الفصل ٥٢

6K 114 13
                                    

رفـع المسـؤول حاجبه بعدم استـيعاب منها , و لان ما يسـمح باللي يكدّر العمل بالنسبه للي ينتظرونها بالسرى : المدير مب موجود , تقدرين تجين بأيّ وقـت ثاني و تشوفين اذا كان موجود تقابليـنه ,
ابتـسمت بخفّـيف تأشـر عليه : ادري انه مب موجـود , عطوني رقمه خلوني اروح ولا ما بأتحرك من هنا ,
التفـتت تناظر السرى و بعضّ الناس المنزعجـين و البعض خرج من الكوفي : كلـه رقم ماله داعي تطيّـرون من عندكم عملاء صح ؟ ,
اتـوتّـر المسـؤول ينـاظر الكوفي بأكمـله اللي صار ينـاظرهم و انلفـت لهم لانها تسبب هالتوتر , تسبب هالضرر لـهم لذلك هو اخـتصر : تبـين تطلبين حيّـاك الله , انت توقّـفين الناس وراك ما يصير كذا ,
ما ردّت هـيّ تناظره لانها عطـته غايتها و لا عطـاها اللي ودّها فيه , سـندت نفسها على الفارق و مشـى هو من الأمـن يحكي له المشكله , ناظرت الأمن اللي قرّب منـها يوقف قبالها : يا تآخذين طلبك او تطلـعين لو سمحتِ ،
رفـعت حاجبـيها تتكّـي نفسها بالفارق , تناظره و لا تحبّ العناد اللي صار بيـنهم لكن مستحيل تترك هالشيّء و تروح دون ما ترسم خطّ الحدود : ما بآخذ الطلب و لا بأروح , وش بتسوون ؟ ,
اتنهـد الامن يرفـع جواله و يـدخل رقم الشـرطه , لفّ الجـوال لها يبي المخافه تصيبها : نتّـصل على الشرطه ,
ضحكت بخفـيف تمسـك بنظارتها و تأشـر عليه فيها من انه يهددها : اتصل على عز و تنتهي مشكلتنا , ليش تطوّلونها و هي قصيره ؟ ,
ما ردّ الامـن و لا المسـؤول , حتى الكاشيـر للحين مصدوم منها و من ان الجمـيع يناظرها و يـستغربون عنادها , ثـبوتها بالحكي و لا يبيّـن الخوف بعيـونها ، هزت راسها بزيـن تآخذ نظره لهم كلهم : دامكم تبـونها كذا طيّـب ،
مشـت بينهم كلـهم تترك خلـفها كممّ من الكلام عليـها تخرج من الكوفي كلّـه تمشي لسيـارتها تدقّ شباك السواق اللي فتحه باستغراب تمدّ له البطاقه : اشتري لي عشره اكواب كبيره قهوه ,
ابتـعدت عنه لاجل يفتح الباب و ينزل و بالفعل نزل يمسك بالبطاقه يسألها : وش قهوه ؟ ,
رفـعت النظاره تناظرها لثـواني ثم دخلتها بشنتطها اللي تركتها مفتوحه تدخّـلها بالسياره : ما تفرق , عجّـل بسرعه ,
مـشى السواق يدخل للكـوفي يتمم الطلب , ينتظره و قرّبـت هي تتكتف تناظر الكوفي من الخـارج تلمح الزجـاج الكبيره اللي يكشـف لها الداخل كلّـه و للحـين هم كلهم يناظرونها , ينتظرونها وش بتسوي و لا يدرون ان السواق اللي يطلب القهوه داخـل لها و لانها تدري انها لا طلبت ما رح يآخذرون طلبها هي رسلت السـواق عنها يطلبه و تـوقف الحين بكلّ ثـبات تناظرهم كلهم , الكاشير اللي مابينها و بين العميـل , المسـؤول اللي واقف مع الأمن عنـد الباب اما البـاقي فكانت هيّ مـلفته لهم  اكثر منهم لها و لا كان منها النظـر لهم و اتنـهدّت و هي تشـوف السواق آخذ كلّ الاكواب لها و كلّ خمس اكواب بمجـموعه يطـلـع لها و وقـف امامها من نادته يحطّـها قدامها على الارض و يتنحـى يميـنها لانها طلبـته ، انحنت تآخذ كوبيـن بيدينها الاثنـين و مشـت تقرب من زجـاج المحـل تفـتح الغطّـي بفمها و من مـدّت يدها تنفـضّها لاجل ينكب كلّ اللي بالكوب بالزجـاج , الاول و الثانـي و يـخرجون بعدها الامن و المسـؤول يصارخون عـليها و يحـاولون لكـن ما كان منها التّـوقف و كان توقـيفها صعب على الجـميع لانها بنت وسـط جموع ناس مختلفيـن ,
حاول رجال الامن انه يتدخل لكنه منعه المسـؤول يردّه عنـها : لا تسوي لها شيء ! , اتركها لا ينقلب الموضوع عليها به كاميرات ,
أخـذت باقي الاكـواب الثانيه بيدينـها تفـتح الغطّي تتجـاهل كلّ الاصوات , المحاولات و السـواق اللي انصـدم فعليًا منها و من فـعلها لانها كمّـلت تكـب الاكواب على الزجـاج تناظر الكاميرا اللي بالأعلـى تنطقّ : اذا ما تـعرف حدودك حـنا نرسمها لك , حنـا بنات ناسّ و محنا ضـعاف لاجل تسوّي هالحركـات و اذا ما يعلّـمك هذا الڤيديو اللي تشـوفه تعلّـمك الحكومه ,
بالجـهه الثانـيه عند المواقف الموازيّـه وقـف سيارته يناظر اسماء الكوفيهات المجاوره بمحاوله للتركيز ولا كان منـه الا ان ملامـحه تسكن لان يشـوف نقطه التجمع اللي امامه يلـمحها , وقـوفها وسـط الجميع و رفع راسه يقرأ اسم الكـوفي يـدري انها هي لانه ماكان يلمح الا قفاها اما الحين هو متأكّد انـها هي ميه بالميه , وقـف سيارته مباشره يـنزل يمـشي لها على آخر كلماتـها " البنـت بتتزوج اليوم , لا تفكـر انك تضرها لانك ما بتشوف الخيـر تفهم ! " و انصـدم من شاف نـظرات الناس لها , صدمتهم و من رجـعت هي للخلف تآخذ كوبيـن ثانيه تفتح غطّـيها و تكبّـها تتجاهل كل الموانـع اللي حولها قـرب هو منها مباشره خلـفها يهمس لها : بـنت ! ,
التفـتت له تناظره , تآخذ أنـفاسها و تسـتقر عيونها بعـيونه تميّـز الصوت و لا يمـر عليها عادي كأيّ شـخص كان هو المانع الوحـيد لحركاتها المقبله اللي كانت تنويـها , ناظر الاكواب الفارغه بيديـنها يتردّد من شعوره الحين تجاهها لكن ما يسمـح باللي يصيـر ينطق بكلمة وحده : امشّـي , ابعـدي عن الكوفي و روحي للقصر وش تسوين انتِ ؟ وش تسوين ؟ ,
ما ردّت هـيّ تسمع همسه لها اللي محد يسمعه الا هيّ وسـط الناس , نبرتـه الخافته و القلق اللي بعـيونه ما يترك صـدرها يستكّن مُب خوف الا انـه زعـل منه , التـفتت تتجاهل ترمـي الاكواب على مدخل الكوفـي و مسكها هو من يدّها يمنـعها يوقّـفها خـلفه يهز راسه بنفي : انتهى ! روحـي للسياره ,
رفـع راسـه يلمح السواق اللي يناظرها , ينتـظرها لكنه هزّ راسـه بنفي يرجع انظاره لها لان له كثير , عليه كثير و هالفرصه تسمح : سيارتي اركبي سيارتي ,
نـفضّت يدها منـه تشدّ عبايتها ما تُخفـى عقده حاجبيها عنـه و لا الغضّـب اللي بعيـونها عليه , على المكان و الاشخاص هو قدر يميّـز كل الشعور داخلها تنطـق بكلمه وحده تحدّ نظراتها للاشخاص : عشان تعرفون ان الله حقّ ,
و راحت عنـه تلتفت تمشـي لسيارتها , تآخذ الشـنطه و تنتظر السواق : انت روح , خلاص انا ارجع البيـت ,
هـزّ السواق راسه بنفيّ لكنها كررت كلـمتها تمسك بشنطـنتها تفتحها تطلع جوالها اللي يرنّ باسم " نور " تقفّـل الاتصال : خلاص روح ي جليل , لا تقول لاحد عن اللي صار انا الحين ارجع البيت ,
التـزم السواق بالصّـمت ما يرضى , ما يحبّ هالشيءّ و التفتت هي تتجاوزه تمـشي تدوّر بانظارها سيارة همام و لا تشـوفها , ترجّـع انظارها لهمام اللي كان واقـف بهدوء ..
ما كان يبـعد انظاره عنـها الا من وقفت عن سيارتها هو التفت يناظر الباقي , الرجال اللي يتمتمون بكلام و الابواب اللي بقـت مفتوحه , الزجّـاج المبقع و اللي ماعاد نظـيف و الاكواب اللي اسـفله بالارض بعضها فارغ و بعدها ما بعد اتلمس , أخـذ نفس عميق ما يدري وش اسبابها لكنه متأكد ان لها الحقّ بالزعـل يـرفع راسه و تسكن كل ملامحه من شاف الجوال المـرفوع و الواضح انه يصوّر و لا تـرك لنفسه مجال للتبرير من طرف المصوّر داخـل المحل هو اتقدم مبـاشره له يرعبّ كيـانه يتركه يوقـف و سـرعان ما سحب همام الجوال , يفتحه و يناظر الڤيديو اللي صوّره الرجال يناظره بحدّه : شعندك تصوّر ؟ ودك أكسـره براسك يـ **** ؟ علّـمني لأجل ما اشقي نفسي ,
ما ردّ الرجـال من خـوفه هو ماعاد له قدرة حكي , هزّ همام راسـه بزين يشـيل شاشه الحمايه عن الجوال , الكـڤر و التفت و هو يرميـه بارضّ الشارع يفتّـته كله لأجزاء و ناظـره مره ثانيه يرمي الكـڤر عليه و الشاشه : لأجل تتعلـم مره ثانيه لا شفت شيء قدامك ما يخصّك ما تصور , تفهم ؟ ,
رجـفّ جسد الرجال من خـوفه رغم محاولته بالثـبّـات الا ان كلمة وحده من همّـام ثانيه بحدّه اكثر" تـفهم ! "  كانت كفيله بإنها تتركه يجاوبه يومئ راسـه بإيجاب , رفـع همام حاجبـيه يطـلع: زيـن ,
هـيّ كانت واقفه تشـوفه من بداية فعله لآخر كلمه منه و من خـرج هو سـكّن نـفسه لثواني يآخذ الانظار من حـوله , و اتقـدّم لها يلمح باقيّ الدم الحار اللي داخـلها ما فرغ تنـاظر الاكواب اللي عالارض ودّها تكمـلها كلها لكـنه اتقدم منـها يناظرها , يوقـف قبالها بالجـسد و النّـظر و المـانع اللي يجهـزّه لها يبي يآخذها مـعه هو فـوق كلّ شيء هو يبي يعرف وش اللي تركها تسوّي هالشيء لذلك همس بكلـمة وحده : مـشينا يلا , خلاص انتهى اتركيها ,
رفـعت يدها تبي تمسـح صدرها لكن منـعها وجودها وسط الناس , امامه هيّ تُـخنقّ من كبت الصـدر عن نفسه داخلها مو من سواتها , من وجوده اللي زعّـلها فوق ما كانت تتخيّـل انها تـزعله بعد غيابـه : تودّيـني لبابا ؟ ,
ما ردّ هو يـآخذ نفس عمـيق يطيل ثواني سكـوته اللي تركتها تلتفتّ بغـضبّ عنه بعد ما كانت هامسه النبـره : خلاص انا بنفسي اروح ,
ما ردّ عليها هو مشى يوازي خطـوتها , يآخذها من يدها لكـنها نفضّتها منه تناظره بعـقدة حاجبيها باقي تنتظر منه الأكـيد لأجل تقرر مسـار خطوتها اذا معه او لا و فهم هو رغـبتها مباشرهيهز راسه بإيجاب : امشي , أنا آخذك له امشي ,
شـدّت على شنتطـتها تمشـي مع خطواته اللي مشـاها , تسـتوعب نفسها و حالها , اللي سوّته و وجـوده اللي صابّـها بالشعور اكثـر من مسك يدها هو , قرّب منها اكثـر و لا تـرك هالقُـرب مشاعرها الا سـراب ما يوضـح لها تمامًا و وقـفت لثواني باستغراب من سيارته اللي فـتحها بالمـفتاح من بعيـد تميز انها له , جديدة و فارهه على عكس اللي قـبل هي ما كانت توضّـع استغرابها له و ركـبت مباشره قبـله , يـركب هو و يرفع جواله اللي رنّ بمـسامعه : ايـه عذبي ,
سـكنت ملامحها تناظره من قال " معي هيّ بخيـر " تبادله النـظر و تعقد حاجبيها باستغراب انه يدري , انه عرف مكانها و جاها  و من قفّـل الاتصال يرمي جوالـه يشغل سيارته كان منها سؤال واحد : كيف عرفت انت ؟ ,
أخـذ نفس من أعمـاقه , يطلع السياره من الموقـف و لا يقول الاجابه الا من اخذ الشـارع له : عذبي ,
رفـعت كفها تمسـح وجهها تفـهم ان نور هي اللي قالت له و عذبي وصّـل لهمام و صـدّت للشبـاك من فاضّ بـها التوتر , هيّ كلها اتوترت من كمّ اللي صار معها , من اللي تحسه و الغـضب اللي احتلّـها من اعلاها لاسفلها و هو يفهم هالشيّء لكن يبي يعرف , يبي يعرف السبب مستحيل ما يسأل : وش اللي خلاك تسوين كذا ؟ ,
ما ردّت هـيّ تحتر كلّـها , ملامحها جسدها و اطـرافها تختار السّـكوت هالمره ما تدري ترضـي قلبها او عقـلها , ما تدري ليش هي اختارت السكون على الكلام هالمره لكن زعلـها من اللي يصيـر مو عادي لا على نفسها و لا ترضى على اللي حولها ,
اتنـهدّ هو من صـمتها اللي طال , من حالها اللي يستـغربه بانها اختارت السـكوت و لا يقدر يستوعبه : ادري انك رحتي تبين المشاكل , لكن لمين ؟ ,
ناظـرتها بسكون ملامـحها , تسـخر منه للحظه لانه يحاول يعرفها و يسألها : والله ! تدري طيب ليش تمنعني دامك تدري ؟ ,
شـدّ قبضته على الدركـسون من سؤالها , يميّز نبرتهـا و شعورها ؛ عادي تجاوبين جواب صح , ماله داعي السؤال بسؤال ,
تـركـت شنتطها بالاسـفل عند رجـولها , تعصّـب صح لكن تحتاج تقول كلام لاجل تتوصّـل لحل يحلّ هالحاله اللي هي فيها : هذا محل واحد اسمه عـز , يرسل اكواب قهوه لبنت خالي و يخوّفها و يلحقها ليش ؟ ,
سـكنت ملامح همّـام يعرفه , يدري به و يدري انه عز هذا هو نفسه عز ولد غازي لذلك صـمت هو ما يعجبه الحال اللي وصل له , كمّـلت هيّ : قليل ادب , ليش يسوي كذا هو خلاص هي تبي تتزوج و تبي تسـتقر يعني اذا هذا الشيء له دخل بالقضيه لازم ينحل , ما ينفع كذا يصير فينا يكفي حنا مو لازم كل العيله يصيبهم شي ,
ضـجّ كل داخله من الرجفـه اللي صارت بنبرتها بالنهايـه ما يسمح داخله له بالسـكون و بالنـهايه هي ما قدرت تجـبر تحملـها اكثر لان هدوءها صابه القلق تـرفع كفّـها تمسح صدرها به بـهدوء تحاول النّـفس بعد كلّ اللي صار , هيّ تعطـي لنفسها كلمات داخلها تقوّيها لكن يـهزمها الشعور من ثقـله على صدرها بالنهايه و هو ينهـزم بلاشعور منها هيّ تهزمه حتى بأصـغر الأشياء منها و لا اتوقـع بيوم ان بيصـير له وحده يتعلّـق فيها هالقد , يخاف عليها هالقدّ و بهالسرعه هو صار يحسّـها اقرب من كل شيء قـريب وده فيه ..
رفـع انظاره للمرايا يودّ التـجاوز و فعلا اتجاوز السيارات اللي امـامه , يمسك الخط الاسرع و تـمسك معه السياره اللي خلفه الخطّ نـفسه , المسار نـفسه و الحركه نفسها تتركـه يعقد حاجبيه بقلق و يشـكّ باللحاق مباشره , ناظـرته هيّ تعقد حاجبيها : شفت بابا انت ؟ ,
ما ردّ عليها هو كامـل تركيزه بالمـرايا , بالسياره اللي خلـفه يآخذ له نظـره معها و يرجع يناظر المرايا , عقـدت حاجبيها تفهم القلق اللي داخله و نظـراته المـرتكزه بالمـرايا خلفه , لفّـت نظرها للمرايا الجانبيه من جـهتها و اخذت نفس عمـيق تعدّل جلوسـها : السواق هذا ,
التفـت لها يرفـع حاجبه بذهـول ثمّ رجـع انظاره للطريـق : وشوله يلحقنا دامه السواق ؟ ,
ما ردّت هـيّ تترك سـؤال بلاجواب , تـتركه يكلّـم نفسه و يشـعر بالاحساس البـشع ناحيتها مثل ما هيّ شـعرته اسابيع ودّها يتذوّق شعورها هالمره مـكانها رغم انها تدري الاجابه , تدري انه ما بيتركها السواق لانها وصيّـه من ابوها و تـزعل , تزعـل كلها حتّى قلبها من همام و ابوها لان كلّـهم ما ردوا عليها بالوقت اللي هيّ كانت تحـتاج شخصّ يقرب منها اكثر , يـعرف بلاها و يطبطب على قلبـها يحاول يرضيه هم ما كانوا مـوجودين , اتجاهلوا كلّ الوصـول لها حتى و الفرص متاحه ..
وصـل لمـبنى المحاماه للبـراء يبطّـئ السياره , يآخذ المـوقف و يناظر حـوله الى ان تـرك الدركسون يفـتح حزامـه و يعدّل جـلوسه : المحامي مب مـوجود ,
عقـدت حاجبيها تناظره لانه قال بيآخذها له و الحين يـقول مب موجود ,  تسـتقرّ عيونها بعيـونه و لاعاد بيـنهم حاجزّ الغضّ منـه لان كلّ شيء اختـلف , كلّ المشـاعر  جاشـت و اتـغيّرت و يفـهم هو زعلها , الغضب اللي بعيـونها يفسـر باقي اجابته : سيارته مب مـوجوده ,
اتنـهدّت تحني راسـها , تبعد انظارها عنه من طالـت بيـنهم و اتوتـرت لان نظراته ماعادت حيائيـه منه لها و لان قلبـها مو راضي عن اللي يصيـر لها منه هيّ ما حـكت كلمه التفتت تشـوف سيارة السـواق ثم انحنت تاخذ شـنتطها تفـتح بابـها تحاول تخرج لو ما مدّ يـده هو يمسـك بمرفقها , يمـنعها و تناظره هي باستـغراب ما تنحلّ عـقدتها عليـه تنتظره يقول الكلمة اللي تركتـه يوقّـفها و بالفعل برّر : ما حكيـنا , ما بعد قلتي كل شيء ,
ناظرت يده لثـواني ثمّ رجـعت نظرها له تـعتّـب السؤال و توجهه مباشره : حاولت اكلمك انا , اسابيع انت شفت الرساله و ما رديت الحين تبي تكلمني ؟ ,
مالّ كلـه لها , حتّـى قلبـه ما يتحمّل كمّ اللي يحسه الحين تجاهها من قُـرب , من نظرات و نبـره تبيّـن الزعل عليه هو ضـعفّ ينـاظرها هي بس , عيـونها يحاول يعطي اعـذاره اللي هي تجهلها ى يعطيها حقّ الزعل للحـين : اذا سـمح امرك , كلّـميني و قولي اللي ودّك ادري ان مابعد انتهى اللي عندك ,
اتنـهدّت تفـكر لثواني لانها عندها حكي بالفعل , عندها اسـباب تتركها تتنازل عن زعل القـلب بهاللحظه و تقفّـل بابها مره ثانيـه و شـتت نظرها عنه من القـربّ تحسّ ان الحيـاء صار بـها هيّ هالمره و بمـجرّد ما اتطمن من وُجـودها و انها اختارت الحكي عدّل هو جلـوسه , ترك مرفقـها يتكّي يده بالمسند اللي يمـينه يناظرها تحرّر حـروفها : كنت ابي بابا , ابي أقول له ان في سياره من يوم راح و هيّ تلاحقـني ,
سـكنت ملامح همّـام لانها تحكي له , لانها تقول كلام يجنّن ذراتـه لكنه يقيّـدها عنها بالجنون من خوفـه عليها و كمّـلت هي تشدّ على سلسال شنطتها بكفـوفها : ابي اقول له ان رقم اللوحه معيّ , صورتها و قدرت احفظها عندي ,
احتـدّت ملامـحه , نظراته يسـتغرب من حالـها و يُذهل من فعلها بالفعل هو ما عاد يـقدر يميّـز ايّ شخـصيه هيّ من دقايق : معـك الحين ؟ ,
ناظـرته تترك شـدتها على سلسال شـنتطها تهزّ راسـها بإيجاب , تطلع الجوال من شـنتطها و تفتح الڤـيديو تمدّه له لأجـل يشوفه , مسـك الجوال يآخذه منـها يشوف الڤـيديو و تسكن كلّ ملامحـه من شدّة الوضـوح لرقم اللوحه بالتصوير و ناظرها يُـذهل للحين : وشـوله ما قلتي لي او لابوك من قبـل ؟ ,
رفـعت حاجبـيها ما تصدّق انه يسألها بجديّـه بعد اللي صار و هو يفهم سبب زعلها , قفّـل الجوال بيده يكمّـل : ماكان لازم تسكتين للحين , احكي قولي لو صار لك شيء بعدين من بيدري عنك ؟ ,
صـدّت عنه بأنـظارها للشـباك تحتدّ نبـرتها ما تبي تناظره , ما تبي تعطـيه عيونها و يشـوفها : انت و بابا كلكم واحد , محد ردّ علي من اسابيع تبون ارسلكم رساله و احس نفسي مو مرئيه لكم ؟ ,
تـرك الجوال على ثـوبه يميّـل جسده , يتكّـي يده اكثر و يقربها هيّ لانه يخاف عليها و صابـه بقلبـه هالخوف : ترسلين , ترسلين لازم لان هالحال يختلف , الڤيديو معك و نقدر الحين نجيبه من سمـوعه تدرين ؟ يعني لازم تـرسلين و حنا نخاف عليك , نخاف عليك من الاذى ,
التـفتت تناظره ما تتمالـكّ هالكم من الكلام منـه كأن الحقّ معه و هي تـزعل اكثر كل ما برّر فعله , كل ما كـثّر اسئلته تزعل هيّ كلها : و اللي يخاف يخاف من بعـيد ؟ ,
ما ردّ هـيّ سكتت كل حروفـه تبقـي انظاره فقط , تبقـيه يقرأ حكي عيـونها و الدّمـع اللي غلب العتاب بالشعور و تكره هيّ حالها هذا من ابوها , منـه و انهم تركوها بضـعف التّكتم هذا غصب عنها : انت و بابا رسلت لكم ما تردون علي تبيني ارسل لكم اكثر يعني ؟ انتم لو تخافون علي تقربون مني بوضع زي هذا ما تبعدون و تقولون انكم تخافون , اصلًا ماله داعي اتكلم انت تشوف نفسك من جيت للحـين حتى الرساله ما رديت عليها و بابا ..,
سـكتت لثواني تناظر المبنى تأشـر بيـدها يقـتلها الشعور اللي داخلها من بشاعـته : بابا مو موجود من زمان , و الحين بعد مو موجود ,
اتنهـدّ يحـاول ما يـكثر كلامه و نقـده بالسؤال , يحاول ما يزعّـلها اكثر لانه فهم انها تزعل من كلامه ما يدري شلـون يفسّـر حاله لها , يقول ان رسـالتها ما غابت عنـه لاسابيـع هو كان يسمعها دون توقّـف بكل اوقاته و للـحين هيّ مصـدر للسـكون داخله بكل مره يسمعها لكـنه يختار الصمت بالوقت الحالي , مسـك الجوال ينـاظره مره ثانيه تضوّي شاشتـه و يلمح صورتها اللي على العرضّ , مع شـخص هو للحـين ما قابلـه و يخمّـن انها " أمـها " من الشـبه الكبـير بينهم و عبدالعزيز و لا قـدر يكمّـل انظاره للصوره من وُجـود ابتهال الحنون بيـنهم و الضحكه اللي فيـها كانت و هو محاها , لفّ الجوال يمده لها يتردّد الكلمه و لا يعجـبه الشيء لانها مكشوفه للكلّ , لان صورتها ممكن تبيّن بانظار الماريين لكن يعطّـي حق زعلها منه و لا يزيـده : ارسلـي لي الڤـيديو , اشوف دهام يطلعّـه ,
ما كان منـها ردّ لانها تعـبت , قلبها تـعبّ من كلامه و هي ما ترضى هالحال يصير لها منـه : ما بأرسلك هو لين ترد عليّ , تبيني انا ارسّـل و انت شغال عالصـامت بس تشوف ؟ ,
اتنهـدّ يناظرهـا كيف تحاسـبه , كيف تـقول له اللي يسـويه و لا تـعطيه غايته بسهوله ، تـقيّده هي فعلًا تقيّـده عن اشياء كثير لو غيـرها سواها معـه لذلك هيّ نـزل يده لجيبه يسحب جوالـه يتمنّـع عن الكـثير عليها و يفـتح جواله للرسالـه المثبّـته عنده بأعلى المحادثات كلها يدخـل لها يرسـل نُقطة فقط , مدّ لها الجـوال و مسكته هي تفتحه تشـوف اشعاره و من فـتحت الجوال , المحادثه بعدها تسـكن ملامحها بصدمه من النقطه اللي رسـلها يزيـد زعلها , تتكـدّر اكثر هي لكن ما تمـنع الڤيديو عنه لانها تبي تروح , تبي تبعد عنـه لانه اخذ من شعورها اليوم كثـير و لانها ما كانت تواجه هالشعور اللي م عطته احتمال انه يصيـر هي تبي تبـعد عنه و بس , رفـعت نظرها تشوفه يشـغّل الڤيديو يتأكد من انه هو و عقـدت حاجبيها تشـدّ شنتطها على كتفها : رسلـته لك هالمره بس عشان نفتـك من اللي قاعد يصير نُـقطتك هذه أصرفـها اليوم , لا صار شيء بعـدين نُقطتـك هذه وين أصرفها اذا بكل مره تعتبر الردّ نُقطه أنا أحطها من الحـين و الغي رقمك كله من الجوال ,
التـفتت تفتح البابّ تبـي تنزل لكنها مسـكها هو يـبي يمنعها , يبـي يحاكيها اكثر و ودّه بانها تبـقى معه بعد كلامها هذا زادّت رغبـته بالتبرير لكن بكلّ مره الوقـت ما يسمح , الظرف اللي هم فيه ما يسـمح و عيـونها كانت أوّل الأسباب بانها تتوّه بالحكـي داخله و تردّ حـروفه عن لسانه لانها تعـتبّ , تعـتب هيّ ما تمثل لان دمـوعها غلّابـه هالمره حتى لو حاولت تمنـعها شعور الكـبح يوضح له و تكمّـلها معه من عضّـت شفتها تشـتت نظرها عنـه ما تستوعبّ كمّ المشـاعر اللي تصيبـها معه لذلـك هو تركها من ميّـلت كتفها تدلّ على انها تبيـه يحررها و تروح و بالفعـل هذا اللي صار بيـنهم الحين , تـركته هيّ تـقفل الباب و تروح تمشي لسيارة السـواق يناظرها هو من المـرايا تتبـعها عيونه الى ان ركبـت , حرَك السواق يبعدون عنـه و يختفون عن عيـونه هو اتنهـدّ تهبّ بصـدره هبوبـها هيّ , هبـوبها الهاديّه اللي تعكسّ هـبوب صدره المجنونـه هو يآخذّ النـفس و يكاد انه يشـقّ صدره من الضيق اللي حسـه بعد روحها , بـعد اللي بيـنهم الحين و قُـربها هو يلاحظّ انه ماعاد مثل قبل , ماعاد يـغضّ عنها و لا عاد يتردد الحـركه و لمسها اكثـر من مره كانـت يديـنها وسط قـبضة كفّـه رغـم هذا كله هو يشـوف الموانع اكبـر , الموضوع الخفّـي عن الجمـيع و الاطراف اللي حولهـم ما يدرون بالسّـر اللي يعـيشونه هم بهالظـروف الأليـمه و السـوء بكـلّ مره يحدهم على أفعـال ..
_
ركـبت هيّ السيـاره ما تسـمح لها عيـونها الكبـرياء اكثـر , ما تمـسح لها بالتمنع عن دموعها اكثر هيّ تحتر كلّـها من اللي صابـها تنهمر دموعها و لأوّل مره ما تدري وين رضاها عن نـفسها , لأوّل مره تتـوه بالمشاعر مثل هالمره و لانها تدري انها عاتبت بوُضـوح على عكسه هو اللي اختار السـكوت ، يـزيد شعورها اللي ما يرحـم صـدرها من اللّج اللي داخـله رفـعت يدها هيّ تـمسح صـدرها بعد ما فاضّ بها كلّ الشّـعور من بداية الكـوفي لوصـوله هو و حكيها معه ما كان سـهل عليها اللي تواجهه من مشاعر بقـربه علـى عكس الخافي اللي داخله هي ما تعرفـه لذلك رسـمت نهايـه لهم قبل تبدأ بـينهم باللّي ما يرضـيها من شعـور , و تعامـل منـه معها بعـد ما صارت مشـاعرها تـلعب داخلها لـعبّ بشكل واضح لنـفسها و لـه و تـزعل حتى من رضاها لوضوحها بانها عاتبـت مقابل صـمته و ماكـانت النقطه اللي حكـت عنها  الا بـداية سـطور جديدة بعد نـهايه آخر ماصار بيـنهم ودها لو ما تتوّهـا بخـوافيه و يـوضح لها اكثـر ..
رفـعت جوالها تناظـره من رنّ باسـم امـها , تمسـح دمعها و تحاول النّـفس بعد كـبت الصـدر على نـفسه الى ان اتوازنت هيّ فـكريًا و جسـديًا تردّ على الجـوال : ايوا ماما حبـيبي ..
-
-
قـصر الشّـريان ؛
مسـاء الحـضور بعـد آخر الفـروضّ , يلجّ القـصر بالحركه , الاصـوات و رسميّـة الثيـاب اللي تجمـع عـروق ديرتيـن تحت سقف واحـد , بنيّـة وحده لأجـل عقـد يضمّ اسمـين فيـه و لأنّ السـلام كثـر , الحـضور ملأ القـصر و الحكـي زاد بـعد حـضور الممـلّـك و أخـيرًا كلّـهم اتصفّـوا يخلـون بـاب الاستـقبال و يجلـسون بالمجـلس , يجاورهم الحـبيب , القريـب و الصديـق كان الحـضور قليلّ لكـن قليلهم ملأ القـصر كلّه , ينـاظرون كلـهم للمُـلفت اللي يجـلس يمـين المملك , و يسـاره شريـان اللي مدّ يـده بالمصافـحه يبتدي الشـيخ بكلّ الكلمـات من البدايه يـعمّ الصـمت و يطـول بيـنهم الا جلّاس ركـن المجلس عذبي , دهّـام و همام اللي سـرق تركـيزهم الڤيديو اللي مع همّـام يطـلب فيه دهام : اذا نـشغلك عن ليلتك بكره ماله داعي نأجّـله ! ,
هـزّ دهام راسـه بنفيّ يدخـل جواله بجيبه يناظـره بعقده حاجبيـه : م عليك احلّها انا , وش صـار على عزّ ؟ ,
اتنهـدّ عذبي يعدّل جلـوسه , يرخي ظهره يناظر حوله و هو كلّ فكره باللي صار مـعه : كلّـمته و لا ادري وش العاقبـه , ما آخذها سهله والله م آخـذها ,
رفـع دهـام يدينـه يعدّل شمـاغه , يبّـرر عدم تركيـزه بالمحاوله لكنه يـفشل و يرجع لعذبي يهمسّ : طيّـب انا حكـيت مع اشخاص , دريـت انهم اشخـاص كانوا طيّـبين سواء هو او امه يعني البلا بغازي اللي سمـعته بالـ **** ,
وسـّـع عذبي عيـونه ينبّـه دهام من نبـرته اللي اعتلـت و هزّ همام راسـه بإيجاب مباشره يسنـد يده على فـخذ عذبي : ايـه , صح اذكره ي عذبي اذكره م تـدخل راسي فكره انه يسوّي هالاشـياء ,
ما رد عـذبي يفـكرّ فقـط دون تعبـير , هو يـلمح فيه عدّة أمور لكنه يعجزّ يتصـرف بها دامه بكلّ مره يـقلب الموضوع على نفسه هو يعجـز يعطيه الحقّ بافعاله , يعـطيه مبرر لسـوء حاله ..
اوشـك المملـك ينتهي و لا سـكن سهم بمكانـه لانه يحبّ المحارش , يحبّ يأذّي اكثـر شخص يبادله الاذى و قرّب من دهام مبـاشره يهمسّ له : تدري ان بكره ما بأتركك تروح ؟ بأجلّـسك معي للفجر ,
ضـحك دهـام يناظـره , يفهمـه و ضحك لانه يـسخر منه : تبي تجرّب حظـك ؟ يمكـن تفتّـح عيونـك بالمسـتشفى انت ادري بحالك وين تبـيه يكون ,
ضـحك سـهم , ضـحك من قلـبه و لُفـت انتباه الجميع مباشره من وقـف تميم يقـرّب من ابوه يسلم عليه , جدّه ثـم شريـان اللي اتمسّـك فيه يهمس له : صـارت الحرم حـرمك , و الأمـانه أمانتـك بعد الله بوجـهك هيّ ,
شـدّ عليـه تميـم يرجع يقبّـل راسـه , يآخذ دور السـلام و لا ينتهـي من الاعداد اللي تتـجاوز وقـت طويل ..
وقـف عذبي ينهـي سلامه معـه , يصافحون بعضّ بحـراره ومن اتنحـى عنه للـشخص اللي يليه هو سـكنت كلّ ملامـحه يلمح ابـوه اللي جالس وحده , ينـاظر الجميع و يحاول يدارّي كـل كليم له لكن يشوف الاستصعاب فيـه من ملامحه اللي لونها متغيّـر و توه , توه ينتبه له بعد سلامه عليـه ماكان واضح له للدرجه هذه اللي يشـوفه فيها و قـرب منـه مباشره يـجلس يـساره من خلـى المكان من اللي كان بجـنبه يـترك الانظـار منه لابوه و لا كان من صـهيب الا المـثل : بـكّ شيء ؟ ,
ما رد صُـهيب يجاهد كمّ كـبيـر من التّـعب داخله و لا ودّه بالبـوح , ودّه بالخـفى اللي ما يغيـر صورته امام الجـميع و لا كان مـنه تعبـير لذلـك قرب منـه عذبي يمسـك بيدّه يحـني ظهره له : يـبه ! علّـمني والله ماني بغـريب علّـمني كانـك تحس بالتـعب ,
هـزّ صُـهيب راسـه بنفي يناظر يـده اللي بين كفـوف ولده , محاولتـه بانه يصـير اقـرب سـند لكن تجبّـره على القُـرب هذا اكبر و لا ودّن بالضـعف يصوّر هيـأته : ما به خـلاف , مابني الا العافيـه ,
تـرك عذبي يدّ ابـوه اللي ارتخـت عنه ينزّلها لفـخذه و من قـرّب شاهر يمسـك بالدلال اللي على الطاوله ناظره عذبي من سأله : اقهويك ؟ ,
هزّ راسـه بنفـيّ يناظر دهام اللي يشـيل الطاولات مع الرجال , يسـاعده سـهم و همام و اشر عليهم : اترك الدلال , روّح لدهام و ساعده ,
وسّـع شاهر عيـونه بصـدمه : يوم كنت ابي اروح اشوفها ترفضون و الحين تبوني اخدم بزواجها ؟ ,
احتـدّت ملامح عـذبي ينـاظره و يحدّ من نـبرته له : روح , ساعده لا تخلّـيني اغصـبك قدام الناس ,
تـرك شاهر الدلال على الطاوله امـامه يتمتم بحـلطمه مثل عادته " على اساس هذا مب غصـب " يـلتفت بعـدها لدهام يساعده , التـفت  عذبي  يناظـر دخول البراء مع عـبدالعزيز اللي يجاوره بالمشـي الى وصـولهم كان منهم السّـلام , و من السلام الى جلـوس البراء بجانب صـهيب ناظر عذبي عبدالعزيز ؛ عزوز روح لدهام .. ساعده ,
ما كان من عبدالعزيز ردّ او تعـبير هو راح طواعيّـه يسمح حكي عـذبي اللي التـفت مباشره يكمّـل نظرات بابـوه يتفحّـصه ما يتطمن على شـكله , ما يرتاح للتّـعب اللي يلـمحه فيه حتى بحكيه مع البراء بهمس هو كان يشـوف جهاده على نفسـه بالمكابر ضدّ هالتـعب , يـوقف بعدها يآخذ دربـه للفـراغ اللي ما ودّه يوُجـود احد به لان ما ببـاله من بداية الليلة الا هيّ , الا " عـذابه " اللي اشـتاق لها و تاقـت لها نـفسه للحـدّ المتعـب بكلّ لحظـه هو يحـاول يتخيّـلها امامه , يحـاول يآخـذها بالصوره اللي يحبّـها بالـه بكلّ أجـزاءها , حـركاتها اللي تهـلك عقـله منها يرفـع جواله يتصّـل عليها و لا كان منـها الـرّد ينزل جـواله بعدها يرسل رسـاله وحده لها " ويـنك ؟ " ..
_
عـند الحـريم , بجـناح الفنّ ؛
بـجلسة وحـده , بجاهزيّـة الليلة هيّ كانـت تناظر فـستانها الابيّـض الناعـم لـدقايق طويـله بالمـرايا و لا كان الفـكر معه علـى كثر اللي صار معهم اليـوم , تعدّل لها نـور شعرهـا و كـتوفها العاريّـه بخيطيـن فقط من الفستـان و من قابلتها بالجـسد تـرفع دقـنها تميّـل وجـهها للجهه اللي تودّ تـشوفها كان من هـيام السـؤال اللي يشـغلها من اليـوم : للحين عذبي ما قال شيء ؟ ,
ناظـرتها نور بهـدوء تتجـاهل سـؤالها لانها تـزعل منها حيـل , رفـعت هيام يدها تمسك بيد نور و تنزلها عنها : نور انا اكلمك , أُنس ما تردّ و عذبي ما رد عليك طيب انا خايفه ! ,
هـزت نور راسـها بنفيّ تلـتفت عنها تلملم الاغراض اللي لها بالشنـطه : عمتي ابتـهال قالت انها بخير و بتجي سألـتها عنها , بعدين والله ي هـيام حنا زعلانين منك ليش تخبّـين شيء زي كذا ؟ ,
اتنـهدّت هـيام تسحـب طـرف فـستانها مـعها , تمـشي للسرير و تـجـلس فيه يغلـبها غـرق المشاعر بعيـونها : والله ي نور م ادري , م ادري اصلا هو وش يبي فجأة صار كذا معي و لا عطيته اهميه بالبدايه بس بعدها اتمادى ,
لفّـت لها نور تلـمح دمعها الواقـف ؛ لا تبكيـن , يخرب مكياجك الحين و لانه اتمادى حنا ما كنا نبيـك تسكتين على شيء زي كذا و تخافين منه ,
دخـلت أُنـس للجـناح تقفّـل الباب خلـفها تلفت النـظر له و تترك هـيام توقـف تقـرّب منها بخوف عليها : اتأخـرتي ! ,
هـزّت راسـها بنـفّي تترك شـنتطها فوق التسـريحه و تآخذ نظرها لنور ثمّ هـيام تعقد حاجبيـها ؛ ما نزلتي للحـين , يعني م اتأخـرت ,
رجـفّت كلّ مشـاعر هـيام تسأل لان الفضـول بها عـريق : شفتـيه ؟ عز ,
سـكنت ملامح نور تناظرها و اتنـهدت أُنـس تعقد حاجبيها و تهز راسها بنفـي رغم ان السؤال ما يعجبها لكنها تجاوبه : لا , مو موجود بالكوفي بس خلاص اتوقـع ما بيرسل قهوه مره ثانيه ,
ناظـرتها نور بـهدوء تسـتغرب من جوابـها و عقدت حاجبيـها مباشره : وش سويتي انت ؟ دامه مو موجود وش دراك انه ما بيرسل ؟ ,
ما ردّت أُنـس ما تحرّر الحـروف لان الحـروف رح توصلها لكلام ما ودّها يطلع منـها و لا فـلتت من سؤالها الا من دخـول ابتـهال المبتسمـه بشدّة : بـنات اتصل عليكم من اليـوم , وينكم ما تردّون ؟ ,
ما ردّوا كلـهم يتبادلون النـظر و قربت ابتـهال من هيـام تحاوطها : يلا ي ماما يلا خلاص صرتـي حرم تميم , ينتظرونك تحت كلـهم ,
ضـجّ صـدرها كله بالمـشاعر الفيّـاضه تسـحب نـفسها , تعدّل فـستانها و تآخذ طرفـه على يدها لأجـل تنزل الدرج تسـاعد نفسها ..ناظرت ابتـهال بنتها باستغراب : وينك ؟ اتأخرتي و لو مو العامله قالت لي انها جات ما كان دريت ,
هـزّت راسـها بإيجاب تميّـل شفتها : دخلت من باب المـطبخ , مابي اسلم لحالي عليهم كثار ,
هزّت ابـتهال راسها بإيجاب تمشـي خلف هيـام , سـحبت أُنس شنتطـتها تناظر نور اللي رافـعه حاجبها : تدرين اني بأعرف منك كل شيء صح ؟ ,
اتنهـدّت أُنس ما تردّ عليـها بجواب السـؤال تغيّـره مباشره : تعالي يلا ننزل معهم ..
_
بالأسـفل ؛
بـمجرّد ما وصـل لهم ان العـقد انعـقد و المجلس ضجّ بالسـعاده , علوّ الاصـوات و الاغنـيه اللي ارتـفع صـوتها يرحبّـون بدخـول الضيوف , الحـريم و نسايـبهم و كلّ الاشخاص القريـبين منـهم كان الاستـقبال لنوره اللي متمسـكه بأريام معـها تعرّفـها على الحـضور بانها " مـرت ولدها " و كانوا كلّـهم يـسمعون  الجـمل اللي تسـمعها أريـام و يلوّنها الخجل مباشـره من الوضع لانها محطّ رؤيـه دامها بالاسـتقبال و التعـريف من نوره ..
مشـت صـيته تناظر نوره من بعـيد و تناديها لها تحضـر لان الحضور الحين صار لبـنتها اللي رح تنـزل بعد دقايق من الدرج و بالفـعل اجتمعوا كلّـهم بنـقطه وحده تُخـفت الاضاءه و تسـلّط كلها على الدرج اللي بدأ منـه نـزولـها بأبيـض فُـستانها الدانتـيل النـاعم , باللي هيّ تـحبه و تشوف نفسها فيـه و بالفعـل ماهي ثواني الا و شُـغّلت الأعزوفـه اللي هي اختارتـها تعلن بدايـة مسيـرتها بالنّـزول ببـطء من الدرج يلحـقها طـول الفـستان من الخـلف , التسريحه المـرفوعه بنعـومه و يديـنها اللي تتمسـك بالدربـزان تتوتّـر كلها من صوت الزغاريـط اللي اعتلـى بمجرّد ما لمـحوا طـرفها من الاسـفل هـم زادّ الصـراخ منهم , تـتغيـر الاغنيـه بمجرد ما حُطّـت قدمها على الارضّ اللي تساويـها بالحضـور اللي حوفّـوها من كل الجـهات يسلّـمون , يـرقصون و تعتلي الاصـوات اكثـر من ان كلّـهم بنـفس الشخص يحتفلـون و لان هالشّـخص أخّـاذ للأنـظار هالليلة , تـقرب منها أم تميـم تراقصـها معـها تآخذها للمـسار كلـه و من بـعدها تمسـكها نـوره من طـلبتها هيام تجيـها بعـد ما شافـت غالب الدمـوع بعيـونها ,
اتقـدمت صيـته و هي تساعـد هـند لأجل تـراقصها و بالفعل هذا اللي صار , جدّتـها ام نوره , خـالاتها و عمّـتها الوحـيده ابتـهال , كلّـهم كانوا يحوّفـونها بالحب و يستشعرون معها سـعادتها بهاليـوم  بمـجرد ما انتـهت الاغنيّـه خـفّ الوُجـود مـعها بالتّـدريج بدأ الكلّ يرجـع مكانه , يجـلس و يترك الوسـط لها من سـاعدتها نـور بالجـلوس , تعدّل لـها فُـستانها على المـقعد اللي هيّ اختارت تصـميمه و كان يـشابـه الفنّ اللي بكل مره تبـدع فيه و بمـجرّد ما أعلـنت صيـته للعاملات انهم يبدون التقـيديـمات قـربت أم تميـم تستغلّ اللٰحظه بجلوسها و تجـلس قـربها بالمقعد : شهالزين يا بنتي ! شالهزين تبـارك الرحمن سعدّ حظ تمام بـك والله سـعد استـودعتك الله ماشاءالله ,
ابتـسمت هُـيام لأنها بوسـط كلّ الانظار لها , يـراقبون حركاتها و يحبّـون الشوف يكون لها و لأن أم تميم ما تركـتها هيّ بقت معها تسأل عن حالها , عنـها و وش شـعورها هي بقت بالمـقعد الى ان اتردّدت بمسـامعها أغنيـّـه تضـمّ اسـمها بين الكلمـات و سـرعان نا سكنت ملامحها تشـوف صـيته اللي اتقدمت منـها تآخذها من يدّهـا تساعدها بالوُقـوف لأجـل تراقصها و قرّبـت لها تهمس لها لأجل تسمـعها : هالأغنيـه اهداء منها كلّـنا لك , من اهلك ي حبيبتي ,
ما قـدرت تسيطر على موجّ عيـونها لان المشـاعر طـغت مباشره تشـوف البنات قرّبـوها كلهم , بنات عمّـانها و خالاتها, صـديقاتها  اللي يحتفـلون معها  بالأغنيّـه اللي الحـين تسمعها و تبتسـم ما تقدر تخفي فـرحها بفرح احبابـها , فرح الوسـط و المجلسّ اللي كلّـه يضجّ بالسـعاده يتـراقصون كلّـهم و لا يوقّـف التصفـيق , الصـراخ و الفرح ..
ارتـخت ملامح صـيته من لمحت وُجـود عذاري باحدى الجلسات تقـربها و توقّـف عذاري تصفيقها لهم تناظر صيـته اللي نطقت : قومـي معهم , ارقصي و انبـسطي ,
هزت عذاري راسـها بنفي تتمنـع و ترفض مباشره : لا لا , مالي نفس والله خـليني هنا ,
اتنهـدت صيـته تحلس جنبـها , تتنازل عن وقـوفها للحظات ما تحبّ هالحال فيها لانها تستصـعب التأقلم من فتره و للـحين هي تواجه هالصعوبه لسبب تجهله : عذبـي مع الرجال ؟ ,
رفـعت كتوفـها بعدم معـرفه يـحزن قلبـها لانها نـست جوالها بالقـصر و لان آخر كلام بيـنهم كان " أردّلك " اذا هو رح يكون متواجـد : م اعرف , نسـيت جوالي بالقصر و المكان كله رجال لا طلعت , انتظـرهم يروحون ,
مسـكت صيـته جوالها : تبيني اتصل عليه و اسأله ؟ ,
التـزمت عذاري بالصـمت تـفكر لثواني تعطي احتمالات للاتصال ما بين يردّ و يـعطيها بروده , و بـين انه ما يردّ من يشوف اسمها و هي ما ودّها تـزعل صيته لذلك هزت راسـها بنفي : لا خـلاص عادي انا اشـوفه بعدين ,
ابتـسمت صيته لـها بهدوء و شدّت يـسار يدّها هنّـاي اللي همست لها : عذبـي موجود ؟ اسألي عذاري جـنبك ,
اتنـهدّت صـيته تناظر عذاري لثواني طـويله الليّ انعـكسّ ضيقها من السؤال اللي سمعته , تـحزن عليها و لا ودها تضغطها اكثـر  ثمّ جاوبت هناي بنفسها : نسأل نهاية الليلة بإذن الله على خيـر ..
_
باحـدى المجالسّ الصـغيره , بوُجـود شـريان , دهام و تمـيم بعد انتهاء الليلة , الولـيمه و الاحتـفال قلّ الضـجيج و كثـر الكلام , الحوارات و الأشـغال اللي ما بعـد الوليمه ..
طـرق بابـهم  يقاطع حـديثهم , ناظر شـريان ولده دهّـام بهدوء : اخـتك هذه اكيد ,
وقـف دهام يلمح الدّمـع العالق بمحاجر ابـوه و تأثرّه الشـديد بزواجها و كلّ ما قرّب انتـهاء الليلة هو يـزيد تأثـره لكن ما يبي يبيّـن , مشـى للباب يفـتحه و لا يناظـر خلفه لاحتمالات وجود حـريم و رجفّ قلـب هيام مباشره تناظره نا تدري من الواقف خلف الباب : بابا ! ,
ابتـسم دهام يهزّ راسـه بنفي من سمع صوتها , تساؤلها و يحنّ قلبه عليها من رجفتها : دهام انا تعالي , معك احد ولا أفتح الباب كله ؟ ,
سـكنت ملامح أريام اللي كانت تساعـدها بالمشيّ من فـستانها لانه دهام , لانها ما تبيـه يشوفها و هزت راسها بنفي لهيـام ما تحكي لانه يميّـز صوتها لو سمعها و لانها ما كان ببالها انه يكون موجود بعد ما قالت لها نوره شريان بالمجلس , ابتـسمت هيـام بخفيف وسـط دموعها من حركه اريام و خـوفها : انا ادخـل الحين , معي احد ,
اتنحنح دهام يفتح الباب لهـا و يلفّ بظـهره عنهم يسـمح لها بالدخول و انها ما تواجه صعـوبه تمدّ يدها ليده اللي انمـدت و تدخـل هيّ تسـاعد طولها تناظر دهـام اللي اوشك على قفل الباب لو مو صـوت امه اللي سمـعه " اريـام ! امـك راحت و تقول لك باقي اغراض بالمطبخ لكم , خذيها معك " هو عـقد حاجبيه باستغراب يناظر هيام اللي انظـارها للخارج تشوف امها , اريام اللي توّه سـمع اسمها من امه ..
اتوترت أريـام مباشره تهزّ راسـها بإيجاب ما تدري اذا سمع امه او لا : تمام ,
ابتـسمت نوره تقـرب من اريام تمسـح على كتفها و تفتح الباب اكثـر تدخـل و التفت دهّـام مباشره للباب من سمع صوتها يناظر و لا شاف الا طـرف جسدها , لون فـستانها " جـلد الفهد " اللي لمـح طرفـه و هي تمشـي تبتعدّ و اتنحنح من قدوم امـه , وقـوفها و ساعد هـيام بالمشيّ ناحـيه أبـوها , تميم اللي وقـفوا مباشره يناظـروها بخطواتها لهم و توتّـرها تشـوف شريان اللي يتمنّـع كثير ظاهريّـة مشاعر لكـن كان السـلام أولى لتميم اللي ينتظرها من اليـوم من تقدمت له , هو أخـذ بيدّها بدل دهـام يقبّـل جبينها لطويل الثواني و يبتـسم من انها وقـفت امامه بالصـوره اللي فاقـت خيالاته كلهـا و لان الوضـع يتطلّـب أخذها يميـنه لأجل يسلّـم على نوره اللي جات مـعها تسلم , تتصور و اتقدم مباشره لها يحب راسها : شلونك عمّـتي ؟ ,
ابتـسمت بخفيف دمـوعها غلبتها من بداية الليلة و الحـين من سلامه هيّ فاضت كلّ مشاعرها : بخير ي حبيبي بخير , الله يهنّـيكم يا رب مبـروك , مبـروك جعلها زواجة الدهر ي ولدي ,
ابتـسم بخـفيف يناظـر هيام اللي كلّ نظـراتها لشريان , تخجـل ما تتحرك من مكانها بسبب مكانها اليوم كـ" عروسه " لكـنها تتلهّـف حضنه اليـوم ، قـرب منها يوقـف و اتقدمت نور توقـف جنب شريان لان دهّـام مسك الكاميرا يوجّـهها عليهم : يلا اوقـفوا زين ,
حاوط تميم كتـوف هيام بيدّ و الثـانيه كانت تشدّ على يدها اللي فـيها الخاتـم اللي اختارت انـه يكون قبـل زفّـتها , يلـتقط دهام الصوره و يتأكّد من وضـوحها يبتسم : خلصت الصوره الرسميّـه , الحين تعالوا بالجـوال لان هيام اكيد تبيها ,
ضـحكت نوره بخفيف تلمح ثـبوت ملامح شـريان بشكل مستـحيل هو يحاول يجاهدّ المشاعر من الظهور , قـرب  دهـام يمسك بجـوال هيام اللي كان مع نوره يقبّـل راسها : انا أصور , يدي اطول ,
اتجهـزّوا كلـهم للوضعيـه , يناظرون الكاميـرا و الابتـسامه تغلب كلّ المشاعر الحـاليّه الى ان انتـهى دهام من الصوره , قـرب منها مباشره يقبّـل راسها يعطيها الجوال : مبروك ي روح اخوك مبروك , جعل الهنا ما يفـارقك ,
نـزلت دمعتها تحـضنه , و ابتـسم تميم يناظر نوره اللي رفع شريان يده يمسح دمعها يشوف كمّ -الحُـب - بهالعائله و يوضـح له ان العائله كلّـها بهالمشاعر تعيـش , ابتـعد دهام عنها يستأذن و يطلع و قرّب منـها شريان يحضـنها , يضمّـها لحضنه اللي كانت تبيه من اليوم لكنه يخفي نفسه عنها لاجل تتم اللحظات و بالفعل تمّـت و الحين هم بنهـاية الليله يسطّـرون آخرها بالسّـلام , بالتبـريك و الأحضان و ماهي ثواني الا و ابتـعدت عنه ترجفّ نبـرتها من طاغي شعورها : بابا حبـيبي ,
مسـح على راسـها بحنيّه يآخذه يقبّـله و يرجع انظـاره لها يبتـسم , يبتـسم كله من قلبه على الحبّ و طاغيـه داخله لها : عيـونه , بنته و حبيبته و أمـه انتِ ,
ما كان منـها ردّ لان قلبـها يلجّ بصـوره مو عاديّه لانها ما تستوعب ان هالزواج رح يبـعدها عنهم , ان اليوم كله هي ماشافته و الحين يبونها تودّعـه و تطلع من قصره لكنها ما تقوى التفـتت مباشره لتميم تناظر ابتـسامته : عادي أجلـس اليوم هنا و بكره أجي معك ؟ ,
سـكنت ملامح نوره بصدمه من طلب بنتـها , و هز شريان راسـه بنفيّ مباشره : لا ي بنتي , ما يصح كـ..,
هزّ تميم راسـه بإيجاب يقاطـع حروف شريان و رفـضه من شاف دمـوعها , طلبها و الحب هو يعطيها حقّ الاستصعاب اللي تحسّـه داخلها من مفارقه : عادي , عادي ي عمّـي اقـضوا يـومكـم مع بعضّ اصلا حنا قاعديـن مسافرين الفـجر بعد زواج دهام ,
هـزّ شريان راسـه بنفيّ يبي يرفض لكنه قربّ منـه يوقـف يمين هيام يبتـسم : والله ي عمي عادي , اقضوا وقتكم انتم و حنا ما بينا خلاف ان شاء الله ,
ابتـسم شريـان بخفيف يتمتم بالدعوات له , يناظر نوره اللي تبكـي كلها من وُجـود تميم الحنون بجانب بنتها و انه ما رفض الطّـلب حتى و هم بأوّل ليلة زواج لهم : نطـلع حنا الحين , أقلها الحـين نترك حرمك لك ,
ضـحك تميم بخـفيف يـشوفهم يخـرجون و التفتت له هيـام , تمسـح دمعها و توازن نـفسها بعد ما قبل طلبـها , بعد ما بيّـن لها ان الاخـتيار الصح هو فعلًا و الحنان اللي بأبـوها ما رح تفقده باقي العـمر بإذنه قـرّبت منه ما نـزع بشته يطـويه هو ينـاظرها هيّ بالحـبّ , بالاعجـاب اللي كان من بداية دخـولها مسـكت هي ببشـته تناظره يحاول يـنزل الشماغ لكنها هزّت راسـها بنفيّ : انتظـر , انا اشـيله ,
سـكنت كلّ حـركاته ينتظرها من حطّـت البشت هي بذراع الكـنبه ترجـع له , تـرفع يدها و تنزّل العقال , الشـماغ تسحبه مع الطاقيّـه و التفتت تحطّـهم بالكـنت تناظره لان عيـونه لها بشكل يوتّـرها : أقهـويك و لا تبي شاهي ؟ ,
هـزّ راسـه بإيجـاب يجلـس يآخذ نفسه العميق : اللي ودّك فيه , انت وش ودّك انا مـعك ,
ابتـسمت بخفيف تلتفت للطاولـه , ما تشـوف القهوه لكنها تلمح كاسات الشاهيّ اللي توّه انصبـت و حرارتها تطلع منها تقـرّب منها تآخذ فنجال له هو فـقط و تمشي , تجلـس قربه و تمدّه له ,
أخـذه منها يحطّه بالطاوله أمـامه , ينـاظرها هيّ و يآخذ يدها ليده يتأمّـل الخاتم اللي باصبـعها و ابتسـم : خـفت انه ما يكون يناسب يدك , لكن زيـن طلعت يدّك اللي محليّـته ,
سـكنت كلها للحـظه تناظـره و يأنّـبها ضميـرها لانها منعته من وُجودها معه بليلة زواجهم لكنّ تخـاف انها ما تتشـبّع بحضن ابوها اليوم و يفوتـها الوجود معه و بنفس الوقـت تحسّ انها ظلمتـه لانه طيّـب معها لكنها للحين هي م اهدته شـيء لذلك مدّت يـدها الثانيه تتمسـك بيده : تمـيم ! ,
ما كان منـه الرّد لكن يوضـح بملامحه ان اللي جاه كان اقلّ من اللي المفروض يصير لذلك نطـقت بهدوء : تبي نخرج الحين و نروح نتعشّـى ؟ ,
نـوّر وجـهه بالشعور مباشره يفـرح , يشعّ قلـبه فرح من سؤالها و لا يمكن انه يرفضّ لانه يبيـها , يبي لقاها و وقتها يكون من حظّه يهز راسه بإيجاب : نروح ليه لا , نروح اللي ودّك فيه انتِ يصير ,
ابتـسمت بخفيف تناظر نفسها , هيأتها و ترجّـع انظارها له : أغيّـر فستاني بس و ارجع لك طيّـب ؟ ,
هـز راسه بزين و وقـفت هي تستمدّ قوتها من يده اللي للحـين تمسكها و من مشـت عنه تبي تروح كانت هيّ مانعها و التفتت مباشره باستـغراب لانه سحبـها يقبّـلها و ابتـسمت هي : ما بأطوّل , ما تمـل ان شاء الله وحدك ..
_
بالمـطبخ و بابـه لعذاري اللي واقـفه امام أريـام تلبس عبايتها : دقيتي على صيـته و قلتي لها تستقبلني ؟ ,
هـزت اريام راسـها بإيجاب تبتسم : ايه تنتظرك هيّ الحين , لا تنسين تقولين للعامله تجي و تساعدني اشيل الاغراض م اقدر وحدي ,
هـزت عذاري راسها بزين تلتفت , تروح عنـها و اتراجعت اريام للخلف تشـوف الاغراض اللي لهم و مسـكت جوالها , تشـوف الصور اللي يرسلها لها شاهر كالعاده و تبتسـم , تضـحك كلها من قلبها لان بكلّ مقطع تعليقاته هو تضحكها اكثـر الى ان وصـلت لمقطع يضـمّ جـلوس دهام يميـنه عذبي , يساره سـهم اللي همس له و عقـدت حاجبيها بعد ثواني تشـوف ضحكهم الاثنين ، تفهم انـهم يقولون حكي و يفهمون بعضّ لكن هي كل قلبـها يذوب من ابتـسامته , ضحكه و وُجـوده وسط الرجال بالثّـوب يآخذ قلـبها ..
وقـف عند باب المطـبخ يشـوف ظهرها من الخلف و يميّـزها هي بين الف , يعرف شعرها , ظـهرها اللي خيـوط الفستان عليـه تتشابك من الخـلف باللي هو يحبّـه - جـلد الفـهد - هي تلبـسه و محـال يترك نفسه دونها دامها كذا , حتى لو انها طلبت انه ما يشـوفها هو ما يقدر بهالفرصه اللي له يـدخل بخطوات هاديّـه حذره لأجل ما تسـمعه و من شافته العامله تركت كلّ اللي بيدها تـخرج , تترك لهم المطبـخ وحدهم و بالفعل قـرب هو منها من خلـفها يشوفها تكبّـر الڤيـديو على صورته و يبتسم , تشتـدّ ابتـسامته لانها تبتسـم , تـرجع خصلاتها لخلـف اذنها يبّـين كتفها المغريّ  له يـتركه يتقدم منها مبـاشره يحاوطها من الخـلف , يقبّـل الكتف يـترك شهقتها تعتلّـي تـلتف له تناظره بعدم استـيعاب : دهّـام ! ,
ابتـسم يآخذها بالحـضن و تحاول تبتعدّ عنـه هي تهز راسها بنفيّ لكنها سكنت كلّـها من سؤاله : تخـافين الفهد و تلبسـينه ؟ ,
ابتـسمّ هو يشـوفها , ما يتحمّـل كم الجمال اللي يشوفه فيها لانه حبّ قبـل شكل فهو يحبّ الجمال فيها , هـزت راسها بنفيّ تحاول تحرر نـفسها منه : دهام لا تشـوفني ,
ضـحك من حركاتها , من انها تفكر بشـوفها و هو غايته اكبـر من الشوف و سكن كلّـه من رفـعت يدها تغمض عيـونه عنها  لانه ما يتركها , ما يترك لها مجال الا حركاتها : يا تسيبني و تروح ولا ما تشوف شي ,
أخـذ نفس عميق ما يرفـع يده عنه ظهرها , عن خصرها و ترتخـي كامل ملامحه لثواني بتفكيـر : شفتيني انت مرتين , اتركيني اشوفك الحين مره ,
تفهم معنى حكيه بالمره الاولى امس , و المره الثانيه الڤيديو اللي بجوالها لازال شغال و هـزّت راسـها بنفي : انا حرمه , انت رجال ما يصير تشوفني الا بكره عشان تتفاجأ ,
ابتـسمّ هو ما يتـرك لها مجال يلعثم حروفها لانها تجهل تفكيره الحين , ما يشوفها لكنها تدري بانه ما يمنع نفسه و بالفعل ماهي ثواني الا و ترك خصرها يرفـع يده لخلف رقـبتها يشدّها له , يـآخذها بالقُـبل يباغتهـا الى ان ارتخت يدها عن عيـونه تبدّلـها لخلف رقـبته , لشـعره هي كانت اناملها ساحرّه الخـمار بالنسبـه لـه بعد جمالها , حركاتها تسلـبه العقل ..
_
أمـام قصر الأيـهم , أمام المدخـل اللي ماكان مفتوح بابه و هو بالانتظـار لان كلّ اتصالاته ماكان يُـردّ عليها و يقلق هو عليها , و صار له وقـت بالانتظار هنا ..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن