13

1.4K 49 2
                                    

صحى بأنزعاج من رنّة جواله المتكررة وسحب جواله يطفي المنبة ، عضّ على شفته من استوعب انه متأخر على صلاة الجمعة قام من سريره متوجهه للحمام ياخذ له شاور سريع ، تقدم للتسريحة يتعطر من ذات العطر لمّا قابل ورد بزواج أخته رنـا ، ماراح من باله رجفة صوتها وبكاها وترجّيها له ، مشى يخرج من البيت وهو يردد : والله ما أخلّيك لو على موتي
تقدم يدخل المسجد وهو يسمع خطبة الجمعة ، لف يناظر عمه أبو طلال وقام يستغفر من تذكّر كلامه وكيف كذب عليه بأن ورد تبي ياسر وانه بيجبر بنته على شخص ما تبيه ، كمّل يخرج من المسجد متوجه لبيت جدّه أبو سليمان كعادتهم غداء بعد الجُمعة ، عند ورد اللي من صحت وهي مداهمها الصُداع الأليم قامت تدخل الحمام تاخذ لها شاور وتسمع صوت امها اللي تناديها تستعجل فيها ، خرجت وجلست امام التسريحة تحط لوشن وتبخّ العطر ناظرت عطر رَعد وابتسمت وخذت عَهَد على نفسها ما تقرّب منه إلا وهي ببيت رَعد ، ضحكت بخفّة من تفكيرها وكيف متأكدة انها هي ورَعد بيكونون سوا ، كملت تحط ميكب لأجل تخفي الحزن اللي واضح حتى وهي تحاول تخفيه ، طلّعت بلوزة سوداء شفافة بأكمام منفوخة ولبست تحته بَدي أسود وبنطلون أسود ، ابتسمت برضا على شكلها لبست عبايتها وخذت شنطتها تخرج من غرفتها ، ناظرت أمها بأبتسامة مصطنعة
أم طلال : ليش تأخرتي ؟
تجاهلتها ورد تمشي ، رفعت حاجبها أم طلال : يعني حتى انا بتزعلين مني ؟ قلت لك أبوك يبي لك الأحسن
هزت راسها ورد وخرجت من البيت تركب سيارتها وتنتظر امها وماهي إلا ثواني وركبت امها جانبها حرّكت لبيت جدها وخذت نفس من شافت سيارة رَعد امامها ، دخلت هي وأم طلال للبيت وبلعت ريقها من شافت نظرات رَعد لها تقدمت تجلس بالكنب أمام رَعد اللي حرفيًا ' أكلها بنظراته ' ، لفت من سمعت صوت رنـا : كيفك بعد امس ؟
هزت راسها ورد : تمام ياروحي
سمر بضحكة : ورد وش فيه رَعد من دخلتي وهو ماكلك بنظراته ، لفت ورد على رَعد اللي لا زال يناظرها ومسكت جوالها بتوتّر ترسل له : رَعد لا تناظرني
ابتسم رَعد من شاف رسالتها على جواله ومسك يكتب لها : ليش ؟
خذت نفس ورد وكتبت له : بيشكّون ان بيننا شيء
ابتسم رَعد : طيب ؟ احنا بيننا أشياء مو شيء
ورد : رَعد خلاص ، قاطعهم صوت أبو طلال اللي بدأ يتكلم : ابشرّك يا يبه ان ورد انخطبت
رفعت راسها ورد بصدمة على أبوها اللي ما توقعته ياخذ الموضوع بجديّة ويضرب رأيها بعرض الجدار ، أبو سليمان بأبتسامة : ما شاء الله وانت وافقت ؟
هز راسه أبو طلال : اي وافقت والبنت وافقت بعد
أبو رَعد : مين يا أبو طلال ؟
بلع ريقه أبو طلال : يـاسر ولد عبدالله
رفع راسه أبو فهد بتوتر من سمع اسمه وناظر أبو طلال بنظرات فهموها اللي يعرفون بالموضوع ،
توتر أبو سليمان وتكلم يحاول يقفل الموضوع : زين زين
لفّت أم سليمان بأبتسامة لورد : مبروك يا ورد حبيبتي
لف رَعد بسرعة على ورد اللي لا زالت مصدومة من أبوها وما أنتبهت على كلام جدتها ، قرر رَعد يتكلم ويصدم الكل بالكلام اللي يقوله ، هو ما همّه عمانه ايش بيقولون ولا جدّه ولا حتى أمه او أبوه هو حلف ان ورد تكون له ويكون لورد ،
بلع ريقه رَعد : ياعمّ أنا جيتك امس بالموضوع اللي انت عارفه وأنت ردّيتني
لف أبو طلال على رَعد اللي بدأ يكمل : وانا برجع افتح الموضوع عند الأهل ، لأجل تفكر بالموضوع وأنت عارف القريب أولى من الغريب
توجهّت الأنظار بأستغراب لرَعد : أنا يا عمّ طلبت منك ورد على سنة الله ورسوله وارجع أطلبها للمرة الثانية وانت رفضتني ، لكنّي قلت ارجع اكلمك يمكن رأيك تغيّر
لف أبو سليمان على رَعد وبحدّة : رَعد انهبلت انت ! تخطب على خطبة الولد
هز راسه رَعد : ايه انهبلت ، انا ورد ابيها ولا راح اخذ غيرها
ناظرت ورد رَعد بترجّي انه يقفل الموضوع لأجل ما يكبر أكثر ،
طلال : أبوي ! القريب أولى من الغريب وأنت تعرف رَعد خبز يدينك ليش ترفضه !
أبو طلال بحدّة : انا امس قلت اللي عندي لك يا رَعد ، ترجع وتكرر الموضوع هنا يقال لك أنك بتحرجني ؟ و ورد انخطبت وملكتها الأسبوع الجاي رضيت ولا ما رضيت
قامت ورد من حسّت بدموعها تنزل وخرجت من الصالة متوجهة لمكانها الأحبّ مكان أول لِقى بينها هي و رَعد ، جلست على الأرض تحاول تكتم بكاها ما قدرت كمّلت تبكي وتهدّي نفسها ،
قام رَعد من حس ان الوضع بدأ يخرب : عمّي أنا بنتك أبيها ولا ابي غيرها
خرج من الصالة يدوّر ورد ولا حتى انتظر يسمع الجواب ،
لف أبو طلال على أبو سليمان : يبه تسمعه ! ولا حتى عطاني قدر قدامكم
قام أبو سليمان يتوجه للمجلس : عبدالرحمن ولا كلمة ، امشوا يا عيال للمجلس
قاموا عيال أبو سليمان متوجهين للمجلس ، واللي بالصالة للأن تحت تأثير الصدمة
خرج رَعد من البيت ولمح ورد عند جهة الأشجار جالسة على الأرض و واضح انها منهارة وجدًا ، قرّب لها ولفت ورد برعب من سمعت صوت خلفها رجف داخل رَعد من شاف انهيار ورد وقرّب يجلس امامها
ورد بصوت باكي : شفت بابا ! قلت لك متغيّر ما صدقتني
بلع ريقه رَعد بتوتر مايدري ايش يسوي ولا يقدر يحضنها يهدّيها : ورد أنا قلت اللي عندي ومستحيل جدي بيقبل عمّي يعطيك لغريب ويخلّيني
هزت راسها ورد ببكاء وتقدم رَعد اكثر لورد : والله لولا الحرام اني حطيتك بحضني لين تهدين ، رفعت راسها ورد له وقامت تناظره : رَعد كلمة وحدة أبيك تسمعها منّي مو من غيري ،
ناظرها رَعد بأستغراب ينتظرها تكمّل ، ورد : أبيك ولا أبي غيرك ، ومستحيل اقبل فيه لو على موتي
كمّل رَعد يقطع كلامها : وأنا أبيك ومستحيل أخلّيك ، أنا من يوم شفتك قلت أنتي بتكونين زوجتي ولا أقبل بشيء غيره ، هزت راسها ورد براحة ورجعت تمشي بخطوات سريعة تدخل البيت وتوقفت تمسح دموعها لأجل ما تشكك أحد باللي صار ، عند أبو سليمان وعياله ، أبو فهد : عبدالرحمن انت متأكد انه يبيها !
هز راسه أبو طلال : ايه يبيها وجاء لين بيتي وخطبها ، ويهددني بماضي أبوي !
نزل راسه أبو سليمان بأسف على اللي صار لحفيدته وانها بتنجبر على شيء هي ما تبيه
أبو رَعد : و رَعد ؟
أبو طلال : رَعد تفاهم معه انت ، انا اللي عندي قلته ومستحيل اعرّض ابوي للخطر
أبو فهد بتساؤل : هو وش قالك ؟
أبو طلال : قال لي لا ترفض ولا طلّعت ماضي ابوك كله قدام العالم ووقتها تصرّفوا
رفع راسه أبو سليمان وقام من مكانه : ماعندنا الا حل واحد ، تقبل ورد و وقتها يحلّها ألف حلّال

' أنت الذي حطيت بالجوف رمحين 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن