الفصل ٤٥

6.4K 118 6
                                    

حاول محمد يعتذر منها اكثر من مره لكن ما قبلت و استمروا فتره طويله كل واحد بجهه رغم انه وقـف معها و حاول يرضيها بصلح بنت خالتها مع زوجها الا إنها رفضت الاعتذار و الرضاوه هذه ,
هـزّ دهام راسه بإيجاب : معها حقّ معها حق ما تقبله ي عمتي وش اللي سواه هو ؟ هذا كله عشانها ساعدت بس و وش اللي صار بعدها ؟ خسر هو طفله و زوجته و عياله و نفسه عشان ضربه ! ,
اتنهـدّت صـيته تتمتم بالدعوات لها , لهم و لكلّ الأشخاص ما تترك شخص تختم الدعوات بـ " الله يصلح الحال و يعافينا ي ولدي " ,
عـقد دهام حاجبـيه , ينعقـد كلّه بوُضوح لصيته بعدم رضاه عن كلّ هذا : طيب ! بعدين وش صار ؟ من هم أهلها ؟ بنت خالتها و زوجها من هم ؟ ,
رفـعت صيته كتوفها بـعدم معرفه : والله ما اعرف ..ما قالتلي و لا سألت ي حبيبي لكن أكـيد معروفين اسأل محمد يعرف أكيد صح ؟ ,
هـزّ دهـام راسه بإيجاب يرخـي ظهره للخـلف يآخذ أنفاسـه يحاول التفـكير , يحاول م يتشتت أبدًا لأن الصوره بدأت تكبـر و الحبال المساعده اتشابـكت تنعقد أمامه أكثر من ماهي معقده ..
-
-
قـصر أصـيل ؛
بالصّـالة اللي تضـمّ كل البنات الا عـذاري اللي حاولوا فيـها لكنها رفـضت و فضّـلت تبقـى بقـصر صُهيب , اجتمـعوا على ضحك ، فضفضه , ذكـريات و متع مشاهده و أكـل , يلـعبون لحظه و لحظه يجلـسون على الأكـل يتفـرجون ..
كانت نـور حاطه راسـها على فـخذ أريـام و نطقت بابتـسامه : تدرون كم باقي على زواج أريام و دهام ؟ ,
وسّـعت أريام أنظـارها تخجّل من السؤال اللي سمعته دون بدايه , ابتـسمت أُنس تهز راسها بإيجاب : خلاص شهر و نص ؟ ,
هـزت نور راسها بإيجاب ثمّ عقدت حاجبـيها بتفكير : طيب و عذبي ؟ كأنه اتأخر و لا سمعنا تاريخ محدد ,
هـزت أريام راسها بنفيّ تفكر لثوانـي : ماما قالت عذبي عنده أشغال يخلصها و يسوون الزواج ,
ضحكت نور بسـخريه تسحب عصـيرها بيدها : عذبي ما تخلص أشغاله عزّ الله بيبقون معلقين دامهم كذا ,
هـزت أُنس راسها بنفيّ تآخذ نفس عمـيق لأن لها صوره  و لو انها غير واضحه  عن شـغله اللي ينتظره : تنتهي ان شاء الله قريب و يسوونه ليش الاستعجال ؟ ,
هـزت نور راسها بإيجاب : والله أنا م أحب الاستعجال لكن شوفي أريام كيف ؟ اقل من شهرين حددوا زواجها اتذكر خالتي و عمي م يحبون المماطله ,
ميّـلت أريام شفّتـها بتفكير : صح ماما و بابا م يحبون بس يعرفون ظروف عذبي هم ,
ناظـرت أُنس هُيـام اللي تتابـع بصمت مب معهم بالنّـقاش , بالجلسـه هي جسد فقط : هُـيام ي بنت وش فيك ؟ ,
ابتـسمت هُيام بخفيف تناظرها تهز راسها بنفيّ : و لا شي ي حبيبي نعست شوي ,
رفـعت نور حاجبيها باستغراب : بدري هُيامي ! متى صحيتي ,
رفـعت هُيـام كتوفها بعدم معرفه تبعد اللّـحاف عن فخوذها توقف : والله ي بنات بأروح أنام نعست مره ,
هـزت أريام راسـها بإيجاب " نـوم العوافي " و من دقّ الباب التفتوا كلّـهم على سؤال نور اللي تدري من هو : وش تبي ي شاهر ؟ حتى جلسة البنات تبي تقلط فيها ! ,
نـطق من خلف الباب بسخريه : مب جاي عشانك ي عبيطه ! جاي أقول لسمّـو الأميره ان دهّـام ببيتهم تـوني شايف سيارته عندهم ,
ناظروا كلّـهم أريام اللي عقدت حاجبيها باستغراب تمسك جوالها تشوفه تخاف انه اتّصـل او رسل رساله بدون انتباه منها لكنها استغربت أكثر من عدم وُجود اي شي ,
ضـحكت نور ترفـع راسها عن فخذها تناظرها : بنـت ! اتصل عليك و لا رديتي بسرعه قومي شوفي زوجك بيعصب ,
ضـربت أُنس طرف نور تهز راسها بنفيّ تنببها لأنها تطقطق عليـها , و وقـفت أريام : شاهر عادي توصلني بيتنا ؟ ,
شاهـر من خلـف الباب : يلا تعالي انتظرك تحت انا ,
عدّلـت نفسهـا و ملابـسها تسحب جوالها و سماعـتها من الارض تنطـق بتردّد : بنـات بـ ! ,
قاطـعتها أُنس بابتسـامه : خلاص ريمي روحـي روحي بكره نشوف بعض مره ثانيـه و نسهر عادي ,
ابتـسمت تودّعهم و تخـرج مع هيام اللي ودّعتهـم قبلها , التفـتت نـور تناظر أُنس اللي رمت خلفها مخدّه كبيـره تستلقي عليها و شدّت اللحاف تفتحه تناديها : تعالي ي ام النور ..تعالي انا و انت نسهر مع بعضّ ,
ضـحكت نور بعذوبـتها كلّـها تقرب من أُنس تستلقي جنبـها و تحضنهـا يضحكون سوّا , يشدون على بعضّ و من رفـعت نور راسها تناظر جرح أُنس : شلون صار جرحك ؟ ,
هـزّت أُنس راسها بمعـنى " أفضل " و من رجعت نور راسها لكتـف أُنس تتابـع الشاشه اتنهدّت أُنس تـرجع لحرب العقـل داخلها و اللي تجـهدها فوق طاقـتها بخصوص كـلّ شي حولـها ..
_
خـرجـت أريام تتمسّـك بذراع شاهـر يمشـون , تفارقوا عـن  هُـيام اللي مشت عنهم لقصـر الشرّيان و هم خذوا الدّرب الطويل لقصـر الأيهم , ابتـسم شاهر يرفـع جواله لأريـام : شوفي شوفي اختك البكايه شوفيها شلون تبكّي ,
عقـدت أريـام  حاجبـيها تركـزّ بالڤيديو , تمدّ يدها ترفع الصوت أكثـر و ابتـسمت من شافـت نور رافـعه الآيباد تتوتّر و كلّـهم حولها من عمها أصيل الى خالتها نهـاد و شاهر اللي يصوّرها ولأنـها كانت تبكيّ بندّي دمعها على ملامحـها تنتظر نتيجه نهايه سنه التحضيري بتحديد التّخـصص , بإنّـها قفزت تبكي بفـرح  تنطق بكلمه وحده وسـط دموعها " تمريــــض ! تمريـــض ! " صرخـوا كلّـهم على فرحها معهم , صرخـوا ما يمزحون و قرب أصـيل يضمّـها له يشاركها الفـرح , نهاد اللي نزلت دموعـها مع بنتـها و شاهر اللي طول المقـطع و هو يطقطق و يستعبطّ عليـها و أنهى الڤيديو من قلب الكاميرا  على وجهه يلتفـت لهم يضمهم كلهم للڤـيديو " بعد كم سنه تشوفونا مع الدكتوره صيته بالمستشفى " ..
اتوسّـعت عيونها بذُهول تناظر شاهر ما تصدّق : انقبلت تمريض ! ,
عقـد شاهر حاجبيه باستغراب : م تدرين ؟ ما قالت لكم ؟ ,
هـزّت أريام راسها بنفيّ تبتسـم من قلبها : ما قالت ، لو قالت بنحتفل فيها العبيطه ليش ما قالت ؟ ,
ضـحك شاهر يدخـل جواله بجـيبه : شكلنا خربنا المفاجأة اللي كانت بتسويها لكم ,
ضحكـت أريام تهز راسها بنفيّ : كنت تدري انها بتفاجـئنا ؟ كنت تدري و خربتها عليها ؟ ,
رفـع حاجبيه بطريـقه استفزازيّـه يأكّـد لها  و عقدت أريام حاجبيها تنقد : يا باعوص ليش ؟
ضحـكّ كلّـه حتى ملامـحه و داخله يناظر أريام ثمّ ناظـر القصـر قباله يشـوف صيته مع دهّـام على الباب واقفيـن و أشرّ لها بعيـونه : شوفي شوفي دهام هناك روحي له خلاص وصلتك ي سمّـو الأميره وش تبين أكثـر ؟ ,
التفـتت تناظره و سـكنت ملامحها تشوفهـم مع بعضّ , يحكـون و تستغرب من انها ما كانت معهم و لا عطوهـا خبر بوجودهم مع بعضّ و من رخت يدّها عن مسكه ذراع شاهـر هيّ مشت خطواتـها تتقدّم ..
رفـع شـاهر صوته يأشّر عليها ينوّي شد الانتباه : وصّـلت الأريـام لكم , خذوها الله قد بلّغت الله فاشهد ! ,
ناظـروها كلّـهم و هي تتقدم لـهم بتردد من مكانها بيـنهم لكـنهم ابتسـموا م يوضّحوا لها شيء , لا يأكدّون شعورها و لا يبيّنون اللي بينهم من حكّـي و من قرّبـت مدّ دهام يدّه لها لأجل تمسكها و بالفعل مسـكتها لأنها تحبّ هالحركه و هو يدري بإنّ تعبـير الحُب عندها , قربت منه توقف جنبـه و ناظرها : أخبارك ؟ ,
هـزّت راسـها بإيه فقط تناظر صيـته بعدها اللي عقدت حاجبيها : خلصتوا سهره ي ماما ؟ ,
هـزت راسها بنفيّ تناظرهـم تنطق بهدوء : شاهر جاني يقول دهام عندكم و خفـت ,
ضـحكت صـيته بخفيف و من رفـعت يدها تمسح على ذراع دهام : دهام جاني و اتكلمنا شوي بس ,
ناظـرها بـهدوء يشـوف زعلـها اللي تحاول تخفـيه بملامحها لكنّها توضح له من اتلوّنت ملامحها كلها بشعورها : كنت الحين جايك و بأكلّـمك ,
ابتـسمت صـيته تناظرهم تمسك بالباب : المجلس لكم ان كان ودك ي ولدي ! ,
هـز راسه بنفيّ يبتسم لها : لا لا ي عمتي بأمشي شوي بالحوش م تقصرين,
هزّت راسها بإيجاب تدخـل تترك الباب مفتوح لبنتـها لكن دهّـام التفت يمشي يآخذها معـه , تنزل الدرج و تناظره باستغراب : غريبـه م اعرف انك كنت ببيتنا ,
هـزّ راسـه بإيجاب يآخذها لبيـن النّـخل يمشـون خطـوات ثمّ وقـفوا , التفت لها يقابلها بالجسـد يبتسـم : توني اللي بغيت أحاكيها و جيت بلاميعاد ,
ما ردّت تنـعقد حاجبيها بلاشعور منـها لأن شعورها طاغّي بالتعبـير و من رفـع يده يرجّـع خصلاتها لخلف أُذنـها يآخذ نفـس عمـيق يحاول بنفسه انه م يتأثـر بالقضيه و هو معـها , م يزعّـلها هي لأنها الأهـم بين هذا كلّـه و رفـع يدها يقبّـلها : لا تزعـلين ي أبـوي إنت لا تزعليـن ,
هـزّت راسـها بنفـيّ لأنها حبّـت الاهتمام قـبل يكون زعلـها طاغّي ترفـع يدّهـا تشدّ على يده الممسكه فيها : لما قالي شاهر اتوقعت اني م شفت اتصالك و لا رسالتك و خفت انك تزعل انت مني عشان كذا رحت بيـتنا ,
سـكنت ملامحه من تعبـيرها لنفسها اللي يحبّـه لكنه يضعّـف قلبه أكثر تجاهها , هـيّ فكرت بزعله لأجل هالسبب الحين تزعل لأنها ماشافت فيه زعل و يبـتسم هو بعدها لأنه يحبّ هالشي فيها بإنها لأوّل مره تخاف على زعله و توضّـح له هالشّي ؛ أنا أزعل منك ! إنتِ ازعـلي و أنا أرضيك بكلّ مره و لا زعلي يكون عليك ي الغزالـه ,
ما كان منها الكلام هيّ اتلـعثمت كلّـها ترتـجف مشاعرها من طاغيّ حُبّـها له , بإنه كلّ مره يرضـيها , يتلاشى زعلها و يعبّـر لها عن غلاتها بالنسبه له هـي تذوب كلّـها و من رفـع يدها يرجع يقبّـلها و هي وسـط كفوفـه يقاطعهم صوت اشـعار الرساله اللي وصلت لجوالـه هو يدخل يده بجـيبه يرفـعه يستـغرب من الرّقـم الغريب الغير سُـعودي اللي موصّـل له صور باقي م اتحمّـلت من الاشعار الخارجي لذلك هـوّ دخل للرساله , يحمّـل الصور و من اتحملت كبّـرها تسـكن كل ملامحـه من محتواها , من الأشخاص اللي يشوفـهم بالصوره و إنّـه كلّـه انصدم ما يمثّـل انفاسـه قُطـعت لوهلّـه , يتأكّد منـها لثواني بالنّـظر يشوفهم و لا يخطّـي ، يكذّب عيونه عن اللي يشوفهم و اللي كان بالصوره عباره عن شخصـين " أُنس و همّـام " بالسياره راكبـين مع بعضّ , يجاورون مقاعد بعضّ و لا تسـتوعبّ عيونه اللي تشـوفه , يقلّب الثلاثه صور بسرعه يشوفها يتأكّد , يكذّب , يستوعب و انصاب بالصدمه هو حرفيًا م يمثّـل و لا وعى الا على صـوتها تنطق باسمه لانها تستغرب حالـه ،سُكون ملامحه و عيـونه اللي ترجف بالنّـظر ينزل جواله مباشره يرجعه بجـيبه يمثل العادي , ما يقلقها و لا يوتّرها أكثر يناظر عيـونها و رفـع يدينه بلحظه يتمسك فيها يقرّبـها منه يقبّـل راسها لثواني طويله يحاول يخفي وجهه عنـها , صدمته عنها م يخوّفـها و يكره هالشعور اللي فيـه الحين يحسّـه من صدمته هو ماعاد يستوعب نفسه ..
غمضت عيونها من قربه الشديد منها, لأنه ممسك فيها هي عجزت عن الحركه الا كفوفها اللي رفعتها لفوق يدينه اللي محاوطه وجهها و من حسها تركها لثانيه وحده فقط ثم رجعها لحضنه يضمها , يتمنى لو ما تفـهم ان حركاته هذه لأجل م يخوّفها من نفسه لأنه م يضمن حركاته بعد صـدمته و هي قُربه , يتمنّـى انها م تحسّ بحرارتـه كونـه لازال بالصّدمه اللي شافـها و توتره اتضاعف بعد حكيه مع صيته هو ماعاد يستوعبّ الكم اللي انرمى عليه اليـوم , ماعاد يدري يبدأ من وين ولا وين ، ماعاد يدري باللي المفروض يصير الا ان قُربه الحين منها هو الأهم , طمأنينتها هي الأهـم و لا ودّه يأثر عليها بشيء ..
-
-
نـهاية الليل ؛
عـدّلت لبسـها للمره الأخـيره , بلوزتـها و أكتافـها العاريّـه , عقـدها و شعـرها و بالأخير رذاذ العـطر اللي كان نهايّـة جاهزيتها و من أخذت نـفس عميـق تناظـر نفسها بالمرايا كانت صحوتها من اتّصاله هو , يطلبها بالجيّـه بعد دقايق هيّ وقفت على حيلها تتجهز لمقابله هو , مسكت بالمسك ثـمّ فتحت التولـه تمرّرها على نـبض معصمها , خلف أذنها و نابض عنقـها تتركها بالنهايه فوق التسريحه يرتجف كل قلبها من ضوّت شاشتـها باسمه , برساله منّـه مكتوب " تعالـي لبيت الشّـعر ، انتظـرك " اتمسكت بجوالها تقفّـله تناظر نفسها بالمرايا ثمّ التفتت تطفّي ضوء الجناح تخـرج له هو ..
كانت آخر خطواتها لبيت الشّعر , آخر ما تبقّـى من لهفّـة العين بها و الشعور تتحمّله , يركـضّ قلبـها قبل جوارحها له و من وقفت على عتبة الدخول وقفت هي لثواني تناظر بيت الشّـعر من داخل لكن ما كانـت تشوفه , سكنت كلها تواجه شُـعورها اللي كان منتظر انه يفـيض من شوفه لكنه مازال يُفـرط داخلها دونه و هالشّي يعذبها بالشعور ولا استدام لأن الثواني ما طالت الا و خُمّد كل جسدها، تغمّض عيونها من حاوطها كلها من الخلف , تبقى داخل أحضانه و بـين ضلوعه حاني راسه لـعُنقها يآخذ عطرها له و يخمدها هي , جسدها ، شعـورها الرّاجف و قـلبها يـهمـسّ لها : ما قـدرت أصبر و جيتك للبـاب , ما شفتيني لكنّـي عجزت الصّـبر و الشـوق حيّ داخلي ي حفيدة سـلمان ,
أخـذت نـفس لأعمـاق صدرهـا بعـد م انحنى يقبّـل عُنقـها هو تركـها يترك آخر لمـساته لخصـرها يمسح عليه بكفّـه يبتسم : ادخلّـي ,
تركـت أحذيتها بالخارج تدخـل و هو كذلك تبـعها , يقفّـل الباب خلفه و اتقدم يجلـسّ يبعد المركى من جـنبه : تعالّـي , اقربّـي يميّ ,
شبـكت يديـنها ببـعضّ يخـطف ثغرها ابتـسامه خفيـفّه , يطـغى عليها شُـعوره و هو يمّـها و الحـين يزيـدّه لـها , جلـست تجاوره الجلوس تناظره لأنه ملتفت لها فقط بوجهه أما جسـده للأمام و من سـندت ظهرها للخلف على الجدار سـند هو بعدها يقرّب منها قـدر المستطاع لحدوده و لأنها اتوترت أكثـر من نظراتـه لها هو ما كان يرفّ بجفـونه على عكسـها هيّ اللي احترقـت كلّها خجـل و توتر قررت بلحظـه تنهي الصّـمت : همّـام كلمك ؟ ,
اتنهـدّ يسـتجمع حروفـه , ثقـل اليوم عليـه و أيامـه كلها ماعادت خفيفـه حتى لو حاول يهوّنها ما تهون بأيّ شكل من الأشكال و هز راسه بإيجاب : توني كنت عنده ,
كانت تناظـره يتشفّـق قلبـها عليـه تنتـظره يكمّل و بالفعل كمّـل : كنت أقنـعه يجي معي يسكـن بشقـه قبالي و عيّـا ,
عقـدت حاجبيـها باستغراب مباشره من خـبره و خبـر همّـام : انت عندك شقّـه ؟ و تبي تعطي همام ! ,
هـزّ راسه بإيجـاب : عنـدي برج شريته قبل فتره و الحين بأخليه مقر شـغلي , به شقق افكر أعرضها أجـار و عندي شقتين بأترك وحده لي و وحده لهمّـام لو اقتنع ,
سـكنت كلّ ملامحها تسـتغرب من كلّ كلامه لـكّـن نظـراته لهـا توتّرها أكثر من مقدرتها بانها تكوّن حـروفها و جُـملها و لأنّـه باغـتها بالقـربّ مباشره يقبّـل ثغـرها فـقط هو للـحين ما لمسها بايديه , ما أخذها لحضنه لكنّـه سكّـنها كلها حتى ماعادت تفـكّـر و لأنه كان يدري بإن داخلها كمّ من الأسئـله ابتعدّ عنـها ينـاظر عيونها اللي انفتـحت من حسّت ببُعـده لكنه يُخدّر كلّه منها لأنها مُغـريّه و كثيـر بالنسبه له و بظروف الشّوق الحـيّ اللي ما يمـوت و لا يكفر بشـعوره هيّ تجرم بالقُـرب و تطلب اجرامه بطريقه غير مباشره بالنسبه له و للحظه كان ودّه يعطيها حرية الكلام : قولـي ,
رمـشت باستغراب من كلمته بعد م محى كلّ أفكارها من عقلها , نساها الحروف اللي كانت تبيها : وش أقـول ؟ ,
مـدّ يده لـها , لخلف راسها و رقـبتها يـرجع يقرّبـها منه يقبّـلها بكلّ الشعور ، ينهي كل الأسئله و الحروف يقول لها " و لا شيء" و يكمل معها و مـن ارتفعـت عن جُلـوسها من لـمساته ماعادت تقدر الجلوس و لا لها قُـدرة التّـمنع الا انه سـحبها لأحـضانه , يجلّـسها على فـخذه يـآخذ شوقـه الحيّ منهـا بالقُـبل و القُـرب و لا يتـركّ خافـقه يستكّـن من قُـربها هيّ تفـيّض داخله رغبـات , جـوارحه تتـمنّـاها بشـكل ما يبـالغ لو انـه قال غـصونه تجـفّ دونهـا و لا يـمثّـل لأنه فعلـيًا هـيّ صـارت ارتواءه بـعد الجفـاف , نبـاته بعـد الذّبول و بكلّ مره هو يـرجع لها كحاجـه و لا يستوعب عذابـها الا من قـربها , الا من تمنّـعه بآخر اللحـظات عن وصـلها ، حرّر ثـغرها ينزل لنـحرها يقبّـله و تهمـس له هيّ بعد م اتمسّـكت بكتـوفه : عذبّـي ! المكان غلـط يشوفونا ,
كان يقبّـلها دون توقّـف , ما يحـسّ بنفسـه و لا يوعّـى الا لأنـه يبـي رضاها هيّ بالنهايـه لذلـك مدّ يده يخرّج المفـتاح من جيـبه يحطّه فوق المركـى و شافته هيّ , تفهم مقـصده و من فهمـت هي رخت جسدها كلّه تستسلـم بشعورها له , رغبـتها باحساسه و رغبة عنقهـا بريّ الـورود منـه كلّـه ..
_
قـبل الفـجر بلحـظات بـعد ليـل طويـل جـاورت الأجـساد بعـضها بلـوعة الحب وقـفت هيّ عن جلوسها تعدّل بلوزتها , تناظـره من كان مقفّي عنها يعطيها راحتـها بعد طلبها منه لأنها - تخجّـل - من وعـيهم اللحظّـي هذا و من التفـت يناظرها بطرف عيـنه , يرفع حاجبه لأنه حسّ بوقوفها و لا يقدر يخفّي استغرابه من عقدها اللي تلبسـه و ترفض انها تنزله عنـها , ضايقه لكنه قبل رغبتها هيّ يقـرب منها يوقـف بطوله يقابل جسدهـا و يشوف توتّـرها من نظراته لكنه ما يبالي و مدّ يده يلمـس العـقد : يعينـيلك ؟ ,
هـزت راسها بإيجاب تناظـر يده و ظاهرها اللي يلـمس جلـدها ولا تقدر تخفّـي ان هذا الشّيء ما يتـرك نبضهـا يهدأ و التفتـت مباشره تنحنـي تآخذ المفتاح من المركى بينـما هو عقد حاجبيـه باستغراب من فعلها و من جوابها الناقص : وش فيك ؟ ,
هـزت راسها بنفـيّ ما تناظره , ما تحط عيـنها بعينـه هي مشت مباشره للباب تبـي تفتحـه لو ما اتقدّم لها هو يقابلها بجسـده يناظرها بعقدة حاجـبيه : أكلـمك ! ,
هزت راسها بإيجـاب تلتقـي عيونها مـعه ثم احنـت راسها ترفـع يدها تمسك بالعقـد : من صـيته العقـد ي عذبي ..رح تحب الإجابه لو قلتها قبل شوي ؟ لأني أشوفك حبيتها الحين ,
سـكنت ملامحه بالفـعل لأنها قالت حكـيّ يعبر عنّـه هو , لأنه ما اتـوقّع انها تتعلّـق بعقد من صيته لهالدرجه و لا له شُـعور محدد تجاه هالشيّ و من اترددت نبرته قرّر هو ينثـر سـؤاله لها : تحبـينها إنت ؟ صيته ,
هـزت راسها مباشـره م تردد بالاجابه و لا تآخذ طويل الثواني للتفكـير : صـيته هيّ اللي تحاول تهوّن علي كل شي و لا تهمها صورتها قدام الناس..هي الجندي المجهـول ورانا كلنا ,
نـزّلت يدها عن العقـد و كان هو مع تفاصيل حركاتها بعـيونه و مع صـيته بباله , رفـعت نظرها له تعقد حاجبيها : إنت تحبّـها ؟ ,
ما ردّ يـآخذ نفس عميق يمشـي عنها للمركى يسحب مفاتيـحه , سبحته و جواله يرجّـعها بجيبه يحاول يتجاهل السـؤال لأنه مابعد حدّد موقـفه تجاهها الا انه يعرف طيبها , يعرف إنها تتمنى الأفضل للكل و تحاوله بشتّى الطرق رغـم ذلك للحين م اعترف لنفـسه و لا وده تقوى العلاقه بينهم , هو يبـني طوب الحاجز و هو يقفّـل ثقوبـه لأسباب ما يصرَحها لنفسه , رجـع لها يمدّ يده لها : اعطيني افتحه ,
ما استجابـت له و لا عطـته انما التفتت هي تتقدم من الباب تـفتحه ما تـردّ عليه و كانت تبـي تخرج لو ما مسكـها من يدّها يشدّها له تحتدّ ملامـحه مباشره من تجاهلها : بـنت ! ,
ما ردّت تناظـره , ترخـي يدها لقبضتـه و لا عـجبه هالشيّء يكمّـل : تصدّين عني ؟ ,
هـزت راسها بنفيّ تشتت نظـرها عنه للفـراغ , و قرّب منـها بجسـده يرفـع يده لذقـنها و يحاول تناظـره : ناظـريني لا تبعدين عيونـك , رفـعت نظـرها له بـهدوء تنقـد و تزعـل كلها لأنه اتجاهل سؤالها و عطاها قفـاه بينما هي كانت تناظره , تنتظر اجابتـه و لا ردّت عليـه الحين ,
قـبضّ قـلبـه كلّه من نظراتها بهالليـل اللي ما يوضّح الا لـمعه عيـونها , سوادّ أهدابـها و طولها و لا يحبّ هالشّـعور يصيبها و يصيبه : وش تسوّيـن ي حفيدة سلمان ؟ وش تسوّيـن فينا إنت ؟ ,
هـزت راسـها بنفيّ تحترق محاجرها مباشره بالدّمـوع , تزيـد لمعة الدمع بعيـونها و رفـعت يدها تمسك بيده اللي بذقـنها تحاول تنزّلـها لكنه كان متمسك فيها : إنت اللي وش تسوي ي عذبـي ؟ م حبيت إجابتي و لا سؤالي و عطيتني ظهـرك يعني هذا حلّـك لنفسك ؟ ,
ما ردّ ينـاظرها فـقط و يحتـرقّ كله من نديّ دمعها اللي نزل , من انه ماكان يفكر الا بصيته يوم انه اقفى عنها و كمّـلت هي مباشره : صـيته أحبها و بمقام أمي الحين هي وحدها اللي تواسيني بالقصر ي عذبي حتى لو انت م حبيت اجابتي ما بأغيـر أفعالي و اجابتي عشانك ,
سـكنت ملامحه ماكان يقـصد هالشي و هز راسه بنفيّ مباشره لكنها كمّـلت هي كلامها ما تتركـه يحكي : انت لازم تعرف ان جلوسي هنا انا ما ابيه لكن هي تهون علي , لازم تعرف اني انا هنا مو متأقلمه بدونك و لا اتعودّت و لا رح اتعود دام انت مو موجود لكن هيّ تحاول دايمًا فيني اني اجلس معها و اروح و اجتمع مع البنات ، و لازم تعرف بعد انك لما عطيتني ظهرك الحين انا زعلت ! ايه زعلت و بأزعل لو تعيدها مره ثانـيّه ,
هـز راسه بنفّـي يختنقّ كلـه , يحتـرق جوفـه و يتعذّب من انها توضح له زعلها , تحاول تبيّن لـه كثـير من مشاعرها و تـرك يـدّها مباشـره يرفـع كلّ كفـوفه لها يـقـرّبها منـه يقبّـلها و يتـرك شعوره داخـلها هيّ , ما يـترك ثغرها دون أثـره و لا دون قُـربه و يفهم ان هالشيء صعب عليهم الاثنـين لكن ما بيده حيله الحيـن ، ما دام قُـربه لانها ابعدته بكفوفها اللي صدّت صدره عنـها هو حرّرهـا منه لثواني ثمّ قبّـل جبـينها لثوانـي طويـله يهمـس بالنّـهايه : فـترة و تنتهـي قريب ,
ما ردّت تفـتح عيـونها اللي كانت مغمّـضه لثواني طويلـه من قُربه مـنها , هيّ تصد من زعلها الحين و لا تقـدر تداري هالقُرب و هي قلبها زعلان منـه حتى بو حاول يرضـيها هي تعبـت تسايـر هالوضـع و كثير , تـركها يناظرها لثواني و عيـونها تحديدًا يتـرك اعتذاراته توصـل لها خلالـها : انتظري أنا بأوصّـلك ,
وقـفت دون حركه تناظـره هو فقـط , كلّ حركاته من رجع لبيت الشعر يطفّي الضوء يقفل الباب خلـفه هيّ التفتت تمشـي عنه , تسبقه بخطواتها و لحـقها هو يناظـر حولها رغم انه متطمن ان محد بيخرج من بيته من العيال الا انه م يبيـها توضـح لأحد ..
-
-
الصـباح ، مكـتب النائب العـام ؛
بـعد جلوس طويل بمكتبه , بعد تفـكير طويل غرّفه بالدوامه أكثـر قررّ انه يقـابل النائب قـبل اي خطوة يتخذّها هو الحين يطلب النّـصيحه لأن القريـب يعجّـزه عن كل شي , و أُنس قـريبه منه و هو الحين عاجز عن القرار الأصـح بين كل الأفكار اللي داهمته ,  دخـل دهّـام للمكتب بعد ما سمح له النـائب و هو مبـتسم : السلام عليـكم ,
ابتـسم النائب العـام يترك اللي بيدّه يعدل وقـوفه : و عليكم السلام , تعال ي دهام تعال ي ولد الغالي ,
اتقدم دهّـام يصافـحه من امام المكتب  و جلـس بعدها : صبّـحك الله بالخيـر , عسـاك طيب ؟ ,
هز النائب العام راسـه بإيجاب ما تفارقه ابتسامته من حُـبه الشديد لشريان و انه يغليه يشوف الحين نفس الغلاة عند ولده و القُـبول بالحبّ : بخيرر جعلك بخيرر , شلون الوالد طمني عنه ؟ ,
هـزّ دهام راسـه بإيه : بخيرر بخيرر يسلّـم عليك دايم يذكرك بالخير ,
ضحك النائب العام بخفيف يعدّل جلوسه : الله يذكره بالخير  وين ماكان و وصّل له سلامـي ,
عـدّل دهام جلـوسه يتنهّـد بعد م انتهى السلّام هو رجع للموضوع اللي كـدّره لقاع الأرض و لا ذوّقـه نوم الليل و لا راحة البال و من لاحـظه النائب عقد حاجبيه باستغراب يفهمه : وش اللي شاغلك هالقدّ ي دهام ؟ به مشاكل برا الشغل ؟ ,
هـز دهام راسه بنفيّ يناظره : كلّها بالشغـل والله , تذكر القضيه اللي كلمتك عنها قبل استلمها ؟ القضيه اللي انفتحت بعد عشرين سنه ؟ ,
هـزّ راسه بإيجاب النائب و كمّل دهام : من انفتحـت و المشاكل زادت للكل من اهل المشتبه به كـجاني و المحامي  اللي مسك القضيه الحين ,
استغرب النائـب يعدّل جلـوسه : شلون يعني ؟ ,
أخـذ دهام نـفس من أعماقـه يعقد حاجـبيه بتفكيـر يفصّـل أفكاره بالمطلوب : يعني الحين المحامي اللي مسك القضيه صارت توصل له رسايل تهديد باهلـه من ارقام غريبه ما نقدر نتعامل معها و صـور لاهله و صارت تنكشـف فعايل محد اتصورها له ,
هـزّ النائـب راسـه بإيجاب ترتسـم ابتسامه خفيفه على ثغره يرخـي ظهره لظهر المقعد : والله ي دهام ان بغـيتها صدق هذا يعني ان المشتبه به بريء و هذا من خبرتي أحكم الحين ,
هـز دهام راسـه بإيه ينتظره يكمّـل و كمّل النائب بالفعل : الأرقام الغريبه هذه ماهي الا خوف من طرف مجهول و هالخوف تركه يرسل هالرسايل , تقول لي صور لاهله و تهديد و فعايـل هذه كلها لاجل يشغله بنفسـه و ناوي يلهيه عن حقايق قريبه منه بالحيل ,
رفـع دهام يده لذقـنه يمسح عليـه بتفكـير , كمّل النائب : هذه طرق و أساليب مدروسه بالنسبه لي و ان كنت تبيها نصيحه مني انا اقول انكم تستمرون و لا تتركون هالرسايل تلهيكم عن الحقيقه سواء انت او المحامي اللي ماسك القضيه لكن استمروا بذكاء ! شلون يعني بذكاء ي عمي يعني إنكم تكونون أدهـى من كلّ هالأشخاص اللي يحاولون يشتتونكم عن القضيه و لا تخافـون من الحق ! لا تخافونه لاجل رساله وصلت لكم حتى لو تأثيرها كبير لا يوقفك شي ي دهام ..انا من قبل عشت دورك و مكانك الحين اللي انت تعيشه و هم حاولوا و كثيـر انهم يشتتوني مثل ماهم يحاولون يشتتونك انت الحين لكن اهتـميت ؟ لا م اهتمـيت و بالنهايه مسكتهم كلّـهم و كلهم أخذوا جزاتهم و اتأذيت أنا صح لكن بالنهايه اتأذيت لأجـل عداله تتحقق ي ولدي ,
هـزّ دهام راسـه بإيـجاب و كمّـل النائب يبتسـم يحطّ يده على صدره يأشره : و لك مني كامل الصلاحيات ي ولدي ! كامل الصلاحيات و انت نائب هالقضيه يحقّ لك تستخدمها دامها تساعدك لكـن عندي لك شرطين ,
ابـتسم دهـام يناظره من عطاه الثّـقه من حكيـه , ينوّر له وُجهـات ما تضلّه أكثر , كمّـل النائـب : انت خلّك أدهى منهم هذا الأول و الثاني خلّك عالنظـام ! النـظام هو أهم من كل هذا لأن لو النظام اختّـل كل شي بينقلب ضدك انت ! ,
هـز دهام راسه بإيجاب يوقـف يصافـحه , و يكمّـلون السـلام و بالفـعل دهام كان يحتاج هالكلام من شخص بعيد عنه لأجل م يقلق القريب , و من خـرج نادى الفريق يناظره : محـمد الدهمشي جيـبوه من السجن العام لغرفة التحقيق أحتاج أحقق معه ! ,
هـزّ الفريق راسه بإيجاب يبتعد عن دهـام اللي اتنهدّ يلتـفت يآخذ خطواته لمكتـبه و لازال عقـله يشيل الـهم , يفكر بالثلاثه صور اللي وصلت له و يحاول يفسّـرها , يتعامل معها صحّ و لا يخطي بالتّـصرف ..
-
-
ڤـيلا ابتـهال ، الظـهر ؛
بالمـطبخ اللي ضـجّت فيه أصوات السعاده , الضّـحك بين ابتـهال , عبدالعزيز و أخـيرًا أُنس اللي كانوا كلّـهم يـعجنون سينابـون , يطحـنون القرفـه و يتذوّقها عبدالعزيز و يضحكون علـيه , ابتـهال ترفـع العـجينه و تفرّقـها عن القطـع المصـنوعه من قبل و أُنس ترصّـها بالصيـنيه بترتـيب معيّن , يتذكّرون مواقـف قديمه و يـحنّ قلبهم لـها و لا تُرك المطبـخ على ماهو من نظافه بالبدايه , صـار كلّه ابيضّ طحـين ملـطّخ بالقـرفه البودره , و نهايـة بالسّـكر اللي يسـرقه عبدالعزيز بين اللحظه و الثانـيه و تمنعه ابتـهال بانها تضرب كفّـه و يضـحك كلّه , كلـه يضحك ما يزعل من ابتهال لأنه يدري بإنّـها جديّـتها قليلة و لا تصـير الا نادرًا , يدري بإن هذه اللـحظات لهم هم الثلاثـه و يحبونها لانهم يكررونـها و كثيـر بينـهم م يفوّتونـها..
ابتـسمت ابتـهال على وجـه عبدالعزيز اللي صار أبيـضّ واضح بعد سمار بشرته من الطحيـن : عـزوز ! هذا وش روح غسّـله ! ,
ضـحكت أُنس و ضحك عبدالعزيـز يأشر عليها : شفتي وجهك ي أمي ؟ ,
عقـدت ابـتهال حاجبيها باستغراب و التفتت تناظـر المرايا الصغـيره , تضحـكّ من قلبها على وجهها اللي ما يختلف حاله عن عبدالعزيـز و ناظرت أُنس اللي كانت تختـم خطوات السينابون و صنـعه : حطـيه بالفرن الحين بأرجـع ,
هـزّت أُنس راسها بإيجاب و التـفتت ابتهال ترفـع كفوفها لكتوف عبدالعزيز من الخلـف تمشّيه قبلها لأجل يغسلـون وجوههم , ضـحكت أُنس بخفيف من انعادت عليها اللحظـات اللي فـكّـهت قلبها بالألوان من شديد حُبّـها لأمها و عبدالعزيز , مسـكت بالصينيـه و فتـحت الفُـرن و هي تحطها بجوار الصينيه المسـبقه و من قفّـلت باب الفرن هيّ شالت المساكات عن كفوفـها تلتفت تناظر ابتـهال اللي قرّبت منها تجفف كفوفـها بالمناديل و لازالت الابتـسامه فيها للدرجه اللي تركت ابتـهال تستغرب : يتـهنّى اللي شاغل بالك ,
هـزت راسها بنفيّ تضحـك بخفيف لأنها ما كانت تفكّـر بشيء الا بأمـها هي نفسها - ابتهال - و بالهديّه اللي تشغلها : ماما ! ,
ناظـرتها ابتـهال ترفع حاجبيـها بذهول تجلـس بكرسي طاولة الطعام : وش ماما وش ماما أشوف الابتسامه فيك ,
قرّبـت أُنس تجلس أمامـها على كرسيّ الطاولـه تناظـرها يسرقها التفكير : ماما لو مثلًا مثلًا صار و ملكتي صالون على ما ودّك وش بيكون اسمه ؟ ,
عقـدت ابتهال حاجبيها باستغراب : وش الطاري ؟ للحين انا م فكرت اذا يكون عندي او لا ,
هـزت أنس راسها بنفـيّ م ترضى بالاجابه : ماما ! قاعده أقول مثلًا مثلًا ما قلنا صار عندك و خلاص ,
أخـذت ابتهال نـفس من أعماقـها تبتسـم بخفيف تفكّـر بالخيال , باللي تحبّ و اللـي تنتمي له و ناظرت أُنس بعد ثوانّي الخيـال الأخّاذه : م اعرف م فكرت الصراحه بس لو بيكون عندي مكان ابيـه يكون كله شمس شمس مابي الظلام و لا ابي اشوف الظـل الأسود ..ابيه كله اشعه و اضاءات و زرع و ورود ابيه غيرر ابي مكان ارتاح انا فيه زي بيتي هنا , ابي كل شيء يكون طبيعه و طبيـعي يطمّن قلبي كل يوم ,
اشتـدّت ابتسامه أُنس تناظر ابتهال , تسمع خيال أمها اللي تحبّـه و تحب الفرح بعيـونها , تنتظر اللحظه اللي تشوف فيها الهـديه اللي يشتغلون عليها هم و من جاء عبدالعزيز يوقـف على باب الڤيلا : أمي أنا طالع مع شاهـر ,
عقـدت ابتهال حاجبيـها باستغراب تلتفت له : وين رايح ماشاءالله ؟ ,
فـتح الباب ينحني يعدّل شرابـه : بأروح معه العب مباراة ..استأجر ملعب مع اخوياه و توه يقول لي ,
هـزت راسها بزين و كمّـل هو يوصيهم : تخلون لي سينابون مو توزعونه بجمعتكم ! ,
ضـحكت أُنس و خرج هو , وقـفت ابتهال تهز راسها بإيجاب تتقدم من الفرن : خليني أحط له و للبراء قبل ما نآخذه لبيت عمتـك صيته ,
وقـفت أُنس تتبعها تهز راسها بنفيّ : ماما أنا خارجه مع بابا اليوم بعد ,
ناظـرتها ابتهال لجزء من الثانيه ثم انحنت  تآخذ من الفرن الصينيه اللي من قبل محطوطه : وش عندكم ؟ صايرين قريبين من بعض و تخرجون سوا ؟ امس خارجين و اليوم تبون بعد ؟ ,
ابتـسمت أُنس تغمـز لها و تستعـبط عليها : عادي اذا تغارين عليه اسيبه اليوم و اقوله خذ ماما بدالي ,
رمـقتها ابتـهال تفهم استعباطها هذا و رفـعت الصينيه تحطّـها بالرخامـه تناظرها بهدوء : يا ويلك ي أُنس ! ,
ضـحكت أُنس لثانيـه وحده ثـمّ رفـعت حاجبها من استـوعبت الحال مره ثانيـه : ماما الحين انتِ و بابا كيف حالكم ؟ ,
اتنهـدّت ابـتهال تسند كفوفها على الرخامـه بتفـكير بإنها للحـين مابين و بين , للحـين تنغـرّ بيوم و اليوم الثاني تخيـب لذلك رفـعت كتوفها بعدم معـرفه : والله م اعرف ي ماما ابوك عنده مشاكل و قضايا تمنعه عنـا و هو راضي..و أنا م يرضيني هذا البُعد و افـضّل بُـعده  اذا القضيه ممكن توصلنا لنفس اللي صارلك مره ثانيه ,
عـقدت أُنس حاجبيـها باستغراب من طاري القضيه اللي دخّـلته ابتهال فجأة و يـقتلها الفضول , التـفتت لها ابتهال تأشـر على جرحها : تشوفين هذا الجرح ؟ بسبب قضيه مسكـها قريب يقـول ما وده يتركها ,
رفـعت أُنس يدها ترجـع شعرها للخلف بعشوائـيّه تلتـمس طـرف شدّها و لا تقدر ما تسأل : وش هي القضيّه ؟ ,
رفـعت ابتهال كتوفـها تعقد حاجبيها من تذكّرت التفاصيل اللي ذكرها لها البراء , من تذكّـرت الأطفال اقـشعر كلّ جسدها مره ثانـيه ينغزّ قلبها بألـم : يقول انه واقف مع الاب و ولده و ان هذا الولد شاف امه مقتوله قدام عينه و البنت ماشافت امها و لا ودعتها ..عيّـا يتركها عشان الولد و الاب يقول ,
سـكنت ملامح أُنـس تنـصدم و تربط مواضـيع تتمنى لو إنها خطأ , تتمنّـى ان هذا الولد اللي تقصده ابتهال ما يطلع - همّـام - لأنه أوّل شخص طرى على بالها هو , أكثـر شخص شافت تعلّق أبوها فيه بهالفتره هو و من عـمق القضيه و تمسـكه فيها هو " زوّجـها " لهالدّرجـه هو متمسك فيـها لأجل هالحـدث و لا سـكـن خافـقها من الحكّـي هي باقي ترفض انه يـكون هو نفسـه همام و ارتبـكت فعلًا للحظـه هي ناظرت أمهـا اللي بدأت تنقـل السينابون لصحن التقديم : ماما أنا بأروح أكلم بابا و أشوف متى يمرني ,
هـزت ابتـهال راسها بإيجاب و التـفتت أُنـس تآخذ نفس من أعـماقها , تمشي تصعد الدرجـات و هيّ م تشـوف طريقها لكـن تبي تأكّد على البراء خروجها معه لأنها تحتاج تتكلم معاه , تحتاج تدري و تقول له و تتأكـد من اللي سمعته ..
-
-
أمام أحـد المطاعم الشعبيّـه ؛
وقـف سيارته ينـزل يلتـفت يناظر همام اللي جاوره بالمقعـد بعد اصراره انه يآخذه معه , يطلّـعه من اللي يحسه و لو انه مو بالكلام بالفعل لكنه يحاول بكلّ الطرق : يلا انـزل ذوق ألـذ كبسه بحياتك معّـي ,
ابتـسم همـام بخـفيّف يداريـه قدر الامكـان لانه يحسّ بالحنيـه فيه , ينـزل من السياره يقابلون بعضّ عند مدخـل و من دخلوا سلّـموا على المستقـبل اللي كان بالباب و كمّـلوا بعدها يدخـلون يتضيّـفون على طاوله من احد النوادل و رفـع البراء صوته يناظـره من بعـيد يـطلب الطلب و يطلب عصيرين لـهم و التفت يناظـر همّام اللي يعدّل جلـوسه أمامه : شرايك بالمطعـم ؟ ,
التفـت همام بعيـونه يناظر المطعـم كلّه من كل الاتجاهات و البي ما يوضّح وُجـود أشخاص الا هم وحدهم : جيّـد مير شعبّـي بالحيل و ما به احد غيرنا ,
هـزّ البراء راسـه يناظر حولـه , اطراف المحـل و الاشخاص : عندكم مثـله بحايل ؟ ,
ضـحكّ همام بخفـيف من محاولة البراء اللي يشوفها بجديّة ملامحه ما يردّ لأن الاجابه بتكون استخفاف عقليّ بالنسبه لهم الاثنين ,  ابتدت التقـديمات لـهم , تنحط امامهم على الطاوله و يقول له البراء يسمّـي و يسمـون , اتذوّق همام الأكـل يمد يده يآخذ بقدر أصابعه الثلاثـه و يسكن كلّـه من ذُهوله بالطّعم اللي م اتوقعـه ,
ابتـسم البراء من سكون ملامحه : ما قلت لك ؟ ,
ضـحك همام بعد م أنهى لقمته بخفيف و خـرج شوي من وضـعه , فعلًا خرج و ضحك من قلبه و لأن البراء نجح ابتسـم , اشتدت ابتـسامته يناظره بكلّ فرح : تعـيده ,
هزّ همام راسـه بإيجاب يأكّـد حكيه , يشمّـر كمّـه قبـل يكمّـل أكله بأصابعه و لا اتوقع ان البراء فعلًا يكون صادق : اعيده ي المحامي وشوله م اعيده و وياك سوا نعيده بعد ,
ما اختفت الابتسـامه عن البراء لأنه يشوفه قبالـه باللي اتمناه , باللي كان يحاولـه بالفعل دون احساسه نجح هالمره عكس المره الأخيره و اختـفت ابتسامته بعد دقايق من شاق انسـجامه بالأكـل بطريقه غير معقوله , بطريقه مُستحيله ما يناظره حتى و شمّـر البراء اكمام ثوبـه يماثل همّـام بالحركه , يآكلون و يقضّـون الأكل و وقتهم بحكي يقاطعهم بين اللحظه و الثانيه ..
-
-
قـصر الشريان ؛
نـزلت من الدرج و هي متمسـكه بالدربزان بالمثـل لقرارها اللي م اتغيّـر للـحين لكنها استمرت طوال الليلّ بتفكـيرها , ما نامت تفكر و يروح بها التفكير لاحتمالات من تهديد عز لها..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن