الفصل ٤٠

7.5K 132 7
                                    

البراء راسه بإيجاب دون تعبـير الا انه مستغرب و اعتدل همّـام يوقف مكانه جنب البراء , ابتسم الرجال : عندي موعد معك ..كلمت المنسق و قال العشاء تكون عنده ,
عقد البراء حاجبـينه يناظره يحاول يتعرّف عليه و من طلع جواله يشوف محادثته من طلال هو قرأ اسمه : عبدالوهاب ؟ ,
هزّ الرجال راسه بإيجاب و فتح البراء باب الشقه كامل , ثم وجّهه لمكتبـه : اتفضل حياك الله ,
دخَـل الرجال للمكتب و قفّل بعده البراء الباب يناظر همّام و يتمتم بحكيّ ما كان مفهوم بالنسبه لهمّام أبدًا لكـنه يناظره : قلّـي بصوت عالي كانك تشتمني ,
هز البراء راسـه بنفيّ يأشرّ على الباب يقصد اللي داخله : طلال الله يهديه نسّق دون علمي ! طيب شلون الحيـن و أُنس بتخلص اختبارها الحين ،
ما ردّ همّـام يرتبك كلّ داخـله من اسمها فقط , كمّل البراء ؛ م اقدر اترك الرجال و اروح م اقدر ,
نزّل همام أنظاره عن البراء و لا يقدر يخفّي ربكـته ؛ إن كان ودّك أروّح لها أنا ,
سكَـنت ملامح البراء دون تعبير يفكّر , م يقدر يترك الرجال و لا يأمّن خروجها وحدها و بنفس الوقت م يقدر يزعّل ابتهال أكثر من زعلها عليـه و من رفع همّام يده يحكّ حاجـبه و طرف عينه بتوتّر هو هز راسه بإيجاب : وصّلـها هنا عندي ..أنا آخذها للبيت ,
التفّت همّـام يبي يدخل الغرفه لكن استوقفه البراء : بأرسلك الموقع و رقمها اتواصل و خلّها تطلع لك بمكان ..بيكون زحمه انتبهلك و انتبهلها ,
هزّ همام راسه بإيجاب و دخل البراء للرجال و من اختفى عنه دخل همّام يسحب مفتاحه , جواله و سبحته يخرج من الشّـقه بأكملها ..
-
-
قـصر صُـهيب , مدخَـل القصر ؛
خَـرجت من القـصر بعد ما رسـل دهام رساله وحده لها " تعاليني أنا برا " و لأن الكلّ كان داخـل هيّ هو اختـار يناديها هي قبل الكلّ , ودّه بشوفها هي قبل الكلّ و من خَرَجت لـه هيّ تعدل لبـسها على خروجها بأنظارها هو ابتـسم تشتّد كلّ ملامـحه لها هيّ و لأن ملامحها ما كانت الا تشعّ الخجل من حكي البنات لها لأنهم يدرون انها بتطلع له هي خجلت اكـثر بين الاثنين البنات و هوّ و من قـرّبت منه هي كانت تعدّل أكمامها : أخبارك اليوم ؟ ,
ناظـرته لثواني ثمّ هزت راسها بإيجاب : بخير الحمدلله ..مع البنات من العصر ,
سكَـنت ملامحه من درى إن بجوفها حكّي اتلعثمت هي فيه و من قـرّب منها يناظٌرها عن قُرب أكثر هو رفع يدّه يرجع خصلات شعرها لخلف أذنها : اسأليني عن حالي ..وين كاين و وش سويت اليوم ,
رفـعت نظرها لها تشوفـه , تشوف التغيير اللي به و تلاحظه ؛ حلـقت شعرك اليوم ..ليش مو أمس ؟ ,
ضحك بخفـيف ينزل يده عنـها ؛ حلقته ايه ..ما قلتي لي ,
ميّـلت شفّـتها : حتى اليوم ما قلت لك بس أمس ملكتنا ,
هـزّ راسه ترتخـي ملامحه لها : ابشري ي الغزاله ..إنت قولي و سمّـي تبشرين ,
رفـعت يدّها ترجع شعرها للخلف بطريقه عشوائيـه : ما شفتك اليوم الا تـوّ ,
أخَذ نفس عميق يتذكرّ أشغاله اللي م يقدر يأجّلـها و هذا حاله ؛ و الحين بأروّح عندي شغل بعد ,
ما ردّت تناظره فقط دون تعبير لكن مشاعرها جيّـاشه لانها تنتظر الدّلال منـه , تنتظره منـه مثل ما باقي الناس دلّلوها باللي اعتادته هي لكنـه عقد حاجبـينه يقاطع كلَ الحكي اللي داخلها : عمّي ما شفته من الفجر موحود الحين ؟ ,
هـزت راسـها بنفيّ و أشر هو على الباب : تدخلين معي الحين نسلم على عمّـتي ,
التفتت تناظر الباب , تعرف المجـلس و جلّاسه و للحظـه هي احمّرت كل ملامحها تناظره تهز راسها بنفيّ : لأ ..أناديها تجيك أو تروح من باب مجلس الرجال أدخّلك ..هنا في حريم ,
هز راسه بإيجاب : ايه ادري بس م بأدخل و لا أشوفهم  بس اسلم و اخرج ما بأطول ,
ناظرته دون كلمـه و هو م استوعبّ فكرتها للحين , و من شافها اتلوّنت هو ما يدري هي وش تفكر فيه لكنـه مدّ يده يرجع شعرها للخلف : وش فيك ؟ غلطت ! ,
ما ردّت ترفـع أنظارها له من قرّب أكثـر و لأنها م تبي دخوله بوجود سَدن اللي هي تسمع تعليـقاتها دايمّ عنـه و هو شخصـها هيّ : م أبيك تدخل ,
هـزّ راسه بإيجاب مباشره ينهـي كلَ حكيه لأجلـها من لمـح تغيّرها و رفضها بإنه يدخل , رجـفت نبرتها مباشرة : إنت م تشوفهم بس هم يشوفونك ! ,
ما ردّ يناظـرها يستـغربّ بشده و بدتخله حكي كثير لكن من خَرجت لين بنصف جسدها من الباب هو فـهم و لو شويّ إن هالشّي مثل قبل و الحين يتكرّر معها , فهم إنها غيـره تحرقها بالدموع و من ميّـل راسه يناظر لين اللي تراقبهم من الباب تحتدّ نبرتـه : لين يا تقربين يا تدخلين و تتركينا ,
سَـكنت ملامح أريام باستغراب تلتفت تلـمح لين اللي ركضت تدخل مباشرة و لأن نبرته اتغيرت للحده اللي تسمعها هـيّ خافت على لين : تجي هيّ عادي مو مشكله ليش خوفتها ؟ ,
هـزّ راسه يغضّب للحظه من شعورها و توترها و بالنهايه لين اللي ما تركتـه يسكّن : هي جالسه تناظرنا من الباب لها ساعه و لأنها مو جايه عشانك و لا عشاني هي جايه تتلقّف و لا خوّفتها أنا قلت لها يا تقرب يا تدخل ,
رمـشت أريام م تستوعب طريقه حكيـه , م تستوعـبّ هالقدّ من الحكي اللي قاله و لا قاله و لا أسلوبه , نبرته و حدتها و هو يكلّـمها و من التفتت تنطق بكلمه وحده : بأنادي ماما تسلّم عليها ,
اتمسّـك بمعصمها يسحبها له , يشدّها و من وقفت قباله هو رفع يدّه يرجع شعرها للخلف يناظرها , دموعها و انها تكبّـت دموعها صعب عليها و لأنه أخطأ بالتصرف معها يدري هو : لا تنادينها خلاص ,
ميّـلت راسها عنـه تشتت نظرها , تخـونها دمعتها اللي عانـقت خدّها ترجف نبرتها : هذه بدايتها ! بعدين كيف ي دهام ؟ ,
اتنـهدّ يهز راسه بنفيّ , يناظرها و من قبّـل جبينها : آسف..كان ودّي أدخل أسلم على عمتي مير دامك م تبين ابشري و على خشمي بس لا تزعلين ,
هـزت راسها بنفيّ تأشر على الباب : خلاص ادخل سلّم عليها ..ادخل اذا تبي إنت و نادي ماما من المجلس بنفسك خليهم يشوفونك ,
ارتَـخت ملامحه من كلامها , من طريقتها و نبرتها المهزوزه اللي هزّت له قلبـه : أريام ! وش تقولين إنت أنا قلت مب داخل دامك م تبين ,
ناظرتـه دون كلـمه و عيـونها كانت الباكيّه , الناطقه و اللي تحترق من شعورها بهاللحظه , بين الغيره و العتاب هيّ اتوسـطت شعور لعثمـها , نـزّل يدينه يمسك بيدّيها يشدها له : والله م أزعّلك و لا ودّي ..نكنسل سلامنا اليوم من أصله و لا أدخل ..خلاص بكره بأجي أسلّم وحدنا ,
هـزّت راسها بنفيّ تعقد حاجـبينها بلاشعورّ : حتى بكره لا تجي م أبيك تجي و تدخل ,
سَكنت ملامحه م يصدّق شعورها الكايدّ اللي يتركها تتكلم و هي بالأصل قليلة كلام و لأنـه يدري بإنا زعلانه من نبرتها , من دموعها العالقـه داخلها : والله إني م أقولك لا ..ودّك نخرج بعد و نروح أنا وياك من القصر , آخذك و نروح ؟ ,
ما ردّت تناظره فقط لثوانـي ثمّ هزت راسها بإيجاب : نشوف بكره لو قدرت نروح ,
هـزّ راسـه بإيجاب يناظـرها فقطّ , يتخدّر كلـه من شكلها , حركاتها و زعلـها اللي م يتركـه بحالـه يسري عنها و من ناظرته نظره وحيـده بعدها التفت تبي تروح هو شدّها له ما يترك لها مجال للاستـيعاب من اتمسّـك بها بكفوفه على أطراف وجهها يشدّها يقبّـلها بلاشعور , بلا استـيعاب منها هو قبّلـها م يهتم باللي حولـه , بالمار لو صار و بالباب المفتوح أمامـه هو ما بالى حتّـى بخجلها اللي ممكن يصير لو أحد شافهم و لأن ثواني قُبـلته لها طالت هوّ ابتـعدّ عنـها يبدّل كفوفـه لظهرها يشدّها لحضـنه و لو إنه م يدري بزعلها ما كان صار هالشيّ بهالمكان لأجل ينحني قُرب أذنها يهمس لها : لا تزعلـين ,
سكَـنت كلّها من شدّها له و لأن باغـتها هو بالقبله  بالقرب و الحضن م ترك لها مجال للاستيعاب لكنّـها سكنت م تبدي اي ردة فعل لأن اعتـذاره كان يوصـل لها و من رفعت يدها تتمسك بتيشيرته : مو زعلانه ,
أحنى راسـه يناظرها م يتأكّد الا من كلمتها و يبيها هو لأن زعلها عنده بالدنيا , لأن كلمة منها هيّ تودّيـه و تجيبه و لا يمثّل انها توقّف كل عقله من تزعل : أكيد ,
هـزّت راسها بإيجاب و من قبّل راسـها تبتعدّ عنـه ناظرها لثواني ؛ بأتصل عليك قبل تنامين ..بس أخلص شغلي و أتصل عليك ,
هـزّت راسها بإيجاب و من رجّع هو شعرها للخَلـف عنها هيّ عدّلـت أكمامها تلتفت عنـه تدخل للقصـر تتركّ ارتباك قلبه على حاله م يتسكنّ , تترك كلّ تركـيزه يتلاشى الا عنها و من مسح وجهه بكفوفه يحاول يستوعب زعَلـها اللي م يرضيه التفت يمشي يتمتم بالاستغفار و استمر يمسح على وجهه , لحيـته و شعره..
-
-
خَـرجت من اختبارها وسط جُموع الناس , بين الحَشـد كانت تتصل على البراء تمشي تتلفّت حولها تناظر الناس , تحاول تلمح البراء من بيـنهم و بين السيارات , الأكياس اللي أمامها و البنات اللي يتكلّون بانفعـال هي حرفيًا كانت بين هذا كلـه , عـقدة حاجـبينها م انحلّـت لأنها تغضّب داخلها إن البراء ما يردّ و لا تلمحه و لأن جوالها من دقايق توصله اتصالات من نفس الرقم الغـريب هيّ كانت تفصـل بلاشعور بكلّ مره لأنها تعصّـب , لأن مالها مزاج تردّ أبدًا و لأن وُقوفها طال , اتغيرت الناس اللي حولها و اتغيـرت السيارات اللي أمامها هي اتكتّفت بانتظار و لأن طالت الدقاق هيّ ناظـرت جوالها من نوّر بإشعار واحد " اطلعي انا على يمين البوابه " هيّ م انحلت عقدة حاجبينها انما زادت تستغرب من المُرسل " مين ؟ " , طالـت ثواني الانتظار منها و ثواني الاجابه منه لكن بالنهايه كانت كلـمه وحده هي تجهل ما خلفها , هو يجهل معرفتها به " همّـام " و لأن الاسم جديد عليها , الاسم ما بعد هي عرفته و لا ودّها يروح عنها الا بوُضوح الاجابات هيّ سكنت للحظه بخارجها أما داخلها زادّ فُضـوله و من نزّلت جوالها تمشي على كلامه , ليمـين البوابه هي شافـته واقـف أمامها و لأنّ اللي بيـنهم غرابة شعور هوّ صدّ عنـها مباشرة يغضّ بصره من قربت : أبوك رسلني لك ,
ما ردّ تهز راسـها بإيجاب و لا تدري اذا حكيه صحّ او لا لذلك خرجت جوالها مره ثانيـه تسأل , تطمّن على نفسها لأن الغفله هذه ما تلعب عليها لو كثـروا الأشخاص عليها هي تبقى أذكى و لأن البراء سبقها بالاتصال هي ردت مباشرة : بابا ! ..
رمـشّ هو يعطيها الحقّ و العذر بالاتّصال و يضحك عقـله بجنون من طريقتها و إنّها فعلًا تحبّ الوُضوح لأنها تكلم أبوها معه , يمـه و هو يسمع كلّ الحكي و من قفّـلت توقف خلـفه تُستفزّ من صـمته المبالغ : بابا قال بتآخذني لمكتبـه ,
هـزّ راسـه بإيجاب يمشي يتركـها خلفه تلـحقه و لأنـه كان يناظر كلّ الأماكن الا هيّ , كلّ الاتجاهـات كانت عيـونه تراقب جُموع النّاس الواقف , الجالس , اللي يكلّم و اللي يناظر و هذا كلّه تحت أنظاره و لأنها فهمت إنه يخـاف و يخاف حيل عليها من إنه بكلّ مره كان يلتفت لها يناظر خطواتها بالأسفل ثمّ يكمّل دربـه للسياره اللي من شغّلـها هي استكنّت كلها للحظه تناظرها لأنـها مُختلفه عن سيارة أبوها حيل , مُخـتلفه بكلّ المواصفـات و لأن وقُوفها طال هو ركبّ السيـاره يترك لها حُرّيه الوُقوف و دقايقـه و لأن كل نظراته كانت حولـها مب لها و لا عليـها هي تُستفزّ من بدّ كـلّ المشاعر الاستفزاز هو الطاغـيّ فيـها ,
كـان مراقـبه للي حولها , حركاتهم و كلّ الرايّح و الجاي هو م يترك الحركه تستغفل أنظاره و لأنـها طوّلت بوقوفها لكن هو م يفتح بينهم مجال الحكي , الشرح أو حتى يسمح لها بسؤال لكن هو عينه تستقرّ على كل السيارات الى ان تختـفّي عن أنظاره ..عيـنه على كلّ المرايات , الشبابيك لكن م استوقـفت أنظـاره الا على المرايا الأمامـيّه اللي لمح فيها الجيـبّ الأسود القاتـم اللي من وقّف خلـفه م اتحرّك انمّـا تـرك نفسه خلف سيارته , واقـف يجبـر اللي خلفه يتجاوزونه بالمسار اللي على يساره و لأن وضـعه م يطمنّـه , وضـعه غيـر طبيعي هو خَرج من السيّـاره يلتفت مُباشـره يناظره بحدّه من فـتح شباكه يناظره همّام ما كان له مجال بإنه يشوف ملامحه لأنـه حرك يبتعدّ عـنه ..
عقدت أُنس حاجبينها لأنها شهدت كلّ اللي صار بينه و بين الشّخص اللي خلفـه لكنها للحين تجهل أسبابه , تجهل أجوبـة الأسئلة اللي داخلها و لأنه التفت يناظرها نظره خاطـفه كانت كفيله بإنها توضّح كمّ الغضب اللي داخله , كمّ الجنون المُقيّـد داخله ينطق بحده : ما ودّك تركبين ! ,
رفـعت حاجبها تستنكر حروفه اللي انقالت لها بطريـقه ساخرّة مع غضبـه و لأن صمتها طال هو كمّل : كلمّي المحامي و اتفاهمي معه ان ما كان ودّك ,
ما ردّت تناظـره فقط و بداخـلها حكي , ترابُط أفكار و تردّدات كثيره لكنّ مُستحيل تبقى داخلها أكثر و مُستحيل تمنع نفسها من الرّكوب معه لأنّ فُضـولها مُندفع بشـكل م يرحم عقلها و من تحرّكت خطـوتها تركب ما تخجّل , م يردّها شي عن المقعد الأماميّ يمّـه هي جاورت مقعده تترك ملامحـه تُسكنّ من ركوبـها , تتركـه يستحّي حتى يرفُض ركوبها أو انّها تغيـره و من ناظر حولـه , جُموع الناس اللي هو بغنى عن انه يثير مُشكلة بينهم وسطهم هو ركبّ السيارة ما يناظرها لكنـها تناظره و تحدّق فيه تعقـد حاجبينها فيها بغضبّ : ما ركبت لأن بابا قال و لا لأنك مستعجل ..ركبت عشان أبي أكلمك ,
ما ردّ يقفل بابـه يربط حزامه و يحرّك , يتركها تناظره بتفكير و لأن مسك الخطّ العام هي رجّعت أنظارها له بعد صمـت طويل , تفكير طوال و صـبر استدام على وشك الانعدام لأن اللي يصير معها كثير عليها : مين هذا الرجال اللي نزلت انت له ؟ ,
ما ردّ يرتبـكّ كلّه حتى كفوفه اللي بكلّ مره تفتح قبضتها عن الدرسكون و ترجع تقبضّ بقُـوّة , كمّـلت هي : إنت ما ترد بس هذا مو يعني إن يحق لك تسكت ,
اتنحنح ما يناظرها , توتّـره و تربـكه للدرجه اللي هو م يستوعبها حتى بجنونه اللي اعتاده هيّ م تترك خارجـه بهالجنّون انما تداهم صـدره مباشرة : اسألي المحامي هو يجاوبك ,
هـزّ راسها بإيجاب تعدّل جلوسها : سألته مين قالك ما سألته ؟ و الكلام اللي أقوله قلته له لا إنت و لا هو يحق لكم تسكتون بموضوع أنا موجوده فيه ,
أخـذّ نفس عمـيق يسكُـن كلّ خارجـه لكن تُجنّ كل ذرات عقلـه : وش تبين الحين ؟ لا تنتظرين مني شيء و لا تسأليني أسئله لأني م بأرد عليك , عندك المحامي هو نفسه أبوك مب شخص غريبٍ عليك اتفاهمي معه ,
اتنـهدّت تعدل جلوسها , ترجع ظهرها للمقـعد من حكيه , من انهاءه للحكي قبل لا تبدأه و لا لها نـيّه بإنها تبـقى بهالسّكوت , هالفُضـول و ما بعد انمحـت اسئلتها من عقلـها و لأن ختام هالصّـمت منها و منه كان حكي  منها : لو بابا ما جاوبني إنت بتجاوبني..ما بأسكت الا لو عرفت ,
ما ردّ يناظر طـريقه , على ان عنادها و اصرارها يستفـزّه الا انه مُب قادر يطلّع جنونه , مب قادر يفرّغ غـضبه بالشكل اللي اعتاده و لانها سكَنت بعد آخر جمله منها تناظر الشّباك بهدوء هو التفت يآخذ نظره عليها ما طالت ثوانـيها لانه اتوتر من قُربها الشديد منه , من جُرأتها و لأنها ما تشابـه أخته بالطّبـع , ما تـشابه صمـت أمّه اللي اختلَفت هي معها لأن النُقطة المشتركه بينها و بين أمـه هي - الهُدوء - و هالهدوء يربـكه للحدّ اللي يـضربّ هبّـوب صدره و لأنه لأوّل مره يشوف هالشّبـه بين شخصين ترجـع له ذكريات يحنّ له قلبه لكنه يكابر عنها , يكابر عن الذّكرى و ألمـها و يحاول لكّـنها ترجعها له بطريـقه يكرها بنفسه أكثـر من وُجودها معه لأن وُجودها مهما حاول يحدّد مشاعره بالنسبه له , مهما حاول يوصف نفسه و هو يمّـها ما قدر يوصـفه لأنه - غـير - عن كلّ الوُصوف , مُختـلف عن الشُّـعور اللي يحسـه دايم و هالشيّ مب عادي له و يربـكه...
-
-
الفُـندق ؛
دَخَـل بعد آخر فرضّ لليوم و لأنّ حربـه بينه و بين نفسه استدامت لوقت يحاول يهزمها لكنّ عيّـت حروبـه تنهزم , عـيّا الشّعور يُمحى و التفكـير يهدأ و لأن من دُخـوله ما كان بوجهه الا هيّ اللي وقفت من السرير تناظره , تستغـرب من غيابه الطوّيل و تقلق ما تخفي قلقها عنّـه من قربت منه تشبك يدينها بتوتّـر : اتأخـرت ! ,
قفّـل الباب خلفه بهدوء يهزّ راسـه بإيجاب يمشي من ناحيـتها يتوجّـه لجواله يناظره اللي اتغير مكانـه و صار مع جوالها , اتنحنح يسحبـه و من رفعه يتصّل على همّـام اللي عطاه مشغول هو نطق دون لا يناظرها : همّام كلمك ؟ ,
هـزّت راسها بنفيّ تزعل ملامحها من انه م يناظرها ابدًا و سؤالـه لها م يجاوب سؤالها : اتصلت و ما رد و رسل لي رساله قال انه مشغـول ,
تـرك عذبي جواله على الكمدينـه يتأكّد من انه مشغول لان حتى اتصاله ما ردّ عليه , مسَـح على ملامحه يمشي من يمينـها يتركها مره ثانـيّه بحرب المشاعر , بخصـام طبـعه هي تسأل تفسها على كلامها بينه و بين نفسها وش صار , م تدري هو زعلان منّـها لسبب أو انها تجهل وش هو اللي زعله لانه دخل لدورة المـياه - أُكرم القارئ تحسـه يتجاهلها لأنه م يناظـرها , هيّ عجزت تجلس تراجـع نفسها من بداية جيّـتها معه , حكيهم ، نومـه و بالأخير خروجه تاركها لأجل يطلب الأكل هو كان عاديّ معها لكن الحـين هو - بـاردّ - و لا تميـلّ للرضى ..
خَـرج من دورة الميـاه يناظر الأكل اللي ع الطاوله باقي مثل ماهوّ , م اتغيّـر و لا نقص للحظه هو استوعب من الاستقبال يوصّلون الأكل للغرفه و هو ترك الغُرفـه , نسى الأكل و رسـله لها لكن ما يشوفه اتغير و من رفع أنظاره لها تستقرّ نظراته معها من دُخوله للغرفه هذه المره الأولى : وشوله م أكلتي ؟ ,
ما كان منها ردّ , هي ناظرت الأكـل لثواني ثم رجّعت أنظارها له تهزّ راسها بنفيّ , هـيّ نزلّـت الرّوب عنـها تترك البيجاما البيضـاء وحدها على جسدها دونّ شي تخاصـمه و لا تستوعب أفعالها اللي تسوّي فيـه الهوايل و لأنـها ما تجاوبه بصريح الكلـمه هيّ التفتت تصدّ عنـه بخصام الشّعور , خصـام الجسد هي فعلًا أعلـنته عليه توقف أمام الشّبـاك دون كلمه تترك الروب على الكنـبه يآخذ انحناءاته هـوّ م يستوعب لحـظته معها , محاولتـه بالبُعد و خوفـه عليها من قُربـه لكن هو أبعَـد كثير , توّه يستوعـب إنه أبعد أكثر من اللي لازم يكون و من قـرّب منها يمسك بالروب يمدّه لها : البسيـه و نجلس نتكلّـم ؟ ,
ناظـرته دون ردّ , ناظرت يدّه الممدوده ثم رجّعت أنظارها له , لعـيونه تستقرّ بزعلها الواضـح هيّ تعذّبـه و لا تترك له محال للرّاحه منـها يهز راسه بنفيّ : لا تناظريني كذا ..خلّي عيونك لي لكـن لا تناظريني كذا ,
هـبطّ صدرها بعد ما فرغ من نفَـسها من كتم المشاعر الهائـله اللي داخلها , من كـمّ الشّعُـور اللي يكتمها هيّ ما عادت تعرف توصـفها لنفسها , تحددّ حكي المشاعر لكن هي صدّت عـنه تناظر الشبّاك : من جيت و إنت ما تناظرني..مشيت من جنبي و لا كلمتني حتى كلمة ,
ما ردّ يناظرها و هو كلّ عروق صبـره تتقطّع , تتقطع من البُعد اللي يحاول يتمالكه لكنـه يحاول يجبرها بعد لأن مرجوعـه مب من صالحـه و لا صالح حكيـه , ناظرتـه مره ثانـيّه تهدأ نبرتها و تنزل يدها كلّها ترتخي : لا تبعد كذا ..حتى لو زعّـلتك لا تبعد اجلس و نتفاهم ما أحب المسافات هذه بدون سبب,
هـزّ راسـه بنفيّ مباشره يحنـي راسـه يغضّب من نفسه لأنه ترك هالشّعور داخلها , لأنها توضّـحه لنفسه و إن فعله معها زعّـلها : م زعلتيني ..و لا يجيني زعل منّـك ,
اتكتّـفت تلتفت له بكامـل جسَـدها ما تمدّ يدها للروب نهائـيًا , تترك عذابـه يزيد , تتركـه بحربـه كأنها تتعمّد لكن هـيّ انهـزامه بهالحرب : طيّـب ! مو زعل هذا بس حركاتك حركات زعل يوم انك تصدّ و تمشي كأنـي مو موجوده ,
هـزّ راسه بنفيّ ما يناظرها , يحاول انه م يناظرها قدر امكانه المعدوم : ابي اكلمك ..ابي اكلمك لكن ابي همام يكون معنا ابيك انت و هو مع بعض و لو كان اللي وضّـحته لك انا زعلك ما كان المقصد باني ودي بهمام يكون معنا ,
سَـكنت ملامحها تناظره باستغراب من حكيـه اللي مو موزون ابدًا ، هو يدخّل موضوعين ببعض من ارتباكه دون لا يحسّ لكن هي تحسّـه : عذبي تقدر تكلمني و تناظرني و تعامل وُجودي بدون همّام ..انا عندي كلام و انت عندك كلام وش اللي يمنع ؟ همّام ما يمنع ,
سكَـن صدره يحاول يستوعب نَفسه لأنه خَرج عن منطقه , اتوقّـفت كلّ أفكـاره تعجز حروفـه عن الخروج لأن للحظه هو استوعب انه يردّها عنـه بكل الطرق , يحاول يبعدها و هي م تدري عن شُعوره و ودّها بالحكي , ودّها بكثير الأشياء لكن الأشياء كلّها تحين التأجيل اللي رح يكدّرهم كلهم لكن هو يستـبق الاحداث و كدّرها هيّ فعليًا بحركاته و لأنـها استوعبت أفكاره , فهمـته من بعد ثواني الصمت الطويـله بينهم يناظرون بعـضّ هي احترقت محاجـرها دُموع تفهم انه يحاول يمنع نفسـه عنها , يبعدها عنه و التفتت مباشرة تمسك جوالـها تبي تتصّـل على صيـته لكنه اتقدم مباشرة منها يمنـعها , ينزّل الجوال عنـها : وش تسوين ؟ ,
ناظـرته تحاول ردع تمرّد الدموع بعيـونها و لأن عيـونها تموجّ بها مشاعر , تموجّ بـها شعور بشـع هيّ هزت راسها بنفيّ : إنت وش تسوي مب أنا ؟ مب إنت اللي تسوي الحركات من اليوم وش كنت تبي ؟ تبيني أروح عنك و لا ما تبي تجلس معي ؟ خلاص دام انت م تبيني و دام همام يقول انه مشغول و أبوي م ادري وينه و لا يرد علي من الأساس خليني أتصل على صيته تآخذني ,
هزّ راسـه ينفي يسـحب الجوال منها , يناظر عيـونها و يلمح موجّ المشاعر بها من لمعـتها , من محاولتها بإنها تصدّ عنـه هو اتمسّك فيها يحاول يلبّـسها روبها لكنها التفتت تسحبه منه ترميه على السرير تحدّ من نبرتها و علوّها : عذبــيّ ! وش تسـوّي ؟ ,
ما ردّ يناظـرها يفضـحّه كلّ شعوره , كلّ حواسـه م تستكنّ و لا قلبـه اللي يلجّ بداخـله م يتركـه يهدأ , يفـرط باقي شُعوره على ملامـحه و لأنها هيّ تعصّب , يشوفها و يعرف انها تعصّب من حركاتـه لكن مو بيدّه هالشيّ و لا يبي هالشيّ يمرّه معها بهالوقت اللي الهمـومّ بها عليها و عليه تمطرّ , ودّه يقول لها عن أبوها و ودّه همام يساعده , ودّه يبقيهم مع بعض يساعدون بعضّ لكن هو يمنع نفسه عنها وسط كلّ المشاكل هو ما يقـدر يمنع لوعة الحُبّ الطمّـاعه داخـله و لأن يـدّه امتدّت لخصـرها تسحبها كلّـها له , تمنـعها كلّها من انها تتحرّر رغم محاولتها لكن هو كان قـريب منها بكلّ الحدود , كفوفـه تحاوطـها , وجهه يقابل وجهها و لأن يديـنها هيّ بالأسفـل تحاول تحرير نفسها هـيّ نزلت وجهها عنّـه , ترخـيه بصدره تآخذ أنفاسها بضَـياعّ منه , زعـل و تخاصمه بكلّ جوارحها و بكلّ قلبـها : عذبي وخّـر خلاص ..اذا انت ضايع بنفسك لا تضيّعني معك و خليني اروح ,
أحنـى راسـه لها لقُرب أذنـها كان همسـه لها , يرتجّـي نفسه توصـل لها دون الأذى لشعورها , دون لا يأثر عليهم الاثنين هو ما ودّه لكـنها تجـبره بالكثير و تـعذيب قُربها يشتـدّ معه أكثر من اللي كان بخياله : تروحين وين ؟ مكانك هنا يمّـي ,
هـزّت راسها بنفيّ تغمّـض , شعورها جيّـاش و لا يرحمها من الأفكار , من الأذى اللي حسّـته من طرفه و لو هو فعل مراوغ هيّ حسـته : إنت تبعد إنت مب أنا ..وخّـر ,
كـانت جوارحـه تتسلل لها و هيّ تحسّـها , تحسّ بيديـنه اللي متمسّكه بها و وجهه اللي يقـربها أكثر رُغم محاولتها بصدّه هو ماكان يعطيها حُريّه الابتعاد , ما كان داخلـه يرضى عليه لكنّ هي تزعل من محاولته بالبُعد و نفسـه لها توّاقـه مُستحيل ترضى زعلها , مُستحيل ترضى بُعده عنها و لأن خيـاره بيدّه الحيـن هو قرّب منها يـآخذّ قُبـلته بنحـرها ، طـرف فكّها و لا ترك لها من الأفعال الا انها تناظـره بذُهول ما تستوعـبه و هو داخل حربـه بينه و بين نفسـه على ما ودّه و على واقـعه اللي م يرضى بهالشيّء من الظّـروف لكن غلَـبته نفسه , غلبه زعلها منه قـرّب منها يآخـذ نفسها منها م يترك لها مدى التفّكير و من رفـعت يدها لصدره تـردّه عنـها هو ابتـعد عن ثـغرها يهمسّ بواقـعه هالمره , يعطـيها فُرصّه رفـضه و يتمناه منها : رديـني ! ,
رجـفت كلّ كفـوفها , مشاعـرها من نبرّة الضّعف اللي فيه و من قُـربه منها هي ماعادت سليمـة التّفكيـر و لأن للحظّه هيّ كلّـها رجـفت تعجـز عن فتح عيونها و تعجز انها تناظره لكن تحسّـه بقُربـها و من ترك خصرها بيدّ وحده و اكتفى بذراعه كاملـه هو رفع يدّه يتمسك بكفوفها الراجفـه , يمرر ابهامـه على نبـضها اللي حسّه فيهـا و لا يدري كيف انقلبّ حاله بمُجرّد زعلها يعـتذر منها كلّـه لكـنها ما تردّه و لا تقوى على ردّه من قرّبـت منه هيّ تقبّـله بكُـلّ المشاعر ما تردّه هي بسطت كفّـها على كفّـه و يدها الثانيـه خلف رقـبته و من انحنّـى هو يقبّل نحـرها , يآخذها لـه كلـها من بدايـته لنهايـته هو فَـتح عيـونه يآخذه نظره لعقدها اللي يتوسّـط أسفل عُـنقها يرفـع يده يتحسّسـه , يلمسـه و يبسط كفـه كله على عنقها يتذكرّه بالحلـم و لأنها سكَـنت كلّها تناظره , تعتلّي أنفاسـها تفـهم رغبـته بإزالته منها لكنها هزت راسها بنفـيّ : اتركـه ,
ما ردّ يناظـر عيونـها و موجّ المشاعـر اللي هلـكه قبلها يرجع يتمسّك فيها كلّها , يشدّها له و يقبّـلها كـلّها , يسكّن رجـفتها بسبب جيّـش المشاعر داخلها هو حاولها , حاول نفسـه التوّاقـه فيها بـها هيّ , هـيّ وحـدها ..
-
-
سـيارة همّـام ، أمام مكـتب المحاماه ؛
وقـفّ السيارة بعد طويـل صمت بينهم , نظرات منـها للحظه يقابله هو بالصدّ , نظرات منـه هو كانت هي تهربّ للشباك بفكرها , تناظر الشارع ، السيـارت و حياة الأشخاص من حولها هيّ كانت تناظـرهم دون نظر , دون تركيز لأن كلّ فكرها في همّام , في أسبابه و القضيـه , الناس اللي صاروا حولها و الڤيديو اللي انحذف من جوالها كانت كلّـها تفكير و من وقّف السيارة هو اتنحنت تعدّل جلوسها تفتح حزامها , تناظره و هو ثابـتّ الملامحه , ثابـت بجلوسه و لا يتحرّك بيدّه السّبـحه و بيده الثانيـه لازال ممسك بالدركسون يجـاهد وُضوح ارتباكه و لأن عيـونه حوله هو شاف السيارة اللي لعميل البراء من راح و هي نفسها موجوده و يخمّـن انها له و انه باقي موجود  بالمكتب و اتنهـدّ للحظه هي لمحتها فيه لأنـها كانت تناظره , تجهـله و تبي وُضـوحه بكلّ الطرق : بتطلـع فوق ؟ ,
ما يناظرها ابدًا , ما يلتفتّ و لا تخرج حروفـه يمّها يحاول يستنقصّ كلامه , حسّه يمها بقدر الامكان يحاول ثبوتـه م يهتزّ و من هزّ راسـه بإيجاب ينزل من السيارة ينتظر نزولها لأجل يقفّلها هي بالفعل نزلت , تعدل شنتطها على كتفـها تمشي بخطوات بسيطه تحسّـه خلفها لكن م استدام هالاحساس لانها التفتت تشوف ظهره , تشـوف السيجاره بطرف ثغره يولّعها و من أخذ نَفَـسه منها بشراهـه هو نفَث دخّانـها و تكره هالشيّ , تكرهه ما تطـيقه هيّ استمرت تناظره تحاول م تفوّت جـيته  معها لأنها تبينهم الاثنين مع بعض , هو أبوها و لا تبيه يروح و تبقى بسكوت أبوها هيّ استمرت تناظـره دون لا يدري , دون لا يلتفت هو على باله انها طلعت لذلك استمّـرت دقايقه بالوُقوف , بالتّدخين هو قضاها و لا وقّـفه شي عنّـه الا من انتهت , الا من قصر طولـها هو ناظرها لثـواني حاول يبعدّ التفكير , الربكه اللي داخله من قُـربها اللي صار لهالحدّ و من تركـها يرميها يفتح بكته يطلّـع اللي بعدها هيّ نطقت تقاطعه : خلاص ! وحده تكفي ! ,
هو التفت يناظـرها يُذهل من وقوفها , دقايق الصّمت اللي كانت بلاحسّ و سكون هي كانت فيها واقفه تناظره , تراقبـه و لا خضع نظره هالمره من ذُهوله : ما رقيـتي ! ,
كانـت تسند نصف جسدها على الباب , على المدخل تناظره و من هزت راسها بنفيّ تنطق بهدوء : لا ، أنا سألتك و انت قلت بتطلع يعني بتطلع معي الحين كلنا نتكلم انا و انت و بابا ,
تقيـّد  له جنونـه المهزوزّ داخله و يعجـزّ عنه بالشّكل اللي يضره , من كلامها الهادئ , تكتيفها لذراعها و عُقدة حاجبينها كلّ هذا يضـربّه هو : ارقي الحين بألحقك ,
هزّت راسـها بنفيّ دون كلمه تتركّ ذراته كلها تنجنّ م يصدّق , م يصدّقها و من شتت نظره عنـها يآخذّ نفسه يدخل بكتـه بجيـبه هو مشى يوصلّ لحدها و من قرب هي التفتت تصعدّ الدرجات و هو خلفها , هي ما تركته بحاله لكن مشت قبله تتركه خلـفها يصعدّ لأنها تحسّـه خلفها و من فتحت الباب المردود تدخـل هو دخَـل خلفها لكنها وقّفت حركته من وُقوفها , من انها التفتت تناظره : وين بابا ؟ ,
ناظـر نظره وحيده للباب ثمّ انحنى بنظراته لها لأن هو شافـه كلّه , ما خضّـع نظره و هو خلفها كانت كلها واضحه لها , طولـها , هيأتها و حركاتها ولا قدر يخضّـع من فُضولـه بتشابهها مع أمـه : الباب اللي بوجهـكّ ,
التفتت تمشـيّ تكمّل للباب و هو اتجاوزها لليسار يبي يدخلّ غرفـته لولا انها دقّت الباب هو وقف خطـواته يناظرها بطرف عيـنه م التفت كله لها ..
وقـفت لثوانـي تنتظره يفتح الباب , تنتظر خروجـه لها و تعلن وُصـولها و بالفعل ما اكتملت ثواني الدقيقه الا و فتح الباب هو يخـرج منه بيدينه كوبين يمدّها لها : خذيها و اغسلـيها ! عندي عميل عطيني عشر دقايق ,
رمشـت بذهول تناظره من مسكت الكوبين هيّ : أغسلها ! ,
هزّ راسه بإيجاب و ناظر همّـام اللي معطيه قفاه , يسمعهم مع ذلك هو م التفت كلّه لهم : ما يصير لك شي ..كلها كوبين و المغسله بالغـرفه اللي على يسارك ,
دخَـل يتركها تآخذّ نفسها تحاول تتمالك نفسـها من تصرفات أبوها , من انه يحاول العاديّـه فيها و هي مب حولها و لا تشوفـها لذلك هيّ نزلت يدها اللي تشيل الكوبين ترخيهم , تلتفت تناظره من دخَـل للغرفه هيّ مشت لها تلحق دُخـوله توقـف على طرف الباب تناظره بالغرفه تُذهل تمامًا  من جلس على السرير اللي يوضّع فـرق الحجم بينهم : انت تنام هنـا ؟ ,
ما ردّ هو بقى جالسّ يجمّـع كفوفه يسند اكواعه على ركبه و يرخي ظهره للأمام , وجهه محنيّ و لا هو يناظرها لكنّـها ما تتنازل عن نفسها , شخصيتها و رضاها هي اتقدّمـت تناظر المغسله الصغيره اللي على يمينهـا هي حطّـت الكوبين و من التفتت تناظره هي مشت تنزل شنتطها عن كتفهـا لجنبه هوّ , لسريره هو هي نزلتها و رجعت للمغسلـه ترفع أكمام عبايـتها عنها و من غسّـلت الأكواب التفتت له تمسكها ترفعها : وين تنحط هذه ؟ ,
هو لازال باله من قُربها , من انها حطت شنتطها يمّـه و على يساره هو يناظرها بعده و من سألـته هو ما يردّ , ما يفتح مجال للحكي معها لأنه يرتبك بشكل لا يُطـاق هو يحاول يتحمّلـه لذلك وقف هو يتقدم لها يمدّ يديـنه يآخذها منها يرجع لمكانـه , بسريره هو حطـها تحته على الأرض يتركـها تسكن كلّها للحظه من فعله و من اتقدمت منـه توقف أمامه , قباله تسند ظهرها على الجدار تتكتّف ولا تنزّل نظرها عنه , ما تشتتـه أبدًا : بابا قال عشره دقايق و يخلص بس عادي اذا اختصرنا شوي و رديت علي ,
أخـذّ نفس من أعمـاقه لأنها تحاولـه بكلّ الطرق , تصـرّ بكل الطرق و لا تترك درب الوُضوح , رفـعت حاجبها تفكر لثوانيّ : تعرف ليش بابا حذف الڤيديو  من جوالي ؟ ,
ما ردّ يسكن عقلـه بلا استيعاب م يدري السبب , و لا يدري عن الڤيديو اللي انحذف من أساسه لكن ما يردّ ابدًا , ميّـلت شفتها من ما ردّ عليها ما تترك ببالها تساؤل ؛ إنت أخ عذاري..كنت بأسأل عذاري عن القضيه اللي بابا يتكلم عنها بس ما كانت موجوده اليوم بالقصر..وش هي القضيـه اللي تستحق زواجي منك ؟ ,
ما ردّ يُـحرق كلّـه , يتذكر عذاري اللي ما ردّ عليها , يتذكر قضـيّه أمه و الأقوال اللي رُسلت له و للحين ما شافها , يتذكرّ أبوه اللي دخل للسجن و قطعها هو معـه ,
ناظـرته لثواني تتأمّـل حركاته من رفع يدّه يحكّ عيـنه , ينزلها و يرجع لمحاولته للثّبات هذا كله هي شافـته فيه و يتكرّر معها : وش هي القضـيه ؟ ,
احتدّت نظـرته يرفعها لها , م يقدر يخضّعها هالمره من لأن هالشيّ يمسّ أمـه اللي فقد حسّها من وقط طويل و ودّه يحن لكن هو يمنع نفسه حتى من الحنين لها , هزّ راسها بنفـيّ تترعب و لا تخفي رُعبها من وجودها معه وحده بهالنظره الوحيده منه و بالخلوه الأولى بينهم بهالغرفه ؛ يحقّ لي أعرف لا تحاولون تمنعوني انت و بابا ,
غمّـض عيونه يرجع يحني راسه , يخضّـع نظره عنها و من تغيّر نبرتها اللي سمعها هو ما يمثّل انها تربكه بوُجودها معه لكن يعجزّ عن طردها , عن معاكسة فعلها بكلّ مره ما يقدر يمنعها و من ردّ علـيها ما يتركه قلبه بهالسّكوت و هي تنتظر الحكي يبي ينهي انتظارها له للأجوبه : قلت لك لا تسأليني ما منّي جواب ..شوفي المحامي هو يجاوبك ,
أخذت أنفاسـها بهدوء , تفكّـر لدقايق بهذا الصّمت اللي بينهم , من انه يحاول الصدّ و انها تحاول الوُضوح هالشيّ متعب لهم الاثنين مع الشّعور الجيّـاش اللي يصيبهم و لأنّ الدقايق طوّلت , خروج أبوها طوّل هي حررت حروفـها له : طيب  اذا انتم تدرون ان القضيه فيها مشاكل ليش تدخلونها ؟ السياره اللي لحقتني ذاك اليوم و اللي بالكوفي و توك عند الجامعه شفتك كيف تناظر السياره كل هذا ليش ؟ عادي قولوا لي انا عالاقل اتصرف اروح اشتكي و ابلغ ..عالاقل اعرف انا ويني و وش ممكن يصير بالايام الجايه ! ,
سَـكنت ملامحه يرفـع حاجبـينه تُبلّد كل المشاعر الا وُجودها أمامه , حكيها و خُلاصة الشعور اللي تحسه هي قالته دون تردد لكن ما يترك جنونه , من ضحكّ عقـله بجنون يهمسَ بكلمه وحده لنفسه لكنها كانت واضحه لها : يويسي ! ما بعد عرفتي  الدنيا ,
عَـقدت حاجبينها م تفهم الكلمة اللي لأوّل مره تسمعها , و لأوّل مره تستغرب من كلمه لهالقدّ : وش يعني يويسي ! وش هالكلمة الغريبه اللي تقولها ؟ ,
ناظـرها بذهول منّ انها سمعته هو رفع أنظاره يناظرها كلّـها لأوّل مره بهالوضوح هو يلمحها و لأن عقله يضحك بجنون , لأنه م يستوعب نفسه انه قالها بصوت عالي هو نطق حتى م يستوعب اجابته : ي حليلك ..معناها ي حليلك ,
ضحكـت بخفيف ترفـع حاجبينها بذُهول , تضحك ما تمثّـل ان الكلمة غريبه لكن معناها هي تعرفه ,  و أكثر لأنه جاوبـها و هي م اتوقعت الاجابه منه : من وين جبـتها ! ,
اتنحـنح يتوتّر كله يرتبـك من نظراتـها , من انها ضحكت و لأوّل مره يلمحها تضحك رغم انه سمع نبرتها اللي اتغيرت قبل دقايق للزّعل هو الحين يميّز نبرتها المذهوله , من نظراتها و عيونها المتوسعه , ضحكـتها اللي بمسامعه للحين هو ارتبك كلّه يرفـع يدّه يمسح طرف أنفه و لأنّـه سمع صوت الباب , صوت البراء العاليّ اللي وصـل لهم هو وقف و هيّ قربت منه توقف قباله ما يفرق بينهم شي , توصل له بالقُرب تآخذ شنتطها من سريره و توقف يمـينه بشكلّ يوتره , يعجزّه عن الحركه و من مشـت هو مشى خلـفها بعد قيـده هو اتحرَك يحرّر أطرافه بالحركه و من وقفت عند الباب هو وقـف خلفها يناظر البراء اللي قفّـل الباب يودّع عمـيله و لأنه التفت لهم يناظرهم هو سكنت كلّ ملامحـه من وقوفها و وقوفه خلفها : وش فيكم ؟ ,
رمـش همّام يتراجع خطوتـه يبعدّ عنـها عكسها هي اللي مشت لحدّه توقف قباله : بابا أبي أكلمك ,
اتنهـدّ البراء يدخل مكتـبه و لأنها لحقـته و من جلس هي وقـفت  قباله بينـه و بين مكتبه  تمنع عنـه أشغاله : بابا لو سمحت ! ,
أخـذ البراء نفسّ عميـق يناظرها يهزّ راسه بإيجاب : كلميني لكن مو كل الأجوبه اللي براسك بتلقينها ,
نزلت شنتطتها عن كتفـها للمكتب و قرّب همام يوقـف على باب المكتب , كان يشوفهم لكن هم لا...

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن