اجواء صامته من جميع الاصوات عدا صوت المذياع الصادح بالقرآن الكريم ، صوت شهقات تتفاوت بين شخص لآخر ، اللون الاسود غطى على الجميع والتفحو به .
تجلس هيا بين اصدقائها ، شاحبه الوجهه ، جامده ، تنظر أمامها بصمت تام ، بتعابير لا توحى بأي شيء ولا حتا يقطر الدمع من عيناها ، تنظر غزل الى غفران وروح بتوتر من عدم بكائها ، وبعدها ينظرون إليها بقله حيله ..
اتى مراد بصحبه روح كى يقوم بتعزيه تسنيم طالبته ، وكذالك فريد بصحبه غفران وطفله الذي أصر أن يبقى معه بالاسفل بعزاء الرجال ..
بالاسفل كان يقف نوح مع عامر أخيه يقابلون من أتى كى يقوم بواجب العزاء ، فليس لتسنيم الان أحد غيرهم ، هناك قله من أقرباء والدتها لكنهم ليسو على علاقه وطيده معها
وقف امير بعدما هبط من سيارته ، ليصافح نوح وبعدها عامر هاتفاً بتأثر
- البقاء لله ..
- حياتك الباقيه ..قالها عامر بحزن طاغى على ملامحه ، وبعدها جلس امير بجانب فريد الذي يحمل مازن على قدمه ، ليقول بخفوت
- كان لازم تجيبه معاك .اجاب بقله حيله
- مفيش حد ياخد باله منه على ما احنا نرجع .هتف امير بمغزى
- امك موجوده وهتموت وتشوفه ..نظر أمامه بجمود يقول بقسوه
- معنديش ام ..تنهد امير بضيق مُتحلياً بصمت ليس الزمان ولا المكان مناسبين لتلك الاحاديث الان ..
رمق نوح مراد الجالس وسط الرجال بضيق عندما علم بإنتمائه لعائله العلوان ، لا يريد لتلك العائله التغلغل أكثر بحياتهم وسيعمل على هذا بكل جهده ..
أثناء العزاء ، وقفت سياره اجره ، لينظر الجميع بخفوت إلى الهابط منها ، رجل اربعينى ، يرتدى نظاره طبيه ، هيئته مهندمه الى حد ما ، يقترب منهم ، ليتأفف كل من نوح وعامر ، ليقول الرجل بتأثر مصطنع بعدما وقف أمامهم
- انا اول لما عرفت الخبر جيت علطول ، ربنا يرحمك يا سعاد ..رمقه عامر بإستحقار هاتفاً
- وتعبت نفسك ليه يا عم نبيل ، ما انتا طلقتها ورميت بنتك ، جيت تفتكر دلوقتى .؟!نظر نبيل له بضيق ، فدائماً ما كان يكرهه هذا الولد سليط اللسان ، قليل التربيه - من وجهه نظره - ، ليقول بعصبية
- وانتا مين بقا اداك الاذن عشان تتكلم بلسانهم يا عامر باشا ..عندما رأى نوح أن أخاه سيندفع بالرد عليه ولربما ينشأ شجار بينهم غير مناسب للأجواء ، هتف بهدوء
- الوقت مش مناسب للكلام ده ..رمق نبيل عامر بضيق مغمغماً بكبرياء معدوم
- قول لاخوك الاول يتعلم يكلم الأكبر منه بإحترام
أنت تقرأ
وزير الخطر
Mystère / Thrillerأشعر وكأن الموتْ يَقترب منى ببطئاً شديد كى يُثير الخوف بِقلبى ، يُعذبنى ويُرهقنى أولاً والخطوة القادمة يَأُخذ رَوحى ، يأخُذها بُسرعة غريبة لا تلمحة وكأنه طيف أسود يَزورك لثوانى معدودة يُقدم التحية ويَرحل من حيث أتى ، لا تشعر بة لكن تأثيرة قوى ،...