Part « 18 »

608 17 0
                                    

تقَولينَ أنّكِ في خِيرَ حالٍ
ولِكنّ روِحـكِ تبدوْ حَزينّهْ

___

مسك معصمها يرفع طرف قميصها وهو يتفحصّ الحَرق ، قال بهمس تسمعه:أول مرا احب جرح هالقد !
حاولت تسحب يدها ، لكن شدّ عليها يمنعها
هتان:ليه ماضمدّتيه ؟
نطقت وماتدري أساساً كيف نطقت:مايعورني لجل اضمدّه !
عقد حواجبه ومَرر يده يرعشها كلها:للحين ما إلتئم ؟
رفعت أكتافها بإرتجاف وضّح بصوتها:الحَرق مايلتئم
ضغظ عليه بخفيّف ، وسرعان ما لانَت ملامحه من تأوهت بألم
رجع عقد حواجبه بغضب طفيف: وين ضمِادك ! ، يومه يعورك ورا ماتحطين به مرهم ؟
نفت براسها مُباشرة وإمتلت محاجرها دموع تعلّن بُكائها:ما كنت أدري لين ضغظت عليه
تنه‍د وهو يسحبها خلفه
شهقت بفزع كونها ماتعرف إذا احد صاحي او لا ، ولو شافهم بذا الوضع بيودعّون لا محالة
إلتفت لها بفزع من شهقتها ، وخففّ مسكة يده بقلق:أوجعتك ؟
هزت راسها بالنفي ونزلوا دموعها
ناظر للمرر يلي بين الدرج والمطبخ لثواني ، وإلتفت
رقّ قلبه مُباشرة من نادته ، إبتسم بلا شعور وهو يكمل طريقه ، دخل بيت الشِعر ودخّلها خلفه يسكّر الباب ، وإلتفت لها والإبتسامة مزيّنة ثِغره:ناديني !
إنفلتت منها شهقة بوسط ظلام المكان بشكل تركه يرتبك ويقلق ، مشى للباب وهو يقول:اصبري هنا ، بجيب المرهم
جلست مكانها اول ماطلع ، غطت وجهها بيدينها وبكت بهمس لا يرتفع صوتها وهم نيّام
ماتدري هي ليه تبكي ، بس حسّت إنها ودّها بالبكى ، وهي للأسف ماترّد البكى ولا الدموع عن عيونها
بينما هو ركض لغرفته وهو يدوّر بالادراج بعشوائية ، وطلع يسكّر الباب خلفه بعدما لقاه
وزعّ نظره على المكان يتأكد ان مابه احد ، ونزل ركض يطلع من نفس الباب يلي دخل منه ، الباب الخلفي
إنفجع فجعة عمره من شافها على الارض تبكي ، حس إنه هو السبب
جلس جنبها على الارض وبعّد يدينها عن وجهها ، ماتكلم ، انما مسك معصمها وهو يفتح المرهم ، بينما هي مازالت تشهق ببُكاء !
إنتهى بعد ثواني بتوتر وهو يقفّل علبة المرهم ويبعده يحطه بجيبه ، رفع يده لوجهها بتوتّر ، إرتجفت أوصَالها من يده البَـاردة يلي إنمّدت لخدّها تمسح دموعها
وقّفت دموعها ، لكن شهقاتها المُتتالية ما وقفّت ، انما تنفلت منها تخونها
تأمل دموعها لثواني قبل ينطق:لابو الي ينّزل هالدموع ، إكسر راسـه وراس من جابـه ولا عاش !
هزت راسها بالنفي ترخيّ راسها تسنّدها على يدينه
تزل نظرها للأرض
جثَى على رُكبه قدامها وحاوط وجهها بيدينه:ناظريني شِدّان
هزت راسها بالنفي بدون وعيّ:إترك ! ، ماودّي
شد يدينه بحده :نـاظريني مابترك !
أخذت نفّس قبل ترفع راسها ، ولانَت ملامحها من إلتقت انظارهم
قال بعد لحظات:مَن يهزمـك ؟
نفت براسها للمرا المليون ترفض الإجابة ، ووقفت من وعَت على نفسها تطلع ، لكن وقّفها قبل ينطق:إصبري
دخّل يده بجيبه يطلع الإسوارة يلي إنقطعت من أول لقائهم
مدت يدها تأخذها قبل تطلع تتوجه للداخل بسرعة
عدّل وقفته بشرود يستذّكر اول لقاء لهم

أنتَ البحر وأنا المُبحر بِك والغَريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن