أنت الذي حطيت بالجوف رمحين

الـبـارت العاشر

مسكت رنـا جوالها من شافت رسالة طلال ، رفعت راسها للبنات وقامت تاخذ شنطتها : يلا بنات طلال يستناني برا
ريمـا : بدري ليه مستعجل
ورد : عصافير الحب ما يصبرون عن بعض
ضحكت رنـا : وانتوا بتقعدون هنا ؟
هزت راسها سمر : ايوه ، عشان نفطر الصباح مع جدة وجدي
ورد : لو صحوا بكرا ومالقونا ياويلنا
مشت رنـا تخرج من البيت ولفت على البنات : تمام انا اذا صار عندي وقت جيتكم
ورد بضحكة : روحي انتي مسموحة
رسلت لها رنـا بوسة بالهواء وخرجت لطلال اللي يستناها بالسيارة ، ركبت بجانبه وابتسمت من مسك كفّها
لف عليها طلال : اشتقت لك
رنـا : وانا اكثر ياروحي ، متحمسة اشوف بيتنا
طلال : ياحلو كلمة بيتنا منك
ابتسمت رنـا ونزلت راسها بحيـاء ، كملوا طريقهم ووقف طلال من وصل البيت
رنـا بأبتسامة : الله طلال
نزلوا سوا وتقدم طلال جانب رنـا ومسك كفّها يتقدمون للبيت ، فتح طلال الباب وتقدمت رنـا تتمشى بالبيت
طلال : كانوا بيأثثونه ورد وامي بس قلت لهم لا ، صاحبة البيت هي اللي تأثثه
ابتسمت له رنـا : عادي حبيبي
هز راسه طلال : هذا بيت العُمر ابي كل شيء فيه من ذوقك ولمساتك انتي
اقتربت له رنـا تحضنه ، وابتعدت تمشي اتجاه الغرفة
طلال وهو يخرج من البيت بصوت عالي : انا بطلع اجيب الشنط واجي
كملت رنـا تتمشى بالغرفة ونزلت عبايتها على السرير ، طلعت الروج من شنطتها وكملت تطبطب على شفايفها بالروج ، ابتسمت من شافت انعكاس طلال بالمرايا واقف متكّي على الباب يتأملها لفت له رنـا : الى متى بتقعد تتأملني ؟
تقدم لها طلال بأبتسامة يمسك كفهّا : لو علي؟ بقعد طول عمري اتأملك ، وجهك ماينملّ منه
ابتسمت رنـا وتقدم طلال يبعد شعرها عن رقبتها ، نزل نظره طلال بأبتسامه على رقبة رنـا
رنـا بتوتر تفهم قصد طلال : وش ناوي ؟
طلال رفع كتوفه بأبتسامة : ناويك ، تقدم لها طلال ببوسات و ~
•
الـصـبـاح ، بـيـت الجدّ أبو سليمان
كان الكل جالس على طاولة الطعام وكعادتهم الجدّ ياخذ أخبارهم
أبو سليمان : ورد كيف دوامك بوزارة الأعلام عسى جاز لك ؟
هزت راسها ورد بأبتسامة : الحمدلله جدّي كل شيء تمام ، رفع راسه رَعد وابتسم على ابتسامة ورد
أبو سليمان : الحمدلله ، لف على عهد وملَك اللي مشغولين بالجوال ، وأنتم كيف وضعكم مع الجامعة ؟
عهد وملَك بصوت واحد : الحمدلله
أبو سليمان : كيف التخصص معكم زين ؟
عهد : زين يا جدّي الحمدلله
أبو سليمان : زين زين ، يا ريمـا وسمر كيف الأوضاع معاكم؟
لفت ريمـا على أبو سليمان : جدي بصراحة انا ودي افتح لي بزنس
أبو سليمان : و وش اللي موقفّك ؟
ريمـا : بفتح بزنس أنا وسمر بس نحتاج رأس مال
أبو سليمان : أبد رأس المال موجود ، تروحون من اليوم تجهزون للبزنس حقكم
فهد : والله ياجدي مدلعّهم بزيادة انت
رفعت راسها ريمـا تناظره بحدّة وضحك فهد ،
أبو سليمان : اعقب ، انت اللي وش وضعك مع أبو خالد ؟
بلع ريقه فهد : الحمدلله كل شيء زين ، بس كارفني حبّتين
أبو سليمان : خل يكرفك كود تطلع رجّال
ضحكت ريمـا من كلام جدّها وناظرها فهد ، فهد : الله يسامحك يعني مو مالي عينك انا الحين ؟
أبو سليمان : فيك الخير بس لو تترك السربتة
فهد : ابشر ، قامت ورد من مكانها تسحب شنطتها اللي بجانبها
أم سليمان : على وين ورد ما كمّلتي فطورك
ورد وهي تناظر جوالها : تأخرت على دوامي
هزت راسها أم سليمان : الله يحفظك
خرجت ورد من البيت متجهة لسيارتها ونزلت راسها تدخل عطرها بالشنطة وشهقت من طاح العطر ،
رَعد : بسم الله عليك !
ورد : انت ليش جاي بدون صوت خوفتني !
رَعد بأبتسامة : توقعتك شفتيني من جيت وراك
ناظرته ورد وانحنت تجمع قزاز العطر المنكسر ، انحنى رَعد معاها : روحي سيارتك انا اجمّعه الحين
هزت راسها ورد بالنفي وكملت تجمّع وعضت على شفايفها من جرحت نفسها ، رَعد : الله يهديك جرحتي نفسك عطيني اشوف
ترددت ورد تمد يدّها بس ما اعطاها الفرصة رَعد من سحب يدها يشوف الجرح ينزف ، رَعد : تعالي معي السيارة عندي عدّة اسعافات اولية هناك ، هزت راسها ورد وكملت تمشي جانبه ، طلّع رَعد الشنطة وفتحها ومسك المسحة بيده : اسمعي الحين بتألمك بس اذا ما قدرتي تتحملين شدّي على يدي ، هزت راسها ورد ومسك رَعد يد ورد يمسح الجرح بالمسحة ، رفع راسه وشاف ورد عاضّه على شفايفها : يوجعك ؟
هزت راسها ورد بالنفي : لا ، خذا رَعد اللصق وحطه فوق الجرح : كذا تمام
ورد بأبتسامة : يعطيك العافية
رَعد : والعطر ؟ ابشري بـ غيره اليوم
ورد : ما تقصّر ، راحت تمشي ورد لسيارتها وابتسم رَعد لـ حد ما ابتعدت من امامه وركب السياره يتجه لدوامه ، فتح جواله يبحث عن نفس العطر ، توجه للمحل اللي كان قريب منه
رَعد : السلام عليكم يا أخ
: وعليكم السلام
مدّ رَعد الجوال لصاحب المحل : موجود نفس هذا العطر ؟
هز راسه صاحب المحل يطلع له العطر ، رَعد بتساؤل : يتوفر عندكم تغليف هدايا ؟
صاحب المحل بأبتسامة : يتوفر
رَعد : خلاص غلّف لي هذا العطر واعطيني الكرت ، نزل راسه يكتب على الكرت ورفع راسه من شاف البوكس امامه مخلّص ، سحبه من على الطاوله وخذا الكرت وخرج يمشي بأبتسامة متوجهه لسيارته
•
رفعت راسها ورد من شافت الشخص اللي امامها وبإيده عصا منحوت اعلاها صقر وعقدت حواجبها من عرفته ،
ورد : اذا عندك اي مشكلة او استفسار تقدر تتوجه للمكتب اللي جنبي
يـاسر بأبتسامة : انا جيت هنا ابيك انتي
عقدت حواجبها ورد : عفوًا ؟
ااشر ياسر على الكرسي امام مكتب ورد : تسمحين لي اجلس ، ونتبادل اطراف الحديث ؟
ورد بأستغراب : تفضل
ناظر يـاسر الأسم امام المكتب ' ورد بـنـت عبدالرحمن ' وابتسم يكمل كلامه : يا بنت عبدالرحمن انا جيت لهنـا عشان اعطيك خبر إني العصر بجي اطلبك من الوالد على سنّة الله ورسوله ، بس حبيت اعرف ردّك
ناظرته ورد بصدمة : كيف !
يـاسر بأبتسامة : اللي سمعتيه ، قام ياسر من مكانه ، انا استأذنك يا بنت عبدالرحمن واتجه يخرج من المكتب
ما استوعبت ورد اللي صار ، كيف يجي هنا ويقول لها مثل هالكلام ! وليش واثق انها بتقبله
نزلت راسها ورد على المكتب تحاول تفهم الوضع اللي صار ، عقدت حواجبها من شافت شخص آخر امامها
ورد : ياربي ما خلصت منكم أنا ؟
رفعت حاجبها من شافت امامها شخص وبيده بوكس عليه كرت ، ورد بأستغراب : مين ؟
الشخص اللي أمامها : انا مندوب ، في شخص كلمني عشان اعطيك هذي الهدية
هزت راسها ورد واشرّت على المكتب : تقدر تحطه هنا وتخرج ، تقدمت تسحب الكرت وابتسمت من قرت المحتوى ' تبشرين بالعوض يا بنت العمّ ' وفتحت البوكس وابتسمت من شافت العطر ، وسرعان ما تلاشت ابتسامتها من تذكرت الشخص الغريب اللي جاها بكلام غريب أكثر منه
•
نزلت من سيارتها وفتحت الباب تسحب البوكس معاها ، اتجهت تمشي للبيت وعقدت حواجبها من شافت سيارة غريبة كملت تدخل للبيت
ورد : ماما مين اللي عندنا ؟
أم طلال : أبوك يقول ضيف شوي وبيروح
هزت راسها ورد وكملت تمشي لغرفتها تركت البوكس على السرير وابتسمت من تذكرت الكلام اللي بالكرت ، نزلت عبايتها تعلقها وجلست امام التسريحة تزيل الميكب ، توقفت من شافت ابوها واقف عند الباب
لفت ورد عليه : تحتاج شيء بابا ؟
ااشر أبو طلال على البوكس اللي موجود بالسرير : من مين ؟
لفت ورد تناظر البوكس وبلعت ريقها بتوتر : من ديم بابا
هز راسه أبو طلال وقرب يجلس على السرير : ورد ، في خطّاب جايينك
بلعت ريقها ورد تتذكر الشخص اللي جاها الصباح ، توقعت انه لعّاب ويستهبل عليها
ورد : طيب ؟ انا مابي اتزوج
بلع ريقه أبو طلال : لو اطلبك تنزلين تشوفينه بتقبلين ؟
عقدت حواجبها ورد : بابا ! اقولك ما ابي تقول انزلي
أبو طلال : ورد لا تجبريني على اللي ما ابيه ، وقف أبو طلال يمشي تجاه الباب يخرج من الغرفه ولف على ورد : عندك خمس دقايق تجهزي وتعالي المجلس
طالعت ورد ابوها بصدمة وكيف قاعد يجبرها على شيء هي ما تبيه ، ورد بصوت خافت : بابا ! مسكت راسها تحس بصداع يداهمها ، خافت من ردة فعل ابوها وقامت تلبس عبايتها واتجهت تنزل لأمها اللي جالسة بالصالة
ورد : ماما شفتي بابا !
هزت راسها أم طلال : يقول جايك خطّاب ، وطالب شوفة
ورد بصدمة : حتى انتي يا ماما حتى انتي !
رفعت كتوفها أم طلال : أبوك ادرى
هزت راسها ورد وكملت تمشي للمجلس ودخلت ، رفعت راسها بصدمة من شافت الشخص اللي امامها وامامه نفس العصا
صدّت بعيونها عنه وناظرت ابوها اللي ااشر لها تجلس جانبه ، قربت تمشي وتجلس جانب ابوها
قام أبو طلال : انا استأذنكم
رفعت راسها ورد تناظر أبوها بترجّي ، لف أبو طلال يصدّ عن ورد اللي كسرت قلبه ولف يخرج من المجلس ، لفت ورد من سمعت يـاسر يتكلم
يـاسر بأبتسامة : مثل ما قلت لك الصباح ، العصر بجيك وجيتك
ورد بحدّة : وش تبي مني انت !
يـاسر : أبيك وجيت اطلبك من ابوك على سنة الله ورسولة
ورد : ما ابيك انا يا ابن الناس افهم
عقد حواجبه يـاسر : مع الأيام بتصيرين تبيني
قام يـاسر من مكانه واتجه للباب ولفّ على ورد اللي جالسه بصدمة تحاول تحل الموضوع
يـاسر : لا تخلين أبوك يجبرك توافقين وتكرهينه بسببي
ناظرها بأبتسامة وكمل يخرج ، ناظرته ورد لحدّ ما ابتعد من امامها وكملت تخرج متجهه لغرفتها وناظرت ابوها وامها بالصالة وتجاهلتهم تحاول تمسك عبرتها ، قفلت باب غرفتها خلفها وناظرت البوكس على السرير وخانتها دمَعتها مدّت يدها بعنف تمسحها
وقعدت تدور بغرفتها ، ورد بصوت راجف : لا تبكين لا تبكين ، برفضه وبشوف وش يسوي ، قسم بالله مريض مستحيل اقبله
رمت نفسها على سريرها تحاول تكتم عبرتها وماهي إلا دقايق وبدت تبكي من قهرها ، كل تفكيرها برَعد والمشاعر البريئة اللي كانت بينهم وايش مصيرهم ،
فتحت جوالها تناظر رقم رَعد اللي خذته من جوال رنـا على غفلة منها ، ترددت تتصل ورمت جوالها امامها وغطّت بالنوم العميق