الفصل ٣٥

6.6K 126 14
                                    

رجّع تميم نظراته للوحه بهـدوء : ودّي تكون ام عبدالمؤمن هي الفـنّ و هذه هيّ النيه ي أخوها...هالجمعه حضورها خير و حنا جايين طالبين القُـرب ,
ماردّ دهام يُذهل تمامًا من وضوحه و صراحته بالحكيّ , كمّل تميم يأشرّ له ع المجلس : عقدنا النيّه و الحين نطلب القُـرب و ان الله كتب النصيب بينا يشرّفنا هالشيّء ,
هزّ دهام راسه بإيجاب دون كلمة يلتفت يمشي و من مشى جنبه تميم هو أخذ نظره عليه , م يصدّق لكن يفرح فرح شديد ان أبـوه بيشوف هالشيّ بعيونه الحين , ان اللي الكلام اللي كان يطلع من ابوه و امه و فرحهم بهم بيصير الحين بالصريح ..
أخذوا كلهم أماكنهم , اختلطت عطورهم و اختلط المجلس بالعُقـل المختلـفه أشكالهـا و اشتدّ الانتباه للشّخص اللي طوّل غيابـه للحظات طويله و الحين جلسّ يمين جده , يسار ابوه و اعمامـه بنيّه اتضّحت للأغلب لذلكّ عمّ الهدوء و السكون فجأة بعدّ ضجّيج مُختلف الحوارات , بعد تعالـيّ الأصوات و الترحيب اللي استمرّ بالجلسـه و من طـال همسّ الحفيد لجـده ابتسـم الجدّ يناظر جلوس شريان , صُهيب و أصيل ختامًا بدهام اللي جاور جلوس عمه بالنهايـه و من فتـح شاهر الكاميرا يصـوّر كل الأحداث نطـق جدّ تميم : ي هلّ الجـود و الكرم , ي اجاويـد الريـاض و صدرها الحبيب ,
أخذ شريان نفس عميق و اتبدّلت انظار صُهيب له يخمّن اللي رح يصير ,
كمّـل الجدّ بصوته الجهّـوري اللي يتركهم يلمسون السعادة فيه : جيناكم من أقصى قطـر الحبيبه لصدر السعوديه , لديـار الاحباب و ديار نجـد العذيّه و لا ودنا نرجع خاليين ..ودنـا بالقُرب اللي يوصّلنا لكم أكثر و ودّنا بالودّ اللي يقرّبـنا منكم اكثر ..ودنـا بالفنّ باللي طالبه حفيدي تميم منكم على سنة الله و رسوله ..,
تعالـت الأصوات بالكثير من الفـرح , بالكثير من التبريكات المسبقه و المدح اللي ما خلى منه المجلس من دخولهم لهم , و من شدّ صُهيب على شريان لأجل يتصـرف لأن شريان للحظه ارتعشّ كل قلبه على بنته , على حبيبته اللي يدري بها لكن السعادة اللي داخله كانت كافيـه لأجل تعلقّه بهاللحظه و بالفعل ماهي ثواني الا و كان الرد من : تشـرفونا ي ابوعبدالمؤمن و يشرّفنا حضوركم لنا من قطر ..حنا اخوان و اشقاء و تميم ولدنـا ! ,
تعالت الأصوات مره ثانيه من كان منهم " م عليك زود " , " الشرف لنا " , " الله يعزّكم " لكـن هدأ مباشرة من رجع شريان يكمّل : والله اني اتشرّف بنسبكم و اتشرف اني اقبـل لكن نشاور الاهل و الله يقدّر الله فيه الخير ,
وقـف شريـان من همس له صُهيـب بانه يروح يشوفها و بالفعـل لحقـه دهّـام اللي وقف خلفه مباشرة يلحقه و آخرهم عبدالعزيز و من نزل شاهر الجوال يبي يلحقهم مسكه أصيل يجلسّه يهمس له بحدة : وين رايح ؟ ,
رمش شاهر يشدّ على جواله : معهم ! بأشوف هُيام وش تقول ,
شدّ أصيل على مرفقه أكثر يجبره على الجلوس يهمس بنفي الحده : اجلسّ ! اجلس الله يقلع ذا الوجه تحسب نفسك بزر باقي ! البنت تبي تتزوج وش بيقولون عنها لارحت انت ! تحسب نفسك اخوها ؟ ,
اتوسّعت عيون شاهر يصدمه : و عزوز ؟ عزوز عادي يحلّ له ما يقولون له شي و انا مب عادي ؟ ,
ناظره أصيل يحدّه من نبرته , و ملامحه و نظراته له بتحذير : بعمر عزوز انت ؟ بعمره لا افكّ العقال على ظهرك ؟ ,
جلسّ شاهر يهمس بغضّب شديد , يتمتم بحكي ما بين " والله لأورّيك  ي عزوز " و " ما بأرسل لأحد الڤيديو والله م أرسله " ..
_
عنـد الحريـم ؛
تبادلوا الحـوار بالشّكل الطبيعي بالتعارف , كان اللقاء و الاستقبـال عظيـم بنظـر أهل قطـر , أم تميم و خالاته اللي يعرفون هالعادات زين و لأنهم سعوديين ماكان منهم الاستغراب مـن أجوديّـه القصر اللي يدخلونه لأن الصيت يسبـق أشكالهم , كانت أم تميـم بأشدّ لحظات السعادة لها لأنها تشوف - الفـنّ - اللي سمعت عنه من زوجها و من ولدها اللي طلب الزواج لأوّل مرة بالصريـح من بنت أفضل مما كانت هي تتصورها , العجله اللي كانت به ما تركت نفسها تسكن من اتصلت بكثير الناس لأجل تسأل و اتمنّت لو انها ما سألت و انها داهمت قصرهم تشوفها لأنها فعلًا أفضل من كل الحكيّ , اذرب من كلّ الوُصوف و أجمَـل من الخَيال , كانت تتأمّل ضحكها مع البنـات , طبيعتها بالجلوس و راحتها مع كل اللي حولها بمُختلف الأعمار و بالنهايـه من جلست جنب جدتها هند تشـربها الشاهي و تأكلّها من الحلى بنفسهـا و ابتسامتها بكل لحظه و الثانيه من همس هند لها بحكـي يتركها تضحك بخفيف..
جلسـت صيته بجنبهم و عادت نوره ترحيبها مره ثانيـه : اتشرفنا والله بمعرفتكم و نوّرتوا دارنا و ديـار آل فارس كلها ,
ابتسمت أم تميم تحطّ فنجالها على الطاوله : الشرف لنا و النور نوركم ي أم هُيام ..والله فرحنا حيل من قال لي ابو تميم ان ودّنا نتعرف و ان ابو هُيام قال حيّاكم الله حنا حيل فرحنا و الحمدلله اتعرفنا ,
ابتسمت صيتـه تناظرهم : أبـرك الساعات والله يوم انكم تجونا و يوم اننا عرفناكم ,
هزت أم تميم راسها بإيجاب تناظر هُيام : ابو تميم قال تشوفين الفـنّ بهالجيّه و كنت أسأله وش هو الفنّ و الحين دريت ! أبو تميم يقول هو السبب بجيّتنـا و أنا الحين أقولها صريـح الله يحرّم يدينها من النار هالفـن ! ما قصرت والله قهوتنا و سلّمـت و نعم البنت ! و نعم الأهل و نعم الديـار ي  آل فارس ,
ابتسـمت هُيام براحه أكثر من شافت بشاشة الوجوه , من شافت خفّة الروح اللي بينهم لأن هالشيّ مُريح لأبوها و أمها قبلها و من شدّت هند على كفّـها تنطق : والله ان هالهُيام فن ..فنّ و هي أوّل الحفيدات و أول الفرح ..قبل تكون فرح لأمها و أبوها و فن لهم هي كانت فرح لآل فارس كلهم ..كانت فـن و لازالت فنّ بهالديار و لا كل من له مثلها ! ,
ضحكت أم تميم بخفيف تنطق بكلمـه تركت سكون الأنفس تِهدأ من اختلاط المشاعر : الله يخليّ هالفنّ حق الديـار و حق طالب الفنّ ,
رفعت نوره جوالها تناظره من شافت اتصال من " ابو دهام " هي مباشرة وقفت تستأذنهم للخروج و بالفعل خرجت ..
التفتت صيتـه لأريام اللي تجلس جنبهـا تهمس لها بهدوء : وينها عذاري ؟ ,
تركت أريام فنجالها على الطاوله تناظر امها لثواني : اظن راحت تكلم عذبي ..اتصل عليها قبل شوي ,
هزت صيته راسها بإيجاب و من رفعت راسها على دخول هذاري للمجلس ابتسمت بخفّه لأنها تقلق عليها حيل و من تشوفها مرتاحه هي ترتاح ,
جلست عذاري جنبها بهدوء تعدّل نفسها و همست لها صيته : ركب الطياره ؟ ,
هزت عذاري راسها بنفيّ تآخذ نفس عميق : ما ضبط الاتصال معنا ..رسل رسالة يقول توه دخل المطار و بيرمي الشريحه لاجل يحط شريحة السعوديه ,
هزت صيته راسها بإيجاب تشتدّ ابتسامتها : الحمدلله الحمدلله خلاص هانت بإذن الله نشوفه اليوم او بكره الفجر ,
اتنهدت عذاري ترفع ابهامها لنابضـها تفقده , تفقد شعوره لدرجة التمنّي و تزعل لان الاتصال ما ضبطّ , عيّا يضبط رغم محاولاتهم الاثنين الا انه عيّا و هي كانت تبي تسمع صوته , كانت تبي تسأله عن حاله و يسألـها , كانت تبي طويل الدقايق معه تكون لكن ما ضبطت معهم و تزعلّ بشدّة ,
قـربت نور تهمس لهند تخاصمها : جده ! بس هُيام هي الفن و حنا وش ؟ حفيدات البطه السودا ؟ مب من آل فارس حنا ؟ ,
ضحكت هند بخفيف تهز راسها بنفيّ و وسعت ابتهال عيونها : تكلمين جدتك كذا ؟ ,
ضحكت هُيام بخفيف تهمس لهم : غيرانه غيرانه ي عمتي خليها يحقّ لها ,
هزت نور راسها بنفيّ مباشرة : أكيد بأغار ! هذه تفرقه بينا و قدامي بعد ! ..كم مره اسكت لكن الحين لا م بأسكت و حقي يروح ..
ناظرتها هند بذهول : حقك يروح ؟ من متى بسم الله عليك م تفوّتين شي إنتِ ؟ تلقطينها دايم سواء قدامك او من وراك ! ,
ضحكوا كلهم بخفيف و من اتنحنت صيته لأن أهل تميم يناظرونهم و يبون الحكي معهم مب وحدهم لكن بلحظه دخلت نوره تطلب خروج هُيام و من استأذنت منهم هي بالفعل خرجت ..
_
من خـرج شريان من المجلـس هو م اتمالك دمعته , م اتمالك السعادة اللي غمرت قلبه دون آثار خارجيّه تظهر عليه , حبيبته و شريان من شرايينه خُطبت بأجمـل الطرق , بعـز الطلب و كامل التقدير اللي م اتوقّـعه بإنه يصير من الغريب , هـم عطوه الكلمة و هو يحبّ هالصراحه , يحبّ هالخطوه العجلّـه بالحُب و الاعجاب و الأهم انه من الأهل قبل كل شيء هو قـدّر المطلوب , قدّر الفـن بالفعل و الحكي بنظره هذا أكبر من كلّ شي لكن هو عنده الفنّ أهم من كل شي , كلمة الفنّ تهمه أكثر من السعاده اللي هو بها ..
دخلوا للصالـه الداخليه يجلسون كلهم , شريان ، دهام  و عبدالعزيز الغافل على كل شي بطريقـه لازالت بريئـه و بانتظار الفنّ لأجل يحضر , لأجل يدخل من الباب و فعلًا ماهي دقايق الا و هي داخله خلفها نوره اللي سبَقـتها دموعها قبل الحكّي اللي بيقولونه لها و من وقفـت للحظه تشوفهم كلهم بأحوال  غريبه الا شريـان اللي غلبته دمعته و مشاعره كانت غالبـه لموقفه أمامها و من قـرّبت منه بقلق من شافت دمعتـه اللي بعيونه : بابا حبيبي ! ,
وقف مباشـره من قرّبـت منه تمسك بكتوفه قم رفعت كفّـها تمسح على لحيته بقلق صابها لأنها تشوف دموعه , لأنها م تحب هالعيون تبكي : بابا حبيبي ليش تبكي ؟ ,
ابتسـم يحاول يخفي كايدّ شعوره بهاللحظه , يحاول يستجمع حروفـه اللي طغَت عليها مشاعره بشكل كبير : تهقينها دموع وش ؟ ,
ابتسم دهّـام يناظرها من الخلف : طالبينك ي الفن ..طلبوا من الشّريان فنه و هذه دموعه من قال انهم طالبين الفنّ لولدهم تميم ,
ناظرته بهدوء م تستوعـبّ ان دموع ابوها لأجلها و هذه مُجرد خطبه ثم التفتت لشريان مره ثانيه تمسح على لحيته : بابا حبيبي عادي ! عادي مابي أشوفك دموعك والله اذا شفتها انت تخليني اقول لا ! ,
هز راسه بنفيّ مباشرة يرفع كفه يمسح دموعه و من مسحت هي دموعه تساعده نطق هو : لا والله م اكون سبب لكلمة لا منك ..ان ودّك محدٍ يعترض طريقك و هذه سعادتك و مصيرك ي بنتي..طلبوك و انا قلت الكلمة كلمتك و كلنا نوقف وراها و بظهرك لكن ي بنتي هذه دموع فرح والله فرح..دعيت و دعيت ان الله يرزقكم بالازواج الصالحه و الحمدلله هذا من فضل ربي ,
ارتعشّ قلبهـا و رجفت كل مشاعرها من حكي ابوها , دموعه و دموع امها اللي م وقفت بكن عاطفيّه امها غالبه دايمًا اما شريان م تغلبه الا قليل الايام والحين هي غلبت من خطبه بس ! , من خطبه ما يدري وش جوابها و لا وش مصيرها لكن هي متأكدّه انه ما بكى الا لأجلها , لأجل الأمل اللي متأملـه هو بإنها أفضل فُرصه لها لكن التردد باقي بها , باقي هي م تعرفه و لا حتـى اقتنعت فيه لذلك هي طال صمتها , طالت حيرتهـا ,
ضحك دهّام بذهول من لمح أخته لأوّل مره بهالحال و من تذكرّه هو نطق مباشرة : تخيّلي اني لقيته يتأمل كل لوحات البيت من قال له أبوي ان هذا كله خيالك هو ما ترك لوحه الا تأمّلها و لو انا م وقفت جنبه كلمته ماكان وقّف تأمل و من طلبوك طلبوك باسم الفنّ ..فـنّ الشريان اللي سمّاك ,
ضحكت هنـد من بين دموعها و ابتسم شريان يشدّ على كتوفها بسعـاده مُفرطه : وش تقولين لي ي أمي ؟ وش تقولين و لا تبدّين أحد عنك و لو حنا نبيه انتِ قولي وش تبين ,
قربـت منها نوره تمسح على ظهرها بحنيّه كفها : والله ي بنتي و نعم الناس..تدريـن اني انا و ابوك مب كلّ مين نرضى به صح ؟ ,
ميّلـت شفايفها للحظه تمنع بكاءها , تمنـع ضُعف شعورها لانها للحين متردد و من طالت ثوانيها هيّ هزت راسها بإيجاب : بابا أنا م أعرفـه ! م أعرف اذا نتوافق أو لا م أعرف ولاشيء عنه ,
سكنت ملامح شريـان من صراحه حكيها لنفسها قبلهم , كمّلت بهدوء : انتم تشوفونه طيّب لكن انا مابعـد اعرفه ! ,
ناظرت نوره شريان للحظه : طيّب خليهم يشوفون بعض ي شريان ! الشوفه حلال ربي و لهم الحق ان كان ودهـا ,
هزت راسها بنفيّ مباشرة : لا ي بابا مابي شوفه و لا ابس الحين ..الناس كلها موجودة و بأتوتر لكن تقدر تقولهم يمهلوني ايام و نتفق انا و انت ..لأني مابين الرفض و القبول و لا ودي أظلمه أو أظلم نفسي ,
هز راسه بإيجاب يبتسـم : اللي ودّك فيه يصير ..ابشري والله ان تبشرين ,
ابتسمت بخفـيف تخفّـي شعورها  تنزّل كفوفها من وجهه تلتفت تبتسم لدهّام اللي ابتسم مباشرة له ثمّ مسـك برقبة عبدالعزيز " وش جابك ؟ " و من خرجوا حاوطت هُيام أمها تشدّ عليها لأن دموعها ما بعد وقفت , للحين م تصدّق اللي يصير و تحمد الله كثير الحمد ان النّصـيب و العوض اللي اتمنته لبنتها هو فعلًا صار ..
-
-
بريـطانيا ؛ لندن..
انتَـهَت آخر دقائـق انترنـت من المطـار لأن شاعتـه المجانيّه انتهت , هو رمى شريحته و كانت محاولته بإن يكلمها بهذا الانترنت اللي شبكه له سهم..قصّوا التذاكـر و اتوجَهوا لمقاعد البوابه ينتظرون ركوبهم للطيّـاره اللي باقي عليها وقت و من جلس هو كان يلاحظ زعل سهم الشديد , كان يحاول يواسيـه و يعطيه حقّ الرضى لكن ماكان منه الرضى لأن عذبي هو ينفسه سلّـم لعز حق المركز , حق التصويت و المال كان ماله ، لأنـه هو سافَـر بنيّة التحدي لكن من شاف الأعلام هو نسى كلّ التحدي , كل مصالحه و كلّ عداوته مع عز و دعَمه بالكثير و من رفع كفوفه يمسح على وجهه بهدوء يحاول يخفي تعبه الواضح , يخفـي قهر قلبه و انحراق دمّـه ينطق بهدوء : باقي تزعل ؟ باقي ي سهم ,
ناظره سهـم بغضّب و للحين يستغرب من فعله : و إنت باقي مُصر انك م تزعّل ؟ باقي ما تقول انّك جبتنا هنا عالفاضي و لا استفدنا شيء ! ,
ناظره عذبي بحـده من رفع نبرته , لانه فعلًا مقهور و غاضب لكن مُستحيل يكمّل عذبي القهر و يقهر نفسه مع اكثر , كمّل سهم يهز راسه بنفيّ : لا تناظرني كذا ! اوكي فهمنا انه لأجل العلم لكن انت عطيته كثير ي عذبي ! عطيته اكثر واحد و اكثر اسم داعم له هو انت ..وشوله ؟ على وش هذا كله ما كان له داعي لان هو ما دعمك نفس م انت دعمته ! ,
هز عذبي راسه بنفيّ يصدّ عنه , يرخيه على كفوفه اللي مسنوده على ركبه بشكل مُتعب , هو متعَب و مهلوك بالقدر اللي يهدّ حيله و لا له طاقه يزيد الحكي له و المنقود : خلاص ي سهم اتقفل الموضوع ما ودّنا نرجع كل شوي لنفس الحكي و المشكلة ,
ضحك سهم م يصدّق و من التفت يناظر حوله لثواني بتفكير يقتله و رجّع انظاره له : طيّب قلّي قلّي وش استفدت انت الحين غير انَك خسرت مال و وقت و انقهرت ..وش استفدت ؟ ياخي ادعمه ادعمه محد قالك لا لكن انت عطيته كثير و هو ماعطاك كثر م انت عطيته ! بعدها استغرب من نفسك وشوله انت م تنجح في التجارة ! ,
رفع عذبي حاجبه و واسه يناظره بطرف عين , حـدّة عظيمه من الحكي اللي سمعه منه و من استوعب سهم نفسه , الحكي اللي قاله رفع يده يبي يمسح على ظهر عذبي و يبي يعتذر لو ما وقف عذبي يمشي عنه هو وقف خلفه مباشرة يسحب شنطته العجلات يلحقه : عذبي ! عذبي والله م كنت أقصد انت فاهمني ! ,
وقّـف عذبي بمكانه و من قرب منه سهم يوقف قباله ناظره بهدوء خلفـه حروب و هو الجريّح , خلفـه هاويه و هو السقيط , أمامـه جمر و هو الحريـق و كان فعـلًا ماهو بخير , ماهو بخير ما يمثّل و من أخذ سهم أنفاس يستوعب نفسه و غضبه لأنه هو ما يزيد على عذبي الا حطّـب يشعل ناره اكثر من هي شاعله بالشّكل اللي هو يلمحه , بعيونـه و ملامحه و جسده و كلّ حكيه : والله م كنت اقصد كذا لكن مقهور ..مقهور منه ,
شتّـت عذبي نظره عنه لثوانـي طويله يردّع أفعاله عنه , يردع نتايج احساسـه عنه لانه وده يهدّ كل شي حوله من غضبه لكن يتحمّـل الكثير لأجل اللي حوله , لأجل أبوه اللي ما يحكي معه للحين ، لأجل أمه اللي يتعب قلبها من تعبه , لأجل أخوانه اللي باقي ينظره صغار و يحتاجون هالأخ الكبير , لأجل عذابـه اللي اتعلّـق هو بهـا و صارت حاجتهم لبعض أكثر من قبل بكثير , لأجل همّـام اللي مضيّع دربـه بالهلاك هو مستعدّ يرمي نفسه عنهم , يحرق نفسه عنهم , و يآخذ الألم عنهم , هو مستعدّ يضيّع نفسه لأجلهم و لا له طاقـه بإنه يشوفهم هم بمكان الألم و الضياع , رجّـع أنظاره له بنطق بهدوء يحاول يتفادى عصبيّته بالحكي معه : سهم والله مب ناقص والله ..لا تزيدها عليّ و خله ، خلّها نحلها بالوقت لكن انت لا تزوّدها علي كثير ,
هز سهم راسه بإيجاب يناظر حوله , و من رفع يده يأشرّ على غرف الاستراحه لأنه فعلًا حسّ بتعبه , حسّ بكابت القهر داخله من كلّ شي حوله لكن يترك انفعالاته تنهشه من الداخل بهاللحظه هو ضلوعـه كلّه جـمرّ حار : روّح ارتاح هناك ..لا نادوا جيتك لكن انت ارتاح و ابعد عن الازعاج شوي ! ,
مدّ سهم يده يآخذ منه شنتطه  يكرر حكيه : روح روح و أنا أخوك والله م أقصد ..ارتاح و أنا بأناديك ,
فَلـت عذبي شنتطه من زود تعبه , من فايضّ شعوره المتخالط , مشى عنه يروح لغرف الاستراحـه و بالفعل جلَس يلقي بظهره , رجّـع يده خلف راسه يفكر لثوانِـي , قهره من اللا اسم اللي خذاه من سفرته هذه ، قهره من عـزّ اللي كسب الاسم عنـه من دعمه , عتـابه على أبوه اللي بيرجع و يشوفـه و هو يدري ان لقاءهم ما بيكون صافِـي للدرجه اللي تريّحه , غضبـه من السفرة و من أبوه و من عز لأنهم السبب بابعاده عنها , غضبـه من تعليق الانترنت عنده و لاقدر يشوفها او يسمع صوتها , ماقدر يواسي بُعدهم عن بعض بالقليل و لا قـدر يروّي الأشواق اللي داخلهم..ما قدر يمحي الحزن من ملامحها و لا قدر يمحـي العذاب من داخله و كـل اللي يبيه الحين قُربها , نابض معصمها و أهدابهـا تغطّـيه عن العالم كله , ما يبي الا حضـنها و كفوفها على رقبتـه و صدره , مستـعدّ تكون أيامه كلها قُربها من الحين لكن الظروف أكبر منهم , الظروف غلَبت أشواقهم لبعض , غلبت حاجتهم لبعض و غلبـت رغبتـهم ببعض لأن أبـوه مغربّـه و أبوها بالقضيه سُجـن هو يوقـف كل شي لها , لعيونها و لأهدابها اللي تنديّ من شوفته لأجل سعادة ودّه انها تكون فيها يوم يآخذها له , يوم تصير لـه تحت جناحه لكن هو م يدري اذا هو قدّ هالبُعد , م يدري اذا له صبر يتحمّـله أكثر لانه يجهل المده , يجهل مدى صبره و يدري انه يملّ بسرعه , يدري انه مرجوعه عائد له بالتّعـب لانها تعذبّـه , لانـها " عذابه " ..
-
-
قصـر شريان ؛
بعد نِهـايّة الليله ، أمـام البوابه بعد وداعهم لهم و بعد ماصار اللي ودّها فيه هُيام و احترموا هالشيّ و لا كانوا يقولون الا انهم متأمّلين و واثقين بهذا الشيء و بالانتظار , التفت شريـان يمشي مع دهّـام اللي أخذ منه عقاله و شماغه يمسكهم هو , يترك راحة أبوه و هو يمشي لأنه يشوف ابتسامته , يلمح فرح قلبه قبل كل شيء و لأن أعمامه توّهم اختفوا من انظارهم كلٍ راح لمخضعه , ناظره دهّـام شريان بابتسامه من لمحه : شرياني مرتاح ؟ ,
ضحك شريان بخفيف يناظره ثُمّ التفت لخطواته يهز راسه بإيجاب : ايه والله مرتاح الحمدلله ..الحمدلله ,
ضحك دهّـام مع ضحك شريان اللي يفرّحه ثم نطق : والله يا انّه رجال هالتميم ..استغربت ما طوّلوا و لا ماطلوا ,
هز شريان راسه بإيجاب بحُبّ شديد : ايه والله انّه رجال ..أحب الصريح أنا و أحب اللي يخاف ربه ببنات الناس..عطاهـا القدر اللي هي تستحقه يوم جا يطلبها و قطع مسافه من قطر لنا رغم اشغاله ,
مسح دهّام على ظهر شريان بابتسامه : مب  هيّن ولد السفاره ! يقول لي انه بين ديرتين و عياله بيصيرون مثله بين ديرتين لان الفنّ بتصير حرمه و اول احفادك اسمه عبدالمؤمن ,
ناظره شـريان بابتسامه : أوّل أحفادي عبدالمؤمن ؟ وش يدريك ان صار و الله كتب ممكن يصير اول احفادي منك انت وش بتسميه ؟ ,
ضحك دهّـام مباشرة يُحـرج من أبوه لأن هذا التلميح على عجلّة دهام بأريام من وقت : فهد أكيد بها كلام ؟ ,
ضحك شريان يتمتم بالأدعيه لهم و من وصلوا لباب قصرهم وقّفوا على خروج ابتهال من القصر يعقدون حاجبهم باستغراب : ام عبدالعزيز ! ,
ابتسمت ابتهال رغم قلقها قرّبت تسلم على شريان : مبروكك مبروك ي حبيبي الله يتمم لها على خير ,
ابتسم يقبّل راسها و من خرجت نوره خلفهـا استغرب اكثر : يبارك بعمرك مير وش بلاكم ؟ ,
رفعت ابتهال جوالها تأشر عليه : أُنس خرجت من العصر و للحين ما جات و من اتصلت عليها ما ردّت ..رسلت رساله انها مع ابوها و من اتصلت بالبراء قال ايه انها معه لكن ما حاكيتها للحين ! خايفه عليها والله خايفه ,
ابتسم دهّام يهز راسه بنفيَ مباشرة : دامها مع عمي ان شاء الله انها بخير عادي عمي معروف انه ما يترك لا مسك ,
هزت نوره راسها بإيجاب تبتسم : قلت لها و هي باقي خايفه و قلقانه ..إن شاء الله انها بخير ,
أخذت ابتهال نفس من أعماقها : إن شاء الله إن شاء الله ..طيب أستأذنكم أنا أروح بيتي ,
هز شريان راسه بنفي : على وين ؟ خليك نسهر ننتظرها سوا هنا ببيتي ,
ضحكت نوره : ايه ما عندك شي ي ابتهال خليك ! ولا تبين تزوجين بنتك انت بعد ! صيته هربت على طول من خرجوا تقول عندي اشغال أريام و وصل الفستان ..طبعًا الغزاله قالت بتروح تشوف أبوها تبي تآخذ الدلال قبل تصير حرم الذيّب ,
ضحك شريان يوسّع انظاره و ابتسم دهّام من السعادة اللي يلمحها بأمه و أبوه من بداية اليوم , هذا كلّـه غير عن سعادته و من مدّ يده يعطيه أمه شماغ أبوه و عقاله يآخذ ابتهال تحت ذراعيه : أوصّل عمتي و أجيكم نسهر سوا ..
-
-
أمـام بوابـه المستشفى ؛
كـان يدخّـن أمـام البوابه بشراهـه , كل لحظه كان ينفُـث غيمه من الدخـان ما كان يصبر للثانيه الثانيه انمّا يرفع السيجارة يآخذ منها النّفس , للحين هو م نسى اللحظه , م نسـى المره الأولى يوم خافت و الحين المره الثانيـه ماكان مُجرّد خوف , هذا أذى انصابت هيّ به لسبب هو يجهله لكن يحاول يربط كلّ شي بعقله , يحاول يتذكر أشكالهم و يتذكـر اللي كان بالسيارة بالبدايه و لأن اللوحه كانت مغطيّه هو جنونه يزيد , يُنهش عقلـه و ينجنّ من الفكره , ثوبـه اللي خالط الدم و يـده اللي خالطت الدمّ من ضربه بها , و لها ماكانت مُجرّد كدمات انّما خدوش اتمكّنت من جلده , اتمكّنت من انها تصيبه بالجنون أكثر و ينسى الألـم , يربط جيّة البراء لها و جلوسـه باللي صار و الأكيد انه هو ما ضيّع وقته عبث انمّا يدري , كان يحسّ و قلقان لأجل هذا الشي و بالفعل صار ..
أخذ نفَـس عميق يلتـوي حول نفسه من كمّ التفكير اللي أخذه من نفسه , من جنونه المُقيّد لهذه اللحظه بعد التفكير و من خَرج البراء من بوابه المستشفى - الطوارئ - هو شافـه , شافه شلون ماسك ببنتـه يحاول م يتركها و هـي تتآوه بالألم , شاف شلون هي تشدّ على مرفقـه بكفوفها تحاول تمشي رُغم الألم اللي تحسّـه الا انها قررت تخرج و عاندت لأجل تخرج و ماهي ثوانيّ الا و غضّ بصره يحني راسه عنهـم يشتت غضبـه الشديد على نفسه , البراء و أبوه من نظراته اللي تفيّض شعوره بالجنون المُفرط ..
مشى البراء يمشيّ أُنس يمّـه , ذراع محاوطه كتوفها و ذراع مدّهـا لبطنها لأجل تشدّ عليه و تمشي معه و بالفعل هذه كانت خطواتهم الى وُصولهم للسيارة , من فتَـح البراء باب السيارة يساعدها تركـب هي ركبت تناظره بهـدوء و من رفعت يدها تسند نفسها بالمقعد الأمامي المقابل لوجهها : بابا ! ,
ما ردّ يناظرها , يحترق كلّ جوفه على بنته و على استتفاهه للوضع بالبدايه لأن م اتوقع انها توصل لهذه النُقطه , م اتوقـع انهم يتجرّؤون يسوونها ببنته و يأذّونها لهالقد , ميّـلت شفايفها و راسها تناظره من شتت نظره عنها و هي شافت دمعه , شافت احتراق محاجره و تخمّـن مشاعر الخوف اللي داخله من ظاهره و تعامله معها بالاهتمام : كنت تدري صح ؟ ,
هـزّ راسه بنفيّ يآخذ نفس عميق , يرفع أنظاره لها و من مدّ يدها يمسح على راسها على يمين الشاش : لازم نتكلم و اقولك اشياء انتِ و امك ,
هزت راسها بنفيّ تصدّ عنه بنظراتها و جسدها المايل : اذا مو كل شي ينقال لي مابي اكلمك ! ,
عضّ شفتـه بقهر شديد , يشتم نفسه داخله و ينقد عليها بشكل واضح لها لذلك هيّ كملت بهدوء : ماما رح تسألني و انت رح تقولها ؟ ,
هز راسه بإيجاب و ناظرته تنطق بهدوء : مو كل شي رح تقوله لها صح ؟ ,
ما ردّ يناظـرها بهدوء تـام هيّ فهمت الاجابه منها , رفعت حاجبها و رفعت كفها للحظه تمسك راسها بألم : اذا هي ترضى انا م بأرضى ! أعرف ان كل شي له سبب و دام انا الحين فيها يعني يحقّ لي اعرف السبب صح و لا لا ؟ ,
اتنهـدّ يتمتم بالاستغفار يشتت نظره عنها , هزت راسها بإيجاب تكمّل : يعني الحين أُعتبـر أنا متزوجه صح ؟ ,
ناظرها من كلمة " مُتزوجه " لأنها كلمة كبيره , كبيره حيل على المعنى اللي هو يفكر فيه لان هو بنظره شكلي و كلمة مب معترف فيها , الغايه كانت مُجرد شكل لأجل القضيه لكن الحين قلب عليه , كلّ شي قلب عليه و هو فهم هذا مضبوط لان الرساله كانت تهديد , و هالتهديد لانه فتح القضيه و لانـه خوف منهم كانت الرساله تحذيريه لأجل يبعد هو لكن هو م اعطى هالاهميه , م اعطى انهم ممكن يمسّونه بأهله , عقدت حاجبينها تهز راسها بإيه : و الحين انت و هو جيتوا للكوفي ليش ؟ كنتوا تعرفوا ان بيصير هذا الشي عشان كذا جيتوا صح ؟ ,
حوقـل البراء بصوت عالي لانـها تورّطه بالاجابه و هو م يبي يجاوب , م يبي يدخّلها بهالشي اللي هي تبي تعرفه و من مسكت بالباب تبي تقفله : تعرف انـي م احب اكون كذا ! بس انت ما تقول اسبابك و دام انا في هذا الشي يحقّ لي اعرف ي بابا ..يحقّ لي و انت اختار تبي تقول لي بنفسك ولا انا اعرف بنفسي ؟ ,
عقد حاجبينه يغضب من خياراتها له : شلون تعرفين بنفسك ؟ ,
رفعت كتفهـا تصد أنظارها عنه : عادي أنا سألتك و أحب الوضوح ..هذه طريقتي بس اذا انت ما ودك أسأل غيرك عادي ,
حوقل مره ثانيه يبعد عن الباب و يقفّلـه عليها يحاول م يغضب عليها , يحاول م يفقد صبره من عنادها و اصرارها و من مشى يوقف جنب همـام اللي من حسّ بوقوفه رمى السيجارة يطفّيها , عقد البراء حاجبينه يناظر يده المضمدّه بالشاش و من سحبها يناظرها بتفحصّ : متى ؟ من الرجال ؟ ,
هـز همام راسه يسحب يده ينطقّ بحدة غضب مهموسه : يخسّي يكون رجال ال**** يخسّي والله ,
أخذ البراء نَفَـس عميق يناظر حوله , السيارات و سيارته , الناس و الاضاءات يتعمّق بالتفكير : تقول لي اللوحه كانت مغطيه ؟ يعني ما نقدر نجيبه من الكاميرات ؟ ,
هز همام راسه بإيجاب يتردد للحظه من السـؤال , هو من خروجهم من البوابه كانت نظره عليهم و الباقي غضّ , و من ركبت السيارة هو سمع كلّ الحكي بينهم بغير قصد منه , سمع لأنه كان واقف قدام السيـارة و البراء ترك الباب مفتوح يكلّمـها و من ناظر للسيارة هو شافـها مرخيّـه راسها للخلف تسنده بتعـب ثمّ رجّع يخضّع نظره عنـها يناظر البراء و كل داخله قلق , كلـه للحين ما اتجاوز جنون نفسه و للحين م اتطمن عليها , نطق بكل ربـكه بنبرته : هـيّ ..شلونها الحين ؟ ,
ناظـره البراءه للحظه يستغرب سؤاله , يستغرب نبرته المربوكه اللي حسّ فيهـا و لأن السؤال يمسّ بنته يعني يمسّه هو بنظره هو ما عجبـه لكن يعذره و يعطيه حقّ السؤال بنفس الوقت لأن اللي صار صار قدامه , لأن اللي انأذى قدامه هي بنته نفسها : سوينا لها أشعه ما بها شي الحمدلله.. خياطه للجرح قال الدكتور و يبي لها راحه شوي ,
هـزّ همـام راسه بإيجـاب يحنيـه عن البراء من غرابة السؤال اللي هو بنفسه أُحرج منه لأن طلع منه بغير اراده , فكره فيهـا بالعقـل و دقّـة قلبه لها بالقلب و هبـوبّ صدره المجنونه كلّـها جُيّشت عليه بالشّكل الطاغِـي اللي أربـكه بشكل واضح للبـراء اللي كان يدقّق بكل حركاته , من دخل الولاعه بجيبه و طلّـع سبحته اللي شدّ عليها و شتت نظره هو صار فعلًا - يعـزّه - بالمعنى الصريح اللي ترك كلّ قلبه يميل له , البراء صار فعلًا يحسّـه ولد له و لأن غيـرته كانت مب بالحكّي , غيرته كانت بالفعل و قوّته كانت لأجل كلمة من الرّجال جننته تركتـه يهدّ حيل الرجال بكلّ حواسه لأجل بنته , لأجـلها هو م اتردّد و لا غلبه طريّ الذراع انمّا أثبـت خوفه عليها قبل لا تكون حرمه هو حطّ البراء بالواجهه و بلحظه غلبت المشاعـر ثبوت البراء و اتقدم يحضنه , يشـدّ عليه بحضنه بالشكّل اللي وتّـر همام و تركه يسكن كلّ قلبه , كلّ جسده و يده اللي تشدّ على السبحـه يرمش بصدمـه من حنيّة البراء عليه , من انـه نزّل يده يشد على قبضة يده اللي كانت مشدوده و رفع اليدّ الثانيه يمسـح خلف رقبته بشدّة قبضته لكن كان المعنى حنّيـه طاغيـه..
فتحـت عيونـها تتنهدّ تعدّل جلستها لكـن سكنت كلّـها ما ترمش تُصدم من حضنهم , حضن أبوهـا له بالشكل اللي لأوّل مره تلمحه يحضن الغريـب بكلّ هالشدّة اللي خلفها آلاف المعانـي المخفيّه لكل شخص بينهم الثلاثه , م تنكر غرابـة الشعور اللي تحسّها لثاني مره بالنسبه لهالشّخص اللي مع أبوهاو كلّ مره يزيدها فُضـول و يرغّبها بانها تعرفه لأن اللي يصير مب - عاديّ - بالنسبه لأبوها أبدًا و الحـين هيّ م تستوعب اللي يصير و لا ترضى بالغفله عنه , اتمسّكت بالمقعد اللي امامها تعدّل جلوسها من شافت يدينهم مع بعض , يدّ ابوها تشدّ على يده المضمدّه بالشاش الأبيضّ و داخلها السبحه المنسدله من بين اصابعـه و لا كان المنظر بالنسبه لها مُجرّد حضن , كان أعمق من المشاعر و أكبر من الحضن , كان أكثر من الحروف الواصفه , اختِـلاطهم بالثيـاب و قُربـهم و تماسك أياديهم كان أقلّ ما يُقال عنـه بالنّسـه لها -حنيـة غريـب- لأن هي بهاللحظه ما عرفت ولا شخص بينهم , لا أبوها و هو اللي ما تعرف عنـه الا اسمه و من ابتعـدّ عنه البراء يربّـت على كتفه من الأعلى اتضّحت لها كامـل الرؤية , اتضّحت لها ملامحـه اللي تركتـها تستوعب انه شخص شافته هي كذا مره , أكثر من مره و توها تستوعب هالشيّ ان هذا مب اللقاء الأول بينهم , هذا مو شي عادي يحصل بالصدّف بالحياة الواقعيه لكـن هي ما دام تفكيرها لان عيونه سرقتهـا , ارتجاف بؤبؤه بهاللحظه و تشتيته لنظره الى ان دخلوا للسيارة هي شافت كلّ شي فيه حتـى رفعة يده و حكّه لعيونه بها هي شـافتها و شدّتها , تكذب لو تقول انها الحين ما تموت من الفضّول و الرغبة بانها تعرفه ..
دخَـل البراء السيارة يقفّـل الباب خلفـه يآخذ نفس من أعماقه : بسـم الله توكـلنا على الله ,
رمـشت تتبع نظرات أبوها و حركاته و من ركـب همّـام السيـارة ربط حزامـه و ترك السبحه بيدّه يرفع يده للدركسون مما وضّح لها ضمادة يده اللي هي تدري بسببها : سلامة يدك ! ,
ما ردّ عليهـا رغم انه سمعها لكن هذه لحظه مو مستوعبه بالنسبه له , كلّـها تربكه بشكل هو م يستوعبه للحين شلون هالقُرب كلّـه بين أطباعها و أطباع أمه بنظره هو للحين م استوعبه و  يحاول يهرب اللحظه , يحاول ينكـر الحاصل اللي م يرحـمه وقت هـي تعبر عن نفسها بالأفعال اللي ترضيهـا ..
التفـت لها البراء يناظرها باستغراب من كلمتها و لا يعجبه الوضع لانه للحين مب معترف باللي يصير و بمظره مُجرّد وقت و ينتهي الحاصل و من شافته و فهمته هيّ وسعت عيونها بذهول : يعني م اتحمّد له كمان ! ,
حـوقل البراء و لا يدري كم مرّة لكن الاكيد انها اتعدّت الكثير , عدل جلوسه يربط حزامه : حرّك ي همام حرّك لاني بأنفجر اليوم و الله أعلم على مين ,
اتنحنح همّـام يعدل جلوسـه و من رفَـع المرايا عنّ عيونه لأجل م يشوفها هيّ بكل مره يناظرها يحاول يتفـادى هبوب صدره المجنونه اللي ما صدّق ان البراء سكّنها له من حضنه ولا ودّه تغلبه الليلة و من شافته هي رفعت حاجبهـا تستغرب حركته , تستغرب حكي أبوها اللي رجع هو نفسه البراء مو الغريب اللي شافته يحضن الغريب و لأن اسمه هالمره وقعه كان غريب على مسامعها من نطق به البراء هي رجعت تهمس بنطقه بدون وعيّ منها : همّـام ..
-
-
جنـاح الأريام ؛
دخَـلت جناحها تتـرك كل أغراضـها على الكمدينه بعد ليلة طويله من الجَـمال و الزينه هي تعبـت و أُرهق كل جسدها منها , بعد ليلة طويله من الحكي و التلميح من الكل لهـا و تذكيرها باليوم اللي دخلت ساعتـه و هو يوم الملكـة , هـي من دخلت للجنَـاح ما طاحت عيونها الا على فُستانـها الورديّ اللي من اختيـار صيـته و لأنها شافتـه الأنسب لبنتها , الأجمل شكلًا هي اختارته و جابته لها على ذوقـها و اختيارها , قـرّبت منه و هي تمسك أطرافـه ترتسم ابتسامه على ثغرها بحُبّ شديد تناظره , تتلألأ عيونها و يبتسم ثغرها , ترتاح ملامحها لأن أرضاها بالواقع اللي هي تحبّه  و تحترّ حواسها من شديد التوتّر اللي تحسه لأن اليوم ملكتها , اليوم ينعقد اسمها باسم الشّخص اللي اقنعت به بآخر الأيام و فوّتت كثير الأيام عليها معه و لا ودها يفوتها أكثر , للشّخص اللي يحبها و تحبـه بكُلّ مشاعرها , بكُلّ دلال داخلها و تلعثم الحروف هي أيقنت إنها - تبيه - رغم ان اعترافها لنفسها طوّل , اقتناعها به طوّل و رضاها ما صار الا من ايام لكـن مشاعرها اتضاعفت بهالأيـام له بطريقه هي تجهلها , من أيام صار هو كل تفكيرها , كل خيالاتها و كلّ مشاعرها له هو وحده مب غيره و بهاللحظه تحديدًا أعلَن حقيقته عليها من رنّ جوالـها باتصالـه , اتقدمت تجهـل الشخص لكن من شافت انه هو هيّ م اترددت للحظه بانها تجاوب او لا لانها رفعته مباشره تقبل الاتصال دون الردّ ,
ابتسـم من شاف الثواني ابتدت بشاشته , ابتسم يمشي خطواتـه لشباكها اليوم بعد لانه م يصدّق ان اليوم تصير حليله له , هي نفسها محبوبـته اللي انتظرها سنين و الحين بتصير حرمه , كان يقترب بخطواتـه لها من بعد ما وصّل عمته لبيتها هو سرى خطواته كلّها لها و ما سبق خطواتـه الا لهفّـه قلبه : وش تقولين يوم تردّين على اتصالي ؟ ,
ابتسـمت بخفيف من سمعت صوته , سؤاله و لأنه يعطيها الراحه بالكلام و التفكير هيّ تحب هالشيّ و تحبه كثير و من طال صمتها ردّت بعد التفكير : الحين م اردّ عليك باسمك..نشوف الليلة وش أردّ بعدها ,
ضحكّ بذهول يرفع حاجبه من جوابها , يعطيها الراحه و كثير ولا اتوقع انها تجاوبه بالمراوغه هذه : يعني بعد الليلة تسميني على ما ودك إنتِ و لا على ما وديّ أنا ؟ ,
تركت أطراف فُستانهـا تمسح عليه مسحه أخيـره بتفكير : باقي م فكرت ..افكر و اقرر ,
وقـف أسفل شُبـاكها يناظره يشوف الاضاءات خافـته , تفكيره كلّه بها و فايضّ شعوره لها لا يُحتمـل : بتنامين الحين ؟ ,
عقدت حاجبينها باستغراب ترجّع شعرها خلف أُذنها ثمّ ناظرت الشباك تتذكره : تشوفني انت من تحت ؟ ,
اتنحنـحّ يمسح على لحيته بكفـه من السؤال اللي اجابته كبيره بالنسبه لقلبه قبل حروفه : ايـه ! ,
ناظرت نفسها بالمرايا تفهم نبرته , تفهم ان المقصد انها تشوفه لكن م تضمنه انه يشوفها او لا لأن هيّ باقي بزينتها و باقي لابسه فُستانـها الأبيضّ العاريّ الأكتاف : وجهك عليّ ؟..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن