◉⁩PART( 50 )◉

377 34 10
                                    

اجواء صامته من جميع الاصوات عدا صوت المذياع الصادح بالقرآن الكريم ، صوت شهقات تتفاوت بين شخص لآخر ، اللون الاسود غطى على الجميع والتفحو به .

تجلس هيا بين اصدقائها ، شاحبه الوجهه ، جامده ، تنظر أمامها بصمت تام ، بتعابير لا توحى بأي شيء ولا حتا يقطر الدمع من عيناها ، تنظر غزل الى غفران وروح بتوتر من عدم بكائها ، وبعدها ينظرون إليها بقله حيله ..

اتى مراد بصحبه روح كى يقوم بتعزيه تسنيم طالبته ، وكذالك فريد بصحبه غفران وطفله الذي أصر أن يبقى معه بالاسفل بعزاء الرجال ..

بالاسفل كان يقف نوح مع عامر أخيه يقابلون من أتى كى يقوم بواجب العزاء ، فليس لتسنيم الان أحد غيرهم ، هناك قله من أقرباء والدتها لكنهم ليسو على علاقه وطيده معها

وقف امير بعدما هبط من سيارته ، ليصافح نوح وبعدها عامر هاتفاً بتأثر
- البقاء لله ..
- ‏حياتك الباقيه ..

قالها عامر بحزن طاغى على ملامحه ، وبعدها جلس امير بجانب فريد الذي يحمل مازن على قدمه ، ليقول بخفوت
- كان لازم تجيبه معاك .

اجاب بقله حيله
- مفيش حد ياخد باله منه على ما احنا نرجع .

هتف امير بمغزى
- امك موجوده وهتموت وتشوفه ..

نظر أمامه بجمود يقول بقسوه
- معنديش ام ..

تنهد امير بضيق مُتحلياً بصمت ليس الزمان ولا المكان مناسبين لتلك الاحاديث الان ..

رمق نوح مراد الجالس وسط الرجال بضيق عندما علم بإنتمائه لعائله العلوان ، لا يريد لتلك العائله التغلغل أكثر بحياتهم وسيعمل على هذا بكل جهده ..

أثناء العزاء ، وقفت سياره اجره ، لينظر الجميع بخفوت إلى الهابط منها ، رجل اربعينى ، يرتدى نظاره طبيه ، هيئته مهندمه الى حد ما ، يقترب منهم ، ليتأفف كل من نوح وعامر ، ليقول الرجل بتأثر مصطنع بعدما وقف أمامهم
- انا اول لما عرفت الخبر جيت علطول ، ربنا يرحمك يا سعاد ..

رمقه عامر بإستحقار هاتفاً
- وتعبت نفسك ليه يا عم نبيل ، ما انتا طلقتها ورميت بنتك ، جيت تفتكر دلوقتى .؟!

نظر نبيل له بضيق ، فدائماً ما كان يكرهه هذا الولد سليط اللسان ، قليل التربيه - من وجهه نظره - ، ليقول بعصبية
- وانتا مين بقا اداك الاذن عشان تتكلم بلسانهم يا عامر باشا ..

عندما رأى نوح أن أخاه سيندفع بالرد عليه ولربما ينشأ شجار بينهم غير مناسب للأجواء ، هتف بهدوء
- الوقت مش مناسب للكلام ده ..

رمق نبيل عامر بضيق مغمغماً بكبرياء معدوم 
- قول لاخوك الاول يتعلم يكلم الأكبر منه بإحترام

وزير الخطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن