| عذبه العقاد |
ترجلت غفران من السياره وبعدما صفها فريد فى المكان المناسب ، حمل مازن ودلفو جميعاً إلى الداخل ، كان جواد بإنتظارهم احتضن صغيرته وصافح فريد الذي هتف بفضول
- فى ايه يا عم جواد .؟! ايه حكايه البنت الى عندك دى ..ضغط جواد على يد فريد مغمغماً بحسم
- بعدين هقولك ..
صاح مازن بحماس وهوا يقفز من يد فريد
- انا عايز العب مع بحر ..
اشار جواد لأحد رجاله يأمره بأخذ مازن الى الكلب بحر ، وبعدها نظر إلى غفران التى تحمل حقيبه صغيره من الملابس
- تعالى معايا يا غفران .
تحركت معه إلى الداخل متسائله بفضول
- مين البنت الى عندك ..
مط شفتاه الى الامام مجيباً بإختصار
- واحده محتاجه مساعدتى ..
ضحكت تلكزه بكتفه مغمغمه بعبث
- وانتا بتحب المساعده اوى يا جود ..
ابتسم بخفوت على مزاحها ، حتا وصل إلى الغرفه الماكثه بها غاليه ، طرق على الباب بهدوء ، يسمع صوتها يسمح له بالدلوف ..
فتح الباب ودلف هوا اولاً يجدها جالسه على الفراش ، ووقفت بسرعه عندما وجدته ، يتحمحم جواد بهدوء متحدثاً بنبره عاديه
- اختى جت تقعد معاكى شويه وجيبالك هدوم ..
قالها يفسح المجال لغفران بالظهور ، وعندما وقعت أنظار غفران فوق غاليه ، عرفتها فوراً تبعاً لكونها عارضه ازياء وهيا تهتم بهذا المجال ، لتهتف بحماس
- انتى غاليه عادل مش كده ..
ابتلعت غاليه لعابها بخجل ، تنظر إلى جواد بتوتر الذي قال
- انتى تعرفيها يا غفران .؟!
أجابت مؤكده
- اكيد اعرفها دا انا متبعاها من زمان اوى على الانستجرام ، دا غير أنها مرات مروان علوان ..
صمتت لثوانى وبعدها اردفت ببلاهه
- ايه ده .؟! انتى هنا ازاى ، انا مش فاهمه حاجه
احمر وجهه الاخرى من فرط الخجل التى وضعت نفسها به ، ليقول جواد بحسم
- مش وقته
أدركت غفران خطأ ما تفوهت به لتومأ بإيجاب مسرعه ، واستأذن جواد حتا يعطيهم بعض من الخصوصيه ..
لم تستطيع غاليه أن تتحدث يكفى الموقف المحرج الموضوعه به ، وبالتأكيد تلك الفتاه سوف تفكر أنها فتاه سيئه ، تركت زوجها واختبأت بمنزل رجل غريب ولا تعلم ماذا تخفى تلك الحوائط ليلاً ، فلو كانت مكانها فبالتأكيد سيكون هذا تفكيرها ..
قررت غفران أن تقطع هذا الصمت الممزوج بتوتر ، تفتح حقيبه الملابس وتمد يدها بملابس منزليه وبنفس الوقت مناسبه للخروج بتلك العذبه مغمغمه
- اتفضلى البسي الهدوم دى ، هتبقى مقاسك أن شاء الله ..
اخذت منها الملابس مردفه بتعلثم
- طب انا عايزه أخد دش ، ينفع .؟!
- اكيد ينفع ، تعالى معايا ..
صارت بها غفران الى الخارج حيث المرحاض تشير لها بالدخول وتضيف
- واقفلى على نفسك بردو من جوا لو قلقانه ، وانا هقعد هنا عشان لو عوزتى اى حاجه ..
أومأت لها بإمتنان ، لقد كانت بالفعل فى امس الحاجه لفتاه فضلاً عن مستنقع الرجال التى وجدت نفسها به...
بعد دلوفها المرحاض ، جلست غفران إلى إحدى الكراسي ، ثوانى وجددت مازن يأتى راكضاً إليها ، تلتقطه وتجلسه على قدميها مردفه
- مش كنت بتلعب مع بحر .؟!
- ايوا بس عنتر قال إن بحر هياخد دش ، وقالى روح لغفران عشان متتغرقش وتاخد برد ..
ابتسمت تربت على رأسه ، وبعد مده خرجت غاليه من المرحاض بعدما ارتدت الملابس التى أعطتها إياها ، فقد كانت عباره عن بنطال من اللون الابيض واسع بعض الشيء به خطين من اللون الاسود من كل جانب ، يعتليه تيشيرت اسود نصف أكمام ، لتقول غفران برضا
- الحمد لله طلعو على مقاسك ..
، ابتسمت غاليه بشكر ، وعادو الى الغرفه مره اخرى ، تجلس غفران على الكرسي وتركت مازن يلعب بالغرفه ، لتظل أنظار غاليه معلقه على هذا الطفل الذي يعبث بأغراص الغرفه بلا توقف ، لتتحدث اخيراً
- دا ابنك .؟!
امسكته غفران تحت ضحكات مازن العاليه حتا يتوقف عن العبث مجيبه بنفى
- لا مش ابنى ..
أعطته قبله فوق خده ، لترى علامات الرضا فوق وجهه الطفل واستطردت
- بس صدقينى هوا عندى اغلى من اى حد
رأت الحيره واضحه على ملامح غاليه ، لتقرر إرضاء فصولها والتوضيح ، لذا قالت
- دا ابن فريد ، صاحب جواد ، وفى حاجات كتير حصلت يعنى زى أن انا عارفه مكان اخويا من فتره قليله من غير ما ندخل فى تفاصيل ، بس انا الى بربى مازن لأن مامته متوفيه وأبوه عنده شويه مشاكل ومكنش هيقدر يقعد معاه طول الوقت ولا يهتم بيه ..
انصتت غاليه بإهتمام شديد ترى علامات التأثر وصدق الحديث فوق وجه غفران التى أكملت
- انا مش متجوزه ولا جربت احساس الامومه ولا جربت حتا اربى طفل ، كل حاجه كنت بجرب فيها مع مازن ، مع الوقت اتعلقت بيه وهوا كمان اتعلق بيا ، يمكن انا مقدرش اعيش من غيره ، مينفعش يعدى يوم غير لما نقعد مع بعض ونتكلم ، بكلمه كأنه راجل كبير ، وهوا ماشاء الله ذكى وبيفهم الكلام ، صدقينى مفيش اجمل من أن يكون عندك طفل ، حبه ليكى مش مشروط بأى حاجه ..
وضعت غاليه يدها على بطنها ، مبتلعه لعابها بتوتر ، لا تعلم حديث تلك الفتاه من قبيل الصدفه أو أخبرها جواد أن تقنعها لكن لا يبدو عليها معرفه الأمر ..
بللت شفاهها بتوتر مغمغمه
- انتى اكيد دلوقتى شيفانى واحده مش كويسه ، لانى قاعده فى بيت اخوكى وعارفه انى متجوزه
وقفت غفران من مكانها ، وجلست بجانبها تقول بصدق
- متعلمتش احكم على حد غير لما اسمع أو اتعامل معاه ، الحياه علمتنى ده ، لأن فى أشخاص كنت فكراهم ملايكه من بره ، بس لما عرفت حقيقتهم اتصدمت من بشاعه الى جواهم ، منكرش انى مصدومه شويه او مش فاهمه حكايتك ، بس الاكيد انى محكمتش عليكى زى ما قولتى ..
يبدو بالفعل من كثره قضاء الوقت مع مروان ، احست أن البشر جميعاً أصبحوا بنفس شره ، لا تعلم أن هناك أناس ما زالوا بصفائهم ونقائهم ، يحملون الخير للجميع ولا يترددون عن مساعده الاخرين ..
أعادت نظرها مره اخرى الى مازن ، عندما رأته ينظر إليها بفضول طفولى ، لتضحك غفران عندما قرأت ما برأس صغيرها هاتفه
- تعالا يا ميزو سلم على طنط ..
ركض مسرعاً ، يمد يده ليصافحها ، ضحكت غاليه بسعاده محتضنه إياه بحب ، لتقول غفران بضحك
- ومن الحاجات الحلوه الى فيه أن هوا اجتماعى اوى ..
ضحكت غاليه مؤكده
- واضح ما شاء الله ..
اخذت تعبث قليلاً مع مازن ، تسأله عن اسمه وسنه وبأى صف هوا ، والآخر يجيب بحماس ولباقه ، مما جعلها تقع فى حبه من اللقاء الأول ..
بالخارج ..
ارتشف فريد من كوب الشاي الموضوع أمامه مردفاً بتساؤل
- مين الست الى جوا .؟!
اجاب جواد بإختصار
- واحده بساعدها ..
رفع فريد طرف شفاهه العلويه مردفاً بسخرية
- دا على أساس انك بتاع خير وبتوزع وجبات على الصائمين وبتتبرع لجمعيه الأورمان كل سنه..
ضحك جواد بخفوت ، بينما استكمل فريد
- عيب يا جود مش عليا الكلام ده ، دا انتا عمرك ما ساعدت حد ولو بالغلط حتا ، مين الست الى جوا دى ..
اخذ نفساً عميقاً موضحاً
- دى تبقى مرات مروان علوان ..
ابتلع ما بفمه جاهراً بصدمه
- مروان علوان ، الى احنا نعرفه ولا تشابه اسماء
- لا هوا ..
صاح بصوت عالى
- احيييه ، دا راجل ابن مفتريه ، جايب مراته عندك هنا .؟؟؟؟؟
اجاب جواد بهدوء
- انا مجبتهاش هيا الى جاتلى برجليها وطلبت منى اساعدها واخلصها منه ، اقول انا لا .؟!
ضيق عيناه بعدم تصديق للماكر الجالس أمامه ، ليتحدث بنبره خبيثه
- الست حلوه ، ودا الى عاجبك مش كده .؟!
- انا مش بتاع ستات ..
قالها جواد بنبره عاديه يشعل سيجارته ، ويعطى واحده لفريد الذي قام بإشعالها أيضاً ، مخرجاً الدخان من أنفه ومتحدثاً بإستمتاع
- يمكن مش بتاع ستات ، بس بتقدر الجمال اوى ، ومن غير لف ودوران الست عجباك ..
صمت ينظر أمامه بشرود من حديث فريد ، الذي أكمل بعبث
- حاسب بقا لجميله تقفشك ..
هتف جواد بحسم
- عيب يالا ، مش انا الى هخاف من ستات
- لا هتخاف ولازم تخاف يا حبيب اخوك ، لانك بتعمل غلط ، اسمع منى ..
لم يبالى بحديثه كثيراً وكذالك احس فريد ، ليود أن يغير مجرى الحديث ، وبصفته شقيق غفران ، أراد أن يحسن نظر جواد به ، حيث قال بخفوت
- مش انا هروح عند دكتوره نفسيه..
عقد حاجبيه هاتفاً بدهشه
- بجد .؟! من امتا التغيير ده ..
- يعنى كده أحسن
ربت جواد على فخذه مغمغماً بإبتسامه
- دى احسن حاجه عملتها من ساعه ما عرفتك أصلاً
ابتسم فريد بإتساع كون تصرفه حاز على اعجابه ، واخذا يتبادلان أطراف الحديث إلى حين خروج غفران حامله مازن نائماً ، أسرع فريد ملتقطاً صغيره منها واستأذن جواد للرحيل لتقول غفران
- طب لو سمحت يا فريد دقيقه وجايه وراك
أومأ بتفهم ، راحلاً من أمامهم ، تستدير تنظر إلى جواد بخفوت هاتفه
- انتا متأكد أن وجود غاليه مش هيضرك ..
ابتسم مربتاً على رأسها ويجيب
- متقلقيش عليا ، محدش يقدر يضرنى ..
- بلاش الثقه دى يا جواد عشان خطرى ..
- قولتلك متقلقيش ..
حركت رأسها بتفهم ، تنظر إلى الداخل وبعدها أعادت انظارها إليه مردفه
- على فكره واضح من نظراتها انها حامل وخايفه من إلى فى بطنها ..
عقد حاجبيه بدهشه متسائلاً بفضول
- عرفتى ازاى
ابتسمت مجيبه
- من نظراتها قولتلك وتأثرها بكلامى عن مازن ، دا غير أنها كل شويه تحضن بطنها ، فشكيت الصراحه ، وعصفوره فتن ليا ..
ضحك محركاً رأسه بيأس من هذا المدعو عصفوره، لن يهدأ حتا يقص له لسانه بيوم من الايام .
بعد رحيلها أيضاً أتاه اتصال من رياض المُكلف بإصطحاب ( الخواجه ) الى هنا حتا تتم العمليه ، ليتفاجأ جواد به يقول
- جواد ، الخواجه بيعتذر مش هيقدر يتمم الصفقه النهارده ، وقالى ابلغك أنه لو ينفع بكره هوا تمام معاه ..
مسح على وجهه محاولاً تجميع شتات صبره المتناثرة وقول
- ماشي ، وياريت يجى مظبوط بكره ، خليك معاه متسبهوش ..
أكد له رياض أنه لن يتركه وبعدها أغلق معه الهاتف ، ينظر إلى الغرفه المتواجد بها غاليه تبعاً لأنها تقع مباشره على الحديقه ، وجد انواراها ما زالت مضائه ، يرى طيفها خلف النافذه وبعدها تحركت بعيداً ظل لدقيقتين فى حيره من أمره أن يدلف لها ويتفقد أحوالها ، أم يظل ثابتاً لا يهتز أمامها وتعلم أن وجودها هنا شيء يفرحه وبشده ..
اختار الحل الثانى مقنعاً نفسه أن يترك لها مساحه كافيه للتفكير بجنينها وما تنوى فعله به ، وبعدها دلف الى الداخل
______________________
| شقه غزل |
جذبها بعنف من المرحاض ، مما أدى إلى وقوع الهاتف من يدها وإنقطع الإتصال ..
دفعته بقوه صارخه
- اوعا يا حيوان يا ابن ال****
- تعاليلى بقا ..
جذبها محاصراً إياها بالحائط ، يخرج الشريط اللاصق ويضعه بسرعه على فمها حتا يتخلص من صوتها المزعج حتا لا ينفضح أمره ..
امسك يدها الاثنين بين بين يديه ، بعدما الصقها بالحائط من خلفها ، وبقدم واحده ثبت قدميها حتا لا تركله مره أخرى ، تتسع ابتسامته الخبيثه مقترباً منها هامساً بإنتصار
- ورينى بقى هتفلتى منى ازاى. .
اقترب منها دافناً وجهه بعنقها يقبلها بشراهه ، لتستطيع الأخرى افلات يد واحده من يدها ، تضربه فوق ظهره بضعف ، دموعها بدأت فى الهبوط بقله حيله واشمئزاز من ملمس شفتاه فوق عنقها ، تريد دفعه أو قتله حتى والٕابتعاد عنه ولا تستطيع ، يلوثها بلمساته وتود الموت افضل من أن تفقد عذريتها على يده.
بالأسفل
وصل امير بسرعه حيث البنايه السكينه ، هبط من السياره دالفاً بقوه الى العماره ، يأخذ درجتين بدرجه واحده ، يلهث بشده حتى يستطيع إنقاذها ، لا يهم ما الدافع سواء كان من داخله بنابع الشهامه ، أو إعجابه بشخصيتها القويه التى لفتت نظره منذ اليوم الأول ..
وصل إلى باب الشقه ، يطرق الباب بقوه هاتفاً
- غــــزل ..
رفع شادى وجهه من عنق غزل ، يستدير حيث الباب عاقداً حاجبيه ويسألها بعنف
- مين ده وايه الى جابه بره .. ؟!
اخذت تدفعه فى محاوله للتملص منه ، تصرخ وتنادى على أمير لتمنعها اللاصقه من إصدار أى صوت ..
ابتلع شادى لعابه بتوتر بتتابع الطرقات فوق الباب والنداء على غزل ، تستغل هيا انتباههه مع الباب ، ودفعته بقوه راكضه من أمامه ، تضع يدها على فمها كى تنزع اللاصقه ، ولذا بتلك السجاده الموجوده فوق الارض ، تنسحب من أسفل قدميها ، مسببه انزلاقها بقوه ، يصطدم وجهها بدون رحمه بالأرضيه ، وقبل أن تستوعب كان قد شل حركتها عندما جثى فوقها وهيا مفترشه الأرض
بالخارج ..
بمجرد ما سمعت امل صوت أحد ينادى على غزل خرجت بسرعه ، لتنحبس أنفاسها داخل صدرها عندما وجدته هذا الرجل نفسه الضابط الذي أجبرها على توقيع التنازل ، وبوجوده هنا بهذا التوقيت يعنى تورطها بجريمه كبيره ..
ابتلعت لعابها بتوتر ، تقترب منه مغمغمه
- مفيش حد جوا يا باشا ..
استدار امير ، متذكراً إياها فوراً ، رمقها بسخط وبعدها هتف بتساؤل
- مش دى شقه غزل ..
اجابت بتمثيل اجادته
- ايوا يا باشا هيا شقه غزل ، بس من ساعه الى حصل هيا سابت الشقه ومشيت ، ومن يومها ما شوفتهاش تانى ..
عقد حاجبيه بحيره من أمره مردفاً
- متأكده .؟!
- ايوا والله ، دا حتى مفاتيح الشقه معايا جوا اهه ، ومستنيه على ما حد يجى يأجرها
حك جبينه بتخبط يومأ بإيجاب ، مستديراً ويهبط من فوق الدرجات مره اخرى ، لتصيح الأخرى من خلفه بسعاده عندما رأته مقتنع بحديثها
- مع السلامه يا باشا ..
كان يعلو صوتها قاصده بذالك أن يصل إلى أُذن من بالداخل وقد نجحت بهذا ، لذا أستمع الاثنين الى حديثهم وراء الباب ، لتهبط دموع غزل بخوف ممزوج بحسره فأملها الوحيد قد رحل ولا تملك من ينقذها الان ..
أنت تقرأ
وزير الخطر
Mystery / Thrillerأشعر وكأن الموتْ يَقترب منى ببطئاً شديد كى يُثير الخوف بِقلبى ، يُعذبنى ويُرهقنى أولاً والخطوة القادمة يَأُخذ رَوحى ، يأخُذها بُسرعة غريبة لا تلمحة وكأنه طيف أسود يَزورك لثوانى معدودة يُقدم التحية ويَرحل من حيث أتى ، لا تشعر بة لكن تأثيرة قوى ،...