◉⁩PART( 41 )◉

420 25 3
                                    

كان يتمدد على الكرسي المخصص له ذو التصميم الغريب على غير بقيه المقاعد ( الشيزلونج ) ، وأمامه تلك الفتاه ذات الشعر الأحمر النارى ، بشره بيضاء يتخللها الكثير من النمش ، عيون زرقاء فاتحه بلون البحر ، تلك هيا الطبيبه النفسيه ( انغام )  ، ذات الجنسيه اللبنانيه ، لكنها تتحدث  باللغه المصريه العاميه تبعاً لقضائها العديد من السنوات بمصر..

بعد التعارف الذى تم بين الاثنين ، افسحت المجال له للتحدث عن بدايه آلمه ومعاناته ..

مط فريد شفاههه مغمغماً بألم
- انا كنت شقى ومش بسمع الكلام ، مش بحب المدرسه ، مش بحب اكل الاكل الى بتعمله امى ، بحب العب فى الشارع ، واتأخر بره ، اهرب من المدرسه ، بس معظم الأطفال بيبقو فيهم طبع التمرد .

أومأت بإيجاب تدون بعض الاشياء بمفكرتها الصغيره وبعدها رفعت نظرها مغمغمة بهدوء
- انتا كنت وحيد يا فريد  !

مط شفتاه بعبوس هاتفاً
- يمكن لو كنت وحيد مكناش وصلنا للنقطه دى ..
- بمعنى ..

استفسرت ليجيب فريد
- انا كان ليا توأم أمير ، دا بقا إلى بيقولوا عليه ابن أمه ، كان بيسمع اى كلمه تقولها ، على عكسي طبعاً لو انا شمال ، يبقى هوا يمين ، لو انا يمين يبقى هوا شمال

هتفت مره اخرى
- وحياتكم الاسريه ..

صاح بلا تردد
- زى الزفت ..

بلل شفاهه وبعض لمحات من الماضي تقتحم رأسه مغمغماً بـ
- كان كل يوم خناق بين الاب والام ، وكانت كل الخناقات عشان حاجه واحده ، أنه شغال فى محل كشرى على قد حاله. ، لكن مدام ليلى موظفه قد الدنيا فى بنك اجنبى ..

رفعت حاجبيها بدهشة مردفه
- يااه ، طلاما الفرق كبير اوى كده ما بينهم ، اتجوزو ليه ..
- ‏كانوا بيحبو بعض من ايام الكليه ، وكان بابا واعدها أنه هيغير من نفسه ومن شغلته ، بس مكنش بيعمل حاجه ، كل شويه خناق فى نفس الموضوع لحد ما فى يوم اتخانقو خناقه كبيره اوى ، وصلت للطلاق ، بابا مكنش عايز يطلقها فقال ليها هاخد واحد من الولدين عشان يضغط عليها بينا ، لان احنا عيالها واكيد مش هتتنازل عن واحد وتسيب التانى

صمت قليلاً تجد وجهه أحمر غضباً ، يقبض يده بقوه حتا ابيضت مفاصله ، وبعدها استطرد
- اتفاجأنا وهيا بتقوله ، ماشي خد فريد وسبلى امير ، اتخلت عنى وكسرت قلبى ..

اغرورقت عيناه بالدموع يقول
- كانت عارفه كويس أن بابا مريض قلب ، وشغله مش هيخليه يعرف يصرف على نفسه  وعلى علاجه وعليا ، ومع ذالك سابتنى معاه ..

صمت يمسح دموعه بضعف ، لتمتدد يد انغام إليه بمنديل ورقى هاتفه
- اتفضل ..

اخذ المنديل منها ، يمسح ما تبقى من دموعه ، لتتحدث هيا بهدوء
- قولى ، ايه إلى حصل بعد اما عيشت مع ابوك ..
- ‏انتقلت انا وابويا لبيته القديم فى الحاره ، مكنش عارف يصرف عليا ، وكان دايماً سايبنى لوحدى ، لانه بيروح الشغل بدرى وبيجى متأخر ، يمكن إلى كان بيهون عليا شويه أن اخويا امير كان بيجيلى ساعات ويلعب معايا ، من ورا ماما طبعاً ، كان فى ست تقريباً عندها سبعه وأربعين سنه ، اسمها مها  ساكنه فى نفس العماره الى احنا ساكنين فيها ، كانت مطلقه ومعاها عيال ، اكبر منى كمان ..

وزير الخطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن