الفصل ٢٨

7.7K 130 10
                                    

ودّهم بالنسب ..ودهم يناسبونه و الكل الصراحه و النعم فيهم ..رجال و نسب و جاهّه ,
احتدّت نظرات دهام لثوانيّ يفكر بدون وعي , بدون م يحسّ احتدت نبرته اللي اتغيرت على ابوه : و عمّي وش قال ؟ ,
هزَ شريان راسه بنفيّ : اكيد عمك ما بيرفض قدام الكل ! اكتفى بماشاءالله تدريبه انت لكن انت ثبّت ! انت وقف هالحكي كلهم و خذها لبيتك سكّتهم ..عمك ينحرج لا رفض و انت مطوّل باقي ؟ ,
وقّف دهام يلمّ خطوته بالارضّ لأجل م يبيّن غضبه و انهلاكه بهاللحظه , لأجل م يبين ان عرقّه طقّ لليوم و كل شي بادر منّه و هزّ راسه بنفيّ : مو مطوّل ,
هزّ شريان راسه بإيجاب يوقف و من دخلت هيام اختفت ابتسامته من ملامح دهام , ثبوت شريان اللي وقف يناظرها : بابا يلا نور تنتظرنــ ..فيكم شي ؟ ,
هزّ شريان راسه بنفّي يآخذ نفس عميق و مشى لها : لا  يلا مشينا ,
عقدت حاجبينها تناظر دهام : دهّام ؟ ما ودك تجي معنا تشوف لوحاتي ,
قرّب منها يحاوط كتوفها بليّن يخضّع ملامحه للابتسامه لأجل م تزعل و يمشي معها يتبع خطوات شريان للخارج ؛ يوم ثاني ان شاء الله ..اليوم تعبان شوي ,
ابتسمت  بخفيف تناظر نور  اللي وصلت لهم , التفت شريان يآخذ نظره  على دهام ثم التفت يناظر نورّ اللي دخلت بأحضانه : وينها أريام م بتجي معكم ؟ ,
هزّت نور راسها بنفّي : م تكتفي بام النور ي عمي ؟ لازم يعني اريام معنا بكل مكان م اغطّي مكانها ؟ ,
اتنحنح دهام يوقّف يحكّ طرف جبينه بالمفتاح مره ثانيه , يمّثل عدم الاهتمام و هو من داخله يتلهّف على شوفتها بعد البارح و وش صار , ودّه يحكي معها بعد حكي ابوه و ودّه ينهي كلّ الكلام اللي بين الناس و عمه و يآخذها ,
ضحك شريان بخفيف يهز راسه بنفيّ : والله كلكم واحد والله ..لكن افتقدتها شوي ,
مشت هيام تفتح السيارة : لا ي بابا ما بتجي ..هي خلصت اختبارها و راحت على المزرعه اليوم احد و لا ودها تغيب عن ريمها ,
ضحك بخفيف يهمس " غزالة الأيهم " , ضحكت نور بخفيف : المشكلة انها وحدها ..تصمل  ع الروحه ! ..,
ابتسمت هيام و التفت شريان يناظر دهام قبل لا يمشون بالسياره , نظرات فهمها دهام ان شريان ودّه يتقدّم لها رسميّ من الحين لان الحكي صار عليها كثير , لان الناس يبونها بعضهم لنسبها , بعضهم لانها " بنت الايهم " و بعضهم لاجل مالهم رغم انهم م يعرفون الا رجالهم و يجهلون شكلها , باقي م يعرفون شكلها ..
-
-
بأحد المباني الضـخمه و الطويــله  اللي تضمّ الشبابيك الكبيره , على اطرافها و بكلّ جُزء منها شباك يتفاوت  حجمه مع تاليه و من مدّ السجادّ اللي يدّل بوابّه الدخول من الأسوار الى دخول المبنى الضخم العريق , يزيّن أطرافه شعار السيفين و النخلّه بالالوان المختلفه اللي تُبرز من  بياض المبنى ..
دخلّت سياره من البوابه الكبيره توقّف عند مدخل المبنى و من اتقدّم احد الرجال يفتح له الباب  هو خرج منها يوقّف شامِخ , واثق من نفسه للدرّجة اللي مستعدّ فيها يواجه عزّ , بمرفقه بشته المطوّي و التفت يناظر سهم اللي خرج من السيارة يعطي مفتاحه لأحد الحراس اللي اخذوه منه و من مشى يوقف يـمّ عذبي اللي كان ينتظره : البسّ بشتك ! كلهم يعرفونك هنا ,
نزع سهم بشتّـه يبتسم لان مُستحيل يترك عذبي وحده يدخل دون البشت , أخذّ عذبي نفس عميق يناظر جموعّ الناس بمختلف الوان البشوت , مختلف الاعمار و مختلف الشخصيّات يسلمون على بعضّ , يدخلون مع بعضّ و يمشون مع بعضّ رغم انه يدري ان البعضّ هنا يجون منافسه الا ان يعرف قدر نفسه , يعرف يسـاوّي المغرور و يطوّيهم طيّ , يعرف يدقّ خشوم الحسّاد و رافــع نفسه عن علومهم لكنّ مع ذلك قلوبهم تخفيّ الكثير , و عزّ ماباقي يعرفه حقّ المعرفه ..ناظره بهدوء : اترك غيري يلبسه ... م احتاجه لأني م جيت ادوّر الصيت ,
ابتسّم سهم بخفيف يناظر نفسه , بشته و كشخته رغم ذلك م وصّل لثقه عذبي هذه اللي : كلهم كاشخين هنا بتدخل لهم بثوبك الابيضّ بس ؟ ,
هزّ عذبي راسه بإيجاب يأشرّ بعينه على بشته المطوّي على ذراعه : بيديّ بشتي ..خلنا نشوف وجيه مدورّين الصيت من خلف البشوت ,
مشى عذبي و مشى سهم مع خطوته يضحك بخفيف , يدري ان عذبي ماقال هالشيّ الا لانه واثـق من اللي بيصير بباله و اللي له ايام يعدّ له و بالفعل من اول دخولهم اتماطروّا جموع الرجال حوله يسلمّون عليه , يصافحونه و يتقرّبون منه بالحديث و سكنت ملامح سهم لانهم بالفعل , خطى خطوته واثِـق و ماخابت ثقته لانهم بالفعل كلهم اتوجّهوا له مع انه لابسّ ثوبه دون البشت , دخل و هو عارف صيته , قدره و مدى خطوته اللي ما مالت عن الدّرب , ما مالت عن السّجاد اللي يضمّ باقي جموع الناس و من وقّف للكراسيّ اللي على ترتيب مختلف , جلسه بالوسط كبيره و حولها مجموعه جلسات اصغر , وقّف للحظه الى ان اتقدم منه منظم من منظمين المؤتمرّ يأهلّ فيه , يدلّه على الجلسه الكبيره اللي اتقدم منها يجلس , بشته باقي على مرفقه و يمّـه سهم اللي ناظره بابتسامه يفهم عذبي معانها بوضوح : والله ي عذبي واثق الخطوه يمشي ملك ..ملك , كلّهم مشوا لك لأجلك يسلّمون و البشت ما احتجته لأجل يلفتهم لكّ , خطوتك لفّتتهم كلهم لك مو بس كذا الا خطاويهم مشت مفارق لاجلك ,
اخذّ عذبي نفس عميق يناظر سهم دون غيرّه , م يلتفت نظره للي حوله و لا على كلّ من مرّ من قدامه , يجلسون الكثير حوله و ما التمّ حوله الا ثلاث اشخاص غيرّه مهمـين و ماتغيّرت عليه , ماهي ثوانيّ الا و جلس جنبه شخص هو يعرفه لكن م التفت له , يعرف انه هو و من سكنت ملامح سهم يناظره لانه عرفه و من قال السلام ردّ عليه سهم برفع حاجبه : و عليكم السلام ! ,
ثبّتت ملامح عذبي بشكل مخيفّ لغيره , مخـيف بالشكّل اللي تركهم يتهامسون من حوله من شافوه يناظر عـزّ اللي جلس مبتسم يمّـه : و عليكم السلام و الرّحمـه ,
استقرّت عيونه على عيون عذبيّ اللي ما رفّت جفونه يناظره , التحديّ اللي يلمسونه في بعضّ م يُخفى عن غيرهم و لو انّ عـزّ مبتسم اللي يشوفهم يعرف ان اللي بينهم مب صفى نيّه الا شرارّه تطايّر ما بينهم و لو انّ التمسوا ببعضّ بيرمدّون بثواني ,
ابتسم عـزّ بخفيف يهمس له من ضجيج الاصوات من حولهم ماكان يسمعهم سهم اللي على يسار عذبي : كيف الحياة معك ي عذبي ؟ ,
ما ردّ عذبي يناظره باقيّ , م ينكر انه يتوتّر من نظراته لكن مع ذلك كمّل بسخريه : م هقيت انّك بتعصب من السؤال كذا ! ,
اعتلّت اصوات الدّلال و طقّ الفناجيل ببعضّ من ينتهون من فنجال , من يُقدّم فنجال و من ضيّفوا عذبي و صفّه كامل بالقهوة السعوديه و التّمر , انهى عذبي فنجالهَ كله مما ترك عـزّ يضحك بسخريه لانه ارتشف و ذاق لسعّه حرارة القهوة : بالهون بالهون ! حرقت نفسك اكثر ! ,
أخذّ عذبي نفس عميق يلتفت يناظره , يشدّ على فكه و نبضّ عروقّ عينه تخوّف الكثير من حوله : وش حركاتك هذه ي الردّي ! ما قدرت عليّ تحاول بالبريء ؟ ,
عقد عـزّ حاجبينه يشتت  نظره عنه لثواني : ايّ حركه ؟ ,
رفع عذبي حاجبّه بغضبّ : لك حركات رديّه كثير تتوه بينهم ؟ ,
ناظره عـزّ مباشره و نطق  عذبي بهدوء : ترسل احد يحاشر صغيّره بالطريق ! وش تحاول فيه انت ! ,
سكنت ملامح عزّ بعدم فهم يناظره من كلمة " صغيرّه " هو فهم ان الكلام عن بنت , صغيره تناقضّ اللي هو يعرفه , اللي هو سوّاه و سرعان م هزّ راسه بنفيّ : لا بغيت ادّقك ما يطرّني صغار انا طيّب ..بأدقكك انت لكن خاف ي عذبي ..لازم تخاف لان الواضح ان اعداءك كثار ! ,
ابتسّم عذبي بسخريه م يصدّقه ؛ لا تصير طيّب ! ..صير رجّال هذا يغطي عنك شوي ,
احتدّت ملامح عـزّ يناظره , كمّل عذبي و هو يناظره " يستحقر"  وجوده يمّـه بالبشت : تلبس البشت و تجي تجلسّ يميّ تدور صيتٍ م قدرت تآخذه ي فقيده ؟ حولك يتكلمون لاجلك يمّـي ,
ناظر عـزّ حوله بهدوء ثم رجّع أنظاره لعذبي بعد ما شاف نظراتهم بالفعل لهم و متأكّد ان الهمسات لهم بعد ! : ان جزت لهم زين و ان م جزت عادي ,
ضحك عذبي بسخريّه تركت سهم يبتسم بخفيف : دربٍ ما تدلّه وشوله تدخل فيه ي السّبك ؟ وشوله تعطي نفسك قدرٍ ماهوب موجود ؟ ,
ناظره عزّ يعقد حاجبينه بعدم فهم , من راحته و حكيه و كلّ كلمة يقولها يثقّ بنفسه كثير و من أشرّ له عذبي قدامه للرجال اللي ماسك بالمايك , يعلن عن مشاريع عذبي اللي هلّت عليهم بالانجازات  مع كلّ انجاز يطرون عليه , يباركون له دون غيرّه , و بالنهايّه من أعلن عن شراءه لأحد الأبراج المشهوره , الطويله اللي كان اول لقى لهم فيها و تركت عـزّ يلتفت له تسكن ملامحه بصدمّه , ابتسم عذبي يناظره ؛ السيفّ اللي كنت تسلّه قطعت فيه اياديك ؟ ,
ما ردّ عزّ يناظر عيونه بالتحديدّ , م اتوقع اللي صار و من قبل هو ما ظنّ  الا ان ذراعه اتلوّت لكن الحين كل ظنونه خابتّ , هو ما اشترى و لا اشترى هالمشاريع الا ان عنده فايضّ مال كبير , ابتسم عذبي يكمّل : التمرة اللي جاتك من نخليّ انا ي هاوّي المذله لا تحاول ترفع شانك عليّ و انت واحد دونه ! ,
انلجمّ عـزّ من قوّ حكيه , من هجماته المستمرّه له بالفعل , القول و كلّ الدلايل و من ناظر عذبي الفنجال اللي باقي بيده لكنّه اتجمّد و بَرَد : لو الفنجال يدري بك ماكان رضى بالوقفه هذه ! ما وراك الا السوالف ولا الافعال منت صاحبها ..انا ارضي سماك لا تحاول توصّل لي لان درجي صعب ترقاه لكن اكرمك لو انّك رديّ ..التمره اللي بيدك القهوه اللي تشربها ! هذه أصغرها و اكبرها تشوفه بشغلك ,
رفع عذبي حاجبّه يمثّل الغرور يختم سمّ حكيه عليه : الله خلقني وسيع بال اتجمّل على امثالك ,
صدّ عنه عـزّ يآخذ نفس عميق , يحاول يستوعب موقفه و الحكي اللي انقال له , الفعل اللي سمعه و كلّ شي يردّه فعلًا لجميله , ترك عـزّ الفنجال على باقي الفناجيل للشّخص اللي وصل له و من هزّ راسه بنفيّ للشخص , رجّع انظاره لعذبيّ يسترسل له تحدّي أقوى من هُزم الحين بالتحديّ م بيرضى هو : اشوفك بلندن ! هذا اذا قدرت تجي طبعًا و ما ردّك الوالد ! ,
ما اتغيّرت ملامحه يناظره , رغم ان له اسئله لكن يأجّلها و لا يغير ملامحه عليه و من قام عنهم يمشيّ لشخصّ لمحه بالنهايه يمشيّ معه و اللي وضّح له ان ما صفى بينهم  قلبّ و كانت هجماتهم بالحكي توضح من كفوفهم المتفاعله , التفت يناظر  سهم : يقول لندن ! ,
هزّ سهم راسه بإيجاب يناظره : يا قوّك  ي عذبي تشوف وجهه شلون اتغيّر و صار ؟,
عقد عذبي حاجبينه م يهمه : وشهي لندن ! ,
سكنت ملامح سهم يستغرب : لا يكون نسيت ! ..مب حنا حجزنا من شهر و عليها على المؤتمر اللي بلندن ! كلّهم بيحضرون لازم نروح علاقات و اشغال بتجينا باذن الله يطلع منها ذهب ! ,
هزّ عذبي راسه بنفّي من تذكر اللي صار , هو نسى من زود تفكيره , اللي صار معه و مشاكله اللانِهائيه اللي شهبت عليه فوق مستطاعه : كم يوم ؟ ..
-
-
وصـل بسيارته للمزرعّه و هو قلبه يمتليّ من كل اللي حوله , من شغله ، عذبي , القضيه و نهايةً احداثه معها اللي ما تركت داخلّه ذره تسكن من البارح , من البارح و هو على اعصابه أوداجه تثبت كلّ شعور يحسّه , و كلّ ضغطّ يضغط عليه و من وقّف سيارته هو لمح سيارة السوّاق اللي على الباب توقف جنبه مما تركه يخمّن انها ودها ترجع القصر الحين , طفى سيارته يدخلّ مفتاحه بجيبه يقرّب من سيارة السواق لثواني يناظر المقاعد الخلفيّه يتأكّد من خلوّها ..مشى خطواته يدخل للمزرعه يدخّل مفاتحيه بجيبه , يمشي خطواته و هو متأكّد انها عند سيّاج الغـزلان و ماكان دربّه الا لها , ما كانت خطواته الا لها و لا كان عقله يتبعه الحين انمّا قلبه اللي طـغى شعورّه عليه من كثير الأحداث اللي صارت لهم , من وعد الحكّي اللي للحين ماصار و مُستحيل يقدر يصبر بعد اللي صار البارح من قال له الباريستا " خويّها " هو م استوعب الكلمة و ندمّ اشدّ الندّم انها مب حرمه للحين و يغضّب اشدّ الغضب لانه ماقال الباريستا هالكلمة الا ان الواضح للجموع انها مب حرمه , ان ماله حقّ بالعصبيه و ماله حقّ بانه يهدّ حيله , مشى خطواته يوصلّ لسيّاج الغـزلان يحنّي راسه عن أوراق الشجّر اللي غصونها انحنت للباب و من وقّف خطوتها يثبّت انظاره كلّها عليها , يشوفها تجلس على الأرضّ و بيدها الغزاله اللي استفردتها عن باقي  الغزلان , يشوفها صغيره بيديّنها رغم ان تحاول تتحرّك و تقفز الا ان أريام م تتركها تشدّ عليها تبتسمّ , يلمح ابتسامتها اللي خلفها الكثير من المشاعر لانها تدّخل كفوفها كلها لداخل عبايتها بعد م تسحب الغزاله لحضنها " استني ي ماما لا تروحين ! بأرجعك لمامتك لكن اصبريّ شوي بس ! " ,
هدأ تمامًا يوقّف بهدوء يناظرها و هو يدري انها باقي م لمحته و لا تدري انه موجود لانها م رفعت انظارها عن الغزاله , هيّ بكل حركه لها من ترفع كفها تمسح عليها , ترفع يدّها ترجع شعرها لخلف اذنها ,  تبتسم ثانيه و تختفي ابتسامتها لثواني تتلوّن بشعور يداهمها بغريب المشاعر , بغريب الاختلاف اللي حيّر داخلها تحاول تفهم نفسها لأنها ماعادت تقدر تتحمّل هالشعور اللي يتحكم فيها هالقدّ يثقّل داخلها يترك كلّ داخلها يرتبكّ ,
رنّ جوالّه يحني راسه يكتمه و من رفع راسه شاف الغزاله اللي هربت منها تقفزّ عنها بفزّع ثمّ ناظرها يشوف السكّون بملامحها , يشوف الصدمّه اللي تركتها توقف من الارضّ م تستوعب شوفته ترفع طرحتها اللي كانت على كتفها تتركها على راسها ,
استقرّت نظراته عليها بشكل  وترها بالشكّل اللي تركها تمشي له بلا شعورّ , تمشي توقف قباله تشوف يده اللي انمدّت تقفل باب السياج لأجل ما تطلع ثمّ رجّعت انظارها لعيونه اللي تلمح فيها غضبه الشديدّ ثم لاوداجّه اللي بارزّه بشكل واضح لها , نطق بكلمة وحده : نحكي الحين ,
ما كان وقع الكلمه عليها عادي , ماكان مثل عادته و ماكانت سؤال انمّا فرض من نبرته تحسّه و من يده اللي قفلّت سياج الباب , هيّ م تخافه هي تخاف من مشاعرها و نفسها اكثر لانها تدري بحبّـه لها و كلّ حركاته لها م تدلّ الا على مسايرته لها و هي تحاول تقنع نفسها بهالشيّ لاجل م تعتبر ودّه فيها و زواجها منه اجبـارّ ! , هزّت راسها بإيجاب تناظر عيونه بطريقـه هو م يستوعبها , تناديه و تعلـن مشاعرها له لكنّ م يسمع الحكي منها و لا الفعل للدرجه اللي يستغرب منها على صملتها بهالصّمـت اللي م يسوّي فيه الخير : طـال الوقت من كلامنا الأخير ، باقي م ودّك تقولين كلمتك ؟ ,
ناظرته بدون ردّ لثواني ما فهمت هيّ سبب عصبيته عليها , نبرته اللي متغيّره و كثير للدرّجه اللي حسّستها من داخلها عليه يتركها تفكرّ بشي واحد بعيد عن سؤاله : ليه تكلمني كذا ؟ ,
عـضّ شفته يتمنّع عن كثير أشياء هيّ تضطرّه عليها , شتت نظره ما يبي يفكرّ بالسبب اللي يتركه يكلّمها بهالطريقه و النبـره اللي ما حسّ عليها الا من سؤالها ,
أحنت راسها تمنع دموعها الطـاغيّه و مشاعرها الجيّـاشه بهاللحظه و من رجع يناظرها ينطق بنفس النبره : إنت تدرين ! ,
هزّت راسها بنفّي تشدّ على عبايتها : لا م أدري ليه بس ما أبيك تكلمني كذا ! ,
رفع حاجبه يناظرها يستغرب من حكيها اللي هيّ تقوله لأوّل مره له لكن مع ذلك هذا م يخفّف من غضبّه و حرقّة أعصابه من داخله : م تبيني أكلمّك كذا ؟ شلون تبيني أكلمّك ي سمّـو الأميره بعد هذا كلّه ؟ ,
ناظرته بنظره وحده تكتفّي فيها بكلّ عريّ مشاعرها له تتركّ قلبه م يسكّن للحظه : وشوله تناظريني كذا ؟ ,
تتلعثّـم بشكل يهلك داخلها لكنّ تتعـبّ من كتمانها , من مقاومتها لنفسها و شعورها له , من كـلّ ضغط تحسّه عليها هي ماعادت تتحمّل : اذا نبرتك ما تتغيرّ معي لا تكلمني ابدًا ! ,
شدّ اعصابه يقرّب منها خطوه و لا زالت يدّه على سياج الباب الحديدّ اللي من شدّه عليه هو متأكدً انه كفّه ينجرح : نبرتي ما بتتغيرّ دامك للحين م اتكلمتي ! دامك للحين تدلّعين بقرارك عليّ و تتغلين للحين ! ,
هزّت راسها بنفّي تصدّ بأنظارها عنهّ : خلاص لا تكلّمني ابدًا ! ,
وسّع انظاره بعصبيه يناظرها , عقـد حاجبينه بشديّـد غضب يحتله الحين ينطق بحدّه اكثر : بعد اللي صار امس كلّه تبيني اكلمك عادي ! ال.... يسألني اذا انا خويّك ! انا خويّــك  اجل ! ..و  اسمع ان الرجال يجتمعون على عمـيّ يبون القرب بك انت ! يبون يقربون من عمّـي بعيالهم ! يفكّرون فيكك انتِ ! يفكرون يآخذونك و يبـونك و انتِ للحين تبيني اكلمـك عاديّ ؟ ,
ناظرته مباشرةً تهزّ راسها بنفيّ , ترتخي كلّ ملامحها تهتزّ نبرتها من نبرتّه و حدّته عليها بهالشّكل اللي لأوّل مره تلمحه : لا تكلّمني كذا ! ,
هزّ راسه بإيه يعانـدّ معنى كلمتها : شلون تبيني أكلّمك بعد كلّ هذا ! ,
هزت راسها بنفّي تشتت نظرها : مو غلطـي  مو غلطـي ! اذا هم قالوا كذا و فكرّوا كذا مو غلطـي ! ,
هزّ راسه بإيجاب يعانـدها للمره الثانيه يشدّ على اعصابه , كفه على الحديد و نبرته : غلطـك ! غلطك دامك للحين مب حرمي ! غلطـك دامك للحين مب على ذمتّي ! ..غلطـك دام انك تدّلعين للحين  بقرارك !,
سكنت ملامحها تناظرّه تتمنّع طاغـي رغبتها بالبكّي ! , تتمنّـع كثير و من رنّ جواله هو رفعه ينطقّ " وش صار ؟ " يناظر عيونها تحديدًا تستقرّ عيونه بنظراتها له اللي يعجزّ يفهمها لأوّل مره , لأوّل مره يصير يبي يعرف شعورها أكثر و يسألها لكن الحكي اللي انقال له بالاتصّال يمنعه , الحكي اللي سمعه الحين هو مضطرّ يتصرف بسرعه و يتركها تروح و من فتح الباب بكفّه هيّ فهمت انه يبيها تروح و بالفعل راحت تخرج بعد ما ختمت نظراتها عليه لأنه زعلها , يلومها و لأن نبرته اتغيرت بالشكلّ اللي ملّل صبره من بُعدها عنه ، من كثير الحكي عنها و من كلّ تمنّع منه : متى بيجون ؟ ..
-
-
القصر ؛
كانت جالسه مع هندّ , صيته اللي  رجعت من دقايق من عند هُيام و صُهيب اللي جالسّ جنب هند , يحاول يكون جنبهم رغـمّ ثقل داخله , ثقل قلبه عليه و مشاعره اللي بينه و بين عذبي للحين تثقّل كل داخله , خطواته على الأزض و حلوسه بين أهله الحين ..رفع أنظاره لعذاري اللي تناظرهم , تبتسم و تحكي شويّ مع هند ثمّ تحكي مع صيته اللي تنوّي تآخذها للمعرض معها لأجل تشوفه المره الجايّه , يتذكر هذه البنت , ابوها و اخوها ثمّ عذبي اللي تاركها دون لا يجيها و هو متأكّـد انه مقصرّ معها , مقصّر معها بأشياء واجـد على كلّ اللي صار , على كلّ اللي انقال و سواتها لأجله هو ما قدر يخلّيه يرجع القصر " لـها " هيّ و لسببها هيّ هو باقي م قدر يرجّعه , رفع انظاره لها بطريقه وتّرتها و خوّفـت قلبها بشكل كبير و غريب الى ان نطق بكلمة وحده يقطع نظراته عنهاّ , بحنّ عليها لو ان اللي صار كان عناد بينه و بين ولده عليها الا انه "يحـنّ " : قهويـني ي بنتـي ,
هزّت راسها بإيجاب توقف من مكانها و ابتسمت صيته تناظر صُهيب بذهول يفرح قلبها لأنه قال هالشيّ بدون أيّ كلمة منها أو إشاره كالعاده , قاله هالشي من قلبه و هي تحسّ بهالشيّ ,
اتقدّمت عذاري بيدها الدله و الفنجال اللي اعطاها هو من كفّه ترجع تصبّ له و تمدّه له : اتفضّـل ي عمي ,
أخذه منها و رجعت هيّ تجلس مكانها تتبعها نظراته : كلّمك عذبي ؟ ,
رفعت انظارها له باستغراب من سؤاله لكن مالها وقت تفكر بالجواب او سبب سؤاله هزّت راسها بإبجاب : كلمني ,
عقد حاجبينه بغضّب و ناظرته صيته باستغراب : وش فيك ؟ صار شي ؟ ,
ضحكت هند بخفيف تتركّ ملامح عذاري تتورّد : م يغيب عنها و عننا حنا م يكلّمنا  بالاسابيع !
هزّ راسه بنفّي رغم انه يدري بالحربّ اللي صارت بينه و بين عـزّ , شاف نظراتهم لبعض بالمقاطع اللي انتشرت لهم بكلّ القروبات اللي هوّ فيها , توصل له من أصيل و من معارفه بكلّ مكان وصلت له يورّونه ولـده وش سوّى وسط الجموع , يباركون له على نجاحه و يطرون عليه له هوّ ,
دخلت أريام لهم كلّ ملامحها تتلوّن بالاحمرار , تعبّ عيونها و ليّن ملامحها يوضح لهم بشكلّ طاغِـي على كلّ رغبه لها بانها تخفي هالشي و ما تقدر , التفت لها صهيب يعدّل جلسته يأشرّ لها تجلس يمه ؛ تعالـيّ ي الريم ,
عقدت صيته حاجبينها تفهم شعورّها : أريام ! توّك تجين من المزرعه ؟ ,
اتقدّمت أريام تدخل لحضن صُهيب يمّه , شدّ عليها من حسّ على كفها اللي اتمسّك بجيب ثوبّه العلوي : توّي جيت ,
عقد حاجبينه صُهيب : من مزعّلـك ؟ شاهر ؟ ,
هزّت راسها بنفّي تغمض عيونها , تمنع دموعها اللي تحرق محاجرها من النّزول لأجل م تقلقهم عليها اكثر : محد زعّلني بس مضغوطّه من الاختبارات ,
ابتسمت صيته بخفيف تناظر صُهيب اللي ناظرها يبي يفهم لانه م يشوف ملامحها و من هزّت صيته راسها بنفيّ تفهم انها م تقول اللي بقلبها و اللي قالته مجرّد جواب تحاول تتهرّب من غيره , مسح صُهيب على ذراعها بحنون يدّه : خلاص باقي لك يوم و تخلّصين صح ؟ ,
هزّت راسها بإيجاب تعدّل جلستها تمسك بيدّه , تمرر اناملها على اصابعه اللي واضح انها مُعالجه , انها مو طبيعيه لان مفاصلها غريبه الشّكل ثم رفعت راسها تناظر عيون صُهيب : تعورّ و لا خلاص ؟ ,
هزّ راسه بنفّي يناظر تمنّعها من مشاعرها : شكل بس ..مافي الم ,
أخذت صيته نفس عميق تبتسم من سؤالها الدايم له , بكلّ مره تمسك يده تسأله نفس السؤال و سكنت ملامح عذاري تشوف فارق الطبعّ بصُهيب من شاف بنته ,
رجعت لحضن صهيب تشدّ عليه , كفّها على جيب ثوبه العلويّ و من رجع يقبّل راسها بهدوء : تبين تسافرين بعد م تخلّصين ؟ ,
هزّت راسها بنفيّ تآخذ نفس عميق : أبي أكون معكم ..أبي الريـاض هالسنه ,
سكنت ملامح صيته باستغراب : غريبه ! م تبين تروحين لندن او باريس ؟ كلّكم تروحون مع بعض ,
هزّت راسها بنفّي تغمّض عيونها تردّع دموعها , تردّع دموع مشاعرها الطاغيّه بسبب دهّام اللي م سكّن داخلها للحظه ! ,
رنّ جوال عذاري اللي على الطاوله تمسكه تناظر المتّصل عذبي , كلّهم ناظروها و من رفعت انظارها لهم هم فهموا انه عذبي و ابتسمت صيته تهز راسها بايجاب : روحي كلّميه ي أمي روحي ! ,
هزّت راسها بإيجاب تنبضّ كل عروقها من اتصّاله , تستشعرّ بشعور قلبها الحين كلّه بكفها , بصوته اللي من تردّ تسمعه ..و نبضّ قلبها بعروق معصمها كلّها له تنتظر ابهامه لها و من اختفت عن عيونهم هيّ ردت : عذبّي ! ,
أخذّ نفس عميق لثوان يسمع صوتها , يسمع نبرة عذابـه اللي تعذبه كثير : الحين عشر دقايق و تطلعين ليّ بأكون عندك ..البسي عبايتك و اطلعيّ لي ,
عقدت حاجبينها تشتت نظرها حولها باستغراب : بنروح مكان ؟ ,
طال صمته لثوانيّ يفكر بالكلام اللي قاله له دهام بان القضيّه انفتحت , بان الشرطه بطريقها الحين بتجي للقصر لأجل تآخذ محمد و هو ماودّه انها تحسّ , ما وده انها تشوف و لو انها تعرف دون ما تشوفه افضل , ما ودّه تشوفه يتكلبش قدامها و تنهار اكثر : بنروح ..بآخذك معي ,
قُبض قلبها كلّه تحسّ بخفى حكيه خلف نبرته و كلامه و صمته اللي طال , هزت راسها كانه يشوفها تكتفي بكلمه وحده : طيّب ! ,
كانت تبي تقفلّ لكنه نطق قبل تقفلّ من حسّ بان نبرتها اتغيرّت من كلمة " عذبيّ " اللي لها شعور غير الى كلمة " طيّب " اللي لها شعور مختلف تمامًا بالمشاعر : حفيدّه سلمان ! ,
ما ردّت تسمعه , ما بين حكّي احساسها و صمته هيّ تعيش الحين شعور غريب بسببه , اتنهد لثوانِـي يمنع كثير الحكي لأجلها : لا تتأخرّين عن عشر دقايق ,
اتنحنحت تهز راسها بإيجاب من اختلافه نبرته اللي حسّت فيها هدوءّ و التمست فيها حنيّه غريبه : تمام ,
قفّلت الاتصال ترجع للصاله لهم و عقدت حاجبينها تفقد شوفّة صُهيب  اللي ما حسّت عليه من خرج : أنا استأذن بأطلع مع عذبي ,
ناظرتها صيته بابتسامه تهزّ راسها بإيجاب : حقكم حقكم ..اطلعوا حبيبتي و شوفوا بعض ,
ابتسمت هندّ : خذي معك ملابس لاني م اظن انه بيتركك ,
سكنت ملامحها بصدمه من هندّ اللي احرجتها بشكلّ تام و من التفتت أريام تناظرها : جدّه ! م يصير لسا ما صار الزواج ! ,
عقدت هند حاجبينها تهزّ راسها بإيه : الا صار شلون ما صار ؟ و العقد اللي بينهم وش هو ؟ ,
ابتسمت صيته تناظر بنتها اللي اختلفت كلّ ملامحها من حكي هند ثم ناظرت عذاري اللي اختفت ملامحها تمامًا تضيع بالفراغ من خجلّها : روحي ي بنتي روحي ..لا تتأخرّين عليه تراه م يحبّ ينتظر ,
هزّت راسها بإيجاب تروح عنهم مع كـايّد شعورها الثقيل  و رجّعت صيته انظارها لأريام : روحي انتِ غيرّي ملابسك ..البسي اللي يريّحك ورانا جلسة ! ,
رمشت أريام بعدم فهم و هزّت صيته راسها بإيه : أفهمّك ..بعدين أفهمّك روحي انتِ غيرّي ملابسك و بأجيك ! ..
_
خـرج صُهيب قابضّ على قلبه بشديد القلق , بشديد الخـوفّ اللي اعتـرّى شعوره ملامحه بشكل واضح للكلّ , خرج من جلسته معهم بعد ما وصلته رساله من دهّـام و اللي وصّاه بانه يقول له كلّ جديد بان " الشرطه بتجي الحين بالطرّيـق " و بالفعل من خرج هو اتوّجه للباب اللي خمّن فيه وجود محمدّ اللي من لمحه واقف عند مدخل الرجّال استغرّب نظراته عليه يلمح نزيـفّ دمعه و هو يناظر سيارته عذبـيّ, استصعب للحظّـه اللحظه اللي بتجي و فيّضت به مشـاعر عاشها قبل عشرين سنه و الحين تتكرّر , تتكرّر قبال عيونه مخيّـر هالمره مو مسيرّ مثل قبل عشرين سنه , هو مخيّـر بسجنه و مخيـر بكلّ قرار هو اخذه الحين هو كان اختياره , مجازفـه بحريّته لكن لدربّ الحق اللي يريّحه للنهايه , لدربّ الحقّ اللي بيعطيه حريّته للنهايه و كل حريّة شعور , مشاعر و علاقته بعياله كلّها بيكون بحريّته لكنـها مجـازفه كبيره لكـلّ شي حوله ,
قرّب منه صهيب يوقف قباله يمسكّ بكتفّه يشدّ عليه و من هزّ محمد راسه بايجاب اتأكدّ صهيب انه يدري باللي رح يصير الحين , نُفِض قلبه للحظه ينطق بصوته الهزوزّ : لا تغلبك نفسك ي الأيهم لا تغلبك ,
سكنت ملامح صُهيب يحسّ بانه ودّه يكمّل و بالفعل كمّل محمد : دربّ الحق قوّي ..و القوّي تحت جناحك و ببيتك ي الأيهم ! ,
فهم صُهيب نهايه حديثه وين بيوصل و هزّ راسه بإيجاب لكن قاطعه محمد يهزّ راسه بنفّي يشدّ على ذراعه الممدوده لكتفه : لا تساير لا تسايرر ي الأيهم !..عذبـيّ ذراعه قوّيه و هو اللي ما بيترك احد يلوّي ذراعك , هو اللي ما بيترك الباطّل يلوي ذراعنا بعد الله و لو ان ذراع تتلوّي الحين هو ما بيترك احد يلوّيها ..لا تلويها له انت و كلّ شي شفته بوضوحيّ ..كل شي كان واضحٍ لي و انا م اقول هالحكيّ لأجل عذاري لا والله ..أقوله لأجلك انت ! لأجل م تخسر عذبي و هو ما ودّه يخسرك ي الأيهم لا تخسره ! ,
ثبّـتت ملامح صهيب بشكل مو عادي يسمعه , كمّل محمد تهلّ دموعه نزيـف عينه : هو ظهر لك ! سند لك و ذراعك اليمين ..اصحّـك ي صهيب اصحّـك تراه بيسندّ هالقصر كله بعد الله..تراه هو اللي بيبقى يعمّـر هالقصر بإذنه , مثل م انت عمّـرت هذا القصر بأهله اتركه هو يكمّـل عماره معك ..أنا لمحـت بعيونه نظرة غـرب الوجود بهالقصر , قلّـي انك م غرّبته ي الايهم قلّي انّك م كسرت ظهره ..قلّي انك للحين تشدّ على ذراعه بالصّح ما لويتها له ! ,
ما ردّ صُهيب يحترقّ حوفه بالكامل , تحترّق عيونه شديدّه السوّاد توضّح لمعّتها من حكيه , من حكيه اللي قال كلّ شي له هو كان يمنع نفسه عن قوله " لمحت بعيونه نظرة غـرب الوجود بهالقصر " تركتّ داخله يُجلدّ من كمّ العتب على نفسه , على ضميرّه اللي ما ودّه يبيّن له حُـبه و انه ما قصد يقولها بهالشّكل و لا بهالوقـت اللي كان المفروض بانه يكون الأسعد , وسط قصره و يجلس يمه على طاولة الأكل وقت جموع العايله , كان المفروض يكون بينهم قبل شوي بجلستهم لكنّـه غرّبـه عنه ب " التّمنن " اللي هو فعلًا قاله ..التفت عنّه صُهيب يثّبـت نفضّة قلبه اللي صابته يناظر سيارته اللي تركها له , سيارته اللي اتنازّل عنها و اتنازل عن القصرّ و كلّ وجوده هنا لأنه اتمنّن عليه , بفلوسه و صيته و كلّ شي تابع له هو فيه تمنّن عليه , هزّ صهيب راسه بنفيّ ينفي داخله من مشاعر نُفضّت بشكل بعثـره كلّه و هيّ ثواني م يدري ,
شدّ محمـدّ على كتفّ صُهيب بكفَه : لا تتركـه ي صهيب بهالحـرب وحده ...بيتحمّـل لكن م تضمن انه بيكون واقف و م يطيح ! ,
ناظره صُهيب مباشرة بخـوف عليه , خـوف على ولده يـجمّع كلّ الرعب بقلبه عليه , كمّل محمد بنبرته الهزوزه : حقّه الحيـاه و حقّـه الأهل و حقّـه بنتـي ! ,
ما رمشّ صُهيب تلمع كلّ عيونه , تحترقّ كلّ محاجرّه و كلّ جوفّه اتجوّف بنار تشبّ ضلوعـه بحريّـق دخّـانه كثيف عليه , هزّ محمد راسه بنفّـي : لا تمنعه من حقّه , لا تضيّـع حياته و هو مجرّد من أهله و عمارة قصره ! ,
قاطعّ كلّ حديثهم جيّة عذبي من الخلف يشوفهم , يلمحّ عيون أبوه اللي يشوفها بوضوح تامّ له يقراها , ثمّ محمد اللي ابتسّم بخفيف يناقضّ دموع عينه اللي تعبّته ثم ناظر خلفهم من فُتحت البوابه للسيارتين اللي دخلت خلف بعض , سيارة تضمّ البراء و همام , سيارة تضمّ دهام اللي نزّل و هو رافع جواله لأذنه يكلّم ,
قرّب عذبي منهم و من صدّ عنه صُهيب يمنع وضوح مشاعره عنّه , يمنع نفسه منّه لكن من نطق عذبي بكلمّه وحده مُستحيل يتجاهلها صُهيب " أبـوي " تركه يلتفت لأجل يقبّل راسه , لأجل يبدّيه عن كل الوجود بالبرّ و الاحترام و لو انه م يرحمه هو م يقوّى قلبه على ابوه ,
شتت نظره صهيب عنّهم يبتعدّ للبراء يتركهم  و من قرب عذبي لمحمد اللي يدري ان جوفّه به حكي واجد نطّق محمدّ بكلمة وحده : لا تضيّـع نفسك اكثر ي عذبي ,
سكنت ملامح عذبي يناظره يهزّ راسه بنفيّ : مب ضايعّ ي عمّـ,
قاطعه محمد يهزّ راسه بإيجاب : ضايعّ ! كلّ شي اشوفه ي عذبي بك و بأبوك ,
ناظر عذبي ابوه اللي وقّف يـمّ البراء و همام و دهام يحكي ثمّ شتت نظره عنهم يكره شعور الوضوح اللي صاروا عليه بعدّ الخفيّ اللي كانوا عليه , كمّل محمد بهدوء : عذار...,
رفع عذبي كفوفه على اكتاف محمّد يهزّ راسه بنفي : م تدري للحين ..عذاري تخـاف ي عمي لا نخوّفها الحين ,
هلّت دموع محمدّ يعجزّ عن منعها , رفع عذبي كفّه يلمس فيه دموعه ثم يمسحها : عذاري الحين بآخذها معيّ ما بتشوف شي ,
هزّ محمد راسه بإيجاب و قرّب منه عذبي يقبّل راسها و يشدّ عليه بحضنه تحت همسّ محمد له " الله يحفظك و يعزّك " لانه فهمه , لان عذبـيّ ما تركه يخافّ اكثر عليها و من ابتعدّ عنه رفع عذبي كفّه يسلّم على الباقي من بعيد المسافه لانه جا لاجل شوفّة محمد قبل يآخذونه و الحين بيرجع لـها , بيرجع لانه ما ودّه تطلع و م تشوفه قبالها و لا يشوفها و يتطمنّ عليها ..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن