Part « 5 »

977 19 0
                                    

يَا نَجمَتِي قَد ضِعتُ فِي لَيلِ الهَوَىٰ
‏عُودِي إليّ لِكَي أُوَاصِلَ رِحلَتِي

___

شدت على ذراعه وبكت: عمي لا تتركني تكفى
ناظرها سامي:بنادي امك
شِدّان:مابتفهمني
تنهد بضيّق:طيب بنادي ابوك
زمّت شفايفها:ماابيهم ابيك انت ياعمي ، انت ابوي
ناظرها وابتسم قبل يدّقها على جبينها بخفيف:لا تزّمين شفايفك ، تصيرين حِلوة بزياده
ابتسمت وميّلت راسها تناظره ، ضحك وهو يحضنها:وش فيكِ
شدت عليه وتنهدت بتعب:ليه كذه !
سامي:وشو ليه ؟
نزلت دموعها وكملت من بين بُكائها:قصدي ، ليه كذه ياعمي ! ، وش بقى ماسويته لها ؟،ليه تفتّري فيني وانا كنت لها الاخت والام ؟ ، ليه مايرضون بلي اسويه ؟
شد عليها وهو يسّمي عليها ، قال بعد صمت لثواني:لا تخلين الي حولك يأثرون عليكِ بسهوله ، انتي في عالم لو عطيتهم كوكب كامل مارضو ودهم بالفضاء كله ، لو تعطينهم عينك لهم يقولون عطتنا عين وحده ، اقولها لك الحين وبعدين ، البنَي آدم مايملي عينه إلا التُراب ، خلِك على مبدئ راح الشرّ ، حتى لو كان يلي راح اغلى ناسِك
ميّلت راسها وهي تعض شفايفها: طيب مقدر انا والله مقدر ، انا احس اني طايحه في بحر ، في بحر به نارٍ ماتنتهي ، نارٍ تحرق الواحد وتحرق جوفه كِله
همست:لو نار الاصحاب كذه كيف نار المَحبة ياعم؟
سامي تنهد:تحرق ، لكن نار الاصحاب ترّمد ، مايخليّ الا رَماد ، نار المَحبة اهوّن من نار الاصحاب
يا ابوي ، نار المَحبة كِلها فترة وتروح ويصير حَريقه من ماضي ، أما نار الاصحاب لو بعد دَهر مابتخّف ، تِكسر
الخيبه يابوك ، تِكسر واجد ، المَحبة يختارها قلبك وشعورّك لحاله من دون عقلك ، أما الصُحبة تختارينها بفكّرك وشعورّك ، بعقلك وقلبك ، ولو العقل خآب يوجعك اكثر من لما قلبك يخيّب
غمضت عيونها بضيق وهي تتنهد
بعّدها ومسح دموعها بيدينه قبل يقبَل راسها:هالدموع ماعاش من ينزّلها
إنسدحت ومسكت يده برجاء:خليك معي ، لا تروح
هز راسه بالنفي:مابروح ، نامي
غمضت عيونها ترتخيّ كُلها ، نامت وسط دموعها ووسط مسكة كفوف عمها
إرتخت يدها وتركّت يده ، قام وهو يتنهد:ليتّه فيني ولا فيكِ ، ليتّ الليتّ يفيد ياابوي ، ليتّ الليتّ يطَفي نار جوفك ويخلّيه براَد
طلّع بعد ماسكر اللمبات ، وسط غضبه من هديل وهتون ، والغضب الأكبر على ريوف
دخل بيت الشِعر والغضب متمكّن من ملامحه ، وشدة يده توضّح عصبيته
جلس بمكانه بشرود
قال الجد سِنان:علامك إنت معصّب ؟ ، بنات سالم اغضبَوك ؟
هز راسه بالنفي:لا ياابوي ، بس شِدّان تعبانه شوي جبتها هنا
عقد ابو فِراس عبدالله حواجبه:وش بلاها امرضت فجأة ؟
مسح على وجهه:مدري مدري ياخوك ، تعبانه شلّيتها و رقدّتها في مجلس الرجال ، ماودها تدخل
قطع هتـان كلامه مع شُجاع يلي هو الثاني إلتفت برُعب: وش فيها ؟
سامي:يارجال اهجد مابها شيئ
ناظره هتـان لثواني إلتفت للباب قبل أحد يلاحظه
قام سامي مع شُجاع يلي طلع وتجاهل نِداء اعمامه له من خوَفه عليها ، هو شاك أصلا من البدايه ، من اول ما لقاها في المطبخ وملامحها توّحي البُكى لكنها أنكرته ، وقال لها جُملة وحده"مرَده أعرف وش فيكِ"
راح لمجلس الرجال لكن سحَبه سامي بعصبيه:انت وش بلاك انت ؟ ، اقول لك لا تروح تقوم تروح صاحي إنت ؟
شُجاع: ياعم من امس مو طبيعيه
هز راسه بالإيجاب: عارف وادري وبكَت وانا الي سكّتتها بنفسي ، خليها ذالحين تنام وبعدين يصير خير
رفع حواجبه بذهول:بكَت وانا ماادري ؟
هز سامي يده بغضب:لإنك لو تارك القرقره والمناقر تدري بها من أول ! ، إمش هناك والله لو اشوفك معتَب ذا الباب اكفر بك
أشر على نفسه:اختي ياعم !
سامي :أمحق
ناظره شُجاع بذهول منه ومن عصبيته :وانا شعلي ؟ ، امس مشّغليني صباب اصبّب القهوه وماخليتوني ارتاح والحين تقول قرقره ومناقر ؟
سامي:ياتسذوب ماصبيت القهوه الا ثلاث مرات وتقول ماخليتوني ارتاح؟، لا اشوفك معتَب ذا الباب
تأفف ورفع أسفل ثوبه بيده وتخصّر وهو ماسكه
رفع سامي حواجبه:روّح
لف لبيت الشِعر وهو يتذّمر منه ، ناظر بيت الشِعر وحك جبينه: لو مارجعت شيصيـ
ماكمّل جُملته من صوت جده يلي يناديه
ركض وهو مازال رافع ثوبه بأصابعه:سمّ
عقد الجد سِنان:وش به تهوجس بنص الحوش ؟ ، بها شيئ اختك ؟
هز راسه وناظر للشباك يلي جالس جنبه جده وعرف إنه كان يراقبه: لا لا طيبه اختي بس إنها نايمه ، من قال إني اهوجس
أشر الجد بيده على ثوبه برفعة حاجب:رفعة الثوب ذي عندنا معناتها هواجيس !
رفع يده :لا معليك عندي مهيب هواجيس
وهمس بصوت مايسمعه يلي بعيد عنه:وبعدين من متى الهواجيس لها رفعة ثوب ؟
تنحنح سامي يلي كان وراه:ياولـد !
لف شُجاع بحركة سريعه:أبو سـالم !
ضحك سامي وهو يدّفه:إدخل بس
جلس جنب هتـان يلي تأفف ، هو إرتاح لدقايق بدون صوته والحين رجع له بصوته المُزعج
قال بأبتسامه جانبيه:هتـان
لف له هتان بإنزعاج:خير إنت ؟
تعدل شُجاع بجلسته وهو يدّقه على خفيف:قم نطلع
بعّد عنه هتان:روح لحالك
رفع حواجبه بتمثيل:ياخي المشكله إن اخوياي ماجاز لهم إلا إنت يقولون هادي واجد ومايقاطعك بنص السالفه
قام هتان قبل ينطق:قلّهم إنه ماعاد موجود طار !
طلع من بيت الشِعر تحت أنظار أعمامه وجده يلي كان شاهد على حوارهم
قال الجد سِنان:إنت ورا ماتخلي الولد بحاله ؟
قال بالامُبالاة: وانا شعلي ؟ ، قلت له نطلع حاكر نفسه بغرفته وهو رفض شسوي له زود ؟
رفع سامي يده:إتركه معليك منه هو شخصيته تسذا
قال شُجاع:مشكلته ثلج وانا مااصلح للثلوج ولا صاحبها ولا في دربّها ، لكني ابحاول لين يذوب ، أما ذا الولد ! ، يجيب المرض على بروده
قال الجد سِنان يقطع السالفه:إتركوه ثلج مَرده يذوبّ
هز راسه ورشف من فنجانه:نشوف !
قطعت سوالفهم صوت آذان الظهر وقال الجد وهو يقوم بصوت شبه عالي:الله اكـبـر ، صوت الحقَ
قاموا معه كلهم وراح شُجاع للمغاسل يتوضأ ، تنحنح من شاف هتان يتوضأ:إيه زين نزلت
ماتكلم بينما اكمل هو:فيك شيئ إنت مُلاحظ عيونك حمّر ؟
هز راسه بالنفي بهدوء:ولا شيئ ، لا جيت المسجد لا اشوفك جنبي !
ناظره بذهول وهو يطلع ، ضحك بذهول اكبر:وراك إنت تقل ماكل حلاله !!
تجمعوا في المسجد وتراصّو الصفوف ، ونطقت الافواه بآمين عن طَهر قلب ، وسّبحو بركوع ودعَو الله بالسجود ، وتشهّدو وصلّو على الرسول محمد وعلى آل محمد ، وسّلمو بإسم الله تسّليمه
ناظر الجد لهتـان يلي بطرف المسجد يناظر نُقطة سجوده بشرود ، ونقل نظره لشُجاع يلي يستغفر
رفع سامي نظره لثواني لأبوه وشافه يتأمل هتان يلي باله مو معهم إنما خارج المسجد
رفع هتان حواجبه قبل راسه من حس بيد على كتفه
ناظر للي حط يده وقال بإسغراب:إسلّم !
قال عبد المجيد يلي كان من عيال الحيّ:افا ! ، نسيتني ؟
وقف هتان مُباشرة وبشبح إبتسامه:هلا عبد المجيد
سلم عليه وقال وهو يدّقه من كتفه:وراك سارح إنت ؟ ، تقل عندك عيال
وغمز بإبتسامه: لايكون متزوج مسيّار !
ناظره بجمود بان على ملامحه ، ومايعرف معنى ذا الجمود الا يلي يعرفه زيين
وكمّل عبد المجيد بهمس مازح:إنت أعترف ومعليك إزهلها ، عندي وانا ابو عزام
همس وهو يبعد يده يلي كانت على كتفه:رحّ صلّ ، ماشفتك مع الصفوف
عبد المجيد: صليت بآخر صف شكلك ماشفتني
أبعد نظره وقال وهو يصّرفه:برجع البيت
ناظره من كان ناوي ينطق بنبرة يعرفها زين:ولحالي
طلع من المسجد يسابق أعمامه وجده يلي تنهد ونادى بصوت خافت على عبد المجيد إحتراماً للي في المسجد معه

أنتَ البحر وأنا المُبحر بِك والغَريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن