الفصل ٣٠

7.9K 126 15
                                    

هزت راسها بإيه ترجع تناظره : الا قلت ! عيونك تقول و راسك يقول ! لا تهزه لا تهزه لانك تستفزني ,
هزّ راسه بإيه يأشرّ على خشمه : تم ..تم م يصير الا اللي ودّك فيه لكن بعد م تسمعيني و نحكي ! ,
صدّت عنه ما تردّ تنتظره يحكي , كمّل هو بعد م اتنهدّ : ي ابتهال والله م كنت اقصد الكلام اللي قلته , انتِ تدرين حنا وش عشنا و انتِ اكثر وحده ! تدرين صهيب وش جاه و انتِ وش جاك و انا وش جاني وشوله تخلينا نعيش الكرّه مره ثاني ؟ وشوله تتركينها تطلع وحدها بالسياره بالليل و انتِ تدرين ان الخطر ورانا ورانا بكلّ وقت ..من حقيّ اخاف و من حقي اعصّب و من حقـ..,
قاطعته تناظره بحدّه و تنطق بحدّه اكثر : بس مو من حقك تقول كلام م ينقال على بنتك ! قدامها و قدامي تشكك بتربيتي و ثقتنا ! ,
ضحكت بسخريه : اتركك مني انا عادي ..اتحملك احاول افهمك لكن هيّ ليش تقول قدامها هالكلام ! انت ابوها المفروض اكثر واحد يكون واثق فيها ! يبين لها ثقته لاجل تأمنّه ! سمعت انت الكلام اللي قالته لك ولا ما سمعته ؟ ,
ما ردّ يناظرها يتذكرّ كلّ الحكي اللي انقال له و نظرات أُنس له , كمّلت بحده : سمعته و تدري انها قالت هالكلام لانها تنقد عليك و كثير ! انت حتى م تسألهم عن حالهم ي البراء الله يخليك لا تصير كذا و انت مب كذا الله يخليك هم ما يبون الا شوفتك ! أُنس تبي حسّك و تبي تشاركك فرحها و عبدالعزيز م يبي منك الا تكون صديق له و هو بهالعمر ! ..ما يبون شي ثاني الله بخليك حاول و لا تصير كذا ! انا اعرفك زين اعرفك لانك عطيتني فرصه اعرفك لكن انت م تعطيهم فرصه يعرفونك ! اعطيهم , جرّب ، حاول تكفى ما ابيهم يكرهونك الله يخلّيك ,
قرّب منها من حسّ برجفه نبرتها , رجاءها له و حُبّـها اللي باقي له م اتلاشى رغم اخطاءه هيّ تعذره بكل مره , يدري انه مخطي و مقصرّ ناحيتهم لكن مو بيده , ولاش ي بيده ولا شعوره حتى و من رفع يده يسحبها لحضنه , يسحبها يمسح على شعرها بكفوفه : طيّب خلاص ..بأحاول والله بأحاول ,
هزّت راسها بنفيّ تبعده عنها و تلتفت للمغسله تغسّل كفوفها : روح انت الحين ما ابي اشوفك ..كل م اتذكر كلامك م اعرف وش يصير م ودي اكرهك ! ,
رفع حاجبه يتبع خطواتها : تكرهيني انا ! الحين تكرهيني انا ي ابتهال ! ,
التفتت له تتكتّف تنطق بحده : انا الحين بأروح أوصل عيالي مع السواق لمدارسهم ..تعرف انت وين تروح ؟ ,
ضحك بسخريه يشوف جديّتها بالحكي و من ما جاوب هيّ كملت تأشرّ على الباب : انت تروح مكتبك ي المحامي م ودي اشوفك ..كلمة احاول هذه جرب مره تسوي فعل ,
اتقدمت تفتح الباب تتركه مذهول من حكيها للحين , وقفت لثواني بغضّب تحاول تتجاهل فيه البراء و وقف هو خلفها , نطقت تناظر أُنس و عبدالعزيز اللي التفتوا يناظرونها : روحوا للسياره الحين بأجيكم ,
هزّ البراء راسه بنفي يمسك الباب من خلفها : لا انتِ م بتروحين ..انا بأوصّلهم ,
سكنت ملامحها تلتفت له باستغراب ترمش , همسّ لها بحده يرفع حاجبه : مو قلتي تبين فعل ! هذا فعل ,
هزّت راسها بنفيّ و ابتسم عبدالعزيز يعدّل نظارته : والله خوش فكره ! ,
ضربت أُنس كتفه بخفه تهمس له " لا تدخل انت " , ابتسم البراء يطلّع مفتاحه من جيبه يمدّه لأُنس : أُنس تسوق بنا ,
همست ابتهال بحدّة تستغفر و تحوقل : استغفر الله العليّ العظيم ..لا حول و لا قوة الا بالله ,
ما اخذت أُنس المفتاح تشوف الشحنات بين امها و ابوها و من هزّ عبدالعزيز راسه بنفي : لا ي ابوي يطقطقون علي العيال يقولون اخته توصله ! ..خلاص انا راضي نروح بالسواق مشينا امي ,
احتدّت نبرة البراء يرجع المفتاح لجيبه يقتنع بكلامه لكن مُستحيل يتركهم يروحون دونه : خلاص بنروح كلنا و انا اسوق ,
ابتسم عبدالعزيز : طبعًا انا قدام ,
اتكتفت أُنس لثواني م يعجبها الوضع , امها م ترضى لكن ابوها مصرّ و عبدالعزيز يفرح و هي ما بين الاثنين م تقدرّ تنكر ان هالاهتمام ممكن يغيرّ كثير , صحيح كلمته لها جرحتها كثير و كسرت بداخلها الكايد اللي صعب يترمم و مع ذلك م تنكر شعور الفرح اللي صابها و لو انه قليل و م يوضح الا انه فرح بالنسبه لها : ماما خلاص نروح معاه عادي ,
ناظرتها ابتهال ترخيّ ملامحها تفهم بنتها , تحزن عليها ثم ناظرت ابتسامة عبدالعزيز و اكتفت تهزّ راسها بإيه فقط تسمح له مجال يخرج من خلفها ..
ناظرها بهدوء يآخذ نفس عميق تفهم ان بمعناه ان " الحكي بينهم ما انتهى باقي " و بالفعل نطق يثبت هالشيّ : باقي بأرجع نتعشى اليوم معكم تسمعين ! ,
ما ردّت تمسك بالباب بكفّها و تركه هو يناظر عبدالعزيز و يمشي : انت وين مكانك ؟ ,
اتنهدّ عبدالعزيز يتأفف : لا ي ابوي لاا تكفى انا الرجال ,
ابتسم البراء يمسح على رقبته من الخلف : هي الاكبر ..يعني هي قدام جنبي و انت وراء !,
أخذت أُنس نفس عميق تناظر ابتهال اللي باقي ماسكة بالباب , من مشى البراء يآخذ معه عبدالعزيز ما بقى الا أُنس تشوف نظرات امها لأبوها تحزن لان حُب امها يوضح له , لانها باقي تعذره و ترحّب فيه بكل وقت و هي ما تآخذ حقها من وقته ..قرّبت تقبّل خدها و بادلتها ابتهال تدعيّ لهم و تودّعهم : استودعتكم الله ..قولي لعزوز لا يربش ابوه و يتكلم كثير ..
-
-
عند بوابه المطار ؛
وقـف عذبي سيارته بعد و بجنبه كان همام اللي مرّه لأجل يآخذ السياره منه , وصّـل نفسه للمطار يوادعها بالرياض ، يوادع نفسه بالمطار و أنفـاسه المضطربه تتبعه من كــايدّ شعوره و من نزل من السياره لحقه همام يتبعه , فتح شنطه سيارته ينزّل شنطته يناظر ساعته للحظه ثمّ عقد حاجبينه يناظر همام الفارغ , كلّ جوفه فارغ يضيعّ من نفسه و هذا اللي يخافه عذبي , يخاف من ضياع همام اللي يجهّله دربه و فعله المجنون باللحظات اللي م يشوف فيها لكنه وصّى عليه , وصّـى و واثق أشدّ الثقه في البراء , أخذ نفس عميق يرجّع حقيقه شعوره بالواقِع الأليم اللي يجبره يروح , يجبره يسافر و يترك نفسه عندها و كلّ فكره و كلّ صوره بباله " هـيّ " هيأتها و ألوانها و ما كان منه الا انه يوصّي الموصّى عليه لانه الاقرب من بعده , لانه الوحيد الباقي لها من بعد ابوها و بعده : لا تترك اختّك اتفقدّها كل يوم و كلّ ساعه م يجوز اللي يصير ,
ما ردّ همام يناظره مُجرّد جسد , حركه فمه و حكيه كله يسمعه لكنه م يستوعبه لان كلّ الفكر باقي عند ابوه و عند اخر لحظاته يوم ركبّوه السياره يكلبشونه لكن من لمسه عذبي يكرّر حكيه هو بدأ يركزّ و يستوعب الحروف منه يهزّ راسه بايجاب مباشره ,
ضربّ عذبي طرف كتفه بخفيف : لا تضيع ! صحصح ما ودي اشوفك ضايع كثير و ينلعب عليك صحصح ,
هزّ همام راسه بايجاب يشتت نظره عنه لجموع الناس , السيارات و صاخب المكان اللي لتوه يستوعبه لكنه سُحب مباشره لاحضان عذبيّ يشدّه له يضرب رقبته من الخلف بخفيف ثمّ مسح عليه ختامًا يبتعد عنه من قرّب منه أحد رجال المرور " ابعدّ السياره من هنا ممنوع الوقوف ! " هو اكتفى بانه يناظر المرور ثمّ ابتعد عن همام يسحبّ شنطته خلفه يدخل من بوابه المطار يختفي عن انظار همام اللي انتظره يختفي ثمّ حرّك ..
وقفّ للحظه يرفع جواله له يحتـرّي منها رساله تطمنه عليها , يتمنى لو كلمه منها لكن ما شاف شي و مباشره خلال دقيقه رفع جواله لاذنه يرنّ عليها يتصلّ مره ، مرتين و ثلاثه و كلها ما كان منها ردّ او رفضّ تركته بعضّ شفته يقلق عليها اكثر ، رفع راسه يناظر سهم اللي قرّب منه يناديه مبتسم و قفّل جواله بعد ما رسل رساله وحده لها ,
ابتسم سهم يناظره : تدري انك متأخرّ ؟ ,
ناظره عذبي بدون اي كلمه ما يفهمه , رفع سهم حاجبه : عزّ سابقنا و طلع البارح بالليل للمطار و الحين هو تلقاه تايه الضباب ..,
.أخذ عذبي نفس عميق يحاولّ يشتت فكره فيها لو ثانيه و يعصّب لكنه كلّه عندها , اكتفى بانه يسحب شنطته و يمشي و من مشى جنبه سهم هو رفع جواله يتصل على البراء ..
-
-
سيارة البراء ؛
رفع البراء جواله يقطع حروف عبدالعزيز اللي ما سكت طوال مسافه الطريق من سالفه لسالفه يحكّي ابوه , جالس بالمقعد الوسطاني يسند اكواعه بين مسند مقعدين البراء و أُنس الاماميه ,
ناظرته أُنس تحدّ من نظراتها و همسها : ماما وش قالت ؟ ما قالت لا تتكلم كثير و تربش ابوك ؟ ,
اختفت ابتسامته : امي موجوده ؟ لا يعني عادي ,
رفعت حاجبينها من شافت تساهله : ماما مو موجوده يعني عادي م تسمع كلامها صح ؟ ما تصدق على الله تخصرها ! ,
وقف البراء سيارته امام مدرسه عبدالعزيز و التفت له يناظره و جواله باذنه يكلمّ عذبي و من فهمه عبدالعزيز سحب شنطته ينزل من السياره لمدرسته ,
حرّك البراء يبتعد عن المدرسه مسافه بسيطه يوقّف على جنب الطريق يكمّل كلامه مع عذبي وسط استغراب أُنس من وقوفه المفاجِئ و كلّ اللي ببالها الحين انه مشغول بحكيه اللي ما بقى غيره تركزّ معه و تسمعه و لو دون نيّه منها لكنه جنبها و فاتح السبيكر جنبها من وقّف وقفت مسامعها على جُملة وحيده أشغلت بالها اكثر لانها للحين م لقت اجابات لأسئلتها لكنها تدرك انه هو نفسه الشخص اللي أنقذها بسيارته من السياره اللي ضايقتها " همّام لا تنساه و لا تتركه ي عمّي " و من التفتت تشوف ابوها اللي نظراته اتحوّلت عليها مباشره بعد شتاته هيّ ارتبّك داخلها كلّه لانها تعرف وضوحها , تعرف انها لو تبي تسأله عنه الحين تسأل و لا يردّها شي لانها تحبّ الوضوح لكن ما ودّها تعرف و تشغل نفسها اكثر عن دراستها , و اهتمامها بدرجاتها و بحركه سريعه مدّت يدها تضغذ على زرّ الاشاره للسياره لانه موقف بنص الطريق ,
قفّل اتصاله من عذبي يآخذ نفس عميق يرجع نفسه لغايته من البدايه , غايته اللي كانت انه يصحح حكيه مع بنته و يعتذر لها عن كلامه اللي وجّهه لابتهال عليها هيّ و من التفت يناظرها هيّ كانت تناظره بالفعل تتأملّه لكن عُقده حاجبينه م تنحلّ , بكل مره تناظره هو يشوف كمّ الغضّب اللي بملامحها و اللي تفضحها اكثر هيّ حاجبينها اللي تُعقدّ بشكلّ واضحّ و بيّن مثل ابتهال , اتنهدّ لثواني يستفتح حكيه باسمها اللي يآخذ كثير المعنى بالنسبه لهم كلّهم : أُنس ,
ما ردّت تناظره لثوانيّ تجهل معنى اسمها الحين بالنسبه له , هو تحذير او تهديد من نظراتها و ممكن بالنهايه يكون مجرّد نداء لها لكن يمكن لانه م ااعتادت تسمعه كثير منه هيّ تستغربه , تستغرب سماعه من نبرته و من ثغره لكنها قررت تنطق بحكيّ كُبت بجوفها من وقت لاجل امها , وسطّ صدرها ضيّـق ضلوعها عليها كثير : اللي صار انا ما ابي اعرفه ..اللي صار لي و الرجال اللي ضايقني بالطريق انا ادري انك تدري من هو و عذبي يدري و الرجال اللي كان معكم بعد يدري لكن انا مابي اعرفه مو لاني اخاف اسألك ! ,
سكنت ملامحه لثواني يسمعها , كمّلت هيّ بهدوء : لاني اتنازلت عن حقي بالمعرفه..صح ماما م تبيني اعرف لكن لو ودي اعرف باعرف حتى لو انت م ودّك باعرف ,
رفع حاجبه لثواني لانها تتعدّاه بالأدب , لأنها تصارحّه بنفسها باكثر من اللازم و بالاسلوب اللي م يعجبه لكنها م سمحت له يكمّل تكمل مباشرة : عشان كذا لا تجي الحين تقول افعلوا و لا تفعلوا لانك طوال سنين م اتذكرتنا ..الحين تتذكرّ حقك ؟ بابا انا اغلب حياتي بدونك ! طفولتي و مراهقتي و الحين و كلّ لحظه بعمري ما كان معي الا ماما و عبدالعزيز ..حنا ثلاثه و انت انسحبت مننا ..يعني انت تركت عددك الرابع اللي كان من حقك و احنا اتنازلنا عنك بعد وقت بس انت مصرّ تذكرنا فيك و ترجّع نفسك الحين بطريقه غلط ! تذكرنا نعصب منك اكثر و نتمنى انك م رجعت ! ,
ضُيّق جوفّه من آخر كلمة منها , فعلًا ضاق لانه يشوف جديّة حكيها اللي لاول مره تنطقه بهالشكلّ , حكت قبل لكن ما كان تاثيره مثل الحين و لا نارّه اقوى من هالنار اللي حوّفت ضلوعه بها ..اخذ نفس عميق يشتت نظره عنها لثواني يكتفي بكلمه وحده يردّع فيها باقي كلماته : تعالي سوقي ,
ما ردّت لثواني تناظره باستغراب لانه ما ردّ , لانها قالت كلام و فلتت حروف ما تنردّ و صعب انها تنّسى لكنه ما ردّ : محا تردّ ؟ ,
ناظرها لثواني تستقرّ عيونه عليها بشكلّ غريب تركها تلمحّ كلّ مشاعره و من كرّر كلمته هيّ هزت راسها بنفيّ مباشرة يصعبّ عليها نظراته , تصعب على قلبها رغم كلّ اللي صار و كلّ الحكي اللي قالته هيّ م تقوّى : محا اسوق ! ,
احتدّت نظراته يناظرها هالمرّه بتحذير منه و هزّت راسها بنفيّ تنطق بحده : يعني المفروض اسمع كلامك الحين ؟ قلت محا اسوق و انا ما قلت هالكلام عشان تسكت ! ,
اتنهدّ بغضب يشتت نظره عنها يتمتم : لا حول و لا قوة الا بالله ..لا حول و لا قوة الا بالله ,
ميّلت جسدها للحظه تبينّ عتبها , تبينّ غضبها المكبوت داخلها و من حسّ على حركتها هو التفت يناظرها : م ودّي انطق لكنك تنطّقيني غصب ,
ما ردت تناظر عيونه مباشره بكلّ جُرأة , كمّل بنبره خضّعها للهدوء قبل ينطق لان ما ودّه يشتدّ بينهم الحال اكثر ولانها وعّته بحقها بالمعرفه : حياتنا قبل ماكانت سهله ي امي ..حياتي انا و امك ما كانت سهله قبل و يمكن لاننا م شفنا انها ذكريات تستحق انها تُذكر لكم صار هذا السوء من التفاهم بيننا ,
ماكان منها ايّ تعبير الا انها تسمعه بكلّ هدوء تنتظره يكمّل و بالفعل كمّل : اللي صار لك بالطريق ذكّرني بايام ما ودّي اتذكرها ..ذكّرني بخوف ماكان ودي اني احسّه بعد كل هالفترة و امك ادرى بالباقي ,
م انحلّت عقده حاجبينها تتساءل داخلها كثير , تتآكلّ ذراتها من فضولها اللي هيّ تدري بيأثر عليها كثير بكلّ الحالتين لكن الاكيد تفضَل الوضوح و المعرفه الحين دام طرفّ الحديث انقال لها , هيّ تبي باقيه : الذكرى و خوفها على مين ؟ ,
ما ردّ يناظرها , تمرّ عليه كلّ ذكرياته مع امها , يوم خطفها من قريب الناس و لحظته معها , كمّلت تجاوبه بعد م ربطت حكيه مع كلمه امها - حبسها - : ماما صح ؟ ,
سكنت ملامحه يشوف دهاءها لانها فهمت مباشره و م اخذت كثير او وقت بانها تعرف او تنتظر اجابته و انما قالتها له بثواني , هزّ راسه بايجاب و عدّلت هيّ جلستها تستقرّ دمعّه قوتها , نُقطه ضعفها " ابتهال " لانها رفضت تقول لها و رفضت تذكر ايّ ذكرى و خوف لها لانها تعرف قوّة بنتها , فهمت غايّه امها من تمنّعها عن الحكي و عن الاجوبه اللي طلبتها اُنس : طيب ليش تخبون علينا ؟ ,
عدّل البراء جلوسه يفكّ حزامه : امك ما ودّها ..و انا على ما ودّها امشي ,
ناظرته مباشره بعدم فهم لاوّل مره ما تفهم معنى حكيه ؛ و كلامك امس ؟ تناقضّ نفسك ؟ ,
هزّ راسه بنفيّ : كلامي امس غلطان ..غلطت على امك و عليك و على نفسي و اعترف به ,
اخذّت نفس عميق تعجزّ عن ردعّ حروفها من ارتمت عليها الاسئله توجّع كلّ ذراتها هالمره : ابي اعرف طيّب ؟ ابي اعذر حالنا هذا ,
مدّ يده يسحب شنطتها من حضنها بيدّه يسمع راجف نبرتها , يشوف عيونها اللي لاولّ مره ترتخي بهالشّكل امامه و من كلمتها " ابي اعذر حالنا هذا " هو خمّن انها تظّن الكثير و اوّل الظنون ان امها تدري بكلّ شيّ لكنه م ودّه يقلق الحال اكثر و يخيّب ظنونها بأسئله اكثر تطري عليها لان حاله هذا م يدري به الا صُهيب , م يدري بحاله هذا الا الله و لا شعورّه اللي يحسّه و لا ودّه يفتح جوفّه لاهله و يشارك شعور المه معهم حتّى لو انه عاجِز يبقى بمكانه و يقرّ هو ودّه لكن يعجز : تعالي سوقي بتتأخرين على دوامك ,
نزّل من مكانه مع شنطتها اللي بيده و من رفعت طرف اناملها تمسح مدمعها من طاغِـيّ شعورها اللي صابها هيّ فهمت انه يحاول يصحح , يحاول يعتذر لها بفعله قبل حروفه و من فتح بابها هيّ خرجت مباشره تخفي دموعها و تردع رغبتها تبدّل مكانها و بالفعل ركبت تعدّل مقعدها على مقاسها لكنّ استوقفت كلّ حركاتها من لمحت شنطتها باحضان ابوها , يحاول يخفي شديد مشاعره لكن ما تُخفى عليها تفاصيل تمسح على خافقها من شديد مشاعرها هيّ الحين ,
التفت يناظرها يبتسم بخفيف :يلا سمّي بالله و انتبهي للمرايات ..
-
-
جناح عذاري ؛
بسريرها هـيّ كانت مُنهكه مـشاعريًا قبل جسديًا , مُنهكه من كـمّ المشاعر اللي استقرّت بكلّ ذراتها , كلّ الامور تتوسّط عقلها بشكل مُؤلم بالنسبه لها لان كلّ اللي تتوصله بالنهايه هو - عدم وجودهم - , كلّ اللي تتوصله بالنهايه هو عدم وجود اقربهم همام ، بعدها حبيبها الاوّلي ابوها و آخرهم مسكن قلبها " عذبي " اللي ما بقّى لها من التحمّل قطره تتمسّك بها , ثقلّت خطواتها على الارض و ثقل جسدها على السرير بينّ لحافها الابيضّ و راسها اللي ثقل على مخدتها كلـه من وداعه الثقيل لها انعكسّ عليها بصوره واضحه , علامات واضحه و تعبّ طاغـي , ضاقت كلّ عروقها بالعطش و الجفا و هو ماله كمّ ساعه من وداعه لها و لا ودّها تتعبّ اكثر مع الايام , ما ودها تتوقع حالها لوين بيوصل لليوم اللي هو المفروض يجي فيه ..عدّلت جلوسها على سريرهع بصعوبّه و طويل اللحظات اخذت منها وقت لان مع كلّ حركه منها كانت تصرّخ من الم مفاصلها بعد استحمامها هيّ خرجت تترك جسدها بالروبّ نفسه و لا لبست و زادّ اكثر بعد نومها القليل اللي صدّع كلّ ذرات راسها و ثقّلها بشكل لأوّل مره يصير معها..ناظرت حولها بصعوبه تحاول تتذكر آخر لمساتها لجوالها لانها غفت تنتظر منه رساله و من انحنت تسحبه من تحت مخدتها ما ضوّت شاشتها الا على اسمـه و سرعان م عدّلت شعرها تبعده عن وجهها و عن اطراف خدّها اللي ندّت دموعها مع خصلها ..فتحته تقرأ رسالته اللي كانت عباره عن كلمتين جفّفت عروقها اكثر " بـنت ! ..وينك ؟ " هيّ مباشره رفعت الشاشه تشوف اتصالاته لها و درت انه حاول فيها لكنّ من تعبها هيّ م حسّت , ولا سمعت لذلك هيّ اترددت لثواني من اجابتها له لان الكلمه عندها كثير له , و الحرف منه كثير على قلبها و الحين كلمة نهايتها استفهام تشفّقها له , تشفقّ عروقها له ما بين نبضّ معصمها و عروقها الخضراء اللي م اتجرّأت تناظرها وقت استحمامها لان كلّها كانت نهايتها ، وسطها آثاره هو ، تذكر كفوفه اللي ما تركت جُزء بجسدها يرجف الا سكنّته مره بالخفّه و مره بالشدة المتوسطه لها ..تركت جوالها على السريرّ تبتعد عنه دون اجابه مو قصد انّما طُغيان المشاعر عليها شتّت كلّ حروفها و تفكيرها عنها و وقفت تتوجه للمغاسل تغسّل وجهها ، عنقها و صدرها تسند نفسها عليها بصعوبه و من رفعت عيونها لنفسها لمحت نفسها ، آثاره و ذكراه اللي تركها لها بغيابه هيّ م تصدق انه قوى على هالشّي , م تصدّق انه قوى يتركها بهالحال هذا رغم انه حاول يآخذ الرضى منها لكن هيّ م رضت و لا اعطته كلمة رضاها حتّى ، هو مُجبر و لو ان جا الخيار على ما ودّه فودّه هو قُربها هـيّ مو فرقاها ..
-
-
مركـزّ الشرطة ؛
خـرج البراء من الغرفّـه بعد ساعات طويله من الكلام مع محمد لكن حال خروجه من عنده اختلفّ تمامًا عن دخوله اللي شهده همّام اللي كان جالس بكراسي الانتظار ينتظرهم و من خرج هو وقف مباشرة يتقدّم له , لان القضية فُتحت و المحاميّ اتوكلّ و المحقق على وشـك يتثبّت و الحوار اللي كان بين محمدّ و البراء ثقيل , ثقيل احداثّ و شروط كركّبت داخل البراء بشكلّ م اتصورّه و لا اتوقعّه بيوم يصير ..
وقّف همام بالقلق ذاته من البارح , من لمعّه عيونه وسط ضجّيج المكان و تبدّل الاشخاص , سيرهم امامهم ما كانت عيونه الا للبراء و المعانيّ كثير للدرجة اللي فهمها البراء لكنّ يجبّر قلبه على نفسه لانه مب وقت الضَعف , مب الوقت اللي يصحّ بانه يتوقّع مستقبل هالرجال اللي واقف قدامه بانه يكون نفس مستقبله , مخاوفه و آلامه نفسها ..
قرّب همام و نظراته ما بين البراء و الباب هالمرّه يتردّد لسانه بالحروف لانه الأسئله داخله اتشابكت , ما بين رغبته بالشوف و رغبته بالمعرفه هو تاه , تاه ما بين الحقيقه و الكذبّ و الليّ توه اكثر شعوره للشّخص لكنه اتمالك نفسه يركزّ سؤاله , يرتبّ حروفه على اللي ودّه بالأولى : اشوفه ؟ ,
ما ردّ البراء يناظره يضيع من شعوره اللي المفروض يحسّه الحين و الشعور اللي ناقضه تمامًا و هو اللي يحسّه الحين فعليًا , يضيع بين الغضّب و الحنيّه عليه لان سؤاله الأول رمى عليه ظنوّن كثيره آلام و مشاعر و يتألّم البراء اكثر لان محمد رفض يشوفه , رفض و طلب انه يرجع لمكانه لاجل م يشوفه و من هزّ البراء راسه بنفيّ لمح رجفّة عيونه بالمعانيّ و الخيبه اللي صابته و من اتدارك همّام نفسه بمشاعره اللي وضحت , من خوفه من الضيّاع هو نطق بسؤاله الثاني : وش قال ؟ شافهم ؟ شلون ؟ ..,
هنا هو كان يقصد طريقه موت امه , الطريقه اللي سُلبت منهم سعادتهم فيها و رُميّ عليهم الهمّ , هزّ البراء راسه بنفيّ : الخميس المحكمه ..اليومين هذه بنحاول نشوف الكاميرات لان الحكيّ بيغير كثير و كلمة وحده خطأ تنكتب من كلامه تأثرّ عليه و على الكل ,
عقد همام حاجبينه يطقّ عرق غضبه مباشره : أجل وش حكيتوا طوال الوقت ؟ كل هالوقت نهايته ولا شي ؟ ,
ما ردّ البراء تحتدّ ملامحه مباشره من طريقه حكيه , نبرته اللي اتغيرت فجأة و تركت الكلّ يناظرهم , حدّ من نبرته : قصّر صوتك مابي أهدّ حيلك هنا ! ,
قرّب دهـام يمسك بكتف البراء من الخلف بعد ما سمع نهايه الحكيّ : صليّ ع النبي ي عميّ ..صلّوا ع النبي ,
تمتموا كلّهم بالصلاة ع النبيّ و شتت همام نظره عن البراء و نظراته له , هزّ دهام راسه بايجاب : خلاص توني خرجت من مكتب  النائب ..استلمت القضيّه و اللي طلبته منه ي عمي درسته انا و كم واحد و نشوف انه الصح ..اذا قدرنا مطلع مشاهد او صور من كاميرات المحطات اللي مروا منها بالسيارة ممكن نشوف شي يدلّنا و يسهل عليها ,
سكنت ملامح همام يناظره بعدم استيعاب : محطات ! ,
تمتم البراء باستغفار يشتت نظره و يرفع نبرته لانه يفهم هالنظره منه , يفهم هالسؤال ان ما بعده الا جنون منه لكن مسكه دهام و ناظر همام يهزّ راسه بايجاب : اذا ناويها مشاكل من البدايه ترا مافي شي بينحلّ اقولك انا من الحين ! الشغله يبي لها صبر و فهم قبل كل شي ! ,
ناظره البراء يعقد حاجبينه بهدوء : يعني متى نبدأ ؟ ,
هزّ دهام راسه بإيجاب يشوف التاريخ بجواله : من الصباح بكره نحرّك ؟ نحاول بكلّ المحلات و المحطات قبل الخميس اهم شي ,
رفع همام حاجبه لانه يتجاهلون وجوده بالحكيّ بكل مره لكنه مُصرّ يعرف , و رح يعرف : محطات الطرق ؟ خط السفر ! ,
هزّ دهام راسه بإيجاب و ناظره البراء بنظرات هو فهمها , فعليًا فهمها و هزّ راسه بنفيّ مباشره : لا تتوقع انكم بتروحون و انا اجلس بالرياض هنا ! ,
ناظر البراء دهام : لازم نتكلم و نتفاهم اكثر ,
هزّ دهام راسه بايجاب : الحين عندي شغل و الله ي عمي بس قلت اقولك لاجل تجهزّ نفسك ، استأذنكم الحين ,
هزّ البراء راسه بايجاب و اختفى دهام من عندهم و سرعان م رفع البراء حاجبه بعدم اعجاب لهمّام اللي هزّ راسه بنفيّ : ما بأجلس هنا و انتم تروحون ,
هزّ البراء راسه يأشرّ له على الباب : امشي الحين قدامي عندنا شغل ..نتفاهم بعدين ! ,
دفّه البراء من الخلف و هو باقي ينطق بنفس الكلمة يحاول يكبّت غضبه  خلف نبرته لكن ما خُفيّ هالغضب على البراء اللي حاول يشتت فكره بكلّ    الافعال و الحكيّ ..
-
-
بعد العشاء ؛
تحديدًا  عند بوابه القصر من صادف دخول السيارتين مع بعضّ , سيارة دهام و سيارة السوّاق اللي داخلها أريام ..
كان ماسك جواله بسيارته و من شاف سياره السواق هو وقّف سيارته يأشرّ للسواق يدخل قبله بسيارته من البوابه و بالفعل من دخل السوّاق هو لمحها , لمحها من الشّباك اللي فاتحته هيّ و عرف انها هيّ الأريام , من فـزّ قلبه مباشره تنمحيّ كل اتعابه من ملامحه بمُجرّد شوفها و بثواني فقط هو حرّك سيارته يدقّ البوق للسواق لأجل يوقّف باقي المسافه عن قصر ابوها و بالفعل من وقف نزل له دهام يحرّك مفتاحه بيده : روّح للمواقف ..لا توقف عند الباب سيارتي بتكون قدام الباب ,
هزّ السواق راسه بإيجاب و ارتعشّ شعورها هيّ من شافته , من سمعت صوته و وقف قدامها يكلم السواق دون لا يناظرها لكن هـيّ ذابـت كلها تخجّل من شعورها اللي صرّحت به لنفسها و امها ..شتت نظرها تدخل سماعتها بالشنطه يحرَك السواق و رجع هو لسيارته يكمّل طريقه لقصر عمه , هو قصد الحركه لانه شافها و هو ما قال للسواق كذا الا لانه يبي يوقف سيارته قبلها و يطوّل مسافه خطواتها  للباب اللي رح تدلّها له هو قبل الباب , وقّـف سيارته ينقّص من مشواره , وقته اللي على عجلّه و نَفَسه لأجلها و من نزّل من السياره يسندّ نفسه عليها ينتظرها توصـل له و بالفعل ماهـي دقايق الا و ظلّها سبقها له , سبق نظره لها و بمجرّد ما حسّ على خطواتها هو استقرّت عيونه عليها و على عبايتها اللي شدّتها عليها ثُمّ كفوفها اللي تدخلها من اكمامها , فهم هو شعورها و فهمت هيّ نيته من طلبه للسواق انه كان يبي الوقت له و كان يبي هاللقاء يصير لكن باقيّ خجلها يراودّ شعورها بالطغيان , يراودّ فكرها اللي صار ثقيل عليها بالفتره الاخيره بسببه هو و لانه يفهمها هو اتقدّم قبلها م يهمه احد , اتقدّم لها يناظر حوله لاجلها هيّ مب لاجله و من رفع يده يحكّ طرف انفه يجهل الطريقه اللي لازم يتكلم فيها الحين من نظراتها له , يعطي الاولويه لرضاها هيّ قبل رضاه حتى بالحكي و السؤال و فكره بإنه قَسى عليها يخضّعه لرضاها هيّ : زعلانه الغزاله ؟ ,
ما ردّت تناظره بهدوء يجهله هو لكن من استقرّت نظراتهم لبعض للثوانِـي الطويله هيّ استسلمت لخجلها احنت نظراتها لعنقه اللي خلى من الودجّ اللي لمحته لاكثر من مره و الحين هو دونه و فهمت انّـه هاديّ هالمره , نبرته ما تعلى عليها هالمره و لا حدّتها تلامسّ رقتها بالألم و من سؤاله لها اللي تركته دون اجابه هو مَـلّ  صبره يكمل : يحقّ لك   الزعل و يحقّ لك الرضى ..نرضيك باللي ودّك ,
رجّعت انظارها له تهزّ راسها بنفيّ لانه يتعبّ عقلها اكثر و يتعب قلبها , هيّ اعتادت الدّلال لكن منه هو غيرّ واقعه عليها للدرّجه اللي تلعثمها كلها : مب زعلانه ,
رفع حاجبه بتشكيك من نفيها اللي يناقضّ شعورها , ملامحه و نظراتها له , يأجّل الموضوع للنهايّه اللي ترضيه هو : الحين داخل لعمّي ببيتكم  تدرين ليه.؟ ,
هزّت راسها بنفيّ مباشره لانها بالفعل م تدري رغم انها تخاف الخبر الا انها واثقه ان سؤاله لأجل يوترها فقط مب اكثر ,
أخذ نفس عميـق يناظرها , رقّتها و نعومه كفوفها اللي تحاول تخفيها عنه : تدري وينه عذبي طيب ؟ ,
هزّت راسها بنفيّ تجاوبه بهدوءها , دون كلمه او تعبير غيرّ كفوفها ,
ابتسّم بخفيـفّ تغصبه عليها و هو ما ودّه : ودّك فيني ؟ ,
هزّت راسها بنفيّ تعتاد الجواب لكنها استوعبت مباشره نفسها , سؤاله اللي تركها تشّع ضوء الخجّل اكثر لكن هو يغصبها تردّ عليه من غضبها عليها و على الفرصه اللي م تركها : تعجبك كلمة لأ ؟ ,
ضحكّ بخفيف من فهم سؤالها و عرف انها فهمته , هو يسألها لانه يحبّ الحركه منها و انتهزّ الفرصّه بشي يغضبها الحين لكن يكفيه ان الجواب قرّب ,
هزّت راسها بنفيّ تغضّب مباشره تتلوّن بالوان شعورها : لا تضحك ..م يضحك ,
حاوّل يكبت الضحكه , يمنعها و هزّ راسه بايجاب : ابشري طال عمرك غيرّه ؟ عادي ادخل بيتكم هالمره ؟ ,
ناظرته بنظرات زادّت غضبها فيه , هيّ تغضب لكن هو يتمتع بانه يشوف حالاتها و حركاتها و انه يغصبها هالكلام اللي م يطلع منها الا قليل , تغضب و تعصّب لانه يقصّد سدن مو موجوده هالمره , يآخذ اذنه بطريقه تعصبها لانها رفضت دخوله من قبل ..
يحاول يتمنّع عنها , بثانيه وحده اختفت ابتسامته يتنهدّ من زادت شعورها بقلبه و هيّ باقي ما سوّت شي , باقي الحكي بينهم ما صار الا قليل , باقي القُرب منها م حظى فيه و من التفتت مشت مباشرة تبي تدخل القصرّ هو التفت خلفها بينهم خطوه استوقفها بنبره مهموسه , يطلع من ثغره ما يصدحّ الا بمسامعها : لا صرتي حليله ليّ ازعلي و بيّني زعلك علي بكلّ مره ,
سكت لثوانِـيّ يستجمع حكيه : لأجل الرضى يكون عليّ ..بطريقتي ,
رمشّت بثواني تسحبّ خطواتها تجبرها على انّ قلبها بهاللحظهّ بينفجرّ من مشاعره الا انها مشتّ عنه تتركه مع نفسه تدخل للقصرّ تخفي نفسها عنه   , تهرب منه و من شعورها بجنبه و من اختفت عن انظاره هو اللي م رضى هالمره , كان يبي الرضى له بالنهايه لكن ما رضى و لو شوي لانها راحت عنه دون نصيـب منها , لانه اتمناها هيّ من سنين و بالفتره هذه بالأخصّ هو يملّ صبره اكثر من قبل ..
-
-
أحد شوراع الرياض ؛
بينّ مكان و مكان , محل و محل ..سؤال و سؤال كانوا يدورون الشارع بخطاوّي رجولهم لأجل " الأُنس " بكلّ مكان يروحون يحاول يشوفون الكاميرات اللي تدلّهم على رقم اللوحه , المشهد لكن كلها كانت ناقصه و دون الدّليل الأرجح ..
كان يمشيّ يحاول يآخذ حقّ بنته , يحاول يأدّب قليلين الأصل بالقانون اللي هو عليه يشتغلّ , بالحقوق اللي هو يحاول يحصل عليها و ماكان يمه الا همّام اللي وصّى عليه عذبي لذلك البراء ما تركه و سحبه معاه بكلّ مكان , بكلّ خطوه و وقفه هو كان معه..
وقّف همام لثواني يسندّ كفوفه على ركبه من تعبه بالمشيّ يستجمع انفاسه لكن قاطعه البراء اللي نطقّ بسخريّه : قمّ قمّ اتعدّل ! ,
هزّ همام راسه بنفيّ يعدل وقوفه يمّ البراء : خلاص ي عمي م اظن الباقي عندهم مقاطع للسياره ..لنا ساعتين نمشي مستحيل توصل المقاطع للمحلات الثانيه ,
أخذّ البراء نفسّ عميق يناظر حوله لثواني , للمحلات و يقرأ أسماءهم واحد واحد : تعبت ي الضّعيف ؟ هالقدّ طري ؟ شوفني للحين م تعبت ,
ضحكّ همام بخفيف لأوّل مره لأن فعلًا م يشوف التعب بملامحه رغم فارق العمر بينهم , و من طريقه حكيه هو ضحك فعليًا ,
مشى البراء خطوات يأشرّ على أحد المحلات : خلنا نشوف هذا آخر واحد و نرجع ,
هزّ همام راسه بنفيّ يلحقه : انت ارجع و مرّني بالسياره ..مالي طاقه امشي ساعتين ثانيه ,
دخل البراء المحلّ يبادر السلام : السلام عليكم ,
دخلّ خلفه همّام و من ما ردّ الاستقبال رد عنه همام بحدّه : و عليكم السلام و الرّحمه ,
رفعّ البراء حاجبه يتقدّم من مكتب الاستقبال و يسند نفسه عليه و بالمَثَل همام اللي وقف على يمينه : بأشوف كاميرات المحلّ الاماميه و اللي بالاجناب ,
ناظره الموظّف باستنكار لثواني  و هزّ راسه بإيجاب : عندكم خطاب رسمي يسمح بهالشيّ ؟ ,
هزّ البراء راسه بإيجاب يناظر همام اللي سكنت ملامحه مباشره يدورّ بجيوبه ثمّ رمش لثواني يتوهقّ , عقد البراء حاجبينه : وش فيك ؟ وينه ؟ ,
اتنحنح همّام يطلّع حروفه اللي هو يدري انها بتكون نهايته على يده..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن