وين كاين ؟ ,
اتنهـدّ عذبي ما يجاوبـه يحني نظره عن همّام اللي كان يترقّب اجابته , تفسيره للوضع لكن ما كان منه الجواب لذلك اتقدّم للباب يفتحه و يدخـل يضوّي النور يكمل دخـوله يرمي مفاتحيه على الطاوله يجلـسّ بالكنب يسند راسه للاعلى و يغطّي وجـهه بكفوفـه بتعب من ايامه اللي مرّت بالتوقيف يدخل بعده عذبي , البـراء اللي قفّل الباب خلفه يعقد حاجبيـه يسند ظهره للباب و يناظرهم من اتقدّم عذبي يجلس مقابله درى هو ان بينهم حكي , بينهم الحين مناقشه بتصير و كلام يطلع من جـوفهم ينطق بهدوء : وش قال لك مشهور ؟ ,
ما كان من همام الرّد هو عدّل جـلوسه يحدّق فقـط و كمّـل عذبي يرفع حاجبه بتشكيك لان يدري بالموضوع : صدّقته انت ؟ ,
ردّ همام السؤال بسـؤال ثاني مشغله لأيـام و حارقّ جوفه على أخته : انت الحين جاوبني , وين كاين من ايام تارك اختي , حابسها و تبكّـيها ي عذبي تبكّـيها بعد ! ,
ارتـخت ملامح البـراء من طاري الحوار اللي خافه من البدايه هو حسّ من اشكالهم و نظراتهم لبعضّ ان بينهم شيء و الحين اتأكّد و لان نبرة همام كانت حادّه يكمّـل بعدها : وش هالشيء اللي اهم من دموعها ؟ وش هالشيّء اللي يتركك تتركها دموعها , دموع حفيدة سلمان ما وقفت بسببك انت و ليه ؟ ليه هذا كله ليه هالغياب و ليه هالمضره ؟ ,
التزم عذبي بسـكوته يحني راسه يغطّي وجـهه بكفوفه يتمنّع الحكي , يردّ الف حرف عن لسانه و لو الودّ وده ما يخبّي لكنه قرار ابوه و يخاف ينعرف انه يبي يتبرع قبل العمليه و يبطّل ابوه , نـطقّ همام بحده يرفع نبرته : ردّ علي , ردّ علي ي عذبي مو بكيفك هالدنيا تمشي و لا تمشّيـها على مزاجك , تروح لعزّ و تطلبه يخرّجنـي و تقضي ايامك بعيده عن اهلك و انت موجود بالرياض ؟ اتصل بك ما ترد و تجي الدكتوره تبي تآخذها للقصر على اي اساس هي تتمسك فيها و انت لا ؟ تهوّن دموع حفيدة سلمان و ترضى بزعلها ؟ ما يكفيها من الدنيا ماجاها و انت تكمل عليها ؟ ما يكفي ؟ ،
لانّ ثـواني سكوته طالت , لانّ راسه المحنّـي ما ارتفع يزيد جنون همّـام يكمّل و يناظرهم البراء فقط ما يدخّل نفسه : تفكر بكل الناس الا هي ؟ الا هي ي عذبي وينها هي بحياتك مو هي زوجتك ؟ مو هي حرمك و لها حق عليك وين حقها عليك ؟ ,
نزل يـدينه عن وجـهه يحاول النّفس , يحاول يلتزم بصمته عن امور لكنه يختنق من مكانه , من التّكتم ما يناظر همام : دام هذا هرجك و اسئلتك انا خارج ارمي نفسك انت بالماء و صحصح لا يهلكك هالجنون ,
وقـف عذبي ينوّي الخـروج و ينصدم همّام منه لان هذا مو طبعه , لانّ هو ما يهمشّـه ابد و الحين هو اعتبـره صامت ولا كأن سمع اسئلته يوقّفـه بغضب : دامك تبيها كذا ي عذبي اختي بآخذها عندي و نرجـع حايل ولا عاد تشوفها ,
التفت عذبي له بنـصف جسده و رفع البراء حاجبه ما يصدّق اللي اتوصّل له همام من كلام بينهم , نطـق عذبي بحدّه يهز راسه بنفي : محدٍ يمنعها عني و لا يآخذها , محد يآخذها ,
رفـع همام حاجبه يضحك من حاله بسخريّـه ما يستوعب كمّ الجنون اللي يسمعه و لا يآخذ حكيـه بجديّه لانه للحين ما يصدّقه : صدق والله ؟ تبيها انت وقت ما تبيها و تتركها متى ما بغيت تتركها و الحين تتركها و تقول محد يآخذها مني , على كيفك هو ؟ على كيفك ؟ ,
ما ردّ عـذبي يحاول يسكّن داخله من حكيه و يعطيه الحقّ لانه ما يدري بشيء , ما يحسّ اللي يحسّه و لا يعاني مـثله من صهيب التفتّ يبـي يروح و يقاطعه همام من جـديد يعضّ على قلبه من شديد غضبه : يكون بعلمك ان هي اللي طلبت الانفصال , و مصرّه تبيـه و لا بأوقّـفها او اردها عن قرارها دام هالسكوت منك و دامك راميها بقصـر غيرك ,
سكنت ملامحـه ما يستوعبّ الكلام و لا وقـعه على استعيابه اللي انتهى لا محال من كمّ الهموم و لانّـه الحين ينجنّ من كلـمته " هي اللي طلبت الانفصال " يـحترقّ دمه كلـه , يغضبّ و تشبّ به ضريـمه داخله ترمّـد صدره اقـترب هو من همّـام ينطق : تردّها انت , تردّها تفهمها انّ مو بـيده البعد مو بيدّه المماطل , تفهمّـها ان الحال مب زين و انّ الدنيا باقي ضدنا تفهمها همام تفهمها ,
هزّ هـمام راسـه بنفيّ ما يترك العقل بعذبي اللي ضربّ صدر همام يوقـعه بالكنب و يصـرخ بعالي نبرته : تفهمّها , تفهمّها و تنتبه لها , تصـونها هالفتره بس ما تبعدها ي همام , ما تبعدها عنـي و خالق الارض و باسطـها احرق الدنيا , احرقهـا كلّـها بمن فيها ,
وسّـع البراء عيـونه يستوعب هجوم عذبي على همام و لاوّل مره يلمحه بهالشكل هو - يحترق - فعليًا ما يمثّل لان حاله اصعبّ من كل مره و احـتراقه بهالشكل امامه يشهده لاول مره لذلك اتقدّم يسـبق حركه همام بانّه يدفّـه من صدره و لا ابدى عذبي ردة فعل لانّه الحين يدعي على يده اللي انمدّت عليـه يوقـفه البراء يـوقف بينهم و يصـرخ همّام بعالي نبـرته يزلزلّ جـدران الشقّـه : احرقـني , احـرقني انا بعد و احـرق عذاري , احـرقنا و ارتـاح ما تشوف الا نفسـك انت ! ما تفكرّ بـنا ما تفكّـر بزوجتـك ما تفكّـر بأحـ...,
اتقـدم منـه عذبي ما يتحمّل كم الأسئله , كمّ الوجـع داخله ما يقدر يردّ حـروفه هالمره لكن رده البـراء يمسك بصدره و يحاوطـه يسمعه ينطّق بحرارة جـوفه مو بواعي عقله : ابــــوي مريــض ! ابـــوي تعبـان اسكتّ ولا كلمه يكفي ,
سـكن همام كلّه حتى جـسده , ملامحه و جنون ركدّ يـناظر البراء اللي رفع نظره يبتعد عن صدر عذبّي المتـمدّد يحاول النّفس و لانّ قلبـه دقّه بوُجود شيء من موضوع سفره للكويت الحين قلق اكثر يسألـه مباشره : وش قـلت ؟ ,
ما كان من عذبي الرّد هو كان يناظـر همام بفحيح غضبّـه , باحتراق جـوفه و نبضّ عروقـه بالمستحيل اللي يصير معه يكرّر البـراء سؤاله يرتخي كامل جسده تنزل يديـنه عن جسد عذبي : عذبي وش فيـه ابوك ؟ وش فيـه ؟ ..
_
فـتحت صيته الباب تستقبـل دُخـول نهاد , ابتهال , نور و أُنس اللي كانت آخرهم تحمل بيدّها صينيه الكيكه , يسلّـمون و تسلم معهم يسألون عن بعضّ بوُقوفهم امام الباب تنطقّ نـهاد اللي تناظر نور ماسكه بالكيس : عسى م اتأخرنا ي صتّـو ؟ طبعًا نور اشغلتنا تبينا كلنا نروح نشتري معها و نختار ,
ضـحكت صيتـه تناظر نور اللي يشع قلـبها بفرط الحماس يبان عليها : روحي قيسي خليني اشوفك يلا ,
اشـرت نور على الكيسّ تغتّـر بعيونها تغمّضها : اكيد اكيد بأقيسها الحين و تشوفون احلى نيرس بعمركم كلّه ,
ضـحكت ابتهال تناظر أُنس : جبت معي كيكه ي صيته أُنس خذيها للمطبخ ,
ما كان من أُنس الرّد تروح عنهم و تترك الاستغراب بملامح صيته لانّ كل الانعـدام بالطاقه فيها تشوفه تسأل ابتهال بهمس : وش فيها زعلانه ؟ ,
اتنهـدّت ابتهال ما تدري عن السّبب الفعلي لكنها تدري انه من بعد يوم المفاجأه اللي قدّموها له ترفع كتوفها بعدم معرفه : كلمتها بس تقول مافيها شيء , ادري فيها شيء بس نتركها كم يوم يمكن شايله هم الجامعه قلت ,
هزّت صيـته راسها بإيه تتابع خطواتها الى ان اختفت عن انظارها ابتسمت تناظر البقيّـه تدلهم بيدها : يلا نور روحي قيسي و ورّينا , ادخلوا لا توقفون عند الباب اتفضّلوا ,
مشـوا يدخلون للصاله يسلّـمون على هند و نوره اللي كانت تجاورها , يتوزّعون بالاماكن تُفتح المواضيع و تكثر الحوارات و تبادل الآراء بينهم تحضـر اريام بالقهوّه تسلم عليهم و تترك القهوه بيد صيته اللي وقفت تقهويـهم تنطق بابتـسامه : الحمدلله , الحمدلله ي جماعه عدّت الاجازه على خير و بكره دوامات احس بيرجع الروتين بس احب هالروتين رغم انه متعب ,
ابتسمت نوره تهزّ راسـها بإيجاب تأيّدها : ايه والله انه نعمه , نعمه رغم انه متعب الا ان نعمه كبيره الحمدلله ,
دخـلت أُنس خلفها العامله اللي تمسك بالصحون , توزّعها على الطاولة الكبيره بمنتصف الصالـه ثم تخرج و جلست أُنس تجاور ابتهال بعد ما عدّلت اماكن الصحون للمره الثانيه تناظر اريام اللي جلست جنبها تهمس لها ؛ أُنسـي , بكره بتداومين جدولك نزل ؟ ,
هزت أُنس راسها بإيـجاب تآخذ نفس من اعماقها : ايه ان شاء الله , بأروح اشوف القاعات و كذا و امشي شوي بالجامعه استكشفها ,
ابتسمت أريـام بخفيف ترفع حاجبيها : تدري ايش الحلو ؟ ان صرنا انا و انت و نور كلنا بنفس الجامعه يعني متى ما صار لنا وقت نجلس مع بعض نجلس ،
ابتسمت أُنس تجبـر نفسها لانها تحبّ اريام و تدري انّ ردة الفعل عندها مهمه : ايـه , بس م ادري كيف جدولك انت ؟ ,
رفعت اريام جوالها تبي تفتحه تشـوفه لكن دُخـول نور بالسكراب الازرق بكامل حماسها تآخذ مسـارها حول الطاوله الكبيره بوضعيّـه تحبها هي بكل مره تآخذها و توقف قدام شخص و يضحكون هم , يضحكون من قلبـهم و يشوفون فـرحها لانّ فعلًا هي - تستعرض - لهم : وش رايكم ؟ ,
ابـتسمت نهاد و رخت ابتهال ظهرها للخلف : يهبّل , شفتي شلون هذا احلى من اللي شفناه بالمحل اللي قبل , قماشه يهبّل حتى شكله كذا من بعيد مرتّب ,
حنـت نور راسها تناظره تشتدّ ابتـسامتها و تناظر صيته اللي تصبّ القهوه لنفسها و تسألها : هذا نفس المحل اللي قلت لك عليه ؟ ,
هزّت راسـها بإيجاب نور تضحك : شاهر قال لي على محل و قلت اروح له بس ما لقينا شيء عجبنا و بعدها رحت للي قلتي له عنه و جاز لنا هذا ,
هزت صيته راسها بزين تبتسم لها و رفـعت أريام جوالها تصورّها , تنزل الجوال و تنطق نور : لا ترسلينها لاحد اريام بس احفظيها و ارسليها لي ,
قـاطعهم من خلفهم الصوت اللي يعرفونه زين , يحفظوته و اشتاقوا سمـاعه : وش يعني لا ترسلينها لاحد ؟ يعني اذا اتزوجت و سافرت ما يحقّ لي اشوفك بالسكراب ! ,
التـفتت نور ما تصدّق سماعها تشـوف هيام اللي رافعه يدينـها لخصرها تنقـد و صرخـت تركضّ لها تضمّها بشدّه : هيام ! متى جيتي ليش ما قلتي لي ؟ ,
ضـحكت هيام تشدّ عليها بالحضن تناظرهم امامها يوقـفون لاجل يسلمون عليها و يسألونها عن حالها , تشتدّ ابتسامتها لانها اشتاقت لهم و للحبّ اللي تحسّه مـعهم تخفّف من نور و تقبّل خدها تمـشي لابتهال اللي ضمّتها تسأل عن حالها , نهاد و آخرهم أُنس اللي كان حضـنها هادي , مرتخي على غير العاده رغم فرحها الا انّ خمول الشعور داخلها كان واضح لهيام اللي ابتعدت عنها تهمس لها بعقده حاجبيها اللي تقلق : فيك شيء ؟ ,
هـزّت أُنس راسها بنفـيّ تميّل شفتها رغم حرارة محاجرها , حرارة قلبها بالشعور المتخالط : وحشتيني ! ,
ابتسمت هيـام تقرب منها تحضنها و تسمع نوره اللي نطقت : وصلت اليوم قبل شوي حبّت تخليها مفاجأة لكم ,
جـلست ابتهال تشوفها , تميّـز الاختلاف اللي صارت عليه كبنت متزوجـه : ي حلوها من مفاجأة ,
ضـحكت صيته بخفيف تنزّل جوالها : على اساس كنتي بنتنظرينهم كلهم يجون و بعدين تفاجئينهم ! ,
اشتدّت ابتـسامه هيام تجلس , تعدّل فستانها و لانها اشتاقت لهالحبّ و لان اصواتهم اعتـلت بالصاله ماكان منها التحمّل و نزلت لهم : م اتحملت ! م اتحملت اشتقت لكم كلهم تبوني افوّت هذه الجلسه ! ,
كثـرت الاضحاكّ , اعتلت الضّجـه بالصاله اللي تجمعهم الحين بالحبّ و تحوّف قـلوبهم توشّـحها بالاطمئـنان على انّ قلبّ صيته قلق و خايف و بالمثل أُنس اللي تخفي الشعور و تفشل بكلّ مره الا ان ما كان شعور الحبّ ناقص بهالجلسه تنطـق صيته اللي وقفت : يلا هناي جتّ بافتح لها الباب ,
عقدت نهاد حاجبيها باستغراب تفتقد وُجودها : اقولك صيته وينها عذاري ما شفناها من دخلنا ,
هزت صيته راسها بإيه ترتخي ملامحها : ايه والله بمجلس الرجال مع اخوها ,
سكنـت ملامح أُنس تناظر صيـته بذهول و لان قلبها سكن الحين تبدّل انظارها للي حولها تتأكد من ان اللي سمعته هي نفس اللي هم سمعوه مو خيال من تفكيرها فيه الى ان اتأكّدت من أريام اللي نطقت " ماما ترا ما رسلت لهم حلى عذاري م تحبّ الحلى بس م اعرف اذا اخوها يحبه او لا " كان منها تعديل جلـوسها لان المشاعر اللي فُرطت داخلها الحين كركبّت شعورها الخارجي بجوارها اللي صارت تتحرك دون شعور منها تبدّل انظـارها لهم بتوتّـر تبي تخرج من عندهم , تبي تشوفه و تبي تروح له لكنها ما تدري كيف من وجودهم حولها و وجود عذاري عنده تعجزّ انها تفكر , تعجزّ انها تضبط نفسها عنـه لان كلّـها الحين تبـي - شوفـه - حتى لو كان المانـع صعب هي رح تتجازه اكيـد و نيّـتها الحين تتجاوز كلّ الوُجـود هنا لاجل تروح له , لطرفـه و مكان وُجوده..
_
مسـح على شعرهـا و هيّ تاركه راسـه بفخذه من كمّ الثقل اللي تحسّه بنفسها , شعورها , جسدها و ايامها كلها ماعادت عاديّـه الا سـود ساد على حياتها بكلّ الاطـراف و لا كان فيه ايّ سبب يوقّـفها على حيلها من ايام الا جيّته , الا مواساته لها اللي تحبّها من صغرها و للحين هو م اتغيّر عليها يعطيها نفس الشعور , المواساه و الطبطبه على القلبّ يحـاوطها الشعـور كأنّـها وسـط رحـم الحمايّه لانـه كان ظهرها و للحين تشوفه ظهرها , حبيبها و دمّـها اللي يخاف عليه يحسّسها بشعوره معـها ما يهون عليه شعورها القبيح , ما يهون عليه وحشـة الشعور داخلها و لا المخاوف اللي يعرف هو كيف هي تعجز تواجهها مثل ماهو يعجز يواجهها لكن لكل منهم طريقـته بالتعبير , طريقتـه بالجهاد و المحاربـه و لانّها تستصعب جـهاد تساؤلاتها داخلها و مـنعها عن نهشّ عقلها و جسـدها نطقت هي توجّه له السؤال : همام وش صار على ابوي و قضيّـة امي ؟ ,
اتننـهدّ يرفع يده لشـعرها يمرّر اناملـه لفروتها يحاول ينسّـيها و يسايـر يومه و شعوره : ماصار شيء للحين يحاولون , يحاولون و الله يعين ,
ارتـخى صدرها تغمّـض عيونها تسمع جوابـه ترجع تساؤلاتها على أكثر ما يشغل بالها هالايام و تحاول تمنع حروفها لكنه يدرك انّ صـمتها من البدايه عنه و لانها حتى ما سألته عنـه للحين ماهو الا استصعاب تحمّل لها لذلك نطق بخفوت : تمرّ ي عذاري تمرّ الايام و مصـير هالحال ينتهي , تروحين بيت عذبي و تتزوجون تشوفون الهنا بحياتكم و لاعاد تتعب هالعيون من دموعها ,
رفـعت يدها تحكّ عينهـا تستوعب كلامه تسمعه لكنه يثقّـل شعورها على نفسها و تصرّ على قرارها للحين : خذني معك همام , خذني معك لشقتك ماني طايقه القصر والله مو طايقته ,
ميّـل رقبـته بألم من وضعيته , جلوسه لطويل الساعات معها هنا يحتوي شعورها و يطمّنها بوُجوده يفكر بيـومه يهزّ راسها بإيه لانه يدري بشعورها , يحاول ما يضغط عليها اكثر : ابشري , ابشري آخذك مير مو اليوم , اليوم انا عندي اشغال و ما ظنّتي بأرجع الشقه تبيني أمرك بكره ؟ ,
هزّت راسـها بإيه و ابتسم هو بخفيف يمنع حروفه عنها لانه يدري انّ المخاوف بتزيد عليها , بتزيد عندها و لا تتحمّل هي خوف اكثـر على عذبي اللي الحين هو يدري انه قطع طريقه للمستشفى , انه قرّر و معيّي يرجع بقراره حتى من كلامه الكثير هو انهى النقاش بـ " أبـوي هذا , أبـوي لحد يحاول يمنعني " و رافقه بالنهايه البـراء معه و أخـذ هو دربه لها , ينطـق يذكّـرها : اذكر يوم امـي كانت تجدّل لك شعرك و اتعلّـمت منها, تبيني اجدّلـه لك الحين ؟ ,
ابتسمت بخفيف تطغـى عليها ذكرى تفتقدها , تفقد شعورها و هزّت راسها بإيجاب تعدّل نفسها , جسدها و جلوسها تعطيه ظهـرها يمسك بشعـرها يجدّلـه , يمسح عليـه و يبتسم يآخذ ذكراه لقلبه , صورتها لـخياله : أخذتي منها الشعر , لونه و طوله و شكله كلّه لها ,
هزّت راسـها بإيه تـرفع يدها تمسح حارقّ خدها اللي هلّ بلاسابق احساس تسمع همسـه بـ " ماشاءالله " ينهيه للنهـايه و التفتت له هي بعدها تدري بحاجتهم للشعور هذا , تدري انّهم يفتقدون نفس الشخص و يخافون نفس الامر لذلك قربت منـه تضمه مثل ماهو بادلها يضمّها يتمنّع الدمع , الضّـعف و رجفة القلب بالذكرى الى ان طُرق الباب يفتح جزء منه يُسمع صوت صيـته لهم من خلفـه : همام ابوي تبي حلى ؟ عذاري امي تعالي خذي لاخوك حلى ,
ارتخت احضانهم , اجسـادهم يبتعدون عن بعض و نطق همـام يردّها : لا , مشكوره خارج انا والله عندي اشغال السموحه منك ,
ناظـرته عذاري بذهـول لانها للحين ما اتشبّعت من شعوره , للحين ما اكتفت بوقته معـها و رفـع يده يمسح دمعها يبتسم بخفيف يجبر نفسه رُغم كثرة المشاكل لاجلها : بأرجع , بأرجع لك بكره و آخذك ان كان ودّك ,
رفـعت يدها تكمّل تمسح دمعها تهزّ راسها بزيـن و رفع صوته هو لصيته اللي على الباب : خذي معك عذاري ي دكتوره , خذيهـا ,
ابتـسمت صيته تناديها و وقفت عذاري مع وقـوفـه تعدّل نفسها و طـولها تودّعه تمشي للباب و يسمع تعجّب صيته لها " جدّلتي شعرك ؟ " و كان منها الجواب " همام جدّله لي " ترتخي ابتـسامته يسمح للشعور يفضّ داخله ينفجّـر بكل ما كان يتمنـعه يناظر نفسه يدخّل يده بجيبه يطلع البكـت , يمشي للباب يخرج يقفله خلفه يترك السيجاره بيـن شفتيه , يولّـعها و ينزل الدرجـات يآخذ نفسـه منها بشراهّه ينفـث دخانـه يتأمـل النخل امامه , مـدى الوُسع اللي امامه و لا كان يحسّه لان داخله الضيّق , لان صـدره المكبوت بالوجع و الهمّ يسمع خلفه صـوت الباب اللي فُتح و التفت يناظـره بذهـول سمع صوتها , يسمع الهدوء اللي يضربّ بصدره الحين تناديه باسمه " همام " تسـكن ملامحه يشـوفها تنزل الدرجات توصـل له و تضمّه ما تترك المجال له انه يستوعب , ما تسمع ردّه هي تمحي شعور القلق بقربـه من حضنته تهمسّ له : ما صدّقت ! ما صدّقت ان طلعوك من التوقيف , قالت عمتي صيته انه بالمجلس و كنت انتظر عذاري تخلّص منك و تخرج عشان اشوفك ! ,
كانّ السكون بقلبه , بعجزّه انه يستوعب كمّ هالقربّ منـها كانها تنقل له هدوءها و تمحي الشعور اللي بقلبه مع خوفها يحسّ بها , يحسّ بيدينـها اللي تحاوط عرضة كتوفـه بالنسبه لها تخفّف عنـه و لانّ الاولى كانت منه بسبب خوفه , الحين هو يحسّ بالثانيه منها بسبب خوفها عليها تناظره تعضّ شـفتها تمنع مـوجّ المشاعر بعيونها لكنها ما تقدر تمنع رجفة نبرتها : ليه أخذوك ؟ سألت بابا ما قالي ليه و لا رضى يقولي تركني كل الايام خايفه و قلقانه عليك مع اني متاكده انك م سويت شيء بس ليه ؟ ليه ي همام حبسوك كم يوم بدون سبب ؟ ,
رفـع يدّه لظهرها من الخـلف ما يقدر يمنع اندهاشه منـها و لا يقدر يمنع عيونه هالمرّه يشوفها كلها , رجفتها و دموعها و كفوفـها اللي كتوفـه تقـرب منه بسبب خوفها و يحسّه هو يدري انها ما تمثّـل لذلك رجع يده لخلف ظهرها يمسح عليه يطمّنها لاجـل ترخي يدينها عنـه بوسط خوفها يبي يعطيها حقّ الشعور و يبي يعطي نفسه حقّ الشعور لكـن العوق اكبر : بيشوفونا ي بنت , يشوفونا كذا واضحين حيل لهم ,
ميّـلت شفتها تزعل مبـاشره يزعل قلبها لانه ما يجاوبها على سؤالها تناظر عيـونه مثل ما يناظرها هو , تلمح الهدوء اللي يتصنّـعه لاجلها و الكبـت اللي داخله : ليه ما تجاوبني ي همام ؟ ليه تخوّف قلبي و انا قلبي م اتعوّد يخاف ,
ابتسمّ بخـفيف يجبر نفسه رغمّ ثقل عتابها على قلبه و وضوحها امامه بالمشاعـر يحسّسها بيده اللي على ظهرها تمسح عليه : سلامة قلبك ي بنت المحامي , سلامته منـي و من كل خوف ,
هزّت راسها بنفـيّ ما يرضيها الشـفاء منه بما ان يعني نفسه بـ" المرض " الحين تخفّت نبـرتها مثل ماهو يتكلم معها بالهمسّ لانه يخاف عليها من الشوف و لو احد درى عنهم ما بيصير خير : ليه سلامة قلبي منك ؟ انت سويت شيء ي همام ؟ ,
ماكان منـه الرّد على انه يفهم قصدها , يفهم انها تقصد سبب تلّـه و كمّـلت هي ترد عنـه : ادري انك ما سويت شيء , ادري همام انت مستحيل تسوي شيء لاحـد ,
نـزلت انظاره لنازف دمعها على خدّهـا يوصل لدقنهـا و يُقهر داخله انّ هالدموع له , بسببه و لانه يحاول يمنعها عنّـه و يبعدها لكنها تصـرّ يدينها للحين على كتوفـه يسألها يتوّه داخلها : تعـرفيني انتِ ؟ ,
لانّ سـؤاله كان وقعه مثل ما يبيه بالضّبـط و توّهـا الحين هي رخت يدينها عن اكتافه تجهل الاجابه , تجهل الموضع اللي المفروض هي تعرفـه لكنها تناظره للحين ما تفـكّ قيد عيـونه عنها بالمثل : مستـحيل , يبان عليـك و اشـوف الخير فيـك حتى لو م اعرفك ي همام , ابي اعرفك الحين انا ,
سـكنت ملامحه ترتخيّ , تختـفي ابتسامته من طلبها الصريح بمعرفتـه حتى بـوسط التيه اللي تحسّه هي تعبر عن رغبتها , شعورها و تصدّق نفسها بصورة مستحيله تكمّـل بعدها : ابي اعرف كل شيء همام ، ابي اعرف ليه اخذوك ,
أخـذّ نفس لأعمـاقه لعلّ القيد ينتهي , لعلّ قـيدها يفكّـه عنها و يحرّر صدره من هبوبهـا يناظر الباب خلفها : ادخلي ي بنت ادخلي لحدٍ يشوفنا ,
هـزت راسها بنفيّ ترفض تمامًا : لا , ابي اعرف همام لا تقولي ادخلي بأفهم انا , ابي افهم ,
هـزّ راسه بزين يسـايرها باللي يرضيها على عكس اللي يرضيـه : طيّب , ادخلي الحين الليل بأجـيك و معي شغله ,
عقـدت حاجبيها باستغراب منـه يتآكل عقلها فضول : متى بتجي ؟ ايش هي الشغله ؟ ,
نـزل نظره للسيجاره اللي على الارضّ كانت بيده و لا لاحظّ سقوطها منه لذلك دعسها بتفكـير ثمّ رجع نظره لها : تشوفينها بعدين , قبل الفجر انتِ نايمه صح ؟ ,
رفعت كـتوفها تفهم محاولـته بالمراوغه انّه يجي بوقت نومها لاجل ما يقابلها : عادي اصحى , اذا ما كنت صاحيه دقّ علي و اصحى ,
هزّ راسـه بزين يبي يلتفت عنـها لانها توصل له بكلّ الاتجاهات حتى لو كانت تعارض اتجاهاتها هي بكلّ مره تلقى طريقه تقابل اتجاهه و تعارضه لكنها مسكت بيدّه توقف خطوته و ترجّـع نظره لها تجبره حتى من لاشيء : همام بدون حلف تصحّـيني لو كنت نايمه صح ؟ ,
ابتسم بخـفيف يهزّ راسه بإيجاب يعدّل جسده و يقابلها بالطول , بالجسد و يناظر الباب خلفها لانه فعلًا الحين صار - مقيّد - فيها : ادخلي يلا ي بنت المحامي , اجيك الليل احاكيك برواق الحين قلق كلّ الناس حولنا و تشوفنا بأيّ وقت ,
ماكان منـها الرّد هي شتت نظرها عنه تفكـر لثواني طويلـه بينما هو يناظرها و لان داخله هو متوتّر , مو مرتاح و يرتبك كلّه من اللي يصير , يقوله و تقوله هي هو بالوسط الحين الى ان ناظـرته هو هزّ راسه يطمّنها بخـفوت نبرته : روحي , ادخلي بالليل يصير خير ,
رفـعت يدها تعدّل ياقـه قميصها الابيضّ , سلسالها و تناظره بتوتّـر تحسه مثل ما يحسّها لان كلهم متوترين , كلّهم وسط هالمعمهه اللي ما يدرون وش نهايتها لكنها افصحت عن كثير خلال دقايق فقط هيّ عبرت عن نفسها بصورة مبالغه و توها تستوعب لذلك اخـتارت تنسحب الحين , مرّتها هذه هي اللي اختارت تنسحب لاجل تعرف نفسها , تراجها و التفتت تمشي عنه للباب تدخل و تقفّلـه تتركه بحـيره امره , بيـن " البين " هي توّهـته اكثر مما هو حاول يتوّها و يبعدها عنه يرفـع كفوفه يمسح وجهه ثمّ يـرجعها لخلف رقبته يضغطّ عليها يستوعب يومـه , اللي يصير معه و اللي يحسّـه و لا شيء عادي , ما كان للعادي وضع بيومـه لانّ كل اللي صار معه فجّـر داخله شرايـين من وقعها عليـه ,
التـفت عن القصر يمشـي عنه و هو كلّه فيها , كلّه لها و كلّـها داخله ما يقدر يفكّ نفسه منـها و لا يقدر يتجاهل شعورها اللي سـرى داخله و لانه ما حسب حساب شوفها بالقصر هنا هو ارتبك كلّـه , ماعاد له منطق يفكر و لا وعيّ يتصرف به هو مشـي , مشـي فقط يسمع أذان المغـرب يردّد مع المـؤذن و أخذ خطواته للمسجـد " الله أكبـر " ..
-
-
المـستشفى ؛
دخـل للغـرفه اللي كانت مخصّصه له لأجل تبدأ ساعات التنويم و يدخل خلفه نايف اللي حامل الشناط بيـده يتركها على الارض بجنب الدولاب يناظـره : عمّي الحين بيجيك العشاء , تتعشّى و يبدأ صيامك عشان العمليه ,
هـزّ صهيب راسـه بزين يناظره , يتفحّص الغـرفه و يحاول النّفـس من أخـذ الغرفه كلها لعيونه : ما بها دريشه تنفتح ؟ ,
ابتسم نايـفّ يهز راسه بنفـي : م ظنّتي ي عمي لكن لو ودك نخرج نمشي تحت حول المستشفى ,
هزّ صـهيب راسه بنفي يجلس على السرير يناظره بهدوء و نطق نايفّ : طيب اشوف انا الحين كيف النظام , متى و الوقت و كل شيء بآخذه الحين , توصّي على شيء أجيبه لك معي ؟ ,
هزّ صـهيب راسه بنفـي يسأله ذات السؤال من ايام : عرفت من المتبرع اللي قال عنه الدكتور ؟ ,
أخـذ نايف نفس عميق يهز راسه بنفي يخرج بعدها يبقيه وحـده , وسط شعوره القبيح و مخاوفـه من اللي يصير معه , بيصير معه و جاهلّ كل ما بعد العمليه وش بيصيـر , يألمّـه قلبه لانه بالوحده و هو اختارها على انه يشوف الخوف بهم ، بعيـونهم و نفسيّـتهم هو يفضّـل شعوره هذا عنهم و لان صورتـه امامهم اقوى من كذا , اكبر من كذا ما كان منه رغبه ان ضعفه هذا يوضـح لهم بهذه الصوره و هذا الشكل المـؤلم و لا كان لضيـق صدره حلّ الا انه يـرجع لله , يشكّي لله و يتقرب لله اكثـر من وقف يـنزع جزمته - أُكرم القـارئ يتركها قرب السرير يتلفّـت حوله يدور سجاده و لا كان بعيـونه لذلك قرب من الدولاب يفـتحه يشوفها اسفله و سحبـها , يفردّ طيـاتها ثم يبسطها على الارض يوقـف باعتدال , يصحّح نفسه , علقه و كلّ قلبـه يخضع لله بكلّ شعور من حُبّ , خوف و رجـاء هو كان يصلّـي بقلبه , بنيّـته يرتجـي من الله و يستودع أهله , صيـته , عذبي , اريام و نفسه أخـيرًا لأجل يرجع لهم و يكمّـل الحياة معم لأنه ما بعد شبع من شعورهم , اتشبّع بـوجودهم يمّـه و لان العائق بينه و يين ولده باقي م انزاح و لا ذابّ الجلـيد اللي يبنـي بروده عليه هو يدعي , يرتجـي ..
_
خرج نايف و هو له نوايا اكثر من حروفه اللي قالها لصهيب لانّ قلبه كبير و علمه اكبـر من مجرد سؤال أخـذ خطواته لغـرفه الشخص اللي أشغل باله لايام , كان يمشي و يذكر الله بلسانـه الى ان وصل للغـرفه هو دقّ الباب المردود يدخـل يلمح البراء اللي ساندّ ظـهره للجدار , عذبي اللي امامه ممرضّ يحقـن ابره الوريد و همام اللي رافـع جواله يكلمّ بصوت المكبّـر يسمع آخر الكلام " م اعتـرف للحين " يجاوبه همام بـعدها بـ " يعطيك العافيه " يقفّل الاتصال و يناظر بعدها عذبي اللي كانت نظـراته للباب , لنـايف تحديدًا و عدّل همام بعدها جلوسه جنب عذبي يتابع خطـواته لهم , سلامه على البراء ثم عليه ثمّ على عذبي اللي ابتعد عنه الممرض يطلع من الغـرفه : اخبارك ؟ ,
ما كان من عذبي الرّد الا انه اتنهـدّ يردّ حروف مبطيّـه تهلكه اكثـر من ضيقه اللي يحسّ فيه يرفع نظره للبراء اللي نطق : صهيب وصل ؟ ,
هزّ نايف راسـه بإيجاب و عدّل عذبي جسـده يناظر همام : م اعترف مير وراه بلاء , حاول لازم تحاولون ي همام ,
هزّ همام راسـه بإيه و رفع البراء حاجبه : شفّ خلف عند ال**** بالغرفه و مصحصح هو ,انا اقول اتكلّم معه الاكيد انه يدري بشيء و يتكلم ,
ما ردّ همام يضيق صدره , تُكتم حروفـه من شدّة الشعور القبيح لانّ كل ما تمرّ ذكرى امه مع ام عزّ يتذكّر النتجيه اللي هم يجهلون سببها للحين و رفـع عذبي يده لخلف رقبتـه يشدّ عليها من حسّ بضيقه لكنه يأيّد كلام البراء دام الوضع راكدّ , دام الفعل محصور بالعمليه هالوقت ما ودّه يوقف كل شيء لاجله : كلّمه ي همام , حاول و جرّب لازم تجربون ما يصير نبقى كذا معلّقين لا تنتظروني ما ندري وش يصير ,
عقد نايف حاجبيه يهزّ راسه بنفي رغم انه يجهل اللي يصير و الحدث , يجهل وش اصل كلامهم : ما يصير الا اللي كاتبه ربّك و باذنه ناجحه , تتم و انت بكامل صحّـتكم ,
ناظره عذبي لجُـزء من الثانيه ثم رجع نظره لهمام يرجع يشدّ على رقـبته يهزّ راسه بإيه : لا تنتظرني ي بوخلّي , لا تنتظرني رحّ الحين شفّـه و ادري انّ الرجال به خير حتى لو كان منه الخير ما يسوي الشر خلاص هو اخذ درسه من اللي كان يسـوّه و ما من ضرّ لا جربت , جرّب ما تخسر و لا تطوّل الموضوع اكثر ,
رفـع يده لركبة عذبي يضربّـها بخفه و وقـف يستأنهم بالخروج و بالفعل خرج يسأل بعدها نايف بفضول : وش فيه ؟ عندكم مشكله اقدر اساعدكم فيها ان كان ودّكم ,
هزّ البـراء راسه بنفيّ : لا ي حبيبي لا يعطيك العافيّه , قضيه هيّ و نحاولها الحين حنا انت لا تشغل نفسك ,
ماكان من نايف التعليق الا انّـه دخل مباشره لموضوع جيّـته يناظر عذبي اللي يبادله النظر : تعشّـيت ؟ ساعات الصيام بتبدأ بعد شوي ,
ردّ البراء عن عذبي من طالت ثواني سكوته ما يجاوبـه يهز راسه بنفي : عيّـا , و للحين معيّـي ما وده يقول دام المغذّي موجود موجود ماله داعـي ..
_
دخـل همام لغرفـه عـزّ يشـوفه كيف رافع راسـه مغمّض عيونه , ساند ظهره للخلف و رافـع ظهر السرير لاجل يتمّ جلوسه بلا تعبّ ، نـطق همام لخلف اللي يتثاوبّ على الكرسـي : خلف , روّح انت ارتاح و تعال قبل الفجر انا باقعدّ معـه ,
فتح عزّ عيـونه يلتفت له بنظـره و تسكنّ ملامحه لانه يميّـز من هو , يدري و يسمعه يطلب من خلف انه يرتاح و بالفعل وقف خلف يسحبّ شماغه و طاقيته اللي داخل العقال يستأذن و يخرج يبقى همام اللي قفّـل الباب يتقدم منه , يجـلس بالكرسي امامـه تستقـرّ عيونه بعيـون عز لثواني طويـله بها حكّي واجـد و لانّه هالقدّ هو يجهل بايّ حرف يبدأ , بأيّ كلمه يستفتح معـه جوفّ صدره لكنه اخـتار ينطق بسؤال واحد اهلكّ داخله من ساعات و توّه عقـله : مشهور يقول انه يدري من اللي قتل امي , يدري ؟ ,
ما كان من عزّ الردّ لان تعابيـره ثابته بصوره مسـتحيله يسمع سؤاله , يشوف الوجـع بعيونه و هدوءه الغير معتادّ يسأله و ضلوعه ترجفّ من كم الخـوف و يدري عزّ ان الخوف هذا ماهو الا عدم استعداد للمعرفـه لانّ جروحـه تصحى بعد غفوتها لعشرين سنـه هذا العلم رح يصحّـيها يكمّـل بعدها همام : اذكر امي كانت مع امك , و اذكـرك انت تحطّ لها ابرة السكر هذا كله كان قدام عيني و الحين لا امي موجوده و لا امك موجوده ,
رمـشّ عز يشتت نظـره عنه لانّ ذكرى امه موجـعه , يذكرّ حبه لها و وقوفها لاجلـه ضدّ كل الناس و تحمّلها من ابوه لاجله يرجع نظره له من سـؤاله اللي ما تركّ ذرة بجسده الا و ارتعشت : تهـقى الطيبـه هي اللي سوّت بهم كذا ؟ ,
طالـت ثواني سكوتـه يكمّـل همام : امك وقفت معك و ابوك ظلمها و ظلمك , امي وقفت معك و مع امك و جزاتها الموت يعني ؟ ,
حـنى عزّ راسه ما يناظره , ما يقوى رغم جهله بالأكيد و الصحّ الا انه حنـى راسه يخجّل النظر لان ابوه هو القاضي الظالم بهالموضوع و عدّل همام جـلوسه يقرّب الكرسي من عز اللي ناظره مباشره , نطق همام : مسكنا الرجال اللي يلاحقنا من فتره بس واحد , باقي واحد ثاني اسمه عبدالمحسن و لا ندير باقي معلوماته لكننا متأكدين انه اوصخ من اللي حنا نشوفه , اذا تعرفه عطنا خبره ,
سكنت ملامح عزّ يُـذهل لانه يدري من هو " عبدالمحسن " لكنه يجهلّ كل اللي ما بعد لو قال لذلك صمت يكمّـل بعدها همام : اذا تعرف شيء قلّي , قلّي خلنّي اعرف و يرتاح بالي و نفسي لان عبدالمحسن هذا يلاحقنا من شهور و يراقبنا كلنا ,
شتّت عـز نظره لثواني ثمّ ناظر باب الغـرفه اللي فُتح بقوّة ضُـرب الباب فيها و التفت همام يوقـف تسكن ملامحه من شافّ الفاتح هو مشـهور اللي اتقدّم من عزّ يـرفع يده لكن كان التّصـرف من همام سريـع يمسك بيدّه و يرده عن عـزّ : ابـعدّ , ابـعدّ لا تلمسـه ابعدّ ,
صـرخ مشهور بغضّب , بعالي نـبرته يهزّ اركان الغـرفه و ممرّها : كيـف تسمح انه يخرج و لا تطيع كلمتي ! كـــيف ! ,
ما كان من عزّ الرد هو كان يشـوف دفاع همام عنه و كيف انه يردّ مشـهور للخلف بكلّ قوّة يده يدفّـه , يمنعه و يوقف حاجز بينه و بين عزّ يكمّـل مشهور بكامل غضـبه : ابـعد انت ابـعد ! شدخلك شدخلك انت اصلًا وش جاي تسوي هنا يقربك ؟ خويّك هـو شدخلك لا تقعد هنا و تبلشنا اذلـف , اذلـف حنا اهله انت لا تدخّـل ابعد ! ابــــعد ,
دفـه همام يعضّب بشـده يدفعه للخـلف بعد ما صار دخـول الممرضين بخـوف من اللي يصير , أشر همام على عز و هو لا زالت انظاره لمشهور يردّ له الغضب نـفسه و زود : اهله اللي سوّو فيه كذا ! اهله اللي احرقوه و ضربوه و رموه بالشارع مب سائلين عنه , انتم اهله متأكدين انتم انه واحد من اخوانك ؟ اذلــف انت لا اشوفك تلمسه ما عليك لا منّـه عليه و لا حكم اذلـف عنه انت فكّه شـرك ,
حـضر الاطباء يوقفون بيـنهم , يمنعون مشهور و يردّون همام عنـه تكثر الكلمات " صلّوا ع النبي " , " وسّـعوا صدوركم " , " هنا مستشفى مب ساحة حرب " و أخـذ مشهور نفس عمـيق يبعد يد الطبيب عن صدره يناظر عزّ اللي يبادله النـظر بثبـوت و برود - مستفـزّ- بنظره و يقرأ فيه حكي عيـنه بالتحدّي , بالشماته و الابتـزاز لان هو قهره فعلًا و يدري و كان منـه النّـطق بعد طويـل الثواني : توقف وراهم ي الرخمه ! ما خبـرتك و انت ضعيّـف و توقف وراهم من اللي قوّاك ؟ من اللي وعدك بالامان هالمره عذبي ؟ المحامي و لا ولـد القاتل هذا ! ,
قـرب منه همام دون سابق انذار ما قـدر يضبطّ نفسه , جوارحه و غضبّـه من لكم وجـهه يفقده توازنه يقـربون الاطباء منهم يوقفون بيـنهم ينطقّ همام بغضب مجنون و حدّة مروّعـه للجميع : تبيها كذا انت ! تبي ولد القاتل يورّيـك الويل و يهدّ حيلك ! ,
نـطق عـزّ بعد صمت طويل كان فيه التفكير حايرّ لان بالوسط , بيـن الحقيقه و الرغبه هو اختار الحقيقه هالمره و اختار انه يكمّـل اللي يصحّ له مو لهم : وش فيك مقهور ؟ وش اللي قاهرك اني م بصّـمت على ملكيه الكوفي عند كاتب العدل و عطيتكم ياه ! او بالاصح نهبتوه مني و لا قدرتوا تنهبون هذا مير الايام بينا ي مشهور و قلّ لابوك الكلام هذا و وصّـله بعد اني متنازل عن القضيه , المتضرر انا مب انتم ولا على كيفكم تقدمون شكوى و تتحكمون فيها لا كان ودّكم بالمضره هاك اتفضّل تقدر انت تتضرر و تكون صاحب الشكوى , لا تستغلّـوني بوصـاختكم ,
سـكنت ملامح مشهور و التفتّ همام يناظر عزّ اللي و أخـيرًا نطق , باح باللي يدلّ عقله و منطقه ثمّ رد انظاره لمشهور اللي دفّ الطبيب عنـه يرفع سبابته بتهديد : والله ان ما خلّـيتكم تدورون حول انفسكم مجانين ما يكون اسمي مشهور , والله ثم والله انّـي لاردّها لكم اضعاف و انتظروا الجاي , انتظروه مسوّين تجتمعون عليّ انا اورّيـكم ,
مسـكه الطبيب كان يبي يفحص فكّـه لكنه ردّه يدفه عنـه و يصرخ بوقـاحة و همجيّـه " فكّـني ي رجال , ابـعد ! " يـخرج بعدها يترك الملامح الذهـوله تناظر بعضهـا و يلتفت همام لعزّ اللي رجـع لصمته و سكوته اللي يتصنّـعه و يدري همام انه يحاول يسكّـت اصوات عقله اللي تندمّه على كل شيء لذلك جبر نفسه ع السكوت مثله يستـغفر و يمسح وجهه بكفـوفه..
_
قصـور آل فارس , تحديدًا قصر الأيـهم ؛
وقـف دهام امام المدخـل و كان وقوفه يجاور تميم اللي ينتظر خروج هيام , بينهم الحكي , الحوارات و الاضحاك يآخذون و يعطـون و ابتـسم دهام يناظره : طلع التصريح خلاص صدر , يمديني الحين اربّي فهود , اسود و نمور كلها مسموحه لي بس باقي اشتري ,
عقـد تميم حاجبيه باستغراب : وينهم الفهود الاثنين اللي جبتهم مـعي ؟ ,
طـلع دهام جوالـه من جيبه يفتحه له , للمقطع اللي صار له و يلفّ الجوال يورّيـه : شفّ شفّ وينهم , ودّيـتهم للمزرعه بالمبنى تركتهم على ما اخصّص لهم مكان شفـهم ,
ابتـسم تميم يناظر الڤـيديو , يتابعه و لانّ الفهود تمشـي مع دهام مروّضـه بشكل مستحيل بالنسبه له : هذا و انت توّك تمسكهم , اجل لو ربيتهم من قبل وش يصير بيصيرون ما يفارقونك ,
ضـحك دهام و خـرجت هيام تبتسم مع صوت اضحاكهم و تخمّـن سبب هالضحكه من شافت الجوال بيدّ دهام : اكيد الفهود صح ؟ ,
هزّ تميم راسـه بإيه يمدّ يده ليدها و يمسك فيها : وش عندنا موضوع غيرهم ؟ يحبّها يحبّها بوفهد ,
ضحـك دهام يناظرها و يسمع صيـته اللي نطقت من خلف الباب " الله يحفظكم ي هيام و تميم , المعذره بكره ما اظن يمديني اودّعكم لكن الله يحفظكم و ننتظر رجعتكم من باريس بأسرع وقت " و كان منهم الجـواب يودّعونها و لان هالجيّه من هيام كانت لاجل تودّع اهلها قبل لا تروح لباريس بسبب اشغال تميم و تجهل الوقت اللي رح تستمر فيه هناك لكنها تتقبّل الفكره و لا كان منها معارضه لان الراحـه كانت بها , داخلها تجاهه و لا ممكن ان يعوقها سبب يخصّـه و اختارت الوداع يكون من الرياض لاجل اهلها و من مشوا يجاورون خطوات بعضهم يناظرهم دهام اللي رفـع يده يلوّح لهم : لا تنسـون , بكره الغداء عندنا ,
ابتسم تميم يهزّ راسـه بزين يركب سيارته بعد ما ركّبـها قبله يخلـون وُجودهم بالقصر و التفت دهام على خروج صيـته اللي التّوتر فيها فاضّ بها من بدّ كل المشاعر و لانّ ضغط هالايام مستحيل يترك حالها بخير هيّ نطقت تقلق على بنتها , على دهام و حالهم من ايام : دهام حبـيبي ! ,
ناظرها دهام يقرّب منها , يسلم و يقبّـل راسها يسألها عن حالها و تجاوبـه , تجاريه بالحوار عن الحال تدخـل بالموضوع مباشره : ويـنك حبيبي عن اريام من ايام ؟ ,
اتنهـدّ من كم الشعور داخله , ضاقـت ضلوعه من ايام و الحين تزيد يهزّ راسـه بنفي : والله ي عمتي اتصلت , اتصلت الف مره و حاولت و بكلّ مره تتجاهلني و يوم اجي هنا للقصر اكلم العامله تعطيها خبر بوجودي تقول العامله انها فوق مع البنات , هذا حال ي عمتي هذا حال بالله ؟ ,
ما كان من صيته الرّد , تعطيه الحقّ و تزعل من اللي يصير تناظره من كمّـل : م اقصد اني اشكتيها لك او اعلّم عن سواتها معي و لا ودّي لانه ما يرضيني , و لا يرضيني انك تروحين الحين تقولين لها اني قلت لك هي وش تسوي فيني بس انا بعد رجال , ابوي يسالني عنها وينها و امي تقول لي ي ولدي وش فيكم , بكم شيء و انا ما اردّ عليها ليه ؟ ليه هي ما تقدّرني ! ما تقدر اهلي ما تقدر حالنا تاركتني وحدي و هي تتغلّـى علي ,
اتنهـدّت صيته تذكـر الله و لانها تدري بالفعل انّ بنتها حساسه فوق اللازم و اكثـر من انها ما تعرف تتصرّف بزعلها : طيب ي حبيبي , طيب انا اشوفها و اكلمها اليوم بعد رغم اني كلمتها بس عيّـت لا ترضى ,
هزّ دهام راسـه بنفي يأشـر على القصر و داخله : لا ي عمتي , لا تكلمينها انا جيت لاجل اكلمها , ابي ادخل و اكلمها بنفسي وينها هي ؟ ,
هزّت صيـته راسها بزين تنحّـي جسدها عن الباب تسمح له يدخل و اشرت ع الصاله : مع جداتها , تعال بس انتظر عند الباب اشوف اذا فيه احد لانهم راحوا للجلسه اللي بالمسبح بس اتأكد لك ,
مشى خلفها يآخذ خطواتـه و يسمع الاصوات الصادحـه من حوله و تضجّ بكامل القصر و لانه يدري بوجود الحريم , بجمعة البنات هو كان غاضّ بصره يوقف خلف صيته اللي وقفت على طرف الصاله تتأكد من خلوّه و ابتسمت مباشرة : تعال ابوي تعال مافي الا مرَتك و جداتها ,
ارتبـكت اريام و جوارحها من سمعت حكي صيته درت انه هو لذاك عدّلت جلوسها و لا يُخفى الارتباك اللي وضح عليها من اعلاها لادناها تناظره من اتقدّم يتوجّـه لهند يقبّل راسها , يسلم عليها ثم اسماء اللي خجلت تغطّي شعرها بالطرحه الى ان انتهى اتوجّـه هو يجلس جنبها يوسّـع صدره بالنفس و يناظـرها من ناظرته لثواني طويله هو همس لها : أشـوفك بخير ,
شتّت نظرها عنه لصيته اللي خرجت عنها و كملت هند حوارها مع اسماء تتوتّر و لان قلبها زعلان هي ثقلت مشاعرها عليها تسمعه يكمّل ؛ ايام ! ايام ي اريام ولا كاننا تونا عرسان و لا متزوجين , و لا كان لنا واجبات و حقوق تختفين و تقفلين كل شيء بوجهي من البدايه ! ,
نـاظرته تغلها موجّ المشاعر اللي موّجـت بها عيونها , قلبها و اطرافها تناظره يسألها و لا سمع سؤالها لكنها نطقت مباشره تشتعـلّ بحرقة الشعور : كلمتك قلت لك تعال اتغدى معايا جيت ؟ ,
ما ردّ يناظر عيونها , موجها و رجفة نبـرتها المهموسه تحاول تخفيها عن جداتها تكمل تهز راسها بنفس : ما جيت , قلت ي اريام خلاص هو غلط مره ما يعيدها بس انت عدتها ي دهام عدتها و بعدها بيوم كمان , يعني المفروض انت اللي تجيني بس اللي انا جيتك اوّل و الحين تزعل كمان اني اقفل كل شيء بوجهك ! اكيد بأقفل دام بداياتك انت تبعد و تقفل كل شيء و لا تطمني تستاهل اللي يجيك ,
سـكنت ملامحه من الحكي اللي بقلبها و طلّعته تأكدّ سواياها عليه , تجنّـنه اكثر و تترك اصوات عقله تصرّخ وده يمسك راسه , وده ينفجر لكنه محكـوم بالمكان لذلك همس بحدّة : انا استاهل ! انا استاهل شسوي يعني شسوي هذا شغلي يعني اتركه و اردّ عليك انت اني م اقدر بوسط الشغل ! ,
هزّت راسها بإيه تكـرّر احساسها عليه , تكرّر كلامها : ايه تستاهل , تستاهل لانك المفروض تردّ علي ما تخليني انتظرك الناس تغلط مره وحده و تتوب و اذا حصل الغلط يصير بعد فترة مو بعدها بيوم ينعاد ,
اتنهـدّ يشتت نظره عنها يضبط نفسـه و يرخي نبرته بالهدوء اللي يلزمه الحين : طيب و الحين يعني ,
رمـشت تناظره تنتظره يكمّل و لان الصمت كان منها طويل ردّ نظره لها يكمل سـؤاله : بتجين معي الحين لمّي اغراضك و البسي عبايتك بنروح ,
رفـعت حاجبها باستنكار لان حكيها ما لقت له ردّ , ما لقت له تبرير او اعتذار و لا وعـد انه ما يتكرّر : والله ؟ بكل سهوله و سلاسه تبيني اجي معك الحين و انت للحين ما قلت لي اسبابك ؟ لهالدّرجـه انا اسامح بسرعه ,
ارتخت ملامحه لها , يناظـرها و يوتّـرها اكثر من ميل راسه لها يقرب منها يهمس لها : يعني انتِ ما تسامحين بسرعه ؟ ,
رجـفت عيونها من قربه تتوتّر , تخجـل و تتلون بشعورها مباشره تمدّ يدها لصدره تبعده عنها و تنحنح توعّـيه لنفسه لانه فقدها فيها , بعتابها و نبرتها له حتّـى بالحكي هي تجيبه من اقصاه لانّ هالزعل حقيقي , لان هالزعل بقلبها عليه حتى بالحبّ هي تزعل لاجل الدلال و لانه عدّل جلوسـه يـوقف بعدها ما يترك لها مجال الرّد بعد ما طالت ثوانيها : نستأذنكم حنـا , مروّحـين ,
ابتسمت هند تهز راسه بزين تدعي لهم " الله يحفظكم ي عيالي " و التفت هو يناظرها يهزّ راسـه : يلا ,
اخـذت نظره لهند و اسماء اللي يتحرّون وقـوفها و مشيها معه و لانه حطها بالامر الواقع , بالقرار المشترك امامهم و اللي هي تدري انها كلمته هو فقط لذلك وقفت هي تطلع معه و تلتفت عليه بمجرّد ما اختفوا عن انظار هند و اسماء تتكتّف و تعقد حاجبيـها : وش يعني مروحين و انا باقي ما قلت ايه او لا ,
هز راسه بنفي يقرب منها اكثر بـينها هي حاولت انها تثبت بوقوفها و لا توضّح توترها لانّ كل شيء فيها الحين يرتعشّ داخلها , ناظر عيونـها بثباث يحاوله لانّ طُـغيان قلبه بالشعور تجاهها يـدفعه لكن يردّ نفسه بسبب المكان : بنروح , ما بسألك انا و انتِ تجاوبين برأيك لاننا بكل الاحوال بنروح ,
رفـعت حاجبيها بذهـول منه لان هالاسلوب جديد , لان هالحكي جديد و لانها ما تحبه , ولا رح تحبّه دامه من شخص المفروض يداري زعلها : بألبس عبايتي و اجي بس مو عشانك , عشان عمتي كلمتني و قالت لي بكره هيام بتجي و تودعكم و عشاني احب عمي شريان و مابي ازعله بأجي ,
هزّ راسـه بإيه يكرّر الحركه و لان كلّ داخله يسخر من وضـوح الخوف فيها , من محاولتها بالمرواغه حتى بالسبب و لانها تعطيه زعلها على مقدار اكبر من تحمّـله يستوقف كل حركاتها تدري انه يسخر لذلك رفعت سبابتـها تهز راسها بنفي : لا تضحك , لا تضحك بأبطل و اخليك تضحك زين ,
اتمنّـع ابتسامته عنها مو لانها تهدده لانه ما يبي يشوف الزعل بينهم اكثر و لا ودّه يطول الوقت بهالبعد رفـع يده يأشر على فمه بالسكات و التفت ينطق : انتظرك بالسياره لا تطولين ,
عقـدت حاجبيها باستغراب تسأله مباشره : وين بنروح ؟ بيتكم و لا الفندق ؟ ,
التفت لها بنصف جسده يهزّ راسـه بنفي : لا هذا و لا هذا البسي و تعالي انتظرك ..
_
تالـي اللّيل بعتمـه السماء , بسيارتـه لطريق القصر يجاوره بالمركى صقر عذبي اللي وصّـاه انه يآخذه للقصر و بالفعل هذا اللي يصير الحيـن من وصل لامام البـوابه وقف همام يدقّ البوق ينتظر خروج الحارس له و بالفعل خرج تتغيّـر كل ملامحه يقرب منه و يناظره لان همام فتح شباكه يناظر الصـقر : افتح البوابه ,
هـز الحارس راسه بزين يفتح البوابـه و يدخل هو , يآخذ طريقه لقرب بيت الشعر يوقف و يقفّـل سيارته يمسك بالدّس يلبسـه و ينزّل مرفقه لاقدام الصقر اللي مباشره اتمسّـك فيه يرفع اجنحته و ينزّلـها يعتاد على مقرّه اللي صار يتحرك لان همام نزل من السياره و اتقدم يفتح باب بيت الشعر , اضاءاته و يقفّـل الباب خلفه يتقدم من الجلسه , يجلس بأرضه و يقرّب المركى منـه يترك الصقر عليه يآخذ نفسه المستصعبّ بسبب حاله , احوال اللي حوله و اللي يصير مع الأُنس بالنهايه تُرسـم ابتسامته على ثغره من تذكّـرها , من كانت لها نيّه تشوفه الحين بهالوقت هو رفع جواله يناظـره يشوف الساعه المتأخره و يمتنع اتصاله , يمتنع حكيه او رساله منه توصلها بهالوقت و لا يشوفه صحّ للحين لذلك وقـف ينهي كلّ البدايات اللي كانت بعقله , بياله و لحماس رغبته فيها يرتّـب مكان الصقر و يبتسـم بخفيف مو فرح الا على حاله المتزعزع يعدّل وقـوفه يناظر الدس اللي على ذراعه يآخذه يزيحه عنـه و انحنى يتركه بجانب المركـى يلتفت يفزّ قـلبه من صوت الباب السحاب اللي فُـتح قلبه تسكن كل ملامحه من وُجـودها امامه تبتسـم و توسّـع انظارها لانه واقف و تشوفه ناوي الخروج : ماشاءالله رايح ! ,
عدّل وقـوفه يلتفت لها يناظر بيجامتها الأكثر من عاديّه لانها تيشيرت ابيض , بنطلون رمادي واسع تدخل له و يتورّط بالاجابه لانها تجيب الصح دايم و تتركـه يـنحرج لدرجة مستحيله و لانها قربت منه هز راسه بنفي : ما كان ودّي اصحيك , قلت اكيد نايمه بهالوقت و ..,
قاطعته تـرفع يدّها تأشر له يخفض صوته و تهمسّ تهز راسها بنفي تنقد : لحد يسمعنا ! ما كان هذا اتفاقنا , قلت لك صحيني انا حتى لو كنت نايمه ,
ما كان منـه الرّد هو سكت , هيّ سكّـتت حروفه و تكمل بعدها : بس اصلا كنت حاسه عشان كذا حطيت منبه و صحيت من ساعه جلست انتظرك بالشباك , شفت سيارتك و ع طول نزلت جيت لك ,
رفـع نظره يُدهش منها , من اصرارها و تعاملها معه لانها توقف بكلّ الاتجاهات مع مع حلولها كأنها تعرفه , كأنها تخمّن افعاله و تستبق احداث باحتمالات تصيب تميّـل راسها عنه تشوف خلفـه لانه حسّت بحركه غريبه تسكن ملامحها كن شافت الصّـقر تشهقّ بخفيف : صقر عذبي هذا ! ,
لفّ جسده يناظر الصقر مثل ماهي تناظره يهزّ راسـه بإيجاب و ابتسمت تقرّبـه الا انه مسك مرفقها يردّها عنه يستغرب كله لانه يدري برغبتها : تعرفين تعاملينه ؟ ,
ارتخت ملامحها تهزّ راسها بنفيّ تحسّ بحرارة قبضته على مرفقها و تناظر يده اللي عليها تتركه يتنحنح يحرج من ردات فعله اللا إراديه و صارت تقرب منها كثير و يسحب يده : لا تقربين منه ما تضمنيه ,
ابتسمت من جديد تناظـره ترجّع شعرها للخلف بعشوائيّه و قـربت من الصقر تجثي على ركبها : بس انت معي , صح عذبي ما كان يخلينا نمسكه لانه يخاف علينا و اصلًا ما يحب يطلعه قدامنا لانه يدري اننا بنمسكه ,
سـكنت ملامحه يشوفها من بعيد و ودّه يقربها هاللحظه من سمع ضحكتها لكن ما عنده ايّ سبب يسمح له انه يقربها على انّ هالرغبه داخله احساسها جديد , شعورها جامح و يتجدّد اكثر من يشوفها و لانّها مدّت يدها تحاول تمسح على الصقر قرب هو منهـا يوقف خلفها يهزّ راسه بنفي : تبين تمسكينه ؟ ,
رفعت راسـها تناظره خلفها و تشـوفه عكسها تبتسم تهزّ راسها بإيه : ابي بس م اعرف ,
ثبّـت كل خارجه ما يوضـح صراعات داخله و لان سؤاله كان طلب إذن منها لأجل يقربها و هالصّـقر صار سبب جديد له لذلك التفت حولـها يجلس جنب المركى و امامها هيّ لانها للحين جاثيّـه على ركبها , ما يقدر يغضّ بصره و لا صار له قُـدرة انه يبعد عيونه عنها مثل ماهي الحين تنشغل عيونها بالصّقر تُذهل هو كانت عيونه تنشغل بها هيّ و يُـذهل و لا حرّك خارجـه على عكس داخله اللي ما ظلّ ساكن لانها حرّكـت كلّ امواجه , عواصفه , هـبوب صدرّه و تلّـته بقيدها يناظرها و يسحب الدّس يمـدّه بيده و ناظرته تضحك بذهول : اقولك ما اعرف اتعامل معه يعني و لا قدّ مره لبست دسّ ما اعرف ,
هزّ راسـه بإيه يبتسم يرفع سبابته يأشـر لها تخفض صوتـها : ادري , انا بألبّـسك اقربي ,
مدّت يـدها له , مرفقها و لبّـسها هو الدّس يتأكد من ثباته مقارنة بسماكـه مرفقه بالنسبه لرقـة مرفقها يشدّها يتأكد منها : تحسّـينها ثابته ؟ امسكيها زين ثبّـتي يدك ,
هزت راسها بإيجاب تترك يدّها له , لشدّتـه و حركاته وسط قبضة يديـنه الى ان سحبها معه ينزّل مرفقها لاسفل اقدام الصّـقر اللي رفع جناحيه يرفّـها يخوّف عيونها , قلبها و خارجها يرجفّ فكهـا لان الحروف اللي ودها تقولها تعبر عن خوفها منه تُردّ من هـول الشعور و ارتـياع قلبها الى ان ثبت الصقر بيدّها انـقلب حال الخوف للدهشه , لجمال الشعـور ترجع ابتسامتها و تناظر همام نظره خاطفه تتأكّـد انه يعيش معها اللحظه , معها بلحظتها هذه اللي م اتوقعت انها تصير بحياتها و بالفعل هو كان معها , يناظـرها بأكثر اللحظات اللي تُسعد هي فيها و تطلع عفويّـتها بصورة مستحيله تغلبّ قلبـه , تغلب فكره و تقلب كلّ موازيـنه يناظرها هو و يدري انه مجرّد عابـر بحياتها , يدري انه عابر لكنه يتحفّـظ كل تفاصيلها و لان النّـظره تتغير مره عن مره , يُذهل منها مرّه عن مرّه و يتعلق اكثـر بكل مره لان يتضّح له الشوف اكثر , التفاصيل اكثر و لانها ضحكت تحسّ بلحظتها و ربكتها و جمـال الاحساس تناظره بفضول : نسيت ايش كان اسمه ؟ ,
أخـذ نفس عميق يوسّع صدره و يضـبط اندفاعه المرغوب داخله عنها يجاوبها بهدوء : جرّاح ,
لمـعت عيونها تشوف جماله , ترفع يدّها و تمسح على صدره و لا يستكنّ داخلها دون لا تآخذ رضاها كله عن اللحظه : عادي افتح عيونه ؟ ,
رفـع حاجبه باستغراب من طلبها و لانه يجهل سببه كان منـه السؤال : ليه تبين تشوفينها ؟
ناظرته تهزّ راسـها بإيجاب تبتسم ؛ ايه , ودّي اشوف عيونه و يشوف عيوني حرام ما اعرفه و لا يعرفني ,
عقد حاجبيـه باستغراب من حكيها : بس انتِ تشوفينه و تعرفينه ,
هزّت راسها بإيجاب تجاوبـه بإجابه تجمع حالين , حالها مع الصقر و حالها معه : انا اشوفه بس هو ما يشوفني ولا يعرفنـي ,
اتنهـدّ يشتت نظره عنها من فهم مقصدها و لانه ما يدري لا شافته هي بتشوفه كشخص عادي او مثل ماهو يشوفها , ما يدري اذا هيّ بتحسّ بشعوره اللي من يقابلها يحاربه او لا لكنه انهى تساؤلاته و لحظة الصمت اللي صارت بيـنهم يقرّب منها يعدّل جلوسـه يرفع يدينه للعصبه اللي بعيـون الصّـقر يحرّرها عنـه و تشتدّ ابتسامتها لان الصّـقر صار واضح لها , يشوفها و تشوفـه و لانها ميّـلت راسها تبي تلمح عيونه من كلّ الجهتين تنسى يدّهـا اللي ارتخت للاسفل لكنه اتداركها من رفـع يده لكوعها يرفعها يهزّ راسه بنفي من ناظرته باستغراب : لا تنزّلـين يدك , ارفعيها ,
ناظرت يدها ترفعها و تعدّل نفسها للحين هي تُذهل من كمّ الجمال عن قُرب , للحين تنبهر من تفاصيل الصقر ترفع نظرها لهمام : الحين هذا يصيد ؟ يعني يذبح الارانب و الحمام اللي يطير ! ,
عقد حاجبيـه باستغراب من سؤالها المفاجـئ : شالطاري ! ,
رفعت كتوفها بعدم معرفه تميّـل شفتها : م اعرف , بس أحس يحزن لو كان منجد ,
نـزّل يده عنها يمسـك بالعصبه يرفعها من جديد ينطق بكلمة وحده " ثبّـتي يدك زين هو بيقاوم " و لا كان منه انتظار منه لها انما رفع يدينه يعصب عيـون الصّـقر و يلمح خوفها لانّ الصقر بالفعل كان يقاوم , يرفع جناحه و يمدّها و لانه نزل يده لها ينزّل يدها معه للمركى ينزّل الصقر عنها و يسحب الدّس من يدها يفكر بسؤالها , حزنها و تعبيرها للحزن مباشره للحيوان و لا يدري كيف ممكن يجاوبها بخصوص امـه و هي انسان , بشـر و الاهم من هذا " أمّ " يآخذ نفس عميق يناظرها من عدّلـت جلستها تقرّب منه , تجلس مقابله مباشره و تتربـع تعدّل كتوفها , تيشيرتها و تردّ شعرها للخلف ترتخي كلّ ملامحها لان الواقع رجع لها , لان التساؤلات المهلكه ما توقّـف : حكّـيني همام ,
ترك الدّس يناظرها , يناظرها هيّ فقط من بين جلسته , الروح اللي جنبه تتحرّك و الشـعور اللي خالطّ فكره بالتّعب يحني راسه عنها بالنهايه يخفي نظره لانها مستحيله كيف تقدر تسحبه لها بكل مره ,
ميّـلت راسها له , تناظره حتى بحاله هذا تجبر عيونه تشوفها : ليه اخذوك للسجن ؟ طوّلت اخذوك ايام مو ليلة وش سويت انت ؟ ,
أخـذ نفس عميق يرفع راسه و عدّلـت هي نفسها من جديد تناظره , تنتظر جـوابه و بالفعل ماهي ثواني الا و اختار الوضوح اللي هي تحبّه و يرضيهـا : شفتي عزّ اللي رحتي انت و كبيتي القهوه على الكوفي حقه ؟ ,
عقدت حاجبيها باستغراب من طاريه و هزّت راسها بإيجاب يكمّل هو بعدها : قبل ايام لقيناه مضروب و محروق و سجني كان بسبب اخوه و ابوه لانهم اشتكوا عليّ ,
سـكنت ملامحها بصدمه , يقشعرّ جسدها و تتألـم بقلبها توضّح حزنهـا : و هو وش قال ؟ اكيد قال انت ضربته لاني رحت الكوفي حقه و خربته بسببي انا صح ؟ ,
هزّ راسه بنفـيّ يرفع يده يمسح على شعره للخلف : هو اللي طلّعني , نفى الشكوى و طلعت ,
عقدت حاجبيها باستغراب : طيب وش صار ؟ هو مين سوا فيه كذا و اهله ليه شكوا عليك انت ؟ ,
ابتسمّ بخفه و لان عيونه كانت اللي تبتسم قبل ثغـره : يعني انت استبعدتيني من اللي صار ؟ وش يدريك ان مب انا اللي سويتها ؟ ,
صُمّـتت حروفها و اصوات عقلها تناظره من سؤاله يحاول يلقى اجابته منها بالطريقه اللي تتوّه طريقها لكنها تستبعد , فعلًا تستبعده و تروّي له نظـرتها عنه : مستحيل انت تسوي شيء , اوّلًا يبان على الشخص و انت شخص مستحيل تأذّي مخلوق ثانيًا شفتك مع بابا , مع عذبي و مع عذاري كيف تحضنها و معي انا بعد شفتك كيف تخاف يعني مستحيل يكون منك شيء ,
اشتـدّت ابتسامته يناظرها و لانها تعبّـر هو ينهلك منها , يغرق فيها و يتقيّـد كله فيها تكمّل بعدها : دام عز اللي اتنازل مين هو اخوه اللي اشتكى ؟ ,
شتّت نظره يجـتاحه ضيق يولّع بضلوعه لانه اتذكره و لانّ لقاءهم كان غير و لانـه مسّه بأمـه و عقدت هيّ حاجبيها من حسّت بشيء و تشوفـه فيه : فيه شيء ؟ ,
هزّ راسـه بنفي يستوعب نفسه , مكانه و انه مقابلها بالقصر و لانّ الوقت متأخر و لا ودّه بسوء الظنّ يزيد الهم عليه اكثر وقف هو : ما بي شي , اخوه مشهور ,
وقـفت معه باستغراب تسكن ملامحها : مشهور في السوشل ميديا ! ايش اسمه ؟ ,
ناظـرها بذهول من سؤالها العفوّي مباشره يبتسم يهزّ راسه بنفي : لا , مب مشهور اسمه مشهور , مشهور آل نايف ,
ابتسمـت لان بنهايه ابتسامته كانت منه ضحكه خفيفـه و تدري انه يضحك عليها الا انها تفرح لانّها سمعت ضحكته تتذكّـر كلمته الاولى " يويسي " اللي قالها لها : يعني فيه اشياء تضحكك ! يويسي و الحين مشهور بس انا صادقه و سؤالي بمحله ,
هزّ راسـه بايجاب يعدّل وقوفـه يتوتر يلمس بيدينه جيوبـه الجانبيّه لانه يجهل كلمته الاخيره اللي بتتركه يطلع من بيت الشعر و لا يترك وجوده معها يكمل و لانها سألته تتابع حركاته كلها و تفهم انه متوتر " فيك شيء ؟ " و كان منه النفّي : لا بس رايح ,
ارتخت ملامحـها , ترتخي كلّـها للموقف و لا تحبّ اللي يصير , ما تحبّ روحته اللي يختارها فجأه بكلّ مره تستفتح قلبـها له , تستفتح عقلها له هو ما يترك الراحه تكمل بينهم : بس انت ما حكيتني كل شيء , م عرفت كل شيء ,
مشى للباب يناظرها تمشي معـه خطواتها : وش اللي باقي م عرفتيه , حنا اتفقنا على سبب سجني و الحين انتِ تدرين به ,
هزّت راسـها بإيه تكمّل ؛ بس باقي م عرفت عن ابوك و ليه هو مسجون للحين و لا عن أمك , ابي اعرف همام ابي اعرف ,
اتنهـدّ تضيق ضلوعه منها لانّ نبرتها اتغيّـرت توضح زعلها و لانّ كل ملامحها ما صارت له من شتّت نظرها للفراغ عنه ولا يتحمّل كمّ هالزعل عليه , ما يتحمّل يشوف بشاشـتها المعتاده تنمحي و لا كسـوف يطغى على شمسها لذلك رفع يدّه لتحت دقنـها يبتسمّ بخفه , يجبر الابتسامه على ثغره يهدّي كل طاغي شعورها : لا تزعلين , كل شيء بوقته حلو و الحين بيأذن الفجر ما يصير نطوّل سوا هنا ..لا تزعلين ,
ناظرتـه مباشره تُذهل من حركته , قربه اللي صار يكثر و لمسـاته صارت تعتادها هيّ ما تخاف منها او تستغرب لكنها تُذهل من انه يستحيّ اغلب الوقت حتى من ابوها و الحين هو معها ما يستحي , ينمحي الحياء مرّه عن مرّه و لا كان منها الرّد لانه كمل : ادخلي البيت يلا خلّني اروح انا بعد ,
أخـذت نفس عميق من نزّل يده عن دقنـها يفتح الباب يسمح لجسدها بانه يخرج قبله لاجل يتطمن على دخولها من مشت تسبقه خطـوات تعطي المساحه له و لها بعد ما وقّف لحظتهم و انهاها تقـرب من باب ڤيـلتهم و تفتحه تلتفت تشوف وقـوفه البعيد عنها و تدري انه ينتظر دخولها و انها تقفل الباب لذلك قفّلته بالفعل تتركـه يمشـي يرجع خطواته لسيارته يركبها و يحرّك يهذّب نفسه بجنون لان مشاعره جيّـاشه و لانّه لا بقى معها اكثر بيصير مفـضوح الهوى و لا قلبه بيقدر يتجاوز ليلتهم هذه دون قـرب اكثر منها ..
_
دفـع الباب يكمّل طريقـه بالمموات ما يبالي بمنظره , ما يبالي بنظرة الناس له بلبس العملية هو كان يآخذ خطواته بنفسه لغرفة العمليّـات و لا كان ينتظر من احد انه يدفعه بالسرير , يمشي للمكان اللي كان ينتظره من ليله و من وصـل وقف لثواني يرفـع نظره يقـرأ " غرفة العمليّـات " و فُتح له الباب من قِبَل الممرض اللي كان يجاوره الخطوات و يوصّـله لمبتغاه و بالفعل دخل يصادف خروج صيته من احدى الاقسام تهلّ دموعها و منها درى ان خروجها كان من عند ابوه لذاك قرّب منها يسألها بهدوء ؛ خدّروه ؟ ,
هزّت راسها بإيجاب يالّمها قلبها و لا تتحمّل اللي شافته لانها ما تحبّ الالم له , ما تحبّ الوحده له و لا كان منها السّكون لذلك سألها عذبي من جديد يتأكّد لانه ما يضمن الحقيقه بحالها هذا : صيته اكيد ابوي مخدّر ؟ ,
هزّت راسـها بإيجاب من جديد تناظره ترفع يدها تمسح دمعها بعشوائيه تشـوف دخول الدكتور خلف عذبي يقاطعهم بالحديث : عذبي قلت تبي تشوف ابوك قبل نخدّرك , يلا شفّـه لازم نبدأ العمليه ما نبي نتأخر ,
التفت له عذبي يناظره من بدأ يلبس الدكتور و يجهزّ نـفسه هو التفت للقسم اللي خرجت من صيته يشوفه على السرير , يلمح هيأته الهامدّه تمامـًا و اتقدّم منه يناظر الاجهزه حـوله , الاسلاك على صدره و الانبوب على ثغره هو كان جاهزّ فعليًا للعمليه على عكسه اللي للحين متخوّف من كثير امور , متخوّف من علاقتهم , متخوّف على حال عذابه , همام , اُنس , امه لا درت هو رفع يدّه من كمّ الشعور يمسح على وجهه , لحيّته يحاول يوعّي لحظته و موقفه الصعب يحني نظره ليدّه اللي على السرير و يتذكّر فيها كل تفاصيل ماضيه , تضحيات صهيب و محاولته انه يبقى الجدار الحامي , الدرع الفولاذ يصدّ عنهم الخوف و الاذى و للحين هو باقي بتأثير ماضيه يعيش , بصورته اللي اعتادتها و اللي سلّطت القسوه بقلبه على نفسه و على غيره يترك الباقي يعيشون بقُبح الشعور , بقيدّ الاحساس هم اضطروا يبقون بعاد عنه لاجل اختباره و الحين هم يواجهون هاللحظه الصعبه بذاتّ الشعور و لانّ جوارحه فاضّ بها العجزّ و الاسترسال الواعي منه هو مدّ يده يسحب يدّ صـهيب , يرفعها و يقبّـلها لطويل الثواني يغلبه الدّمع , يغلبّه الضيق و تدمّـي عيونه مثل ما قلبه يدمـي ينزّل يد صهيب عن ثغره يرفع باطن يده يمسح على ظاهر يدّ صـهيب , يناظر وجـهه , ملامحه , شيبّ شعره ينهـزّ صدره , ينهزّ قـلبه بصورة مستحيله على ابـوه يستشعر كلّ الوجود له و يفقدّ كل الوعي لان ابوه مو ابوه الحين , لان القسوه اللي يشوفها مو موجوده الحين , لانّ النظرات من ابوه الحين يفقدها هو انحـنى كل ظهره يتمسّك باطراف السرير بعد ما ثُقّل جسده عليه مثل ما ثقّلت عليه مشاعره صدره ما يكفّ النظره , يستصعب الوعي اللي يحاوله يناظر ابوه و لاكان منه التّحمـل و دمعه ذُرف لاوّل مره كان منه الاستسلام لعجزه , للعجز اللي سبّبـه له صهيب هو الحين لاول مره يحسّ بنديّ الدمع على وجهه و لا كان منه الا الوضوح هالمره , ماكان منه الا الحكّي اللي ابطت حروفه داخله لوقت طويـل : ليومك هذا ما هزّني شيء , ما هزّني و لا ظنيت بيوم اني بأعطيك اكثر من اللي خذيت و الحين انا اعطيك جزء من كبدي و انت خذيت ثباتي منـي ي ابوي خذيته و هدّيـت حيلي , جاني اليوم اللي انكسرت فيه منك و انت اللي لويتّ ذراعي بنفسك و كنت اقول مستحيل يكون بينا شيء الا سؤال عقبها بس ما قدرت ولا قويت اصدّ عنك و ارد نفسي عنك و الحين بعد انا داخل للعمليه , محدٍ يدري عني و لا ادري وش بيصير فيني يوم نصحى وش بيصير بحفيدة سلمان ؟ وش بيصير فيني و فيها شلون بنكمل عقب كلّ اللي سويته معها ؟ هي تدري ان عذبي دونها ما يقدر و عذبي يموت بـها بس قالت انها تبي تنفصل ،تبي تنفصل ي ابوي و انا باقي للحين ما رحت لها و لا شفتها , ما حاكيتها و لا فهّمتها وش صاير و لا هي اللي تدري و هذا كلّـه بسبّـة وش ؟ اني ابرّك باللي يكون مطلوب مني مير انت م رضيت و لا كان يرضيك شيء حتى بأبسط الاخطاء انت تنقد عليّ و لا شفت الصح مني سكت و لا تقول كلمه مع اني راضي , راضـي بسكوتك هذا مير انت تهدّني بالباقي ي ابوي والله تهدّني و الحين هدّيـتني ما بقى بي حيل اتحمّل اكثر منك و لا عليك , ما ودّي الا اني اشوفك بعافيتك و مثل اوّل تردّ راضي انا والله راضي مير خلّك قوي و ادري بك انت متوكّل على الله مثلي , متوكّل و الله الحامي ,
ارتـعشّ قلب صيته تسمع حكيه , تشوف لمساته الحنونه على ابوه حتّـى و هو باللاوعّي هو يعامله مثل ماهو واعيّ يطلع اللي بقلبه و تدري ان هالكلام ما طلع الا من مخاوف بقلبه يحسها و لانه وقف بالنهايه تسمع تمتماته لابوه و نهاية وقـوفه يعيد يقبّل يد ابوه يرجـع لها خطواته و لانها تزعل عليه , على حاله و لا تصدّق اللي يسويه بنفسه لاجل ابوه و لا اللي يسويه بعذاري هي نطقت : عذبي , عذبي انت تعذّب نفسك و تعذب عذاري لا تسوي بنفسك كذا خلني اقولها و اجيبها لك الحين , نفسك عليها حقّ ! ,
هزّ راسـه بنفي يحني راسه , نظره يخفي دمعه عنها لكنه واضحّ اشدّ الوضـوح من رفع يده يمسح وجهه , لحيته و يتمتم بالاستغفار يهزّ راسه بنفـي لانه يتعذّب فعلًا من بُعدها , لان مخاوف قلبه تقتصر على فعلها اللي ناويته و قالته و تصرّه و للحين هو يجهل اللي بيصير , يجهل الباقي لان لا رساله منه و لا رساله منها كانت تربط بينهم و هذا هو كايدّ الزعل , هذا هو نهاية الحال و مخاوفه تكبـر اكثر بكلّ لحظه : لا تعلمينها , لا تعلمينها ما بترضى بالعمليه و لا تترك بـي حيل يكفي ابوي صيته يكفـي شخص واحد علي ,
رفـعت يدها تغطّي فمها تمنع عالّي بكاءها تناظره : بس عذبي انا ما ودّي هالشيء يأثر عليكم , والله ما ودّي ,
ما كان منه الرّد هو رفع نظره لها يشوف انهيار صدرها , يشوف الخوف اللي ما بعمره لمحه الا على ابوه بكلّ مره و الحين صار عليه و على عذاري و لانّ العجز بقلـوبهم هو قرب منها يآخذها لحضنه , يشدّ عليها و يعطـيها شعور امان منه و لو انّه يواسي الحال الحين و لا له وُجود الا انه يحاول ..
_
ڤـيلا ابتهال ؛
تنحنحت أُنس تعدّل جلوسـها على طاوله الطعام تنهـي غريـق عقلها بالتفكير مع نزول ابتهال مع الدرج تشوفها و تسمع اتّـصالها اللي كانت على نهايته من كلماتهم ترفع يدها تمسح وجهها بتعبّ لان ما كان لعيونها نصيب راحه و لا كان لبالها سـكون الى ان جلست ابتهال امامها على طاوله الطعام تبتسم تناظرها و تفهم اُنس انّ لها حروف بجوفها من نزّلت جوالها للطاوله تناظرها : وش فيك ؟ مين هذه اللي كنتِ تكلمينها ؟ ,
اشتـدّت ابتسامته ابتهال تآخذ زيتون من الصّحن و تلتهمه : تذكرين صديقتي صالحه ؟ ,
هزّت اُنس راسها بإيه تكمّل بعدها ابتهال : تبيك لولدها او بالاصح هو اللي اختارك تقول انه شافك يوم جاء يآخذها من الكوفي اللي بآخر مره كنا فيه ,
سـكنت ملامحها تتوتّـر و يخاف قلبها من الجاي و لانها تشوف ابتسامه ابتهال الغريبه بوضعها هيّ تخاف اكثر تمدّ يدها تمسك بالكاسه و ترتـشف منها و رفعت ابتهال حاجبيها تتعجّب من ردّة فعلها : وش فيك انتِ انقلب وجهك عادي مب اول مره تنخطبين ؟ ,
نزّلـت أُنس كاستها تناظرها و لانّ قلبها متخوّف من مشاعرها قبل اللي ممكن يصير لا درت ابتهال و سألتها تجسّ النبض للي تشوفـه فيها : ايه بس انتِ هالمره غير مو انا , انتِ راضيـه ؟ ,
رجـعت ظهرها للخلف تشتدّ ابتسامته تطول ثـواني تفكيرها و رفعت أُنس الكاسه تآخذ منها ريّ لصدرها المكبوت بهاللحظه تجاوبـها : احس ايه ,
نزّلـت اُنس الكاسه للطاوله تغصّ من الماء و يعلّـق تفكيرها من زادت كحّـتها تطبطب على صدرها و تناظر ابتهال اللي عقدت حاجبيها باستغراب : وش فيك ي ماما بسم الله عليك , ترا قلت احس ايه ما بأزوجك غصب و بعدين لك الخيار انتِ بس ابي اجلس معك جلسة كذا بعد الزياره منهم و تقولين لي وش تحسين , احس بما انك صرتِ بالجامعه ممكن تكون لك فرص للزواج بس طبعًا مو اكيد يةون هذا زواج بالنهايه هو قسمه و نصيب و انتِ باقي صغيره قدامك عمر تختارين فيه على كيفك ,
أخـذت أُنس نفس عميق تريّح صدرها و ظهرها للخلف : طيب بابا يدري ؟ ,
ضـحكت ابتهال بذهول تعدّل جلوسها تبدأ تاكل و تنادي باسم " عزوز " ثمّ تجاوبها : و ليه يدري ؟ هو صار شيء اصلًا عشان يدري , لو صار ان شاء الله على خير و لنا نيّـه نكمل وقتها نقول له و يدري ,
شتّت أُنس انظارها للفراغ تفكـر و تتكدّر , تتكدّر كلها ما تمثل و يوضح عليها مثل وضوح الشّمس تعطي احتمالات , تتخيّل اللي ممكن يصير و لا شيء يعطيها حقّ التخيّل للاسوأ , كمّـلت ابتهال تتنهدّ : على طاري ابوك , فكرت بكلامك امس انا و شفت ان معك حق شوي بس شوي مب كثير ,
ناظرتها اُنس ترفع حاجـبها من اعتراف ابتهال اللي كمّلت ؛ حجزت مطعم لنا بكره , نتغدى فيه سوا و نتكلم نحاول بنفسنا على الاقل شوي و ان شاء الله ما اندم لاني لو ندمت م اعرف وش ممكن اسوي بعدها ,
ما كان من أُنس الرّد و رفعت نظرها لعبدالعزيز اللي نزل مع الدرج يقرّب منهم و يجلس بجانب ابتهال اللي ابتسمت : حتى صباح الخير مافي ! ع طول ع الاكل ! ,
ضحك بخفيف يترك شنتطه اسفل كرسيه بالارضّ يناظر ابتهال و يقبّل راسها : صباح الخير ي ام عبدالعزيز , صباح الخيرر للي دايم معصّـبه ,
عقدت أُنس حاجبيـها او بالاصحّ زادت عقدتها لانها من قبل معقوده و حلّها صعب هالمره تشوف اتصال نور ينوّر شاشتها فوق الطاوله و وقـفت تسحب شنتطها و تدخّل الآيباد فيها : انا رايحه , نور تدقّ علي شكلها خرجت و انا باروح معها تمام ؟ ,
هزّت ابتـهال راسها بإيجاب ترتخي ملامحها تستوعبّ بنتها و الشعور اللي فاضّ بها حتى بملامحها ما عادت تقدر تخفيه الى ان خرجت هي التفتت لعبدالعزيز : سنه ثاني وش يعني ؟ ,
ناظرها عبدالعزيز يستعبطّ و يمثّـل النسيان و لانه يكره المذاكره هو كرّر سؤالها بنبره ساخره : وش يعني ؟ ,
ضـحكت ابتهال توقـف و تركع كرسيها للطاوله : يعني قدرات ي حبيبي ترجع و تبدأ , حدّد يوم و سدّده الله لا يهينك ..
_
المستشفى ، امام غرف العمليّات ؛
رفـعت صيته راسها بعد ما كانت تسنده بيدينها للاسفل , يثقل من كمّ التفكير , القلق و الخوف هيّ كانت عيونها تهلّ ما يوقـف دمعها و لا يوقـف دمّ قلبـها اللي انهمـر , تتنـهدّ و ترخي ظهرها للخـلف تناظر نايف اللي جالس يجاور البراء امامها و همّـام على يمينهم واقف ما جلس ينتظر خروج الدكتور , ينتظر اللحظه اللي يتطمنون فيها عليهم لانّ مرّت ثوانيهم , دقايقهم و ساعاتهم تزيدّ من القلق و الخـوف , يدعون لهم و يذكرون الله فيها لكنـها طالت , طالت و القلب ماعاد يتحمّـل اكثر فعليًا من نطقّ البـراء يعدّل جلوسه : ي دكتوره كأنهم طوّلـوا ! , لهم اكثر من سبع ساعات الحين و الدكتور قال ست ساعات وش هذا ! ..
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...