Part « 24 »

416 11 0
                                    

مابَالُ قمَري في غيومُهِ عـالق
مـن أبهتَ النوْر العظيمَ وأظّلمه

___

قابلت هتون يلي واقفه تناظر هتان بهدوء غريب عليها ، وضحكت بسُخرية:امك يلي فضلتيها على ابوك شوفيها وش مسويه ، اخاف تغدر بك بعدين ودوري من ينصرك وقتها
هتون بهدوء:ما احتاجه في حياتي وما احتاج احد .
هزت راسها وهي تأشر على هتان:فرصتك هتون صدقيني ، إما تروحين معنا الحين وإما خليك هنا مع امـ.. أمي
هي قالت كل كلامها بثقة ، لين وصلت عند اخر كلامها وتلاشى ثقتها كلها ، تثاقلت الكلمة على لسانها وما قدرت تقولها زي اول ، تحس انه انبنى شي بينها وبين امها وظهرت لها حقيقة امها ومستحيل تتقبلها بعده
ناظرتها هتون لثواني: اروح عند ابوي ؟
ضحكت بصوت عالي:مستحيل اعتب بيت يلي عذب امي هالعذاب ، ماني مثلكم ولا بصير .
الجادل:لا تصيرين زينا ، وخليك على عماك وكذبي اذنك وعيونك الحين ، بس صدقيني يلي تقولين عنه عذب امي هالعذاب بترجعين له وتشوفين انه احن شخص في العالم ، واسأليني انا ، وان ماودك تعالي شوفي بنفسك .
هتون بعناد:مستحيل قلت ، ورحي لمّي اغراضك قبل لا يروح عنك هتان ، وزي ما قال جدي ، لا يشوفكم مرا ثانيه ، لا يكفر عليكم
مشت الجادل وماردت ، لكن شهقت بذهول من حضنتها العهد ببكاء:جادل !
ناظرتها بخوف ومسحت على ظهرها:العهد ؟ شفيك ؟
هزت راسها بالنفي: مقدر والله مقدر اخلي امي ، كيف قوى قلبك تخلينها !
ماردت واستمرت على تمسح على ظهرها بصمت ، وابتعدت بعد لحظات:بروح بلمّ اغراضي قبل لا يجي هتان
العهد:تروحين وماعاد ترجعين لنا !
ابتسمت بحنية رغم انها اصغر منها ، الا انا اعقل منها:برجع مين قال مابرجع ؟
وضحكت وعيونها قدّها امتلت بدموع:برجع لك وانا متزوجه وابقولك كل شي صدقيني
انفجرت العهد بكاء من كلامها ، وحضنتها وهي تودعها ، وابتسمت الجادل قبل تبعد:سلميلي على البنات ، ووعد باني ارجع دامني حية ، صدقيني.
مشت لغرفتها تلمّ اغراضها كلها بعشوائية ، بتترك البيت الي تربت فيه وترعرعت فيه 20 سنه !
اخذت اغراض الجامعه بهدوء ، ماقبل العاصفه
ناظرت لاحد عطورها يلي دايم ترش منه العهد ، وتركته على الطاولة وطلعت تجر خطواتها واغراضها خلفها

بينما شِدّان يلي مشت لغرفتها هي ، متجاهلة الجميع حتى جدتها يلي كانت تبكي ، وامها ، ورِيحاب ، وجميعهم من اولهم لين آخرهم
سحبت اكبر شنطه عندها ولمَت ملابسها بعجلة ، واخذت هي برضو اغراض جامعتها ، تركت آثار واغراض بسيطه في غرفتها تدل على انها هي الي كانت هنا مو احد غيرها .
تنفست بهدوء عكس داخلها ، وسحبت عبايتها الثانيه تلبسها بعدما رمت العبايه الاولى في الغرفه بإهمال !
سحبت شنطتها وقفلتها بسرعه وطلعت ، مع طلعة الجادل
نزلت لتحت ومشت للباب بتجاهل لندائهم ، ووقفت خطواتها من نطقت جدتها بكسرة والحزن يكسو صوتها: شِدّان احلفك في الله تودعيني ، والله اني واثقةٍ بك وعارفة انك قد ثقتي بك ، ياحسافة الشيبات يلي ربيتها وجاك نيته يضربك ، ياحسافة الي ربيته يومه يشك ببنته !
تركت شنطتها وهي تتوجه لها وتحضنها ، وبكت هي من بكت جدتها بقلة حيلة
بينما صدت هديل وغمضت عيونها ، ماودها تبكي ، وقدّها ندمت على كل الي سوته لها ، وانها ما استغلت ابسط اللحظات معها !
اخذت جدتها نفس وقالت وهي تمسح عيونها يلي رسم عليها الزمن تجاعيده:ياحظك يابنتي بهتـان ، وياحظه فيك ، راعيه وقولي له سَلامة توصيّك عليّ
خل ينتبه لك
قبّلت راسها وتوجهت لامها تقبل راسها بصمت ، ما كان معها في صغرها غير جدتها ، لا امها ولا ابوها اثنياتهم لاهيين بحياتهم واشغالهم ، وفعلاً جدتها اثمرت بتربيتها لها واخذت احترامها .
لوَحت لرِيحاب يلي تبكي بصمت ، وبعدها لوَحت للجميع من اكبرهم لين اصغرهم
هي ضعيفة عند الوداع بذات ، حتى لو هي اساساً ضعيفة هي تنهزم وتتدمّر عند الوداع
حتى لو كان وداع من آذاها .
خرجت وسط مُناداة سامي لها ، هو بالذات طنشته ماودها تكلمه نهائياً ولا راح تناظر وجهه
المفروض من بُـد الناس هو يكون معها مهما صار ، هو وعدها يعوضها عن حرمانها طول السنوات من الحنان وعوضها عن ابوها وهو عايـش ، وقف ضدها ضد الحقْ ووقف مع بنته مع الباطل ، والحين ماتدري ايش الي إنقال عنها وعن هتان ، لكن هو المفروض يكون معهم مو ضدهم .
ركبت الجادل بهدوء وخلفها شِدّان ، بينما رفس هتان الصندوق ناحية امه يلي منهارة مكانها ورمى خلفه المفتاح
ونطق: شوفي وش بداخله وشوفي إنتي وش خسرتي ومين خسرتي ، بالاول خسرتي الابو والحين خسرتي الولد والبنت ، وخل تفيدك أنانيتك
همس كنان يلي وقف بجانبه ينبهه على قساوة كلامه: هتان !
مشى هتان تاركهم وراه ، وكانت هاذي آخر ذكرة لهم بهاذا البيت ، ذكرة سيئة لا تُذكر حتى للصديق
آخر مرا يشوفون فيها هتان وكان في الحاله الي هو مايحب يظهرها للعالـم
إنتهت صداقة شُجاع وعزام باول خطوه من هتان خارج البيت
بُتر حبل صلة الرحم بهالوقت ، وإنمحت صداقة هديل وهتون بشِدّان ، وإنتهت صداقة الجادل والعهد مع شُعاع ، إنتهت ذكرياتهم الحلوه والمُرة بأول خطوة خطوها خارج البوابه ، تركت شِدّان امها تصارع الانهيار يلي جاها ، توّ تستوعب بعد هالسنين كلها كمية التقصير في حقّهم ، وتوّ يستوعبون هديل وهتون كبر الندبة يلي تركوها بصدر شِدّان من خيبتها منهم ، جاتهم لحظة إدارك إن شِدّان قدمت لهم قلبها على طبق من ذهب ، وهم رموه في الارض وكسروها ، وأدرك سامي إنه صار فرعون وهو يلي المفروض يصير عون لها ، أوجعه قلبه من تجاهلت ندائه وهي يلي بالاول كانت تفز بمجرد مايناديها
بينما تركت الجـادل خلفها العهد تكتم وجعها بصدرها ، وهتون يلي ما ان اقفلت عليها باب غرفتها إنهارت نفسياً ومحد درى عنها ، وسلمى يلي ماعادت تشيلها رجولها من إنهيارها ، جلست على الارض ومابيدها الا انها تبكي ، تبكي على سنينها يلي راحت هدَر وضيعته على غير عيالها ، ويرنّ كلام هتان بعقلها ، للاسف جميعهم تأخر إدراكهم كثيير

أنتَ البحر وأنا المُبحر بِك والغَريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن