الفصل ٦٦

5.6K 108 23
                                    

الحقه دهام لا يروّح معه اكياس خذاها الحقه ! ,
اتنهـدّ دهام يناظر نفسه يسايـر ظنون كثيره و يتردّد ما بين انه يتركه بهالحال و انه يلحقه و لا يدري اذا هو صاحي بهالكلمه و انه فعلا يبيه يلحقه : عمّي قمّ قمّ معي قمّ خلنا نشوفك انت اوّل , قمّ ,
اتمسّـك البراء فيه او حاول بالاصح لكنه ثـقيل الجسد , ثـقيل الراس و لا شدّ دهام للخلف الا حضور همّام العجل يتقدّم منهم ينحني بالمـثل : عمّي ! وش صار ؟ وش فيه ؟ وش صاير ! ,
تسـابقت الحروف مابين دهام و البراء بانه يفتح قبضه يدّه لهم يبيّن لهم مفتاح السياره : الحقه ! الحقوه لا ينحاش معي المفتاح ما يبعد حيل , الحقه معه ..معه..امـك..,
رجـفت كفوف دهّـام اللي يحسّ بنديّ يده من خـلف راس البراء اللي فـقد وعيه , فقط طولـه خُمّد جسده بالارض بكامل ثقله ماكان به قوّة يحسّ بـحرارة الكون كلّها وسط كفّه يصوّت باسمه : عمّي ! عمي ! عمي عمي قمّ معي عمّي حاول حاول ! ,
لانّ الكلمه الاخيـره المنطوقه ماكانت سهله , ماكان واقعها عاديّ انما كان كارثـي , فتّـاك لشرايـينه اللي احترّت يـحترق كلّه يـثور من حرارة جـوفه , من شبّت داخـله نيران ما تسـكّنه بمكانه وقـف هو يركضّ للخـارج يترك دهّـام اللي ينادي باسمه يخاف عليه : همّام ! همّـام لا تروح تعال عوّد ! همام ! ,
نزّل دهـام البراء من كفوفه يطلّع جـواله من جيبه يتصّل على كل رقم بباله , يتصّـل على كل عائن يحتاجه بهالوقت باله مع همام , خـوفه مع البراء وسط الاثنين هو ضـاااع ..
_
اتـجاهل كلّ نداءات دهام له , اتجـاهل كلّ الوُجود بالمبنى يتطمّن بوُجود دهام مع المحامي هو ركضّ بكلّ الاتـجاهات حاول يمدّد نـظر عينه لابعد مـدى يقدره , يلمح الجسد الراكضّ و سـراب الدرب من اسفله تحـرقه الشّمس , يجفّ دمـه و تنشف بشـرته يركضّ له يلاحقـه جاهل كلّ اللحظه من اصلها ضايع بفكره و شـعوره المجهول هو الحين كلّه " جـنون " مستحيل يركضّ يرفـع ثوبه عن مساحات تمدّد اقدامه و يحسّ بنظرات عبدالمحسن له اللي من شافه هو أخـذ يمدّد خطواته بالجريّ و لا كان منه استطاعه انـه ينجوا من همّـام اللي دفّـه يرقل اقدامه للارضّ يتناثـر التّـراب , يخالط بياض الثيّـاب تراب الارضّ بالبُـني تتلاشى عنه الاكياس و يـخرج منها ادوات حادّه , اسلحه و كاميرات تسكن ملامحه لثـواني يحاول يستوعب اللي يشـوفه و كان جاهله يتأكّد امامه الف دليل , الف مـخرج و حقيقه يلمح حركة عبدالمحسن السـريعه بأخذ السّلاح يوجّـهه عليه بجـلوسه يتراجع للخـلف بسحب نفسـه , ناظره همّـام للحظه يهجّـد كل حواسـه يناظره فقط و تراوده التساؤلات من خوف عبدالمحسن , من السلاح اللي بيده و ثقل الشعور عليه بالرجفه هو نـطق : ابعدّ ! ابعد لا تقرب ابعدّ ,
حـنى همام نظره للاكياس اسفله , لخطوته الثابته هو انتهى به الاستيعاب تعجز لحظته عن الانفعال يتذكّـر امه , يتذكّـر التراب اللي كان عليها , الشّماغ بالدم و يدها بعد جفاف الدّم بها اتصوّرت امامه لحـظتها من جديد يهز راسه بنفي : ما بعد قرّبت , انا واقف للحين ,
وقـف عبدالمحسن من على الارض لازال يوجّه سلاحه و لا كان لمنطوقه حروف الا من زودّ خـوفه و اصوات عقله لانه يدري بجنون همّام , يخافه بهاللحظه اللي م اتوقعها تصير من ضياع مفتاحه و حضورهم , ركضه خلفه و لحاقه الحين حصـره هو امامه يسمع سـؤاله التالي من طال صمته يبيّـن اصل اللحظه و اصل النتيجه بالنهايه : شـلون ؟ ,
سـكنت ملامح عبدالمحسن يفهم قـوله , يفهم معنى سؤاله و يفهم رغبة جـوابه و بالفعل كمّل همام : انت ذبحـتها ! انت اطلقت عليها و حرمتني منها انت ذبحتها انت ! ,
رجـفت كفوف عبدالمحسن من جابها بالصريح , من قالها هو رجّـف ضلوعه بحروفه و رمي الكلمه عليه ما كان منه الا انه يشدّ على يده الممسكه بالسلاح يبـي يخلّص نفسه منه , يبي اللحظه هذه تنتهي و يرتكز جـسده بالقوة و الهروب لولا تقدّم همام منه ما يبالي بالسلاح , ما يبالي بالموت و لا يشـوف بعيونه الخـوف كان يتقدّم منه بأكـبر خطواته و اعلى ذرّات الجـنون , الغضب تحتلّ عقله و حـواسه يسبق كلّ ردات فعل عبدالمحسن من نفضّ يـده لليسار يسقط السلاح منه يتاليه بلكمّـه رجّعت خطـواته للخلف , اكتفى ! لا هو اتقدّم له من جديد يضمّ ياقاته لقبضة يديـنه يهزّ كلّ جـسده يحترق , يحتـرق كله حتى نبرته انـغبتنت بالثّـقل : ليه ! ليـٰه ! ليه تذبحها لــيه ! وش سوّت لكم وش سوّت لـكم ! ليه تذبـحونها لــيه ! ,
لان صـمته طال , لان لسانه عجزّ و اتوقـفت حروف اجاباته ما بقى بهمام عـقل يخنـقه , مسك عنقـه تحت قبضّه يده يشدّ عليه يحسّ بمـقاومته و محاولة بالحكي لكنه مو بيدّه , يلمح احمرار وجهه و شدّة عروقه لكنه ما يليـن قلبه  عليه و لا يضعفّ هو كلّ صور ذكراه بباله " امه " : شـلون ؟ شـلون صار ! شـلون ,
اخـتنق تمامًا يمنع عنه النّفس , يمنع عنّـه كل حركه هو شلّه كلـه و كاد يعلن مـوته لولا حضور الجسد من خلفه يقيّـذ ذراعيه و يشدّه للخـلف يسمع صراخـه , مقاومته بانه يكمّـل عليه : ابــــعد ! اتركــني عليه ! فكّـــني عليه ابـــعد ! وخّـٌـر عني عــــزّ وخـــر ! ,
يــموت من المه عزّ و هو ضاغط عليـه , و هو ضامّ ذراعـين همام للخلف يحاول يقـيّده و يمنعـه عن الجنون كـونه يدري ان مابعد هالجـنون الا النّدم : همّـام هدّ ! هدّ همــام هدّ لا تسوي بنفسك كـذا ! لا تسـوّي بنفسك كــذا ! هدّ هدّ ! ,
سـكنت ملامح خلَف من اللي يـشوفه من جنون ما قد شهده , ما قد صـار معه و شاف هالجنون حتّى بعذبي اما الحين ! فهـو اتخوّف من لحظات كثـيره امامه يصدحّ نـبرة همام الصـارخه , مقاومـه عزّ لجنونه بالقـيد و سعال عبدالمحسن اللي سـقط بالارض ما يحمله جـسده بس انقطاع النّفس عنـه تنتهي الثـواني الطويـله بوقـوفه و مسـكه للسّـلاح يوجهه عليهم من جديد و لولا تقدّم خـلف اللي وجّه السلاح كذلك لوجـهه يشـوف حدّة عزّ بالنظر و النطق : عبدالمحسن فارق ! فـــااارق و لا تشـوفك عيني لك عين بعد تهدّد ! لك عين ترفع السلاح اذلـف لا افكّه عليك والله لا يمحيك و يقبرك بارض مالها وُجود فــاااارق! ,
رجـف عبدالمحسن بخـوف يناظر حوله , يناظـر حوله و هو كلّه خوف يدوّر درب يآخذه و طـريق يدلّه لكنه ما يدري عنه و لا معه السـياره اللي وصّلته هنا ما بقى له الا الرّكض , ما بقى له الا الهـروب بكلّ الطرق يبعد عنهم , التـفت عزّ لخلف يناظره : خذّ السياره و روّح , الحقه شفّـه وين رايح و لا تعوّد الا باتصال مني ,
اشر خـلف على همام اللي لازال يصارخ , انبحّ صـوته غبنه , قهر و جـنون يصارخ عليهم كلّهم : و همام ! ,
صـرخ عزّ يوجّـه له كامل الحدّه لان طاقـته تقلّ و قُـوته تتلاشى مع مقاومة همّام له : روّح يا خــلف روّح ! ,
اتـراجع خلف للخلف بخطواتـه يركب السياره , يحرّك تكمل الثـواني , الدقايق و بغضـون اختفاءه عن انظاره كان من عزّ ترك همّـام اللي تصاعد صـدره يلتفت مـباشره يلكمه يبـعده عن و يردّه للخلف يألمّه ! , فعلًا يألمّه و لا يلومـه بفعله هو ناظره يهزّ راسه يأكدّ له من شاف نظـراته له محترقـه : استاهل ! استاهل بس هدّ ! هدّ وهذا كله لاجل لا تروح انت فيها وطيّ , هدّ ,
التـفت همام بعيـونه يدوّر بالارض , يشوف كلّ الاغراض لازالت بالارض , كل الادله و الادوات كانت امامه و لا يدري هو بالجاي الا من جواب عزّ له خلفه : خلّها , لا تلمسها لا تجي فيها بصمتك انا بآخذها للمبنى و ابلّغ عنها الين يجون و يآخذونها , خلّها ..
_
مرّت سـاعتين من حضورها للمستشفى بعد ما فجّرت جوالات الجميع اتصال قلق ،  خـوف و توتّر هي اخذت خبر ابوها اللي نقلوه بالاسعاف للمستشفى , حـضرت و شافت دهام الواقف بالخلف ينتظر خروج الطبيب , ينتظرون الكلمة المطمئنه و مسكّـن الجوف و بالفعل خرج الطبيب يعدّلون وقـوفهم و يحضرون له امامه ينطق قبل سؤالهم : مبدئيًا كل شيء سليم لكن بنسوّي له اشعه نتأكد تمامًا افضل , خطّاه السوء و فالكم العافيه ,
تمتم دهّـام بالحمد يناظرها كـيف هيّ تونّ , كـيف هي تكتم نحيب صراخ بكاءها داخلها و تحاول بشديد قوّتها الظاهريّـه انها تصمد امام كلّ هالخـوف داخلها تشوف خـروج ابوها بالسرير المتحرّك يسـحبونه كانوا و لانها ما قدرت تمسك خطوتها عنه هيّ قـرّبت تشوف عيـونه المغمضه , يدينـه المرتخيّه هو بنـوم عميق او تعبّ لاواعي ما تدري لكنها ما مسكت نفسها تمشي معه بالسرير و يحـزن دهام , يحزن ينقبض صدره يحاول يلمّ نـفسه يمسح على وجّه يحـول : لا حول و لا قوّة الا بالله , لا حول و لا قوّة الا بالله ..
دخـل همّام بخـطواته السريعه يتلفّت , يدوّر بعيـونه عن سبب يسكّن ضجيج خـوفه و قلقه خلفه عزّ اللي م اتمالك نفسه لا بالجيّـه و لا بانه يترك همام وحده بعد الجـنون المستحيل يلمح دهّـام من بعيد و يأشر عليه : هناك ! هناك همام ,
التفت همام للمكان المقصود يشـوفه , يركضّ له بقلبه قبل كلّ حواسه يسأل دهام اللي سكنت ملامحه باستغراب و تعجّب من حاله : وينه عمي ؟ ويـنه وش صار عليه وينه ؟ ,
عقـد دهام حاجبيـه يأشر على حاله من تلطّخ البني على ثـوبه , وجهه و شعره : وش فيك انت ؟ شهالحال ؟ ,
ما ردّ همام هو ينتظر اجـابته و لا كان من دهّام الاجابه الا من حركة عزّ له من خلفه يأشر له بالسّكوت و التاجيل : بخير الدكتور يقول , خذوه للاشعه يتأكدون بس ،
ريّح همام ظـهره للجدار و اتنحنح دهام يرفـع حاجبه يدرك كلّ سابق الحادث هذا بانه كان معها لانها ما تركت جوال ما اتّصلت عليه : مرَتك موجوده عنده , هناك شفّها ,
سـكنت ملامحه يناظره لثـواني و عقد عزّ حاجبيه باستغراب يشـوف سرعة حركته لها و خطـواته يختفي بجسده عنهم و لا ناظرهم بتردّد هو راح له بقلبه قبل عقله , استغفـر دهام يمسح على وجهه من جديد ما كان يتوقع هالشيء يصير بهالشكل : ليه قلت لعمي عن المكان ؟ ليه ما قلت لنا ! ,
اتنهـدّ عز يجلس بالكرسي يتكيّ ظهره للخلف : ما هقيت انّه يسويها و يروح وحده , كنت ابيه يعقل و يقول لنا نروّح كلنا مع بعض يعني كنت متوقع ان به احد بينتظره هناك ,
لفّ دهام له يعقد حاجبيه : و هذا ليه كذا شكله ؟ وش صار معه قدر يلحق عبدالمحسن و لا انحاش ؟ ,
نطـق عز بسخريه يناظره : ينحاش ! بغى يذبحه همام ما فكّه منه الا الله و كتب له عمر جديد و لا بغى يروح فيها ,
وسّع دهام عيـونه بصدمه : اسألك بالله صادق ! شلون وش صار كيف قدر يلحقه ! و انت شلون عرفت ,
جـلس دهام يجاوره بالكرسي يسمعه يجاوبه : ايه والله صادق , لحقه شفته و انا جاي مع خلف بالسياره ما قدرت اتحمل و جيت لحقته و قدرت الحمدلله اوقّفه , على انه مدّ يده علي انا بعد لكن ما عليه اهم شيء انه ما سوّى شيء يندم عليه بعدين , مب سهل هالشيء ايه والله مب سهل ،
أخـذ دهام نفس عميق ما يدري كيف جرت الامور و لا كيف حدّتهم على هالشيء يتساءل : وصلني اتّصال , يقولون جاهم بلاغ عن الاغراض من اللي بلّغ انت ؟ ,
ناظره عزّ يلتفت له يطوّل بجوابـه لانه ما كان يبيها منه الا انه اضطر , هزّ راسه بإيه : ايه , انا اللي بلّغت بس ابيك تشـوف وينه خلَف , خلَف ما يرد علي و انا خليته يلحق عبدالمحسن و يشوف وين رايح لاجل تمسكونه مير ما يردّ ..
_
ما تحـمله الخطوه من شعور يضربّ صـدره , يضرب قلبه و روحـه هو الحين يتخيّل هيأتها , شكلها و الشعور الهالك عليها شلون بيوضـح لانه تركها و هي بكامل خـوفها تعتري منه بالبكيّ كانت و الحين ما يجي بباله شلون هي حالها ما يرتاح داخله , ما يرتاح جـوفه و لا حواسه اللي ما ركدت من سمع دهام يقـول له " مرَتك موجوده " هو ماعاد حمله قلبه بالتّحمل يبيها هي , يبي يشـوفها يتطمّن و يطمّنها شاف جـسدها من مداه , من مسافـه خمّدت كل شعور داخله الا شعورها يشـوفها تمسح دمعها بنهايه ممرّ فارق بينها و بين غرفة الاشعه اللي من رفع عيونه قرأ المصطلح الدّال يدرك نفسه , يدرك الوُجود الكافي بهم و لا كان لايّ مخلوق حسّ كـون الوقت صار مغرب , كون الحالات الموعوده انتهت و لا بقى به الا هم هو قـرّب منها بعد ثـواني طويله كان هي لعيـونه تفاصيل حارقه نطق باسمـها يدرّكها وُجوده : اُنس ! ,
التـفتت له يفزّ له كل شعور من نـبرته هي ميّزتـه و خضعت له بدمـوعها و خطواتها له بالمثـل كان لقاءهم حـضن انتهى بمنتصف الممر ينهي خطواته لها , خطواتها له يضمّ كلّ عُريّ شعور يغطّـيه بالاحـتواء يسمع نحيب بكاءها اللي صار على صدره من شديد خـوفها , مسح على راسـها يقبّله يهمس لها : لا تبكين , لا تبكين ي امي انتِ لا تبكين ,
شدت عليـه , على ثـوبه كانت قبضتها تلمّ جُزء منه تبكي هي اخذت صـدره ملجأ من شعورها , من صمـودها اللي هزمها بالنهايه وسط صدره , بين ذراعيه و ضـلوعه هي كانت تتوسّطه ببكيّ تسمعه يهدّيها و لا هي ما تـشوف شيء , هي انهت نظرها تغمّض عيـونها تفضّل سواد الاحتواء على سواد المنظر : خـفت ! خـفت همام خفت عليك و على بابا خفت ! خوّفتوا قلبي عليكم !
يدري انها وحدها , يدري ان محد قدر يلمّها بصدره لان ابوها تعبان , لان امها مو موجوده و لا اخوها , خوالها و لا كان لايّ احد وُجود و لو كان لاحد وُجود ما كان رح يتنازل عن لحظة الاطمئنان هذه كـونها بحاجتها و هو بحاجة هالشيء منها شدّ عليها يضمّها : قـضت قضت جعلها آخر مخاوف قلبك ,
لان ثوانيـهم طالت , لا دقايقهم قضـت هو رفع راسها له من حسّ ان بكاءها خفّ , صدرها سكن بعد رجفـته و كفوفها خفّت عنه تـرفع يدها لملامحه , رمشـه تنفضه من باقي التراب اللي صار عليه تلمحه من قُـربها : انت وين كنت ؟ وين رحت ؟ ليه ما جيت مع بابا وش صار معك ؟ ,
غمّـض عيونه يسلّم شعوره لها , يسلّم رغبـته بها يبيها تسكّن صـدره , يبيها تخفّف لهيـبه , تمسح على جـدار قلبه و تنهي حُـرقة ضلوعه لانه ماعاد بخير بعد يـومه هو ادرك ذبّـاح ذكراه الغافيّه و اتصوّرت امامـه اليوم بنفس الالم , بنفس الجنون اللي تركه يطعن ابوه كاد اليـوم ينهي انفاس عبدالمحسن يحسّ بيدها , اناملها على اهدابها تنفض ترابها , تنزّل ابـهامها لدمعه اللي سـال تشوفه , تشـوفه و تبكي هي بالمثل لانها تدري انها مـو عبث , انها مو من لاشيء و لا من لاشعور انما صدره منقبض حـول لهيب النار الشّابه داخله : همّـام ! ,
نزّلـت يدها للحيته , تمسح عليـها تنتظره يجاوبها , يفتح عيـونه لكن ما كان منه جواب لانه يدري بكمّ الخوف داخلها للحين , يدري بكمّ الحـزن و طااااغي الدموع الغلّاب ما يبيها تكون عليها معاه هو اكـتفى بانه ينزّل ملامحه لكتفها , يغطّيـها عنها و عن كل شعور العالم القبيح اللي اجتاحه ماكان له لجـوء الا لكتفها , كفوفها اللي ضمّـته و شفّتها اللي قبّـلت رقبتـه تحاوله بالاحتواء الى ان سـاقت لمسامعها اصوات تعرفها كان منه الاعتدال , و منها يناظرون الصّـمت اللي صار من شافت امامها امها الساكنه تمامًا لانها شافتها و شافته و بالمـثل صيته و عبد العزيز و لانها ما تدري وش المفروض يصير الحين , وش تحسّ و وش هم يحسّـون هي الحين من " اللاشعور " بهالموقـف تناظره يتنحنح يناظرها يخفي شعوره , يخفي دمعه و وُجـوده بكلمة وحده لانه يدري وُجود امها - اولى - بالنسبه للجميع وسط هالظرف : استأذنكم انا ,
هزّت صـيته راسها بإيجاب تناظر ابتهال اللي كفّت نـظرها عنهم كلهم ما يرضيها اللي يصير , و لا ترضى باللي صار رُغم قلقها و حضورها المهلوع بالبدايه الا انه اتلاشى بمجرّد شـوفها ويّاه بهالقُـرب و لا كان طويـل الوقوف من اختفى هي رفعت نظرها لأُنس الثابـته بمكانها ما تدري عن الجاي , ما تدري وش بقلب امها و لا وش فعلها بما انها شافتها معه ,  انهت ابتهال كلّ حيـرتها من اتقدّمت لها تضمّها لصدرها كونها تدري ان الوقت مو مناسب , ان الشعور صعب و خوفها طاغي و يطغى عليـهم حُـزن كايد بيومهم هذا تسمح بكاء بنتها , نحيبها و هي بصدرها استسلمت لكلّ المشاعر و الشـوق لايام كانت حاجتها لابتهال هي الاكبر , حاجتها لامها ..
_
كامـن تعبه بجسده من بداية يـومه للحين تُشدّ اعصابه , يتعب تفـكيره بعد حكيه مع عزّ , بعد اتصالاته على خَلف , اهله و كلّ قريـب و بعيد ماكان له اثـر ينتظرون انتهاء اليوم لاجل يرسلون الجهات المختـصه للبحث هو وصـل للقصر و باقي عقله خارجه ما يبـي يرجع , ماكان له نيّه للرجوع لولا وُجودها هيّ و رغـبتها بوُجوده حولها دايمًا تبيها يحـوّفها بشعوره نزل من سيـارته حامل بيدّه بـوكيه ورد تـوليب وردي يقفّل بابه يتـوجه للقصر اللي فُـتح بابه بمجرّد وقـوفه امامه و تبسّم يجـبر ثغره لان ابوه وقف امامه : السلام عليكم ,
ميّـل شريان جسده يسمح له بالدخول لان صادف خروجه و تصادم الاوجه : حيّك حبيبي حيّـك ذيبـي , داخل ؟ ,
هزّ دهام راسـه بايه يتساءل : و انت وين رايح ؟ خابرك من الصبح و انت برا البيت معزوم ؟ ,
اتنهـدّ شريان يقفّـل الباب خلفه يعدّل طـوله و يراود القلق دهام اللي حسّ بوجود شيء و يتأكد من نطق شريان : عمّك صهيب سوّا عمليه تدري ؟ ,
سـكنت ملامح دهام يُصدم من السؤال يهز راسه مباشره : لا والله ما  ادري , وش صار بسم الله علّمني عمليه وش وش فيه عمي ؟ ,
اخذ شـريان نفس عميق يرفع يدّه لكتف دهام : والله خبري خبرك الصبح دريت الدكتوره علّمتني و لا لا جت على عمك صهيب ما بيقول و لا ندري طول عمرنا , الله يهديه و يصلحه قبل اسبوع سوا عمليه زراعة كبد ,
حـوقل دهام يمسح ملامحـه فقط يكتفي بكبت الشعور داخله و لا يتحمّـل اكثر هو يحاول يردع كمّ الافعال المفروض انها تصير , ابتـسم شريان بخفيف يناظره بعد شوفـه للبوكيه : تعشينا توّ , اكلت شيء انت ؟ ,
هز راسه بنفي ينزّل يده عن ملامحه يناظر البـوكيه رُغم انعدام حماسه له الا انـه يحاول لاجلها : ما ودّي ,
عقـد شريان حاجبيه يهز راسه بنفي : وش اللي ما ودّي ! توّك تجي و معك ورد للغزاله و هي تنتظر للحين ما كلَت تقول انتظر دهام قال انه بيجي ! ,
سـكنت ملامحه يرفع نظره لشـريان لثواني يستوعب نفسه , شعوره و الورد اللي بيده كلّ شيء يبي يسويه للغزاله يناقض واقعه المـرّ من حوله و الحين توّه درى عن ابـوها ما يدري شلون بيعطيها ورد و يتعامل معها كأن مافيه شيء : بس هي ما تدري عن ابوها , ما تدري عن اللي يصير و لا تدري عن شيء انا يوم اروح لها بهالاخلاق و هالحاله اخاف عليها مني , اخاف انها تزعل ي ابوي ,
اتنـهدّ شـريان يفتح الباب بمفتاحه و يشرّع البـاب يبتسم : عمّك مابه الا العافيه , الدنيا من حولك غير و دنيتك معها عير لا تخلط الامور ببعض , انت برا هالباب يسمّونك نائب رئيس التحقيق دهام شريان آل فارس بس داخل هالبيت انت زوج الغزاله و عونها , ادخل ادخل الله يهديك تعلّم تسوي كل شيء لاجلها لانها هي اهلك ! هي صارت اهلك و ام عيالك قريب باذنه ,
اتننـهدّ دهام ما يخرج الهواء هو يحاول يخرج شـعوره السيّء داخله يتركه خارج الابواب لان خلف الابواب تنتظره ام , تنتظره زوجـه و حُبّ عميق يدخـل من الباب يقفّله يتقدّم على صـوت نوره اللي هلّت فيه تقـرب منه تعطيه من المعمول : هلا ابوي هلا حبيبي و عمري هلا بوليدي خذّ ي حبيبي خذّ توني مسويته لذيذ حيل ,
ماكان له نفس و لا رغبـه الا ان نبرتها و نظـرتها و كمّ الحب فيها جـبره عليه يآخذ منه يتذوّقـه : تسلم يدينـك جعلها تحرم عن النار , وينها اريام ؟ ,
ابتـسمت نوره تأشر للاعلى : طلعت فوق قبل شوي تتحمم , هي اللي ساعدتني عقبها قالت تبي تطلع تتحمم لاجل ما تمسك فيها ريحه الطبخ ,
ابتسم بخفّه يقبّـل راسها يتوجّـه للاعلى يناظر البوكيـه بيدّه يحاول يتمثّل بالصوره اللي ترضيه لاجل يستحقها , لاجل يتسحقّ ابتسامتها و جلـوسها , دلالها و حبها هو دخـل يفتح الباب يسمع سـكون الجناح , سكون دورة المياه يسمع سقوط شيء و يعقد حاجبـيه يسمعها تعاتب " ليه ي الشباصه ؟ يعني اذا ما لبستك الحين تطيحين و تنكسرين بعد ! " , ابتـسم يتخيّل الشكل اللي تفضّله هي اليوم , يتخيّـل هيأتها بالوردي اللي تحبـه و شافها به كثيـر على كثير الاشكال يناظر البـوكيه يجهل كيف يقدّمه لها هالمره , يجهل كيف هي تحبّ يكون هديّه لها بهاليوم لكنه اتمسّك فيه يبي يختار المكان الا انها خـرجت تسبق كلّ مُـفاجآته من لمحته تنطق باسمه مباشره : دهّـام ! ,
التفت لـها تسكن ملامحه لانه يشـوفها بلون غير عن العاده , يشوفها بلون غير عن العاده , يشوفها بالازرق السماوي باخفّ الاقمشـه و الحبال على اكتافها و من مـشت تترك اغراضها بالتسريحه يشوف الحبال كذلك على ظهرها يسمع سؤالها : جيت ! ,
هزّ راسـه بإيه يوعّي نفسه يناظر البـوكيه اللي من قُـربها له هي نطقت بذهـول و اعجاب مستحيل يبيّن عليها و توضّحه لها بالكمّ المطلوب من السعاده : ورد ! تولـيب بعد ! يهبّل دهام يهبّل ! ,
تـركه لها من سحبته هو رفع يدّه يمسح على شـنبه يناظرها فائقه جـمااال بالنسبه لها تزيد الجمال بلطافتها , حركاتها و عذب حروفها بالدّلال و ابتسمت مباشره : اتوقع على ملامحك هذه انا فاجأتك قبل لا تفاجـئني انت صح ؟ اعترف صارحني عادي بأكون مبسوطه بكل الاحوال ,
ضـحك بخفّه يهز راسـه بإيه فقط يشوفها تترك الورد فوق الكمدينه حقتها تلتفت له من جديد تعدّل شعرها المبلل : كنت ابي استشور شعري بس بعدين فكرت قلت يا اريام باقي ع البرد شوي بس شوي ليه تستشورين و الجو زين , بيجي البرد و تستشورين كل يوم خلّك اليوم على طبيعتك ,
ابتسم يتأمّـلها , يتأمّلـها فقط و يسمعها تكمّل : و لبست اللون السماوي هذا عشان بالبرد بيكون كله اسود تقريبًا و رمادي و احمر , م اعرف م اعرف بس احس هاللون مو للبرد صح ؟ ,
اتنـهدّ يكتفي بنظره لها يوضـح لها كمّ الخمـر اللي صاب عقله منها يسألها بالصريح : تنهبيني انتِ , ناويتها صح ؟ ,
ارتـعشت كلّها حتى قلبها ترفع يدها ترجّـع شعرها خلف أُذنها ترتبك من سؤاله , تخجل تتلوّن بكل الوان شعـورها تلتف عنه تشغل نفسها : اكلت شيء , تبي تآكل ننزل نآكل وش رأيك ؟ ,
لان صـمته طال , لان ارتباكها يتضاعف و خجلها ما يرحم خافقها هي نطقت ما تناظره و لا تقوى عيونها له : انكسرت شباصتي و انا بالحمام ,
جاوبـها بـ " إيه " فقط يذهلها و يعجّـب تساؤلاتها بالظهور تلتفت له تسأله : كيف عرفت ؟ ,
قـرّب لها يحاصر جسدها بديـنه من حولها للتسريحه يقابلها بالوجه , بالشعور و الربكه يجاوبها : سمعتك تسألينها و تعاتبينها و بغيت ادخل عليك اكلك انتِ ,
رفـعت كفّها لصدره تحسّه , تناظره فقط و تشـوف عيونه لها بصوره مستحيله هي بادرت عنـه تمحي شعور الربكه من نظراته تـقرّبه هي تهرب منه له كعادتها تقبّـله , تسبقه بالفعل و بالرّغبـه الطااغيه عليه واضحه هو أخـذها له يضمّ خصرها لحصار ذراعه يسحبها يقبّـلها , انهى بدايتها بنهايته هـو , اخذها يحيّي الف شعور مُتجدّد بألذ المـشاعر , اخذها بالوصل ..
_

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن