كلّه و لا تناظره ترفع كفـوفها تسند جبـينها على ركبها بمرفقهـا تحاول تتحمّـل كمّ الدموع داخلها , كمّ الشّـعور و الألـم و اللي أكثـر من كل شي -همّـام- لذلـك هيّ وقفـت تشـوف دموعه , م تتحمّـل تكثّر عليه الحُروف اللي هو يتمنّع سماعها من مدّه , تمـسح دمعها توقف تتقدّم منـه تنحني تقبّل راسه : لا تغـيب ي همام , حتى لو ناقد عليّ انا احتاج وُجودك معيّ ، يمّـي و حولي ابي اشوفك كلّ يوم ,
ما ردّ عليـها يرفـع يده , يغطّـي عيونه اللي اتحجّـرت من ثبات دموعه يحاولها ما تنزل , يهزّ راسه بإيه فقط يتركها تبتعد عنه , تخرج من بيت الشّـعر تتركه وحده بيـن حكيها , يسمعه يتكرّر داخله و لا يفكّر بشيء الا " الذّكرى " هو اشتـاق له من كلّ النواحي , صوتها ، هدوءها ، كفـوفها اللي تمسح عليه كانت هو يصدّ عن الذّكرى بكلّ قوى عقـله , جوارحه يمنعها من الشّوق لكـنه ينـــهزم أكثر و أكثر من يجي الطاري , من ان الرساله بجواله و لاهو قادر يفتحها يقراها ، يحاول يستـجمع كلّ القوى داخله لأجل يتـرك سبحته على ثوبـه , يفتـح جواله يتردّد من فكره , اصبـعه اللي دخل محادثة الـبراء يطلع فوق بالمحادثه , يناظر الصور دون تكبـيرها لدقـايق طويله يرجفّ اصبـعه , تتكرر لمساته للشاشه لكن مو على الصور على جميع اطرافـها , يمـدّد صدره من أنفاسـه اللي تكادّ تشـقّ صدره و تفرقّ الضّـلوع عن بعضّ ..
دخـل البراء لبيت الشّـعر يناظـر همّـام يحمـل بيدينه صينيـّه الأكل : مسّـاك الله بالخـير ! ,
ترك همّـام جواله على فـخذه يرفـع كفوفه يمـسح دامع عينه يخفـيه عن البراء , أو يحاول بالأصحّ لأن البراء لمحه و اتنهدّ يكمّل خطواته له , يترك الصـينيّه أمامه بينهم يجلس قباله و من ارتكزّ همّـام يعدل جلوسه : مسّـاك الله بالنور ,
هـزّ البراء راسه يحدّق فيـه و يدري ان نـفسه مجنونه الحـين و لا تهدأ , يحاول يغيّر عليه بالحكي من ابتسم بخفيف : أم عبدالعزيز تقول لي ما تتركه يتغدّى وحده و هو ضيف ! ,
ناظـره همّـام تسكن كلّ ملامحـه يستشعر وُجودها بحيـاتهم ك " أمّ " لأُنـس , ك " زوجه " للمحامي و بالتّالي هـيّ تحلّ عليـه , ضحكّ البراء بخـفيف : هيّ طيوبـه و أكلها أطيب..من درت بوجودك تسألني عنك تحاول تعرفك أكثر و الحين ما رضت عليك تآكل أكل المطاعم من قلت لها انه يدبّر نفسه رفضت تقول انه مب زين و مُضـر ..ما رضت عليك هذا و هي م تعرفك زين لو عرفتك بتحنّ عليك مثل عبدالعزيز و أكثـ ,
ما كمّـل البراء من لـمح ان ملامحه اتجهّـمت كلّهـا تحاول التشتت و لأنـه كان يبي يخرّجـه من وضعه و لو شوي لكنه م انتقى الكلمات اللي ممكن انه تعدّلـه و تخرجّـه انّما زاد الحال فيـه , مـدّ هـمّـام يده يناظر البراء من طال الصّـمت بينهم أكثر من اللازم ؛ بَـرد الأكل ! الله يحفظهـا لكم ,
اتنهـدّ البراء يترك الملعقه بالصـينيه يناظـره رغـمه ليدّه و كفوفه بإنها تداري الكلّ , سلام , حضـن و أكل دون الشّكوى مو ما ردّ أحد عن سعادته على حساب ألـمه : عذبي كلّـمني يقول انه لقـى لك شُقّـه و يبـيك تنقل فيها و تستقرّ ,
تـرك همّـام اللي بيدّه كله تستقـر نظراته كلّها للبراء , يغضّـب و ينقـد يعقد حاجبيـه : وشوله ؟ ما طلبت أنا شيء من أحد وشولـه تسـوّون أشياء عني لي ؟ ,
سـكنت ملامح البراء م اتوقّٰع هالعصبيه منـه , كمّـل همّـام يآخذ أنفاسـه بصُعـوبه لأن كلّ جسـده اتشرّب الغـصّه اللي داخله , يهـزّ راسه بنفيّ : الريّـاض مب ديرتي ..أنا ديرتي بالشمال , ديرتي حايل و الخيام فيها , حلالـي و البّر هذه ديرتي لا تسـوّون هالأشياء دون شوري لأني بأرفضها ، وشوله تتعبون معّـي و أنا بأبطي عنـكم ؟ ,
احتدّت ملامح البراء مباشرة يغضـبّ منه , من حكيـه اللي يوجّهه لنفسه قبله و هو ادرى : وش تقول انت ؟ حنا هنا و الريّاض تضمّك بصدرها وش كبرها من ديره , اختك هنا و ابوك هنيّـه ..عذبي يسوّي لأجلك كل شيء و أنا حولك و لو انك ثقيل علي بأقول لك روّح و لا عاد أشوف وجهك ,
ما ردّ هـمّام يجني راسـه , تنرفع يدّه بلاشعور يحكّ عـينه بألم من كفّـه و لأن ما هانّ هالشعور على البراء مدّ يده يمسك بيدّه بخفـيف يحاول م يألّـمه : نزّل يدك و سمي بالله ! , اكـل الاكل و لا ودّي اسمعك تقول هالكلام ..
-
-
المـغرب ، قـصر الشّريان ؛
نـزلت من سيّـارتها بيدّها كوب قهوتـها اللي كانـت تغطّـيه بتوتر تعـقعد حاجبيها لأن اتّصـالات أهلها ما وقّفت يطلبون حضـورها السّـريع للقصـر , أبوها , أمها و دهّـام اللي لمحت سيارته تجاور احدى السيّارات الغريبـه عليها و من اتقدّمت لها نـور اللي نزلت من السياره معها ترجـع معا بعد خروجهم سوا : هُـيام ! بعـد العشاء خلونا نشوف مكان نتجمع فيه نشوف مسلسل و نرقص و نلعب نسوّي فعاليات ,
هـزت هيام راسها بإيجاب تمسـك بمفتاحها , تفتح الباب و تناظر نور : شوفوا بالقروب اتفقوا و معكم انا ,
فٰارقت الدروب بعضها من مشت نور لجهّة قصـرهم و دخـلت هُـيام للقصـر , تترك قهوتها على طاوله المدخـل و تحرّر جسدها من سـتر العبايه لأنـها - ببيـتها - تـفكَ شعرها و تعـدّل بلوزتهـا الحرير البُنّـي على أكتـافها تلتفت على صوت هـند اللي جاتها بابتسامه من سمـعت صوت الباب : هيـام جيتي ! ,
مسـكت هُيـام بقهوتها تناظر أمها تعقد حاجبيها باستغراب : ايه جيت بس وش فيكـم ! خفت ترا ,
ابتـسمت نوره تهز راسها بنفـيّ يرقـص داخلها من سعادتها تأشرّ على باب مجلس الرّجـال : تدرين مين بالمجلس مع أبوك و أخوك ؟ ,
ما ردّت هُيـام تحاول تخمّـن لكن ما تصـيب و لا تحتمل احتمالات علـى السعـاده اللي بملامح أمـها هيّ تستبعـد كل اللي ببالـها , كمّـلت نوره : ولـد قطـر تميم ! ,
سـكـنت ملامح هُيـام يشتدّ استغرابـها لأن خاطرها مكدّر من بدايـة اليوم هيّ م تستوعـب اللي تقوله نوره لكنها التفتـت مباشرة للباب اللي انفتح يخـرج منه شريان المبتسـم يقفل الباب خلـفه : دريـت انك وصلتي من سمعت صوت الباب..حـيّ فنّ الشريان ,
ما ردّت تناظر جيّـته و اقترابـه منها يبتسـمّ : اتصلنا عليك اعذرينا قاطعنـا وقتك مع نور ,
هـزّت راسها بنفـي تهزمها نبرتها بالهـدوء من غرابة شعورها : لا بابا حبيبي عادي ,
قـرّب منها يشدّ على كتـوفها يناظـرها , عيـونها و يوتّـرها بالنظر تخاف انه يحـسّ بحزنها وسط الفـرح اللي تلمحه هيّ بملامحهم : تـميم اتّصل عليّ وصلت طيارته قـبل شوي و الحين هو عندنا ..يلبّي طلبك بالشوفـه و قطع مسافه لأجلك و هو الحين ينتظرك داخـل قبل لا يسافر مره ثانيـه ,
ناظـرتها هند تتمسّـك بذراعها تشبكها معها : تعالي معي ..البسي فستان و تزيّـني ثم قابليه ,
هـزّ شريان راسـه بنفيّ : الرجال مستعجـل ي ام دهام وراه طياره و بعدين وش زينها بنتنا و هي ستيـره كذا و طبيعتها حلوه ! ,
وسّـعت نوره عيونها بذُهول ما ترضى : لا لا ي بودهام والله م يصير وش فيك ؟ اول مره يشوفها و هي بعد م يصير ,
هـزّ راسـه بإيه يسحـبّ هُيـام اللي نطقت لنوره تتقبّـل كل وضعها , تتقبّـل حكي شريان و هي بالأساس مالها شُعـور رضى بالزينـه وسط فكرها المشتت : خلاص ي ماما عادي ,
كانـت نوره تبي تكمل الرّفـض , تبي تتمسّك فيها قبل دُخٌولها لو ما شريان فتـح الباب يبتسم و يستشعر ربـكّة هُيام اللي واضحه عليها و سكنت ملامحـها كلّها من سمعت أصوات الضّـحك بين دهّـام و تميم تُذهل تمامـًا من الراحه اللي بيـنهم بالحكّـي و لأن شريـان سحبها مباشره يدخّـلها هي شافـتهم يضربون كفوفهم مع بعضّ بعد ضحكهـم , يتعمّقـون بالعلاقه بسرعه و هالسـعاده تلمحها بكلّ اللي حولـها يحبّـونها و أوّلـهم شريان اللي اعلن دُخـولها : وصـل فنّـي ! ,
ابـتسم دهّـام يوقف و عدّل تميم جلـوسه ما يناظـرها يترك لها راحّـه الدخول , يرفـع يده يعدّل شمـاغه و هذا كلّه بأنظـارها الى ان حُـجبت عليها الرّؤيـه من دهام اللي وقف قبالها يقبّـل راسها يهمس لها " الله يسخّـركم لبعـض و يكتـب الخير لكم " يـخرج بعدها يتركـها مع شريـان اللي حاوط كتوفـها يجبـرها على اتّخاذ خطواتها ناحيـته , يجلّـسها مقابـله و لأنـه أخذ منها كوب القهوه يتركه على الطّـاوله قبالهم هيّ ناظرت أبوها للحظـه ترتبك كلّـها لأنه نطق " خذوا راحتكم بالحكّـي و الله يوفّـقكم يا رب " و التـفت يخرج يتركها وحدها مـعه , ترتبـكّ بوُجودها معـه و لأن عدّل جلوسه للمره الثانيـه هو بعد يناظـرها بطرف عيـنه , يسمح لها تشـوفه و تبادله النظـرات تآخـذ نفسها من أعمـاق قلبها ينهـي الصّـمت اللي بينهم : علـوم فنّ الشريان ؟ ,
شتتت نظـرها عنه ترتبـك أكثـر , ما ترحم الخاتـم اللي باصبـعها من الحركه تردّ بهدوء نبرتها : بخـير الحمدلله ,
ابتـسمّ يهز راسـه بإيه يتمتم بالحمـد يرجع يناظرها من سألتـه هيّ : أخبارك إنت ؟ ,
التفتت تناظره بعد سؤالها و اشتدّت ابـتسامته من سؤالها لأنها تبـعته بالباقي : جدّك م يشوف شر بابا قالي عنه ,
اتنحـنح يعدّل جلوسـه " م يجيك " و لأن صمتهم طويـل كان بين ترددها و ارتبـاكها الواضح و سماحـه لها بمعرفته على ما طلبت هيّ ناظرت الفنجال اللي انـتهى بيدّه و كانت تبي توقـف تسأل : أقهويـك ؟ ,
هـزّ راسـه بنفيّ يشد على فنجاله يرفـض الزياده أو بالأصـح وُقوفها من الأساس : استـريحي .احكّـي و أنا احكّـي ,
سـكنت ملامحها تناظـره يلبّي طلـبها , يرفض خجلـها و يطلبها الحكّي معـه و ماهي ثوانّـي الا و ابتدت حواراتهم من صـغرها الا عُـمقها بيـنهم , م يتركون الفضّول المصيري بالحـياه على فراغ الأسئله و لا ينهـي اجابـته قبل ما يتأكد ان السؤال الثاني ببالها قدّ فكرت فيه ..
-
-
مبـنى المحاماه ؛
دخـل البراء شقتّـه بعد ما فتحها بالمفتاح تتبـعه أُنـس بخطـواتها , تحـمل بيدينها أكياس خفيفـه الحمل على عكس البراء اللي تعبّ و آلامته يدينه و هو يشـيل اللي بيده , دخـل لغـرفة همّـام بعد ما دقّ الباب لكن ما كان منّـه استجابه لذلك دخـل يترك الأكياس بالأرض يلتفت لأُنس : تعالي افتحّي الضوء ,
اتقدّمـت أُنس تخطّي خطوتها اللي كانت تتمنّـعها من بعيد بعد اللي صار معها أمس معـه لكنها فهمت خلّو الغرفه منه من ناداها البراء , فـتحت الضوء و وقفّ البراء يعدّل وقـفته يخرج جواله يتصّل عليـه يبي يتطمّـن و لا كانت منه الإجابه , كانت منه الرساله اللي كن شافها عقد حاجبيه يقراها بهمس عاليّ : خمس دقايق و انا عندك ,
هزّ راسـه بسـخريه يتمتم بشتايم ما سمعت منّـها أُنس الا " يدخّـن ال*** " و من التفت البراء يخرج من الغـرفه ينطق : حطي الاكياس و تعالي بالمكتب اجلسي ، كلّـمتي السواق ؟ ,
هـزّت راسها بإيجـاب تآخذ نفس عميق تحطّ الأكياس و تتبعه للمـكتب تشوفـه جلس بمكتبه يتنهدّ من تعبـه لليوم و احتفظت هي بوقوفها أمامه ترفـع حاجبها : ترا ما سوينا شيء باقي ! ,
سـكنت ملامحه يرفع راسه يناظرها : هذا كلّه ما سوينا شيء ؟ خافي الله فيني وش هذا من قبل العصر للحين و حنا نفرّ بين الاماكن و المحلّات ! ,
هـزّ راسها بإيـجاب تفكر لثوانّـي تميّل شفـتها : بس ما سوينا شي ! المكان اللي عجبني انت رفضته عشان ايش ؟ عشانه يقابل نادي رجالي و كله رجال ,
هـزّ راسه بإيجاب ينفعل بغضب مباشره : ايه اكيد بأرفضه تبين أمـك كل يوم تمر من هناك ؟ يشوفونها الرجال كلهم ! ,
رفـعت أكتافها تضحّـك م تصدّقه : طيب وش عليها هي ؟ بتدخل معهم ؟ لا هي بتدخل الصالون حقها بس ,
رفـع صوته يحوقـل من حكيها , من انها تعتبره عادي هو يفكرّ بأشياء أكبـر منها , التزمت بوُقوفها تعدّل شـنتطتها على كتفها : طيّـب بكره في مكان بنشوفه انت قلت ..اشترينا الاغراض الاساسيه اللي نقدر نرحب فيها لكن انت تدري ان ورانا كثير صح ؟ ,
ناظـرها دون كلمه هيّ تفهم تعبيره و حكيـه منها , تفهم انّـه مـلّ صبره و هزت راسها بنفيّ مباشره : انت قلت كلمتك و لا تتراجع عنها الين نسلّم الهديه لها بعدها انت تنسحب انا و هي نكمل الباقي انت خلّـيك بشغلك اللي تحبه ,
رفـع حاجبه م يعجبـه الكلام : الهديه مافيها رُجوع لكن وش دخّل شغلي ممكن أفهم ي أستاذه أُنس ؟ ,
أخـذت نفـس عميق تناظره لثـواني بتفكيـر , تحبّ رضاها على نـفسها لكن بعض الأحيان يسبب بها توتّر بعلاقتها مع أبوها بكلّ مره تلتمسّ فيها التّحسن هيّ ترجـع تسوء : انت تقول اللي يبعدك عننا شغلك بس انا اشوفك تحبه و لا تبي تتركه ي بابا , احيانًا أقول اللي يبي يبعد يبعد و الأولويات تختلف انت تعطي شغلك أولويه أكبر مننا احنا أهلك ؟ ,
اتنـهدّ يناظر عيـونها من حسّ بتدرّج نبـرتها من الثـقه للتردد في سؤالها الأخـير , يعرف الإجابه و يرفضّ سـؤالها مباشره : تكبرين تعرفين ي بابا ..تكبرين تعرفين لكن الحين لازم تكونين عارفه ان ما به شي بهالدنيا أولى عندي منكـم ,
أبعـدت أنظارها عنّـه لأنه يبعدها عنه مثل كلّ مره , ينـقبضّ صدرها عن النّفس ؛ طيب ليش تبـعد ؟ ,
أحنى أنظاره عنها يـشغل يده و لا يتركها بين أوراقه هيّ , أقلامـه ما يردّ عليها و كمّـلت هي تشبك يديـنها ببعضّ : بعد يومين تقديم الجامعات بيكون ، تدري وش اخترت تخصص ؟ ,
رفـع أنظاره لها شدّته بسؤالها و لا ابعدت انظارها عنّـه هالمرّه لكن ماكان منّـها الا تغورق الدّمـوع بها تهيجّ بها موج المشـاعر لأنها اترددت كثير بهالقرار لكـنها تتحدّى نفسها : اخترت القانون عشان اثبت لك ان شغلي بالمستقبل ما يبعدني عنكم , أثبت ان انتم اولى عندي بالقول و الفعل ,
ما ردّ ينـاظرها يحاول ثُبـوته لأنه يشوفها تحاول الثّـبوت بعد رُغـم انـها تدمـع , ان نبرتها ترجف مثل قـلبه الحين و لأنـه تركها تحتار , تفكّر و تعيش هالشعور بلاشعور منّـه هيّ تفكر بأشيـاء أكبر من اللي الفروض تفكـر فيها و تحسّها ,
رنّ جوالها ترفـعه تشوف المتّصـل , أخذت نفس عميـق بعد انقباض صدرها من الضيقه اللي اجتاحتهـا تلتفت : السواق جاء , مع السلامه ,
هـيّ راحـت و هو يشـوفها تروح , تخطي خطوتها تبـعد عنـه تخرج تتركـه بلوم نـفسه على شعورها , يتنهـدّ من الحكي اللي سمعه و دارت عليـه كلّ الحوارات اللي من قبل مع ابتهال ان أُنس المفروض تفكر بحفل تخرجها , بجمعتها مع أهلها و يكونون هم حولها يحوّفونها بالحُب قبل هي تطلبه مثل بنات خـوالها , ترك الأوراق يرجّع ظهره للخلـف , يرجع راسه و يغمّض عيـونه يحاول يركّز نفسه لأن مهما صار و مهما هو فعل يبقى اللي سوّاه فيها مب هيّـن لا من شُعور و لا من حكي حتى فعـل ..
دخـل همّـام بـسُكون ملامحـه , فكره من الحكي اللي سمعه دون قصد منّه لكـن هدوء المكان صدح بأصواتهم له , من طلع هو سمع نهايّه الحكي بيـنهم و لأن كانت كلمات أُنس أكثر , عتابها و وصفها لنفسها ما كان هيّن لا عليه و لا على المحامي اللي همام م يصدق ان علاقتهم بهالسّوء و ان بكلّ مره هي تقول كلام تلـجم فيه البراء و تسكّـته و بالفعل هو صدّق مقـوله " البيوت أسرار و خوافيّ " لأن هو شاف ظاهر البراء عكس هذا , شاف حنيّـته معه لكنه يشوف الحبّ فيه , شاف الضّـعف الخـوف على بنته بعيـونه و هذا الخوف ما يجي الا من شديد حُـبّه لها , كان سلامـه واضح على عكس رغبته بالصّمت لكنه يبي يوضحَ جيته : السـلام عليكم ,
نزل البراء راسـه مع رفـعة حاجبه اللي ماكان اراديّه , عدل جلوسه على الكرسي : و عليكم السلام وين كاين ؟ ,
اتقدّم همام بخطواته يجلـس قباله على الكرسيّ يآخذ نفسـه : رحت شوي أشم هوا و أمشـي ,
نطقّ بحدّة نبرته ؛ تشم هوا ها ؟ قصدك تشم و تشرب و تآكل الدخان صح مب الهوا ,
اتنحنح همّـام ما يناظره لأنه فهم من البدايه ان بكته اختفى من البراء و الحين يفهمه البراء بشكل غير معقول هو م يتحملّه , دخـل دهّام مبتـسم : السلام عليكم مساكم الله بالخير ,
ناظره همّام يوقف يصافحـه و اتقدم بعدها دهام يسلّم على البراء , يردّون السلام و يسألون الحال على وقوفهم ذاتـه و بالنهايه جلسوا و عقد دهّام حاجـبيه باستغراب : عمّي أُنس صايره تجي هنا غريبه ! توني شايف سياره السواق و أنا بأوقف ,
هـز البراء راسـه بإيجاب يعقـد حاجبيه يآخذ أنفاسه من وسط أفكاره المتراكمه : اي والله بينا شغله و ناويين على ام عبدالعزيز ,
ضحـك دهام بخفيف : تستاهل ام عبدالعزيز والله لكن كيف اقنعتك تآخذك أُنس معها ؟ ,
ابتـسم البراء يناظره , ما يردّ الا بسؤال ثاني يشغله و يحاول يتشاغل عن باقي أفكاره : وينه عذبي ؟ ,
هـز دهام راسه يأشر على جواله : توني مكلمه يقول انه بالطريق ..عطه عشر دقايق و يوصل ,
سـكن جسد همّـام بالكرسيّ ما يتكلّـم , كل فكره معها هيّ لأنه شاف نزولها من الدرج لأنها ما انتبت لوُجوده و لا حسّتـه هو شافها كلّـها من الخـلف , عتـابها الهادئ , بكاءها و ثبـاتها بعد زعلها و دموعهـا هي نزلت ما تردد الكلمه , ما تنتظر المواساة تتحمّـلها من طرف البراء كبُعد منـه و لا استشـعرت حاجتـها للمواساه حتى من البراء نفسه , رفـع كفوفه يمسح على وجهـه يتذكّرها معه البارح كيف هيّ حنت عليه , تغطّيه من البرد دون طلب منه و انها حاولت ما تحسسه لكنه قسى عليها , و اتهمّـج بمسكته لها و نفضتـه و الحين هي تشوفها من ابوها لكن دون قُـرب و هو هنا كسـرها بالشّعور , حمّـلها بالتفكيـر و اتوعدّت هي بمستقبلـها لأجل اثباتات تقدّمهـا له بعد عمر طويـل على حساب نفسها ..
-
-
قـصر الشّـريان ؛
بالمـجلس اللي استمّـروا به نصف ساعـه يآخذون من الأجوبّـه راحتهم , يعطـيها من الحكّي اللي توده و تودّ سماعه و تسألـه هيّ لأنها تعطّـي نفسها فُرصه لسعادتها , لسعادة أهلها لأنها تبيها تكتمل و لا كانت تسكن من ارتباكها , ترفع الكوب تشرب من قهوها شوي و تتركها على الطاوله مره ثانيّه و هذا كله تحت أنظـاره , التفاصيل اللي م غابت عنه و رقّـتها حتى بنفسها , بطبيـعتها و من أخذت نفس عميق بعد ما أخذت وقت كافيّ , أجوبه كافيه لأجل تآخذ قرارها هيّ هزت راسها بإيجاب دون كلـمه و ناظرها هو يعطيها أكثـر من اللي كانت تودّه : انتهـت طيب سوالفك ؟ ما عاد تتهيأ لك أسئله غيـرها ؟ ,
هـزّت راسـها بنفيّ و هي لازالت تفكّـر , تناظره بتردد : فهمت إنك بالسفاره و شغلك كثـير , يعني انا فهمت بس ابي اعرف وين استقرارك ؟ قطر و لا السعوديه ؟ ,
أخـذ نفس عميق لثواني لأن الإجابه طويله و هو ما ودّه بالطويله اللي ترددها : ديرتي ديرتك و ديرتك ديرتي , ما به فرق بين السعوديه و قطر لكن ان ودّك يعني تدرين اكثر عن السفاره فشغلي ممكن يآخذني للشرق و الغرب مو بس السعوديه و قطر ,
هـزت راسـها بإيجاب تآخذ كوب قهوتها تشربـه على انه بارد لكن ارتباكها هو اللي يحكم أفعالها : ايه ادري بابا قد قالي لي شغل السفاره صعب شوي لان السفر كثير ,
حـطت الكوب على الطـاوله و ناظرها هو يبتسّـم من كلّ قلبه قبل ملامحه , من الفنّ اللي بعـيونه يشـوفه و تفاصيـله هو هامّ كلـه أكثر فيها : تحبّـين أبوك حيـل و أشوف المحبه فيه لك بعيـونه , الله يخليكم و يحفظكم يا رب ,
هـزّت راسها بإيجـاب عيـونها تتذكّره و تلـمع من شديد حُبّها له و حبه لها احساسها فيه قُربها بكلّ الأوقات , يفخـر بها و يساندها ..
مـدّ يده يسـحب كوب قهوتـها , يناظره لثواني سكنت فيها ملامحها هيّ تُذهلّ منـه و من رفـع الكوب يتذوّقـه هي هزت راسها بنفيّ مباشره : بارده ! أقهويك قهوتنا أحسن ,
نزّل الكـوب يحاول يميّـز الطعم , هز راسه بنفّـي لها يبتسم يآخذه يتذوّقـه مره ثانيه ثم نزل الـكوب : حتى و هي بارده لذيذه ! فلات وايت ؟ ,
ارتبكت أكثر تشتت نظرها عنه تهزّ راسـها بإيجاب ثم رجعت تناظـره و لا تدري وش المشاعر اللي داهمتها , ابتـسمّ ينزل الكوب للطاوله : تفهمـين ي الفنّ , كنت أبـي أعرف ذوقك بالقهوه و عرفـت ذوقك بالقهوه و عرفت ذوقي أنا ,
رجـفت كلّ مشـاعرها تشتت نظرها عنه , تفهم معنى حكيـه المبطّن لها و لأن ذاق من القهوه بعـد ما شربت هيّ يـعني بعد " ثغـرها " هو يقول هالحكّـي ,
رفـع جـواله يشوف الساعه يآخذ نفس من أعماقه : طيارتي الحين بعد سـاعه و لازم أروّح للمطار و لا كان ودّي تطول الجلـسه بينا ي فنّ الشّـريان ,
هزّت راسها بإيجاب و وقفّ هو يعيد تنسيـف شماغه و من طالت ثواني وقوفه هي رفعت راسها تناظره باستغراب , مدّ يـدّه لها و أخذ الكيس من خلـفه اللي للتّو هي تلاحظ وُجوده : لا تنتظرين منيّ أعطيك ظهري و أقفـي عنّك ! أنا جيـت لدربك شاريك ي فنّ الشريان و لك حقّ القبول او الرّفـض و ابيك تدرين ان الله كتب و صرتي نصيبي بتكونين وُجـهتي قبل الشرق و الغـرب و بإذن الله تكونينها ,
ما مدّت يدها له و وقفت مباشره تمنـع باقي المشاعر عنّها , تعدّل نفسها و بلوزتها و ابتسمّ هو فعليًّا يبتـسم من فعلها , من ارتباكها و مدّ يده اللي تحمـل الكيسّ : هـاك ي فنّ الشريان , هذه هديه أول لقاء بينا جعلـه تمهيد للباقي و الله لا يكتب الأخيـر بينا ,
ما كانت ملامحها له لكن دلالات شعورها واضحه لذلك هزّ راسه بنفيّ : لا ترفضينها , لك هـيّ ,
أخـذت نفس عمـيق تآخذها منّـه تمشـي ترتبك و تعدّل نفسها بكلّ خطواتها الى ان خرجت من المجلس ضحكّ هو بخفيف , يعدّل عقاله من ارتباك قلبـه اللي ما عاد سمح له الهدوء و حكـم عليه فرطّة المشاعـر بالحركه ..
_
خـرجت على خطوات نوره لها و وقـوف شريان بعيد عنها بخطوات يبتـسم من ملامحها المحمرّه خجَـل , من ارتباكها و الكيس اللي بيدّها هو اتقدم منها و اتمـسكت نوره بكتوفها : وش صار ي ماما ؟ ,
ما ردّت هيّ حضنت نوره تغمّـض عيونها لأن دمعها فاضّ مثل ما فاضت مشاعرها من أهلها , منه و من حيـرة وهمها هيّ ماعادت تدري وش تسويّ لكـن من مسح شريان على شعرها من الخـلف : طوّلتي و أنا أبوك ..رضيتي و لا ما بعدّ ,
شدّت على حضن نـوره أكثر و كذلك نوره اللي كانت تمسح على ظهرها بحنيّه , تبتـسم ؛ طمنّينا ي ماما , فرّحينا برضاك فيه والله ان قلوبنا ماعادت تتحمّـل دموعك نبيك تفرحين و نفرح معك ,
هزّت راسـها بإيجاب و قبّـل راسـها شريان من الخلف من فهم اجابتها , من عرف رضاها و قبولـها من فرحهم هيّ ماعادت تتحمّـل الوهـم و تبدّيه على الحقيقه اللي توصّـلهم كلّهم " للسعاده " و أوّل السُعداء هم أهلها , عزوتها و ظهرها اللي ما أبعدوها عن درب السعاده طول العمر..
همست نوره تقبّـل جنبها كلّه من دخـل شريان له هي مسحت على شعرها : ابوك كان يبي يكنسلها لانكم طوّلتوا هو قلق عليك و خاف ..قال اذا ما تبيه نعتذر اهم شي بنتنا و انا كنت امنعه من انه يدخل و اقول له انا لي نظره ..صدقني ي شريان بنتك بتحبه و هو بيحبّها و الحين نشوفك تخجلين و تبكين و راضـيه ؟ الله يوفقك يا بنتي و يسعدك و يكتب الهنا لعمرك ..
شدّت هُيام عليها أكثـر , تبكي من فرطّ الشعـور و لا لها قدره الحكّي الا ان طاقـه المشاعر غلابه من رجفت نبرتها : ماما ! ..
ضحـكت نوره وسط دموعها ما تقدر تكبٰح شعور السعاده اللي داخلها من الظّـهور , ما تمنع الحنيّه على بنتها و لا حلوّ الحكي طوال عمرها مع شريان كان وعدهم لعيالهم هو " الحُبّ " و فعلًا اتربّوا على الحب و اعتادوه بالظّـهور و هذا اللي كبّـر بينهم التعلق , اتعمّـقوا بعلاقتهم مع بعض كأب و أم , كأخ و أُخـت ..
-
-
مـكتب البراء ؛
بـعد طويل الكلام , الحوارات , النقاشات و التحليلات كـان نهايـته صـمت طويل يناظرون بعضّ بتفكيـر , كلّـهم من البراء أكبرهم لدهّـام اللي أصـغرهم و لأن همّـام ما كان معهم كان منفردّ بغـرفته عنهم يمتنـع عن اجتماعهم مثل كلّ مره هم كانوا يحكـون براحه أكثـر ,
اتنهدّ عذبـي يمسح على لحيـته بتفكيـر : والله ان عزّ قالي انه مب هو ي عمي و الله انه قالي و لو تبي الصّدق انا مصدقه ,
هـزّ البراء راسه بإيجاب , و عقد دهام حاجبيـه : أكـيد ي عذبي عمي يقولك ان الرسايل توصل له من رقم غريب و مب من السعوديه يعني حتى لو حاولنا نطلع ما بنقدر و لا بنعرف من هو ,
عدّل عذبي جُلـوسه يرفع حاجبه : أنا مصدقه مير في إن بالموضوع لأن الأسلوب نفسـه ي دهام , الرسايل وصلت لي من هز بالبدايه بنفس الأسلوب كان ابتزاز ,
رفـع البراء حاجـبه بتفكير : وش تقصد يعني ؟ هو نكر و لو فعلًا هو كان أذاك صح و لا لا ؟ هو كان يبتزك بس لكن هذه الرسايل اللي وصلت لي موب ابتزاز و بس الا و أذى ! بنتي اتعرضت لهم كذا مره ي عذبي مب مره وحده و أُنس تتأذى الله يصلحها كثير هي ما تسكت ! ,
رفـع عذبي الجوال يتفرج الڤيـديو مره ثانيه , ڤيديو تعرض أُنس للأذى و جمع دهام كفوفـه : عمّـي طيب هم يأذّونك إنت و بس لأنك بالقضيه هذا يعني انهم يخافون ! و كل ما زاد أذاهم معناه انت قربت من القضيه اكثـر صح و لا لا ؟ ,
عدَل البراء جلـوسه و ترك عذبي الجوال يناظرون دهّام اللي كمّل ؛ اللي اتسبب بالجريمه خايف و يخافك انت بالذات ي عمي وش مسوي لهم انت ي عمي ؟ يعرفونك من قبل يمكن هم ,
سـكنت ملامح البراء باستغراب و عقد عذبي حاجبيـه يبيه يوضّـح اكثر : شلون يعني ؟ ،
أخـذ دهام نفس عمـيق : يعني دام الأذى وصل لعمي و أهله هذا يعني ان عمي قريب , وش سويت انت ي عمي ؟ انا فحصت السياره و لا بها بصمات و حققت مع كلّ الأشخاص اللي كانوا ممكن يكونون على داريه بشيء و لا لقيت شي رغم ذلك هم م اتعرّضوا لي ..وش معنى انت يتعرضون لك ؟ تعرفهم انت ؟ ,
اتوتّـر البراء للحظه من نظرات عذبي و دهّام له , من انـهم ينتظرون منه الاجابه كأنهم متأكدين من شيء لكنه هز راسه بنفي مباشره : تستهبلون انتم ؟ أكيد لا لو اعرفهم كان لقيتني هنا ؟ كان سمحت بان كل هذا يصير و ظليت واقف ,
أشـرّ دهام عليه يهزّ راسه بإيجاب : هذا هو ! هم يخافونك ي عمي لأنك مصر على القضيه و كاشف بداياتهم لكن انت ناسي أشياء واجد ! هم يعرفونك و متأكد انك تعرفهم لكن ما تفكر فيهم مثل ماهم يفكرون فيك و لانهم يدرون انك ما بتسمح بهذا كله هم يتعرضون لك و يهددونك بعيالك و اهلك قبلك ! لو قربنا حنا أكثر هم رح يكثرون الأذى لك لكن السؤال ي عمي وش ممكن يسوون أكثـر من كذا ؟ ,
اتنهـدّ عذبي يرخـي ظهره بالكامل على الكرسـي يريّـحه : عمي تذكر متى ماتت عمتي مشاعل انت ؟ ,
هـزّ البراء راسـه بإيجاب : بعد موت عم راجح , بـعد ما ردّ أبوك من الكويت و انتهت المشاكل ,
هـزّ عذبي راسـه بإيجاب : أبوي كان بالكويت مع عمي شريان أذكر هذيك اللحظه ,
عقـد دهام حاجبـيه يتذكر تفاصيل يومـهم : و أنا كنت بحايل مع عمتّـي , كانت عمتي معاها تجلس و أنا كنت مع عمي محمد و همّام أذكر هذيك الأيام ,
مـسح عذبي لحيـته بتكرار يفـكّر , تـغلبه الدّوامـه : طيّب سمعت شي انت بهذيك الأيـام ؟ صار شي قدامك مشاكل اي اي شي ؟ لأن ما أذكر وقت كنت معهم أنا ان صار شي ,
رفـع دهام كتوفـه بعدم معرفـه : م اذكر والله ي عذبي م اذكر لكن اذا تذكر عمي أصيل جانا و أخذنا ذاك اليوم ..و أذكر إنه جلس مع عمي محمد و حـكوا ان كان ودك نسألهم ؟ ,
هـزّ عذبي راسـه بإيجاب يوقـف : حتى الدكتوره قلت انها كانت معها ! أكيد حكت لها أشياء أعرفها عمّتي مشاعل ما تحكي لكن أعرف الدكتوره تسحب الحكي لأجل تساعد و لو تلاحظ انت حققت مع الكل الا معنا حنا ! حنا كنا أقرب ي دهام شلون م فكرنا فيها ! ,
اتنـهدّ دهام يوقـف معه : والله م ادري و أنا أخوك لكن ما فكرت فيها دام طوال العشرين سنه محد نطق و كلنا لو بيدنا بغـينا الحق صح ؟ ,
وقـف البراء معهم يمشي يوقف جنـبهم لدائره وحده كانوا هم حوافها بالحكّـي , ينهون الحكـي بينهم و يتفقون على قرارتهم و من التفت دهام : بتجي معي للقصر ي عذبي ؟ ,
هـزّ عذبي راسـه بنفيّ : شوي ..بأشوف همّـام قبل ,
هـزّ دهام راسه بإيجاب يرفـع يدّه يودعهم : يلا فمان الله نلقاكم بكره على خيـر ..
-
-
قـصر الشريان ، جناح هُيـام ؛
كـانت جالسه على سريـرها يحوّفـونها شريان و نوره المبتسميـن ينتظرونها تحكي لهم عن رغبتها بباقي التفاصيـل , بباقي قراراتها لكـنها كانت تعتذر منهم و تطلب التفكيـر , تطلب بإنها تآخـذ وقتها ليوم واحد أكثر تفكر بكلّ منطقها و بالفعل وافقوها يعطونها راحتها بالتفكيـر , وحدها بالجناح من قاموا من عندها يخرجون يقفّلـون الباب خلفهم و من اتأكّـدت بإنها وحدها و لازال داخـلها يتردّد من قرارها لكنهـا تاهت بالمقارنات اللي حصلت لها بينه و بين عزّ , واحد رفض الحكي معها و واحد وافق , واحد ما أعطاها ظهره و واحد أعطاها , واحـد يعطيها حقيقته و واحد يتوّهها بوهمه لذلك هي فـتحت جوالها مباشـره تسكن ملامحها من شافت اشعاره " هذا هو ؟ " و رجـفت كل مشاعرها من سؤاله تخاف لأوّل مره من السؤال و الوضوح هذا تدخل للمحادثه تتأكد من الرساله , تقرأها بتكرار تفكر بسؤاله و الإجابه اللي عليها تـرد " مين ؟ " ,
كان الرد منه سريـع " اللي بتتزوجـينه " و ارتـاع قلبها من اجابته , من انه للحـين يراقبها و يدري و لا ترك كلمتها البارح يتأكد منها اليوم تجاوبه " وش تبي منـي ؟ " ,
" لا تتـزوجـينه " كانت هالكلمـه اللي فيّـضت دموعـها اللي كانت تنتظـرهـا تكمّـل عليها , ما ردّت تترك الجوال تبـكّي من كلّ قلبـها تتوه فعـليًا و ماهي لحظات الا و رفـعت راسـها عن المخدّه من سمعت رنين جوّالها , تسكـن ملامحها من اتّـصاله اللي تشـوفه ضوّى شاشتها و سرعان ما مسكـت الجوال تردّ عليه لأنها تبـي تنهي هالحـيره اللي داخلها تنطـق بحده عاليـه : وش تــــبيي ! ,
خـرج هو من اجتماعه لأجلها , خـرج من وسـط ضارّ لأجلها هـيّ يهمـس بهدوء بعد ما وصلت له نبـرتها الغاضبّه بكلمه وحده يبـعدها عن محيطه قدر الامكان : لا تتزوجـين ,
عقـدت حاجبـيها تغضّب من هدوءه , نبرتها الهاديّه و سواتـه فيها : ليـش ؟ ليش م تبيني اتزوج ليش ؟ ,
ما ردّ تحـترق كل ملامحه من احمرارها يتمسك بالجوال , ضحكت بسـخريه تنطق بنبرتها الباكيّه : طبعًا ما عندك كلام انت لما انا اتكلم صح ؟ شهر و عليها انا ارسل لك ما ترد و البارح كنت قدامي قدامي ولا قلت كلمه ! قلتلك بأتزوج ما صدقتها وقتها و الحين قررت تراقب القصر و تعرف صح ؟ ,
غـمّض عيـونه يـحني راسـه يغضّب هو لكنه يتمالك نفسه بصُـعوبه قاتله وسـط محيطه : وشوله تقولين لي انك بتتزوجين طيب ؟ وش كنتي تنتظرين مني ؟ ,
سـكنت ملامحها تُصدم من سؤاله , من انـها تحسّها اهانه بحقها و حق مشاعرها للحظّه هيّ كرهـت نفسها : هذا سؤال الحين ؟ أنا اللي المفروض أسألك ليش انت تلحقني ؟ ليش كل مكان اروحه تعرفه ؟ ليش تساعدني و تقدم لي أشياء انا ما ودي فيها ,
ما ردّ يصـمت كلّه حتّـى انفاسه ماعاد يآخذها , كمّـلت هي بنبرتها الحادّه : قلت لك عشان توقف الغباء اللي قاعد تسويه و تعرف اني انا اللي ساكته و اقدر اشتكي عليك لكن ما ودي الموضوع يكبر و يآخذ اكبر من حجمه ! ابعـد و لا عاد تقرب مابيك تطري علي بكل وقت ,
مـسح وجهه بكفـه يبعـد عنه كثـير الحكي و الشاعر اللّي كركبـت داخله كلّـه : لا تتزوجـينه ,
عصّـبت كلها ما تمثّـل , تنفعل كلها بجسدها حتى نبرتها : اسكت ! اسكتت لا تتكلم مالك حقّ تدخّـل ...مين انت مين انت وهـم يمر علـيّ ماغيـر يكدرني و يكدر اهلي و يكدر حياتي وش تبي مني دامك واقف بعيد ما تفيد بشي انت ما تفيد لا انت و لا كلامك و لا افعالك دامك وهم محد يشوفك افهم محد يشوفك و لا يحق لك تتكلم و تقول سوي و لا تسوي انت وهـم وهـــم محد يشوفك و لا يحسّك ! انـت بس تشوف نفسك محد يشوفـك و ان كان على الزواج انا عطيت كلمتي و خلاص بأتزوج ! مابي اشوفك و لا تشوفني و لا افكر فيك و لا تفكر فيني روح عني ابعـد ابعـد ! ,
هـزّ راسـه بإيجاب يُحـرق كله من حكـيها , من انها ترمـي عليه حكّـي يطعـنه ما يرحمه يغضّب يحد من نبرته : دام عطيتي كلمتك اسمعي كلمتي طيب , ان صار هالزواج ما اكون انا وهمك اللي تقولينه و لا تلومين الا نفسك لأن انا جيتك و قلتلك ,
سـكنت ملامحها من كلامه ما تصدّقه , م تبي تصدّق انه شخص مثل هالنوع : يعني انت كذا بتمنعني ؟ انت كذا بتخوّفني تراني م أشوفك و انت وهم حتى اسمـك يالله يالله اعرفـه لا تحاول تخوفني و هالزواج بيـتمّ , بيتـمّ ان شاء الله عندك علم و تشوفه بعيونك اذا كانت عيونك حقيقيه تشوفه تشوفـه ,
طُـرق الباب و دخـلت نوره خلـفها نور المبتسمـه و سرعان ما نزّلت الجوال تقفل الاتصال تخفـي جوالها تحت اللحاف تناظـرهم بدُموع عيـونها اللي حاولت تجففهـا من دخلوا هـمّ كانوا يشوفون تغيّـر ملامحها ..
عقـدت نور حاجبـيها باستغراب تقلق عليها : هيـامي ! تبكين ؟ ,
هـزت هيام راسها بنفيّ و قربت منها نوره تمسح على ظهرها تخمّـن السبب لأنها من قبل و هي على هالحال : قومي ي ماما شوفي بنات خوالك ينتظروك تنبسطين معهم و تسهرين ,
ابتـسمت نور باستغراب : بس ي عمتي شوفيها تبكي وش فيها ؟ وش فيك هُيامي ,
ابتـسمت نوره تناظرها لثـواني طويله ثم نطقت بهدوء : هُيـام وافقت على الخطبه ! ,
ضـحكت نور تقرّب منها تجلـس أمامها بالسرير تناظـرها : هُيامي صدق ؟ ,
أخـذت هيام نفس عمـيق تسكّـن نبضاتها و جسـدها من نفضّة الشّـعور اللي تحسه تهز راسها بإيجاب , قرّبـت منها نور تحضنها : مبروكك مبروكك الله يتمم لك على خير يا رب ! ,
التفتت نوره : لا تقولون لأحد الحين ..باقي م حكينا زين ,
هزت نور راسها بإيجاب و ابتعدت عن هُيام من خرجت نوره تتركهم وحدهم بالجناح , ابتـسمت نور : تبيني أسوي لك ميك اب يخفي دموعك ؟ ,
ابـتسمت هُيـام مع ابتسامه نور اللي تحبّـها و هزت راسها بنفيّ : أغسل وجهي ماله داعي الميك اب الحين ,
وقـفت نور عن سريرها تناظـرها لثواني : والله فرحت , فرحت مره انك وافقتي أحسّ حلوو تآخذين واحد قطري ! ,
اخـتفت ابتسامه هُيـام ترفع جوالها تشـوفه و لأن ماكان منه الرساله هي تركت جوالها توقـف عن سريرها , تعدّل نفسها تناظر نور بهدوء : وين السهره ؟ ,
التفتت لها نور بعد ما كانت قبال التسريحه تناظر نفسها ؛ ببيتنا ..سويت لنا اجواء يحبها قلبك بنتفرج فلم و ناكل و نطلب عشاء ..
-
-
قـصر الأيـهم ، بالمجـلس ؛
رفـعت صـيته الدّلـه تنويّ الصّب لكن استوقفها دهّـام يوقف من مكانه يبتسم يآخذها من يدها : استريحي انت ي عمتي استريحي الله يعافيك انا اقهويك ,
ابتـسمت بخفيف تترك الدّلـه تسلمها لكها له مع الفناجيل اللي بيدها تآخذ مكانها تناظره : أريام مع البنات الحين أشوفها اتصل عليها تجيك ,
هزّ راسـه بنفيّ يعطيها الفنجال " سمّـي " و من اخذته صب لنفسه و جلس يناظرها : جيت لاجل احكي معك انت عمّـتي ,
استٰغربت للحظه لكنها هزت راسها بإيجاب ما توضع استغرابها : قول ي حبيبي قول اسمعك ,
عدّل جلسته يترك فنجاله على مركى الكنب يناظـرها بمحاوله لاسترجاع ذكريات قديمه : تذكريـن قبل يومنا بحايل ؟ كان عمّـي بالكويت و حنا بحايل عند عمي محمد و حرمه الله يرحمها ,
هـزّت صيته راسها بإيجاب تتمتم بالدّعوات و الرّحمـه لها تحزن كلّ ملامحها من اتذكّـرت طاريها و طريقه موتها , كمّـل دهام : أذكرك تجلسين معها كنتِي , حكيتوا بأشياء قبل لا تموت هي صح ؟ ,
عقدت صيته حاجـبيها تمسح بكفوفها على أفخاذها تتذكّـر : ايه حكينا بمواضيع كثيره ,
أخـذ دهام نفس عمـيق : في شيء يخصّـنا حنا ؟ ممكن يفيدنا و لازم نعرفه ؟ ,
اتنهـدّت صـيته تتذكر كلّ حواراتها معها و تستصعب الذّكرى لأنها قديمـه , لأن مرّ عليها وقت طويـل ما كان سهـل التذكر بالنسبه لها الا شيئين هيّ ما تنساهم ابدًا , موضـوع صُهيب مع عذبي و الكويتييـن و موضـوع محمد اللي اتمادى عليها بفترتها الأخـيره معه ، عمك صُـهيب تدري بموضوعه انت و هي اللي فهمتني عليه أكثـر و لا أتوقع انه بيفيد لأنها مشكله و انتهت قدام الأمن قبل كل شي و هالشي يشهد عليه أمن الدولتين ..الموضوع الثاني صح انه سر و بينا لازم اصونه لكن دام الآدميه ماتت الله يرحمها أقوله لك إن بيفيد تمسـكه لطرفك ,
هـزّ راسـه بإيجاب يعـدّل جلوسه للعدد اللي يجهله من توتّـره , كمّـلت صيته : أذكر هي حكتني عن موضوع يخص أهل أمـها و لأنها اتدخلـت بالموضوع لأجل تحله مدّ محمد يده عليها ..شافـه همام ذاك الوقت بالليل و من يومها همام مع مشاكل مع أبوه و هـي بعد زعلت وقتها زعل قوي لأنها فقدت جنين كان ببطنها بنفس الفتره لامت محمد ,
سـكنت ملامح دهّام م يستوعب اللي انقـال ثم عقد حاجبيـه بغضب : يعني ممكن يكون هذا كلّـه غلط ؟ الأقوال حقت عمي و اللي احنا متوهمينه عنه ممكن يكون كله غلط ؟ دامه مدّ يده عليها وش يضمّـنا انه مب القاتل و يحاول يبرّئ نفسه قدام اللي واثقين فيه ؟ ,
هـزت صيته راسها بنفيّ مباشره تعقد حاجبيها : لا ي حبيبي لاا ! مستحيل محمد ما يسويها انا شفته و شفتت مشاعل هو يحبها و هي تحبه لكن مشكله صارت بينهم و شيطان دخل بينهم , مره وحده و خطأ واحد م يحكم على فعل جريمه مثل هذه ي حبيبي لا تظلمه ! ,
اتنهـدّ دهام يناظرها , يرفـع حاجبـه يتوتر من كلّ اللي يصير أكثر : طيب وش هو اللي اتدخلت هي فيه ؟ وش اللي يبرر فعله هذا معها ؟ ,
هـزَت صيـته راسها بنفيّ محاوله بانها تتذكّـر : والله ي حبيبي م اعرف بالتفاصيل وش صار لكن بنت خالتهـا كانت متزوجه مسيار و بيوم طلقهـا تارك معها ضناه م اعترف فيه لا قدام الناس و لا بالاحوال حتى ناكـرها و ناكر ضناه يوم انها واجهت القبيله واجتها وحدها و لأن مشاعل وقفت بصفها حاولت تدافـع عنها و قلبوها اهلها عليها بنفس الليلة محمد ضربها لان جاها حكي عنها و عن عيالها قدام القبيله كلها و من اتواجهوا الرجال اعتذروا من عم سلمان الله يرحمه ، حاول محمد..
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
Romanceالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...