باقي لابسه فُستانـها الأبيضّ العاريّ الأكتاف : وجهك عليّ ؟ ,
اختـفت ابتسامته و ارتخـت كل ملامحه لأنـها تتعبه , لأن التّعب زاد على آخر يوم يفصلها عنه و هو ودّه بها لذلك هو التفت ينطق بهدوء : لا , تعالي شوفيني ,
ابتسمت بخفيف من طمّنها , من فهمها و لأنها بهاللحظه هيّ رفعت الستاير كلها عن الشباك و من شافـته هيّ اختـفت ابتسامتها يرهبـها شعورّ الحُبّ اللي تحسه تجاهه , يرهبهـا لأنه م يسكّن قلبها عن ضجيجه من شافته م اتوقعت ان يصير فيها كذا : أشوفـك ,
ما ردّ يحني راسه يتمنّـع رغبته بالالتفاف لها , رغبته بانه يشوفها لان شوقـه لها و لشوفها طاغـي ,
رجّعت شعرها خلف أُذنهـا مره ثاني من أحنت راسها أكثر لأجل تشوفه هو انسال عنها , هو اتمرّد يفرُد حريره على خدّها و طرف عيونها يضايقـها عن شوفته و لانها شافته بثوبه هيّ ذُهلـت لان شكله يختلف كُليًا عن الملابس , لأنه بالثّـوب يآخذها أكثر له و يذوّبهـا فـيه : لابس ثوب بُني ؟ ,
أخـذ نفس من أعمـاقه من سؤالها , لأنه درى انها فعلًا خلفه تناظـره و ركزّت بلون ثوبه هالقدّ هو م يتحمّـلها على قلبه بهالوقـع اللي يملّل صبره أكثر : ثوب بُنـي ,
ابتسمت من جاوبها تطرى عليها روابـط كثيره لأنها تحبّ الثوب , تحبه على أبوها اللي يلبس الألوان الداكنه دايم و أكثرها الأسودّ و الحـين هو يلبس هاللون اللي لأول مره تلمحه فيه : صرت زي بابا ؟ حتى بابا م يلبس الا غامق و اليوم لبس اسود ..أحب بابا بالثوب و أحب بابا مره ,
رجـع يده لخلف راسه يبعثر شعره بكفه من فركه , تعبـّر له و هذا الشي يقتلـه , يقتله حرفـيًا م يمثّل : تحبين عمي بالثوب ؟ ,
هزت راسها بإيجاب تكمّـل على حساب قتله , تكمّـل م تدري وش تسوّي هي به : ايـه...بابا من و أنا صغيره كان يدخل يدي بجيب ثوبه حق القلم و لما كبرت صارت يدري م تدخل بس انا احب اتمسّك بالجيب..حتى الشماغ حلو بس انت مب لابسه ! بابا دايمًا يغطيني بشماغه لما أبرد و يضمنّي له ,
ابتسـم م يستوعب الكمّ اللي داخله و عكس عليه بفرط الحركه لأن قلبـه مُفرط المشاعر عجزّ يسكنه و يسكن جسده , حكيـها يقتله و نبرتها اللي يعتبرها تمرّد منها عن عادتها معه , يدها بجيب عمه , شماغه يغطيها و يضمها له هذا أقصـى شعورها بالحُبّ و هو أقصاه يجرّه لقُربها أكثر ,
عقدت حاجبينها تضحك بخفيف من ما علّق , من ما نطق بحرف و هالشيّ يتركها تُحرج من حكيها اللي هي م تدري شلون حروفها صارت تسبقها فجأة معه : دهّـام ! ,
سكـنت ملامحه من نداءها له , من نطقها لاسمه اللي يراهن على نفسه انه م سمعه منها الا من كانت صغيرة و كان الدلال اللي تحبّه منه تناديه : الحين دهّام بعدين وش ؟ ,
ابتـسمت بخفيف من سؤالـه تفكرّ بالجواب , تفكر بالطريقه اللي هي تحبّها : انت قلت بالكرت انك ذيب الغزاله..يعني بعد الملكه أسميك ذيـب أريام ,
ضحكّ بخفيف من كلمتها اللي كان ودّه يسمعها " الملكه " اللي خجلّت هي كثير عنها البارح و الحين قالتها , و من ضحك هي استوعبت انها قالـتها و سرعان م انقطعت حروفها , انقطع حسّها تشّع الخجل اللي تحسّه من اتلوّنت ملامحها هي اتلعثمت حروفها و وقـف عقلها يستوعب الجاي و بلحظـه من انقطع حسّها عليه هو ما سكن داخله لانه يخمّـن كل حركاتـها و بالفـعل هو فقد كلّ صبره و انتهـى به لأجل يلتفت لها يشوفها لأن الكـلمه صعبت عليها و لأن الصبر صعب عليه هو التفت تسكن كلّ ملامحه يشوفها باقي تناظره , هو اتوقـع انها راحت و تركته مثل البارح لكن صُدم كلّ داخله , و التهـفّ كل قلبه من شافها بكامـل زينتها , من شافها ترجّـع شعرها خلف أُذنها و عاريّ أكتافـها هو ماعاد بـه تحمّـل للّيل لكن لأجلها هـوّ مستعد يبقي بُعد المسافه هذه لها لأجل مشاعرها , لأجل دلالها اللي اعتادته باللُطف دائِمًـا و لأنها سكنت كلّ ملامحها م ابتعدت عن الشّباك من شافت نظراته لها هي ارتبّك كل داخلها باللامعقول لأنها عجزت عن الحركة للحظه منـه و من فائض شعورهـا داخلها هي عجزت عن كلّ شي الا عيونـه اللي تناظرها ,
أخذ نَفَـس من أعماقـه يناظرها , يحاول يخضّع نظره عنـها لأجل الحلال اللي يبيه لها و له , يحاول يخضّـه النظر لأجلها هي لكن عجز , عجز فعليًا : الليلة لا صرتي حليله لي باذن الله تصيرين غزالة الذيب و عيونـه..تصير يدّك تمسك بجيبه و يصير هو يضمّـك ,
ارتـجف كل قلبها و ارتجفت مشاعرها تبعدّ عن الشباك تحترّ كلها من التوتر و الارتباك اللي تحسّه , نست ترمي الستاير على الشّباك و كانت واضحه له بالشكلَ المُتعب , بالشكل اللي تركه يفقد حسها لانها قفلت الاتصال تعدّل شعرها , تمسك بعقدهـا نست نفسها انها من الخلف واضحه له , شعرها البُنّـي و أطراف أكتافها الواضحه له هي م استوعب انه يشوفها..
اتنهـدّ يخضّع نَفسه و يتمسّـك بصبره و لا يكمّل باقي ليله على شباكها , رفع كفوفه يمسح على وجهه بغايّه الاستيعاب و من م استوعب هو جبر خطواته تمشي عنـها , جبر أنظاره تبعد عنهـا يحاول يتحمّل الليلة الأخيره ببُعد المسافه هذه اللي أهلَكت قلبه , و أهلَكتها من مشاعرها اللي تلعبّ بها ..
-
-
سيـارة البراء اللي وقّـف قبال الڤيـلا و اللي وصّـلهم همّـام اللي من وقف أشغل نفسـه بالشباك دون أحد , يحاول م يناظر و لا يوضّـح المشاعر الغريبه اللي اجتاحته , الغضّب اللي دمّـر داخله كلّـه و الجُنون اللي أنهَك عقله و حواسه كلّـها ,
اتنحنح البراء يناظره بهدوء يفكّ حزامه : بأجلس هنا أنا اليوم...تدل طريق المكتب و لا تبي لوكيشن ؟ ,
لف له همام راسه دون عيونه اللي كانت تناظره للأسفل و من هز راسه بنفي : لا ترسل ,
هز البراء راسه بإيجاب يلتفت لأُنس اللي كانت تناظرهم بهدوء , تستغرب علاقتهم و تستغرب منه لانها م تعرفه للحين من هو : يلا ننزل ؟ مثل م اتفقنا أمك م تدري عن شي يعني اللي صار وش ؟ انّك اتدخلتي بمشكلة م تخصك و اكلتي الضربه على راسك ,
وسّـعت عيونها بذهول تناظر ابوها لان الجُزء الاول من الحكي هي تعرفه لكن الثاني انها اتدّخلت و هذا جزاءها هي م تعرفه : صدق ! يعني صارت بسببي و اني انا اللي جنيت على نفسي ؟ ,
رفع همّام أنظاره للبراء اللي كان يناظره لجُزء من الدقيقه ثم رجع يناظر أُنس و هز راسه بإيجاب : لأجل م تدّخلين بشيء م يعنيك و لا يمسّك ,
رمشت بذهول تغضّب , فعليًا تغضـبّ بدلالة أسلوبها مب نبرتها و لا علوّها : يعني أشوف اللي صار و أسكت ؟ لا ما بأسكت و لو شفته مره ثانيه بأتدخلّ و أصوّر ..أصلًا صورّت و لو ابي أشتكي بأشتكي ,
حوقـل البراء يلتفت يفتح بابه : انزلي انزلي نتفاهم بالبيت انزلي الله يخلفّ عليّ ,
أخَذت نفس من أعماقها تناظر همّام , قفـاه اللي هو معطيها هو بزيادّه تستفزّها لأنها لأوّل مرة تشوق هالشيّ برجال , تشوف الصدّ و الغضّ , تشوف الحياء و الارتباك لأنـه يسوّي كل شي ولا يناظرها و من فُتح بابها هي التفتت تناظر البراء اللي فتحه لها يشيل أغراضها بيدّه و مد يده يسحبها : يلا تعالي انزلي ,
نزلـت من السيارة تناظر أبوها , اهتمامه و مخالفته لها بنفس الوقت هـي حست بالغرابه اللي بأبوها بعد عمر , هي حسّت بخوف أبوها , حنيّتـه و عصبيته كلها بيوم واحد هي شهدت على كلّ حالاته , قفّـل البراء باب السيارة يتمسّك بها , يشدّها له لأنـه للحين يحسّها تستثقل راسها و خايف انها تفقد التوازن فجأة ..مشى خطوتـين ثم رجع التفت يوقّف خطواته يناظر همّـام اللي بالسيارة جالس : همّام ! ,
ناظـره همّام بلاشعور من ناداه لأن يحسّ بهدوء نبرته هالمره له , يحسّ بالحنيّه اللي بنظراته له و من التفت له هو شاف وقوفه لأجله و وقّف خطواتها معه و بثانيه هيّ التفتت تناظر همّام من نداء أبوها له و التفاته هي التفتت تناظـره بذات الهدوء اللي تعصـف بصدره ,
البراء : معك مفتاح الشقه و لا رايح و منت داري عنها ؟ ,
خضّـع همام نظراتـه عنها , عن الجنون اللي تسببه له من نظراته و بلحظه هي سكنت كل ملامحها ترتخيّ لأنها أدركت بالفعل انه يستحيّ , انه م يناظر و هالشيّ يشتّتها بنفسها و من هزّ راسه بنفيّ قاطع أبوها تفكيرها من تركها يمشي له يمدّ له المفتاح من شبّاك السيارة : اتكلم ! انطق و قول انك ما معك المفتاح ..لا حول و لا قوة الا بالله ..امسك ,
رمَـشت باستغراب و هي تشوف حركاته , من تمتمة أبوها و خصامه له و هو ساكتّ م يردّ , على انها شافت جنونه لكن مع أبوها هو ساكت تمامًا و لا يناظره حتى و من رفع يدّه يحكّ عينـه هـيّ استوعبت للحظه انه شخصّ مع أبوها , إنه قضيّة أبوها اللي ضحّى بزواجها منه , إنـه زوجها و يحلّ لها و بلاشعور منها هيّ همست باسمه من ثغـرها للمره الثانيه لأنه بالفعل أشغَل بالها و يقتلها الفضـول بانها تعرفه و تجاوب أسئلة عقلها : همّــام ,
التفـتّ البراء يمشي لها يمسك بكتوفها يمشّيـها معه و من مشت تلتفت هـيّ وقّف عقلها يحاول يستوعب , يحاول يلقى صيغة جواب مناسبه لأجل تنعشّ عقلها بالجواب ..
رفَـع راسه و رفـع انظاره من سحبّ البراء أُنس يمشّيها يمّـه , من اتأكّد انهم بطريق مختلف عنه هم يمشون و اتنهـدّ للحظه يفيّض شعوره المقيّـد عنه , شعوره من قالت له " سلامة يدّك " هو اتقيّد بردة فعله , اتقيّد بالمشاعر اللي يحسها لان البراء موجود و لانها شخص للحين هو يعرفها زين لدرجة ان حتى ردّ عليها ما ردّ , تـرك الدركسون يرفـع يـده يمسح على عيونه بتعـبّ , نظرتها اللي التقت معـه , قُربه منها و لمسه لراسها و شعرها , مسكة يدّها له تمنعه عن ألمها هو للحيـن داخلها هيّ , هو للحيـن عقله لها و لتعبه منـها لانها أحيّت ألف شعور داخله ماعاشه من سنين , أحيت حنين لشعـور هو كان فاقده من مدّة , للحيـن عايشّ بين هدوء عيونهـا , عذبّ صوتها , عتابـها الهادئ و يغـرق كلـه من لمست يدّها له و اللي للتّو من أحنى راسه هو شاف كلّ ضغطه على كفّه , هو قابضّ يـده اللي بها شاش من مُجرّد كلمة منها , من مجُرّد لمسه منها بلاشعور منها هـيّ ركّـدت كلّ عواصفه الخارجيّه و جننـت عواصف صدره كلّها , تركتّ بصدره هبّـوب الجنون تهبّ داخله ..
أخذ نفَـس عميق بعد دقايق من وقوفه , بعد دقايق من تفكيره و محاربة نفسه هو حـرّك السيارة يمشي عن القصـر راغـبّ بمسكن الهدوء لقلبه لكنه يكابر على نفسه , يكابر بإنه مجرد خيالات منه و انه م يحتاجها , يكابـر بانها هي بنت المحاميّ اللي ماسك قضية أبوه مب أكثر , يكابـر على حساب جنونـه المقيّد الحين و اللي لاخرج بينفلـت بكلّ حواسه على نفسه قبل غيره ..
-
-
الفجـر , قصر صُهيب ..
كَـانت جالسّه بعـد الفجـر بالصاله اللي قبال مدخل القصر , بعد م انتهـت من صلاتهـا , تلاوتها و عاداتها هـيّ تركت كل شيء و جلست قبال المدخَل لأجله , تنتظر بكلّ لهفّـه دخـوله من الباب و حضـنه , تنتظر ظلّـه يقبل عليها و تلمحّ جيّـته لها لأنها هي من بُعده ودّها بأضعاف شعوره لها , ودّها بأضعاف وقته معـها , هـيّ تعبت و مُتعبه , منهكه للحدّ اللي ماله نهايه لأنها ما نامت , ما ارتاحت تنتظره و لأن آخر ما بينهم كانت رسالة " بالمطار أنا , رميت الشريحه " ما عاد صار له حسّ ..أرخـت ظهرها و راسها لظهر الكنبـه تمسكّ معصمها بقضبة يدّها الثانيه , تحاول تتذكرّ شعوره عليها , تحاول تتذكـر لمساته لكفوفـها تصبّـر طويل غيابه عنها ..
دخَـل صُـهيب للقصر بعد الشرّوق , بعد انشقّاق السماء بالنـور هو تبع خطواته للقصر لأجل يرجع و بالفعل من دخَل سكنت كل ملامحه باستغراب من وُجودها بالكنبه قبال الباب , مرخيّه نصف جسدها و من فُتح الباب عدّلت جلوسها , قفّل صُهيب الباب خلفه يتقدّم لها باستغراب : عذاري ! تبين شي ي بنتي ؟ ,
اتنحنحت تلمس بكفوفها طرف الكنب و من هزّت راسها بنفيّ تجاوبه هي وقفت تشبك كفوفها بتوتر : لا ي عمي ,
وقـف بثبوت يناظرها , يلمحّ نديّ وجهها و أهدابها الطويله يدركّ انها تستوحشّ ولده , يدرك انها م تحبّ تجلس وحدها هنا و انها هنا لأجله : تنتظرين أحد ؟ ,
هـزت راسها بإيجاب مباشرة تناظره من سؤاله لها هيّ تتأمّل انه بعرف شي عن عذبي او ان شافه , تتأمّل لو يقول لها انه جاي او شافه , حاكاه : قال انه الفجر بيجي لكن ما شفته , تدري وينه ي عمّي ؟ ,
اتنهـدّ صُهيب تنهيده عميـقه يعبّر عن شعوره بهاللحظه , مابين حزنه على البنت و محاولته انه م يغضبّ لأن سبب حالتها هو ولده , هو " عذبي " و بالجهه الثانـيّه هو يستثقل السؤال على ولده بعد كل اللي صار يستثقـل السؤال : يجي يجي إن شاء الله .. لا تتعبين نفسك انتِ أرقي فوق ارتاحي و هو بيجي إن شاء الله ,
التـفتّ كان يبي يطلع لولا تناثر حروف سؤالها بعد تردّد طويل : تدري وينه أبوي ي عمي ؟ ,
التفـت يناظرها بحُزن شديد و من سمع نبرتها اللي حسّ برجفتها هو ما قوّى ينطق الكلمة لأن من سؤالها هيّ الحين هو اتأكد انها مابعد درت وينه و من أخذ نفس عميق : عذبي ما قال لك ؟ ,
هزّت راسها بنفيّ تشتت نظرها عن صُهيب من توترها و رجفّـت ضلوعها بخوف : هو شيء ما ينقال لي يعني ؟ لازم عذبي يقول لي عليه ؟ ,
سكَـن لثواني يفكّر , يحاول يصيب الصحّ بهالوضع : أبوك بخير ي بنتي بخير إن كانت الكلمة تطمنّك عليه ,
رفعت أنظارها له بهـدوء داخله انهـيارّ محاجرها أمامه : طيب وينه ؟ اشتقت له هو و همام ,
عقـد صُهيب حاجبينه يحاول م يغضب , يحاول يهدّئ نبرته أمامها : همّام ما حاكاك ؟ ,
ما ردّت تناظر صُهيب ترمشّ بتكرار و من فهمها صُهيب اتنهدّ يتمتم بالاستغفار , قرّب منهـا يقبّل راسها يحاول يمحي و لو شوي من استوحاشها لنفسها معهم , يحاول فقط و يصعب عليه لأن مهما حاول يدري بان الشعور صعب , يدري بان هالشعور فقد بغضّ النظر عن وجودهم هي تفقدهم : اطلعي فوق نامي إنتِ و الحين و لا جا هو يدلّ جناحه و جناحك ,
رمشـت بتوتر ترفع أنظارها له تهز راسها بنفيّ لكن من احتدت نبرته هو يقاطع كلّ تفكيرها : الأريـام اليوم ملكتها و ودّها بالكل يكون معها ..ارتاحي لأن عذبي ما يردّ الأريام و بيجي ,
ميّـل راسها من شتت نظرها عنه للفراغ تكبّـت رفضها , تكبت حكّي تستحي تقوله له : بأطلع بعدك ! انتظرك يلا اطلعي ,
التـفتت تتمنّع الحكي و البكيّ , تتمنع كثيـر الزّعل عن ظاهرها ترقى الدرج و لأن صُهيب خلفها يرقى هيّ عجزت تلتفت , عجزت إنها ترجع تجلس على الكنبه تنتظره و لأنه مُصرّ و هي تستحيّ الرفض ما قدرت ترجع و انّما سيّرت خطواتها لجناحها الى ان وصلت قفّلت الباب خلفها ..
اتنهدّ صُهيب للمرة اللي يجهل عددها من تضارب مشاعره مع و ضدّ عذبي لدرجة التناقض اللي يجيه , يعطيه حقّ و بنفس الوقت م يعذره باللي يسوّيه و لأنها أمانه , لأنها شخص مهم بالنسبه له وسط ظروفها هو م يعذر عذبي و لو شويّ ..
-
-
صَبـاح ڤيلا ابتهال ؛ كـان المكان أشبـه بالاضاءات المتاحه لكن الحقيقه هيّ أشعة الشمس اللي اختـرقت كل شبابيك الڤيلا الكبيرة , و بـوسط الجلوس اللي بين النّقد و الخوف كانوا جاليسن جنب بعضّ بالصاله , هو يناظرهـا يحاول يفسّـر لها اللي صار دون الكمال من الحكّي و هي كانت تعصّب كل لحظه و الثانيه منه لأن هو ما عطاها الخبر من صار الحدث , ما قال لها و كان قلقها صح و بمكانه لأن وجود بنته معه بنفس المكان لطويل الوقت و بالليل ماكان يطمنّها و بالفعل هي جات لها بخياطـه بين شعرها و بداية جبينها و من حكاية البراء لها هي ماعادت تعرف وش تسوي , كيف تتصرف بهالحال معهم و لأنها تقلق كان يحاول البراء يهدّيها بكل مره و لحظه هم ما ناموا ظلّوا سهرانين مع بعض بعد ما نامت أُنس بحجّة التعب , هو يواسي دموعها و يكبت تفاعلها و هـيّ تدور اجابات لها ..
اتنهـدّت تغطي وجهها بكفوفها بتعبّ التفكير , تُنهك من اللي صار و يزيد تعبها لان قلقها ما بعد اختفى عنها و من عدّل البراء جلوسـه يمسح على ظهرها : خلاص ي ابتهال ! البنت بخير الحمدلله و هذه هي هنا موجودة بالبيت نايمه بسريرها ,
نزّلت كفوفها تناظره تلتفت له بذهول : يا برودّة دمك ي البراء ي بروده ! بنتك انفقشت و عندها خياطة براسها و واحد رمى عليها كاسه و انت مرتاح ! ,
أخذ البراء نفس عميق يسحب يده من على ظهرها و التفتت له هي بكامل جسدها تعقد حاجبينها : انت ليش اتّصلت علي ؟ و سألت عني و عيالك فجأة و بنفس اليوم يصير في بنتي شي و انت تكون حاضر ! ترا م اقتنعت ! ,
رمـش لثواني يناظرها لأنه بالفعل ما قال لها كلّ شيء لان قلقها بيزيد لكن هو مضطرّ يعطيها خبر باللي لازم يصير : سألتك لأن بنتك م يصير تخرج وحدها كم مرة أقول هالكلام أنا ؟ كم مرة ؟ لازم يصير في عيالنا شي لا قدر الله ؟ ,
ضحكت ابتهال بسخريـه خلفها غضبّ شديد : البراء ! البراء لا ترفع ضغطي أكثر أُنس هذه ثاني مره تصير فيها ثاني مره مو أول مره مستوعب انت ؟ ,
هـزّ راسه بإيجاب يرفع حاجبه : المره الأولى كانت دقّه و هالمره كانت دقّه بعد لكن انتِ لازم تدرين ان بنتك بعد اتدخلت ! هي المفروض من تشوف واحد مب صاحي كذا ما تروح له و لا تكلمه ,
ضحكـت بسخريه م تستوعب كلامه و تلومه لأنه الأب و المسؤول عنها لكن تعبت تشرح له , تعبت تقول له و لا ودّها تزيد الحكي أكثر و من كمّل التفتت تناظره : أنا عندي قضايا كثير و بعض اللي أمسك قضيتهم يكون خصمهم مجنون و أنا الحين قابلت خصوم مجنونه لأني بصف اللي مسكت قضيتهم .. يعني لازم بعد اليوم محد منكم يخرج وحده حتى لو بالسواق م يتركهم و يروح ! سواء انت او أُنس أو عزوز ! ,
وسّعت أنظارها بذهول : يعني انت الحين تعطيني خبر ان بأي لحظه ممكن ناس تتعدى علينا صح ؟ ,
ما ردّ يناظرها و هزّت راسها بسخريه : اترك القضيه ! اتركها لازم نتأذى احنا عشان تتركها ! يا كثر القضايا المسالمه امسكها هي لازم تآخذ هذه ! ,
هـزّ راسه بنفيّ للحظه يناظرها من اتغيّرت كل ملامحه عليها : القضيّه هذه فيها ضحايا كثير و أوّلها أطفال ! ولد صغير يشوف امه مقتوله قدامه بالدّمان و بنت حتى ما شافتها و لا ودّعتها ! تبيني اتركها ! ,
سكنت ملامح ابتـهال بألم اجتاحها , بقشعريره صابت كلّ جسدها و بنغزّه في قلبها من سمعت القضيّه اللي هو أخذها , كمّـل البراء بحده بعد ما شتت نظره عنها : القضيه ما بأتركها الا من تنحلّ ! مسكتها انا و وعدت ي ابتهال اني م اترك لا الاب و لا الولد ..خلاص اسمعي الحكيّ انتِ و لا تخرجون وحدةم وش بتخسرون يعني ؟ الحمدلله حنا بنعمه كبيره بالنسبه لهالناس وشوله م تسمعين الحكي.! ,
نـزلت أُنس من الدرج تسمع حدّتهم المهموسه بالكلام , يحاولون م يرفعون نبرتهم بالكلام لأن البيت كلّه نايم و لا ودهم يقلبونه من يعصّبون على بعض لكن هي تشوف ملامحهم اللي تدلّ على العكس : ماما ! ,
ناظرتها ابتهـال ترفع حاجبينها من سمعتها و من سمعها البراء عدّل جلوسـه , وقفت ابتهال : ليش صحيتي ي ماما ؟ ما نمتي ,
اتقدّمـت أُنس تكمّل خطواتها لهم و من وصلت رفعت ابتهال يدّها لجبينها : ما سلمت هالجبهه من ذاك اليوم و انت تخبطين نفسك فيها ,
اتآوهت أُنس تعقد حاجبينها : خلاص ماما مافيها شي ..كم يوم و تروح ,
أخذت ابتهال نفس عميق تتركها و من اتقدمت أُنس تجلس مكان أمها جنب أبوها سكنت ملامح ابتهال باستغراب , التفت لها البراء بعد ما مسح وجهه بكفوفه يحاول يغيـرّ اللي اتغير داخله من ذكر القضيه , من مرّت عليه ذكرى يتمنى نسيانها : وشوله م نمتي زين ؟ اطلعي كملي ,
هـزت راسها بنفيّ ترجع ظهرها للخلف تريّحه على ظهر الكنبه : بأذاكر ! ,
هزت ابتهال راسها بإيجاب و التفتت تروح عنهم : بأسوي لك شي تآكلينه قبل تذاكرين ,
أخّـذت أُنس نفس عميق تناظر أبوها اللي كان يناظرها بهدوء تامّ لكن هي م ارتاحت بنومتها , م ارتاحت من زود تفكيرها و لا صار شي الا انها خمّت المخدة بسريرها تفكر , تفكر بكلّ شي و يترأس أفكارها " همّام " اللي هي للحين م استوعبت ولا فكره تخصّه , هزّ البراء راسه بسخريه من فهم ان لها حكي تبي تقوله : لا تسأليني ولا شي ! يكفي امك ,
هزت راسها بنفيّ تنطق بهدوء خافت : وش يعني لا تسأليني ولا شي ؟ أنا قلتلك إني أبي أسألك و لو ما سألتك بأسأل غيرك ,
ناظرها بحـده من تحذيرها له , من حكيها اللي هي تقول نتائجه قبل الحدث و كمّلت هي بخفوت : أبي أعرف أول شي مين همام و بعدين ابي أعرف وش هي القضيه ..أبي أعرف مين هذا اللي يسوي فيني كذا و ليش انت و همام كنتوا امس موجودين بالكوفي ,
شتت نظره عنـها يعدّل جلوسه : كثير عليك تعرفين هذا كله ..باقي صغيره انتِ لا توجّعين راسك ,
رمشت بذهول تسمع حكيه م تصدّق اللي يصير : تزوّجني عادي لكن كلام أبي أعرفه صغيره أنا عليه ! ,
ناظرها بحدّه يسكّتها : ارفعي مايك و قولي ابوي زوجني ..ارفعيه ,
رفعت حاجبها بهدوء تناظر أمها من بعيد ثم رجعت أنظارها له : مين همام طيب ؟ ,
اتنهد البراء يتمتم بالحوقله ثـم ناظرها لثواني طويله من شاف اصرارها : تعرفين حرم عذبي ؟ هذا أخوها ,
سكنت ملامحها لثوانـي بهدوء تفكر , هي تتذكر أول مره شافته هو كان يصارخ باسم " عذاري " و الحين توها تستوعب و من سألها عذبي اذا ودها تعرف من هو هي رفضت , رفضت لانها م اتوقعت ان الشي يهمّ بهالدرجه اللي تترك صدفها معه تكثر , م اتوقعت ان بيجي يوم و يقول لها ابوها اتزوجيه : طيب ليش زوجتنا ؟ ليش زوجتنا عشان كم شهر و نفسخ ؟ ,
ما ردّ البراء يناظرها يحاول يكبّت غضبه على نفسه , من اللي صار و اللي حوله و من الواقع اللي جبره انه يعطي فُرصة لغيره على حساب بنته لأن بنظره بنته تعيش بنعمه كبيره بالنسبه لهم , لان بنظره تنازل واحد من بنته بيعطي حياة لثلاث أشخاص : كلام طويـل ماله داعي تعرفينه ما بيفيدك و لا يفيدنا ,
رفـعت كتوفها تشرح نفسها : بس انا ابي اعرف ي بابا ! ابي اعرف وش هو السبب ,
هز راسها بنفيّ ينطق بخفوت حادّ لها : مو الحين ! مو الحين و أهم شي الحين انك تعرفين ان بعد اللي صار أمس محد منكم بيخرج وحده ! تسمعيني ؟ ,
هـزت راسها بإيجاب تستوعب خوفه و لأنها شافته البارح هي تحاول تتفهّم هالأسباب : ايوا بس ابي أعرف ! ,
احتدّت نبرته ينطق من بين رصّة أسنانه لها من قرّبت ابتهال اللي بيدها صحن : مو الحين قلت ! ,
قـربت ابتهال تمدّ الصحن لأُنس اللي أخذته مباشرة تحطه على فخذها بهدوء , نظراتها لأبوها توتره و من تناظر أمها هي تشوف الخوف اللي بعيونها للحين عليها ..تضيع بين الاثنين و هم يضيّعيونها بينهم ..
-
-
دخَـل جناحـها يحـاول بقلبه إنه يسكـن , يجاهـد نفسه طوال الوقت لهذه اللحظه اللي قلبه كان يسبقه بالخطوات من فرط شعوره لها , يتلهّف و كلّـه شوق لها و لشـوفها , لكفوفهـا و لمساتـها و لكلّ شعوره معها هو ودّه به , ودّه به لو هو " عذاب " بالنسبه به ودّه بها هو بكامل شعوره معها ..
دخَـل يترك يدّه على مقبـضّ الباب يرمـش بذهول , بإعجاب و كلّ شعور تجاهها هو سكن كلّه يشدّ على مقبض الباب من شافـها أمام المرايا بفُستانـها الأحمر الحريـر يوصـل لنصف ساقها ، عاريّ الظهر و الأكتـاف , عنـقها و أعلى صدرها اللي يزيّنه عقد ناعم لكن كانت لمعته بالنسبه له شيّ مُختلف و من أخَذ نفس عميق هي أدرك وجود أحد خلفها و التفتت له تبتسـم بثغرهـا الفاتن لـه , تلمع عيونـها له و من تركت فرشـة المكياج على التسريـحه تجرّ خطواتها له , تسبقـه بالإلهـام و ماهـي ثواني الا و حسّـها داخل حضنه , بين ضلوعه و دقّة نبـضها بدقّة نبضـه ، مـدّ يديـه يحاوطها بذراعـه كلّـها يشدّ عليها داخل حضنـه كلها و لا يكذب لو قال ان حضنـها له هو يحتاجه أشدّ الحاجـه , يحتـاجها قُربه و يحتاج لمساتهـا له , هو يبـي هالشيّ و يفضله عن الدنيا كلّـها..هو شدّ ما يبالي بشدّه لها لأنـها بوسط أحضانـه , بين عوارضـه و ذراعه هو ما يتركها أبد و من حـسّ بكفوفها تمسح على راسـه من الخلف , رقبـته و بدايـه ظهره الى ان وصلت كفوفها لأكتافه هيّ شده عليه توعّيه عن حضنها و لو لحظه و بالفعل هو خفّف شده عليها لكن ما تركها , مُحال يتركها و هي له الحين , هي تحضنـه و بهالقُرب هو محال يتركها و من شدّ بذراعه لأسفل ظهرها يشـدّها له , ابتعدَت عنـه بوجهها لأجل تقابل وجهه , لأجـل ترمي كفوفها على صدره تمسح عليها بكلّ حُـبّ هو يحسه , يلتمسه منهـا تهمس باسمه له : عــذبي ! ,
اتنهـدّ هو يعتليّ صدره من فايضّ شعوره لها , منّـها كله بالنسبه له هو اللي اتعلّـق بها بشكل م يتصورّه مخلوق , بشكل م يتصوّره هو هي تعذّبـه من كلّ شي يخصها , شكلها , حركاتها و همسها باسمه هو ماعاد له صبـر يتحلّى به , ماعاد له قوّة يبعد عنـها و من شـاف ابتسامتـها على ثغرها هو قُـتلت داخله كلّ ذراتـه من الصّبر و قرّب منها يلتهم ثغـرها لثوانـي طويله ماكانت الا عذاب له , ابتـعد عنها و عن تقبيلها أمـا ذراعه لازالت أسفل ظهـرها , جبينـه لازال على جبينـها و من فـتح عيونه يشوف أهدابـها الطويـله , هَـلاكه قبل كلّ شيء هو ارتعشّ كلّ قلبـه ينطّـق بهمس هي تسمعه : بيـن الرّمـش و الهـدب ..أبيـك أقرب ,
ابـتَـسمت بخجّـل من سمعت حكيه , من القُبـله اللي كانت لها مسكّـنه لكل مشاعرها لأن ماصار لها شعور الا لمساته لها , الا قُربـه منها و بلحظـه هيّ رفعت كفوفـها تحاوط وجهه , ترمـي رقّتـها على لحيتـه من الطّرفين تقرّب مره ثانـيّه تقبّـله هي هالمره بطرف شفاتـه كانـت تقبّـله و من ابتعدت تبتسـم له هو م صدّق , ما يصـدّق اللي يحسه , يلمسه و الشعّـور اللي يقتـله لأنها قريبـه لكن للحينّ م يحس هالقُرب حقيقه , م يحسّ انه قادر يآخذها له أكثر : قريبـه إنت ! ,
هـزت راسها بنفيّ تضحك بخفيف , تمسح على لحيـته بهدوء يربـكه , يرعـبه هالقُرب و العجز مع بعض : ويـنك ؟ ,
نزّلـت كفوفها تمسح على عنقـه..يميـنه و يساره و ناظرت عيونـه تحديدًا : بعيـده عنّـك ,
نزّل أنظارها لكفوفها , للخاتم اللي تلبسـه و نعومـتها ثُمّ رجع أنظاره لعيونها : وشولـه بعيـده ؟ إنت هنا عندي بحضني ,
هـزّت راسها بنفيّ تختفـي ابتسـامتها من شافـت سايل دمعـه هيّ رفعت كفـها تمسحها قبل توصل لنهايه وجهه , تمسـحها و كمّلت رفعت يدها تمسح أهدابـه بهدوء : عذبـي ! ,
رمـش يتمنّـع انفجار الكبت , يتمنّـع تفكيره بنهايـة هالشيّ اللي يحسّه : لا تعذبّيـه أكثر ! لا تعذبّيـنه و تقولين إنّك بعيده عنّـه ,
هزّت راسها بنفـيّ ترجّع كفوفها لصدره : إنت وينـك ؟ أنا بجناحك لكن انت مب معي ..مب يمّـي ي عذبي ,
شـدّ عليها يرجّـعها لحضنـه , بين ضلوعـه يدخّلهـا ما يترك لها حُريّة النفس , ما يترك لها حُريّـة الحكي لأنه -عذاب-يفرّقـه عنها م يقرّبه و من سمع همسها لأذنه " قلت ما بأعذرك "..
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...