تحت مُسمى واحد , تحت - الأمر الواقع - , رفع راسه همام مره ثانيّه يناظر البراء اللي مدّ جواله مباشره ما سمع الا كلمّة وحده من نبره يعرفها حيل , نبرة م ينساها أبد , نبرة محمد اللي اكتفى بجملة وحده ألجمت منطقيّة حياته بثواني " اذا م ملّكت على بنت المحامي ي همّام , م بأقول أيّ كلمة عن موت أمك " ، رمشّ همّام م يحسّ بحقيقة الموقف اللي يعيشه الا إنّه مستعدّ يسوّي المُستحيل لأجل أمه , لأجل الحقيقه و لأجل اللي أخذوها منه لكنّ هذا م يطلّع أبوه الحين من الظُلم اللي انظلمه و لازال بعينه انه للحين يظلمه تركه ينطقّ بكلمة وحدة : بأملك على بنت المحامي لكن بعدها اعتبر نفسك مب موجود ، اقطعها , قفّل الاتصال يهدأ جسده , يرتخي من يدّ البراء اللي كان شادّ على كتفه يجبره على الجلوس ,
ارتخى صدرّ البراء اللي كلّ ضلوعه داخله ترجّف من هوّل الموقف , الشعور و ضميره اللي يآكلّه بشكل مو عاديّ للدرّجه اللي تردّ حروفه عن العاده , تردّ حروفه عن غضبه العاده و انفعاله على ابسط الأشياء انعكسّ كله من كبر الشيءّ و الموقف اللي يعيشه الحين يشيّبه سنين كثير هو م اتخيّل يعيشها , رجع مكانه يجلس يمّ الشيخ من بدأت حروفه تخرج بالسلام ثُمّ البسمله و الباقـي اتدرّج ..
-
-
القصـرّ , قصر صُهيب تحديدًا من دخلـت تعلن انتهاء سنتها الثانيه بالجامعـه بانتهاء آخر اختبار , تعلن بدايـه الاجازة المطوّلـه للعام اللي رح تضمّ ملكتها و بعدها بفتره قصيره زواجها لأن صُهيب م يحبّ الوقت الطويل , م يحب الفترة الطويله بين الملكة و الزواج هم قرّروه قبل لا يسألونها و هي تُنهـك من هالفكره , فكرة عدم سؤالها و فكرة انها تجهل كثير الأشياء م يطمّنها و لا يسكّن قلبها عن ضجّيـجه بحرب المشاعر..مشت خطواتها تتوجّه لجناحها مباشـره لأن وضعها م يعجبها هيّ أولًا ثم صيته و صُهيب لذلك هيّ اختارت تتجاهلّ كلّ الأروِقّـه تسوق نفسها لجناحها و بالفعل من دخلت هيّ قفلت خلفها الأبواب تمشي خطواتها للسرّيـر الواسع لكن سكنت ملامحها مباشرة تلمح الكيسّ اللي فوقه , ابتسمت بخفِيف وسطّ قلقها الا إن هالأشياء تسعدها بالقدرّ اللي يترك ابتسامتها على ثغرها بلاشعورّ منها , تركت شنتطها على طرف السرير و نزعت عبايتها عن جسدها تتركه براحته و اتقدمت مباشرة تجلس على السرير تمسك بالكيس اللي اسمّ ماركته الباهظّـه متوسّطه بالحروف الانجليزيـهّ و اللي هيّ تحبها ..فتحته تخـرّج منه علبّـه تزيّنها ربطه فيونكّه باللون الأحمرّ الداكن و من بدأت تفتح العُقدّه لأجـل تتمدد أطراف العُلبه على السرّيـر , ابتسمت تشوف فارق لون البطاقه عن التغليف و سرعان م رفعته تقرأ " إنـتِ قولـي وش تبِـين ؟ " و من نزّلـت أنظارها لنهايه البطاقه تقرأ " ذيـبّ الغزاله " هيّ رجفّـت كلّ مشاعرهـا من نسب اسمه لاسمها لانها م اتوقعته هو و كانت تتوقعه صُهيب أو صيته كالعاده , بالبدايه كان سؤال منه لأجل رضاها و بعدها نسب اسمه لها لأجل رضاها بعدّ , ابتسمـت م تصـدّق ان هالشيّء منّه محّى ألف شعور مُقلق داخلها من يومين للحين , م تصدّق ان الرضَـى اللي كان يقول عنه هو يعرفـه بالنسبه لها و جاب الأحبّ , م تصدّق انه هو بنفسه قدر يمحي الألف شعور داخلها لأجل تكتفي بشعور واحد و هو السَـعاده اللي كانت تبيها من قبل ..اتمسكت بالبطاقه تشدّ عليها و التفتت تخرج جوالها من شنتطها تفتح محادثته مباشرة تشوف الصّح اللي اتغيّر لونـه من آخر كلمة لها " لا " هو شافها لكن م تدري اذا كانت زعلّ منه او لا , م تدري اذا هالهديه هو وصّلها قبل كلمتها و رفضها أو لا لكنها تدري انها م تبي زعله , م تبي الرّفض يكون منها دايـم و لو انه بلاشعور منها الا انها م تبـي الزّعل يطول و يكون عائـق بينها و بينه , اتردّدت للحظه ما بين تتصل أو لا لأنها تعرف شغله و طبيعته , تعرف انه ينضغطّ بشغله و بالساعات الطويله لذلك هيّ رجعت لمحادثتـه تكتب " نُقطه " و ترسلها له دون اي كلمة , سؤال أو حتى حرف هيّ حرفيًا اكتفت بالنُقطه ترسلها له ..
-
-
شقّـه البراء ؛ تحديدًا بالغُرفه اللي تنتظر فيها الأُنس المستقبل اللي ما كانت تتخيّله , المُستقبل اللي تجهله ولا تدري عنّـه للحين , هيّ باقي م اتهيّـأت لأيّ جُرح ممكن يصيبها أكبر من اللي هيّ فيه بسبب البراء , للحين ما احتملت احتمال أسوأ من التّصرفات اللي شافتها من البراء و لا زالت شنطتها بوسطّ أحضانها على أحد الكراسي إلى إن دخَـل البراء بيدّه جهاز للبصمّـه , جهاز هيّ م تعرفه للحين و لا اتخيّلت سببه اللي تركه يمسكه بيده و هو يدخل , اتقدّم لها يحطّـه أمامها على المكتب اللي هيّ تجلس بكرسيه دون أيّ كلمه تركها ترفع راسها له تناظره باستغراب : وش هذا ؟ ,
ما كان منّه التعبير انّـما النظرات اللي بدونها , كان الشّعور ميّت داخله أو بالأصح يحاول إنّه يبلدّه حدّ الموت لأن مظرات بنته قتّالـه له للحدّ اللي يألّم ضميره بشكل قاسيّ , أخذّ نفس عميق لثوانِـيّ يستجمع حروفه من وسطّ غصّته الداخليه : ابصمّـي ,
رفعت حاجبها بعدم اعجاب , من الأمر المجهول بالنسبه لها : ابصمي ! ابصم صح ؟ ,
ناظرها بدون ايّ ردّ , هزّت راسها بنفيّ تبعد الجهاز عنها : ما بأبصم ,
رجّع الجهاز أمامها يكرّر كلمته بحدّة أكثر هالمرّه : ابصمّـي ! ابصمي قلت ! ,
سكنت ملامحها لثواني م تستوعب اللي يصير معها , هزّت راسها بنفي : وش هذا ؟ تبيني أبصم على شي أنا م اعرفه ! ,
هزّ راسه بإيجاب مباشرة : أبوك يقولك ابصمي يعني تبصمين ,
ضحكت بسخريّه م تصدّق الموقف من أساسه : ماشاءالله توّك تستوعب انك أبوي ! توّك ! ,
ما ردّ يناظرها بنظرات وتّرت عروقها كلها , كمّلت باصرار : ما بأبصم قبل لا أعرف هذا وش ! ,
هزّ راسـه بعدم تصديق لنفسه و للواقِع اللي هو فيه : تبين تعرفين ؟ تبين تعرفين ؟ ,
هزّت راسها بإيجاب و من صَرخ بحدّة نبرّتـه يصعّد نبضها بخوف : هذه بصمـه زواج ! بصمـه زواج ! ,
ما ردّت ترجّف عيونها م تصدّق أي شي فعليًا , لا الحكي و لا الأسلوب و الحين فعله المفاجِئ اللي هيّ ما تظنّه حقيقه أبدًا , كمّل يقرّب الجهاز منها أكثر بنفس الحدّه و الصراخ : و الحين بتبصمّين ! ما بتروحين للبيت قبل تبصمّين و لا بتطلعين مكان الا و انت مبصمّه ! ,
رمشت بتكرار تستنكر اللي يصير , الموقف و أبوها اللي خيّب كلّ مشاعرها له و لأن بالبدايه كانت تحسّبه يسخر لكن من كمّل صراخه يمنعها الخروج لأجل تبصّم هيّ خابت كلّ ظنونها و هقواتها بلحظه اللي كانت بآفاق السماء رجعت للأرض السابعه تهبّط و من نطقت برجفه نبرتها تدمّـر كلّ قلب أبوها : يعني ترميني الحين للزواج ؟ ,
هزّ راسه بنفيّ مباشره يشتت نظره عنها يحني راسه للبعيد : م أرميك ! ,
وقفت تلّف نظرها له بكلّ جهه هو يصدّ عنها , هيّ قويّه و منعت كايدّ الشعور اللي المفروض يصير بانها تبكي , تصرخ و تنهار كلها لكنّ وقفّت , وقفت تنطق بعتاب قلبها و نظراتها قبل منطوق حروفها : م ترميني ؟ و الحين اللي يصير وش ؟ تزوجني ؟ لمين ؟ بدون ماما ؟ بدون اهلي و بدون علم احد ؟ ,
ما ردّ يصدّ عنها بكلّ جهه هي تناظرها فيها , رفعت كفّها تمسح طاغّي الدمعه اللي حاىلت تتمسّك فيها قدر استطاعتها لكنّها هُزمت هيّ وحدها , دمعه وحدّه رجّفت كلّ الشعور داخلها تكتفي بعتاب أخير لسؤال : ليش طيب ؟ ,
ناظرها من حسّ بنبرتها اللي اتغيّرت و كثير عن البدايه , من نظرتها اللي حاولت فيه و الحين توّه اللي ناظرها و من الفراغ الكبير فيها هو كلّ ضلوعه ضاقت للحظه أكثر من قبّـل , حسّ باحساس التبرير اللي ودّه يقدمه لها و هزّ راسه بنفيّ : كم شهر و نفسخه , كمّ شهر بس بيكون عالنظام و بعدها نفسخه ..لا تعتبرين نفسك متزوجه بس ابصمي و سوّي اللي ودك فيه ماله داعيّ تعرفينه ,
ابتسمت تسخـرّ من حكيه اللي وضّح انـه مختلّ توازنه بالشّكل اللي ترك تبريره أقبح من فعله , هيّ تبي تبرير لفعله و هو يبرر للفعل نفسه و يعطيه الحقّ بشكلّ تركها تسخرّ بشكلّ دمّـره كُلِيًا , مدّت كفها له : خذ ابصم عني اذا ودك ..ماله داعي انا ابصم اذا ودك انت ,
سكنت ملامحه ما يردّ من كمّ المشاعر اللي هو واقِع فيه , ضحكت بسخريه : ولا لأجل لا صار شي تبرّي ذمتك و ضميرك و تقول هيّ اللي بصمت بكامل ارادتها ؟ ,
ما ردّ يتحفّظ بكلّ تعابيره لنفسه , لأجل م يزيد الحال سوء و بثواني هيَ مدّت اصبعها تبصم بالجهاز رغمّ اضطراب انفاسها الا انها م بيّنت له شي و كان صـراع داخلّي لهـا هدّ حيلها تمامًا و من سحب البراء الجهاز يخرج من الغرفه يقفّل الباب خلفه هيّ جلست على كرسيها م تستوعب اللي صار , م تستوعب اللحظه و لا مشاعرها هيّ نزلت دموعها تعـاندّ قوتها اللي فيها و من رفعت كفها تمسح على قلبها من ضيقّه عليها , من كلّ اللي صار بدقايق الحين اتجمّـع شعوره بقلبها يطغّـى بالانهدّاد اللي هُدّ داخلها هدّه وحده , هدّه وحده كفليه بانها تبلّدها خارجِيًا من الدموع اللي جفّت بعيونها ترجع تحاول تستجمع قواها بلحظّـه هيّ قدرت ترجع توقف على أقدامها من صوت الضجّيج اللي غلبـها , من صوت الصـراخ اللي تسمعه و التكسّير اللي تركها تنهيّ انفرادها بالغُرفه و تقرر تخرج ..ناظرت حولها لثواني تشوف كلّ الأبواب مفتوحه , باب الخروج من الشقه , بابها ، باب مكتب كبير تلمحه و أخيرًا مصدر الضجّيج لغرفه مقابلها هيّ عرفته من رجـف قلبها من صوت التكسير العالـيّ يتبعه صوت أبوها اللي كان أعلـى من صوت التكسّيـر نهايةً بالنبره اللي صرخَـت بنبرَه قشعَـرت بدنها و زلزلت كيانها كلّه تتقدم خطواتها للغرفّه تسكنّ كلّ ملامحها من المنظر , من الواقِـع اللي م تصدّقه و للحين م استوعبته هيّ بكلّ مره فـاضّ شعورها تشوف أبوها اللي بالأرضّ محاوطّ الشّخص اللي يصـرخّ بنبرّة مُستحيلة , يصـرخ بألم استشعرته هـيّ من نبرته , وضعه الحين و احتراقه اللي تشوفه ببشرته اللي كلّـها تشّع بالاحمرار المُستحيل لكنّ أبوها كان ممسك به , كان محاوط عنقه بذراعـه بشديدّ القوّة و ما كان ينطقّ الا بكلمتين اختَصَـرت معاني كثيره بالنسّبـه و تركتّ جسده يُهمّـد بعد ألمه , بعد المقاومّـه و الانفجار ماكانت الا كلمتين " لأجـل أمك ي همام ..لأجل أمّــك " ..
رمَشت أُنس م تستوعب اللي تشوفه , م تستوعب اللحظه و للحين يعاندها الاستعياب بحقّـها تركها ترجع للخلف خطوتين تخرج من الغرفّه توقف خارجها بك , تسند نفسها على جدارها تتكتّـف بغايّه المام نفسها اللي اتشتت , بكُلّ جُزء منها شعور , بكُلّ جُزء منها كلمه و شعور , بكُلّ جُزء منها مشهد غير و بالنهايهّ أُلـمّت كلها على معنى واحد - الألَـم - ..
-
-
بريـطانيا ، لَـندن ؛
خَـرج من السياره السوداء بعد ما فتحوا له الباب منظمين السيارات , خَـرج يعدّل بشتـه الأشقـر " البنيّ الفاتح " و ينزّله تحت ذراعه ينتظر وقوف سهم يمّـه و بالفعل من وازى مكانه هم مشوا خطواتهم الواثقه يدخلون للقـاعه الكبيره اللي تضـمّ جميع الأجناس , الألوان و الأشكال من رجال الأعمال العالميين , التّجار و أصحاب الأموال - الثّـراء - و من المعَـارف كثير اللي من أقبل هوّ اتقدموا له مباشرة يسلمون عليه , يفتحـون معه موضوع للحوار و الحكّـي اللي ممكن يقوّي علاقتهم معه , دهـاءه معروف و آخر أفعاله معروفه , الأملاك اللي صارت بيدّه و الصّيـت اللي يكبر كلّ يوم عن اللي قبل صار الكلّ يتمنـاه اما بالحسّد , اما بالعلاقه اللي نيّتها طيبه لذلك هو كـان يداري كلّ الأيادي , و كلّ الكفوف كان يشدّ عليها بحرارة سلامه و مصافحتـه لكنّ ثبَت للحظه من شاف عزّ اللي واقف قبالـه فجأة من بدّ كلّ الأشخاص اللي يمشون بينهم هو كانت نظراته ثابتّه على عزّ بشكلّ مُرعـب للأغلب و بالمَثَـل عزّ اللي شدّ على بشته مباشرة يتقدّم له , يمدّ يده للمصافحه و من شافه سهم احتدّت ملامحه مباشرة لكـن عذبي كان على ماهوّ , يخفّـي تعابيره داخله لكنّ نظراته تعبّـر التعبير الصحيح اللي المفروض يفهمه عز
ناظر يده لثواني ثمّ مدّ يده يبادله المُصافحـه لمصلحة مُشتركه وحده أمام الجموع , أمام الحسّـاد الكثير هو مدّ كفه يبادله المصافحه بحرارة أربكت سهـم من طوّلت كفوفهم المتشابكه , أنظارهم لبعـضّ و لأن عذبي كان ينتظره هو يسحبّ كفه قبل هو يخفّف حرارته عليه و بالفعل سحبها عِـزّ يبتسـم بعد الثواني الطويله من التّوتر اللي انعكسّ على وجوه الحضور قبل سـهم اللي م يصدّق اللي يشوفه و من مشى عنهم عـزّ حرّك عذبي خطواته بعد ثباتها المُهيب يمشي يمّه سهم يناظره باستغراب : سلمت عليه ! ,
هزّ عذبي راسه بإيجاب دون أيّ كلمة يكمّل خطواته , ضحك سهم بسخريه يأشرّ خلفه: لو ما بتسأله عن غايته ترى أنا باروح و أسأله ! نتلاطم ؟ خلنا نتلاطم أهم شي أفهم ,
وقف عذبي خطواته يناظر سهم مباشرة يكبّت كثير : تتلاطمون بالسعوديه إن شاء الله ..حنا هنا واحد , يدّ وحده ,
رفع سهم حاجبه ينصدمّ أكثر : يعني لو هـوّ اللي خذا العقّـار بالنهايه انت راضي ! ,
ما ردّ عذبي يحاربّ داخله , م يرضى على نفسه لكنه م بيرضى الغريب يآخذها عنهم بعد و هم أولى كشعبّ واحد : امشي انت الحين الله يحلها ,
جلسـوا أغلب الأعراق و الأجنـاس يتابعون بعضهم , يتابعون الحكّي و الفقرات اللي ابتدت كلّـها بتفاخـر الا عذبّي اللي ميّل راسه لثواني يناظر اللي يجلس على يساره بينهم فراغ الدرّج المسيّـر للأشخاص اللي يمشون بينهـم , كانت النظرات بينهم هالمرّه مُختلفه تمامًا يفهمون بعـضّ حيل , هو من التفت يناظره كانت نظرات عزّ له من قبـله حتّـى , الحرب النفسيّه اللي بينهم هم أكبـر منهـا بوجودهم هنا بالمكان الواحد , هم يدرون انهم شَعب واحد لكن بيعصبّ عليهم التأييد لأنفسهـم لأن الحرب بينهم لازالت حـارّه , لازالت ببدايتها م بَرَدت و لا بتبرد الا لو برد دمّهم الحار ..
أخـذّ عذبي نفس عميق يوقّف يسلّم على الشّخص الكبير بالعمر اللي وقّف خطواته لأجله , لأجل يسلّم عليه يبتَـسم بخفيف : الله يعافيك و يطوّل بعمرك ..الله يعافيك ,
رجع مكانه يجلسّ يناظر سهم اللي أشـرّ له على بداية المُنتظر و من عدّل جلسته هو ناظر أمامه , يسمع الحكّـي اللي وصلّ له الحضور يتبعون الممّثل به و من نطـقّ بالحكي اللي ينتظرونه من قبّل كلّهم ناظروا الشاشات اللي على مقاعدهم , يشوفون الأولويّه و التّصويت بالمال أولًا , ثُـمّ الأولى الموصّى به و من لَمَح عذبي التّنافس بين اسمين , اسم عزّ و اسـم شخص ثانيّ غير سعودي اتردد عذبي للحظـهّ يقرأ الاسميـن لكنّ من بدأ العدّ التنازلي للثواني هو م اتردّد يضغط على اسمّ عـزّ و من شافه سهم ضغط بعده ,
ظهرت النتيجه على الشاشه الكُبـرى اللي تركتهم يناظرونها باعجّـاب من اتصدّر اسم عـزّ المراكز يكسبّ العقار الأوّل و بعدها نتايجّ التصويت اللي ذُكر فيها اسم عذبي ,
سكنت ملامح عـزّ بعد كثير من التبريكات من حوله من قرأ اسم عذبيّ و اللي م اتوقّع انه بيتنازل عن منصبّه لأجله , لأجل العلم الأخضرّ اللي يتوسّطه السيفين مع النّخلة و يعتليها شهـادَة التوحيد يـمّ اسمه هو يدري ان عذبي اتنازل لأجل العلم مب لأجل عزّ بحدّ ذاته , التفـتّ عزّ يشوف النظرات له و يشوف عذبي شلون يناظره و منّه أدرك عزّ ان الحرب هنا مو بينه و بين عذبي , الحرب هنا حرب أعلام و حرب قُـوّة عالمّيه ..
أخذّ عـز نفس عميق من ظهر التصّويت التّالي بعد أعداد يضـمّ اسم عذبي مع اسم شخص أُسترالـيّ و م اتردد للحظه بانه يصوّت لعذبي , أو بالأصحّ للعلم الموحّد بينهم و من ظهرت النتايج على الشّاشه الكُبرى و اتصدّرها اسم عذبي و العلم بجانت اسمه هو ابتسّم بخفيف , لأنه كان يتمنى هالفهم من عـزّ و بالفعل فهمه و من هالمنبـر كلّهم بلحظه ادركوا دهاءهم , ادركوا نقاطهم المشتركه بالفهم لأنهم للحظه هم اتنازلوا عن كلّ مصالحهم الشخصيه لأجل عَلـم واحد , وَطَـن واحد و لأرض السعـوديّـه و تـرابـها ..
-
-
سَـيارة البـراء اللي وَقّـف قبال القصـر فيها , طفّـاها للحظـه يترك الشبابيك مفتوحـه بعد انطِفاءهم كلّـهم , بعد م انطَفَت أرواحـهم لكن كانت المحاوله من البراء لازالت تصـرّ على تعديل الوضع , اصلاح الفـهم لـكن من الصّـمت السايد اللي كان بمسافتهم من الشّقه للقصـر كان صعَب , كان شديدّ الصعوبـه بالنسبه لكلّ شخص من بينهم الثلاثـه كان يجـاهد لأجل تكون أنفـاسه طبيعيّه , بالقَـدر اللي يتركهم يستوعبون أنفسهم بعدّ ما خاضوا الحَـرب , البراء اللي وقـف بالهاويه عنّ هـمّام و حـاول انه يرمي نفسـه من بعد نظرات أُنس و عتابها هو اتمسّـك بأرضه لأجل يبرّر لها , م اتوقّع انه بيوم يصير معه هالواقِع الأليم اللي يتركه ينقـذّ شخص مُقابل انه يضحّي بمشاعر بنتـه غصب عنه , مُجبرّ و جبره ضيق الوقت على كلّ هذا ..
التفّـت للحظه يناظر همّام اللي جالسّ على يمينه هادِئ بعد عاصفّه من الجنون قدر البراء يقيّده , قدر لكن بصعوبه و مقاومّه , بقوّة الأجساد و هالهدوء يدري بانّ داخله جنون لا محدّود باقي مُقيّد و ما ظَهَر ..رفع أنظاره للمرايا الأماميّه لبنته , للأُنس اللي للحين تكبّت الكثير بقلبها , تخفِـي كـلّ انهزامها لنفسها مو أمام أحدّ و هو أخطى عليها و لازال يخطّي رغم محاولاتها بانها تعطيه الفُرص الا انه يحطّـم كلّ مجاديفها و بالنهايّـه هو م اكتفى بتحطيمها انّمـا فتّتـها و يدري ان ممكن م تقدر ترمّمها أو ترجّعـها ..اتنهدّ للمرّه اللي يجهلها بعد ما قرّر يفلت حروفـه لهم : العقد هذا شكليّ بس...بيننا حنا الثلاثه محدٍ بيدري عنه ,
ما ردّ همام يحني راسه للسبحّه اللي بيده يشدّ عليها , لازال تفكيره بأبوه و ربطّ جنونه بحقّ أمه للحين هو م استوعبّ الفكره ,
عقدت أُنس حاجبينها تناظر أبوها من المرايا مع كـمّ الغضب اللي بعيونها هو أدركه ,
هزّ البراء راسه بإيه فقطّ يشتت نظره عنهم كلّهم : فتره بس ..تنتهي القضيّه و نفسخه و لا كأن شي صار ,
ما ردّت أُنس تمنع انفجارها , تمنع كمّ الشتايم اللي داخلها و كمّ العتاب اللي ودّها لو تقدر و تقوله لكن المانِـع أكبر لذلك هيّ شدت على شنطتها تلبسها و تنـزل من السياره لكن لحقها البراء ينزل مباشرةً معها : أُنس ! ,
وقفت خطواتها تآخذ أنفاسها المُستصعبه من بدايةً يومها للحين , التفتت تتكتّف تناظره يمشي لها و من وقف نزّل راسه يُحرج من كلّ شي , من نفسه و الموقف , صراخه عليها و اجبارها كلّ تفاصيل اليوم يُحرج منها : لا تقولين لابتهال ,
هزّت راسها بنفيّ تردعّ الدموع , رجفه نبرتها تبدّلها بالحدّه لأنها غاضبه , فعليًا غاضبّه عليه : تبيني أخبّي عنها ؟ و لا أكذب ؟ ,
رفع راسه يناظرها , استقرت عيونها عليها يهزّ راسه بنفيّ ؛ لا تقولين شي و لا تكذبين ,
هزّت راسها بإيجاب تتحدّى كمّ المشاعر اللي اعترتّ داخلها بالانهزام , بكلّ مره تُهزم من ناحيته : ما بأقول لها مو عشانك انت ..عشانها هيّ و عشان عزوز لا يحسون باللي حسيته و لا يشوفونك مثل م انا اشوفك ,
هزّ راسه بإيه فقط دونّ أي تعبير ثانيّ و التفتت هيّ مباشرة تمشي عنه , تمشي للبعيد تدخل للقصر ثمّ الڤيلا ..
كانَـت عيون همّام معهم من المرايا الجانبيّه من جهته , ماكان يستوعب اللي صار الا من شاف حركتها و وقوفها , تصرّفها مع أبوهـا اللي يوضّـح ان هي مب راضيّه بعد , ان هالشيّ كان اجبار من أبوها رغمّ كلّ هذا هو ما سمع لها صوت , ما سمع لها انفجار أو كلمة و كلّـها تدفَـع للهدوء حتّى بخصامها لأبوها ماكان منها الا النبره اللي م اعتلت أبد و هـذّا اللي يوتّر هبـوب قلبّـه و ريّاحها المجنونه لأنها نَفس أمه , تذكرّه بهدوءها اللي هو سكَن داخله لسنين و بعدها فُقدّت منه , اتجرّد الشعور منه و ضـاع من بعدها ضَيـاع هدّه من طـولّه الى أسفل الأرض بطريقه مؤلمه ..
ركـب البراء سيارتـه يتنهدّ بتعب قلبه , مشاعره و المواجه اللي ما كانت سهله من بداية يومـه و بالفعل م يدري شلون رَضَـى بهالتعب لكن يدري هو و مؤمن بإن النهايه بتكون قريـب , نهايه الألم و المشاكل بتكون قريبـه للدرجه اللي تنسّيهم كلّ اللي صار و إنّ هالوضع مؤقت لأجل محمد يحكي , لأجل القِصة تنتهي بأرضها من يُبرّأ و من يُعدم القاتل الحقيقي و ينتهي شوي من ألم همّـام , ينتهِي شوي من فقدّ الشعـور اللي يألّم البراء أكثر عليه و بثواني التفت يناظره يشوف عيونـه اللي من حسّت عليه هو رفع يدّه مباشرة يحكّ عيونه بإحراج , بمُحاوله انه يخفي دمعه من الانهيار اللي ما يسمَح للبراء بأيّ شي يقسى عليه أكثر , مدّ البراء يدّه لراس همّـام من الخلف يمسح عليه بخفيف لأنه للحين م اتجاوز مرحلّة الجنون اللي داخله لكن هو مضطرّ يوضح الوضع اللي م أرضى كلّ الأطراف الا محمّد , الا لسان الحقيقه اللي ينتظرونه كلهم : هالوضع شكليّ بس عشان أبوك..بنتي ما بتتورّط في هذا كله و لا أحد بيدري عنها ,
ناظره همّـام لثواني يفهمه و يفهم انه اجبـار عليهم كلّهم و هزّ راسه بإيجاب , كمّل البراء بهدوء يسحب يده من خلف راسه يشغّل السياره : من تنحل القضيه باذن الله يفسخ العقد بدون لا يأثرّ عليكم..ماله داعي تشوفون بعضّ كثير لكن انت بتبقى يمّي تدري بهالشيّ صح ؟ ,
رمشّ همام يهزّ راسه يإبجاب يشدّ على سُبحته م يلوم البراء أبد , يلوم أبوه اللي حطّه بهالموقف المُحرج و المُخجل ..
-
-
مركـزّ الشرطه ؛
كـان جالسّ نهايـة يومه , نهاية شغله ينتظر البراء يوصل لـه لأجل يدخلون لمحمد يآخذون الأقوال لأنه الحلّ الأخير بعدم وُجود أدله و بوَقـت انتظاره هو فقطّ فكّر يفتح جواله يتفقدّه كالعاده بعدّ تعب سفره ، تفكيره و عمله هو ارتسمت على ثغره ابتسامه خفيّه للكثير لكن ما تُخفى عن نفسه من ظهر اسمها له بالواجهه , على انها نُقطة لا غير الا ان واقِعها لقلبه كثير و هو يدري بترددها بكثير الاشياء و الحرب اللي خاضتها بينها و بين نفسها لأجل هالنُقطه ما كان سهل عليها , ما كان سهل عليها لذلك هو يفرحّ لأنها له و سرعان ما رسل رسالـه يجسّ النبض فيها أكثر " بالغلط النُقطة ؟ " و ما كمّلت دقايق الرساله الا و وصله الردّ ينوّر شاشته اللي رخاها يريّح نفسه يقرأها " لا " , اشتدّت ابتسامته ماصارت لنفسه وحده , صارت له و لليّ حوله يلمحونها به " أتصل يعني ؟ " طال وجودها بالمحادثه لكن طال صمتها , عدم ردّها اللي هو يدري به و بكلّ الأحوال و الألوان اللي تمرّ فيها الحين لكنه وقف مباشرة من لمح خطوات البراء له و خلفه همّام هو وقف مباشره يدخلّ جواله بجيبه يعدّل نفسه ,
وقف البراء مقابله و همّام جنبه بالوضعّ اللي م يطمنّ دهّام لكنه يخمَن السبب , يخمّن السبب بانهم ما حصّلوا الدليل اللي كان ممكن يبرّئ محمد و يثبت المجني , يشوف اللي قتل امه و يعرفه لذلك هو ما اعطى للحال معنى يأشرّ على الباب : يلا عمّي ادخل خلنا نسمعه ,
ناظر البراء همّام لثواني ثمّ ناظر دهام اللي فهمه مباشرة و هزّ راسه : ادخل انت الحين انا اتصرّف و الحقك ,
ناظر البراء همّام لثواني : اجلس انت ! لا تروّح مكان شوي و نطلع ,
هزّ همام راسه بإيجاب يجلسّ بالمقاعد و مشى دهَام للأمن يوصّيهم عليه , على خروجه من المركز اللي محد يودّه ثمّ لحق البراء يدخل لغرفه التحقيق ..
_
بعـد دقـايق من الانتظار دخَـل عليهم محمد يتقدّمه أحد رجال الشرطّه يحرّر معصميه من القيودّ لأجل يجلسّ قبالهم و بالفعل كلّ واحد فيهم عدّل جلوسه يتجهزّ للحقيقه , يتجهزَ للحدث اللي رح يُكتب كاملًا و يُسجلّ كاملًا بالكاميرات لأجل تبدأ القضيّه و مجراها بالتحقيق ،
اتنحنح محمـدّ لثواني بعد السّـلام و الحكّي يستثقل الحروف على لسانـه لأنها بالفعل ثقيله حروف , ثقليه منطوق و ذكرى على القلب كلّ حدث فيها هو مُستحيل يمرّ شعوره دون الألم , دون الوجع هو بكلّ مره تضيّق عروقه داخله و يُحرق تمامًا من الذّكرى السيئة لكن هو اختار , و لخياره تابِـع لذلك هو بدأ مباشرة يستذكر تفاصيل الحدَث المأساوّي و يسرده لهم ..
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Storie d'amoreالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...