رأت تهجم وجهه وعصبيته الواضحه على ملامحه ، ينتزع من يدها الصوره مردفاً بصرامه
- جبتى الصوره دى منين .؟ابتلعت لعابها بضيق من رده فعله ، مُشيره الى الصندوق المُلقى بإهمال فوق الارض ، يحوى الكثير من الصور القديمه المائله للإصفرار بسبب طول مده الٕاحتفاظ بهم ، لتجيب بإندفاع
- بفتح الدولاب ، الصندوق وقع من فوقه فجأه ، ولما وقع انفتح ومكنش قصدى انى اتفرج على اى صور موجوده فيه ، بس الصوره دى هيا الى وقعت بعيد عن بقيه الصوره ، ولما لقيت مكتوب اسمك على ضهرها واسم واحد تانى ، افتكرت أن ده ممكن يكون صاحبك ولا حاجه ، وكنت عايزه اشوفك وانتا صغير ، ولما شوفت الشبهه بنكم ، عرفت أنه ده اخوك ، وانا اسفه انى اتفرجت على حاجه متخصنيش..تحركت مبتعده عنه ، تنوى الخروج من الغرفه ، يمسك يدها مغمغماً بخفوت
- انا اسف مكنش قصدى اضايقك ..افلتت يدها من يده صائحه
- بس انتا ضايقتني فعلاً يا نوح ، واللى كان كان ، دا انا النهارده عرفت بالصدفه أن جوزى كان ليه تؤام ، بالصدفه يا نوح ، ولو مكنتش عرفت دلوقتى مكنتش عرفت خالص ، لحد دلوقتى بتعاملنى كأنى شخص غريب عنك ، اومال ايه تانى مخبيه عنى يا نوح ، هتفاجأ بأيه ..صمتت تنظر إلى تعابير وجهه ، تجد عروق رقبته بارزه وعيناه تلمع بوميض من الدموع ، كانت متفاجأة بهذا كثيراً خصوصاً أن نوح ليس هذا الشخص العاطفى الذي يبكى حتا وان سمح له الوقت ..
ابتلعت لعابها بغضب بسبب انفعالها غير المبرر ، تؤنب نفسها انها سألته من البدايه يبدو الموضوع مؤلم للغايه له .
اقتربت منه تمسك يده مغمغمة بهدوء
- انا اسفه مكنش قصدى اضايقك ولا افكرك بيهتحدثت بهدوء
- انا منستهوش عشان افتكره .جلس فوق الفراش ، ينظر أمامه بجمود ، لتتجه وتجلس بجانبه ليقول بحزن دفين
- انا وشهاب تؤام ، كنا مختلفين فى كل حاجه ، بس فى نفس الوقت بنكمل بعض ، انا الذكى الى بيذاكر علطول ولابس نضاره نظر ، وهوا الشقى الفاشل اللى بيكره المذاكره ، كنا مع بعض فى كل حاجه ، مكنش ليا أصحاب غيره بس هوا كان ليه كتير أنا كنت انطوائي وخواف اوى ، بس هوا كان اجتماعى وقلبه جامد ، مكنتش أقدر استغنى عنه ولا هوا كان يقدر يستغنى عنى ..مسح دموعه بسرعه حتا لا تلحظها وتضعف منه ، وبالرغم من رؤيتها لتلك الدموع الا أنها لم تظهر أمامه ، بل دعته يكمل بخفوت ، بصوت مهتز قليلاً
- لحد اما ابويا دخلنا انا وهوا مدرسه عسكريه ، كانت المدرسه قاسيه اوى علينا فى الاول بعد كده اتعودنا عليها وعلى القواعد اللى محدش يقدر يطلع براها ،. المدرسه كان مشغلنها وبيدرسو فيها ، ناس ظباط رتبه كبيره فى الجيش ، وكذا عقيد وكانو بيعاملونا كأننا ناس كبيره فى الجيش ، وبسبب ده اتجرأت كتير اوى عن الاول ، كنا بننزل كل شهر اسبوع ونرجع تانى ، بس زى ما كان شهاب شقى أوى بره المدرسه كان شقى أوى بردو جوا المدرسه ، بس مكنش يعرف أن شقاوته دى هتكون سبب فى موته
أنت تقرأ
وزير الخطر
Mystery / Thrillerأشعر وكأن الموتْ يَقترب منى ببطئاً شديد كى يُثير الخوف بِقلبى ، يُعذبنى ويُرهقنى أولاً والخطوة القادمة يَأُخذ رَوحى ، يأخُذها بُسرعة غريبة لا تلمحة وكأنه طيف أسود يَزورك لثوانى معدودة يُقدم التحية ويَرحل من حيث أتى ، لا تشعر بة لكن تأثيرة قوى ،...