زوجة حفيـدها الأوّل , الأكـبر ولد الأيـهم و تخجّـلها من كل سائـل تتمـايل أجـسادهم أمام كلّ النـاس و شُـعّت كل الأضواء تبيّـن تفاصيل الحبّ اللي يعـيشونه بهاللحظه من سـحبت نوره صيته تراقـصها , يآخذون مسـار مع الأريـام اللي اتوسّـطت كلّ اللي حولها تـرقص و بكلّ مره يتقدم منها أحد يآخذ مـعها جُـزء من الأغنيـه الى وُصـول عمّـتها ابتـهال اللي أخذت بيدّها تآخذها مسـار ثاني للكوشـه و ترجّـعها للبـنات اللي من بدأت أجـمل أغانيهم بأجمـل أفراحهم أخذوها يراقـصوها باللي تحبّ , باللي يحبّــون ..
مسـكت عذاري بالمسـكه من يدّ اريـام اللي ماعادت تـعرف مع من تشارك فرحها , ابتـسامتها و رقصاتهـا من كثـر ما اجتمع حولـها أشخاص و مشـت لصيته اللي نادتـها تحاوط خـصرها مباشره لأن الناس يسألون عنها : هذه هيّ بنتي عذاري , هذه زوجـة عذبـي بكر صـهيب يعني تصير زوجة أخ أريام ,
ضـحكت الحرمه تناظرها و تهمسّ لصيـته على جنبها : ظنّـيتها للحيـن بنت نـقدر نآخذها , مافي مجـال نلقى مثيـلها لو أختها عادي ,
ضـحكت صيته تهزّ راسـها بنـفي تناظر عذاري اللي خـجلت مباشره تبتسم و قبّـلتها صيته , قبّـلت خدها و نطـقت الحرمه على جيّة هناي الممسكه بسدن : الله يخليها و يحفظها لكم الله يهنّـيك ي بنتـي معه ,
ابتـسمت هناي من راحت الحرمـه لصيـته اللي عقدت حاجبيها من تكشـير سدن : وش فيك ي عمه ؟ ,
ما ردّت سـدن تناظر امها و ابتـسمت صيـته ما تسمح جواب يحرجها او يوقّـف الفرح : اطلعـي ي عمه مع اريام ارقصي الحين قبل تروح مع دهام , الحقـيها ,
مشـت صيـته تآخذ معها عذاري اللي اخـتارت تمشي معـها بعد تعبها من الرّقـص , من وُجـودها مع هند اللي استلـمتها ما تركتها تتنفّـس لدقايق طويله وسـط الناس خجّـلتها , وترتـها و لا عادت تبـي الكوشه أكثـر ..
التـفتت هناي لسـدن تعقد حاجبيها ؛ عمـتك تقولك روحي ارقصي معها , و انا اقولك روحي ع الاقل باركيلها انتِ حتى ما باركتي ! ,
هـزّت راسـها بنفيّ ترفـض , ترفضّ الرقـص و المباركه و كلّ شيء يقرّبـها من فرحة اريام بهاليوم اللي اتمـنت ما يجي , سـحبتها هنـايّ من يدها ؛ اطلعي ي ماما اريام زي اختك ,
نـفضت سدن يدها من هنايّ تصـرخ بوجهها من صخبّ الاغاني , الاصوات هيّ ما قدرت تلمّ انفعالها للحظـه و غيرتها : بس هي مو اختــــي ! ,
سـكنت ملامح هناي ما تستوعب الغضّب و الانفعال من بنتـها , كلمتها و رفـضها المستحيل بنظرها و لا تدري وشّ اللي تـرك هالطاقه تصـير فيها من فترة قصيره و بمرات معدوده هيّ ماعـادت تفهم بنتـها مثل اوّل..
_
وقـفّ عنـد سـيارته من بـوابه الحريم و لا كان لـه ايّ فـعل الا انّ السـيجاره استولـت على انفاسه من جديد هو رجع يآخذها انفاس لنفسـه , ما للعـذر داخله تعريـف الا انّ لا صار لـه بيكون صـهيب هو مـصطلحه هو بـقى باقي ساعاتـه هنا , ينتظـر انتهاء الليلة , ينتظر خـروج عذابه و بُـعده من المكـان لانّ الليلة ثـقيله , شـعورها ثقـيل و كلّ مشـاهد عيونـه ماكانت سهله عليـه يحاول يتناسى , ينهـي باقي فـكره منها لكنـها تعيّـي و تصعـب عليه حيـل , رفـع نظره لخـلَف اللي قرّب منـه بهـدوء يناظره : بتنتهي الليلة طال عمـرك , ما ودّك توجّـب مع الحضـور يسألون عنك ,
اتنـهدّ يناظر السـيجاره اللي بين اصبـعيه لثواني طويـله , يلمح رمادها و النّـار اللي بها بنفس الوقـت هو يـشوف تآكلها اللي يصير و ينفـضها عن يده للأرضّ يرميـها و يـدعسها , يمـشي مع خـلف اللي فهمه يمشـي معه الى ان التفـت له : الباقي من العشى لا يرمونه , خـذه و وزّعـه لا يرمونه لا من هنا و اللي بالجهه الثانيه ,
هزّ خـلف راسـه بـزين يمـشي عنه و وقـف عذبي لثواني يخرّج جـواله يرسـل رساله وحـده لعذابه " خلصتي ؟ " يقفّـل الجوال يدخله بجيـبه و يمشـي خطوتين يوقف بعدها باستغـراب من الصوت اللي وصل من خـلفه و التـفت يشـوف السياره السوداء تحرّك بـسرعه عاليـه و تبـعها بعيـنه يقلق لكـن يعطي الرّاحـه لباله بانه من الحـضور لان السيارات كثيـره حولـهم و مشـى يكمّـل خطواتـه للقـاعه , للبـوابه و لمـح ثنيّـان امامه يلتـفت حولـه يناظر جموع الناس , المودّع و الحاضر و ضـخم الكلام و عـمق المعاني حـوله من أكـبر الرجال و لا لفـته الا انـه ضايعّ , تايـه بطريقه و يفهم هو هالشّـيء لكـنه اتردّد للحظه ما بين يتقدّم لـه او يـتركه لكـنه بالنهايه قرّر انه يتقدم و بالفعـل اتقدم منـه يوقـف قباله بالجـسد و يوضح الفرق بيـنهم بالاطوال من رفـع ثنيّـان راسـه يناظره ابتـسمّ عذبي بخـفيف يحبّ الاخـتبار و يحبّ الثبات اللي يلمـحه به : ولد من انت ؟ ,
نـطق ثنيّـان مباشـره ما يتردّد الحـرف و لا ثقلـه عليها : ثنيّـان ولد نايف آل شاهين ,
أُعـجب فيه عذبّـي ما يقدر يخـفي الاعجاب اللي صابـه منه , انـحنى له عذبي يناظـر عيونه مثـل وصوفـه و ابتـسم : تقلّ لي من آل شاهيـن ؟ ,
ما ردّ ثنيّـان يناظره فقـط , و اشتدّت ابتـسامه عذبي من انه يبيّـن اكبر من عمـره حتى يالتصـرفات : وشولـه واقـف هنا , ويـنه ابوك عنك ؟ ,
ثنيّـان بذات الثّـبوت اللي ما يـوضح الخـوف بعيونه او حتى نبرتـه : ضيّـعته , روّح مع جدّي صـهيب و الحين انتظره يطلع ,
اخـتفت ابتـسامه عذبي للحظـه من كلمته " جدّي " اللي توضّـح قرب العلاقه اكثـر مما شافها هيّ و عقـد حاجبيه : ما تدري وينـه يعني ؟ ,
هزّ ثنيّـان راسه بنفـيّ و عدّل عذبي وقـوفه عن انحناءه يناظـره : تعال معي بآخذك له ,
ما مشـى ثنيّـان حتى من مشى عذبي هو ما لحـقه لانه باختـصار - ما يعرفه - و لان عذبي ما حسّ بوُجوده خلـفه التفت له يعقد حاجبيـه باستغراب : وش فيك وراء ما تجي ؟ ,
ما كان من ثنيّـان الرد لانه ما يبـي يوضّح خوف ابوه عليه بانه لا يمشي مع ايّ غريب لكن فهمه عذبي مباشره تبتسـم عيونه و تُـخفى عن ثغـره ينطقّ بسؤال واحد : انا ولد الايهم تعـرفه ؟ ,
هـزّ ثنيـان راسه بإيه بعد تفكير لثوانيّ يكمّـل اجابته : جدّي صـهيب ,
هزّ عذبي راسـه بإيه و مشـى معه مباشره ثنيّـان يجـاوره الخطوات مع اختلاف الأحجام , الموقف و المكانه بالنسبه للجميع من انّ عذبي ولد الأيهم و ثنيّـان بنظرهم مجـرّد طفل محـدٍ يعرفه , كان عذبي يتبـعه بعيونه و نظـراته و يبتسـم لانه يجاهد سـرعة خطواته لاجل توصـل لخطوات عذبي ثمّ رفـع راسـه يلمح ظهر ابوه بالثوبّ الأسـود و اخـتفت ابتـسامته يرجـع ثبـوت ملامـحه يمثّـل اللاشـعور يعكس كلّ داخلـه يقـرب مـنهم و سـكنت كلّ ملامـحه من كلمة نايف " المـوعد بكره الظهر بإذن الله ي عمي " و اتنـحنح من قـربه يبيّـنه و يعلنـه لهم ,
ارتـبك نايف للحـظه يناظره و التـفت صـهيب ما يبدّي ردة فـعل يناظره , يـشوف ثنيّـان اللي واقـف جنـبه بالأسفل و نحّـى جسده يناظره نايف اللي توّه يلمحـه : ثنيّـان !
قـرّبـه ثنيّـان يوقف جـنبـه و يناظر عذبي اللي كان يـناظره بهدوء , يآخذ أنفاسه الى ان نطـق بهدوء : كان ضايـع , جـبته لك الله يحفـظه ,
ابتـسمّ نايف يميّـزه و لأن من سمع باسمـه من البدايه هو حبّ التـعرف الحين , فضّـل السلام يمدّ يده للمصافحه مباشره : بو صُـهيب, سمـعت عمي البـراء يناديك و قلـت انـك ولد عمّـي صهيب ,
ناظـر عذبي ابوه اللي يناظـره بسكون تامّ يـفهمه لكن ما يعطي حقّ التعـبير ابدًا , يعذّبـه بأسلوبه , صـمته و حركاته لكن لازال عذبي يـقول انه ولده , يبي يكون هو ولده لذلك مدّ يده يصـافحه : صحيح , ابوي هو ,
اشتـدت يد نايف ليدّ عـذبي بحبّ كبيـر لانه يشوف كمّ الشـبه بينهم , و لأنه يودّ صـهيب فالأكـيد يبي يودّ عذبي : و أبـوي أنا بعد ,
هزّ عـذبي راسـه بإيه يناظر ثنيّـان اللي يناظره و ابتـسم بخفيف : يقول عنـه جدّه , يحـبه ؟ ،
هـزّ نايف راسـه بإيه تشتدّ ابتـسامته اكثر يسحبّ يده من يدّ عذبـي و يمسـح على راس ثنيّـان : يحبّـه يحبّـه ,
أخـذ عذبي نفس عمـيق يناظر شـريان اللي يمشـي لهم , خلـفه دهام و سـهم اللي يحارشه من اليوم هو ما تركـه بكلّ خطوته الى ان وصلوا لعذبّي حدّ دهام من نبـرته : سـهم ! مناشبني من اليـوم ابعد ي ابن الحلال ,
ضـحك سـهم ما يوقّـف , ما يوقـف يحارشـه بكلّ الطـرق الممكنه و قرّب شـريان من صـهيب مبتسم : ماباقي أحد ي الأيـهم , بقى القريب و الحبـيب يالله حيّـه بوثنيّـان ,
ابتـسم نايف يقرّبـه , يقبّـل راسه و يبارك له من جـديد , لدهّـام الممسك بيـدين سهم و يردّ عليـه على عكس عذبي اللي للحـين يستغربّ من القـرب المفاجـئ بيـنهم , من انه يعرف الكل و الكل يعرفه الا هـو و من استأذن شـريان ناظـر دهام سهـم لآخر مرّه يتصـنّع الحده : سـهم والله ثم والله لأمسح وجهك بالتراب ,
ضـحك سهم , ضحـك من قلبه يسـتفزّه أكـثر يمسـكه و يقاوم يديـنه : وش قايلّـك أنا ؟ وش قايـلّك البارح ما قلت لك ما بأتركك ؟ ,
ابتـسم نايفّ منـهم , و مـدّ عذبـي يده لكـتف سهم يـسحبه لجهته و يهمس له : خلاص , خلاص ي ابن الحلال بـك فرطّ حركه اليوم ؟ ,
ضحك دهام يلـحق شريان و ناظر سـهم عذبي يغمز لـه : خلّـني احارشه وش بتمشّـيه بـيوم زواجه عادي كذا ؟ ,
التفـتّ عذبي يآخذ نظـره لهمام و البـراء خلفه , تـرك سـهم يمشي لهم ثمّ لـحقه سهم من جديد ,
التـفت صـهيب لنايفّ ينطـق بهدوء : درى , سـمعك ,
عـقد نايف حاجبـيه يهزّ راسـه بنفي : حتى لو سـمعني ي عمي مب ضروري يفهـم وش نقصد ,
وقـف عذبي خلف همّـام ثم جاوره يـرفع يده لخـلف رقبتـه : شلونه بوخلّـي ؟ ,
عـقد البراء حاجبـيه من سؤاله له ثمّ من وُقـوف سهم معهـم بنفس الدائره يبتـسم : عذبـي ليش ما شفناك تعرض مثل عادتك ؟ تـذكر ايام التخرج من الجامعه انا و انت شلون عرضنا ؟ ,
ناظره عذبي بهـدوء يبتسـمّ يتذكر اليوم و يحنّ لـه , هزّ راسـه بإيجاب و كمّـل سهم : ايه , ليش ما عرضت اليوم مثـله ؟ ,
ما كان من عذبي الرّد و لا التعـبير هو سحبّ يده من خلف رقـبه همام اللي كان يناظر عذبّي و حاله من بداية اليوم , اتنهدّ البـراء : زين انا خذيناك عالاقل وقفت بالصف عذبي صح ؟ ,
ابـتسم و عذبي بخفيف للبـراء و قـرب همام من عذبي يهمس له : بوخلّي بـك شيء ؟ ,
هزّ عذبي راسـه بنفيّ و اتنـهدّ البراء يناظر ساعـته يعقد حاجبيه بتفـكير : حنّـا نمشي ؟ ,
هزّ همـام راسـه بزين لكـن قاطعهم هذبي يهزّ راسـه بنفي مباشره : انتظروا شوي الحـريم باقي م طلعوا شفت سيارتك هناك , وشوله ما وقفتها قريّـب هنا بالبرحه ,
ما ردّ همام يناظـر البراء اللي فهمه لأنه هو اللي قال له لاجل يـوقف هناك , طـلع سهم مفـتاح سيـارته يودّعـهم بيده و يـصرخ قبـل يختفي ظلّـه عنهم : عـذبي ترا بزواجـك لو ما عـرضت زيـن بأمسكك مثل دهّـام عطـيتك علم ,
ضـحك عذبي بخفيف منـه , من انه يحبّ الطاقـه الايجابيّه تملي المكان بكلّ الظـروف , الاماكن و الجـمعات هو يحبّهم , يحبّهم مثـل اهله و يغلّـيهم مثـل ما يغلونـه ..
_
بجـناح العريسّ اللي اتوسّـطت فيه الفـنّ تنتظـر دُخـول تميـم , تتبادل الحكي مع المصورّه و تعطي لها رغبـاتها بالتصويـر و اختارت هاللحظـه تحديدًا لأنها بتودع فيهـا آخر يومهـا كالفنّ بـنت الشريان و تصـير فيها فنّ تـميم , تودّع ليلتـها اللي انتهـت على ما ودّه قلبـها تلتفت مباشره من طـرق الباب و اتقدمت هيّ تبـتسم تفتحه من داخل تميّـل جسدها لنصفه ؛ تعال يلا ادخـل بنتأخّر على طيارتنا ,
ابتـسم بخفيف يدخل ينسّـف شمـاغه و تأشّـر له هي على الزاويّـه مباشره : هناك تميم , بالزاويه ,
اخـتار وُجهته للزاويه اللي هي اختارتها و التـفت يبتسم لانها لحقته مباشره من قفّـلت الباب , تقـربه و توقف يميـنه و يحاوط هو خـصرها تناظر المصـوره , و يناظرها هو تؤخـذ لقطتهم لكنّ هزت المصوره راسـها بنفيّ : الصوره رسميّـه بزياده , ودكم بثانيّـه ؟ ,
هـزت راسـها بإيجاب تقرّب منـه و يشدها له أكثـر تركها ترفع نظرها لـه و تـشوف طرف شماغـه اللي ما جاز لها لذاك رفعت كفّـها تدخـله بين ازرار ثـوبه و تناظره من مدّ يده يمسـك بيدها يثبّـتها على صدره تحديدًا يتـرك الابتـسامه تسـرق ثغـرها و تـؤخذ اللقطه على ما تحبّ هيّ و تنطق المصورّه ؛ هذه تمـام ماشاءالله , توّكـم ؟ ,
هـزّت هيام راسـها بإيجاب و ضحكت المصوره تعيـد " ماشاءالله " بيـنما عدّلـت هيام نفسها , طولـها و فستانها تناظر تميـم : بس أنزل أسلـم على ماما ,
مـشى معها من مشت هيّ تآخذ طريـقه للباب و تـفتحه له : أنتظرك بالسياره أنا يعني ؟ ,
هـزّت راسـها بإيـه تبتسم لـه تقفّـل الباب بعده و تلتـفت تمسك بعبايتها ترتـديها تناظر المصورّه : بيكون غيـر عن ألبوم العروسه , أبيها صورتين وحدها و كبيـره ,
هـزت المصوره راسـها بزين و مسـكت هيام بشـنطتها تنـزل مع الدرج , تخرج من جناح العريـس لـمداخل القاعه الضّـخمه تناظـر اجتماع أهـلها , لمّـتهم حول بعض و قرّبـتهم ابتـداءً من أمـها اللي حاوطت خلفـها تحضنها : جاء وقـت وداع الفنّ ؟ ,
ضـحكت نوره بدموعها مباشره تدمّـي الدموع لانها كانت تدري ان هذه هيّ آخـرة الليله , تدري ان الوداع ما منـه مفر و التـفتت تحضنها , تضمّـها و تبادلها الشدّ تستودعـها و توصّـيها على نفسها : أستودعتـك الله يأمي , أستـودعتك الله و لا تنـسين تطمنّـينا من توصلين , يومك و حالك و زوجـك الله يسعدك ي أمي الله يسـعدك ,
ضـحكت هيام ما تمـنع دموعها حتّى بيوم الفـرح يصعبّ عليهـا لأن البـعد مسيّـر لا محـال و لأن أوّل الحيـاة , الفـصل و الجـديد بيكون بعيد عن أهـلها هيّ شدت على امها , ترفع نفسها و تقبّـل راسها و تلـتفت للبـاقي اللي يناظـروها و صيته اللي قربـت من البوابه تلبّـس أريام اللي نطقت بذهول عبايتها : بتسـافرين ؟ ,
هـزت راسها بإيجاب تقرب منـها تضمّـها و رجـفت نبرة اريـام ؛ متى بترجـعين لنا مره ثانيـه ؟ ,
ضـحكت هيام تـرفع كتـوفها بعدم معرفه الى حـضور عذاري من خـلف صيته تبتسم لـها : ممكـن بزواج عذاري , قـريب بإذن الله ,
ابتـعدت عن اريـام تبتسم و خذتـها صيته لحضـنها بعدها تحوفـها بالدعوات , بالحبّ و تأكّـد عليها الحـضور , عذاري , نهاد , ابتـهال و بالنهايه نـور و أُنس اللي نطـقت : الفستـان هيام علي ! لا خلاص م يصير تروحين قطر فستانك عندنا تعالي بيتنا خذيه ,
ضـحكت هيام تضمّـها : أحبك ي مجـنونه ! عاد لما تصيرين محاميه لازم تعقلين ,
ضحكت أنس تشدّ عليـها :أموت عليك والله , نشـوفك قريب لا تغيبين عنا واجـد ,
هزّت راسـها بإيجاب تلفت لهم كلّـهم تلمع عيـونها من نظراتهم لها و رفـعت الطّـرحه لراسـها ترفع يدها تلوّح لهم , تودّعـهم كلـهم و تخـرج تشـوف مقابلها شريـان , دهام و تميم اللي واقـفين عند سيارة تميـم و ابتـسمت من قربّـها دهام أوّلـهم : تروحين ي فن الشـريان ؟ ,
هـزت راسها بإيه تضـحك وسـط دموعها لأعمـق نُقطه بقلبها هي اتخالطت بين الشـعورين و أخذها هو يضمّـها , يستودعها و يوصّـيها علـى نفسها و من ابتـعد عنها اتقدم منـها شريان اللي أخـذته هي قبل يآخذها , تقبّـل ظاهر يده و راسـه و تغرقّ الدمـوع داخلـها لكمّ الحنان اللي بداخـل قلبه لها : بابا حبيبي ,
ابتـسمّ يضمّـها لقـلبه الحنون ، يحاول يتشبّـع من شعورها عليه لأن الغيـاب ممكن يطوّل و قلـبه هو يشتاق اكثر : فنّ الشـريان , اوصيك على نفسك و زوجك و بيـتك , بيكون لك اهل غيرنا , ديره غيرنا و واجبات و حقوق ترضـيك و ترضيـه ,
هزّت راسـها بإيجاب تناظره , تناظر عيـونه اللي تتمنـع كثير الدموع يكمّـل ؛ إنتِ فنّـي , فنّـنا و قصر الشريان دايمٍ لك و لا يحبّ أهله يبـطون عنه واجد تدرين ؟ ,
ضـحكت تهزّ راسـها بإيه من انه يلطّـف المعنى لمـسامعها يقرّب منـها و يقبّـل جبينها و يلتفت لتميم اللي فـتح لها باب السياره : نوصّـيك على الفن ي تميم , نوصّـيك على نفسك و عليها ,
هزّ تميم راسـه بزين يـرفع صـوته لشـريان : فـنّ الشريان بالعـين ي عمي ,
ابتـسم شريان يرجع يقبّـل جبينها يودّعـها بالحبّ مثـل ما استقبلها بالحبّ , يـتركها تمشي عنه و تـركب السياره تلوّح لهم لأجـل تنهي فـصلها القديم و تبتدي جـديدها , تطوّي صـفحات و تستـفتح صفـحات , تودّع ارضّ و تسـتقبلها ارضّ , رفـعت يدها تلوّح لـهم تودّعـهم , تودّع الريـاض ..
_
انعـادت المباركـات لأريـام اللي لبست عبـايتها , تساعـدها صيته و نوره بالخـروج لدهام اللي ينتظـرها عند البـاب و بالفعل فـتحت نوره الباب تناظر دهـام : بتروحون للفندق على طول ؟ ,
هزّ راسـه بإيجاب و أخـذت أريام طـرف الباب تـرجفّ عيـونها , يتوتـر قلبها بصوره مو طبيـعيّه لان الروحّـه معه الحين بيـكون بها قصّه هي تـجهلها للحيـن و لانه يبتـسم لها و لان صـيته من الخـلف قالت " سـاعدها " هو مدّ يـده يـمسك بيـدينها يسـاعدها بنزول الدرجـات يناظر صـيته بعدها اللي نطـقت : لو غـيرك ي دهام بأوصّـيه على بنتـي لكن انت بعد ولدي , أوصّـيكم على بعض الله يسـعدكم يا رب دايم ,
ابتـسمّ لها يكمّـل ينزل اريـام اللي قرّب منـها شريان يقبّـل راسـها : مبروك ي بنتي مبروك , جـعل الهنا بحيـاتكم ,
رجـفت هي ما تشـوف شيء من توتـرها تحسّ الخـيال هو اللي له وُجـود لان حرارتـها مستحيله هاللحظه , يدينـه اللي تساعدها و ركـوبها للسيـاره تلتفـت لدهام اللي نادتـه نوره تمدّ له الكـيس من عند الباب و تجـهل الحكي اللي هو يسـمعه من نوره لكـنها ما تسـتوعب اللحظـه الى ان قرّب منـها عذبي لطـرف الباب اللي للحـين ما اتقفّـل : خلاص بتروح الريـم ؟ ,
ناظرته دون ابتـسامه , كانت كلّـها خوف هو يلمحه و هي تشـعره لذلك مدّ يـده ليدّهـا : بنت الايهم تخـاف ؟ ,
هزّت راسـها بنفي تنكـر خـوفها و ضـحك هو بخفيف يقبّـل جبيـنها لطويل الثواني يـترك يدها من قرب دهام يحطّ الكـيس بيـنهم بالوسط و يعدّل فـستانها من تحت , ناظره عذبي و ابتسـم لانه يهتم , لانه يدري بان دهام يحبها و مستحـيل يسمح للخوف يغلـبها باقي الليلة يـرفع يده لكتفه ؛ مبروك و انا اخوك , مبـروك ي حبيبي ,
ضـمّه دهـام لصدره , يبادلـون المبارك بهمس و يبتسـمون الى ان ابتـعد دهام يقفّـل بابها , يلتفت لبابـه يركب و يحرّك ..
أخـذ عذبي نـفسّ عميق يلـتفت لأبـوه اللي كان يقربـه بالخـطوات مع البـراء و همام اللي يمشـون لهم و سـكن كلّه لان كلّ قلـبه يحترق , يـوجعه و يموّتـه الشعور اللي صابه اليوم بكلّ مره هو يـتذكره بنفس الصوره مع نايف و لا يستـوعب , يسأل نفسـه ألف سؤال و يقـول " وش سويت له أنا ؟ " بمـختلف الصيّـغ , بمخـتلف الحروف لكن المعـنى ما يختلف داخله و يموّتـه حرفيًا هو ماعاد يدري وش صار عليه , وش صار له و لا وش باقي فـعله بيكون لكن ضلوعه تضيّـق , شبيب جـوفه يخالط رماد الماضّـي و لا ينطفي , ما تطفي ناره الا تـزيد و ينثر الرّمـاد على سائـر جسده بالألم , بالحـرقه و الضّـغط المستحيل و لا قاطـع نظراته له الا صوت الاشـعار اللي وصل له و انتـظره هو من وقـت كان ينتظر هالرسـاله مو غـيرها " خلـصت , اطلع لك ؟ " و كان منـه الجواب مباشـره " عند الباب انا " ..
_
خـرجت عذاري بعـبايتها من جـناح العروس , تمـسك بجوالها اللي توّه قـرأت منه رسالته و ابتـسمت تناظر صـيته اللي على الباب : صـيته تبـين شيء ثاني ؟ كلّ الاغراض لملمناها ما بقى شيء و لا بقى ناس صح ؟ ,
هـزت صيـته راسها بنفي تشـوف العبايه علـى كتوفها : تآخذين معك الأكياس بالسياره بس ؟ ,
هزّت عذاري راسـها بإيجاب تدخل جوالها بالشـنطه و تمـسك بالأكـياس و ابـتسمت بخفيف الى ان نطـقت صيته للي خلـفها " ام ثنيّـان ! " تلتـفت مباشره تناظرهم باستـغراب من انهم للحـين ما روّحوا و لا باقي الا اهل الفـرح و هم تـعقد حاجبيها باستـغراب , كمّـلت صيته بذهول : اعذرينا لا صار منا قصور لكن والله ما انتبهت لوُجودكم ,
هـزت بشـاير راسها بنفي مباشره : لا لا والله ي عمتي ما من قـصور بالعكس ندري ان الزواج حوسه , انتِ ام العروسه و اكيد انشغلتي الله يوفقها يا رب و يسعدها ,
ابتـسمت صيـته تمسـك بكتفها : الله يبلّـغك بالنونو , نشـوفك بأقرب الأفراح بإذن الله ,
هزّت بـشاير راسها بإيجاب تبتسم , تفـرح انها اتعرفت عليهم بعد حكي طويـل من نايف لها ؛ جعل الافراح دايمـه عليكم , والله فرحت حيل من شفتهم كلهم من آل فارس و يعني ان المودّه بيـنكم زينه , جعلها دايمه ,
ابتـسم صيـته لها و التفتت لعذاري الواقفـه : تخرجون انتِ و عذبي اوّل و لا حنا ؟ , عشان اقول لبوعذبي يوقف السياره قدام الباب الاغراض ثقيـله ,
هـزت عذاري راسـها بنفي : خـلاص انا اقول لعذبي يجي للباب يآخذ الأكياس هذه مني , خلـي عمـي يوقف قدام الباب ,
ابتـسمت صيـته على قُـرب هناي منـها تآخذ مـعها سـدن خلفها و لين اللي نايمـه بحضنها : صيته السواق راح ولا لا نبي نروح معه للقصـر ؟ ,
رفـعت صيته كتوفها بعدم معرفه تناظر الباب ثم نطقت : م ادري والله ي ام عذبي لكن م اظن , للحين واقف روحي الحقيـه ,
ابتـسمت بشـاير تناظـر هناي باسـتغراب : انتِ ام عذبي ! , حصـل لنا الشرف والله نشوفك ,
ناظرتها هناي باستغراب تصافحها و لا تعـرفها هي اخذت نظراتها لصيته اللي ابتـسمت : هذه مـرَت نايف , واحد يعرفه صـهيب و حكى لهم عن عذبي و هذه اختها شوق ,
ابتـسمت هنايّ تـسلم عليها , تسألها حالها و احـوالها : نتقابل باذن الله بالافراح و نتعرف على بعضّ اكثـر ,
هزّت بـشاير راسها بإيجاب تناظر عذاري بابتـسامه : بعرسّ عذاري و عذبي بإذن الله , نتقابل و نشوف العروسه الحلوه ,
اتنهـدّت هناي تتمتم بالدعـوات ثم نـطقت : عذبي يقول قريّـب لكن ما ندري متى يصير الـوقت الله يعجّـله من عـرس ,
سـكنت ملامح عذاري اللي مـاعاد للصفّـاء بها وصـف لانّ احمرارها طـغى , طـغى و لا تمثّـل ملامحها الشعور البـشع اللي تحسّه الحين من انّ هنايّ تقولها للكلّ , من ان الحكي ينقال اكثر من المفروض و هو يخصّـها هي و يخصّ عذبي تتـركهم و تلتفـت لكن صيته وقـفتها تمسكها من يدها لانها حسّت بها من بدايه الحكي للحـين , لخـروج هناي و استئذانها منه التفتت لها صيـته تحاوط وجـهها بكفوفها و تقبّـلها : خلاص ي ماما لا تزعلين , لا تزعـلين والله ينعكس عليك و على عذبي خلاص لا تفكرين فيه اطلعي روحي مع عذبي , اتكلمي معه و اقضي وقتك معه لا تضغطين على نفسك و عليه ,
ما كان منـها الردّ هيّ كان صـمتها غالب لان حروفها لو حكت بتكـون كثيره , زعـلها كايدّ و ثواني الباب هذه ما تكفّي افراغ اللي داخـلها من بدايته للنّـهايه , كانت تشـوف صيته فيها لونـها اللي اتغيّـر تمامًا , ملامحها اللي تعبّـر عن كـبت الغضب داخلهـا و لا انفـجرت للحين هيّ تتمالك الغضّـب , الحكي و تردّه عن رغبـتها تقهـر نفسها لان ما ودّها يـصير شيء , ما ودّها تخرب الليلة على الكلّ هـيّ ناظرت صيـته اللي التفتت للباب تناظره : شوفي هذا عذبي بسم الله عليه صوته واصل عندنا , ناديه من الباب يآخذ الأكياس و روحوا ي ماما غيّـري شوي انتِ و هو بعد خليه يغيّـر معك عن حاله , احكوا و اتناقشوا و اتفاهموا لا تضغطون على نفسكم ,
قـرّبت صيـته تقبّـلها مره ثانيّـه تودّعـها و تـدخل لجناح العروس، قرّبـت هي من الباب تـفتح جُـزء منـه و تسمع آخر كلمات وداعه لأمـه لذلك نادته تدري بانـه بيسمعها حتى لو همسـت هو أكـيد يسمعها : عـذبي ! ,
ماهي ثـواني الا و قرّب بابـها , يدخـل بجزء من جسـده يجمعه مقابله جسدهـا لان صـوتها ماكان طبيعي , لان نبـرتها كانت مهزوزّه هو كانت خطوته له أسرع يناظرها و يدري من ملامـحها بشعورها لانّ عيـونها تـرجف , جفنهـا يرجّـف و لا تستقرّ عيـونها بعيونه تنطق كلمه وحده : تآخذ الأكياس أنا ألبس نقابّـي و أطلع لك ,
هو نزل أنظـاره للأكياسّ بيـدّها و لا تـهدأ اعصابها كلّـها تـرجف بكفوفـها من شدّة شعورها , غضـبها اللي تكبته و تجـهل الطريـقه اللي تنتظرها تظـهر منّها , تفرّغ غضـبها لكنه مسـكّ بيد الباب يثبّـته على فتحـته و اليدّ الثانيه مسكت يدها اللي تمسك بالأكياسّ و كان منها انها تغمّـض عيونها تحني راسها مباشره تهز راسها بنفي ترفضّ حتى بداية حكيه الا من شدّ عليها ينطق : بـك شيء ؟ علّـميني ,
هـزّت راسـها بنفي ما تناظره , ما ترفع عيونها له حتى هيّ م تدري وش اللي يتحكّـم بداخلها و يردع الانفـعال : عذبي خذ الاكياس من يدّي ثـقيله ,
ما ردّ هو لثواني شد على يدها يآخذ الأكياس منها و يتـرك كـتفه هالمره يسند الباب , يترك جسده لها و لا يبعد و هي بالحال اللي ما يسكّـن قلبـه من خوفه عليها : عذاري أنا أسألك , علّـميني ,
ما ردّت هي رفـعت عيونها له , تناظره و كلّ محـاجرها شديده الاحـمرار لانّ الضغط مو طبيعي داخلها , لان اعصابها و دمها محـروق هي ما كانت تقوى على الحروف حتى تخوّفـه عليها و تحـرق قلبه الـى ان سُـحبّ البـاب يكشـفّ حالهم للفـاتحه اللي ابتـسمت تترك طـرحتها بعشوائيّـه على راسها , تبيّن شعرها و زينـتها و فُـستانها اللي ظهر من العبـايه المفتوحـه و لا كان منه الاستـيعابّ لانه لمـحها من - غـير قصد - و رُوّع كلّ داخـله من هالشيّء يغضّـب بعدها يترك يدّ عذاري مجبـر و يلتـفت يتـرك عذاري بسكون ملامـحها تُصدم تمامًا من فـعلها , ابتـسامتها له و كشـفها عن زينتها امامـه تمش تخرج و تعدّل عبايتها و طـرحتها و لـحقتها بشاير اللي صُـدمت من فعلها بالمـثل تقرّبـها و تمشي يميـنها : شـوق وش سويتي انتِ ؟ كنتِي تدرين انها تكلم زوجها ليش تفتحين الباب و تسوين هالحركات اللي مالها داعّي ,
ناظـرتها بشـاير بابتـسامه تـرفع كـتوفها : هو واقف عند بوابـه النساء , وش نيّـته يعني غير يشوف الحريم ,
سـكنت ملامح شـوق تغضّب , تعقـد حاجبيها و تحدّ نبـرتها ما تستوعبّ فعل اختها : شوق تستهبلين ! مافي احد غيرنا حنا متأخرين و بعدين حتى لو واقف عند بوابة النساء هو وقف عشانك ؟ عشان تورينه نفسك و لا عشان زوجته اللي تكلمه وش هالحركات ! كنتِي تقدرين تستأذنين مو تسحبين الباب كذا و هم يتكلمون عيب اللي سويتيه ! ,
ما ردّت شـوق تمشي , تركـبّ السياره و تـركبّ بشاير بالأمـام تجاور مقعد زوجها نايفّ و شافـه عذبي قبل ركوبهم من وقـوفه امام البوابـه درى انه هو اللي جايبـهم لذلك يغضّـب , يفـور دمـه حرارة الاحتراق داخله هو من انه شافها , من ان عيـونه كانت لها لجُـزء من الثانيه لان طريقة فتحها للباب و شدّه ماكانت هاديّـه و كانت مباغـته لهم تركته يترك يدّ عـذاري و يصدّ عـنهم و من حرّك هو رجـع للبوابـه غاضّ بصـره لانه ماعادّ يضمن خروج احد ينادي باسمـها : حفيـدة سلمان ! ,
ماكان منـها التجاوبّ تزيد غضـبه , شـبيب جوفـه لليلـته هذا كلّه تـحت انظار ابوه اللي ينتظـر صيـته بالسيارة , البراء اللي راكب بسـيارة همام ينتظره و همام اللي واقـف خلـفه حضـر كلّ شيء , شاف كل شيء من بدايتـه و يدري بان الحين الغضّـب مجتاح كلّ ذراتهم سواء عذبي او عذاري لذلك قرّب من عذبـي يشدّ على كـتفه : الحين تطلع لك , انت حطّ الاكياس بالسـياره ,
ناظره عذبي يلتـفت له بتـفكير لانها بباله , لان شـكلها و غضبها , رجـفتها و نبرتها للحين كلّـها ما رضى عنها و لا يحبّ الشوف هذا , ما يرضـيه زعلها و لا ضـيقها هو يبيها هيّ لأجـل يفهمها و يتصـرّف بزعلها لكـن وُجـوده قدام البوابه يضايقه لان الموقف اللي صار له ما كان الا زيّـاده غضّـب , الا انّه يثورّه اكثـر على ليلته هذه و لا يـبي اللي يزيده و لا يدري بعدها وينّ يصرّف جـنونه لذلك هو التـفت يمشي لسيارته و يفـتح شنتطها يحطّ الأكياسّ , يرتّـبها و يناظر همام اللي قـربه من خلـفه ينطق : عـذاري زعلانـه ,
ما ردّ عذبي يدري , يدري و لا يتحمّـل الاعتراف بهالحروف من همام لان ما يقلّل من جـنونه و غضبه الا يـزيده بخصوصها لأنّـها حدّ ما يحبّ أحد يـقربه و لا يعكّـره عن ذاتـه , كمّـل همام يآخذ نفس عمـيق : بس شفتك انت , شفت نظراتك لنايـف هذا اللي معي عمي و يقهرك هو , و الحين بعد قـهرك و لو صار الموقف هذا مع غيره ماكان انقـهرت كذا وش فيك عذبي ؟ ,
قـفّل عذبي شـنطة سيـارته يناظره , و يفـهم همام من قسوتـه على الباب و ضـربه بالقوّة انّ اللي قاله فـعلًا صح و لانّ عذبي اخذ نـظراته لابوه اللي بالسياره هو التفـت يناظر صـهيب معه ثمّ رجع انظاره له : روّق , روّق ي بـوخلّي روّق ما يفيدك هالقهر اليوم و لا الحين , ما يفيدك روّق ,
ما ردّ عـذبي يناظر البـراء اللي بالسياره على جـواله ينتظر همام و عقـد حاجبيه مباشره : وش تنتظر انت هنا ؟ ,
اتنهـدّ همام يهزّ راسـه بنفيّ : كنت انتظر عذاري , ودي اشوفها بس هي بتروح معك صح ؟ ,
هزّ عذبي راسـه بإيه و اتنحنح همّـام يُـحرج , يمسح على اطراف ثوبـه : خـلاصّ دامها كذا نشوفها يوم ثاني , بأوصّل عمي لشقته و راجع للشـقه ,
خـرجت صيته من القاعـه و لا كانت ملامحهـا مبشّـره لان صمت عذاري حتى بوجودها مو عادي , غضبها المكبوتّ ما يرحم ملامحها لذلك هي خرجت تتلـفّت تدوّر بعيونها عذبي اللي من شافها هو اتقدم لها يسألها مباشره : وينها عذاري ! ,
أخـذت صيته نفسّ عميق تتثقّـل يدينها من الاكياسّ اللي بيدها : عذبي عذاري جوّا بكـنب الاستقبال عند الطاوله , هناي الله يهديها كانت تعيد و تزيد بان الزواج باقي م اتحدد و هي زعلت كل اليوم كانت تحاول ما تزعل بس زعلت عذبي و لا تقدر تلوم هناي لانك ولدها , بكرها و ودها تفرح فيك ,
مدّ عذبـي يده للاكياس بيدها يآخذها و يسألها دون لا يناظرها : باقي احد بالقاعه ؟ ,
تـركت الاكياس تتقدم من سياره صهيب و تفتح الابواب الخلفيه له تهز راسها بنفي : باقي العاملات بس , عادي اذا تبي تدخل لها هي هنا جنب الباب عند الطاوله تشوفها بوجهك ,
أخـذ نظره على قفـى صهيب اللي ما التفت له بالنظـر و كان يكتفي بسمعه لهم و لفّ لها يهز راسه بـزين , ابتـسمت صيته بخفيف تتأمّـل بتصرف عذبي معها و حكيهم اللي بيوصل لنتيجه مرضيه بيـنهم الى ان ركـبت و حرك صهيب بعدها مباشره ,
فـتح البراء شباكه يعقد حاجبيه من تأخير همام و انتظاره لعذبي لانه يفهم انه بأشدّ حالات التّـكتم , ردع الانفعـالات و كبـتّ الصدر : همام ! اخـلص عليّ ودّني لسيارتي ,
التـفت عذبي للقاعه يناظـرها , يلمـح شدّة الاضاءات اللي تـخترق اسفل الباب و اتنهدّ يلتفت لهمام يهزّ راسه بنفي : اصبـر همام ,
فـتح البراء بابه يميّـل جسده لأجل يشوف عذبي اللي اتقدم من سيـارته : عمي بأعطيـك شيء ودّي انـك تخبّـيه عندك ,
عقـد همام حاجبيـه باستغراب يقرّب من عذبي اللي فـتح باب سيارته و يركبّ , يميّـل جسده للدرج اللي يقابل المقعد المجاور و يفـتحه ينزّل شـماغه و يفردّه على المقعدّ و يـترك السلاح عليه ثمّ لفّـه بالشماغ يغطيه و هذا كله قدام انظـار همام اللي استغربّ : عذبي هذا لك ؟ ,
هـزّ عذبي راسـه بنفي يعدّل جـلوسه يتمسّك بالسلاح يناظر همام : لعزّ ولا ادري اذا مرخّص او لا , ودي انه يتخبّى و لا يطلع ,
ما كان من همام الرّد لانه مصدوم و التفت يناظر البـراء اللي نزل من سيارة همام يقرّب منهم لانه شاف انشغال عذبي بالشماغّ : وش هو اللي مرخّص ؟ ,
اتنهـدّ عذبي يناظره و نحّى همام جسـده عن عذبي لاجل يقرّب البراء و يوقف قباله معه : السلاح ي عمي , سلاح عزّ ودي انك تخبّيه عندك انا م اضمنه عندي بالسياره بس اضمنه عندك , تقدر تخبّـيه ؟ ,
رفـع البراء حاجبه بذهـول : تبيني اخبّـيه و هو مو مرخص ؟ تبي توديني بداهيه انت ؟ ,
هز عذبي راسه بنفي يناظره دون كلمه لانه يدري ان البراء يفهم قصده و كانت نظراته كفيله بانها ترجع تنطّق البراء مره ثانيه بنبره ساخره : اخبيه عندي اخبيه لكن تدوّر لك صرفه له خلال هاليومين تسمع ؟ ,
هزّ عذبي راسه بزين يمدّه له و اتمسّـك فيه البراء يناظره لثواني , يتفحّـصه و يحدّد نوعه , مميزاته و طلقه اللي نثـره على كفّه : دام هذا نوعه مستحيل ما يكون مرخّص , يخاف عليه لانه غالي و الطلقه منه قويّه ,
عقد البراء حاجبه يناظر قاروره الماء الفاضيّه اللي بجنـب عذبي و أشرّ عليها بعيونه : عطني ياها و افتح الغطى ,
مدّها له عذبي و فتح الغطى عنها و نزّل البراء كلّ الرصاصات فيها , يآخذ القاروره و يقفّـلها يناظر عذبي بجديّـه : لا تنسـى تجي و تآخذه من عندي ,
هـزّ عذبي راسـه بزين ما يقول الكلمّه لانه ضايقّ , لان صـدره ضايقّ و باله ينشغلّ أكثـر من أوّل ليله للحين كلّ شـيء انضرّب معه , ضـربّ روحـه و شبّ بضلـوعه يمسـك بالباب يبي ينزّل الا و سُـمع الصّـوت المفاجـئ امام سيارتـه و لا كانّ يدلّ الا على شخصّ لان الانين اللي يسمعونـه و تآوه الألـم اللي اقلقّ ملامحهم كلهم يلـتفت اوّلهم همام اللي عقد حاجبيه ما يميـز شيء و لا يستوعبّ اللي يشـوفه , البراء و آخرهم عذبي اللي نزل من سيارتـه تُـصدم كلّ ملامحه من منظـر الشّـخص اللي لمـحه على الأرّض خامـدّ جلده من حـريقّ ذوّب جلـد يـده و لا وضحت ملامحه لهم الا عذبي اللي عرفه , ميّـزه و قرب منـه مباشره بخوف يرفع راسـه عن الارضّ يضـرب خدّه , رقـبته و يحاول يصحّـيه من حاله اللاواعّي من الألم و ينادي باسمـه : عـزّ ! عـزّ وش فيك , عزّ قمّ عزّ قـم من سوّى بـك كذا عزّ ! ,
ما كان من عزّ الاستـجابه و لا كان من همّـام و البراء الا الذّهول , الصدمه من انه عزّ و انحناء عذبي له بهالشّـكل , بهالمنظر المـقشعر للبدّن , المـؤلم من انّ كلّ ملامـحه غطّـاها الدم , يدّه المـحروقه و عيـونه اللي ماكانت بالوعّي الا ان عذبي قرّبـه , يخاف عليه و لا كان يتوقع انه بيوم رح يصير عالشيء و يشوفه بهالحال هو حاوله , ضمّ وجـهه بكفوفه يحاول يصحّـيه لكن ماكانت نـفسه قادره على الوعّي بوسط الألـم و بوسطّ الثـقل اللي يحسـه هو حتى ما يستوعب عيونه وش تشـوف , رفـع عذبي ذراعه و حاوطـه يوقّفـه : همـام امسكه , امسكه معي على سيـارتك ,
اتقـدمّ همام منه , يسـانده و يرفعه عن الثّـقل اللي هو فيه و يلمحهم البراء ينصدم من كلّ شيء ما يفـهم وش يشوف , ما يفهم وش صار لكنه يقلق لانه بشكل لا يـوصلّ من الالم هو شافه و مسـتحيل يخمّن الفاعل : عذبي مدّده , مدده و انتـبه على يده , انتبـه ,
مدّده عذبي يتأكّد من وضـعه , نفسه و يحاول يستوعبّ بشاعه المنظـر و روعتـه على القلبّ لانه مو عادي , لانّ الاجراحّ اللي نـفختّ ملامحه هالقدّ من الضّرب مو عاديه , لانّ كفّـه المحروق بجلدّه الذائب كان يـحرقّ عيونهم من الألم اللي يذوقـه هو و يتآوه منه , و الألم اللي هم يشوفونه التـفتّ عذبي لهمام يناظـره : خذه , خذه للمستشفى عمي انت تدري المستشفى الـ****** ,
هزّ البـراء راسه بزين يركـب السياره و لا كان من همام الاستعيابّ يناظر عذبي اللي الخـوفّ غلب ملامحه , الحزّن و سـوء الشعور الحين قـلبت كلّ ملامحه للاحمرار الشديد و قرّب عذبي منه مباشره يوعّـيه يضربّ يمين عنـقه: همام ! همام يالله ي همام , الحـقه ع المستشفى الحقه الحين بألحقكم يالله ,
هـزّ همام راسـه بزين يرتبك كلّـه , يرتبك قلبه و جوارحه بالحركه ما يلتفت الا على كلمة البراء بـ " عجّـل لا يروّح الولد " و كان منه الرّكض و سـرعه الحركه بالسياره و أخـذ عذبي نفسه من صدره المكبـوت من النّفس اختنق كلّـه هو يتلفّت حول نـفسه يستوعب اللي له و اللي عليه , يستوعب عيونه وش شافت و لا ودّه يكمّـل الاحتمالات لانها ما ترحم عقله , ما ترحم ذراته و تجـننه للحدّ الأخـير يناظر البوابه لثواني و كفـوفه اللي ترجفّ من هـول الموقف اللي طاح هو فيـه ماعادّ به صحّ تفـكير الا انه ما يلي يخوّف عذابه من كمّ الدم اللي بيدينه , غرقّ فيـه هو حتى اطراف اكمامه اتلطّـخت يتقدم من باب سيارته مباشره يمسك بقاروره الماء يكبّـها على يدينه اللي لازالت تـرجفّ , ما توقفّ رجـفتها و لا يستوعب عقله ودّه يصـرخ يظهر صـراخه داخله لانّ الاصوات اللي داخله مسـتحيله و لانّ الماء اللي ينصبّ على يده ماكانت تبرّده و لا تمحـي منظر كفوفه عن عيـونه حتى بعد م انمحى الدّم منـها هي كانت تحـرقه اكثـر و لا اتحمّـل الشعور هو رمـى القاروره يبعدها عنـه , يمسـك بالمناديل يجفّف يدينـه و يبقى اثر الدم على بياضّ المنديل يلطّـخه و سـرعان ما دخـل المنديل بجيـبه يتقدّم بخطـواته للباب يبي يدخلـه لولا خـروجها هيّ منه تقابلـه بالجـسد بعد ما محت دموعها اما اثـر البكّي لازال بعيونها , لازال برجـفه جسدها و ذُهـل هو تمامًا من انها اتجـاهلت جسده , قربه منهد و وقـوفه المرتبك امامها مشت هيّ للسياره لانها بالأصحّ طاغي شعورها مـنع عنها كلّ تأثـيراتها الخارجـيه , ماعادت تشـوف عيونها الغير عادي و لا عادت تـلتفت لايّ شيء الا انها مشـت للسياره تـكبّـت كل الحكي , كلّ الشعور و لا ودّها الا بانفرادها بنفسهـا معه بالحكي بعدّ طـول الصّـمت هي تختار تخفي كلّ شيء عنـه للوقت اللي يسمح لها تطلّـع اللي بقلبها و ماهيّ ثـواني الا و لحـقها يناظرها , يشـوفها تنزّل النقاب عنها و تتـرك عيونها بعيده عنه و لا تناظره حتى باحساسها بنـظراته اللي ما توقّـف عليها هيّ كانت تقوّي قلبها على الصّد , على مـنع نفسها المهـزومه داخلها تـرخي كلّ جسدها للخـلف و يحـرك هو ما يدري وش يسوّي لان داخـله مرتبك , لانّ جـوارحه و جـلده يحترق بعد منظـره اللي شافه أخذ هو دربـه للقصـر ما يفـكرّ بغيره و لا يطرى على بالـه الا انـه يردّها للقصر و يآخذّ حـقّ الشوف لعز و يتطمن عليـه و لانها تدرك طـريقه و تعرف نهايتـه هي التـفتت تناظـره تـحبسّ كثير لكن ما تقدر تستجـمع حروفـها للنهايه : وين رايحين ؟ ,
ما كان منـه الرّد , تلـمح حروق جبـينه اللي ظهرت و احمـرار ملامحه و نظراته اللي قبل لحظات كانت لها ماعادت لها الحين هيّ صارت للطريق اللي هي تسأل عنه و لا يردّ يسـبّب لها جنون الذّرات يخرّجـها عن طور الهـدوء , الصّـبر و تعيد تسأله لكن ما يجاوبها يزيد حالها المجنون داخلها لكـنّها تعجز الحين عن الانفعال بهالوضـع المقيّد بالنسه له بالسيـازه يضمّ صدرها حزام الامان اللي فكّـته عنها تحرر خـنقتها الزايده منـه الى ان دخـل للقصـر هو وقـف امام البوابـه ينتظـر فتحها و الصراخ المكـبوت داخلهم , بعقولـهم الاصواتّ ما تكـفّ الى ان دخـل هو يوقف قدام قـصر ابـوه ينطّق بكلمة وحده يغطّـي عيونه عنـها من فاضّ به التفكير , من زادّ به الصـداع يغلّـبه للّا حدّ من الألـم : انـزلي , بأرجـع لك من اخلّص شغلي ,
نـاظرته تسكنّ كل ملامحها النديّـه و تحترق من احـمرارها , من دموعـها اللي ما توقـف و صبرها ماعاد يتحمل اكثر هيّ هزت راسها بنفيّ : ما بأنـزل , ما بأنـزل ,
نزّل يده عن جبـينه و عن عيـونه يناظرها من سمع رفـضها هو تـرك الدركسون بيده الثانيّـه يناظرها و لا تناظره هيّ تعانده بالنـظر , تعانده عنـها قبل عنـه : عذاري ! انـزلي بأرجع لك من اخلّص قلت لك , راجـع راجع ,
ناظرتـه تحدّ نبـرتها تخاصمه قبـل كلّ شيء بعيونها , تخاصمه قبـل حروفها و تسأله بسخريّـه تناسب وضعها اللي بكلّ مره تطيح فيه : متى ؟ مـتى ترجع بعد اسبوع ! شـهر و لا ودّك نكمل السنه ؟ متـى ؟ ,
ما كان منـه الرّد , كان يناظر عيونها و رجـفه يدينها اللي ما تفرق عن حالـه قبل لحظـات , هي مدت يدينها تمسـح وجهها بكفوفها و تآخذ منـه الصّـمت الى ان ردّ بالأخير : انزلي , بأرجع لك عطيني ساعتين و اكون عندك , ساعتين بسّ ,
هـزّت راسها بنفـيّ تـرفضّ كلها هيّ رجـعت مسكت ببالحزام تلبـسه , تـركت كلّ ملامس كفوفها ما تناظره هي رفـعت نظرها لباب القصر اللي يوقـفون عنده الحـريم , هناي , صيته , سدن و نهاد كلّـهم كانوا يناظرون السياره و اشرّت هي عليهم : بأنزل انا وحدي اواجه الأسئله صح ؟ بأنزل و تروح انت تقول ساعتين و تقعد اكثر و تغيب , تغيب ما يعنيك انا وش اشوف وش اواجه وش احسّ خلاص انتِ ببيت اهلي بخير بس انا ما اجيك ي عذاري , انا ما اجلس ببيت ابوي انتِ عادي تجلسين , انا م اجلس مع امي كثير بس انت عادي تجلسين ما يهم وش تحسيـن ي عذاري انت شاربه آكله وش تحتاجين اكثر ؟ ,
حدّ نبـرته مباشره ما يبـي يسمع هالشيّ لانه مو بباله ابدًا , لانّه مو فكره ابدًا هو ردّها عن باقي الحروف يقاطعها يمسـك بيدّها يشدها له : عذاري انـزلي , انـزلي بأرجع لـك ما أغيب , ما أغيب راجع لك كلّـ..,
قاطعته هيّ تحـرق جـوفه بنظراتها , من خـمودّها لسلطة قبضه يده على ذراعها يسحبها الى ان نفضّـتها منه : على ايّت اساس انزل ؟ من لي بهالقـصر انا ؟ قصر مين عشان اقعد فيه و انزل و يهتمون فيني و اسمع كلام من كل جهه ؟ ,
ناظـرها ما يجاوب و متأكّد انها تفهم الجـواب بعيونه لذلكّ كمّـلت بسخريـه : زوجـتك ؟ , تقول اني زوجتك و هو بس كلام ي عذبـي صح ؟ ما بأنـزل معك رايحه انا و ان ما أخـذتني معك بأنزل بس مو للقصر , بأنزل اروح مكان ثاني يبعدني عن القصر هذا و عنك و عن كل شيء ,
ناظر عيـونها لثواني طـويله يصعبّ عليه التفكير لانه بحـدّ يغلـبه يجلس امامه , لانها حدّ يـغلب عقله و تفكيره و تشـلّ حركاته كلّـها كانـت تتحدّاه بالفـعل الى ان فـتحت الباب تفـكّ حزامها من جـديد و لا تبعدّ نظـرها عنه : تعال نـزّلني جـرّب وقتها تـرجع و تدوّرنـي ,
سـحبّ يدها يجلّـسها بغضّـب و مدّ جـسده يقفّـل بابهـا ما ودّه يجـرب , ما وده يشـوف هالنظره منها له لانها تقتلـه و لا تسكّـن جوارحه عنـها و لا تـرك لها مجال انها تنـطقّ هو حرّك بـسرعه جنونيّـه يرعبّ قلبـها و قلب الناظـرين لهم من الخـارج لان سـرعته ماكانت تطمّـن عن الجـنون اللي يتوقعّـونه بعذبي الحيـن مع عذاري اللي عنّـدت النزول ..
-
-
أمـام جنـاح الفـندق ؛
كان ممـسكّ بيدها و اليدّ الثانـيه تفتح الباب بالبطـاقه يبتسـمّ داخله من يـومه اللي مرّ علـى قلبه بجمال خيـالات سنينـه يلتـفت و يحمـل معها الفـستان , يساعد خطـوتها على انّ الخوف بقلبها كبـير الا السعـاده بعيونه لا تـوصفّ , الحبّ اللي داخله لها و مسـكتها ليدّه بكلّ الاحـوال لان المساعده منه و التشبّـث منها دليلّ تـمسّك فظـيع بيـنهم بغضّ النظر عن باقي مشـاعر الخوف و الارتـباك الى ان تـركها بالنهايه هو نـزّل شماغه عنـه و رجـع يوقـف خلفها ينزّل العبـايه عن كتوفها , يمسـح على كتوفها بباطن كفوفـه و يقبّـلها يآخذ نـفس عميق : تبدلّـين ؟ ,
هزّت راسـها بإيه تلتفـت له تناظـره بربـكه هيّ ميّـلت كتفها : بس ساعدني , بأنزّل الطرحه عن شعري و هي مشبوكه ببنـس ابيك تشيلها معيّ ,
ابتـسم هو يرفـع يدينـه ينزّل عنها البنـسّ و يحاول ما يذوّقـها الالم , الثقّـل و يريّـحها من اثقـال تحسّـها الى ان نـزلها كلّـها هو شدّ على الطرحه بيدّه يرمـيها على الكنبّ : بكره بتجي العامله تشيلها كلّـها اتركيها لا تتعبين نفسك ،
التـفتت عنـه تترك شعرها بحريّـته تمشي للدولابّ اللي كان مجهّـز لها من قبل و على تعليمات امـها هي فتحته تآخذ منه قميـصها الوردّي القصير تشـده معها تآخذ خطواتها لدورة المياه - أُكـرم القارئ لكـنه قاطع دخـولها من ابتـسامته و نطقه لسؤاله قـبل ما تقفّـل بابها : تبين أسـاعدك و نفضّـخ الفستان مع بعض بعد ؟ ,
قـفّلت الباب عـنه من خـوفها , من انـه ما رحم نبضاتها اكثر هو خجّـلها , وترها و لا ترك لها حتى جُـرأة لها تعبّـر له عن احساسها , اللي ودّها ببـوحه الليله و ضحكّ هو كلـه لانه لمح ملامحها اللي شعّـر بنور الخجل تتلوّن على انها قفّـلت الباب بقوّة غير مُـعتاده على رقّـة حركاتها على انه ضـحكّ يرفـع ثوبه عن جـسده يبدّل هو بنفس الاثنـاء اللي هي تبدّل فيـها , انتـهى هو لبسّ طقـمه الأوّل , و جـلس على السرير ينتظر خـروجها له يفكّر بيـومه , يراجـع أضحاك اللي حولّه و تفاصيل يومـه و بالنـهايه مـعجمّ كلمات الجمـال اللي ينتظره حـتى خرجت بخجّـلها كانت يدينـها تنزّل القمـيصّ القصير , تحاول تغطّـي فخذها المكشوف - بزيـاده - بنظرهع تتقدّم بخطـوات بطيئه تطفّي اضاءات دورة المياه و تتقدّم له من ابتـسم لها ينتظرها تجلسّ , تجاوره و بالفعل هذا اللي صار هي جلـست تشـعّ ملامحها بالخجـل و يشعّ قلبه هو بالفـرح لانه قـيودّ كثيره ماعادت موجوده بينهم حتّى لو كان يـدري بان حلـم الوصل ما صحّ بيومه هذا الا انّ الفرح بوُجودها حـوله , يمّـه و تجاوره الجلوس بهاللحظه بداية تحـقيق احلامه معها مسـك جواله هو يناظرها : تبين اطلب لك شيء تآكلينه ؟ ,
رفـعت كفها تمسـك بطنها تهز راسها بنفيّ : معي غثيان , انت تبي ؟ ,
هزّ راسـه بنفيّ يبتسم , ما تُمـحى ابتسامته معها لانّـها بقلبه قبل مبسمه : ما ودّك انتِ يعني انا ما ودّي معك ,
التـزمت بصمتها تناظـره فقطّ دون كلـمه تبتسم بربـكه مع ابتسامه و يمدّ يده يرجّـع خصلها لخلف اذنـها : غزالة الايـهم صارت اليوم للذيـب , وش سميتيني بجوالك ؟ ,
ضحكت بخفيّف تتذكر كلامها مـعه , تتذكّـر تفاصيل يومها معه : نفس ما انت , ذيب الغزاله للحين ما غيّـرته ,
أخـذّ نفس عميق من فاضّ بـه شعوره يتأمّـلها : تـدرين انك تنهيبيني ؟ ,
ارتـخت ابتـسامتها على ثغرها ترتبـك نظراته , يده اللي ترجع خصـلها للخلف و ابهامه اللي يداعـبّ نعومه خدّها : قلتها لي اليوم , بالفرست لوك ,
هزّ راسه بإيه يأكّد على نفسه و عليها : و اقولها الحين , و بكره و بكلّ يوم دام الشعور واحد ي الغزاله ,
مدّت يدها ليدّه تشـد عليها , يوتّـرها شعورها بانها ممنـوعه من حقّـه عليها بالوصل و لا تدري الكلمة المناسبه اللي تقدر تقولها بطريقه ما تخجّـلها و لا تحرجها من الموضوع اللي تحسّه - جـريء - على شخصيتها : دهـام ,
قـرّبـها هو يـقبّل كتفها يفهم سبب ربـكتها لان ما من قُـرب منه و الحكّي فقط هو اللي يلعـثمها هالقدّ , رفـع نظره له يبتسـم : ودّك بشيء ؟ أجيبه لك الكيس اللي بالسياره لاننا نسـيناه ,
رمـشت بذهول من معرفته بالمـوضوع لان الكيس كان به كمّـاده لبطنها و لانه شافه هيّ عرفت انه يفهم يومها , يفهم ربكتها و الخوف اللي داخلها هزّت راسها بنفيّ مباشـره تتلعثم حـروفها : لا , لاا كنت ابـي اقولـ...,
قاطـعها يردّ عنـها الحروف بضحكه اللي اعتـلى بالغرفه لانّ كلّ ملامحها ماعاد صارت تعرف تحدّد شعورها من ذهول , خجل , صدمه و توتر هيّ كلها اتخالطت له بالالوان و لانها فهمت انه يضحك عليها , من لعثمتها الواضحه بالحروف هيّ زعلـت مباشره تبـعد صدره عنها بكفّها تنطق بنبرتـها الهاديّه : دهام ! ,
شـدّها له يمنع وقـوفها عنه و بُـعدها يقرّبـها لحضنـه : والله ما تروحين عنّي , خلاص خلاص ماعاد بأضحك والله ما أضحك تعالـي ,
قـرّبته تآخذ نفسها العمـيق وسط صدره , بحضنـه و داخل كفوفه اللي شدّت عليـها ينطق بكلـمه وحده : ودّك ننام ؟ عمتي تقول ما نمتي من يومين زين تنامين الحـين بحضني ؟ ,
رفـعت نظرها له بسـكون تام لانّ الحكي عنها بينه و بين امها كثير و هيّ تجهل متـى صار لهم وقت , رفع يدها يرجّـع خصلها خلف اذنـها يبتسـم من سكونها التام : سـولفي لي , كلّ الليل ودي بسواليفك لي لا تسكتين عن شيء ,
ما كان منـها الرّد هي كان يذوبّ قـلبها منـه , من حنون كفـوفه و هادي نبرته معـها هيّ يتطمّـن قلبها له , جـسدها يرتخي له و تسلّـم كل مشاعرها للحظه هيّ من رجـعت مسامعها لصدره تسـمع نبضـه و توازن نبـضها بالراحه اللي حسّـتها معه ..
-
-
فـتح باب شـقته يناظرها , يلتـفت له بثبّـوت ملامحه و بنظـراته اللي نـقدت و كثير على تهديدها بـوجودها و هي تدري انه ما يقدر , تدري انّـها تستخدّم هالضّـعف تجاهه لذلك ما كان راضيّ عن فعلها , حكيها و اسلوبها معه هو صمـت كل الطريق مثل ماكان منـها الصمت تناظـر الشبـاك و تمنع نفسها عنـه حتى بالنظر , و من وصّـلها للبرج هي ذُهـلت منه لكن ماكانت تبيّن ايّ معالم بملامحها الا الغضب , الزعل و التكتّـم الشديد داخلها الى وُصـولها لشقتّـه و فـتحه للباب هيّ دخلـت مباشره تنزل شنتطتها على المـعقد الطويـل امام السرير، تنزّل عبـايتها عن كتوفـها لها و تناظر الجـناح كلّه بغضب , تدور انظارها لكلّ اجزاء الشقه تآخذ الفـكر , تستجمع الحروف الى وُقـوفه خلفها كان يأشر على الاماكن بيده : اللي ودك فيه موجود , هذا المطبخ , الثلاجه بها اكل و الحمام به كلّ شيء , تبـين ملابس خذي من عندي يالدولاب تلقين شوفي اللي يناسبك ,
سـكنت ملامحها منـه , من انه يـشرح لها و تفهم نيّـته بالخروج دامه يوضّح لها كل الشقـه و لا تصدّق انه يختار طريقه هي ما تحبّها , ما تطيقها فيه بانه يستغـفل كلّ شعورها و يعيّـشها الشعور لساعات طويله بغيـابه : والله ؟ أشوف انا كل شيء لو ودي بس انا ما ودي , ما ودي ي عذبي ،
ناظـرها بهدوء , بحدّه مسـتحيله منه لها لاوّل مره ما يكـون بنظرته لها دايم يسألها بحدّتـه لان كلّ ذراته ماعادت تسكن هي تضربّ بجنونه : وش ودك ؟ وش ودك انتِ بالضبط علميني وش ودك لا القصر ودك فيه و لا حكي معي , جبتك لشقتي الحين و اقولك انا الحين وين عايش , كيف عايش و وش آكل مو كنتي تسأليني البارح , هاك هذه شقتي و هذا انا كذا عايش ,
هـزّت راسـها بنفي تعدّل شـعرها , تستصعبّ النفس على صدرها من كمّ الشعور الخانق اللي تحسّـه يمنع عنها كلّ النفس : انت تدري انا وش وديّ , تدري ليش تكلمني كذا و انت تدري ؟ مو انت اللي تركتني اتحمل كثير و انا شكيت لك قبل و قلت لك عذبي انا وجودي القصر صعب علي , وجودي بالقصر و انا ما عندي احد صعب علي و هم اهلك انت , اهلك انت و الاسئله المفروض تكون لك انت مو لي و الحين وش تقول انت ؟ تجيبني هنا عشان تقول هالحكي ؟ ,
قـربّها بخطـوه مهيبّه , سـريعه تضجّ الخوف بقلبها رغم كلّ شيء و كلّ القوة اللي تحاول تظهرها هيّ يبقى داخلها اضعفّ امامه و كان يأشرّ على راسـه : تبين تجيبين لي الجنون ؟ تبين تخليني مجنون اليوم ؟ مو انتي اللي عيّـيتي تنزلين و تروحين للقصر ؟ مو انتي اللي ودّك تجين معي و ببيتي و تبين تكونين زوجتي بالفعـل الحين تقولين انت تجيبني عشان تقول هالحكي ؟ وش تبيني اقول وش تبيني اقول يعني الحين علّـميني وش تبين انتِ بالضّـبط وش تبين ؟ ,
احـترقتّ محاجرها مباشره من قـربه , شرحه لنفسه بالجنون و لانه يسألها كأنه يخـتبر دمعها ما يبيّن فهمه لها كالعاده و يغضبّ هالمره بشكل مو عادي , مو طبيعي و كلّ خطـوه قرّبها لها يوقـف و يوضـح لها فحيح الغضّب منـه يكمّـل سؤالها : علّـميني لا تسكتين , علّـميني و لا وقت الجدّ تسـكتين و لا تعرفين تردّين ؟ ,
ضـربت صدره تردّه عنـها من قرّبـها اكثـر هيّ ردت خـطوته ..
_
اعذروني على التأخير لكن ١٨ بارت انستا = فصل واحد واتباد و الاساسي عندي انستا 🤍
أنت تقرأ
تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️
عاطفيةالبِـــداية ؛ أجيَــالٌ بَـعد أجيَــالُ , قِــصة تتـرك لـها أثَــر , أثَــر يتحمـله الطّـفل البــريء , عـداوات تجـتَمع علــى شَـخصٍ بَــريء , حِــقد و جَــزع ظَــالم يُــفسد بَــراءّة و سُكُــون جسّد , جَــسد يَبـحَثُ عَــن عِــلاجه , وَ عِــلاجه هو...