تصلب جسد الاخر ، يتذكر اخر مره رأى بها وجهه منذ خمسه عشر عاماً ، يتذكر وهوا يبكى بالشارع ولا يجد ضاله له ويأخذون اباه بسياره الشرطه ، تلك كانت المره الاخيره التى يراه بها ، يتذكر وجهه جيداً بهذا اليوم ، حتى بعد فعلته لم يندم حتى أو يرى الندم على ملامحه ..
اكمل سالم بلهفه وهوا ينظر إليه بإشتياق شديد .
- اول حاجه عملتها اول لما خرجت جتلك علطول ، واتفاجأت أن النهارده فرحك ..
نظر إليه بتفحص مره اخرى يقول بدموع
- كبرت يا هارون وبقيت راجل زى ما انا كنت بحلم بيك .!
كان يقف الاخر مثل الصنم لا يتحرك ولا يبدى اى رده فعل لحديثه وملامحه جامده لا يبدو عليها الانبهار بحديثه ، تشجع سالم يقترب منه بلهفه كى يحتضنه ، لتمنعه يد هارون ينطق اخيراً بجمود
- اياك تقرب منى .!
ابتلع الاخر لعابه بصدمه من زجره هكذا ، متمتماً بضعف
- ليه كده يا بنى ..
صاح هارون بعصبية بالغه
- متقووولش يا بنى .انا مش ابنك ولا ليك علاقه بيا اصلاً ، اه الى خرررجك من السجن ، رووووح كمل حياتك ورا الحديد ولا فى اى حته ميهمنيش ، اهم حاجه متخلنيش اشووووفك ..
ألقى نظره يملأوها الكره عليه ، ومن ثم رحل بسرعه داخل القاعه مره اخرى ، وقف سالم يتنهد بصعوبه ويمحى دموعه التى هبطت فوق ذقنه البيضاء.لن ينكر ويقول إنه لم يتوقع رده الفعل تلك. بل كان يعلم أن اللقاء الأول بعد خمسه عشر عام لن يكون هيناً ، وكيف سيكون هيناً وهوا لم يزوره مره واحده طيله فتره سجنه تلك .!
لم يستطع الوقوف على قدمه ، ليجلس على كرسي بضعف
على الناحيه الاخرى لمح نوح هارون يدلف الى القاعه مره اخرى بوجهه متهجم ويتجه إلى البار ، ليعقد حاجبه بدهشة كيف له أن يترك زوجته ويتجه إلى البار ..
اسرع إليه حتا وجده يشرب ما بالكأس جرعه واحده ويقول للفتى
- واحد تانى ..
تدخل نوح مسرعاً يصيح
- انتا بتشرررب يوم فرحك .!
- سبنى يا نوووح ..
صاح بعصبية بالغه ليتفاجأ الاخر من رده فعله تلك ، يجده يشرب الكأس التاليه بسرعه ، ليغمغم بدهشة
- مالك يا هارون .!
ناظره هارون بعيون قد أبرز عروقها الحمراء من فرط العصبيه مجيباً بغضب
- جالى عشان يبوظلى فرحى يا نوح
- هوا مين الى جه ..؟
- سااالم
فتح نوح عيناه بصدمه هامساً
- ابوك .!
سمع هارون ما تلفظ به ليصيح به
- مش ابويا .! ده مش ابويا
- خلاص ، انا هتصرف ، يلا روح وخلص الفرح على كده وخد مراتك وروح ..
أنت تقرأ
وزير الخطر
Mystery / Thrillerأشعر وكأن الموتْ يَقترب منى ببطئاً شديد كى يُثير الخوف بِقلبى ، يُعذبنى ويُرهقنى أولاً والخطوة القادمة يَأُخذ رَوحى ، يأخُذها بُسرعة غريبة لا تلمحة وكأنه طيف أسود يَزورك لثوانى معدودة يُقدم التحية ويَرحل من حيث أتى ، لا تشعر بة لكن تأثيرة قوى ،...
