Part « 22 »

404 12 0
                                    

‏إن عـادَ بابٌ ، فمَـن يأتـي بطارقـهِ
والبيتُ إن عادَ ، من يأتي بِمن فيه

___

تركي : ابوي الله يرحمه وجدك كانوا اصحاب ، اعز الاخويا مايفارقون بعض وكانوا متربين مع بعض وبنفس الديرة ، تزوج جدك وتزوج ابوي وكانت امي توها جايبتني ، وجدتك توها حامل بسلمى ، وكانت الديرة بيوتها صغييرة ومن طين ياالله تكفينا وتكفي جدي = جد تركي مو جد هتان = ، فا سَروا الرياض يسكنون بها ، وتدري إنت زمان أول كيف البيوت رخاص وشروا لهم بيت وكل واحد عاون الثاني على بيته ، لين كبرنا وكبرت صداقتنا بخوالك ، وكنت انا وسامي خالك اصحاب ، إما هو في بيتنا او إما انا في بيتهم
سكت لثواني وتنهد قبل ينطق:كنت احب أمك ياهتان حُب مايعلم فيه إلا الله ، ودايم يقولون إن تركي لسلمى وسلمى لتركي ، كانت هي معلقتني مانب داري هي تبيني ولا ماودها تشوف ظلّي حتى ، لين تزوج عمك إسحاق ، ووقتها أبوي قال خلاص بيّـتم ، وما خذوا رأيها وكانت هاذي اكبر غلطه ، تزوجنا وتم بحمد الله
شبك يدينه وهو يسترجع الماضي:بداية زواجنا كانت عاديه ، وكنت اظن إنها تبيني ، وإن عادي عندها زواجها مني ،ماكنت ادري انها ما تواطنّي بعيشة الله ، وكان وقتها ابوي توّ فاتح شركته ، وجدك توّه خاسر أسهمه وطاح سوقه ولا توفّق ، وابوي الله يرحمه ربي فتح عليه وصارت شركته من اكبر الشركات ،  وكانت العهد صغيرة وتو الجادل ولدَت وكنت ملاحظ على امك اشياء وكنت اقول ماعليه لو ماهي حابتني بتحبني مثل ما انا احبها وابيها ، كان إن قلت لها شي تشّب البيت وتشيّله ثم تقّعده ، وإن عصبت عليها تراكض لابوي وجدك وتقول لهم إني انا صارخت عليها وكنت برفع يدي عليها ، ماكنت ادري وش غايتها ، كبرت الجادل وحملت هي بك ولازالت على نفس الحال ولا تغيرت اطباعها وحركاتها
وبوقتها جدك اقنع ابوي انه يشارك معه في الشركه ، وابوي وافق بما انه صاحبه ولا ظن فيه ظناً سيء ، بالاول تركه مدير قسم ، وبعده مدير تنفيذي ، لين صار اليد اليمين لابوي ، واقنع ابوي انه يكتب له أسهم من الشركه وتكون مشتركه بينهم ، ومع الايام فتح جدك شركته ، ووقتها كانت هتون تو ما كملت السنه ، جاتني امك في ليلة وقالت انها بتمر ابوها وبترجع ، وتترك العيال معي ، قلت لها انه خذي هتون معك تو صغيرة ، لكن ماسمعت لي ومشت لابوها ، جلست يوم ويومين ، وانا لاني قادر عليكم ولاني قادر على شغلي ، كنت مشتت مابين الاثنين ، لين جاني ابوي يسّفل بي بآخر الليل ولاني داري هو وش موضوعه ، ونزّل من قدري ومن رجولتي ، وفقدت انا اعصابي وتشابكنا في نقاش حاد ، لين دريت إن امك مُفترية علي عند ابوي وجدك ، وتقول اني انا ضربتها وطردتها ، وماهيب راجعة الا اذا دفعت لها ثمن رضاوة ، وانا والله لولا خوفي وقتها من ضياعكم كان مادفعت ريال ، ولو جلست ابرر لين يوم الدين مادفعت ، لكن انتم كنتم صغار ، وانا مانب قد المسؤولية عليكم
مسح هتان على وجهه بتعجّب من حركة امه ، وقال بدون شعور وهو يضحك بسُخرية: نظامهم لين الحين ماتغير ، إدفع وشلّ يلي تبغيه !
ناظره تركي لثواني وكمّل بعد صمت:وقت صار عمر هتون ست سنوات اخذتكم امكم وهي وودتكم لبيت جدك ، وماكنت داري ليه ، وسكتت حينها ماتكلمت ، وبعده بيوم إتصلت علي تقول إن هتون تعبانه ، وانها تحتاج المستشفى ، كنت خايف على اختك ومن خوفي تركت كل اشغالي ومشيت لها
سكت بضيق وهو يأشر على رجوله: ونهاية خوفي شوفة عينك
صغّر عيونه بشك: جدي له يد بالموضوع ؟
هز راسه بالإيجاب بضيق:بنفس الوقت كان جدك عازم ابوي وانه يبيه لشيء ضروري ، وابوي خذى امي معه ، وبنفس الوقت وبنفس الطريقة صار علينا حادث ، محنا بنفس السيارة لكن نُقلنا لنفس المستشفى
كمّل بحرقة من رجعت له المُعاناة الي عاشها فترتها:ابوي كانت نسبة عيـَشه  50٪ لو ما إنفكت الاجهزه عنه ، وامي صَحت وكلمت اعمامك ورجعت نامت ، وماعاد قامت ويقولون إن الموتة طبيعية ، وانا لو ما إنفكت عني الأجهزة وإستُبدل الدواء كنت بصحه وعافيه .
قال بتردد:كيف تطلقتوا انت وامي ؟ وكيف شركتكم نُسبّت لجدي !
رفع أكتافه بتشتت:بعد الحادثة مُباشرة ، والشركه ابوي كان كاتب له ثُلث ارباع الأسهم ، وماكان لنا الا الربع ، فا اخذها بما ان حصيلته كبيره
عض شفايفه وهو ينزّل راسه بصمت ، وقرب وهو يقبل راس ابوه بنصف ابتسم :كنت عارف انه اخذ الشركة منكم بس ما عرفت كيف اخذها
وسكت لثواني وهو يقول: وآسف اذا ضغظت عليك
ابتسم تركي براحة ، ودخلت الجادل قبل ينطق تدرعم عليهم :داخلين وتاركيني لحالي كذا ليه ؟ ، ازعل منكم ؟
ضحك تركي وهو يفتح لها يده:افاا علينا لو زعلنا الحلوه ، تعالي تعالي
مشت بضحكة وهي تجلس على طرف كرسي أبوها ، ومدت لسانها لهتان بمزاح :شوووف انا جالسه بحضن بابا وانت خلك هناك
ضحك بعدم تصديق لإنها أول مرا تنطق "بابا"
وسحبها يبعدها:وخّري جالس معه قبلك
ناظرته بمكر وهي تقوس شفايفها وبدلع:بابا شووفف !
ضرب تركي يد  هتان وهو يبعدها:إترك بنتي
وسع هتان عيونه بذهول:ابك !! امداك تنساني
ضحكت الجادل وهي تغني بصوتها ونيّتها تغيض هتان:من لقى احَـبابه نسى أصحـابه
وأكمل تركي معها والابتسامات تسبق كلامهم:يـادنيـا يا غَـرابّـة .
ماهم حول يلي إنهـار من هيَامه على صوتها ، جابت أقصَاه بدلعها والحين حتى لو كانت بنت عدوه راضي فيها وبياخذها فوق خشم الكل ولا ضرب لهم حساب ، وأبعّد قبل أحد يشوفه وتوجه للمطبخ يستجمع نفسه وحواسه .

أنتَ البحر وأنا المُبحر بِك والغَريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن