجيكم ,
حـنت أُنس راسها , نظراتـها تتلوّن كلـها بالاحمر و تحترق كلّها من الموضوع تمسـك يدينها , تفـرك اصابعها من شديد توتّرها تنتظـر انفرادها بالبراء و فعلًا من انفـردت فيه هي التفتت تناظره بعـيونها مثل ما ناظرها هو يخمّن سـببها , يخمّن اسبابها لذلك وقـف من مكانه يـقرّبها يجلس جوارها يصمت لثـواني يترك بدايـته قراءة حكي عيونها و اختلال صـدرها , عقلها و قلبـها هو يدرك هالشيء فيها و يعضّ الـندم قلبه على سواتـه فيها , يعضّ اصابعه ندم انها هانت عليه هالنتيجه اللي م اتوقعها من بدايته لكنـه يستقوي بطبعه و مستحيل يبيّـن كمّ الكارثه اللي سببها فيها و يصرّح بها بلسانـه مثل ما يشوفه امامها لذلك نطق بهدوء : أُنـس بنتـي ! لا تخافين انا كلّمت امـك قلت لها ترفضه ما بيجي , ما بيشوفك و لا بيتم بينكم ايّ شيء ,
صـمتها عميق , واضـح له و للعقل داخلها ماعاد لها حروف تعبّـر عن اي شعور داخلها , لايّ شخص من بينهم هي ضاعـت ما تدري عليها حقّ او لها حـق معهم يديـها جفّـت من فركها لها , احمرّت مثل ملامحها و عيونها اللي احترقت من درع كمّ الدموع فيها ما تناظره , تتعمّد تصد بعيونها لاجل ما تنطق بالحكي اللي ما تدري اذا هو رح يرضيها او لا , ما تدري اذا هو بوعيها او لا تسمعه فقط , تسمعه ينطق : أُنس ! , خلاص هانت و تهون قريـب كله ينتهي , كله ينتهي بس انتِ اذا ودك ننهيه الحيـن و حريقه بالكل , حريقه بالقضيه و القاتل و الشرط المشروط , حريقه فيني و في كل شيء حولك اهم شيء انتِ ي بنتي , اهم شيء انتِ والله اني اخطيت و ادري  بس عماني دوري بالقضيه و عماني ضياع همام و محمد اللي انسجن مظلوم قلت وش حالهم بالنسبه لنا , قلت وش النعمه اللي حنا فيها و هم باقي ما صحوا من يومهم ذاك يعانون ,
ناظـرته لثواني تسكن ملامحهـا و ترجفّ عيونـها وحدها بالنظر تبيّن الشـعور و تعرّي كم الحزن داخلها تكمّل كلامه الباقي بعقله له : قمت زوّجتني انا عشان انا وش بالنسبه لهم بعد , زوّجتني عشان انا وش ممكن يكون اللي احسه بالنسبه لهم صح ؟ ,
ما ردّ علـيها هو يحترق كله , تشبّبّ نار داخله من عتاب كلماتها و سؤالها له يشوف كمّ الاذى اللي اذاها هو بعيونها تكمّل : كيف يهنالك منام ؟ كيف تهنالك عيشه و كيف للحين  لك وجه تناظر امي و تكلمها و لا كان صار شيء ! ,
صُمّـتت كل حروفه يمـوت , يفتري بـه ضميره من داخله ما يـرحمه و تكمّل هي عليه ما تسكت هالمره : انا و انا بنتها ما اتجرّأ احط عيني بعينها بس عشاني خبيت عنها و للحين اخبي بسببك بس انت ! انت كيف تتجرأ ما يأنبك ضميرك ع اللي سويته فينا و تعيش عادي كأنه ماصار شيء ؟ ,
لانّ صـمتهم طال دون جواب منه , دون تبريري مقـنع هو اختار الصمت من جديد على انه يجدّد ذكـريات قديمه له و يصحّي جروح تكاد تخلّـد عنـه لكن بكلّ مره يستذكرها  له احد و هالمره مو اي احد هالمره بنتـه اللي كمّـلت : بابا انا بأقول لماما الحين , ما اقدر اخبي عنها اكثر و اسكت لاني كل يوم على اعصابي , كل يوم اخاف تدري من برا مو مني انا  تدري من الغريب اللي ما تعرفه و بنتها اللي تعرفها و تعرف اطباعها ما قالت لها , بنتها اللي تعتبرها و تشوفها اقرب الناس لها خبّت عنها و استغفلتها حتى بعزّ فرحها صح ؟ بابا خلاص انا م اقدر اسكت اكثر الحين يا تجي الحين و تقولها معي او اذا ما تقدر تقولها عادي انا اقولها بنفسي , اقولها اذا حبيت تجي تعال و اذا ما حبيت تقدر تخرج الحين و تنحاش منا مثل كلّ مره ,
كانت تـبي توقف , تبي تمشي عنـه تروح لها لاجل تبوح بكلّ شيء الا انه مسـكها يهزّ راسه بنـفي يرفض و يحاول يمنعها : لا لا ي أُنس لا ! , خلاص ننهيه من ارضه و اساسه و لا احد يدري عنه ماله داعي تزعلينها منا و تدري و نتفكك بهالزعل ! ,
نـفضت يدّها مـنه تغضب , تحترق ملامحها غضبّ تحتد نبـرتها بخفوت بينهم ما تقدر تضبطّ نفسها اكثر لان كل شيء فاق طاقتها بالتحمل : برضو ! برضو حتى لو انهيناه هي لازم تدري ان بنتها اتزوجت , لازم تدري ان الزواج اللي هي متأمله فيه الحين من ولد صديقتها مستحيـل ,
انـلجم , انتفضّ كلـه ما يستوعب كمّ الغضب اللي فيها تعبر عنـه و تقول باللي ما يستوعبه عقلها له و لانها تستحيل ايّ شخص مو بس ولد صديقة ابتهال هو يدري لكنه ينكر على نفسه , يبعد الفكره عن راسـه اكثر من مره يحاول يذكر الله لاجل ما يعصّب اكثر : ننهيه , ننهيه و سوي اللي تبينه بس تكفين الا ابتهال لا تدري , امك لا تدري ي أُنس لا تدري ,
ما كـان منها الرّد هي تحاول تضبط انفاسها , نبضاتها و غضبها داخلها منه , من همّـام و من نفسها تجنّ من كل الافكار , من ابوها اللي اختار الصمت , من همام اللي اختار الخساره قبل الحرب , من نفسها اللي اتقيّـدت بصمت شعورها كل هالوقـت هي ماعادت بخـير , ماعادت تحسّ انها قادره تكمل ايّ جُزء قادم من حياتها  تنتـهي نظراتهم الناطقه و لحظتهم الصامـته من سمعوا الكُسر من ناحيـه المطبخ وقفت أُنس مبـاشره بقلق ما تسمع صـوت بعدهت تقلق و وقف خلـفها البراء يلحقها توقـف عند باب المطبخ  يـسكن جسدها من هيـأه ابتهال الملجـومه تُسكـن بصدمه امامهم من اتعلّـقت يديـنها بالرخام تناظر جـوالها فوق الرخـام ما تتحرّك عيـونها هي معلّـقه بكامل صدمتها بصور شافتها بعد قراءه رساله طويـله ترفع نظرها لعبدالعزيز اللي مسك بيدّها بخوف عليها لانها تنزف , لانها اتندّت بسائل احمـر ما تستوعب الألـم من جرحها لانها  داخل صدمه عقلها تناظر حـولها للحظه تـشوف  أُنس خلفها البراء اللي يخمّـنون سبب الصدمه , يخمّـنون سبب وضعها هذا سـرعان م اترعشت هيّ تلمس يدها بألم تبعد عبدالعزيز عنها : عبدالعزيز وخّـر ,
ما كان من عبدالعزيز البُـعد لانه خايف عليها يرجع يمسك بيدها لكنها نفضتها منـه تصرخ بوجهه : عبدالعــزيز وخــر ! وخــر اطلع فوق لا تشوفك عيني الحين اطــلع ! ,
سـكن يُصدم من صراخها و عالي نبـرتها فجأه , يُصـدم من عصبيّـتها يناظر البـراء اللي نطق بهدوء : عزوز اطلع فوق شوي , اطلع ي ابوي اسمع كلام امك ,
انـزاح من من جانبهم كلـهم ينقد يبعد عنـهم بالبُـعد الكافي من انهم يشوفونه لكنه يشوفهم و يسمعهم , عضّـت أُنس شفّـتها السفليـه تكبح كثير افعال ببالها من خجلها من نفسها تناظر ابتهال الل رفـعت عيونها لهم كانت تتمـنى تشوف الحقيقه اللي تكذّب اللي شافته عيونها , كانت تتمنى ان ادراكهم لفعلهم ما يكون واضح هالقدّ فيـهم حتى لو بالكذب كانت تتمنى لو انهم يستمرون في كذبهم و تمثيلهم عليها الا انّ كل شيء واضح فيه و يأكّد الصور اللي شافتها , يأكد الحكي اللي قرأتـه تسألهم بـرجفه غاضبه داخلها : وش سويتوا انتم ؟ وش سويت ببنتك انت و انتِ و وش سويتي في نفسك ! ,
كان صـمتهم مستفزّ بنظرها , تكتّـمهم و هم بالجانب نفسه تركها تولّـع نارها تشـبّ بالمطبخ من رمت كلّ الفازات عن الرخامه للارضّ تكسـرها , تنثر زجاجها و تُجـرح كفّها بعمق الدّم اللي انسال يندّي يدها , معصمها و مرفـقها الى ان حاولت تتقدم أُنس منها لكن مسكها البراء يردّها للخلف يتقدم هو عنها , يمسك بالمناديل  ينـطق بهدوء مُحكّـم بصعوبه : ابتهال ! امسكي حطي المنديل على الجرح ,
ضـربت يده تبعدها عنـها تمسك بكفّـها جرحها ترجفّ كلـها حتى صدرها يوضح لها كميّـه الغضب اللي فيها حتى لنفسها لكنها تعجزّ عن انها تسيطر على ايّ شيء الحين تصـرخ , تـصرخ فقط : وش سويـتوا انتم ! وش ســويتوا ! شلـــون ! شلــون تسوون هالشيء كذا شلون تزوّج بنتك شلون ترضى عليـها تتـزوج واحد مثــله ! شــلون تزوج بنتك زواج بالســر تبي تأذيـها انت تبيــها ما تتزوج طول حياتها و تخرب لها حياتها ! شــلون تسوي ببنتك كـــذا شللــون ! ,
قـرب منها هو يمسك بيـدها يغطّي يدها كلها لان  الجرح يجهل مكانه لكنها دفـعته هي عنها تتمسك بالمناديل على يدهـا : وخــر ! وخــر عني وخــر ,
لأنـه ضـبط كلّ حركاته و انفعالاته يناظرها فقط مثل ماهي تناظره بحرقّـه , بخذلان و قـهر على بنتها تراودها الافكار , تراودها الافعال الجنـونيـه تجتاح عقلها اللي تفكّـر فيه : تبون تذبحوني انتم ؟ تـبون تذبحوني وش ناويين عليه شلون تزوّجـها انت و انتِ شلون تقبلين ؟ شلون ترضين على نفسك هذه الزواجه و انت شلون ترضاها على بنتك و انت بنفسك تزوّجها ! انت بنفسك ترضى عليها المذلـه هالقد مالها اي اهميه عندك ! ما عندها البنت سمعه و لا وجه قدام الناس شلون تقابلهم ! شلون تعيش البنت الحين شلون ! ما خفت عليها منه ؟ ما خفـت على بنتك ! ,
رفـع يده يمسح ملامحـه , يمسـح لحيته تعجزّه بأسئـلتها عن الرّد و عن كلّ فكر المفروض هو يكون فكّره من قبل لاجل الحلول , لاجل بنته اللي للحـين صامته تبكي بصمت خلفه هو يدري و لان العجز اتمكّن منـه هو حـوقل , استـغف ر يكمّل استغفاره يولّعها اكثر و يضججّ داخلها جنـون صاخب تظهره من نزّلت المنديل عن يدها تصـرخ : جاوب ! جـاوبني لا تسكت لا تسكت بعد كل اللي صار تسكت ! تسكت كيف تقدر تسكت و لا تتكلم بعد اللي سويته بنا و ببنتك تسكت ! جــاوب ,
صـامت هو ما يقـوى , ما يتجرّأ التبـرير اللي قاله لبنته و قلّل من قـيمتها بوُجهة نظرها هو الحين ما اتجـرأ يقول نفس الحكي من جديد , لامها و لا لنفسه هو ماعاد يستوعـب فعله و لان الثواني طالـت بينهم , لان استفزاز صمته شبّ داخـلها حريق اكبر هيّ قـربت منه تدفّـه , تخـرجّه من الڤيـلا تصارخ عليه : انـقلع ! , انـقلع مابي اشوف وجهــك مابي اشوفه , انـقلع من بيتي انـقــلع ,
اتمسـك بحواف الباب يتشـبّث , يناظـرها بثبوت كيف هي تستصعب النـفس , الفعل لكنها تصـرّه حتى بالالم اللي تحسـه هي تصـرّ خروجـه و تدفّه بيدها للخارج ترتبـك من نظرته , تتكـرّه هاللحظه ذاتها لانـها م استبقت فـعل كانت ناويته و لانّـه يكرّهـها فيه هي الحين فعلًا تحاول تكـره من دفّـته لآخر مره : انـقلع ! انـقلع ما تفهم ما تفهم انت انـقلع كم مره ودك تخطي ! كم مرّه ودك تأذينا و كم مره ودك نسامحك ! خــلاص نفسي تعوف ! نفسي الحين تكرهك ما ودها و لا شيء منك ما ودها حتى تشوفك انـقلع ! ,
قـفّلت الباب بـوجهه تضـرب كلّ شعور بالباب , تضـرب كامل غضبها تصبّـه على صدمة اللحظه , على شلّ عقلها بالتـفكير تلتفت لأُنس الواقفه خلفها تبكـي , يبكي قلبها مـثل ما تدمي عيونها و لانها همـست بـ" ماما " انفعلت ابتهال من جـديد تقرّب منـها : لا تقولين ماما ! لا تقولين ماما و تتمسكنين لا تقولين ماما و انت تزوجتي من وراي ! لا تقولين ماما و انت سكتي عن موضوع زي هذا لا تقولين ماما ! شلون ترضينها على نفسك انت ها ! شلون ترضينـها على نفسك انك تستكين و ما تجين تقولين لاحد فينا هالشيء و يساعدك ! ,
شـتت نظـرها عن امها تخجّـل من نفسها , تخجل من صمتها اللي كان لاوّل مره غلّاب على شخصيتها و رضاها لانها هي اللي اختارته بعد ما كان اجباري تسمع ابتـهال اللي كمّـلت بهدوء تحاول تتمالكه ترجع شعرها للخلف بعشوائيه : روحي جيبي جوالك , جيبيه بسرعه و افتحيه خلينا نرفع قضيه فـسخ ,
ما كان منها الاستجابـه هي ضاعت , تاهت وسط هالشّيء بين اوان فات و بين امها هي تاهت ما ودّها يضيع اكثر من اللي راح , التفـتت لها ابتهال تسكن ملامحها من انها للحين واقفه و لا اتحركت : اتحرّكي ! اتحرّكي لا توقفين مثل الصنم قدامي اتحرّكي جيبي جوالك و تعالي ,
هـزّت راسها بنفي تتمنـع عيونها تُرفع لابتهال : لا , ما نفسخه الا لما تنتهي القضيه ي ماما ما نفسخه خلاص قد الشيء صار و انا بالزواج هذا سواء الحين فسخت او بعدين نفس الشيء و نفس المسمى ,
قـرّبت منها ابتهال توسّع عيونها بذهول ما تصدّق الحكي من بنتها , ما تصدّق اللي تقوله لها و رضاها على نفسها : ما يهمني انا الزواج ! ما يهمني الزواج و لعنه عليه ما يهمني انا اللي يهمني انتِ ! انتِ انا خايفه عليك انتِ لان اللي ابوك زوّجك هو مو شخص عادي اللي ابوك زوّجك هو شخص ينام بالسجن , شخص يأذّي الناس و يأذي نفسه ..روحي هاتي الجوال هاتيه انتِ ما تدرين عن شيء هاتي الجوال ,
هزّت أُنـس راسها بنفـي ما تناظرها للحين , ما تحط عينها بعين ابتهال ابدًا : ماما لا , همّـام انسجن لان القضيه و رجالها عليه بس هو ما سوّى شيء , ما يأذّي احد هو ماما انتِ ما تعـرفينه ,
ضـحكت ابتهال بـجنون تمسك راسها ما تستوعب كل هذا , ما تسوعب الصور بالبدايه و لا الرساله , ما تستوعب البـراء و الحين أُنس اللي تبيّـن رضاها : انا ما اعـرفه ! انا ما اعرفـه ليه انتِ من متى تعرفينه ؟ من متى و انتم متزوجين لاجل تعرفينه اذا انا و ابوك متزوجين من عشرين سنه و للحين م اعرفه ! م اعرفه كل يوم يصدمني كل يوم يصدمني بشي جديد و انتِ تبين تعـرفين هذا بيومين ؟ اسبوعين ؟ شهرين ؟ ,
رفـعت عيـونها لامها , تناظرها و كلـها خجل بدمعها اللي ينزف من محجـرها هي ما تدري وين هي , ماعاد تدري وش فيه داخلها من شعور او قرار لكنها تايـهه و تحاول تحارب هالتـيهْ داخـلها رغم انه يهكلها كونـها اوّل مره تشعر بـه و تواجـهه , ضـحكت ابتهال بجنون تحاول تتمالك كمّ الغضب داخلها و القهر : روحي أُنس روحي لا تخليني افصل عليك و اوريك شيء ما يعجبك ,
هزّت راسـها بنفي تعيد رفضـها , تبيّـنه لها تأكّد اجابتها بكل مره و هالشيء ما يسكّن ابتهال اللي سرعان م انفجرت تنطق بكلام ما كان ودها تقوله و لو كان ببالها : اللي ما ودّك تطلّقين منه تدرين من هو ؟ تدرين وش سوا بأبوه و لا ما تدرين ؟ ،
ماكان لسؤالها جواب لانها بالفعل ما تدري و لا قدّ طرى هالموضوع لها هيّ ظـلّت عيونها الراجفه معلّقـه بابتـهال اللي كلّ مافيها يرجف من كمّ الغضب و تلـف الاعصاب اللي صابها تكمّل مباشـره تمدّ كفـها لها : عطيني جوالك ي أُنس , عطيني هو بسرعه لا تعصبيني اكثر عطيني هو الطلاق هذا بيصير الحين اجراءاته تبدأ ,
لان ثـباتها مستحيل , لانّ خطوتها م اتـحرّكت هي كانت تناظر ابتـهال لانها م تقوى تطلّع حروفـها الحين بس تقوى ترفضّ بثباتها موضوع الطلاق لذلك م اتحـرّكت و فهمتها ابتهال مبـاشره يضيق صـدرها تـتعجّب من اللي تشوفـه : ما ودّك ! , ما ودّك تطلّقين منه و ودك تكمل القضيه على حسابك ؟ ,
سـكوتها جوابـها , لاوّل مره تختار الصمت جواب لها و ترضى بالصّمت لان موقفها ما يسمح لها تجابه ابتهال اكثر , ما يسمح لها تحكي لها باقي الشعور اللي بجـوفها هي اختارت صـمتها تترك ابتهال تـنطقّ بحـرقتها : تختارين القضيه على نفسك و على اهلك يعني ؟ كنتِ تنقدين على ابوك لانه يختارها عنا و لا يعجبك العجب منه حتى لو حاول و الحين صرتي مثله ! ,
هزّت أُنـس راسها ينفي لانها بالفعل مو مثله , لانها بالفعل ما اختارت هي هالزواج الا بعد فوات الاوان و معرفتها بهمّـام زين , ما اخـتارت عقلها هيّ اختارت قـلبها بس كيف لها قوه تقول هالكلام لابتهال اللي خطت خطوتها تـبعد عنها توقـف بالدرج من لمحت عبدالعزيز المصدوم يوضّـح كل صدمته بانه سمع كلّ شيء ثم التفتت لأُنس اللي لحـقتها توقف خلفها ترتجـي سماح , تفـهّم و انها تسمع لها الحين بس ما كان منها شيء الا انها تطلع تكمّـل خطواتها لغـرفتها تقفّل الباب بالمفتاح من كانت أُنس تبي تلحقها هيّ قفّـلت الباب بوجهها تنهي وُصـولها و محاولتها لها تسمع اعتذاراتها و تبكـي , تسمع منها " ماما آسـفه ! ماما والله آسـفه بس اسمعيني شوي اسمعيني اسأليني ليه ماما الله يخلـيك افتحي الباب " تجـهشّ بالبكيّ , يحتـرق جوفها على بنتها و تُـقهر , فعلًا تُـقهر لانّ كل اللي صار ما تستوعبه , باستغفال و تضحيـّات محد استوعبها الا هيّ لانها تدري ببنتها , تعرفها عزّ المعرفه بانّ مستحيل رضاها هذا يكون بسبب القضيه وحدها و لانّها ما كانت تتمنى هالحياه لبنتها من بدايـتها التحدّي هذا اقوى منـها و يتعدّى حـدود طاقتها , بكـت تحترق لان اللي سوّا ببنتها كذا هو ابوها و اكثر شخص كان المفروض يخاف عليها من هالتحدّي و يـكون سندها ضدّ هالتحدي لكنها خابـت , خُيّـبت كل هقاويها اللي كانت للبراء خابت بـصوره أليمه , بصـوره ما كانت تتوقع انها توصل فيه انه يضحّي ببنته لاجل قضـيه لكنه ضـحّى , رماها بدائـره النار هو يحرقـها و يحرق اللي حولـها كلهم ..
_
المـستشفى ؛
خـرجت من دورة المـياه - أُكرم القارئ تحاول تتمالك نفسها , انهداد جـسدها و تعب قلبها من حنين فاضّ داخلها , دمـوع سجينه داخلها باقي هي كانت تردعها بشتّى الطرق من بدايـة ما شافت الصوره للحين هي داخلها ما طلعت منها , للحين هيّ بقوّة الشعور اللي حسته وقتها و للحين تحسّه تتجـبّر ابتسامتها لصيته اللي وقفت تعلن انتهاء وقتها معهم : يلا ي حبايبي انا استأذنكم راجعه البـيت ,
عقد عذبي حاجبيـه باستغراب لان داخله قلق شديد على ابوه للحين هو قلقان و تشتـدّ عروق قلبه : من بيجلس مع ابوي ؟ ,
ابتسمت صـيته تسحب الاكياس تضمّها لكفها : معه نايف , هو للحين ماشافني و لا يدري بوجودي و لا ناويه اقابله و هو فيه حراره , بأقابله وقت ما يصحصح شوي بعد ,
اتنـهدّ عذبي يلمح شعور عذاري اللي اتقدّمت له تسحب عجله الطاوله من امامه تتركها بجانب الجدار تناظر صـيته من  نطقت : نايف كان بيجيك يطلّ عليك بس قلت له ان عذاري عندك و قالي خلاص ,
هزّت عذاري راسـها بنفي تصفّـط ملابسها اللي بدّلتهت من لحظات : لا لا عادي خليه يجي , انا اخرج هنا بالممرات انتظرهم ينتهون او اكلم همام نخرج سوا شوي ,
هزّت صيـته راسها بزين تمسك بالباب قبل خروجها تلتفت لهم : توصّون على شيء ناقصكم شيء ؟ ,
هزّ عذبي راسـه بنفي و كذلك عذاري : مشكوره صيـته ما تقصرين ,
خـرجت صيـته و قرّبت عذاري من الدولاب تفتحه تسحب عبايتها تلبسها تنـوي الصلاه لان صدرها ضايقّ , لان حشاها ضامّ جمره داخله ما تبرد من ساعات هي تحاول ما تظهر هالشيء لكن الحين هي انهزمت امام شعورها من توارت الناس عنهم و انتهت الزيارات , كثرة دخـول الممرضين و الدكاتره تتـرك الطرحه على اكتافها تناظر عذبي اللي يناظرها , عيونه لها بكلّ حركه , بكلّ تفصيله و شعور اتعـرّت بها ملامحها كانت واضحه له و تدرك هالشّـيء من ناداها له : تعالـي , تعالي ,
عدّلـت الطرحه على كتفها تشتت نظرها عنه تتعمّد التجاهل بعذرها : بأصلي ي عذبي بأصلي ,
أخـذ نفس عميق يوسّـع صدره و يحمّـله كل صدّها اللي ما يقواه يعيد يناديها : تعالي شوي بس ,
رفعت نظرها له لثـواني ما طوّلت بوقوفها تتـقدم له , تجلس على طرف السرير من حسّـت بالبُعد عنه هي قرّبت برضاها هالمره تناظره مثل ما يناظرها تطـول بينهم النظرات , يطول بينهم الصّـمت الى ان مدّ يده هو ينهـي لهيبّ شعورها بنبضها من مسك بنابضّ معصـمها يتحسّسه يترك خـافقها يرتعشّ لانه يوعيها عن شعورها اللي حاولت تخفيه عنه : من اليوم و انتِ تحاولين ما تبينين بس انتِ واضحه لي ,
ما كان منـها الرّد هي سلّمت نابضها لشعورها تحت بـصمه ابهامه , تترك الاثر بها لانها ترتاح له و لانه يفهمها الحين يكمّل يشوف نظراتها ليدها : عمّتي ماتت و راحت للي ارحم مني و منك ي عذاري , صحيح ما كنا نتمنى ان موتها يكون كذا و لا اتوقعنا بس هي الحين بمكان افضل من الحياه الدنيا اللي حنا فيها ,
هزّت راسـها بإيه فـقط تتجاهل شعورها , ودّها تتجاهله هو اكثر لانّ اللي هي تحسه الحين كايدّ شعور ما بين ودّها و بين توبـته عن فعله , شدّ على يـدها من كانت تبي توقف يردّ جسدها له من جسلت هو رفـع يده لعنقها يتحسسه بظاهر يده يحسّ بحرارتـه : تشتاقيـن لها , ادري ي عذاري وُجودها كان غير و كلنا نتمناه الحين , نتمنى يكون حسّها معها لاننا كلنا نفتقدها و ودنا تكون معنا بايامنا , نشوف فرحها لنا و لهمام ,
رفـعت يدها تمسح نازف دمعـها لان جـمرّة حناها هو ما يطفّـيها هو يشبّها داخلها تستذكر ماضي حنّت له , اشتاقت له حيـل ؛ عذبي انتَ تبكّيني الحين ما تخفّف علي ,
هزّ راسـه بإيجاب يرفع يده يمسح دمعها عنـها , يقرّبـها منه يقبّل جبينها لثوانـي طويله يهمس بين القُبـله و تاليها : ما بكيتي كفايه , ما كفّيتي شعورك باقي و هالدموع هي اللي تكفّها و تخفّف عليك لو شوي ,
غمّـضت عيـونها ترفع يدها الحُـرّه ليده الممسكه بجانـب عنقها تتمسك فيها و تقرّبـها منه لانّها تتصددّ من اليوم عنه و لانّ و اخيـرًا جت اللحظه اللي انفردوا به بليلهم , تبـي تبعده عنها , تبـي تبعده لانها بكلّ مره ما تقدر تسامحه على الشعور اللي تركها فيه آخر أيـامها تهزّ راسها بنفي : عذبي أبي أصلّـي وخـر ,
خفّف شـدّه عنها يناظر عيونها من صارت تقابله و تقـربه بالحيل , يربكها فيه و يحيّـر شعورها : تبيني اوخّر و لا تبين تصلّين ؟ ,
نزّلـت يده عنها تبعد يده الثانيه عن معصمها تشتت نظـرها عنه تعلن خصـامها , زعل قلبها عليه و تصـارحه بحروفها لانه يبي الوضوح منها : الاثنين بس الحين ابيك توخّر عني ,
رخـى كل حواسه عنها يناظرها ترجع ترفع نظرها له : امي الله يرحمها فقيدتنا و مستحيل ترجع و يرجع حسها بيننا , فقدناها و هي تحت التراب بس انت طاوعك قلبك تخليني احس بنفس الشعور و انت فوق التراب , و انت بنفس الارض و المدينه طاوعك قلبك اني اخاف من فقدك ي عذبي و مستحيل انسى هالشيء و اكون معك عادي ،
وقـفت عنه تقفي ما تبي قلبها يضعف عنده , له و لنجاحه بكلّ مره من انه يقربها بالشعور اللي ما تبي تفقده هيّ وقـفت تخفت الضوء ,  تفرد سجادتها على الارضّ تكـبّر تبعد كل ضجيج فكرها , كلّ ضجيج قلبها بالذّكـر و العباده تتـركه خلفها يناظرها ما يبعد نظـره عنها  رغم ظلام الغـرفه الا انّ هيأتها كانت واضحه له من بدايه صلاتها , طـول جلستها على سجّـادتها و قراءتها للقرآن بعدها هو اتخدّر  على طيفها , غفى على صـورتها و اتعمّـق بنومه يلتـوي بها حلم ..
_
المـزرعه ؛
طـال وقتها بالمزرعـه هي اخذتها وُجـهه لفراغها , أخذتها مؤنـس لوقتها الفارغ دون ابوها , امها , اخوها و زوجها اختارت يكون وقتها قُـرب شيء تحبّـه و هو الغزلان اللي قفّـلت سيّـاجه تخرج من عنده تبتسم و تـوادعهم من خلف الحديد " انتبهي لبنتك ي الرّيم ! " تمشي بـعدها عنهم , تمشي بالمّمر تلمح فيه المبنى اللي دخلته من بدايتها على امّل تشوف الفهود اللي قال عنها دهام ان حطّها هنا لكنها كانت خاليّـه منهم و لا تدري عن السبب لانه ما شاركها هالخبر و لا تدري انه أخذهم من جديد يبعدهم عن المزرعه , ماكانت تدري بشعورها او رغبتها الحين بس اللي تعرفه و متأكده منه ان ما ودها ترجع للقصر و هو خالي من احبابها , خالي من مؤنـسين قلبها لذلك أخـذت مسار ثاني يآخذها للخيـول الهادئـه و هيّ اللي ضجّـت مكانهم  بعد هدوءه بخطواتها مما تركهم يتقدّمون للباب يطلّـعون راسهم منه يستشكفون الحاضر بهيـأته العاديّـه بفستان قطني رمادي  يوصل لاسفل ركبها , ياقته رسميه لذلك كانت تـرفع يدّها كلّ لحظه و الثانيـه تتوتر فيها تعدّلها تـآخذ عيونها الجمال , تآخذ الحسّ المسموع امامها تسمع خطـواتها , تسمع نبضاتها و حكّـة جلد ذراعها بقطن الفستان من بالغ الهدوء تقـرب من اقرب الخيول لقلبها تبتسم لانّـه بعيد عنها و وحده اللي ما طلَع لها تنادي باسمه " الأبـهر " اللي م استجاب لها تركها تعقد حاجبيها باستغراب تتمسّـك يديـها بالباب تكرّر اسمـه و لا كان منه الاستـجابه هي وقفت يجتاحها الشّـعور الغريب بيومها ما تعرف تحدّده , ما تعرف وش اللي وصّلها للدرجه هذه من الاستياء حتى على نفسها لان هالمره البُعد من خيل مو من شخص يبقى السؤال ببالها " حتّى الابهر ما ودّه يعطيني وجه ؟ " تتحسّس من لحظتها يُـكبت صدرها و يتسصعب نفسـها تنهمر دمـوعها ندى الشعور تحاول تردعه لكنه صـعب , صعب على قلبها و روحها , عقلها و لعثمه حروفـها تستوعب للحظه انّ سبب هذا كله هو " دهام " , كلّ الثّـقب الفارغ داخلها كان مكانه هو و الحين هو تركه دونه يخلي مكانه منـها  و يزعّـلها هالشيء ما يترك قلبها يستكّـن من بدأ ونيـنّ بكاءها يظهر تفـشل تردعـه تحني نظرها لخاتمها اللي آلمها من كثير تحريكها لها تتركه على اصبـعها تتمسّك فيه رغم المها , رغم توتّرها و بـشاعه شعورها هي تتمسّـك فيه ما تكلم لحظتها من شهقت عيـونها خوف من قـرب منها الابهر اللي نـزّل ليدها يرتاع قـلبها ترجع خطوتها للخـلف ينبضّ قلبهـا و تتوتّر عـروقه للحظه هيّ خـرج منها تساؤل يرجّـف نبرتها بصوت عالي " ليـه كذا ي الابهر ! " و لانـه كان يحاول يقرّب منـها تلمح لمعانـه بكلّ حركات جـسده ناحيّه الاضاءه ابتسمت هيّ بخفيف ترفع يدها ترجّـع شعرها خلف اذنها تجبر خطوتها له تتقدّم تمـدّ يدها لفكّه من الاسفل " تخاصمني يعني ؟ ما ودّك تشيل الخاتم من يدي ؟ " , حركـاته هادئه , لطيفـه يتودّد لها بطريـقه تركت ابتسامتها تُرسـم على ثغرها بعد دمعهـا " ما بأشـيله , أحبه انا شلون أشيله عنـي ؟ " , قـرّب منها الابـهر يستجيب لحضن يدّها له , ذراعـها بالاكمل كانت له مثل ماهر قرّب منـها هيّ بادلته " بس ما فهمتك انا ! الحين ودّك فيني و تبين بس ليا كان معنا دهام تعصّب علي ! ، تغار علي انا منـه و لا تغار عليه هو مني ؟" اكـتملت ثواني صمتها لثـواني طويله تمسح عليه تآخـذ نفس عميق توسّع ضيق صدرها " بس دهام زعّلني ! يغيب عني ايام و ما يلتزم باتفاقاتنا , كان يبي يوريني فهوده و لا وراني هي , كنت ابيه يجي يتغدى معنا و لا جانا , امس خرج من البيت بدون لا يكلمني و هو قبلها قال آخر مره يصير كذا ؟ يصير يزعّلني و انا احبه ؟  هم يقولون لي انه يحبني يصير الواحد يحبّ و يزعل محبوبه ي الابهر يصير ؟ " تسـمع الهدوء حولـها لكن ضخبّ قلبـها ما يرحم كلّ خلاياها من شعورها تكمّـل " لو ادري انّ بعد الزواج بتصير مسؤوليه المشاعر صعبه قد كذا ما كان رضيت انه يتزوجني بدون ما يآخذ اجازه عشان يقولي عن شغله و يدري هو اني م اتعودت انترك وحدي كذا ! يعني الحرمه اللي لها سنين متزوجه ما تحب تنترك فكيف انا ي بالابهر توني عروس و يتركني ! , هـذا كلّه و يقولون يحبني و يموت بي كيف لو ماكان يحبّني وش بيسوي فيني ؟ " صـهل الابهر يردّهـا عنه بخوف تتراجع هي الخطوات تبعد عنه يروّع قلبـها , خلاياها يبدّلها بالخـوف اللي اتضّح بعيونها لانه جـمح فجـأه يتركها تتساءل من جديد " تحبّ تخوّفني انت شكلك ؟  ليـه كذا انتم تحبّـون تخوفون اللي تحبـونهم ؟ " , سـكنت ملامحها بذهول تسمع صوتـه , حسّن و وجـوده تفسّر جموح الابهر فجأه : يعني تدرين اننا نحبّـك ؟ ,
كلّ مافيه - مجـنون - بها الحين بهاللحظه هيّ سلبت عقله , قلبه تـدفعه لرغبـات اقوى من عمر طويـل و صبر سنين كانت صعبه يشوفها تلتفت له , تناظره و تُفـضح امامه بعد كلامها الطويل , العتاب و دمـوع التساؤلات هي الحين تُحرجّ من نفسها ترجّع شـعرها للخلف تشـوف خطواته لها ترتبـك اكثر , ينبضّ قلبها و تسمعه بلاشعور منـها هي حاولت تردّ جسـدها عنه خطوه للخلف لان نظراته لها غير و لا عرفت تقراها او تفـهم معناها لكنه مسـكها يمدّ ييده خلفه ظهرها يقرّبها منـها : الابهر وراك ! تخافين مني و لا تخافين منه ؟ ,
ما ردّت هي التفتت تشوف الخيـل خلفها ثمّ ردّت نظرها لها تتسارع نبضاتها , تحسّ بيده خلف ظهرها و بيده اللي ارتفعت يرجّع  شعرها خـلف أُذنها : لا تردّيني , لا تخافين مني ,
هزّت راسـها بنفي تناظر صدره , ما تناظر عيونـه هي كل عيونها لصدره فقط لكنها ما تشوف , تحلف انها ما تشوف كمّ التوتر داخلها : ما اخافك ,
نزّل يده لـدقنها يرفعه لها يلمح رجفّه عيـونها , احتراق محاجـرها و حرارة شعورها من رفعت يدها تمسك يده اللي خلف ظهرها تتأكّد منه : هذا كله و لا تخافيني ؟ لا تخافيني ,
كلـه عكس , كلّ فعل كان منها يعاكسّ طلبه منها لانها بالفعل الحين ما تدري خوفهت منه او من شعورها , من احساسها باندفاعه لها او رهبّـه قلبها بقربه و لانّ عيونـه لها بس كمّل هو : الناس يقولون يحبّـك , بس انتِ ما قلتي ما تعرفيني ؟ ما تعرفين الذّيب ؟ ,
هزّت راسـها بنفي ترفع يدها لصـدره , تتحسّسه كحقيقه امامها , محصوره هيّ لانه حصرها بالسؤال : تحبّـني بس تزّعلني ! تحبّني بس تخوّفـني ؟ تحب تشوفني كذا انتِ كم مره ازعل الحين ؟ كم مره اخاف ؟ ,
رفـع يده يرجّع شعرها للخـلف , يستمع لها بكلّ مافيه من وعـي يحاوله يهزّ راسه بنفي ؛ م ابيك تزعلين و لا ابيك تخافين ,
مالتّ شـفّتها ترجف نبـرتها , يرجفّ قلبها بلاشعور : انت قلت قبل ازعلي و انا اراضيك , ليه تراضيني انا ما ابيك تراضيني ابيك ما تزّعلني و بس ,
ابتـسم  بخفيف يناظرها يلـعثم عقلها من جديد بسؤاله : و انتِ تزعليني عادي ؟ انتِ تغيبين عني عادي ؟ انتِ تخوّفيني عليك عادي ؟ ,
ناظرته بعدم فـهم تسمعه يكمّل يجاوب كلّ تساؤلات نظراتها : ترفضين تشوفيني , تجلسين ببيتكم , لو ما كلّمت عمتي ما كان دريت وينك طيّرتي عقلي انتِ طيّرتيه خفت عليك لانك ما تردين على جوالك و لان كل ما سألت عليك احد من بيتكم يقول ما شفناها , وينك انتِ وينك تجين بدون لا تعطيني خبر ! ,
شـتتّ نظـرها عنه تستوعب نفسها , كلامه و تقبل الكلام عليها لانها بالفعل افعالها , لانّه بالفعل كان رضاها المطلوب بالبدايه اما الحين فرضاه هو لذلك همست بخـفوت نبرتها له : آسفه , ماكان قـصـ..,
قـاطعها هو ينحني لثغرها يقبّـلها لطويـل الثواني يآخذ نصاب جُزء من اندفاع حواسـه لها يبتـعد عنها يناظرها , كلّ مافيه فاضّ بأوّل اقترابـه منها و تتلوّن هي بشعورها من خجل , خوف و رهبـه قُربـه ترفع نظرها له تسمعه : أنا اللي آسف , آسف لاني حمّلتك مسؤوليه ,
سـكنت ملامحها تستوعب انه كان يسمعها من البدايه , يسمع كلّ حكيها له من جديد هي تُـحرج منه و لانه ما كمّل كلمته بانها " تحبّـه " تدري انه ما قالها الا لانه ما يبي يخجّلها اكثر , ما يبيها تختـفي اكثر من اختفاءها الحين يكمّل : أبـيك ي الغزاله , ابـيك صبري ملّ أبـيك ,
رجـفت عيونها , فكّها يتلعثم عقلها عن الجواب تناظره فقط دون كلمـه لانها ما تقوى النّطق , ما تقوى امام نبضاتها هيّ سلّمت كل جسدها ليده اللي سحبتها معـه تشوف خطاويهم تقرّب المبـنى , يآخذه وُجهه له من فتح الباب , مفاتيح الأضواء ،  دخّـلها للغرفـه يقفّل بعـده بابه بالمفتاح يتـقدّم من الابجوره اللي فـتحها يلتفت لها يناظـر وقـوفها الثّابت , صمـتها و رجفه عيونها له هو قـرّب منـها ما يوعى على شعورها قدّ ما سيطر عليه شـعوره اللي يودّه معها أخـذّها يقبّلهـا , يقبّلها دون توقّـف الى ان كانت يدّه لازرار ياقـتها هي رفعت يدّها تمسك بيده تمنـعه توعّـيه على نفسه يتركها , يبتعد عنها يلمح حرارّة دمـعها بجوفها , نظراتها له ممّا تركه يقترب منها من جديد يتأسّف يحاوطها بكفوفه : آسف , آسف  والله آسف ما ودّك طيّـب طيّـب ,
لانها تـرجفّ , لانه كان يبي يبعد هي اتمسّكت بتيشيرته  تهزّ راسـها بنفي ما تبي بُعده , تعلن موافقتها من ناظرته تشوف ذهوله بنظراته تشـوف تـعب صـبره من دلالها بكلّ مره  لكنها تحبّـه , تبيه و ما تبي بُعده الحين بهاللحظه لذلك قـرب منها يعيد مـوّال قُـبلاته , يفتح ازارير فستانهـا اللي نزل  عن جسـدها من ميّلـه هو عن كتفها يتركها تخجل , تمـوت من خجلها تغطّـي ملامحها بصدره تهمس باسمه فقـط و يرتعشّ كل جسده من حسّ بانّ الوصل قرّب , بانّ غايـته معها قرّبـت يحس بتوتّـرها , خوفـها و خجلها لذلك ضمّـها له يشدّ عليـها يدرك صعوبه كلّ شيء عليها لكـنها نـشوّة قُـرب ما يصبر  عنها اكثر  لذلك انحنى لها يهمس يطمّنها , يهدّئ ارتيـاع صدرها و خفـوقها : الذّيـب يموت بك و يحبّك مثل ما تحـبينه انتِ و اكثر ,
لانّـها التجأت له تهرب من شعورها , من خجلها و طاغـي الحراره اللي صابتها اتأكّد هو منها و من موافقـتها انحنى يقبّل كتفها العاري يضمّـها له اكثر ينهي بُـعد طال بقُـرب طويـل , ينهي زعـل طال برضـى دايم , ينهـي صمت القلوب  بضجيج ثائـر هو أخـذها له كاملـه على ما تمنّى من سنين , أخـذها كاملـه على ما صبر لسنين , أخـذها كامله ينتشـل كلّ  معاني الحُب القديـمه يسـتبدلها بمعنى واحـد فقط , يستبدلها بالوصل ، وصـل الخلّ لخـلانه..
_
الصّـباح ، سيارة همام ؛
ما نام ليله كلّـه هو ضاقّ صـدره و لا بـردّ جمرّه بالحنـايا كان يفكّـر , يقتله التفكير بابـتهال , بنته و عبدالعزيز , همام و القضيّـه كانوا جـوانب قتّاله بالنسبه له و آخـرهم  الرسـاله اللي وصلت و هو بجـماعه الفجر من ابتـهال كان محتواها " خذّ عيالك امسكهم " و للحين يتأملها يجهل المعنى , يجهل وش صار بعـد خروجه من الڤيلا لانه كان حـاير , تايه و  خايف عليها من العصبيّه و يدري ان خروجه يفيدها , يدري انّ بُـعده هو اصحّ الحلول بالنسبه لها , بأوّل قُـربهم من القصر و دخـولهم من الباب نزّل جواله يناظر همام اللي يجهل سبب نداءه له من الفجـر هو عطاه خبر بانه يبيه و بالفعل راح له و الحين دلّـه للقصر من جديد يرجّـعه لمخاوف كثيـره داخله كان يتجاهلها و يتعمّد بُـعده عنها , ناظره همّـام بقلق يتساءل عن اسبابه ،
نطق  البراء يدخّل جواله بجيبه : وقّـف هنا هنا لا تروح للمواقف ,
وقـف همام بالمكان اللي قاله البـراء ينزل البراء بعدها يوقـف بالارض يناظر همام اللي ما كان منه حركه يعقد حاجبيه : اناديك لاجل توصّلني و تقعد بالسياره ! انزل انزل معي امشّ عندي سياره لا بغيت اجي وحدي بس انا ابيك اليوم امشّ ,
رمشّ همام يرفـع يده يحكّ عيـنه يرتبك من وُجوده , يرتبك من فاضح شعوره يطفّي سيارته ينزل منها يجاور البراء اللي مشى يدقّ الباب ينتظـرونه سوا , تتبادل نظراتهم و ينطـق البراء بعد ثواني طويلـه من التفكير : مرَت عمك درت عنك انت و أُنس ,
سـكنت ملامحه يُـصدم منه يشوف تنهـيدته بعدها يتضحّ له ان الموضوع ماكان عبـوره عادي , ما كان وقـعه عليها خير يُفـتح الباب أمامه يناظر العامله اللي تنتظـر دخولهم لكنه استوقف كلّ خطواته يلمح أُنس اللي وقفت خلفها و ابعد منها بخطوات يُـهزّ قلبه , تُهزّ حـصونه يلمح كمّ التعب و الخمول بملامحها و هو م اعتادها كذا , م اعتاد انّ شمسها تغرب عنها هالقدّ و هذا كله بسببه هو و لولا دخـول البراء ماكان كفّ نظره لانه فتح الباب اكثـر ينهي هالنظرات يوقف بينهم يناظر أُنس : أُنس روحي اتستّـري همام بيدخل ,
عقدت حاجـبيها تتكتّف , تتكـتف فقط هي مالها حيل للكلمه و لا الجدال لكنها ما ترضى هالشيّء ابدًا , سـكن صدر البراء لانه و اخيـرًا فهم نظرتها و التّعب اللي فيها نطق هو يسألها مباشره يناظر الدرج اللي ينزل منه عبدالعزيز : صحت أمك ؟ ,
التفتت أُنس تناظـر عبدالعزيز اللي جاوبه عنها ؛ أمي مو موجوده بغرفتها من الصّبح شفتها و لا كانت موجوده ,
لانت ملامح أُنس باستغراب تناظر البراء من جديد لانّه بدأ يحوقل كعادته تميّـز توتره من جديد يرجع يناظرها ؛ أُنس اتستري اتستري ي أُمّي ,
هزّت راسـها بنفي ترفضّ و عقد البراء حاجبيه ينقدّ ؛ اتستري ما ودّك تتسترين يعني ؟ ,
هزّت راسـها بنفي تعقد حاجبيها من جديد هيّ تنقد , تغضب من مماطله الوضع و التّمثيل : بأتستر عن زوجي يعني ؟ ,
رفـع حاجبه بعدم اعجاب يناظر عبدالعزيز اللي ساكنّ عالدرج يناظرهم فقط ثمّ ناظرها من جديد : مب ناويه على خير انتِ من صبح ربي ؟ ,
رفـعت حاجبها تكتفي من كلّ شيء , فعليًا تكتفي من كلّ شيء و لا لها طاقه تحمّل لان كل شيء يجي عليها و يضغطها : سويت شيء حرام ؟ سويت شيء ما يرضي الله ! ..دامه حلال ربي ما بيحاسبني فلا تجون انتم و تحاسبوني ,
ميّـل البراء جسده يقرب منها يناظـرها ما يستوعب كلامها لكنه يدرك تعبها و يتفهّم شعورها الحين لذلك تمتم بالاستـغفار يبعد عنها يتركها تناظر همّام اللي عيـونه ما فارقتها يحاول يقراها , يحاول يفهمها  اكثر و يقرّبـها مير العـوق اكبر من صدّت عنـه تمشي تترك عيـونه معلقّـه بفراغ مكانها الى ان ناظره البراء يأشـر له بيده بمعنى " تعال " هو بالفعل دخل لأوّل مره يعتّـب عتبه الڤيلا , يشـوف طابعها و يفهم نوعها من اوّل مره يمشيء خلف البراء اللي جلس بالكنب يناظرهم جالسيـن كلٍ بجهه , كلٍ بتعبير و كلٍ بجـوف ممتلي غريـب و لا جلس همام انمّا ظلّ واقـف يسند نفسه على الجدار خلفـه يتـرقّب ابسط  الحركات منهم وسط السـكون اللي ساكنهم بدايـةً من البراء اللي طلّع جواله من جيـبه يقرأ الرساله اللي رسلتها صيته له " ابتهال هجّـت منكم , وش سويتوا لها ؟ " يتنهـد و ينفضّ داخله باستغراب لانه م اتوقع انها راحت بالفعل , م اتوقع انها تخرج من بيتها بسببهم و كان بحسبته انها هجّت بالفعل انّما اعطى احتمالات لخروجها العادي من البيت ينزّل جواله يناظرهم : امكم خرجت و لا حسيتوا عليها , شلون ؟ ,
ما كان من أُنس الرّد هي كانت عـيونها لهمّام اللي يبادلها جولات نـظره ما بينها و بين البراء لكنه يفهم انها زعلانه , انّ قلبها غاضب لدرجة مستحيـله منه لانّها تعبّر هي , تعبّر ما تخاف من تعبيرها و لا تخاف من وضوحها للناس على عكسه هو اللي من اتنحنح البراء ماطاع نـفسه , ماطاع رغبتـه نزّل عيونه للارضّ ينفبض صدره عليها يكمّل البراء من طال صمتهم : بس اوّل شيء عبدالعزيز ممكن تطلع شوي غرفتك ؟ ,
لانت ملامح عبدالعزيز يناظره و عقدت أُنس حاجبيها مباشره تهزّ راسها بنفي ؛ عبدالعزيز مب صغير , يدري بكل شيء خلاص كل شيء مفضوح بالبيت وش باقي تتستر عنه ؟ ,
حـوقل البراء يشتّت نظره , يـبعد عنه كلّ الغضب اللي ممكن يظهره بأيّ وقـت : فكّرت بالموضوع , طبعًا هالسر ما بيفيدنا و لا يفيدك ي همام و عشان كذا قعدت طوال اللي افكرّ و قررت اننا نعلن هالزواج قبل نفسه , يكون الخبر عند الجميع و ليا فسختوا يتسمى طلاق قبل الخلوه ,
ما كان من همّام الرّد هو جالت عيـونه لأُنس من جديد يترقّب ردة فعلها , رأيها و تعبيرها بالفعل تنطق بعقدة حاجبيها : ماشاءالله , ما سألت عننا يعني ؟ انا جاهزه ماما جاهزه حنا جاهزين ؟ تبي تحطنا بوجه المدفع ؟  قدام الناس و اسئلتهم فجأه ؟ ,
هزّ راسـه بنفي يعدّل جـلوسه يآخذ نفس عميق : أمكّم هجت الحين ما فكّرت تسمعني و لا سألت عنا  و انا كوني ابوك و اعرف الانسب بالحلول يحقّ لي اختار هذا كحلّ و بعدين ماله داعي انتم , وليمه رجال نعلن بها تكفي و بعدها افسخوا و عيشوا حياتكم ,
هزّت راسـها بنفي مباشره ترفضّ , من داخلها هيّ ما تتقبل كلامه و لا تأيّده : ما بأسوي شيء و ماما مب موجوده هذا اولًا , ثانيًا يا برودة الدم اللي عليك و انت تقولها عيشوا حياتكم ! عيشوا حياتكم كذا تنقال بكلّ بساطه بعد هذا كله تحسب ان كل شيء عادي يرجع طبيعي و لا كأن صار شيء ,
ما كان منه الرّد هو يناظرها فقط يأكّد لها كلامه , نيّة فعله و كلّ شيء يوضحه لها من عدّل جـلوسه يحدّق بها فقط مثل ما هي تُذهل الحين تجـول نظراتها بينه و بين عبدالعزيز النّاقد من ليلـته البارح عليهم ما تصدّق شيء , حرفيًا هيّ ما تصدّق اللي يصير معها من حنـت راسها تمسك بيديـها تحاول تتمالك اعصابها , غضبها و تهذّب كـل ما تهوى نفسها تفعله الحين ترفـع نظرها من جديد تشوفـه يوقـف ما يطوّل جلوسه اكثر يعلن انتهاء الحكي المختصر اكثر من اللازم : خلّ السواق يوصلكم , متى دواماتكم! ,
وقـف عبدالعزيز معه : السواق مب موجود , اخذته امي معها من الصبح طلعت أشوف شلون امي راحت و قالوا لي راح معها هو ,
رفـع البراء حاجبه يشـوف وقوف أُنس اللي عدّلت لبسها تتجاهل وُجـودهم كلهم تتقدّم لطاوله الطعام تسحب مفتاح السياره تدخّلـه بشنتطها تلبس عبايتها ما تقول الكلمه لانّ جوفها حروفـه اكثر , ما تقول الكلمه لانهم يعاندون فهمها هيّ فقط اتحـجّبت تمشي تسمع البراء و توقف تلتفت تناظره " على وين ؟ " تجاوبـه دون تردّد : وين يعني وين ؟ وش عندي انا الا الجامعه لي خلق اروح ؟ ,
قـرب منها يمشي يناظر همّـام اللي كفّ بصـره عنهم  يحترمه , يحترمه حيـل يسمع البراء : امشي معي انا بأوصلك انت و عزوز ,
وقـف عبدالعزيز يهزّ راسـه بنفي : ابوي عندي اختبار اوّل حصه و أُنس بتقول ان هي قبلي توصلها ,
عقدت حاجبيها تهزّ راسـها بإيه : هي محاضره وحده مدّتها ساعتين  ما تبيني احضرها بدري بعد ! انا قبلك ,
وقف البراء بينهم يستشعر توتّرهم الخارجي عن الدراسه و طاريها , يستشعر مدى صعوبه الوضع عليهم يناظر عبدالعزيز : عزوز نوصّل اختك قبل ما نتأخر إن شاء الله ,
هزّ عبدالعزيز راسـه بنفي يشدّ على شـنطته : كل شيء أُنس ! كل شيء أُنس ترا بيني و بينها سنه سنه ! مو يعني هي بالجامعه يعني هيّ اولـى ! ,
حـوقل البراء يشوف تكتّف أُنس بدايـةً , مسـحها على ملامحها , صدرها المقبوضّ بضيق ضلوعها نهايـةً من تركت المفتاح على الطاوله تجبر نفسها على اشياء كثير تكبتها داخلها , تردع افعالها و تكـبح رغبات كثيره و لانّ هالشيء واضح لهم كلهم حتّى لهمام اللي خطف نظره لها بينما هيّ صدّت عن الكل نطق هو يخفّف عنهم : عمـي خلاص انا اوصّل عزوز , انتم خذوا السياره اللي معكم و وصّل بنتك ,
ناظـرته مباشره تزداد عقدة حاجبـيها من نطقه للحروف الخطأ , من كلامه اللي كان المفروض يقول غيـره و الحين ردّته بكلمه وحده فقط : انكتم انت ! ,
وسّـع البراء عيونه بصدمه و غضّ همام عنـها نظره يلتفت يخرج من سمع البراء يصوّت باسمـها بحدّه " أُنس " و يدري انّ هذا من غضبها , كميّـة الضّغط اللي تواجه و منه لذلك  يعطيها الحقّ , كلّ الحق معها هو خرج يطلّع بكـته امام الباب يخرّج سـيجاره منه يناظرها لطويـل الثواني يوقف كلّ افعاله يسمع انفعالاتهم داخل , يسمع عالي اصواتهم و محيط الغضب حولهم كلّـهم هو كان سببه و يلوم نـفسه , يلومها لانه قبل بالشّرط و بصم على هذا العقد يرفـع نظره لشريان و أصيل اللي قرّبـوا من البيت يدخّل سيجارته بجيبه يخفيها عنهم من سألوه مباشره : بوعبدالعزيز داخل ؟ ,
ما كان منه الجـواب لان اصواتهم العاليه كانت اجابه واضحه , كانت اجابه مباشره على السؤال مما تركهم يحوقلون , يذكرون الله لان الرساله وصلت لهم من صيته تسأل عن ابتهال , تسأل عن اللي صار و الحين هم هنا لاجل يعرفون , اتنهدّ أصيل من حسّ بوُجـوده و انتظاره اللي طال بوقوفه امام الڤيلا : انت وصّـلته هنا ؟ ليه وين سيارته ! ,
ارتبك همّام يبدّل انظاره حـولهم , ما يناظر عيونهم بعد سؤاله لهم لانه بيُفضح و كلّ شيء بدأ يخرجّ عن دائـرتهم للي حولهم و لا انقـذ موقفه الا خروج عبدالعزيز الغاضب يتجاهل وقـوف الجميع يتوجّه  لسياره همام يركبـها يحاولون يستوعبون اللي يصير من توتّـر لكن ماكان فيه ايّ شيء واضح لهم الى ان خرج البـراء يتضّح عليه التوتر من شافهم تخرج من خلـفه أُنس تتجاوزهم كذلك تمشي للسياره اللي امام سيارة همام تركبها فقط تترك التعجّـب يعتري ملامح شريان و اصيل اللي التفتوا مباشره للبراء يسألونـه " عسى ما شرّ ! " يلتفت بعدها البراء لهمّـام يربّت على كـتفه : روّح انت , خذ عبدالعزيز و روّح ! ,
هزّ همام راسـه بزين فقط يمشي لسيارتـه يسمع البراء من خلفه يجاوبهم " ام عبدالعزيز تحتاج شوي ترتاح و راحت من البيت وتّرتني و وترت العيال محدٍ يدري وينها " يستوعبّ كمّ الفوضى اللي صابتهم من اختفاءها على الرّغم من انه ما قد شافها او حكى معها لكن من الواضح انها كانت تمـحي كثير التّـوتر و جُزء كبير منه لان توترهم هذا الصباح مو عادي , مو طبيعي و واضح انه يصير لاوّل مره لذلك كان منه محاوله انه يتفهّم هذا كله يـركب سيارته ما يرفع نظره لوهله هو حاول يطيع عقله كونه يدري انها امامه بالسياره تناظره من كمّ الغضب داخلها لكنه عجزّ , عجزّ ما يرفع نظره و يلمح كمّ الشعور اللي يجتاحها هاللحظه و ودّه يكون اقرب من كذا من ناظرها هو ضُـربّ صدره بهبوبها يلمح نظراتها له , عُقدة حاجبيها و كمّ الحكي داخل عيونها ما تتمنّـع عن ايّ شيء ودها فيه حتى نظـرها له ما كانت تمنعه رغم وُجود ابوها , عمانها بجانبها هي م اتمنّـعت عن شيء عكسه هو اللي من شافـه غضّ بـصره يحرّك , يبتـعد عنها , عن القصر و الحيّ كلـه لانه أضعف من انه يواجـه المحامي و يغدره بعد ما ضحّى لاجله هو مستحيل يخيّـب ظنونـه و اتّـفاق كلامهم من قبل ..
_
المـستشفى ؛
أخـذت الملعقه عنه تنزّلـها للصينيه , تبعد الطاوله عنـه بعد ما انهى فطوره هي أخذت كلّ شيء تبعده عنـه تتقدم منه تمسك بالمناديل المبلّل تمسح فيها لحيتـه , تلاحظ استسلامه لها بكل الحركات هو مسلّم نفسه لها , للي ودّها فيه هي و للّي تشـوفه الصّح لذلك ارتسمت ابتسامه خفيفه تخفيها عنّـه كونها للحين ما حسّت انها ضامنـه توبته عنه فعله تخفيها عنه من رفـع نظره لها , تستقرّ عيـونها بعيونها يعدّل جلـوسه من تراجعت عنه تلتفت ما تبي تعصي قرارها : الدكتور قال عادي نغيّـر , نغيّـر ؟ ,
لفّـت راسها للخلف تشوفه يعدّل جلوسه بصعوبه , يتمسّك بحواف السرير يشدّ على اللحاف و تُرفع كفّـه لمكان الجرح , لمكان الالم و الضّغط اللي يحسه يتركها تقـرّب منها تساعده ترفـع يده تسمع جـوابه : نغيّـر ,
انحـنت له , تترك دقنها على كتـفه تسنده تنزّل يديـنها للاسفل تسحب التيشيرت عنـه بهدوء , بخفّه تحاولها تتركه يستشعرها أكثر مـن كان قربه لها اكثر , يميّـل عُنقه بالكامل لها يآخذ كـتفها نفَس له و مُسـتقرّ راحه من وضعه , حاله يطـفي شوق سار بـه لايـام يعتذر هو و تحسّـه هي لكنها تتدارك الوضع , تتدارك قُـربه اللي صار منها لذلك عدّلت جـسدها ترفع دقنها عن كتـفه ترفع التيشـيرت عن ذراعه اليمين , اليسـار ثُمّ راسـه تشوف ضمّـاد الجرح تلتفت عنه مباشره تتمنّع تشـوفه لانها ما تتحمّل , لانه فوق طاقـة تحمّلها هالمناظر  تسمعه يسألها " تسأليني نغيّـر و انا كلي لك ؟ " تـنزّل التيشريت و تمسك بالثاني تلتفت له تـرفع حاجبها بتشكيك تدري ان سؤاله يختلف عن فعله تمامًا حسب الوضع : كلّك لي لانك عاجز الحين و لا و انت واقف و بصحتك تمشّي اللي براسك علي صح ؟,
رفـع نظره لها لثواني يطيل النظر فيها معها , يحاولها حتّى بالنظر لكنها بكلّ مره ترفضه حتى هالمره من رفـعت التيشيرت تدخّـله براسه حتّى عيـونه تمنعها عنها تـرفع الكمّ ليده تتفادى المه , تتفادى جـرحه و تحذر لأجله تلمسه بلُطف , اسـتقواء ركـيك كانت يدينها تتمسك فيـه الى ان انهت هيّ رفـعت يدها تعدّل له بعثرة شعره من التيشيرت تحسّ بيـدينه اللي ارتفعت لها , تضمّـها من ظهرها و يضمّـها هو يترك وجـهه يلاصـق كامل بطنها يآخذ نفسه , يشدّ عليها مباشره يهمسّ بنـبرته المكتومـه : قلبٍ يتمناك ما ودك تسامحـينه ؟ ,
اتنهـدّت تغمض عيونه تمنع نفسها عنه , تمنع ضعفها تجاهه لانه للحين متمسّك فيـها بشده طاغـيّه على كل شعور ثانيه , على كلّ شعور قلب و كلّ فكر عقل هي طـغت بشعوره القريب , يلامسها , يشدّ عليـها و يطلبها تنـزّل يدها بلاشعور منها هيّ حـاوطت راسه بذراعـيها تضمّه لها , تداعب فـروته تحاول تلين معه الا انّـها للحين تزعل , للحين قلبها يزعل ترجفّ نبرتها مثـل ما خافقها يرجـف : عذبي ! ,
ما كان منـه الرّد هو ميّـل وجهه عنها , يضمّـها بشدّه له يآخذ انفاسه ينتظر اجابـتها و تكمّل هي : ما ودّك قلبي يآخذ حقه بالزعل ؟ عذبي لا عطيتك قلبي و صارت الحركه مره ثانيه وش بيكون مصيرنا ؟ ,
رمـش يسمعها فقط , يسمعها يفكّر بسـؤاله اللي تبعته بإجابتها : ما ودي اهددك بوجودي و لا ودي بكل مره اقولك عن زعلي و شعوري بالوقت اللي انت تهمشني فيه , يكفي انك تدري اني م اتحمل اكون بالموقف نفسه مره ثانيه ,
غمّـض عيـونه يشدّ عليها اكثـر ما يتحمّل الفكره , ما يستوعبها و لا يعطيها احتمالات انها ممكن تصير يهمسّ لـها بخافت نبرته من فاضّت به حـروف حكي جـوفه : تعذبّـينه انتِ ! ,
نزّلـت يدينها عن راسه ترجّـعها لخلف ظهرها , ليدينه اللي متمسكه فيـها بشدّه تبي النّفس , تبي القوّه لانها الحين بهاللحظه هو ينثر اجزاءها عنها بقُـربه : عذبي ! وخّـر شوي نتكلم و انا جالسه تشوفني و اشوفك مب كذا ,
ما تركها , ما خفّـف شده عنها هو ضاق به كل شيء , حرفيًا كلّ شيء ضاق به و لا يدري وين المفروض يكون , وش المفروض يسوي و لا يدري يركّـز بالبدايه على وش لكنه يدري انها وُجهته , يدري انّـها الاولى بين هذا كله و لا عاد به حيل يتحمّل هذا الحال اكثر لانه يضرّهم , لانه يأثر عليهم بصوره اكبر مما تخيّـلها و لانها محصـوره داخل طوق ذراعيـه حول خصرها هيّ اتنهـدّت تعجز عن اشياء كثيـر لذلك انحنت تقبّـل راسه لطويل الثـواني هي أخـذت هالقُـبله لها , له تهدّي قـلوبهم و تليّـنها تمسح على شعره تهمس باسمـه , تكرّره تبيه يستوعب نفسه : عذبي ! عذبـي ما بأروح بأقعد معك هنا الحين بس شوي وخّـر ,
طُـرق الباب يجبرهم على البُـعد , على الابتعاد و عدم اللّمس من اتنحنحت هيّ بتوتر و تركها هو لاجلها , لانها تتوتّـر بشكل مو عادي تنطق ترفع نبـرتها بعد ما لبست عباتها , طرحتها تتلثّـم فقط : تعال ,
دخـلت صيته تبتسم تشـوف حالهم الغريب , فرطة حركتها و هدوءه يبيّـن التوتر اللي هي عليه و لانه رفع يده يسند راسه , جبـينه عليها يضغط على عيونه قلقت هي مباشره تسأله : عذبي اذا انك تعبان اقولهم الحين ,
عـقد حاجبيه يرفع نظره لها باستغراب ينتظرها تجاوب استفهاماته الواضحه و بالفعل كمّـلت : نايف جاء هو و عمّـه يبون يشوفونك , برا ينتظرون على الباب تبيـنـ..,
هزت عذاري راسها بنفـي تسحب جوالها من فوق الطاوله : لا لا ي صيته خليهم يدخلون , عيب دامهم جو لحدّ الباب عشانه ليه ما يشوفونه ؟ ,
رفـع عذبي حاجبه يناظرها يدري انـها ما قالت كذا الا لأجل تبعد عنه , لأجل تعطي الراحه لقلبها انه ما يضعف و لا يكمل الحكي بينهم تناظر صيته اللي ابتسمت رغم شعورها بغرابة الوضع الا انّ جاهزيّـتها للخروج كانت اكيده من قرّبت منها تسألها : يلا نطلع ؟ اذا بتجلسين معهم انا بأطلع وحدي عادي ,
هزّت صـيته راسها بنفي تبتسم تحاوط كتـفها : لا ي حبيبتي , اتركك انتِ و اجلس معهم ليه ؟ معك معك انا ي امي ,
جبرت ثغرها على الابتسـامه تخرجّ تخجـل من وُجـودهم امام الباب و لانهم التفتوا عنها مباشره يعطونها ظهرهم الا شخص واحد كان اصغرهم , مُلفـت للدرجه اللي ترك خطـواتها عنهم تبتعد اما عيونها فكانت له ترتخي كام ملامحها توقّـف خطوات صيته : صيته هذا ولدهم ؟ ,
التفتت صـيته تناظره تبتسم تهزّ راسـها بإيه ؛ ايه ثنيّـان , ولد نايف و بشاير اللي بذاك اليوم شفتيها حامل ماشاءالله ,
همـست بـ " ماشاءالله " فقط تكمّـل خطاويها مع صيته من اختفوا عن انظارها يدخلون للغرفه ..
_
دخـل سعد للغرفه مبتسم , يشـعّ وجهه الفرح , النور و الطيبـه يلقي السلام مباشره رغم معرفته بإنه غريب عليه و لا يعرفه ؛ السلام عليكم ! ,
تعـبيره ثابت و ما من تعبيـر لان ملامحه بالمـثل ثابته يردّ فقط السلام : و عليكم السلام ,
اقـترب منه سـعد , يمينـه نايف و امامهم ثنيّـان اللي وقف يناظره , يناظر حاله بهالتّـعب يـرفع نظره لابوه المبتسم : الحمدلله ع السلامه ي عذبي , اجر و عافيه ,
هزّ عذبي راسـه بإيه يناظر سعد : الله يسلّمك , يعافيك ،
التـفت نايف لسـعد يعرّفـه لان الاستغراب واضح على عذبي , واضح شديد استغرابه ، قـرّب يقبّل راسـه يعبّر عن كمّ الحُب داخله له : هذا عمّي سعد , ابوي و جدّ ثنيّـان ..
عدّل عذبي جـسده باستصعاب يواجه المه , يواجه صدره المقبوضّ من حـاله و لولا ماكان منه التّعصـر بالم ما كان قرّب منه نـايف يسنـده , يساعده بتعديل وضعيّـته : لا تضغط على نفسك , لا تضغط على نفسك بالهون تبيـني اعدّلك السرير ؟ ,
هزّ عذبي راسـه بنفيّ ما يعجبه الوضع , ما يعجبه ايّ شيء من اللي يصير و انّ هالزياره كانت منهم حتّى لو بحسن النيّـه هو ما يحسّ ان بينهم توافق , يشعر بالتّـضاد المُنفـر رغم مساعدته له , رغم انّه ماشاف منه الا كلّ طيب الا انه للحين م ارتاح مـعه , م ارتاح معه بايّ شيء ..
_
مـكتب المحامي ؛
دخـل للمكتب و هو يدري انّ داخله شخصين ينتظرونه من آخر مكالمه اتلقّـاها من خـلَف اللي عطاه الخبر بعد شور عذبي اللي كان منـه التّسليم التام له بكلّ شيء لانه يستأمنه هو دخـل يوقـف لثواني طويـله يناظره , يناظره فقط يلقـطّ كل ما هو من دهاء خـبرته لسنين و لا كان في ايّ شيء يعارض الحكي اللي سمعه من قـرّب منهم , يجلس  على مكتبه يآخذ نفس من أعماقه : بسم الله الرحمن الرحيم ..ايه ي أستاذ عزّ وش اللي غيّـر جزمتك الفرعونيـه ,
رفـع عزّ حاجبـه و كبح خـلَف رغبته بالضّحك لانه يدري بالبراء , يدري انّه ما يتمالك نفسه حتى بأشدّ الحالات جديّه هو الحين ينـعت عقله بـ " الجزمه الفرعونيه " كمعايره مما ترك عزّ ينطق بكلّ جديّـه : ودّك بالحكي و لا امشي ؟ مب فارق معي لا انت و لا غيرك ,
عدّل البـراء جلوسه يصـمت , يطيل صمته يكتفي فقط النّـظر يقرأ كلّ ماهو واضح على ملامح عزّ ينطـق بالنهايه : اتكلّم , وش عندك علّمني ,
سـند عزّ ظهره للخـلف يآخذ راحته , يستريح لانه يدري بدهاء البراء و انّه مستحيل يعطيه هالوقت عبث : همام مسك واحد كان يتبـع آل فارس كلهم , الحين هو عندكم بالقسم ,
هزّ البراء راسـه بـإيه يعقد حاجـبيه يخلي عقله من شتّى الافكار ينصت, ينصت فقط و يكمّل عز : اعرفه , اعرفه و اقدر اخليه يتكلم عن اشياء واجد تفضح كل فرد من آل نايف , تفضح ابوي و تفضح مشهور بس لازم اكلمه و اشوفه ,
رفـع البراء حاجبه يشكّ بالوضع ؛ و انا وش يضمّني كلامك ؟ بأصدّق انك تفضح اهلك ؟ ابوك و اخوك انت بتفضحهم ؟ ,
شـتّت عز نظره عنه يآخذ نفس عمـيق : ضمانتك موجوده انت , انا هنا معك , ولد المتقاعد و ولد الايهم كلهم معك ..

اعذروني بس انشغلت مع الاختبارات و الاهل ، قراءه ممتعه🤍

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن