46

1.6K 41 9
                                    

خرجت للحديقة متوجهة لسيارتها ونزلت راسها تبحث عن جوالها بشنطتها وعقدت حواجبها تشعر باليد اللي مسكت ذراعها والتفتت تناظر رَعد والخوف اللي كاسي ملامحه
ناظر عيونها لِلحظات يتأكد من شكوكه وهز راسه بالنفي : وردتي تحسين بشيء ؟
بلعت ريقها من نداءه لها وناظرت عيونه : ليش مو راضيين تصدقوني ؟ قلت لكم تحاليل وبس
رفع حاجبه رَعد وابتسمت ورد تحاول تخفي ربكتها من ان ينكشف موضوعها وهي قاطعة وعد لأمها ان محد يعرف ، ناظر إبتسامتها وهز راسه يمشي لسيارتها وتوقف لحظات يتأمل أم طلال اللي جالسة بالسيارة والتفت لورد يناظرها بأستغراب
تقدمت ورد بتعب لرَعد ومسكت كفه : تصدقني اذا قلت ما فيني شيء ؟
هز راسه رَعد بإبتسامة وشد على كفوفها : وانا عمري كذّبتك ؟
ابتسمت ورد وناظرت امها ورجعت تناظر رَعد : الموعد لماما ، رَعد لحد يعرف !
عقد حواجبه رَعد : ليه ما تبين احد يعرف !
عضّت شفايفها ورد : إذا حصل بعيد الشر وكانت ماما تعاني من شيء ، بيأجلون كل شيء زواج عهد وملكة سمر وماما ما تبي هالشيء ، بتضغط على نفسها وتحضر وتنبسط معاهم
هز راسه رَعد ورفع كفوفها يقبّلها متجاهل أم طلال اللي بالسيارة وناظر ورد : انتبهي لنفسك واستودعتك الله
ابتسمت ورد : بحفظ الرحمن
ابتعدت تتركه تركب سيارتها وابتعد رَعد يركب سيارته يحرّك للدوام
خذت نفس تخرج من سيارتها تمشي بجانب امها بعد الصمت اللي حصل بالسيارة ودخلت المستشفى تتقدم للأستقبال اللي وجهّوها لمكتب الدكتورة
توقفت ورد ولفت تناظر امها اللي ملامح التوتر عليها وكأنها تعرف ان فعلًا بيطلع فيها شيء ، مدت كفها تمسك كف امها وابتسمت تشدّ عليها وهزت راسها أم طلال يدخلون سوا
جلست ورد امام امها اللي بدت تشرح للدكتورة الأعراض واردفت ورد : زاد التعب عليها من اسبوع ونص
هزت راسها الدكتورة تمدّ لأم طلال ورقة : لازم تسوين هالتحاليل المطلوبة ، والنتائج بعد يومين
رفعت نظراتها ورد لملامح الدكتورة المرتبكة وبلعت ريقها تنطق : دكتورة من الأعراض مبدئيًا فيه شيء ؟
هزت راسها الدكتورة : حاليًا كلها شكوك لكن بعد التحاليل كل شيء يتضح بأذن الله

وقفت امام الطاولة بتعب تشوف الفطور اللي جهزته بكُل حب والتفتت تسمع صوت مشعل اللي خرج من المصعد يناديها ، طاحت عيونه على عهد وتمعّن النظر بلبسها اللي كان عبارة عن شورت باللون الوردي وبدي ابيض يغطيه القميص الأبيض ، شعرها اللي رافعه نصفه وتاركه النصف الأخر براحته تقدم لها وناظر الطاولة بذهول يشوف تجهيزاتها وابتسم يناظرها : الله يديم النشاط
ابتسمت عهد وجلست على الطاولة وجلس بجانبها مشعل وبدأ يتذوق من الفطور وبكل مرة يستمتع ولف لها : تسلم اناملك يا حبيبتي
لفت عهد تناظره : جد اعجبك ؟ صاحية بدري
هز راسه مشعل : وهو فيه شيء تسوينه ويطلع مو حلو ؟
ابتسمت عهد : كفاية غزل
ابتسم مشعل بخبث يناظرها : ليه كفاية ؟ اذا كل مره بتسوين لي فطور نفس كذا بتغزل فيك كل يوم
ضحكت عهد وااشرت بأصبعها بمعنى ' لا ' : هي فرصة بالعُمر والباقي على حسـ
سكتت من باغتها مشعل بقُبلة على ثغرها وابتعد يكمل فطوره وناظرها للإن ما استوعبت قُبلته اللي قاطعت كلامها او بالأصح ضيّعت ايش كانت بتقول
ضحك مشعل ورجع يناظر ساعته : يلا كملي فطورك عشان نمشي
ميّلت شفايفها عهد تناظره وهزت راسها تكمل فطورها

خذت نفس تشوف الساعة بإيدها ورفعت نظرها للممرضة اللي طلعت تنادي بإسم امها ، قامت من مكانها ولفت لأمها تمسك بكفها يدخلون سوا لمكتب الدكتورة
ابتسمت الدكتورة تناظرهم : تفضلو
جلست أم طلال و وقفت ورد بجانبها تحاول تخفي ربكتها وناظرت امها اللي نطقت : قالوا ان التحاليل طلعت
هزت راسها الدكتورة ولبست نظارتها تتأمل ورقة التحاليل امامها ورفعت راسها لأم طلال : المؤمن مُبتلى وهذا دليل على محبة الله
بلعت ريقها ورد تسمع تمهيد الدكتورة وهزت راسها أم طلال : ونعم بالله
كملت الدكتورة : ونعم بالله ، من تحاليلك اللي قاعدة اشوفها امامي وسبب تعبك هذا كلّه من شيء واحد وهو الكانسر
عقدت حواجبها ورد وانقبض قلب أم طلال وابتدت تردد ' لا حول ولا قوة إلا بالله '
نزلت دموع ورد لا إراديًا ورفعت كفها لخدها تمسح دموعها ورجعت تناظر الدكتورة : متى تبدأ جلسات ؟ دكتورة الله يخليك اشرحي لي الحالة اكثر
هزت راسها الدكتورة : للأسف تأخرتي بالفحص كثير وانتشر الكانسر لكن من بكرا بنبدأ جلسات

ابتسمت تتأمل البوم الصور على سريرها ، صور تجمع الذكريات الجميلة واللحظات السعيدة ، صورتها مع ابوها وامها وطلال ، صورتهم سوا بتخرجها ، حفلاتهم اللي لا تُعد ولا تحصى ، خذت نفس من شافت دمعتها طاحت على الصورة ورفعت كفها لخدها تمسح دموعها اللي سرعان ما بدت تتكاثر ، رجعّت ظهرها للخلف وغمضت عيونها بألم تشعر بالصداع اللي ينهش راسها ، لها اكثر من اربع ايام على هذي الحالة وتحاول تقوّي نفسها لأجل خاطر امها ولأجل ما يعرف احد
قامت من مكانها وخذت البوم الصور وتقدمت تفتح درج الكومدينة تحطه بداخله وناظرته نظرة اخيرة وكأنها تودع هالذكريات ولأول مرة تكره الكاميرا وتوثيق اللحظات لأن بقد ما كانت سعيدة وقتها تلقط وتوثق لحظاتهم السعيدة إلا انها الحين تتألم كثر فرحتها بالأوقات السعيدة ، خذت نفس تقفل عليه ورفعت كفها لصدرها تشعر بحجم الضيق اللي بداخلها وكأنه جبل على قلبها ، تقدمت توقف امام الشباك تتأمل السماء اللي يتوسطها القمر
لفت تمشي وتقدمت للكومدينة تاخذ جوالها وخرجت من غرفتها ونزلت للدور الأرضي تشوف امها اللي متمددة على الكنب وارتسمت ابتسامة الحزن على حال امها وتقدمت تجلس بجانبها : ماما
فتحت عيونها أم طلال تنتبه لوجود ورد وجلست بصعوبة على الكنبة تناظر ورد اللي نطقت : تحسين بشيء ؟
هزت راسها أم طلال بالنفي : زاد التعب عليّ بالجلسة اليوم بس هواين
ورد : بأذن الله
ابتسمت أم طلال ونطقت ورد : بكرا زواج عهد ومشعل
أم طلال : ايه الله يوفقهم
هزت راسها ورد : إذا تحسين بتعب لا تحضرين ، وانا اطلع لك الف عذر
عقدت حواجبها أم طلال : لا يا ماما بحضر ومابي احد يعرف عن هالتعب
زفّرت ورد : براحتك بس اذا شفت الألم زاد عليك بنطلع
هزت راسها أم طلال تسكر الموضوع لأنها تعرف عناد بنتها ، لفت ورد لطلال اللي دخل يدندن بكل روقان وابتسم من طاحت عيونه على ورد وامه اللي جالسين بالصالة وتقدم ينطق : ياهلا بالحلوات
ابتسمت أم طلال : هلا بوليدي تعال يا امي اجلس جنبي
هز راسه طلال بأستغراب من طلب امه وتقدم يجلس بجانبها ولف يناظر ورد اللي نطقت : وين ورد
ضحك طلال : الله يالدنيا صرتوا ما عاد تبوني
ضحكت أم طلال : كلكم عينين براس
ابتسم طلال وتقدم يقبّل راس امه

ابتسمت تتأمل القهوة على الفرن والتفتت من سمعت صوت فهد اللي يناديها : هلا
دخل فهد المطبخ يناظر سمر اللي تسوي القهوة : عطيني القهوة وانتم سووا لكم وحدة ثانية
عقدت حواجبها سمر بأستغراب : وليه ؟ لا حبيبي هذي مسويتها بكل حب
هز راسه فهد يتقدم لها : عشان رياض موجود يعني ؟حبيت التخاطر بينكم
سكنت ملامحها من سمعت اسم رياض : ما فهمت الرابط
ابتسم فهد بخبث : رياض بالمجلس
بلعت ريقها سمر : خلاص خذها
لفت تجهز القهوة ومدت الصينية لفهد : لا اشوفك عندي
ضحك فهد : ابشري
ناظرت فهد اللي خرج من عندها يتوجه للمجلس وتكّت على الطاولة تفكر برياض اللي فجاءة قرر يجي ، التفتت للفرن تعيد القهوة وخذت جوالها تفتح الأغنية المُفضلة وصفقت من بدت ، وتدندن خلف كلمات الأغنية بكل حماس :
ايه احبك حب فوق الخيال
وباقي احبك رغم جميع الظروف
خذت القهوة تحطها على الصينية وبدت تتمايل وتغنّي بصوت واضح تعيد كلمات الأغنية ، فزّت من سمعت صوت يكمل خلفها :
لا تسألوني حيل متعب السؤال
عساه يحنّ عسى قلبه يروف
التفتت تشوف رياض اللي توقف بمنتصف المطبخ واقترب منها يعدم المسافات بينهم وبلعت ريقها تتأمل شكله بالثوب والشماغ اللي على كتفه ، ابتسم رياض يتأملها ببلوزتها الخضراء وفتحتها اللي تكشف نصف نحرها جينزها الأبيض وشعرها المرفوع نصفه مزيّنته بشريطة بيضاء
ارتبكت تشوفه يقرب اكثر وابتسم رياض يشعر بربكتها ونزّل نظره ينتبه لرجفة شفايفها وإرتباكها منه ورفع عيونه لعينها ينطق : تعجبني لقاءات المطبخ
عقدت حواجبها سمر وكشّرت بوجهه من فهمت وابتسمت بسخرية : ما تعجبني ابد
هز راسه رياض بإبتسامة : بتعجبك بتعجبك
تقدّم ورجَف داخلها من داهمتها ريحة عطره وغمضت عيونها من شافت قُربه لها لدرجة تشعر بأنفاسه على عنقها وفتحت عيونها ببطئ من حست ببُعده وابتسم رياض يفتح المويا : مرتبكة مني ؟
هزت راسها بالنفي تناظره ورفع علبة المويا : كانت وراك وقربت اخذها ، يعني لا يروح تفكيرك وتطمّني مالي نية ثانية
وسعّت عيونها بصدمة : اي نيّة ! ما عطيتك اهتمام اصلًا
ابتسم رياض وركّز بعيونها : اي عشان كذا غمضتي عيونك
عضّت شفايفها تشعر بحرارة ملامحها من خجلها ونزل نظره رياض لشفايفها : بس شكلك بتخليني اغير نيّتي
ناظرته بصدمة من جُرأته وضحك رياض من ملامحها اللي تغيرت ولف يعطيها ظهره يخرج من المطبخ وتنفّست براحة من شافته ابتعد ورفعت كفوفها تهوّي نفسها : يمه قلبي
لفت تاخذ صينية القهوة وخرجت من المطبخ تتوجه للحديقة وارتسمت إبتسامة على وجهها من لمحت رياض اللي جالس يسولف مع فهد و واضح متحمّس

' أنت الذي حطيت بالجوف رمحين 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن