الفصل ٣٧

6.5K 133 20
                                    

كشّـرت نور مباشرة و مسكت أريام بيدّها تضمها لكفّها : لا لاا نوري معي بكلّ الصور ,
ضحكّ شاهر بعلّو الصوت يتعمّد خجلها : حتى مع دهام ؟ حتى مع دهام ! ,
سكَـنت كل ملامح أريـام بخجّل لوّن كل ملامحها , شعّ من وجهها بالوضوح لهم و من هزت نور راسها بنفيّ : أكيد لا ي غبي ! بلا عباطه ,
ضحـكّ من قلبه على شكل الأريام , على خجلها و من أقفت عنّـه تمسك بجوالـها تشغل نفسها فُتح باب جناحها تدخـل منه ليـن اللي ركضـت لها تحضنها من الأسفل و اللي غيّرت كل شعورها بلحظه , بثواني هي غيرت كل ملامحها للابتسامه و من قرّبت نور تبعدها عنها : لا لاا تكفين أنا أعرف يدّيكم ي البزران كلها حلاوّه و شوكولاته ! ..,
ضحكت أريام تهزّ راسها بنفيّ و تتمسّك بها : عادي خليها ليونـه شطوره كبيره هي ,
هزّت نور راسها بنفيّ تآخذها لحضنها تحت كشرتها , تحت خصامها اللي بملامحها هيّ أخذتها تقبّل خدها : لا تزعلين اليوم عاد ! هي عروسه لازم تكون حلوه و نظيفه ,
ميّلت لين شفاتها تزعـل : طيب أنا نظيفه ! ,
ضحكت نور تناظر أريام اللي قرّبت و من ميّلتها : خلاص بس بوسيها في خدّها بوسه وحده ,
قرّبـت لين تقبّل خدّها , و من ابتعدت رجّعت لها أريام القُبلة  على دخول سدَن من الباب تبتسـم بخفيف تمشي لها تسلّم , هي ابتسـمت بخفيف تبادلها السّلام , على ان ذكراها اللي زعّلتها باقي بها الا انها م تبي لحظات يومها تخرب , و تتكدّر فيها ..
التفـت شاهر يخرج من الجناح من دخول سدَن و ضحكت نور توسّع عيونها : ليتك جايه من أول ي سدن و افتكينا منه ..
-
-
بالأسفـل ؛
انتـهت صيتـه من البخور , انتـهت من تزيين المجلس كلّه بالورود اللي تشابـه فُستان بنتها بالألوان , انتـهت من ترتيب الدّلال , الفناجيل و التّمور بالمجلسين و من اختتمت آخر لحظاتها بمجلس الرجـال على دخول صُهيب من باب المجلس المباشر ابتسمـت على قُربـه منها , على لبسه للثّـوب الأسودّ مع الشماغ السُّكري , خاتـمه و سبحته اللي بيدّه , رفعـت كفوفها تشيل شعر القطاوه من ثـوبه بأطراف أناملها : مبسوط ي بوعذبي ؟ ,
ما ردّ يناظر جمالها لثواني , يتأمّـل تفاصيل شعرها الكثيـف و ابتسامتها اللي تفتنه , و من وسّعت أنظارها تهزّ راسها بنفي
مباشرة تفهمه : الحين ملكة بنتنا ! ما يصير ,
ابتسـم بخفيف من شافها توسّع أنظارها و من عقدت حاجبينها تنقد : المره الجايـه من يكون عندك مناسبه زي كذا حاول ما تمسك قطاوتك لأن شعرها كله بثوبك و انت ماشاءالله عليك دايم تلبس ثياب  بيضاء ,
اتنهدّ يشتت أنظاره عنها لثواني و من مسك بيدَها ينزلها عن صدره يشدّها بقبضته ما يتركها : كل شي جاهز خلاص ؟ ,
هزّت راسها بإيجاب تآخذ نظره على المجلس كلّـه : ضيوفنا الليلة كثار ..عذبي كلمته بيجي ؟ ,
ناظرها لثواني دون ردّ يفكر بجيّته و لا السؤال هو حتى م اتصل يسأل لأنه ضامن جيّته , ضامن انه ما يكسر الأريام بيوم مثل كذا , أخذت صيته نفس عميق تكبّت غضبها عليه من عرفت الاجابه : سؤال ي صهيب سؤال م يضر ..كلمة انت وينك م تضر والله ,
ما ردّ و انما التفت عنها يترك يدّها يطلع من المجلس : لا اتّصل هو و سأل على أبوه ذاك الوقت أسأله أنا ,
اتنهدّت صيته تحوقل , تحوقل من عناد علاقتهم ببعض , من صعوبه تفاهم مع بعضَ هي تتألّم عليهم لأنها تدري ان الاثنين بحاجة لبعض , الاثنين يبون الشدّه من بعض و يبون الحكي لكن بينهم حاجـز مانع و هالشيّ يضايـقها حيـل و من قفّـل صُهيب الباب خلفـه هي رجعـت تفكر بالشّخص الضحيّه بين مـوقفهم , بالشّخـص اللي مانام يبكّي من تأخـر عذبي , من عدم ردّه على الجوال و من رسايلها اللي ما وصلت له و من بعدها هيّ كرهت جوالها تقفلّه , بكَـت بحضن صيتـه بكاء حدّ الألم , حدّ التّعـب اللي أنهكها لذلك طلـعت صيته مباشرة من المجلس تتجاهـل كلّ الأنظار و النداءات تردّ عليهم بردّ واحد " شوي و أنزل " , كانـت خطواتها لجناحـها و مـن دَخَلـته بعد دقّتين على الباب سكَـنت كلّ ملامحها من شافـتها وقفت على حيلـها , وقـفت تجاهـدّ دموعها الطاغيّه و لبسـت فُستانـها الأحمر الحريـر عاريّ الظهر و الأكتـاف و لا يغطّي أكتافـها الا خيطين من الفستـان اعتلوه , ابـتسمت تخفي حُزنها عليها لأن لاشافته ممكن ترجع دموعها , ممكن يـرجع زعلها الكايدّ يوضح عليها أشدّ الوضوح و من التفتت لها عذاري بوجهها الذّبـلان النديّ , بملامحـها المرتخيّه بتعـب البكيّ قرّبـت منها صيتـه ترجع لها شعرها للخلف و تقرّب منها تقبّل خدها : لبـستي ! ,
هـزّت عذاري راسها بإيجاب تجبر الابتسامه : لبستـه بس باقي ازرار واحد م عرفت أقفّلـه ,
ميّـلت صيته راسها تشوفـه بأسفل ظهرها و من نطقت " لفّي أشوف " التفتت عذاري تناظر نفسها بالمرايـا و من قفّـلته لها صيته ابتـسمت تناظرها من المرايا بعد و هيّ خلفها : ناقصك شي ؟ ,
هزّت عذاري راسها بنفيّ تحني راسهـا تناظر نفسها ثمّ رفعت أنظـارها تآخذ نفسّ عميق تحاول تبعدّ ضيقها , حزنها و شعورها البشعّ اللي لازال داخلها و من رفعت صيته تشدّ على كتوفها : جبت لك عقد شفتيه ؟ ,
ناظرتها عذاري من المرايا تُدهشّ من حنيّتها , من تفكيرها بالجميع و انها تدارّي كلّ المشاعر ,
ضحكت صيتـه بخفيف من عرفت الاجابه انها ماشافتها و لا تدري عنّـها و اتقدّمت تسحب الكيس من فوق التسريحه : قلت للعامله تحطها فوق التسريحه و إنت نايمه ..اتوقعتك تحسّين ,
هـزّت عذاري راسها بنفيّ تهمس بخفوت : م حسّيت ,
فتَـحت صيته الكيس تخرَج منه عُلبـه العقد : م جاك فضول تشوفينه و هو فوق التسريحه ؟ ,
رفـعت عذاري كتوفـها بخمول فظيّع , بمشاعـر راكدّه تحزن صيته عليها لأن اللي تحسّـه من شعور غَلَب داخلها و خارجهـا : م انتهبت له ,
اتنـهدّت صيته تخرجه , توقف خلفها و تلبّسها هو : و أنا أجهزّ أغراض أريام للملكه و اشتريت عقدها قلت لنفسي ي صيته عندك بنت ثانيـه لا شريتي لها يزهى بها العقد مو هي تزهى به و من شفت هالعقد قلت بس ! هذا حق بنتي عذاري و اللي بيناسبها و فعلًا شوفيه الحين شلون طالع عليك ! يزهى بك ,
ماردّت عذاري , ماكان لها أيّ تعبير الا ان محاجرها احترقت من فايضّ شعورها و من لمست صيته العقد تلفّـه على عنقـها ترتب شكله هـيّ مزل سايل دمعها يحرّق جوفها قبل خدّها , يحرقـها هي بالمشاعر قبل ما يحرق بشرتها و من لفّتها صيته لأنها شافت استسلامها الثاني لهذا اليوم , شافت استسلامها لمشاعرها و لشعورها اللي تحسّه من نزلت دموعها و رفـعت كفوفها مباشره تقبّل خدها مره ثانيه : ليش  تزعلين نفسك ؟ ليش تحمّلين نفسـك أكثر من طاقتها ؟ عذبي بيجي إن شاء الله ,
هـزت عذاري راسها بنفيّ مباشرة ترجفّ نبرتها , كفوفها و كلّ مشاعرها : مو بس عذبي ..محد موجود ! حتى بابا و همام محد موجود و عذبي قال بيجي الفجر ولا جا ,
احتـرق جوف صيته عليها و لا تقدر تواسي هالشعور فيها لأنها تدري بتأثيره عليها لهالقدّ , تدري إنها فقدت أحنّ الأشخاص اللي  عاشت معهم بدايةً من أمها و أبوها و أقرب شي جدّها لذلكّ هي شدتها لحضنها تمسح على كتوفها : أنا موجودة ! عذبي الحين بيجي و أخوك وقت تبين تقدرين تشوفينه ,
م استوعـبت عذاري الحكَي , م استوعـبت و بلحظـه هي ما سمعت فيها إن أبوها بطاري الشّوف , طاري الجيّه هي ابتعدت عن صيته لثوانـي تناظرها بعيونـها اللي غرّقـها الدمع : بابا ! وينه م أقدر أشوفـه ! ,
ما ردّت صيتـه تآخذ نفس عميق لأنها تدري بكلّ اللي صار , تدري بحكيها مع صُهيب بالصباح : عمّك قال انه بخير ..الحمدلله ,
رفـعت كفّـها الراجف تمسح دموعهـا , تحاول تقوّي حروفها اللي بجوفها و تعرف اللي تخاف سماعه : يعني وينه ؟ مب موجود هو من كم يوم ..
دَخَـلت نور اللي بيدّها لين ماسكه و سدن خلفهم من شافوا الباب مفتوح و ان الرّؤيه لهم واضحه هم شافوا الراحه بدخولهم و حسّوها و من وسّعت لين عيونها تتقدّم تركض لهم : اللي لون ظَـهرها وايت ! ,
مَسـحت عذاري دمعها , تحاول تجفّـفه عن محاجرها اللي احمرّت للدرجه الواضحه , للدرّجة اللي أقلقت صيته عليها و كثير و من نقدت صيته تعقد حاجبينها : ليونه ! عيـب لو تقولين كذا قدام الناس ,
حاوطـت صيته خصر عذاري تبتسم , تتصنّع الابتسامـه لأنّـها ما تبي هالشيّ يبقى بعذاري و من ضحكت لين بعاليّ ضحكتها ضحكت نور بذهول توسّع عيونها : لين ! خاله تكلمك ! ,
ابتـسمت سدن تقرّب تسلم من عذاري اللي بادلتها السلّام ثم ابتعدت و هيّ تناظر صيته اللي رفع يدهـا تمسح على ظهر عذاري و تبتسم : نوري ! عذاري ودها بالميك اب حقك ..لا تقصّرين ,
التفتت عذاري تناظر صيته اللي كانت ابتسامتها تحاول تمحي حزنها , دمعها و ضيقّ شعورها وحدها و من هزّت نور راسها بإيجاب : الشنطه معي ولا يهمّك الحين أطلّعهـا أحلى وحده فوق حلاوتها ,
ضحكت لين تشدّ على نور و كفها : خليني معكم ابي اشوفكم ,
هزّت نور راسها بإيجاب و تركت صيته عذاري تمشي عنها و من لحقتها سدَن ناظرت نور عذاري تبتسم : تبين خفيف و لا ثقيل ؟ أنا من رأيي ثقيل لأن فستانك ناعم و يبي له شيء واضح ..
ابـتسمت عذاري بخفيف تجبر نفسها و من رفعت كتوفها بعدم معرفه : اللي تشوفينه إنت ..لكن م أبي كثير ...
-
-
قصـر الشّريـان ؛
عنـد المدخَـل كانوا , شريان , دهام و هُيام اللي تعدّل الشماغ لشريـان بالاضافه إلى خوال دهّـام و عيالهم اللي كانوا ينتظرونهم بالمجلس لأجل يطلعون و يآخذون دربـهم لقصر الأيهم , حمـاس شريـان و فرحـه واضح أشدّ الوضوح للجميع , واضح بعيونه و حواسه المتوتره و حكيه اللي ما تركه دون نبرته الحنونه لدهّام اللي واقف قباله يناظره بابتـسامه مُستحيله ,
ابتـسمت هُيام مع ابتسامة أبوها و هيّ تعدل شماغـه , تبخّر أطرافـه و تطويـه : بابا لو ندري انك بتفرح من زمان لهالدرجه كان كلّمت أريام تعجل بموافقتها ,
ضحـك شريان بخفيف يحني راسه , يمنع دموعه عن عياله بهاليوم و من ضحك دهّام : هو كان يدري ان فرحه بيكون كذا ! ,
التفـتت هيام تناظر دهام لثواني بابتسامه : ع أساس انت طالع منها ! من اليوم و انت متوتر بعد حتى من رجعت من صلاة الجمعة أشوفك متوتر و فيك فرط حركة ,
ضحك دهّام يوسع أنظاره لأنه بالفعل كان متوتر , لأنه قابل عمه صُهيب و حكوا مع بعض لطويل الدقايق و من التفتت هُيام ترجع طرف الشماغ للخلف نطقّ شريان : البارح عزمت تميم ,
سكنت ملامحها ترفع أنظارها لعيون شريان لجُزء من الثانيه ثمّ كمّلت انشغالها الشماغ لأنها للحين م تحسّ بشي تجاهه الا انه شي يمسّها بالحكي , كمّل شريان : بيجي هو و أبوه ,
هزّت هيام راسها بإيجاب تترك شماغ أبوها و التفتت تبخـرّ شماغ دهَام اللي رفع حاجبه بعدم اعجاب : اتبخرت ..أمي بخرتني ,
ناظرته و من ابتعدت تحطّ المبخره على طاوله المدخل , تعدّل فُستانها تناظر أبوها اللي ينتظرها تعلّق : بابا م اعرف والله ..بس اذا انت مرتاح انا مرتاحه ,
ابـتسم يهز راسـه بنفيّ : لا ي بنتي ..صح انا مرتاح لكن راحتك انت اهمّ ,
ما ردّت لثوانـي تفكر و من كانت نظرات دهّام عليها , شريان و هي تفهم انهم يحترون موافقتها المبدئيه هيّ هزت راسها بإيجاب : خلاص بابا وافق و الله يكتب اللي فيه الخير ,
ضحـكّ بخفيف يقرب منها , يقبّل راسها و يحضنها و من ضحك دهّام : ما بغيتي ! نشّفتي دم شريان ,
ابتـسمت بخفيف تخضّع ملامحها للفرح اللي يشوفه أبوها , للشّعور اللي هو يحسّه ..
دخَـلت نوره بعبايتها تستعجلّ الوجود , الحضور و المناسبه ؛ يلا يلاا روحوا صلّوا جماعه و بعدها نروح لقصر صهيب ي بو دهّام ..يلا ! ,
هزّ شريان راسـه بنفيّ : لا لاا بنروح المسجد الحين نلقى أخوي صُهيب سابقنا ..يلا يلا روّح ي دهام للمجلس نادهم للمسجد و أنا بأسبقكم ,
هزّ دهام راسه بإيجاب يطلع و من طلع خلفه شريان التفتت نوره لهُيام : يلا تعالي ي امي ساعديني ..امسكي بالبوكيه و أنا بأمسك بالهدايا ..
_
المسـجد ؛
صُفّـت الصفّوف كـلّها تجتمع على قبلة وحده , علـى غايه وحده و على ذكـر واحد , اختـلفت الثيّاب و ألوانها , الشُّمغ و العُقل و الأطـوال ..بين الديّـر اختلفوا وبالقلـوب اجتمعوا , أوّل الصـف كانوا " آل فارس " يصفّـونه بالترتيب , شـريان و صُهيب أكتـافهم متلاصقـه و على يسار شريان ولـده دهّام أما على يمين صُهيب فكَـان فارغ , كان المفروض انه يكون ولده هو اللي على يمينـه لكن عذبي ما لُمح من أحد , كان انتظاره له بعيـونه يوضحّ لهم كلهم لكنه يكابـر السؤال , يكابر الاتصال و من وقّف بالصفّ هو ترك نفسه على طرفه لأجل محدٍ يوقف على يمـينه ان جاء عذبي هو اللي يوقفّ يمينه , يساوي صفّـه و يساوي طولـه لكن ماكان موجود حتى كبّر الإمام يعلن بدايـته للصلاة و تبعوه الصّفـوف ..اكتَمَـلت التكبيرات , الركعات و السّجود يختتمون الصلاة بالسّلام اللي من بعده فُرغـت الصّفوف , قلّت الأحذيـه من أمام الباب و من وقّـف صُهيب يعدّل وقوفـه بعد ما خَلَـت الصّفوف كلّـها قرّب من الإمام يصافحّه بابتسامه : السلام عليـكم بو عذبي ! ،
ابـتسم صُهيب يصافحه , يشدّ على مصافحته : و عليكم السلام مسّـاك الله بالخير ,
نزّل الامام يدّه يمشي خطواتـه مع صُهيب للخارج : مسّاك الله بالنور ..عسى ما شرّ أبطى عذبي ! ,
هزّ صُهيب راسـه بنفيّ ما يردّ , ما يردّ لأنها م يدري إذا هو رجع أو لا , ما يدري هو وينـه و وين الأرض اللي هو يوقف بوَسـطها و يمنعه السؤال للدّرجه اللي م يدري وش يجاوب عليه ,
عقد الإمّـام حاجبيه يناظره : شـفته ذاك اليوم أنا الفجـر يصلّي و من بعدها أبطى عنّا ..لكن استغربت من شفـته بآخر الصفوف يصلّي و من خرج الكلّ بقى هو وحده صوّت له أكثر من مره مير ما ردّ عليّ و استثقلت أحاكيه قلت شكله يبيك لأنه كان يناظرك و إنت جالس هناك بالصّف ...هذا الرجال به شي يشغله صدقني و لا م أكون أنا أعرفه ..من صغره و هو يوقف يمك بالصف و من كبر صار يوقف بقفـاك مب مقابلك و إن قلت لي وش فيه بأقول لك به شيء ي ابوه ..اسأله و حاوله لعلّه يبيك يمّـه ,
التفـت صُهيب يناظر المكان اللي أشرّ عليه الإمام بتفكير , يتذكرّ آخر ليلة ضّمت وجوده بالرياض و من بعدها قال له دهّام انه مسافر ثمّ رجع يناظر الإمام اللي ابتسمت : الله يهديه لك و يصلحه ...قلبـه وقّاد من صغره يوقدّ فيه النار و إن كان لي دعوة بأدعيها له بأقول الله يجعلها باردة عليه يوم انها توقد ولا تحرق جوفـه ,
اتنـهدّ صُـهيب يحني راسه يفـكّر , يحترق عقله قبلّ كل شي و لأنه للحين م يدري وش بجوف ولده , م يدري و يكابر  السؤال عنه حتى للدّرجـه اللي تركت الكل يشوف احتراق ولده , يشوف وحدتـه و همّه اللي اعتلى راسه لكن هو م يشوفه و لا يحاول ..
دخَـل عبدالعزيز و البراء خلفـه يوقفون قبال صُهيب و الامام : يلا ي بوعذبي اتأخرنا ! الناس تنتظر و الشيخ بعـدّ ,
هـزّ صُهيب راسه بإيجاب يناظر الامام : اتفضّل معنا ي بوعبدالله ,
ابتسـم الامام يمشي و من رفع عبدالعزيز أطرافه يسلّم على راس صُهيب اتمسّـك صُهيب بكتوفه للحظه يشدّ عليها يتذكرّ عذبي اللي من يشوفه يسلّم , لكن ما كان يرفع اطرافه و انّـما يحني له راسه : الله يحفظك ..الله يحفظك ,
مشَـى الشيخ و خلفه عبدالعزيز , وقف البراء جنب صُهيب اللي عدّل وقوفـه يناظر جموع الناس أمام المسجد ينتظرونـه , و من الفتت للبراء اللي سأله " شفت عذبي ؟ " بذهول : ويـنه ؟ ,
سكَـن البراء للحظه يناظره من شاف خوفـه بعيونه على ولده : صهيـب انت ما تدري وينه للحين ؟ ,
ما رد صُهـيب يصدّ عن البراء اللي وقّف خطواته يناظره بصدمه , أشـّر البراء عليه و هو يناظر السيارة : بحّـر ..شـفه هناك واقـف يمّـهم و حنا نصلي وصل ..جابه همام من المطار هو و سهم ..صلّوا معنا لكن بآخر الصفوف ,
ناظـره صُهـيب يشوفـه شلـون واقـف وسط عيال أعمامه , وسـط أعمامـه و أصحابـه يحوّفونـه بالحُب , السؤال و السلام ..كان يشـوفه يحاول بالجميع , يحاول يسلّم عالكلّ و يجبـر الابتـسامه المُهلكـه لـهم و لأجـلهم و آخرهم الإمـام اللي راح لـه يسلّم و قبّـل عذبي راسـه يصافحه بالشدّه , يبتسـم له لأنه هو مبتسـم يسأله عن حاله , فرح لشوفـه و هالشي واضح عليه و لا كسر عذبي فرحـه و من التفت الإمام بالنهايه يأشرّ على صُهيب اللي عرف ان عذبي سأل عنه , و كان جواب الإمام انه خلفه خارج رفع عذبي راسه يشوفـه , تسكن كل ملامحه تتلاشى ابتـسامته من حدّة ملامح أبوه و ثبـوتها هو ماعاد يقوى حتى الابتسامـه ..مسَح عذبي على ذراع الامام يتجاوزه بخطواتـه لأبوه , لصُهيب اللي من شافه هو كان له أيّ تعبير و من سمع البراء يحوقل بعالي الصوت هو رفـع يده مباشرة مع قُرب عذبي منه لأجل يسلّم عليـه و بالفعل اتمّـك عذبي بيدّه يقبّـلها ثُم رفـع نفسه يحني راسـه يقبّلـه ، ابتعَـد يناظر أبوه و ماكانت منه الكلمة , ماكانت من عذبي كلمة لأن السؤال منه ما جا و من قرّبوا كلهم من خلف عذبي يبتسمون نطق شريان ؛ يلا ي بوعذبي يلاا ما ودّنا بالطويلـه ,
هـزّ صُهيب راسه بإيجاب , و التفت عذبي لسـهم اللي قرّب منه يهمس له : اذا انك تعبان اطلع بجناحك ارتاح ي عذبي ,
هـزّ عذبي راسـه بنفيّ و من رفع سهم يدّه لجبينـه يتحسسه هو حسّ بحرارته اللي حرقت يدّه , رفـع عذبي يده ينزّله يده و من ناظره تحتدّ نظراته له لأنه م يبي أحد يدري , ما يبي أحد يلمح تعبه و لا يبي هو ينهيّ حضوره هنا لأنـه بالنهايه يبي يروح لها " هيّ " ما يبي غيرها : نزّل يدك لحدٍ يدري ,
زفر سهم من مقاومته لنفسه و لتعبه المستمر , و من مشوا مشى الكلّ معهم يدخلون القصـر , يتوجّهـون لقصر الأيهم اللي أبوابه كانت مُشرّعـه للجميـع ..
-
-
جنَـاح عذاري ؛
انتَـهت نور من تزيينها , من تورّيد ملامحهـا و شفايفـها , جمّعت أغراضـها بالشنطه تشيلهم و تخرج مع لين بعد ما قالت لها " يلا أنا أروح عند ماما أشوفها إذا تحتاجني الضيوف وصلوا " هي التفتت تناظر نفسـها المرايا , الأغراض اللي تزيّن التسريـحه من فُـرش , عطـورات و أرواج و الكيس اللي لبّستها صيته عقده , صـيته اللي تحاولها بكلّ الطرق و لا ودها بزعلها و هالشّي تحسـه هي لهالسّبب هي تتمالك نفسها , لبست و اتزيّنت لأجلهم مب لأجلهـا و من سمعت دقّ الباب التفتت تناظر أريـام اللي كانت مبتسمه تناظرها : عادي أدخل ؟ ,
رفـعت عذاري يديها اللي كانت ساندّه باقي جسدها عن التسريحه تلتفت لها : هذا سؤال ؟ تعالي ,
رَفَـعت أريام فُستانها من على الأرض تساعد خطواتها اللي اتثقّلت بعد لبسـها للفُستـان : كلهم نزلوا و خلوني لحالي ..اتوتّرت شوي ,
ابتـسمت عذاري تشوفها رافـعه فُستانـها , تحاول بكلّ رقّـتها انها تشيل نفسها مع ذلك هيّ تترنّح بين الخطوه و الثانيه : تغيرين الكعب أفضل ؟ ,
سكَـنت ملامح أريام توقف قبالها تهز راسها بنفيّ مباشرة : لا ماما اختارته و أنا عجبني ..أبي أتصوّر فيه ,
ماردّت عذاري تكتفي بابتسامتـها الاجباريـه على نفسها , رمشت أريـام لثواني تناظرها : زعلانـه ؟ تبين أنادي لك عذبي ؟ ,
سكَنت ملامحّ عذاري تزيدّ نبضاتها , ترجـف مشاعـرها من طاري اسمه و من سؤالها هي م استوعبته ,
ضحكـت أريام بخفيف ترفع جوالها : قبل شوي شاهر رسلّي ڤيديو و شفته والله ..الحين أقوله يرسلي مره ثانيه و تشوفينه معه ,
التفتت عذاري لسريرها , تشوف جوالها اللي مرميّ فيه بعشوائيه من ساعات هي تركته و لا ودها تشوفه و من رنّ جوال الأريام ترفعه مباشرة لمسامعها " ايوا ماما حبيبي " هيّ أخذت نفسّ عميـق تحاول تردّع طاغي شعورها الحين بهاللحظه و تكمّل ليلتها , لأجل صيته , أريام اللي تشوف ابتسامتها و فرحها هي ما ودّها ملامحها تكدّر عليهم ليلة عُمر غمَرت قلوبهم بالفرح ..
_
بالأسـفل ؛
استـقبلت صيـته نورة , هُيام و باقي الضّيوف و مجاوريـنها نهاد و ابتهال اللي كانت بينهم , عمّة لدّهام و أريام و بكلّ مره كانت تروح لطرَف من يناديها , خالات دهّام , حريم خواله و بناتها ماكان القصـرّ هادئ أبدًا , ماكان يصمت عن الكلام و لا يسكن عن الحركـه , المضيّاف , القهوة و الدّلال ..الفناجيل اللي تتبدّل كلّ لحظه و الثانـيه , و من اتصّل صُهيب على صيتـه يطلب أريام هي اتصلت و طلبت منها تنزل لكنّ مو على الواجهه و انّما تدخل بالفارق اللي بين المجلسين لأجل تقابل أبوها و بالفـعل من شافـتها صيته اللي كانت ماسكه الباب تنتظرها بعيونها اللي ع الدّرج ابتسمت لأنها شافتها تنزل مع عذاري اللي ماسكّه بيدها تساعدها النّزول و تحاول تخفف توتّرها اللي صابـها باللحظات الأخيره بشكل مُفرطّ و من قرّبوا منها اشتدّت ابتـسامه صيته تنتظر عذاري اللي خجّلت للحظه تشتت انظارها , رفعت أريام يدّها ترجع شعرها للخلف : ماما ! ,
ضحـكت صيـته من ملامح بنتها , من اختلافها اللي صار بساعتين من حماسـها و فرحتها للونها الأحمرّ اللي اتلوّنت به : أريـام ! مب وقتك خلاص امشي ادخلي ابوك ينتظرك يلا ,
ما ردّت أريـام و ماكانت الا انها تشدّ على يد عذاري و من شافتها صيته : ادخلي انتِ بعد ي عذاري ..ما به الا عمّك صُهيب ,
هزّت عذاري راسها بنفيّ تخجل : م اقدر ! فُستاني كاشف بزياده م اقدر ,
ضحكت صيـته بخفيف تهز راسها بنفيَ توسّع الباب لهم : عمّك على طرف باب الرّجال ما بيدخل و حتى لو دخل تراه هو يستحي أكثر منك ! م يناظرك صدقيني تعالي ,
اتنحنت عذاري من كمّ المشاعر , كمّ الخجل و التفكير اللي مصاحبها بعذبّي و خوفـها من شوفـته , خوفها من ردّة فعلها اللي ممكن تصير لا شافته لكن من دخلت أريام للفارق هي دحلت معها , توقفّ خلفها بخجل و من قرّبت صيته من باب مجلس الرّجال تدقّه بخفيف تعلن وجودهم لصُهيب اللي كان واقف ينتظرها , بيدّه جهاز البصمه هو فتَـح الباب بطرفه , يناظـر صيته ثمّ بنته و طرف عذاري اللي كان واضـح له و لأن هو ناداها بمعنى الحكّي انه له طرف حكي معها , له معها طلب طلبه منه دهّام لا صار وقت البصمه و بالفعل ناظر بنته أريام تستقرّ نظراته عليها بهدوء و لأنه يعرف توترها و خجلها المُبالغ هو ما رح يبالغ بسؤاله لها : ي الغزاله ! متأكده إنّك تبين تبصمين ؟ ,
ابتـسمت صيته لها , و لصهيب اللي فهمته لأن هو ما قال اسم دهام لأجلها , هو سألها عن البصمه بمعناه هو لأنه يبي جوابها و من شافـت بنتها تغـرق بشعورها و مشاعرها , تغـرق بخجلها و توتّرها لكن تلمح حركة ثغرها رغم تلعثم عقلها , رغم انها ودّها تهرب من السؤال و الوجود الا انها تحاول و من هزّت راسها بإيجاب تكتفيّ عن لعثمه عقلها و لسانها و كلّهم يدرون انها ما هزّت راسها بإيه الا لأن ودّها و من مدّ صُهيب جهاز البصمه لها : الأريـام تسمّي و تآمر ..الشيخ ينتظر ,
ناظرت أمّها لثوانـي يزيد شعورها , تتلوّن أكثر و من تركت عذاري يدّها بعد ما قالت لها صيته " يلا ي ماما عجّلي " هي رفعتها تبصـمّ بلا ادراك منها لان ما ودّها تدرك هاللحظه ,
سحب صُهيب نفسـه يخرج من الباب يقفّله خلفـه " الحمدلله " قرّبـت صيته متها تشدّها لحضنها : ما بغيتي ! ,
ضحكت عذاري بخفيفّ تجمع كفوفها و من ابتعدت صيـته عنـها : تشوفين ي ماما ؟ هذا أبوك سألك لكن ما وراء هالسؤال الا الذيب صدقيني ,
ناظرت أمّـها تحترق محاجرها بلحظه , تتورّد وجنيتها أكثر لكن من رفعت صيته يدها تمسح على خدها : لا ي ماما م اتفقنا ع البكّي ! خلاص يلا نروح للضيوف و البنات ينتظرونك يبون يفرحون معك و بك ! ..
ابـتسمت بخفيف و من مدّت عذاري يدها تعلن رغبتها بمساعدتها هي اتمسّكت فيها تشدّ عليها : لا خلوني ارقص انتِ بترقصين معي طيب ؟ ,
اتبدّلت ملامح عذاري للسّكون , للتردّد ما بين الرفض و القبول لكن من شافتهم صيتهّ فتحت الباب أكثر لأجل يروحون لمجلس الحريم ؛ كلّنا اليوم بنرقص ..محد بيجلس ! ,
ضحـكت أريام بخفيف و من هزّت صيته راسها لهم بمعنى " اطلعوا " هم مشىا خطواتهم يطلعون للمجلّس اللي من طلّوا عليهم اعتلت الأصوات , الزغاريط و الأغانـيّ اللي ملأت المجلس ابتسـامات , ضحكّ و تبريكـات لها من دخولها هم فهموا انها عقدت , انها صارت حرم دهّـام و انعقدّ بينهم الودّ قبل كل شي و من مرّرتـهم صيته على المجلس و حريـمه , تعرّفهم بحرم عذبي و تترك بنتها تسلّم عليهم و من قرّبـت بالنهايه أريـام من جدّتـها هند تسلّم عليها انحنت تقبّل راسها لكن ارتـعش كلّ قلبها من قالت لها " ماعاد الذّيب يتمنى أكثر منّك " من طاري اسمه و من وقعه على قلبها , وقّفـت صيتـه تمسكّ ببنتها من اعتلى صوت الأغنيـه هيّ ما تركت لها مجال تستوعب مشاعرها و انّما مسكت بكفّها و الكفّ الثاني مسكت فيه عذاري اللي وقفّتهم بنص المجلس يرقصون معـها , تساير خطواتـهم و تتعنّى ابتـساماتهم قبل المجلس كلّه هيّ اهتمت لهم هم أكثر ..
وقـفوا كلّ البنات من نادتهم صيـته يكمّلون فرح بنتها , فرح جمعتهم و يرقصون بوسط المجلس بفرح و من اعتلى صوت هندّ تلفت الجميع لها " وش حلاته ..حلاة الثوب رقعته منّـه و فيه " ضحكت ابتـهال تضمّ يد أمـها لها ..
_
عنـد الرّجـال ؛
اكتَـملت جمعـتهم , عُقـد القران و تُممت التبريكات من الكلّ , السّـلام و التضاحيكّ , افتـرقت الأحاديث اتسلسلت المواضـيع ما بين الجلوس , و الوقوف و اللي بالخارج و اللي بالداخـل ما كان يسكنّ المكـان , بين الضّيوف و الأهل , القريب و البعيـد صلّة جمـعتهم كلهم بالقـصر , و لأن الودّ بالقُـرب أكثر وقّـف شريان مباشرة و دهّام اللي يجلـس يمّـه من شافوا جيّـة السّفيـر تميم لهم يقبـل بخطواتـه و من قرّبوا صافحهم بالشدّيد : مساكم الله بالخير ..مبروكين و موفقّين إن شاء الله ,
ابتسـم دهّام : يبارك بعمرك و عقبالك ي حبيبي ,
ابتـسم تميم للحظه يعتدلّ بطولـه و من ناظـره ؛ أبوي كان ودّه يجي لكن جدّي تعب والله و يعتذر منكم ..يوصّل سلامه و يبارك لكم ,
ابتـسم شريان يهزّ راسه بنفيّ : الله يمدّه بالعافيه و يشفيه ..ما يشوف الشر و سلام أبوك وصّل و ردّه ,
هـزّ راسه بإيجاب يبتسم بشـدّة : الله يعافيك ! جعله م يجيك ي عمي ,
شُدّ انتباه الجميـع من صوّت لهم البراء , بأسماء الكبار " بو دهّام ..بو شاهر  يلا اتفضّلوا ع العشاء ..نوّرتوا الديّـار " و من خَلَـى المجلس الا من وُجود دهّام اللي كان ينتظر عمّـه صُهيب يدخل له مره ثانيه , لأنه يبي يدخل لحرمـه الأريام و بالفعل ماهي دقايق الا و دخَل هو تسـكن ملامحه باستغراب لأن كانت عيونه تدوّر عن شخص واحد , عن " عذبي " اللي اختفى فجأة و يبي يحاكيه لكن ماله وُجود , لا بالنظر و لا بالحسّ هو م يشوفـه و آخر أنظاره له من كان جالس و ناداه البراء لأجل يشيّكون ع العشاء لآخر مره و لأجل يتأكدّون من الذبايح لكن عذبي ما لحقه كالعاده , ما لمّ معه الجمعه بالقصر و لا حتّى نطق بكلمة و هذا كلـه هو يجهل سببه للحين ,
وقـف دهام و قرّب منـه صُهيب بشتات فكر لكن يحاول يتدارك نَفسه الطاغيّه عليه , على احساسه و ضميره : ودّك بشيء ي ولدي ! ,
ما ردّ دهام يرتبك من الجواب , يرتبك يجاوبه يقول له " ايه , ودي بشوفّة بنتك " لكن من صمت صُهيب للحظه يستوعب نفسه , اللي يصير هو هزّ راسه بإيه مباشرة : ايه ايه فهمت ..ادخل للفارق و اقلط..حرم عمّك تدري بالباقي ,
دخَـل دهام للفارق و التفت صُهـيب يخرج من المجلس يتوجّه للحوش اللي كانت طاولات العشاء عشوائيه به , بوابـه الدخول مفتوحه و أنظاره بين العابرين , الضاحكين و الواقفين لكن ماكان يلمح ولده أبدًا , قرّب من سهم و همّام اللي كانوا بنفس طاوله عيال أخوانه يعقد حاجبينه : وينه عذبي ؟ ,
ناظر سهم حوله لثوانـي يدورّه و من هز همام راسه بنفيّ : قال ان له اتّصال مير م شفته بعدها ,
اتنـهدّ صُهيب يشتت نظره ع الجموع , بينهم يحاول يلمحـه لأن ودّه يحكي معه , بعد كلّ اللي صار هو وده يحكي معه بخصوص حرمـه أوّلًا و يتبعه الباقي , حاله و أسبابه و لو انه يحاول لكن ماكان يبيها وسط الناس ولا يبي حاله مع ولده يكون أمام الناس واضح أكثر من هالشيّ ..
_
عنـد الحريـم ؛
بنَفـس الوقت كان عشاهم , كانوا يحكون كلهم على طاولـه وحده كبيره اتوزّعوا فيها الكبار و الصغّار الأهل اتوجّهوا لجناح آخر لكن ما ضُمّ بالجلسه الا أريـام اللي سحبتها صيته تأكّلها , تغرف لها لأنها ما أكلت من اليوم تتمنّع و لا ودّها صيته بإن هالتمنّع يأثر عليها أكثر و يوتّرهـا لذلك هيّ جلّستها يمّها , تغرف لها و تتابع أكلـها ..
وسط الأضحـاك , السّوالف اللي تتغيّر و تتبع بعض نطقت وحـده من الحضور : وشـوله اتأخرّت أريـام علينا ؟ انتظرناها واجد على ما جت ! ,
ابتـسمت صيـته بهدوء , و رفعت نظرها لأريام اللي وقّفت أكل تناظرها ثم نطقت : هي م اتأخرت ..الرجال اللي اتأخروا لأجل يصلون و بعدها على ما سألها أبوها قبل تبصم هيّ دخلت لكم ,
ابتسـمت نوره تفخر بها : صادقـه صيته ، حتى و ان تأخرت خلّها هذه الأريام ,
ابتسـمت أريام بخجّل , و من رفعت راسها تناظر دخول أُنس اللي اتوجّهت لابتهال تهمس ثمّ أعطتها ابتهال الشنطه اللي كانت يمين أرضها لها نطقت وحده من الحضور : هذه بنت الأيهم من يطولها ؟ حتى بيوم الملكة أخّرها أبوها عننا لأجل يسألها ,
سكَـنت ملامح أُنس لثوانـي من وقفت خطواتـها تسمع الحكّي اللي شدّها " بنت الأيهم من يطولـها ؟ حتى بيوم الملكة أخّرها أبوها عننا لأجل يسألـها " هيّ بثانيـه وحده انعادت ذكراها مع أبوها , زواجها و رميـها على القضيّه اللي هي للحين ما تعرفها و من رفعت يدّها تلمس مدمعها تجففه من الدّمع اللي حرقـه بلحظه كمّلت خطواتـها تخرج من عندهم ..
ابـتسمت صيته تُغاظ منها لكن تخفي : ماشاءالله ماشاءالله ي أم ..... , الله يحفظه لها و يحفظ لك أحبابك ,
ناظرت نـهاد صيتـه اللي من شافـت ملامحها اتغيّرت تقرب منها تهمس لها : خلاص ي صيته...خذي أريام و اخرجوا حنا نكمّل الباقي أنا و ابتِهال ,
ناظرت صيـته ابتهال اللي كانت تناظرها بنفس المعنى و تفهم , قرّبت من أريام تمدّ لها المنديل تمسح يدينـها : يلا ي ماما تعالي ,
وقـفت أريـام تبتسم بخجّل , تمسك بفُستـانها تساعد نفسها و من مشت توازي خطوات صيـته هم خرجوا من عندهم يمشـون للفارق اللي بين المجلسين , ناظرت أريام صيته اللي ناظرتها بابتسامـه : خلاص تروحين عند زوجك الحين لا تناظريني كذا ,
سكَـنت ملامح أريام تخجّـل , تشعّ من الخجـل , تشعّ من الخجـل و من وصلوا هيّ م اتوقعت انه بالفارق الا من صيته فتحت الباب بوجهها لأجل تقابـله قبالها كان جالس على جوالـه و من انفتح الباب هو تركـه يعدّل جلوسـه , شماغـه و يتنحنح ..
ناظرت أريام أمها تهز راسها بنفيّ ترفض الدخول ؛ تعالي معايا خلاص انتِ عادي تدخلين معايا صح ؟ ,
ضحـكت صيته بذهول : لا طبعًا مو عادي ..لاحقين على قعدتي معكم الحين انتِ لحالك ,
ميّـلت شفّتـها : ماما بس شوي تعالي معيّ ,
هزت صيتـه راسها بنفيّ تام و من رفعت صوتها تنادي دهّام : دهام تعال خذ حرمك ..ساعدها ترا الفستان أثقل منها و الكعب ما يساعد انها تمشي وحدها ,
رمـشت أريـام لثواني تناظر أمها بعدم استيـعاب و من ابتسم دهّام يوقف من سمع صيتـه ينطق : شلونك عمّتي ؟ ,
ابتسـمت صيته من قرّب منها الصوت و هي تشوف بنتها ما تناظره أبدًا و كل نظراتها له , ترتجّي منها انها م تتركها لكن مُستحيل صيته تدخل معها : بخير حبيبي بخيرر ..اجلسوا انتم الحين و بعدها حنا نلحق معكم انا و عمك ,
ابتـسمّ يعدل شمـاغه من جنبـه , و من مدّ يده ما يسمح لها تفكر او هيّ تطلبه هي ناظرته و أخيرًا تشوف ابتسـامته الخفيّه و لأنه ما يناظرها , أو بالأصح يحاول انه ما يناظرها لأنه يبيها تدخل له و بالفعل من سحبـها هيّ مشت معه طواعـيّه و من قُفل الباب خلفها هي درت ان صيته تركتها , فعليًا تركتها ما تمثّـل و من سمعت صوتـه " تعالـي اجلسي يمّي " هيّ رجـفت كلّ مشاعرها من هدوءه , عاديّته بالتعامل اللي هيّ م تحبها و تبيّن اسبابها تافهه لها لكن هي مب تافهه انّما كايدّه ..مشت خطواتـها معه و من جلسـت ترتاح من ثقلها , جلس يمـينها يناظرها و أخيرًا لكن هي م تناظره إنّما اتمسّكت بيـدّها و من رفعت عيونـها له تناظره , تشوف نظراته لها ابتسامته هـيّ م حكت بكلمة انّما كانت تسـكن كلّها من نظـراته لها ,
هو كان يحسّ بكلّ حركاتها , نظراتها و من استقرت بنظراته هو اختفت ابتـسامته يآخذ نفسّ عميق من فاضّ شعوره بالشّوف , جمَـالها , حركاتها و دلاها و بلحظه هي من رفعت يدها ترجّع شعرها للخلف تنزل يدها هو مدّ يده يرجع يمسك بيدّها يتركّ كلّ مشاعرها ترجّف : صـرتي حرم الذيّب ! ,
ما ردّت تناظره و من مسك يدينها كلّها بيدّه و رفَع يدّه الثانيه هو يرجّع شعرها لخلف أذنها عنّها هي لانه حفظ حركتها , اتحفّظها و لا له رغبه ينساها من صغرها كانت تدلّل بها , تغترّ بها و تخجل بها و كلّ شعور هي تعبره بنفس الحركه : لا والله انّك عيونـه و قلبه ي الغزاله ,
ما ردّت تشدّ على يدها و من لاحظها هو هزّ راسـه بنفيّ يمسك بيدّها , يبسطها للحظه و من مسح على كفّها يتحسس حرارتها كلّها هو مدّ يده يشبك أصابعـه معها و رجع يمدّ يده يرجع شعرها للخلف ,
اترددت للحظه بإنها تشبك أصابعها لكنها كانت حركه لا شعوريّه منها من شدّ عليها هيّ شده تنطقّ بهدوء : دهّام ,
ضحك بخفيف يناظرها , م يصدّق كمّ الشعور اللي يصيبه يمّها و من حركاتها لكنه ضحك من فايضّ شعوره يتذكر حكيها : مو قلتي بعد الملكة تسمّيني ذيب أريام ..لكن ان ودّك بدهام عادي نحبه منك و لأجلك بعد ,
ابـتسمت بخفيف تتبدّل نظراتها بين ضحكته , يده اللي بيدّها و من شافها , لمح خجّلها و تلعثمها هوّ عدّل جلسـته , قرّب منها يمد يده الثانيـّه لخلف رقبتها يقبّل جبينـها لثوانـي طويلّه هي حسّت بها , حسّت بحنانها و غمّضت عيونها ترفع كفها الثاني له..تمسك بيدّه اللي خلف رقبتها ..
ابتعدّ عنها يآخذ نفس عميق , يناظرها و من شدّت على يده هو اتطمّن انها مو بعيده عنـه , رغم خجلها و تلعثمها هيّ تحاىل قُربه مثل ما هو يحاولها و بلحظه هو ابتسـم يشدّها له , يقرّبـها لحضنه : اقربيـني ..
_
بجـهه ثانـيّه كانـت فيها عذاري اللي تخوضّ حرب المشاعر وحدها , بوسط الغُربّه , احساس غريب تراودها أفكار و هي بينهم , تسمع أضحاكهم , سوالفهم و تداخلهم بنَفس الحكي , عادة الأطباع الا هيّ كانت مستمعه , كانت مُنصته و لا تطلع الحروف منها الا نادرًا , هـيّ بهالقصر شـخص تايهه و وُجهته الشّخص اللي تنقـد عليه , تعتبّ بالشكل اللي تركها تكابر على نفسها بحاجته و عنه و تركت جوالـها لكن الحين هي رجعت تراجـع نفسها , حاجـتها له و بكلّ مره هيّ تسمع طاريه بينهم , عند نور اللي تشارك الڤيديوهات اللي يرسلها لها شاهر معهم هـيّ تحترّ كلها بغضب منّـه , من كلّ شي و لا تعبّر عن رغبتها بإنها تشوفه مع ذلـك هيّ بلحظه من بدأ المكان يخلّى من الوُجود , الناس و الضّيوف و اتكاثر الوداع و جُمله على مسامـعها هيّ استسلمت لجهادها من اليوم لأجل صيـتّه , استسلمت لمشاعرها و غضّبها من " عذبي " و تعتـب بشديد العتابّ لأنـه اتأخر , تركها لساعات تقلق عليه دون جواب منـه...أخذت نظره على الوُجـودّ تلمّ نفسها , تستجمع قواها الجسديّه مره ثانيـه و توقف تتوجّه للدرج تـرقـى الدرّجات كلّها , يدها تلامـس أطراف الدربزان بتعبّ تحاول هـيّ تصعد لأجـل ترتاح من احساسها المصاحب لها , من عتـابها و محاولتها بانّـها م تفيّض دموعـها , حرارّة شعورهـا هيّ حاولـت لكن لحظتها باقي داخلها و لا ودّها تبقى داخلها , ما ودّها تتحمّل هالشعور أكثـر تنتظر دخولها للجنـاح و بالفـعل هيّ قربت منه تشوف الباب مردّود فقط ...الإضاءات خافتّـه رغم انها من خرجت هي ما تركت و لا إضاءّه متأكدّه و من اتمسّكت بمقبض الباب تفتحـه بالكاملّ هيّ سكنت ملامحها كلّـها تشوفـه جالس على طرف  سريرها , سكَـنت كلّ أنفاسـها و خطواتها ماعادت كمّلـت من شافت ملامحّه المحمـرّه , عيـونه و بايدّه جوالها , جواله هو رفـع أنظاره لها مباشـرّه و بلحظّه هيّ ارتعـشت مشاعرها , قلبّـها و كفوفـها من شكلّـه و من انه تارك شماغـه على سريرها , تارك كـلّ شي و مبعثرّ الشكّل , الشعر لكن هـيّ لازال عتبها بقلبها كايدّ , لا زال زعـلهّا متحكمّ بها من ناظرته لثواني بهدوء تنتظره يبدأ حكيّـه لكن هو كانت كلّ نظراتـه لها هيّ , دون نفسه أو تفكيره أو باقي حولها لأنهـا نفس الحلم , نفسـه و لا اتغيّرت بشيّ انّـما زادّ شعوره لها , زادّ شوقـه و احتياجه لها من شافهـا هـوّ وقف مباشـره يرميّ الجوالين كلها على السرير يـوقـف لها يتلهّـفّ كلّـه لها , يودّهـا لو هي أبعد أحلامـه هالمره هو يودّهـا و لا بيصحـى لواقـعه و كانت خطواتـه لها , قلبـه لها عيونه و حواسـه كلّه لـها و من التفتت هـيّ تبي تطلع هو اتمسّك بها , اتمسّك بذراعـها يشدّها له يقفّل الباب يهز راسه بنفيّ من حسّ بعتابها , زعلها منّه و لأنها أقفت على آخر لحظه هو كان يدخّلها بضلوعه فيها لولا شدّه لها المباشر هيّ كانت راحت عنّه ..هزّ راسـه بنفيّ يسند جبينـه على راسها من الخلف , شعرها يتمسكّ بذراعها بيدّ و الثانـيّه كانت على بطنـها من الأمام تمنع خروجها و بُعدها عنه ,
رفـعت يدّها تشدّ عن كفّه اللي على بطنـها لكنه شدّها له أكثر يهزّ راسه بنفيّ , غمّضت عيونـه تحاول تآخذ أنفاسها , تزعل و يحسّ بزعلها و يحاول رضاها و هيّ تحسّ هالشيّ لكنها م تعذره , للحـين هي عند كلمتها لأنه ترك شعورها يحاربها الليلّه بألم : قلت لك ما بأعذرك وشوله تجي ؟ ,
هـزّ راسـه بنفيّ دون كلمّـه منـه يجاوب سؤالها بلا حروف لأنه مُهلك تعبّ و لأن جسـده ودّه يرتخي لكنه يقاوم لأجلها , يقبّـل راسها من الخلف لطويل الثّوانـي يآخذها له أكثر يشدّها ,
نـزلت دمعتها تحرقـها كلّها مع محاجرها من مسـك يدّها اللي كانت تشدّ عليها , يشدها أكثرها و من هزّت راسها بنفيّ تميّله تحاول تشوفه : اتأخرّت ! ..طاريك كثر و أنا ما كان لي شيء أقوله...

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن