Part « 27 »

625 16 0
                                    

وأنا هنا في الليل لا قمَرٌ معي
كل الذي في حوزتي ظُلُمَاتِ
___

فهد:بنت عمّك طال عمرك
شدّ على يدينه بغضب شديد:لا تنطّقها قدام أحد لا أقصّ لسانك وأدفنه وأدفنك معه
إعتدل فهد بوقفته بإرتباك:أبشر طال عمرك
مسح على وجهه لثواني ونطق:أبيك تشهد لزوجي منها
وسَبق هُداج فهد ينطق بتهديد:لا أسمع إن السالفه طلعت من بيننا
فهد:بس طال عمرك ماينفع شاهد واحد
هز هُداج راسه بإيه: أدري وبيجي معي لواء عاصَف
قرب خطوه وهو يناظر لفهد بنظرات رجّفت كل إنش بجسد فهد:إن طلع الطاري برا هالمكتب ، بيصير بينّا تفاهم تكّتين !
هز راسه بالإيجاب وخرج مُباشرة ، وخرج خلفه هُداج يتوجه لمكتب اللواء
وما إن دخل هو جلس على الكرسي ينطق:عاصف !
رفع اللواء عاصف حاجبه:أصحاب برا لكن داخل المركز ياهُداج لا !
زفّر هُداج : يارجال مهو وقتك تكفى ، لك ولا للذيـب ؟
عاصف:شتبي
هُداج:خلّك شاهد على زواجي
رفع عاصف نظره بذهول:سامع شتقول أنت ، من بتتزوج !
عقد هُداج حواجبه : بعدين بقولك برا ، المهم خلّك شاهد ، وقلّ للمحكمه يجيبون عقد زواج
عاصف ناظره للحظات:إنت مستوعب الي تقوله ، ولا تكلمني وكانك تتأمر علي يا عقيد
رفع يده لشنبه يمسح عليه بضيق:انا مستوعب معليك ، وغير ، أحشمك مانب متآمر عليك !
سكت عاصف لثواني قبل ينطق:متى تبيه ؟
هُداج بإبتسامه رغم ضيقه: حيّ عينك ، قبل العصر لو تقدر
عاصف:تدري إن المحكمه بتجيب لك الورقه بس انت مضظر تمشي لها لجل يكون زواجك موثوق ، تذكّر إنك تابع السلك العسكري ، وإنك عقيّد ملزوم توقّع في المحكمه
هُداج: عارف وانهم يبون شهود ،  والشهود طال عمرك إنت وفهد
هز راسه بأيه يأشر له على الباب:إخرج وبتوصلك الورقه بعد نص ساعه
خرج هداج للخارج يتوجه لغرفة التحقيق ، ودخل يجلس على الكرسي المُقابل لها وهو يناظرها بحده:منهو ابوك !
ناظرته بهدوء تجنّنه ، ونطقت بعد ثواني:ما اعرفه ، ماقد شفته
رفع حواجبه بسُخرية:اوه !
إحتّد صوته ينطق:ان كان ابوك مهو حولك تذكري رب العالمين ! مهو تسرحين وتمرحين وتحسبين إن الوضع حلال
رجفت يدينها هالمره تشد على البطانية:ماسويت شي
هداج:وإنك في مكان مشبوه بين عشرين ولد شتسمينه ! على الاقل مافي واحد منهم لمسك
هزت راسها بالنفي وهي توّها توعى على هالشيء ، لكنها متأكدة إنه ماصار فيها شيء ، رغم انها ما تتذكر شي غير أنه هو طلّع منديله وكتمها فيه ، وغيره ماتتذكر الا انها فجأة صارت بهالغرفه وجتها نجلاء تبكي وتصدّع راسها ومشت بعدما أدمّت ظهرها يلي تحسّه لهيب من حرقه
نطق بحده وهو يوقف ، وفعلياً لو بيده ذبحها بمكانها ولا اهتم:بيجيك ورقه وقعّي عليها ، وباخذك بعدها للمحكمه بشوف شسالفتك
هي ماتدري من وين كسبت هالهدوء يلي هي فيه الحين ، ونطقت بنفس هدوئها :ما إنت وآليّ علي !
عقد حواجبه بغضب:منهو الوآليّ اجل ! أمك ولا خالتك ؟
سرد:انا وآليّه على نفسي
ضحك بسُخرية لاذعة:إنتي ؟ وعلى نفسك ؟
وبكرا او بعده ارجع امسكك في شقة دعـ/ـارة !
دمّعت عيونها فجأة تكسر هدوئها: ماتعرف شيء
هداج:مايهمني اعرف  ، كل الي اعرفه إنك توقعين على الاوراق لا وصلتك ، وتمشين المحكمه ورجلك فوق راسك
ماردت تناظره فقط ، بينما هو خرج للخارج ينتظر الورقة  ، ويفكر كيف يصرفها ، بعدما يلمّع ويتأكد إن سُمعة أهله وجده ما تتوسخ .
مشى لعاصف يلي ناداه من مكتبه ، وفتح الباب يدخل :سمّ
مد له عاصف الاوراق ونطق:إشتّر لها عباية ولا تبي المحكمه تسجنك وراها !
ناظره لثواني وتوّ يدرك هالشي ، وهز رأسه بالإيجاب:إبشر
مشى لعند فهد يلي دق التحية له ، وقال بهمس مايسمعه غيره:جّب لها عباية وطرحة ونقاب ، وتجهّز انت بنمشي بعد شوي
عطاه الفلوس والتفت يمشي لها هي
ودخل يرمي الاوراق قدامها يتبّعهم قلم:وقعّي
ناظرت للاوراق وهي مالها طاقه حتى إنها ترفع يدها للقلم
توسعت عيونها تقرا الجملة يلي متوسطة بداية الورقة:عقَد زواج !
رفعت نظرها له برجفه:زواج أيش !
هداج بعدم مُبالاة:زواجي منك يالمصّونة
وقفت لثواني ونبرتها إهتزت:مو موافقـ..
قرب خطوه يرفع يده بتهديد وحَدة:ماني رايق لك وقلت لك بتوقعين وبتمشين للمحكمه ورجلك فوق راسك ، وماني منتظر موافقتك لا تغتّرين
هزت راسها بالنفي بتكرار:ماراح اوقّع ، مستحيل !
رفع يده لخصره يطلعّ السلاح بأبتسامة:حلو اجل خل أقتلك وأفتّك من وجهك ، وبالمرا أنظّف سُمعتنا و أوفر على نفسي العنَا
شهقت من رفع سلاحه بوجهها تتراجع للخلف
بينما هو تنهد من إرتفع صوت عاصف في الغرفه: نزّل سلاحك يا عقيـد
عرف إنه يراقبه من غرفة المراقبة ورجّع سلاحه لمكانه وهو يرجع مكانه:وقعّي بالطيب لا توقعينه بدمك !
تكتفت بإرتجاف:ماراح اوقّع ، وبتجي أمـ..
قاطعها بسُخرية:هونيّها عليك ، امك تبّرت منك ورمتك علي ، تحسبيني ماني شايف همسها ولاني شايف نظراتها !
إمتلت محاجرها دموع لكنها مافكّت تكتفها:بيجيني سِماد ، بيجي ياخذني
تفّتت أعصابه لإنها معنّدة ، وهو عدو العناد ولا يطيقّه
سحبها من معصمها يشد عليها:والله إن ماوقعتي على هالتبن لا اخليك تحت هالارض وإنتي حيّة
عطاها القلم بغضب:وقّعي وإنتي منطمه
سرد: ماراح اوقّع ولا راح أتزوجـ...
إعتلى صوته بغضب :ظنك ميت عليك أنا ! تراك زباله وكثير عليك ، ولك وجهه تعاندين بعد سواد وجهك !
دخل عاصف للغرفة وهو يهّدي هداج لا يكفر فيها :هدّيها ، وإنتي .
رفعت نظرها من ابعد هداج عنها خطوات
وأشار على الورقه:وقعّي لجل مصلحتك ، لا يجي ابوك ويكفر فيك قبله
هزت راسها وعيونها تلمع من دموعها:مااعرفه ولا يعرفني
عاصف بهدوء:يعرفك وبيجيك لا درى عنك ، ولو ما وقّعتي بتروحين عشا للذيـّابة في الصحراء ، لو تزوجتي هو بيحميك منه ومن امك
هدّت نوعاً ما من ذكّر حمايتها من أمها
رفعت يدها بأمل:ماتقربّني أمي وخـ..
قاطعها عاصف بإبتسامه :وعد مني لك ما تقربّك ، ولا تعرف مكانك .
ناظرته لثواني واخذت نفس من نزلوا دموعها ترجع سرد القديمه ، والي تكرهها
مدت يدها تاخذ القلم توقّع على المكان المطلوب
وإبتسم هداج لعاصف بشُكر ، وتركت هي القلم ترجع تجلس ، وهي موقنة إنه دام هاذي بدايتها مابيكون خير ، وإنها هي بنفسها يمكن تكون وقّعت على وفاتها
لكن هي تشوف جانب إيجابي في الوضع إنه يحميها من أحد شياطين الإنس "أمها "
نزلت نظرها لتحت تفكر في الي صار لها ، هي وش صار لها وكيف وصلت لهنا ، ولا فاهمه مفهَومهم نهائياً

أنتَ البحر وأنا المُبحر بِك والغَريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن